
وزير الإعلام والثقافة الكويتي يفتتح النسخة الـ20 للملتقى الإعلامي العربي
افتتح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري مساء يوم أمس السبت الموافق 10 مايو 2025 فعاليات النسخة الـ20 للملتقى الإعلامي العربي الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام برعاية الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء تحت شعار "تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي" وتحل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف الشرف.
أهمية الملتقى الإعلامي العربي
من جهته أكد الوزير عبدالرحمن المطيري في كلمة ألقاها نيابة عن راعي الملتقى أنّ العالم يعيش زمنًا استثنائيًّا يشهد تغيرات عميقة وتحولات متسارعة في المشهد الإعلامي، وأنّ ثورة الاتصالات والمعلومات باتت المحرك الأساسي لتوجهات المجتمعات وأداة فاعلة في تشكيل الرأي العام وصياغة الوعي وتغيير أنماط التفاعل بين الأفراد والمؤسسات.
وقال:" في ظل هذا الواقع الجديد بات الإعلام الرقمي بجميع أشكاله ومنصاته لاعبًا محوريًّا في التأثير على مجريات الأحداث، ما يستدعي منا مواجهة التحديات برؤية إستراتيجية وكفاءة مهنية واستيعاب كامل للتحولات والاستعداد لمستقبل أكثر تعقيدًا وتطورًا بقدرات متجددة وأسس راسخة من القيم والمسؤولية".
وأضاف المطيري قائلًا:" أنه في هذا الإطار حرصت الكويت على إطلاق عدد من المبادرات الإعلامية والثقافية الرائدة وتنظيم المؤتمرات والملتقيات وتعزيز البنية التحتية التقنية للإعلام ومن أبرز هذه المبادرات مؤخرًا إطلاق منصة (51) الإلكترونية التي وثقت تراث الكويت الفني والإعلامي وجعلته متاحا للأجيال الحاضرة واللاحقة في مزيج يجمع بين الأصالة والحداثة".
ولفت إلى أنّ اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 يمثل تتويجًا لدورها المتواصل واعترافًا عربيًّا مستحقًا بإسهاماتها في دعم الحريات الإعلامية وتعزيز الهوية الثقافية وترسيخ القيم المهنية وهو اختيار يتزامن مع هذه الدورة من الملتقى ما يمنحه طابعًا خاصًا وزخمًا إضافيًّا لمواصلة رسالتنا الإعلامية برؤية متقدمة ومسؤولية جماعية.
وأعرب عن بالغ الاعتزاز باختيار دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ضيف شرف الملتقى لهذا العام وهو اختيار مستحق لدولة لها بصماتها الواضحة في مجال الإعلام العربي ونهجها الرائد في دعم المبادرات الإعلامية وتبني التقنيات الحديثة وصناعة المحتوى المتميز بما يعكس ريادتها في هذا القطاع الحيوي ويعزز من حضورها الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية.
ولفت إلى أنّ الملتقى الإعلامي العربي أصبح منصة مهمة لطرح القضايا الإعلامية وتبادل التجارب وتأتي هذه الدورة لتناقش تحديات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية وسبل صياغة أطر مهنية وتشريعية تواكب المتغيرات بكل احترافية.
وأكد توفير الدعم لكل جهد يسعى للنهوض بالإعلام العربي وتحقيق تكامل مؤسساته وتعزيز رسالته التنويرية وصون مجتمعاتنا من خطر الفوضى الرقمية والمعلومات المغلوطة، متمنيًا أن تكون هذه الدورة من الملتقى محطة مضيئة في مسيرة العمل الإعلامي العربي المشترك ودافعا نحو مستقبل أكثر إشراقا وفاعلية.
خلال افتتاح النسخة الـ20 للملتقى الإعلامي العربي برعاية سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء تحت شعار «تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي»
وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري يؤكد في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس مجلس... pic.twitter.com/bDyA72yDdz
— MOI - وزارة الإعلام (@MOInformation) May 10, 2025
الإمارات ضيف شرف الملتقى الإعلامي العربي
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية أكد رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام الشيخ عبد الله آل حامد ممثل الدولة ضيف شرف الملتقى في كلمته أنّ العلاقة بين الإمارات و الكويت تمثل نموذجًا أخويًّا فريدًا تزداد عمقًا ورسوخًا مع مرور الزمن.
