
تصعيد إسرائيلي في غزة و"الصحة العالمية" تندد بهجمات على مقرها
وقالت المنظمة إن مقر إقامة موظفيها ومستودعها الرئيسي بمدينة دير البلح في غزة تعرضا للهجوم ثلاث مرات الإثنين.
وذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبرييسوس على منصة إكس أن اثنين من موظفي المنظمة واثنين من أفراد عائلتهما اعتُقلوا، مضيفاً أن ثلاثة منهم أطلق سراحهم لاحقاً، بينما لا يزال موظف واحد رهن الاحتجاز، مشيراً إلى "دخول الجيش الإسرائيلي المقر". وأضاف "تطالب منظمة الصحة العالمية بالإفراج الفوري عن الموظف المحتجز وحماية جميع موظفيها".
وقالت المنظمة "دخل الجيش الإسرائيلي إلى المبنى، مما أجبر النساء والأطفال على الإخلاء سيراً على الأقدام باتجاه المواصي وسط اشتباك نشط. وجرى تكبيل أيدي الموظفين الذكور وأفراد أسرهم وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم على الفور وتفتيشهم تحت تهديد السلاح".
وأشارت منظمة الصحة إلى أن مستودعها الرئيسي، الواقع داخل منطقة الإخلاء، تضرر يوم الأحد بسبب هجوم أدى إلى وقوع انفجارات واندلاع حريق داخله. وأضافت أنها ستبقى في دير البلح وستوسع عملياتها رغم الهجمات. وأحجمت البعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة في نيويورك عن التعليق.
من جانبها، قالت المنظمة الدولية للهجرة، الإثنين، إن العائلات في قطاع غزة تجبر على النزوح إلى مناطق أكثر ازدحاماً وأقل مساحة، مشيرة إلى أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع. وأضافت المنظمة في حسابها على منصة "إكس": "منذ انهيار وقف إطلاق النار ازدادت أوامر التهجير والمناطق العسكرية المحظورة في قطاع غزة".
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في الأحياء الجنوبية والشرقية من مدينة دير البلح بقطاع غزة للمرة الأولى أمس الإثنين، وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش يعتقد أن بعض الرهائن المتبقين محتجزون هناك.
جنود إسرائيليون يتمركزون في موقع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في 21 يوليو 2025 (أ ف ب)
وتكتظ المنطقة بالفلسطينيين النازحين خلال الحرب المستمرة منذ 21 شهراً في غزة حيث فر المئات منهم غرباً أو جنوباً بعد أن أصدرت إسرائيل تعليمات للسكان بالإخلاء قائلة إنها تسعى إلى تدمير قدرات حركة "حماس" وبنيتها التحتية. وقال مسعفون في غزة إن ثلاثة فلسطينيين على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في قصف بالدبابات استهدف منازل ومساجد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "لا يزال موظفو الأمم المتحدة في دير البلح، وقُصف دارا ضيافة تابعان للأمم المتحدة على الرغم من إبلاغ الأطراف بمواقع مباني المنظمة الدولية، وهي حرمة لا يجوز انتهاكها. يجب حماية هذه المواقع، شأنها شأن جميع المواقع المدنية، بغض النظر عن أوامر الإخلاء".
وذكر مسعفون أن خمسة أشخاص على الأقل، منهم أسرة من رجل وزوجته وطفليهما، قُتلوا داخل خيمة في غارة جوية شنتها إسرائيل بخان يونس. وقالت وزارة الصحة في غزة في تحديثها اليومي إن 130 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ألف بنيران إسرائيلية وغارات في أنحاء القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أحد أعلى المعدلات في الأسابيع القليلة الماضية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تعلق إسرائيل بعد على واقعتي دير البلح وخان يونس. وذكرت مصادر إسرائيلية أن سبب بقاء الجيش خارج دير البلح حتى الآن هو الاشتباه في أن "حماس" ربما تحتجز رهائن هناك. ويعتقد أن 20 رهينة على الأقل من 50 محتجزين في غزة ما زالوا أحياء.
