
هل تنتهي هيمنة الدولار على العالم بسبب سياسات ترامب؟
اشتعلت التكهنات في العالم بشأن هيمنة الدولار الأميركي ، وما إذا كانت هذه الهيمنة ستستمر في ظل السياسات الاقتصادية الجديدة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، والتي أدت بالفعل خلال الفترة الأخيرة الى هبوط حاد في سعر صرف الدولار أمام العُملات الرئيسية التي يسود الاعتقاد بأن الكثير من المستثمرين لجأوا اليها لتجنب مخاطر الاحتفاظ بالدولار الأميركي.
وقال تقرير نشره موقع "موديرن ديبلوماسي" الأميركي، واطلعت عليه "العربية Business"، إن ترامب وضع الاقتصاد العالمي على مسار مضطرب بسياساته الاقتصادية والتجارية المثيرة للجدل، وقد أدى فرض الرسوم الجمركية على الواردات، والتدخل في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، والنهج التصادمي في الشؤون الخارجية، إلى اهتزاز الثقة العالمية بالولايات المتحدة.
وأضاف التقرير: "تعرض الدولار، الذي لطالما اعتُبر عملة الاحتياطي الرئيسية، لضغوط غير مسبوقة، ولم تقتصر السياسات الأميركية على تعطيل العلاقات التجارية الدولية فحسب، بل شجعت الدول أيضاً على تقليل اعتمادها على الدولار، مما مهد الطريق لتراجع هيمنته. وإذا استمر هذا المسار، فقد يتعرض وضع الدولار في النظام المالي العالمي للخطر، مما قد يؤدي إلى قلب النظام الاقتصادي الحالي رأساً على عقب".
ويقول التقرير إن التاريخ يُظهر أن أي عملة احتياطية لا تحتفظ بالهيمنة إلى الأبد، حيث فقد الجنيه الإسترليني البريطاني، الذي كان العملة العالمية الرائدة حتى أوائل القرن العشرين، مكانته أمام الدولار بعد حربين عالميتين وقرارات سياسية سيئة اتخذتها بريطانيا، وهو ما يعني أن الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية الأميركية المتقلبة قد تُمهّد الطريق أمام الدولار لمصير مماثل للاسترليني.
وكان ترامب قد فرض رسوماً جمركية باهظة على الواردات من شركاء تجاريين رئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي واليابان. وخلال الحرب التجارية مع الصين، وصلت الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية إلى 145%، مما دفع الصين إلى فرض رسوم جمركية انتقامية وصلت إلى 125% على المنتجات الأميركية. وبينما كانت هذه الرسوم تهدف ظاهرياً إلى حماية الصناعة المحلية وخفض العجز التجاري، إلا أنها في الواقع عطّلت سلاسل التوريد العالمية.
ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة بروكينغز، فقد كلفت هذه السياسات الاقتصاد الأميركي حوالي 0.5% من ناتجه المحلي الإجمالي ورفعت أسعار المستهلك. كما أدت الرسوم الجمركية الأميركية التي تراوحت بين 20% و24% على السلع الأوروبية واليابانية إلى توتر العلاقات مع حلفائها القدامى، مما دفعهم نحو تعزيز العلاقات التجارية مع الاقتصادات غير الدولارية مثل الصين وروسيا، فعلى سبيل المثال، وقّع الاتحاد الأوروبي مؤخراً اتفاقيات تجارية جديدة مع الصين، بينما أبرمت اليابان اتفاقيات ثنائية مع الهند وفيتنام لتقليل الاعتماد على الدولار في التجارة الإقليمية، وقد أدت هذه التطورات إلى انخفاض الطلب العالمي على الدولار، وأتاحت فرصاً لظهور عملات بديلة مثل اليوان واليورو كبدائل محتملة.
