
ماذا بعد زيارة مبعوثي ترامب لمواقع توزيع المساعدات في غزة؟
واتجهت التساؤلات حول، هل تنجح هذه الزيارة "غير المتوقعة" في كسر الحصار الغذائي الذي حوّل غزة إلى مشهد إنساني كارثي، وهل يحمل وفد ترامب مفاتيح الحل، أم أن هذه الزيارة هي مُجرّد مُسكن جديد لأزمة تخنق شعبًا بأكمله؟؟
اقرأ أيضًا| بعد طول إنكار.. القناة 12 العبرية تكشف ملامح الجوع في غزة
لماذا زار مبعوثو ترامب غزة؟
كانت قد أعلنت إدارة ترامب أنها سترسل مبعوثين رفيعي المستوى إلى غزة ، لمعاينة مواقع توزيع الغذاء جنوب غزة والوقوف على حقيقة المجاعة المتزايدة.
وتوجه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف ، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، إلى القطاع، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإعادة توجيه السياسة الأمريكية بعد تصاعد الضغوط الدولية.
مستشار ترامب يزور غزة للإطلاع شخصياً على مأساة تجويع الفلسطينيين في أحد مراكز توزيع المساعدات. pic.twitter.com/t2HKGZFQ69
— أحداث الشرق الأوسط (@MiddleEast_ev) August 1, 2025
ومنذ قليل، وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف ، إلى "ساحة الأسرى" بوسط تل أبيب، حيث تعقد تظاهرة لعائلات الأسرى الإسرائيليين بعد الفيديوهات الأخيرة من غزة لحالة الأسيرين روم برسلفسكي وأبيتار دافيد.
وفي 1 أغسطس، نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مقطع فيديو وصفتْه بأنه "الرسالة الأخيرة" للجندي الإسرائيلي الأسير روم بارسلافسكي، قبل فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة له في قطاع غزة.
ظهر بارسلافسكي، البالغ من العمر 22 عامًا ومن سكان القدس المحتلة، في الفيديو باكيا ومنهكا وهو يتقلب في فراشه، مناشدًا حكومته: "أرجوكم أدخلوا الطعام قبل أن أموت من الجوع، أنا على حافة الموت..."، وأشارت السرايا إلى أن الأسير محتجز لديها منذ أكثر من عام وتسعة أشهر، في أعقاب ما أسماه بعملية "عربات جدعون".
وفي رسالته، أشار بارسلافسكي إلى مشاهدته عبر التلفاز لأطفال غزة يموتون جوعًا، قائلاً: "هياكل عظمية.. لم أشاهد مناظر كهذه في حياتي"، ووجّه انتقادًا لسياسات حكومته: "هذا غير أخلاقي، هذا تنكيل بأطفال لا ذنب لهم".
وطالب الأسير بوقف الحرب في غزة والحصار قائلاً: "أوقفوا هذا الجحيم الذي نعيش به، لا تقتلوا الأطفال ولا تجوّعوهم"، وختم مناشدته بنداء مُباشر: "إذا لم يكن من أجل أطفال غزة، فافعلوه من أجل أسراكم في غزة، أدخلوا الطعام والشراب، أنا أسترحمكم".
وجاءت زيارة مبعوثو ترامب إلى غزة، بعد تصريح من الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب وصف فيه الوضع بـ"الجوع الحقيقي"، مُشيرًا إلى أن واشنطن ستنشئ مراكز توزيع غذائي لتخفيف الأزمة، لكن لم يتضح ما إذا كانت هذه المراكز ستكون جزءًا من "مؤسسة غزة الإنسانية" GHF، التي تعمل منذ شهرين بدعم أمريكي وإسرائيلي، وسط اتهامات بتحويلها إلى أداة لتجميع المدنيين في جنوب القطاع.
اقرأ أيضًا|
انتقادات حادة لـ «مؤسسة غزة الإنسانية»..«تجويع منظم»
"مؤسسة غزة الإنسانية متواطئة في جرائم حرب"، هذا ما يكشف عنه موظف سابق في مؤسسة غزة الإنسانية الأميركية المدعومة من إسرائيل. الشهادة التي حصلت عليها فرانس 24، تكشف عن انتهاكات للجيش الإسرائيلي لطالبي المساعدات في قطاع غزة.
ما تعليقك؟ #غزة #مؤسسة_غزة_الإنسانية #حرب_غزة #مجاعة_غزة pic.twitter.com/04ihq1W0Z0
— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) August 2, 2025
تُدير مؤسسة GHF، أربعة مواقع توزيع فقط، فيما طالبت عدة دول ومنظمات إنسانية بوقف هذه المنظومة، مُتهمة إياها بأنها أداة تهجير قسري لخدمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية، بل إن مئات الفلسطينيين قُتلوا (استشهدوا) أثناء محاولتهم الوصول لتلك المراكز، ما فجّر غضبًا حقوقيًا واسعًا.