الأدوية تنفد من المستشفيات
يقول مسؤولو الصحة إن الوقود والمساعدات الغذائية والأدوية تنفد من المستشفيات مما يهدد بتوقف العمليات الأساسية.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة خليل الدقران أن الطواقم الطبية تعتمد على وجبة واحدة في اليوم، وإن مئات الأشخاص يتدفقون على المستشفيات يومياً وهم يعانون من التعب والإرهاق بسبب الجوع.
تصاعد الدخان جراء القصف الإسرائيلي على دير البلح (أ ف ب)
وفي جنوب غزة، قالت وزارة الصحة إن وحدة إسرائيلية سرية اعتقلت مروان الهمص مدير مستشفيات غزة الميدانية الإثنين في عملية أسفرت أيضاً عن مقتل صحافي محلي وإصابة آخر خارج منشأة طبية ميدانية تديرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال متحدث باسم الصليب الأحمر إن اللجنة استقبلت مرضى أصيبوا في العملية وشرعت في علاجهم لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التعليقات عن وضعهم حفاظاً على خصوصيتهم. وقالت اللجنة إنها تشعر "بقلق بالغ بشأن السلامة والأمن" حول المستشفى الميداني.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق. ونفذت إسرائيل مداهمات وهجمات على مستشفيات في أنحاء غزة خلال الحرب، متهمة "حماس" باستخدام تلك المنشآت في أغراض عسكرية وهو اتهام تنفيه الحركة. ويعد إرسال قوات سرية لتنفيذ اعتقالات أمراً نادر الحدوث.
ويعقد التوغل في دير البلح وزيادة أعداد القتلى فيما يبدو محادثات وقف إطلاق النار التي تجريها "حماس" وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية وبدعم من الولايات المتحدة.
وقال مسؤول في "حماس" لرويترز إن الحركة غاضبة من تزايد أعداد القتلى وأزمة الجوع في القطاع، مما قد يؤثر بشدة على المحادثات بشأن هدنة لمدة 60 يوماً واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على منصة إكس إنها تتلقى رسائل يائسة من غزة، بما في ذلك من موظفيها، تحذر من المجاعة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية 40 ضعفاً.
ودعت بريطانيا وأكثر من 20 دولة أخرى الإثنين إلى وقف فوري للحرب في غزة، وانتقدت نموذج الحكومة الإسرائيلية في إيصال المساعدات بعد مقتل مئات الفلسطينيين بالقرب من مواقع توزيع الغذاء. ورفضت إسرائيل هذا البيان ووصفته بأنه "منفصل عن الواقع ويبعث برسالة خاطئة إلى (حماس)".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
60 في المئة من الأميركيين يرفضون حرب إسرائيل على غزة
أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة "غالوب" أن نسبة تأييد الأميركيين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تراجعت إلى 32 في المئة، وهو أدنى مستوى يسجل منذ رصد ردود الفعل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، عقب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل. وزادت نسبة رفض الأميركيين للحرب الإسرائيلية إلى 60 في المئة، مع انقسام كبير على أساس الانتماء الحزبي، إذ لا تتجاوز نسبة التأييد بين الديمقراطيين ثمانية في المئة، فيما يؤيدها 25 في المئة فقط من المستقلين، وهي أرقام أسهمت في انخفاض المعدل العام. موجة غضب دولي الاستطلاع أجري بين السابع والـ21 من يوليو (تموز) الجاري، في وقت تتصاعد موجة الغضب الدولي ضد إسرائيل بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، إذ حذرت