ولفت إلى أنّ هذه العلاقة تزدهر يوما بعد يوم وتمضي بثبات نحو آفاق أوسع من التعاون والتكامل في مختلف المجالات وعلى رأسها قطاع الإعلام بما يعكس عمق الروابط التاريخية ويجسد تطلعات الشعبين الشقيقين لمستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا بقيادة تدفع بعزم نحو التقدم والريادة.
وشدد على أن دولة الإمارات تؤمن إيمانًا راسخًا بأن الإعلام شريك رئيسي في مسيرة التنمية والتطوير وأنه المرآة التي تعكس إنجازات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل مشيرًا إلى أنه ومن هذا المنطلق تسعى دولة الإمارات لتطوير منظومة إعلامية متطورة تواكب أحدث المستجدات العالمية وتقديم محتوى إعلامي متميز يعبر عن هويتها الإسلامية والعربية الراسخة ويعكس قيمها الإنسانية النبيلة وبما يضمن أن يكون الإعلام جسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
منظومة تشريعية عربية
ودعا الشيخ آل حامد إلى استحداث منظومة تشريعية عربية مشتركة تمنع الاستخدامات السيئة لهذه المنصات وترسخ قيم المسؤولية المجتمعية وتحمي حرية التعبير وتحصنها من الابتذال والعبث.
ولفت إلى أنّ المنطقة العربية تمر بمرحلة مفصلية تتسم بتغيرات متسارعة وتحديات متشابكة تمس مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أنّ من أبرز هذه التحديات الانفتاح الهائل وغير المسبوق في الفضاء الرقمي والذي فرض واقعًا جديدًا يتطلب من المؤسسات الإعلامية مراجعة أدواتها وأساليب خطابها.
وبين أن القدرة على الإقناع لم تعد تقاس بوفرة المحتوى بل بعمقه وصدقه وملامسته لنبض الجمهور خاصة في ظل ما تشهده المنصات الرقمية من جذب لشرائح واسعة من المتابعين بسبب سهولة الوصول وسلاسة العرض، وشدد على أنّ هذه المرحلة تتطلب خطابًا إعلاميًّا متجددًا يجمع بين الاحترافية والمرونة ويوازن بين الانفتاح على تقنيات العصر والحفاظ على القيم الأصيلة بما يمكن الإعلام من استعادة مكانته مصدرًا موثوقًا وصانعًا للوعي ومؤثرًا في الرأي العام لا مجرد ناقل للحدث.
واستعرض الشيخ حامد أحدث المبادرات الإعلامية التي أطلقتها دولة الإمارات والتي تستهدف تطوير المشهد الإعلامي والارتقاء بأدواته ومعاييره وبناء فكر إعلامي رصين يواكب المتغيرات المتسارعة ويستشرف المستقبل، وقال:" إنّ دولة الإمارات تطلق قمة "بريدج" العالمية التي نسعى من خلالها إلى ترسيخ أطر التعاون والشراكات الدولية التي تسهم في بناء مستقبل إعلامي متطور يقوم على المعرفة والابتكار والقيم الإنسانية المشتركة وذلك وفي إطار مساعي الدولة لبناء منظومة إعلامية تعزز الابتكار وتدعم الإعلام المسؤول في العصر الرقمي".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة هي
منذ 31 دقائق
- مجلة هي
لأجل الكوكب.. إليك مستحضرات تجميل بلمسة مستدامة