ويقول الخبراء إنه في حال انخفاض الطلب العالمي على الدولار، سترتفع تكاليف الاقتراض، وقد يُؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة. وعلاوةً على ذلك، سيرفع ضعف الدولار أسعار الواردات، مما يُفاقم التضخم - وهو تحدٍّ خطيرٌ للغاية لدولة تعتمد على الواردات في 15% من موادها الخام والسلع الاستهلاكية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 3 ساعات
- الوئام
ترمب: رئيسة المفوضية الأوروبية طلبت تمديد مهلة التعريفات الجمركية
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، طلبت خلاله تمديد المهلة النهائية المقررة في 1 يونيو بشأن التعرفة الجمركية البالغة 50% على خلفية قضايا تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأكد ترمب، في بيان عبر حسابة بمنصة 'تروث سوشيال'، أنه وافق على منح التمديد حتى 9 يوليو 2025، واصفًا القرار بأنه 'شرف له'. وأوضح أن رئيسة المفوضية أبلغته بأن المحادثات ستبدأ سريعًا. وختم قائلًا: 'شكرًا لكم على اهتمامكم بهذا الأمر!'.


الشرق السعودية
منذ 4 ساعات
- الشرق السعودية
الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري "جيد" مع أميركا قبل 9 يوليو
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، إن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك سريعاً في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، لكنه سيحتاج حتى 9 يوليو، وهو الموعد النهائي الأصلي للمحادثات، "للتوصل إلى اتفاق جيد". وأضافت في منشور فون دير لاين على "إكس"، أنها أجرت مكالمة هاتفية "جيدة" مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأشارت إلى أن "أوروبا مستعدة للمضي قدماً في المحادثات بسرعة وحسم. وللتوصل إلى اتفاق جيد، سنحتاج إلى وقت حتى التاسع من يوليو". وتأتي هذه المكالمة بعد أن قال ترمب، الجمعة، إنه غير راض عن وتيرة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وهدد بفرض رسوم جمركية 50% على جميع سلع الاتحاد من أول يونيو. وفي أوائل أبريل، حدد ترمب مهلة 90 يوماً للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو. إحباط أميركي وجاءت التهديدات التجارية الجديدة، التي هزت الأسواق في الولايات المتحدة وخارجها، بعد أن اتهم ترمب، في منشور عبر منصته Truth Social في وقت سابق الجمعة، الاتحاد الأوروبي بأنه "صعب في التعامل معه للغاية". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة قولها، إن مستشاري ترمب أعربوا بشكل غير علني لمسؤولين أوروبيين عن استيائهم من تباين أولويات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ما أعاق التقدم في المحادثات التجارية. واشتكى الفريق الأميركي من ما اعتبره "نهجاً أوروبياً حذراً وتردداً" في تقديم عروض ملموسة تعالج القضايا التي تهم الولايات المتحدة، مثل الرسوم المفروضة على خدمات البث، والضرائب على القيمة المضافة، والتنظيمات المتعلقة بقطاع السيارات، والغرامات المفروضة على الشركات الأميركية في قضايا الاحتكار. وأضافت المصادر، أن واشنطن "لم تحصل حتى الآن على التزام من قادة الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على صناعات صينية"، وهو أمر تعتبره إدارة ترمب أولوية في إطار محاولاتها لتصعيد الضغط التجاري على الصين.


أرقام
منذ 4 ساعات
- أرقام
رئيسة المفوضية الأوروبية: نحتاج حتى 9 يوليو للتوصل لاتفاق تجاري جيد مع أمريكا
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك سريعا في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، لكنه سيحتاج حتى التاسع من يوليو تموز، وهو الموعد النهائي الأصلي للمحادثات، "للتوصل إلى اتفاق جيد". وأضافت في منشور على إكس أنها أجرت مكالمة هاتفية "جيدة" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتأتي هذه المكالمة بعد أن قال ترامب يوم الجمعة إنه غير راض عن وتيرة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي وهدد بفرض رسوم جمركية 50 بالمئة على جميع سلع الاتحاد من أول يونيو حزيران. وفي أوائل أبريل نيسان، حدد ترامب مهلة 90 يوما للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو تموز. وأوضحت على إكس "مكالمة جيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. أوروبا مستعدة للمضي قدما في المحادثات بسرعة وحسم. وللتوصل إلى اتفاق جيد، سنحتاج إلى وقت حتى التاسع من يوليو تموز".