المنظمات الدولية أن غزة على شفا "أسوأ سيناريو" مجاعة. وكشفت دراسة "غالوب" عن أن "الأميركيين أبدوا تأييداً لإسرائيل في استطلاع أُجري أواخر عام 2023، بعد أسابيع من هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول). لكن منذ ذلك الحين، فاقت نسبة الرفض نسبة التأييد في جميع الاستطلاعات اللاحقة، لتبلغ ذروتها عند 55 في المئة في مارس (آذار) عام 2024، ثم تنخفض إلى 48 في المئة ضمن استطلاعين لاحقين خلال العام. وإذ يؤيد 71 في المئة من الجمهوريين العمليات الإسرائيلية في غزة، يعد التباين الحزبي الحاد تهديداً لدعم الحزبين التقليدي للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وصرّح السيناتور المستقل أنغوس كينغ، وهو عضو في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أول من أمس الإثنين بأنه سيصوت ضد أي دعم عسكري لإسرائيل في ظل أزمة المجاعة بغزة. كما قدم السيناتور المستقل بيرني ساندرز الجمعة الماضي مشروع قرار مشترك لوقف صفقة أسلحة لإسرائيل. موقف نتنياهو ورداً على سؤال هذا الشهر حول تراجع الدعم لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "حريص على الحفاظ على الدعم الكبير الذي حظيت به إسرائيل"، ملقياً باللوم على "حملة ممنهجة لتشويه صورة إسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي". كما أظهر الاستطلاع أن غالبية الأميركيين ينظرون إلى نتنياهو نظرة سلبية بنسبة 52 في المئة، وهي أعلى نسبة رفض يسجلها منذ عام 1997. وأوضحت "غالوب" أن "ثلثي الجمهوريين بنسبة 67 في المئة يبدون آراء إيجابية تجاه نتنياهو، مقارنة بـ19 في المئة فقط من المستقلين وتسعة في المئة من الديمقراطيين". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) إسرائيل تخسر اليمين الأميركي وضمن مقالة في موقع "ذا هيل"، أشار الباحث عبدالله حايك إلى أن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل الذي شكّل لعقود حجر الأساس في السياسة الخارجية المحافظة بات يتفكك علناً وبوتيرة متسارعة، فبينما كان الحزب الجمهوري تاريخياً الحليف الأشد ولاءً لإسرائيل، تشير تحولات لافتة في الكونغرس والإعلام اليميني وقاعدة ترمب إلى تبدل في المزاج، من تأييد مطلق إلى تشكك وتململ، بل عداء في بعض الحالات. وقال حايك إن الجمهوريين لم يكونوا تاريخياً أوفياء لإسرائيل، بل فضلوا العلاقات مع العرب، لكن مع الزمن وبفعل اعتبارات الحرب الباردة وصعود الإنجيليين ومدّ المحافظين الجدد بعد الـ11 من سبتمبر (أيلول)، تحوّل الحزب إلى الشريك الأكثر حماسة لتل أبيب، إلا أن هذه العلاقة تشهد اليوم تصدعات خطرة، حتى في أوساط إدارة ترمب الثانية التي صدمت إسرائيل بفرض رسوم جمركية وانتقادات علنية لطريقة إدارتها للحرب مع إيران، وعدم التنسيق في سوريا، مما أدى إلى توتر علني بين ترمب ونتنياهو. وأوضح حايك أن الاستطلاعات تشير إلى تصدع العلاقة بين الجمهوريين وإسرائيل، إذ أظهر أحدثها تراجع تعاطف الجمهوريين مع إسرائيل من 78 في المئة إلى 64 في المئة خلال عام واحد وسط حرب غزة. ومع تنامي القناعة بضرورة نهج "أميركا أولاً"، باتت الرسالة إلى إسرائيل أن الدعم لن يستمر بلا شروط، مضيفاً أنه "إذا لم تظهر إسرائيل التزاماً بالاستقرار الإقليمي وإنهاء الحرب وكبح المستوطنين، فإنها مهددة بخسارة حتى أقرب أصدقائها على اليمين الأميركي".