يمرّ عالم الجمال والعناية بالبشرة بتحوّل ملحوظ، مع تركيز كبير على العناية الشاملة بالذات، وتوجّه متزايد نحو العلامات التجارية المتخصصة والتي لها مجموعات من العميلات المخلصات. وينطوي هذا التغيّر على إعادة تحديد معايير صناعة المنتجات التجميلية، بما يتوافق مع مبادئ الاستدامة، والفضل يعود بشكل أساسي إلى ظهور علامات أكثر صداقة للبيئة بمنتجاتها وممارساتها. ورأينا دُورا كبرى أيضا تقدّم مستحضرات وعطورا قابلة لإعادة التعبئة، مثل عطر الأزهار الخشبي "أرماني ماي واي بارفان" Armani My Way Parfum، والرذاذ المصمم ليرافقك في حقيبة يدك من عطر "شانيل نامبر 5 أو دو بارفان" Chanel No5 EDP الأيقوني بورده وياسمينه. مستحضرات تواكب موضة الاستدامة مع الوقت، انتقل النهج المعاصر للروتين الجمالي إلى مكان آخر، ليبتعد عن القوارير والأنابيب والأقلام والعلب المتعددة من أحمر الشفاه أو حتى مرطب البشرة، لمصلحة خطوات سلسة ومبسّطة وفعالة من دون المساومة على روعة النتيجة الأخيرة. وقد أثمرت التطورات التكنولوجية الحديثة ولادة فئة من مستحضرات تجمع بين الماكياج والعناية بالبشرة، مثل "فيف سكن نوفا" Vieve Skin Nova، البرايمر الذي لاقى نجاحا فوريا بفضل قدرته على منح الوجه توهّجا صحيا وإنعاش البشرة المرهقة. Vieve_Skin_Nova وفي ظل الاهتمام المتزايد بموضوع الاستدامة، يتخلى المستهلكون أكثر فأكثر عن العبوات المفرطة والقوارير البلاستيكية ، ويفضلون الخيارات القابلة لإعادة التدوير. إذا كنت تبحثين عن أفكار تلهمك في هذا التغيير، إن خبيرة ماكياج المشاهير "ليزا إلدريدج" Lisa Eldridge تحرص على تصنيع مستحضراتها بطرق مستدامة، ومنها أحمر الشفاه بالتأثير الساتاني واللون القوي "روج إكسبيرينس ريفيلابل ليبستيك" Rouge Experience Refillable Lipstick والذي يمكنك أيضا مزج بضع نقاط منه على خدّيك لتورّد رائع، منتجان في واحد! وبالحديث عن أحمر الشفاه القابل لإعادة التعبئة، لا يمكنني سوى أن أذكر "آورغلاس كونفيشن ألترا سليم إنتنسيتي ريفيلابل ليبستيك" Hourglass Confession Ultra Slim Intensity Refillable Lipstick الأعلى مبيعا والمتوفر في درجات مدهشة تستحق التجربة. Rouge Experience Refillable Lipstick Hourglass Confession Ultra Slim Intensity Refillable Lipstick وانطلاقا من مقاربة مستدامة وواعية أيضا، يقوم "برادا ريفيل سكن أوبتيمايزينغ ريفيلابل فاونديشن" Prada Reveal Skin Optimising Refillable Foundation بتغطية بشرتك بوشاح خفيف، والاعتناء بها مع تركيبة الفيتامين سي المضيء والنياسيناميد المهدّئ؛ قد حان وقت تجديد كريم الأساس في عدّاتنا! وتجدين في مرطّب "تاتا هاربر ووتر لوك مويستشرايزر" Tata Harper Water-Lock Moisturizer القابل لإعادة التعبئة، مكوّنات طبيعية مركّزة تنجح في تحويل مظهر البشرة وملمسها. Tata_Harper_Water-Lock_Moisturize وإن كنت من محبّات تقنية "غوا شا"، فإن أداة التدليك "شانيل نوميرو 1 دو شانيل ذا ماساج أكسيسوري" CHANEL No1 de CHANEL The Massage Accessory مصنوعة بنسبة 85 في المئة من مواد حيوية الأصل، مثل قشرة بذور الكاميليا، وتنبض بالجاذبية على منضدة الزينة بلونها القرمزي الآسر، فتشجّعك على اختبار سحر تقنية تدليك تفيد البشرة بأكثر من طريقة. Prada_Reveal_Skin_Optimising_Refillable_Foundation Armani_My_Way_Parfum


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
مثقفون يتبنّون قضيّة وآخرون يتخلّون عن قضاياهم
