
درجات سيئة ومراهق لا يبالي.. دليل الآباء للتعامل مع نتائج الامتحانات
مع اقتراب نهاية العام الدراسي تعيش آلاف الأسر مرحلة مليئة بالقلق والتوتر، خاصة مع بدء إعلان نتائج الامتحانات.
وبينما تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بصور الشهادات والتبريكات والدرجات العالية تعاني بعض العائلات بصمت من خيبة أمل أبنائها الذين لم يحالفهم الحظ.
لكن رسوب الطفل أو حصوله على درجات سيئة يحتاج إلى تعامل ذكي ومختلف من الآباء بعيدا عن العقاب والصراخ حتى يتخطى تلك العثرة وينهض من جديد.
لماذا يرسب الطفل؟
قبل اتخاذ أي خطوات أو إجراءات من الضروري تحديد المشكلة التي جعلت الطفل يحصل على درجات سيئة.
الخبيرة التعليمية ومعلمة الفيزياء ستيفاني جيفينسكي قالت في تقرير على موقع "ميتروبارينت" إن الأسباب التي تجعل الطفل يحصل على درجات سيئة متعددة، وليست محصورة في الضعف الأكاديمي فقط.
وأوضحت جيفينسكي أن السبب قد يكون عدم فهم المادة أو ضعف في تنظيم الوقت أو حتى الكسل وعدم أداء الواجبات، مضيفة أن "السبب الأكثر شيوعا هو أن الأطفال ببساطة لا يبذلون جهدا ذهنيا كافيا لتعلم المادة، سواء أثناء الفصل الدراسي أو في المنزل".
لكن الإهمال هو ما ركز عليه الخبير التربوي وأستاذ الأحياء دوغ ماكنايت لتفسير سبب عدم اجتياز الطلاب الامتحانات.
وفي التقرير السابق نفسه قال ماكنايت إن الطلاب ببساطة لا يريدون الدراسة.
وأضاف ماكنايت أن "العديد من الطلاب يأتون إلى الفصول الدراسية متأخرين، ولا يحضرون المواد، ولا يسلّمون واجباتهم المنزلية، ولا يدرسون للاختبارات".
كيف تتعامل مع نتيجة طفلك؟
يبذل الآباء طوال العام الدراسي كثيرا من الجهد والوقت والأموال لإزالة أي عوائق قد تكون السبب الرئيسي لضعف أدائهم الدراسي.
ومع ذلك، لا يمكن إجبار الطفل -خاصة المراهق- على بذل قصارى جهده في دراسته وواجباته المدرسية، ومحاولة القيام بذلك قد تضر بالعلاقة بين الطفل ووالديه.
ويبقى أن يستثمر الآباء في النقاش مع أطفالهم وتوفير بيئة ملائمة لهم وتقديم كافة المساعدات، لكن أحيانا يفاجئهم الطفل بالرسوب أو في أفضل الأحوال الحصول على درجات سيئة، مما يسبب غضبا كبيرا.
ويحذر تقرير على "بارينت سيركل" من ردود الفعل التقليدية من الآباء في تلك اللحظة، بسبب تأثيرها النفسي والاجتماعي على الطفل وعلى ثقته بنفسه، راصدا أكثر الاستجابات شيوعا:
1- التهور في رد الفعل
المشاعر الأولى بعد رؤية نتائج سيئة قد تكون الغضب أو الحزن أو حتى الشعور بالخجل، لكن التعبير العنيف عنها قد يزيد تدهور نفسية الطفل، ومن الأفضل تهدئة النفس قبل الحديث معه.
2- العبارات الجارحة
هناك عبارات تلقائية يستخدمها الآباء في تلك اللحظة دون وعي أو إدراك لتأثيرها المباشر على الطفل، حيث تضعف ثقته بنفسه وتبني جدارا بينه وبين والديه في وقت هو بحاجة إلى دعمهما لا لومهما، ومنها:
"يا ليتك بذلت جهدا أكبر"، تشعره هذه الجملة بأن والديه لا يثقان بجهوده، مما يجعله يظن أنه لن يرقى إلى توقعاتهما أبدا، وقد يحبطه ذلك عن بذل الجهد لاحقا.
"أنت فاشل" من أسوأ العبارات، ويبدأ الطفل بالفعل في رؤية نفسه بهذه الصورة ولا يستطيع تجاوزها.