الموقع بوست
منذ 2 ساعات
- الموقع بوست
15 دولة غربية تطلق نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين
جاء ذلك بحسب بيان مشترك للدول الـ15، نشرته الخارجية الفرنسية على موقعها الإلكتروني. وإلى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين، إلى النداء، ووقعت دول أخرى الدعوة وهي أندورا وفنلندا وايسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنروج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا، بحسب البيان المشترك. وطالب البيان المشترك لتلك الدول، بـ"وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، بما يشمل الرفات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق". وأضاف: "نحن قد اعترفنا بالفعل، أو أعربنا، أو نعرب عن استعداد بلداننا أو نظرتها الإيجابية، للاعتراف بدولة فلسطين، كخطوة أساسية نحو حل الدولتين، وندعو جميع الدول التي لم تفعل ذلك بعد إلى الانضمام إلى هذه الدعوة". وتابع: "نؤكد مجدداً التزامنا الراسخ برؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب في سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة". وأكد في هذا الصدد على أهمية "توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت سلطة السلطة الفلسطينية". وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في منشور عبر حسابه بمنصة إكس الأربعاء: "في نيويورك، تطلق فرنسا، إلى جانب 14 دولة أخرى، نداءً جماعياً: نعرب عن رغبتنا في الاعتراف بدولة فلسطين وندعو أولئك الذين لم يفعلوا ذلك بعد إلى الانضمام إلينا". وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة. واستضافت نيويورك فعاليات مؤتمر حل الدولتين الاثنين والثلاثاء، برئاسة السعودية وفرنسا وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. ومساء الثلاثاء، دعا مؤتمر حل الدولتين الذي شاركت فيه فلسطين وغابت عنه الولايات المتحدة في إعلان ختامي إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة. كما أكد المؤتمر "ضرورة الوقف الفوري للحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، وانسحاب القوات الإسرائيلية". ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
إسرائيل تواجه "أقسى الاتهامات" من حيث لا تتوقع
تدرك اثنتان من جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية أنهما ستتعرضان لرد فعل عنيف بعد أن أصبحتا أول صوت داخل إسرائيل يتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، لتكسرا بذلك أمراً محرماً في دولة قامت بعد المحرقة النازية (هولوكوست). وأصدرت منظمتا "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل" تقارير خلال مؤتمر صحافي بالقدس أول من أمس الإثنين، قالتا ضمنه إن إسرائيل تنفذ "عملاً منسقاً ومتعمداً لتدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". أقسى الاتهامات الممكنة وهذا أشد اتهام ممكن ضد تل أبيب التي تنفي ذلك بشدة، فتهمة الإبادة الجماعية ذات حساسية بالغة في إسرائيل، نظراً إلى أنها نشأت على يد فقهاء قانون يهود في أعقاب المحرقة النازية، ويرفض المسؤولون الإسرائيليون مزاعم الإبادة الجماعية باعتبارها معادية للسامية. لذا قالت المديرة الدولية لمنظمة "بتسيلم" ساريت ميخائيلي إن المنظمة تتوقع أن تواجه ردود فعل بسبب إعلانها هذا الرأي في إسرائيل التي لا تزال تشعر بالصدمة من الهجمات التي قادتها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وأسفرت عن سقوط قتلى وتلاها اندلاع الحرب في غزة. وأضافت "درسنا جميع الأخطار التي يمكن أن نواجهها، الأخطار القانونية والإعلامية والمجتمعية والأخطار على السمعة وأنواع أخرى من الأخطار، وعملنا على محاولة التخفيف منها". وينظر إلى "بتسيلم" على أنها منظمة تغرد خارج التيار السياسي السائد في إسرائيل، ولكنها تحظى بالاحترام على المستوى الدولي. وقالت ميخائيلي "لدينا أيضاً خبرة كبيرة في الهجمات التي تشنها الحكومة أو مواقع التواصل الاجتماعي، لذا فهذه ليست المرة الأولى"، موضحة أن من الطبيعي "أن نتوقع كمنظمة أن تؤدي هذه المسألة، المشحونة والمثيرة للخلاف بشدة داخل المجتمع الإسرائيلي وعلى الصعيد الدولي، إلى رد فعل أكبر". ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد على طلبات للتعليق. الحياة كأمر محزن وبعد فترة وجيزة من صدور التقارير أول من أمس، قال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر "نعم، بالطبع لدينا حرية تعبير في إسرائيل"، لكنه رفض بشدة نتائج التقارير، مردفاً أن مثل هذه الاتهامات تزيد معاداة السامية في الخارج. وعبّر بعض الإسرائيليين عن قلقهم من الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة التي أدت إلى مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني وتدمير جزء كبير من القطاع وانتشار الجوع على نطاق واسع. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي دولي لمراقبة الجوع، أمس الثلاثاء إن سيناريو المجاعة يتكشف في قطاع غزة مع ارتفاع معدلات سوء التغذية ووفاة الأطفال دون سن الخامسة لأسباب تتعلق بالجوع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية بشدة. وذكر الممرض شمؤئيل شيرينزون (31 سنة) أن "بالنسبة لي، الحياة هي الحياة، وهذا أمر محزن. لا ينبغي لأحد أن يموت هناك". لكن الجمهور الإسرائيلي يرفض بصورة عامة مزاعم الإبادة الجماعية، فمعظم من قتلوا خلال هجمات السابع من أكتوبر 2023 مدنيون من الرجال والنساء والأطفال والمسنين. وتفيد إسرائيل بأن تلك الهجمات أدت إلى مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى قطاع غزة. وقال الصحافي الإسرائيلي سيفر بلوكر ضمن مقالة بعنوان "لماذا نغض الطرف عن غزة؟"، نشرت على موقع "واي نت" الإخباري الرئيس الأسبوع الماضي، إن صور الفلسطينيين العاديين المبتهجين بالهجمات، بل حتى الذين يتبعون المسلحين للمشاركة في العنف، جعلت من المستحيل تقريباً أن يشعر الإسرائيليون بالتعاطف مع سكان غزة في الأشهر التي أعقبت عملية "حماس". وأضاف أن "جرائم 'حماس' في السابع من أكتوبر أيقظت بعمق ولأجيال، وعي الجمهور اليهودي بأكمله في إسرائيل الذي يفسر الآن التدمير والقتل في غزة على أنه رد رادع، بالتالي مشروع أخلاقياً أيضاً". جدران من الإنكار وتصدت إسرائيل لاتهامات الإبادة الجماعية منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، بما في ذلك قضية رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ندد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووصفها بأنها "مشينة". وفي حين تقول جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية إنه ربما يكون من الصعب العمل في ظل حكومة تنتمي لليمين المتطرف في إسرائيل، لكنها لا تواجه هذا النوع من القمع الصارم الذي تواجهه نظيراتها في أنحاء أخرى من الشرق الأوسط. ودأبت إسرائيل على قول إن ما تقوم به في غزة مبرر على أنه دفاع عن النفس، وتتهم "حماس" باستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وهي تهمة تنفيها الحركة. وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية بصورة أكبر على أزمة الرهائن الذين احتجزتهم "حماس" خلال ما يوصف بأنه أسوأ هجوم يحدث بصورة منفردة على اليهود منذ المحرقة. وقالت المديرة التنفيذية لـ"بتسيلم" يولي نوفاك إنه في هذه الأجواء، كان وصول موظفي المنظمة الإسرائيليين إلى الاستنتاج الصارخ بأن بلدهم مدان بارتكاب إبادة جماعية يمثل تحدياً عاطفياً بالنسبة إليهم. وأضافت بغصة "إنه أمر غير مفهوم حقاً، ظاهرة لا يمكن للعقل أن يتحملها"، وتابعت "أعتقد بأن عدداً من زملائنا يعانون في الوقت الحالي، ليس فقط خوفاً من العقوبات، ولكن أيضاً لاستيعاب هذا الأمر بصورة كاملة". وأوضح المدير التنفيذي لمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل" جاي شاليف أن المنظمة تواجه "جداراً من الإنكار". وتتعرض المنظمة لضغوط منذ أشهر، وتتوقع ردود فعل أقوى بعد إصدار تقريرها. وصرّح شاليف إلى "رويترز" بأن "المؤسسات البيروقراطية والقانونية والمالية مثل البنوك التي جمدت الحسابات بما في ذلك حسابنا، وبعض التحديات التي نتوقع أن نراها خلال الأيام المقبلة، ستزيد كثافة هذه الجهود".