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حنان عنقاوي عبدالعزيز أبو لسه خالد قماش عبدالله الغذامي سهام القحطاني من اللافت لنظر الراصد للمشهد الثقافي في عالمنا العربي، تباين أنماط المثقفين؛ بين من يعيش لنفسه، ومن يهب ذاته ومجهوداته لقضايا عدة، وبين من يحاول الجمع بين قضيّة يدافع عنها ويتمسك بها، ويمنح نفسه حقها من المتعة والراحة واللذة، ولتحرير قضيّة الأسبوع من خلال نخبة من مشهدنا الثقافي والأدبي، نعرض ما توصّل إليه التحقيق الأسبوعي من وجهات نظر حول قضيّة المثقف على مستوى العام والخاص.. الكاتبة سهام حسين القحطاني ترى أن السؤال هو سؤال عن مفهوم «أصالة المثقف»، إذ لا بد لكل مثقف أن تكون له قضية، تتمثل في مبدأ، ومنهج ورؤية ثقافية، وتلكم هي التي تمنحه الأصالة سواء على مستوى كونه مثقفاً قادراً على خلق اتجاه وأسلوب ثقافيين، أو على مستوى التاريخ الثقافي لمجتمعه. وعدّت جذرّية القضية؛ تمثيلاتها المختلفة التي لا تعني الأحادية، بل تؤطر هويته الثقافية، كون الهوية لا تُعيق التنوع، بل تُسهم في استثمار توسيع تلك القضية من خلال التطبيقات والأساليب، وتراه مؤشراً على أصالة المثقف، الذي يطوّع قضيته الخاصة لتأسيس منهج كامل الأركان، مستعيدة تجربتي العروي والغذامي، لافتةً إلى أن المنهج الحاصل من خصوصية الهوية الثقافية للمثقف مثل بصمة الأصبع الذي تميزه عن غيره وتُطيل أثره الثقافي. ويحمّل الشاعر خالد قمّاش، الصراع الشكلي بين المثقف والمجتمع، إشكالية تحويل المثقف إلى قضية في الحياة، خصوصاً إذا استطاع المثقف أن يكون منتجاً للأفكار الخلاقة، والمثيرة للاختلاف لا الخلاف، وذهب إلى أن القاسم المشترك الأكبر بين قضايا المثقفين هو الانحياز للهمِّ الإنساني والانتصار للحق ومحاربة الفساد والظلم، مضيفاً أنّ مشكلة بعض المثقفين تتمثل في اختلاق قضايا هامشية لا تغني ولا تسمن من جوع، طمعاً في لفت النظر إليه عقب أن انطفأت قناديل حضوره في المشهد الثقافي! وقال: في قراءة سريعة إذا ما استثنينا المثقفين البرغماتيين يظل الوطن والإنسان هما المحوران المشتركان لأغلب القضايا الثقافية لدى بعض المثقفين العرب. فيما عدّت خبيرة المسرح الدكتورة حنان عنقاوي تبنّي قضيّة ما جزءاً من مشروع تنمية المثقف المستدامة، وترى أنّ تطور الإنسان في مكان ما من الكون هو تطور لكل العالم، فالفرد جزء من عالمه، وتؤكد أن القضية للمثقف ولغيره تشعره بوجوده، وتحقق انتماءه لمنظومته الخاصة والعامة، وتجذّر واجباته تجاه نفسه، أو مجتمعه، أو البيئة. وترى أن المثقفين درجات؛ إذ منهم من يمتلك المعلومة والمعرفة، ومنهم صاحب رؤية، ومنهم صاحب الوعي الذي يدرك جيداً أنه لا بد أن تكون له قضية مرتبطة بكيانه ومسؤوليته، وغاياته، وقسمت القضايا إلى مستويات؛ منها ما يُسهم في النمو، ومنها ما يطوّر القدرات، ومنها ما يحسّن أداء الذات، بالتعليم، وتراكم الخبرات، لتكون ثمرة القضية عائدة على المجتمع الذي يعيش فيه ويعرف احتياجاته، مؤكدةً مقولة: أنا لديّ قضية إذاً أنا موجود. فيما ذهب الشاعر عبدالعزيز أبو لسه، إلى أن وجود المثقف الحقيقي العميق «قضية» بحد ذاتها، بل هو بنية مستقلة تحتاج إلى تفكيك، واستبطان لسبر أغواره، وقال أبو لسه: في البدء يجب أن نميز المثقف من المتثاقف الذي يعتاش على الثقافة، ثم لو صادقنا أن المثقف يجب أن يتجرد مما يحيط به من حيوات ويفرّغ نفسه لحالته الإبداعية لغدا منعزلاً عن مجتمعه وعمّا حوله، ويرى أن المثقف وبما أنه حالة متماهية مع ذاته ومع مجتمعه فإنه حتماً بوعي أو دونه لن ينفك عن شؤونه التي