"كيف سأواجه الناس؟" بعد هذه الجملة يشعر الطفل بأن قبول المجتمع وآراء الناس أهم منه شخصيا.
3- تحميله مسؤولية اختيارات والديه
أحد الاستجابات لضعف الدرجات لوم الآباء الطفل على إنفاقهم المزيد من الأموال للدروس الإضافية لتحسين مستواه، وهو يجعله يشعر بالذنب والعبء، ومن الأفضل التركيز على ما يمكن فعله لاحقا بدلا من استدعاء التكاليف أو التضحيات.
4- المقارنة بالأطفال الآخرين
المقارنات تعزز الشعور بالدونية والعجز، النجاح الدراسي ليس مسابقة، بل رحلة شخصية تتأثر بعوامل عدة تختلف من طفل إلى آخر.
خطوات عملية للتعامل مع الرسوب
يمثل الرسوب أو ضعف الدرجات خيبة أمل كبيرة للآباء الذين يطمحون إلى مستقبل وتعليم أفضل لأبنائهم.
لكن ما لا يعلمه الآباء أن الطفل نفسه يشعر بالإحباط وخيبة الأمل حتى لو لم يظهر ذلك، وبدلا عن الغضب واللوم تنصح منظمة "أندرستود" المعنية بتعزيز الاختلافات وتنمية مهارات الأطفال والكبار بالتعامل عمليا مع إخفاقات الابن لتجنبها في المستقبل، وذلك من خلال:
1- الاستماع دون مقاطعة
سواء رسب في مادة يحبها أو يكرهها من المهم إفساح المجال له ليعبر عن مشاعره كاملة، والإصغاء هو بداية العلاج.
2- فهم السبب الحقيقي للرسوب
هل هو إهمال، أم ثقة زائدة، أم كره للمادة، أم مشاكل عائلية؟ لا يمكن بناء خطة دعم فعالة دون فهم جذور المشكلة.
3- التوجيه الإيجابي
بعد تعبير الطفل عن مشاعره من الضروري تشجيعه على تغيير نظرته للأمور من خلال التذكير بإنجازاته السابقة والتقدم الذي حققه حتى لو لم يصل إلى النتيجة المرجوة.
4- المشاركة في وضع خطة للتحسن
بدلا من إعطائه أوامر لتجنب الرسوب في السنوات المقبلة دعه يقترح خطوات واقعية لتحسين أدائه، كالدروس الإضافية وتنظيم وقت والتقليل من المشتتات.
5- عدم حرمانه من الأنشطة
أول ما يتبادر إلى ذهن الآباء هو حرمان الطفل من الأنشطة، والعقاب بحرمان الطفل من الأشياء التي يحبها قد يضاعف إحباطه، والأفضل هو الموازنة بين التعويض الأكاديمي والحفاظ على شغفه وراحته النفسية.
6- كن قدوة في تقبّل الفشل وتجاوزه
يتعلم الطفل من الطريقة التي يتعامل بها والداه مع إخفاقه، وإذا رأى والديه يتعاملان بهدوء وإصرار على النجاح فسيفعل المثل.