وطلب متحدث باسم المؤسسة، عدم كشف هويته، أكد أن GHF تحاول منذ شهرين التوسّع نحو شمال غزة ، لكنها تصطدم برفض إسرائيلي و"نقص في الإمدادات"، وأعرب المتحدث عن أمله بأن تتعاون الأمم المتحدة والمؤسسة سويًا لتوحيد جهود الإغاثة.
تحول في لهجة ترامب
ترامب: هناك مجاعة حقيقية في غزة وهذا أمر لا يمكن التشكيك فيه.. وسننشئ مراكز لتوزيع الأغذية في غزة #سوشال_سكاي #ترامب #غزة #إسرائيل #نتنياهو pic.twitter.com/9RQw2wNUiQ
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) July 28, 2025
حتى الأيام الأخيرة، نادرًا ما تحدث ترامب عن الأزمة في غزة بلغة إنسانية.
لكن الآن، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أصبحت القضية أولوية بالنسبة لهمم، خاصةً أن زيارة ويتكوف ل غزة تُؤكد أن ترامب "يريد إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات".
يأتي التحول في موقف ترامب، في ظل عزلة دولية متزايدة لكل من واشنطن وتل أبيب، وداخل الولايات المتحدة، بدأت أصوات جمهورية تعارض سياسات ترامب تجاه غزة ، حيث وصفت النائبة مارجوري تايلور جرين الأوضاع بـ"الإبادة الجماعية".
وفي إسرائيل، أصدرت مُنظمتان حقوقيتان تقريرين هذا الأسبوع اتهمتا الحكومة الإسرائيلية بارتكاب إبادة جماعية، في سابقة غير معهودة داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.
اقرأ أيضًا| بالأدلة والمواقف| توماس فريدمان يكشف كيف ابتلع ترامب طُعم نتنياهو في غزة
ماذا بعد زيارة مبعوثي ترامب لغزة؟
وسيلتقي المبعوثان ترامب فور عودتهما من غزة لعرض خطة نهائية لتوزيع الغذاء بالقطاع المنكوب، ومن المنتظر أن يُسافر ويتكوف بعد زيارته ل غزة مُباشرة إلى روسيا، في إطار مفاوضات تهدف لفرض وقف لإطلاق النار بين موسكو وكييف على صعيد استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وإلا ستفرض الولايات المتحدة "عقوبات ثانوية" على الدول التي تتعامل مع موسكو.
في الوقت ذاته، عقدت الأمم المتحدة مُؤتمرًا، دعا كل الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى فعل ذلك قبل 5 سبتمبر، وقد قاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل المؤتمر، فيما تعترف حاليَا، أكثر من 140 دولة بـ فلسطين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
دبلوماسية فرنسية: ترامب أدخل نفسه في مأزق بتقليص مهلة تسوية النزاع الأوكراني
رأت سفيرة فرنسا السابقة لدى روسيا سيلفي بيرمان أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليص مهلة التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا كان متسرعا ويقوض فرص التوصل إلى تسوية واقعية للنزاع. وفي مقابلة لها على قناة "LCI" الفرنسية قالت بيرمان، التي ترأست البعثة الدبلوماسية الفرنسية في موسكو بين عامي 2017 و2019: "ترامب نصب لنفسه فخا عندما فرض مهلة جديدة أقصر للتسوية، من دون أن يمنح نفسه وقتا كافيا للتفكير الجدي في الخيارات المتاحة".وتابعت موضحة: "النتيجة هي أن ترامب بات مضطرا الآن للبحث عن مخرج يحفظ به ماء وجهه"، وأضافت: "ومن هنا جاء إرسال ستيف ويتكوف إلى موسكو، فالفكرة، كما أراها، تتمثل في إيجاد صيغة تسمح بكسب بعض الوقت وتفادي تنفيذ التهديد".وكان ترامب قد أعلن يوم الاثنين، أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف سيصل إلى روسيا في السادس أو السابع من أغسطس الجاري.والأسبوع الماضي أعلن الرئيس الأمريكي تقليص المهلة التي حددها لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا من 50 يوما إلى 10 أيام فقط، لأنه "لا يرى أي تقدم في حل النزاع الأوكراني" و"لا جدوى من الانتظار" على حد تعبيره.وفي وقت سابق، صرح ترامب بأنه في حال فشل المفاوضات سيتخذ إجراءات قد تشمل فرض رسوم جمركية أو عقوبات أو خيارات أخرى، معترفا في الوقت ذاته بعدم يقينه بفعالية مثل هذه الإجراءات، وقال إن القيادة الروسية تجيد التعامل مع العقوبات، لكن الولايات المتحدة ستكون مستعدة رغم ذلك لفرض قيود جديدة.يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد مرارا أن سياسة احتواء روسيا وإضعافها هي استراتيجية طويلة الأمد لدى الغرب، لكنها غير ناجعة، لافتا إلى أن العقوبات وجهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأسره، وأن الغرب يتطلع إلى تدمير حياة الملايين من الناس.وشدد بوتين خلال لقاء غير رسمي جمعه بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يوم الجمعة الماضي على ضرورة إرساء سلام دائم دون أي حدود زمنية في أوكرانيا.وأكد أن الشروط التي طرحتها موسكو في صيف عام 2024 بشأن القضية الأوكرانية لا تزال سارية ولم يطرأ عليها أي تغيير.اقرأ أيضًا | ترامب يتوعد الهند بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية بسبب النفط الروسي

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
إدارة ترامب تتراجع عن شرط ربط تمويل الولايات بمقاطعة إسرائيل
تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سياسة مثيرة للجدل كانت تشترط على الولايات والمدن الأمريكية عدم مقاطعة الشركات الإسرائيلية كشرط للحصول على تمويل فيدرالي مخصص للتأهب للكوارث. ووفقًا لبيان صدر يوم الإثنين، أزالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من موقعها الإلكتروني البند الذي كان يُلزم الحكومات المحلية بالإقرار بعدم قطع العلاقات التجارية "تحديدًا" مع الشركات الإسرائيلية، وذلك كشرط للحصول على منح تمويل الطوارئ.وكانت وكالة "رويترز" قد كشفت في وقت سابق أن هذا الشرط كان يطال منحًا تصل إلى 1.9 مليار دولار، تستخدمها الولايات لتغطية نفقات حيوية مثل معدات البحث والإنقاذ، وأنظمة الطاقة الاحتياطية، ورواتب مسؤولي الطوارئ.ويمثل هذا التراجع تحولًا واضحًا في نهج إدارة ترامب، التي تبنّت في وقت سابق سياسات تهدف لمعاقبة المؤسسات أو الجهات التي تنتقد إسرائيل أو تدعم حملات المقاطعة ضدها، خاصة حملة "BDS" (المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات).ويُذكر أن حملة BDS تسعى إلى الضغط على إسرائيل اقتصاديًا لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، وقد واجهت معارضة شديدة من قبل البيت الأبيض في عهد ترامب، الذي اعتبرها معادية للسامية.وبإزالة هذا الشرط من منح التمويل، تبتعد الإدارة عن محاولة فرض مواقف سياسية على الولايات مقابل الدعم الفيدرالي، وهو ما لقي ترحيبًا من منظمات حقوقية اعتبرت الإجراء السابق تقييدًا لحرية التعبير.


اليوم السابع
منذ ساعة واحدة
- اليوم السابع
الاتحاد الأوروبى يعلق إجراءاته المضادة ضد التعريفات الجمركية الأمريكية لمدة 6 أشهر
أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق تنفيذ إجراءاته المضادة المخطط لها ضد التعريفات الجمركية الأمريكية لمدة ستة أشهر، بعد اتفاق تم التوصل إليه مؤخراً بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ملف التجارة. وأوضح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للتجارة - في بيان - أن هذا القرار يأتي بهدف استعادة "الاستقرار والقدرة على التنبؤ" للمواطنين والشركات على جانبي المحيط الأطلسي، مشيراً إلى أن المفوضية وبحسب شبكة "سي إن بي سي"، فإن التأجيل يمثل تنازلاً من الاتحاد الأوروبي، أحد أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة بين الجانبين. وكان ترامب قد أعلن في يوليو الماضي عن اتفاق يشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة، مقابل التزام أوروبي برفع الرسوم الجمركية عن السلع الصناعية الأمريكية واستثمار نحو 600 مليار دولار إضافية داخل أمريكا، إضافة إلى شراء طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار. غير أن الاتحاد الأوروبي أوضح أن هذا الاتفاق هو "اتفاق سياسي غير ملزم قانوناً"، وستستمر المفاوضات لتفعيل بنوده وفقاً للإجراءات الداخلية للطرفين. ومن المتوقع أن يدخل قرار التعليق حيز التنفيذ الرسمي غداً ، في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية تطورات السياسة التجارية الأمريكية في ظل تعديلات متكررة من جانب إدارة ترامب في مواعيد فرض الرسوم الجديدة.