هي بالضرورة جزء من الشأن العام إلا إذا تحدثنا عن فانتازيا وما وراء الطبيعة وما يتجاوز الفهم البشري.. عبدالله الغذامي:مَنْ ليس له قضيّة عبثيّ وزائدة دوديّة يؤكد الناقد الثقافي الدكتور عبدالله الغذامي أن المسألة لا ترد عنده تحت عنوان المفترض، ولا عنوان الواجب، أو المستحب، بل هي أكبر من كل هذه الافتراضات، فالكائن الذي ليس له قضيةٌ لن يكون كائناً سويّاً، وإنما هو كائنٌ عبثي وزائدة دودية -حسب مصطلحات الطب-، لافتاً إلى أن أي إنسان يحتاج لتحفيز عبر صيغ ما يجب، وما يستحب، ولن يكون حقاً مثقفاً، ولن يكون موظفاً يستحق مرتبه، ولن يكون مزارعاً تجود عليه أرضه بالثمر إلا صاحب قضيّة. وقال صاحب النقد الثقافي: أنا وأنت أبناء جيلٍ كانوا فلاحين أو تجاراً، وهاتان مهنتان بشريتان من أعمق مهن البشرية، والفلاح والتاجر لا ينجحان إلا لأنهما أصحاب قضية، أدناها أن يعيش حياة شريفة هو وأهله؛ ليتفادى الوقوع في مساس الحوج. وأضاف: ويحٌ لأي مثقف يزعم لنفسه صفة التثقف إن احتاج التنبيه على ما يجب وما يستحب. وزاد: نعم هناك مستهترون يعيشون اللذة، ولا يعنيهم غير لذتهم، لكن هؤلاء ليسوا مقياساً لأي معنى، ويظلون موضع بحث وتفكر بما أنهم غير أسوياء. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
الأفلام العربية في «كان»... فرصة فوز لم يتحقق
تعتمد السينمات العربية، أكثر من أي وقت مضى، على عرض إنتاجاتها في المهرجانات الدولية. في السنوات الـ20 الأخيرة، ازداد عدد المعروض منها في «كان»، و«ڤينيسيا»، و«برلين»، و«كارلوڤي ڤاري»، و«لندن»، و«تورنتو»، و«لوكارنو»، والقائمة طويلة. السبب الواضح هو الرَّغبة في تبوُّؤِ نجاحٍ جوهريٍّ يستفيد منه الفيلم ومَن فيه، وما يُمثِّله في دعم المسيرة، وتأسيس المكانة، والشهرة الفردية للعاملين فيه. وكذلك في إبراز دور الدولة التي وُلد فيها مشروع المخرج، حتى لو كان التمويل آتياً من الخارج، كما بات الحال غالباً. هي عملية يمتزج فيها الطُّموح الفردي بالمؤسساتي، والفني بالتجاري. أفلام «نورة» لتوفيق الزايدي، و«وجدة» لهيفاء المنصور، و«ستموت في العشرين» لأمجد أبو العلا، وأُخرى سواها، سارت على هذا الخط الرَّفيع محققة رواجاً جماهيرياً في الغرب، ونقدياً في كل مكان آخر. «سماء بلا أرض» (مهرجان «كان») سبب خفي الأفلام العربية منذ السبعينات وما بعدها، حظيت أيضاً بحضورٍ متعدّد، وكثيرٌ منها شقَّ طريقه إلى مهرجان «كان» وغيره من المهرجانات الدولية. لكن السبب الخفي وراء هذا التوجّه، في الماضي والحاضر، يعود إلى ضيق رقعة الإنتاج العربي في الأسواق العربية. فقد باتت تكلفة إنتاج الفيلم اليوم أعلى بكثير ممّا كانت عليه في السابق؛ إذ تقترب ميزانية الفيلم الصغير أحياناً من مليون دولار، بينما يتجاوز الفيلم الكبير هذا الرقم بسهولة. السوق العربية لا تضمن استعادة تكلفة الفيلم الصغير (لأن أحداً لا يراه)، ولا الفيلم الكبير (كون الإنتاجات التجارية محدودة في أسواقها باستثناء المصرية). مع هذا الوضع، لا يتَّجه الإنتاج العربي ليطلب المعونة المالية من الدول الأوروبية فقط، بل يعتمد عليها بوصفها فرصة للوصول إلى المهرجانات لا يمكن تفويتها. «كعكة الرئيس» (مهرجان «كان») مضامين عربية استقبل مهرجان «كان» العام الحالي، أفلاماً عربية متنوِّعة