ومن الضروري شرح أن الفشل أمر طبيعي يمر به الجميع حتى الكبار، وهو لا يعني النهاية، بل هو جزء من مسار النجاح، وأنه يمكن استخدامه دافعا للتقدم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
قطر الخيرية تحيي الأنقاض في قرى سوريا المدمرة
دمشق – أطلقت مؤسسة قطر الخيرية برنامجا لترميم 1500 منزل في سوريا ، وبدأت المرحلة الأولى بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة السوري، لترميم 300 منزل في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي. ويأتي ذلك في إطار حملة شاملة لترميم المنازل المتضررة أعلن عنها خلال يوم "تحدي ليلة 27" من شهر رمضان الماضي لجمع التبرعات، حيث شهدت تفاعلا شعبيا قطريا واسعا، وتم جمع 220 مليون ريال قطري (الدولار=3.65 ريالات). ويأتي هذا المشروع امتدادا لجهود قطر الخيرية في دعم الأسر المتضررة في شمال سوريا، عبر إعادة تأهيل المساكن المتضررة وتحسين ظروف المعيشة، بما يُسهم في بسط الاستقرار والأمل للأهالي، لا سيما للنازحين العائدين إلى ديارهم. إنهاء للمعاناة وأعلن المسؤول في منظمة الاستجابة الطارئة فراس منصور انطلاق مشروع "بالخير نعمرها" بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية، لإعادة تأهيل المنازل المتضررة جراء الحرب في شمال سوريا، خاصة بعد التحرير وعودة بعض الأهالي إلى قراهم ومناطقهم. وقال منصور للجزيرة نت "بعد التحرير، لا تزال معاناة أهلنا مستمرة، ويسعى فريق الاستجابة الطارئة الموجود بينهم لمعالجة أسباب معاناتهم، وأهمها قصف النظام لمنازلهم وتدميرها، ولم تعد صالحة للسكن إلا بعد إعادة ترميم شاملة". وأوضح أن الفريق بدأ بمسح احتياجات ميداني ودراسات هندسية، وتم عرض النتائج على الشركاء في قطر الخيرية الذين وافقوا على دعم المبادرة، وتم إطلاق الحملة ليلة 27 من رمضان، وحظيت بتفاعل خيري قطري كبير. وبدأت الحملة -حسب منصور- مرحلتها الأولى بترميم 300 منزل، آملا استمرار الدعم لتوسيع نطاق المشروع وإنهاء معاناة سكان المخيمات، وأضاف "نحن إلى جانب أهلنا دائما، وسنعمل ما بوسعنا لإنهاء واقع المخيمات المأساوي، بدعم من شركائنا ومن أهل الخير". رسالة دعم وفي رسالة إلى سكان المخيمات، قال منصور "نعلم أن البعض يفرح بعودة الأهالي إلى مناطقهم، لكن هناك من يقول نحن أيضا نريد العودة. وجعنا واحد، وجرحنا واحد، ولن يلتئم هذا الجرح إلا بعودة الجميع إلى بيوتهم. نعدكم بأن نبقى سندا لكم، وبذل كل الجهود لإنهاء هذه المأساة سريعا، رغم ضخامة الاحتياج الذي يتطلب تضافر الجهود". ويتم تنفيذ المشروع بالتنسيق مع الجهات المحلية لضمان استهداف الأسر الأشد احتياجا، وتطبيق معايير السلامة والجودة في الترميم، بما يضمن استدامة الأثر الإنساني لهذا التدخل. من جهته، أعرب مدير إدارة العمليات في قطر الخيرية عبد العزيز جاسم حجي عن فرحته الكبيرة بانطلاق المرحلة الأولى من مشروع ترميم المنازل والمرافق، ووصف ذلك بأنه خطوة واعدة نحو عودة الحياة إلى القرى المدمرة. وقال حجي للجزيرة نت "تم تدشين المرحلة الأولى من المشروع، الذي يتضمن إعادة ترميم 1500 منزل، إضافة إلى عدة مرافق حيوية مثل المدارس في جميع مراحلها (الابتدائية، الإعدادية، الثانوية)، ورياض الأطفال، وكذلك المحلات التجارية". وأضاف أن الفكرة تتجاوز مجرد ترميم المنازل، وأن الهدف هو توفير بيئة متكاملة تُمكّن العائدين من الاستقرار مجددا، وقال "نريد للناس، حينما تعود إلى مناطقها، أن تجد خدمات متوفرة، ليس منزلا فقط، بل تجد بقالة، ومدرسة، ومسجدا، ومركزا صحيا، هذا ما نعمل عليه بإذن الله". وأكد حجي فخرهم بالمشاركة في هذا المشروع، الذي وصفه بأنه "يعيد إحياء القرية"، متوقعا أن يُسهم في عودة آلاف الأُسر إلى أماكنها بعد سنوات من المعاناة والتشريد. بانتظار القادم وأشار حجي إلى أن المشروع لا يزال في بدايته، قائلا "هذه فقط المرحلة الأولى، وأمامنا مشوار طويل، ولدينا برامج ومبادرات قادمة بإذن الله، وكل شيء سيأتي في وقته المناسب". وكشف عن خطط لإنشاء مدينة متكاملة ضمن الزيارات التنسيقية الحالية مع الجهات المختصة، مؤكدا أن "المشاريع ستُنفذ على مراحل متعددة"، وأنهم "ملتزمون بالاستمرار حتى تحقيق أهدافهم". واختتم حديثه موجها رسالة إلى المهجَّرين "نحن معكم قلبا وقالبا، وشعارنا هو (حياة كريمة للجميع)، وهو ما نسعى لتحقيقه من خلال عملنا". بدوره، أكد المواطن عمار العمور أن المساعدات القطرية بدأت منذ بداية الأزمة الإنسانية، وأنها وصلت كل خيمة ومنزل منكوب في سوريا، وساهمت في رفع معاناة أبناء الشعب السوري خلال سنوات الثورة. وأضاف للجزيرة نت "هذا التصرف ليس غريبا على قطر وأهلها تجاه الشعب السوري، التي وقفت معه حتى النهاية، ونحن أهل وفاء، لن ننسى ذلك أبدا".


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
مرايا معطوبة.. تعكس المظهر وتخفي الجوهر
في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتداخل فيه القيم مع المغريات، باتت ثقافة الاستهلاك سيدًا متوَّجًا يوجّه سلوك الأفراد والمجتمعات، ويعيد تشكيل ضمائرهم ووعيهم، وحتى مشاعرهم. فلم تعد الحاجة أمّ الاختراع، بل أصبحت الرغبة سيّدة القرار، ولم يعد الإنسان يقيس نفسه بما يملك من فضائل أو مبادئ، بل بما يملك من أشياء. لقد غزت ثقافة الاستهلاك كل زاوية في حياة الناس، وفرضت منطقها الجديد: "كن كما تملك، لا كما تكون"، وهذا المنطق -وإن بدا في ظاهره عصريًّا ومبهرًا، فإنه يحمل في جوهره تحوّلًا خطيرًا في طبيعة الإنسان، وفي علاقته بذاته والآخرين. فلم يعد المظهر وسيلة للتعبير عن النّفس، بل أصبح غاية في حد ذاته، وتحوّل السعي خلف الموضة والرفاهية من خيار إلى واجب، ومن ترف إلى ضرورة. المظهر أولًا.. والجوهر إلى النسيان في ظل هيمنة ثقافة الاستهلاك، أصبح الاهتمام بالمظهر عبادة العصر، وتحوّلت المقاييس من عمق الفكر إلى ماركة الحذاء، ومن دفء القلب إلى بريق الهاتف المحمول! لم يعد الإنسان يُقاس بما يحمل من حكمة أو عطف، بل بساعة يضعها على معصمه، أو سيارة يركبها.. هذه التحولات لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج آلة دعائية جبارة، تُقنِع الناس ليل نهار بأن السعادة تُشترى، وبأن القيمة تُكتسب من الخارج لا من الداخل. تحت هذا التأثير، تبلدت المشاعر، وانكمشت إنسانية الناس، وصرنا إلى زمن تُرى فيه المأساة على شاشة الهاتف، ثم يُمر عليها كما يمر المرء على إعلان ترويجي؛ صار الحزن شعورًا ثقيلًا لا يناسب جدولَ أعمال مزدحمًا بالصورة والتسوق والظهور. لقد أثرت ثقافة الاستهلاك على قدرة الإنسان على الإحساس بالآخر، والتفاعل مع ألمه، لأنه بات يعتبر المأساة استهلاكًا عاطفيًّا لا فائدة منه. المعيشة كحلبة سباق واحدة من أكثر الظواهر خطورة، التي كرّستها ثقافة الاستهلاك، هي نمط الحياة التنافسي المتسارع؛ فلم يعد كافيًا للمرء أن يعيش ضمن إمكاناته، بل بات ملزمًا بمجاراة من حوله في نمط حياتهم، حتى وإن كان ذلك يفوق قدرته المالية. وهنا تبدأ المعركة الأخلاقية بين الرضا بالقليل، أو اللجوء إلى الوسائل الملتوية لتحقيق المزيد. كثيرون اليوم لا يرضون بدخلهم، ليس لأنه لا يكفي حاجاتهم، بل لأنه لا يفي بمتطلبات الصورة التي رسموها لأنفسهم. ولأجل تلك الصورة، يبرر البعض الكذب والغش والاحتيال، ويُسوّغ السرقة، بل ويُجمّل الخيانة! كل ذلك من أجل الحفاظ على وهم النجاح الذي تبيعه ثقافة الاستهلاك تحت اسم "المظهر الاجتماعي". في السابق، كان المنطق يُبنى على أسس أخلاقية وإنسانية، أما اليوم، فتُعاد برمجته وفق معادلة استهلاكية: "إن كان يُباع، فهو جيد؛ وإن لم يكن، فهو لا يستحق النظر"! معايير السوق لا الضمير إن أخطر ما تفعله ثقافة الاستهلاك هو إعادة تشكيل منطق الناس، وتوجيه بوصلتهم