المصادر. مجازياً، تُسمّى الأفلام المُمولة من الغرب أفلاماً عربية، لكن الواقع هو أن ما هو عربي مُحدَّد بالإخراج واللغة والموضوع، وهذا ليس كافياً ما دام التمويل الرئيس ليس عربياً. يجد المخرج العربي نفسه بحاجة إلى مظلَّة دولية ليُنجز فيلمه، ويعرضه عالمياً في المهرجانات أولاً، ومن ثَمَّ في الأسواق، إذا ما أُتيح له ذلك، وهو سيتوجَّه لأي بلد أجنبي يؤمِّن له هذا الهدف. ما شاهدناه هنا من أفلام لا يؤكد ما سبق قوله فقط، بل ينتمي أيضاً إلى طروحات متعدِّدة جميعها مهمَّة، لكن الناتج يتفاوت فنياً. كان طبيعياً أن تتوجَّه بعض هذه الطروحات صوب السياسة. فيلم «كعكة الرئيس» لحسن هادي، الذي قُدّم باسم العراق والولايات المتحدة (حيث التمويل الفعلي)، يطرح حكاية تقع أحداثها في «عراق صدّام حسين». نرى صوره وتماثيله، وهو حاضر في طول الحكاية وعرضها، التي تدور حول فتاة صغيرة يُطلب منها تحضير كعكة بمناسبة عيد ميلاد الرئيس، وذلك في الوقت الذي يعيش فيه الناس فوضى تلك الفترة. أما الفيلم السويدي - الدنماركي - الفنلندي - الفرنسي «نسور الجمهورية» لطارق صالح، ففيه عنصر تسوية حسابات عالقة مع النظام العراقي السابق. الفارق أن فيلم صالح ينتقد الحكم الحالي والسلطات، عوض انتظار رحيلها. «نسور الجمهورية» نظرة خارجية من مكان آمن لحالٍ لا تطاله الرقابة المصرية (على عكس «كعكة الرئيس» المُرحَّب به داخل العراق). في الفيلم المصري (فعلياً) «عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً» لمراد مصطفى، الذي يتمحور حول مدبرة منزل سودانية، يبدأ الفيلم بها وهي في القاع، وينتهي بها وهي أسفله. النقد هنا يبقى على أرضٍ اجتماعية بحتة لا دخل لها بالمؤسسات الرسمية. هناك فيلم آخر عنوانه «سماء بلا أرض» (Promis le ciel) للمخرجة التونسية أريج السحيري (سبق لها أن أخرجت «تحت أشجار التين» قبل 3 أعوام). تقول البطاقة إن الفيلم تونسي - قطري - فرنسي، لكن مع غياب التفاصيل لا نستطيع سوى التخمين بأن غالبية التمويل الأساسي لهذه الدراما الأنثوية تم مقابل تأمين «كنال بلوس» (Canal+) الفرنسية غالبية الميزانية. «سماء بلا أرض» فيلم رقيق الحاشية من بدايته إلى نهايته. حواره الغالب فرنسي، كون بطلاته من كوت ديڤوار يعشن ويعملن في تونس. اختيار موضوعات تسمح للفيلم الحديثَ بالفرنسية أمرٌ آخر منتشر في أفلام مغاربية. خفي لا يحتلّ الفن في هذه النماذج حضوراً بارزاً؛ فالاختلاف يكمن في أسلوب المعالجة. ففيلم طارق صالح «نسور الجمهورية» يتّبع معالجة سردية تنتمي إلى «النوع» (Genre)، في حين يتَّخذ «كعكة الرئيس» لحسن هادي، وكذلك فيلم «سماء بلا أرض»، منحى سردياً حكائياً. أما «عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً» لمراد مصطفى، فهو محاولة لخلق فيلم فني، لكن النية شيء والتنفيذ شيء آخر. لا يجب أن يغيب عن البال أن هذا المهرجان هو المناسبة الـ50 لفوز فيلم «مفكرة سنوات الجمر» للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة بالسعفة الذهبية (سيُعرض بنسخة مُرمَّمة بعد ظهر اليوم، الجمعة). هذا فيلم كان يمكن أن يُدرَّس ويُستفاد منه لناحية عناصر الحكاية، وكيفية تنفيذ المضمون، كما من جهة أسلوب عمله، لكن غالبية العاملين في الوسط اليوم لا يكترثون للرجوع بضع خطوات إلى الأمس.