الأخلاقية؛ فالأمر لم يعد متعلقًا فقط بما نشتريه أو نلبسه، بل بكيفية فهمنا لما هو صواب وما هو خطأ. في ظل هذه الثقافة، أصبح الحق مرتبطًا بالقوة الشرائية، والباطل هو العجز عن المواكبة.. بات الناس يقيسون الأمور بمعايير السوق لا بمعايير الضمير. في السابق، كان المنطق يُبنى على أسس أخلاقية وإنسانية، أما اليوم، فتُعاد برمجته وفق معادلة استهلاكية: "إن كان يُباع، فهو جيد؛ وإن لم يكن، فهو لا يستحق النظر"! بهذه البساطة، يُختزل التعقيد الإنساني، وتُطمس الفطرة، ويُستبدل العقل بالبطاقة الائتمانية. الأثرياء الحقيقيون لا يكترثون والمفارقة العجيبة أنّ هذا اللهاث وراء المظاهر لا يحدث غالبًا في الطبقات الثرية فعلًا، بل في الطبقات المتوسطة التي تمثّل العمود الفقري للمجتمعات. إعلان هؤلاء الناس الذين يُشقون أنفسهم ليلًا ونهارًا، ويستهلكهم التعب، لا لشيء إلا لمواكبة نمط حياة مصطنع.. قد يستدين أحدهم ليشتري ساعة فاخرة، أو هاتفًا حديثًا، أو حتى سيارة لا تتناسب مع دخله وغير اقتصادية، فقط لمواكبة نمط الحياة الذي يسعى إليه. إنه نزيف خفي للكرامة والطمأنينة، سببه وهم الجماعة وضغط المجتمع، حيث لا يُقاس الإنسان بما يُنجز أو بما يشعر، بل بما يُظهر. والأسوأ أن هذه المحاكاة تنصبّ على صورة نمطية مشوّهة، بينما الواقع يُظهر أن الأغنياء الحقيقيين لا يكترثون لمثل هذه المظاهر الزائفة، فتراهم يرتدون ملابس عادية، ويعيشون ببساطة محسوبة، لأنهم لا يحتاجون لإثبات شيء لأحد. أما المنهكون في دروب الاستهلاك، فهم الذين يقعون في فخ "الاستعراض"، فيغرقون في الديون لا لشيء إلا ليبدو عليهم الثراء، دون أن يملكوه حقًّا.


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
بالصور.. "عين ودير الحبيس" موقع أثري في القدس يعود للعهد البيزنطي
إلى الغرب من قرية عين كارم المهجرة جنوب غرب مدينة القدس المحتلة تقع عين ماء ودير أقامه المسيحيون أطلق عليهما عين ودير الحبيس، ويعتبر من أهم المعالم الأثرية الدينية في القدس منذ العهد البيزنطي. ويشير اسم "الحبيس" إلى معنى الانزواء والتأمل وحبس النفس على ذلك، إذ كان يستخدم من قبل الرهبان الذين عاشوا حياة العزلة والتنسك. ويعود تاريخ المكان إلى الحقبة البيزنطية، إذ أقام المسيحيون فيه مصلى للعبادة قرب نبع الماء، ثم جاء الفرنجة فأقاموا ديرا ما زالت بقاياه حتى اليوم. بني الدير الحالي عام 1921، وفي حرب 1948 استولت قوات الهاغاناه عليه، وحولته إلى ثكنة عسكرية، فلجأ الرهبان إلى قرية عين كارم القريبة. يحيط بالدير أسوار حجرية ذات بوابة من اتجاه الشرق. وفي الداخل، إضافة إلى العين والمغارة، توجد كنيسة وحدائق وبساتين وضريح يقال إنه مكان دفن "أليصابات" والدة يوحنا المعمدان، إذ يعتقد أنها تعبدت في المغارة المجاورة للنبع قبل أن تحمل وتلد ابنها، وكان أن تعبد ابنها في الموقع ذاته. يطل الدير على بيوت قرية صطاف المهجرة وبساتينها، وعلى وادي الصرار الذي يفصل بينهما.