
تقرير خطَّة خنق اقتصاديّ... وقف الاحتلال التَّحويلات المصرفيَّة يشعل فتيل الانهيار
غزة/ رامي محمد:
في تطور يُعدّ الأخطر منذ تأسيس السلطة، وجّه وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش ضربة مباشرة للاقتصاد الفلسطيني، بإصداره قرارًا يقضي بوقف العلاقات المصرفية مع البنوك الفلسطينية.
القرار الذي وصفه اقتصاديون بأنه إعلان حرب اقتصادية ممنهجة، يسعى لتفكيك النظام المالي برمّته، وجرّ الفلسطينيين نحو فوضى نقدية، وانهيار في الثقة، وانفلات اجتماعي قد تكون له ارتدادات خطيرة على كل المستويات.
الخبيران الاقتصاديان سمير الدقران وخالد أبو عامر حذّرا من تداعيات القرار الذي اعتبراه جزءًا من خطة ممنهجة لتصفية الوجود السياسي الفلسطيني عبر خنق الأدوات المالية وهدم البنية الاقتصادية.
وقال الخبير الاقتصادي سمير الدقران إن القرار بمثابة قطع الشريان الوحيد الذي يبقي الاقتصاد الفلسطيني حيا مشيرًا إلى أن النظام المصرفي الفلسطيني يقوم أساسًا على وسيط إسرائيلي يربطه بالعالم الخارجي، سواء في التحويلات أو التحصيلات أو التعاملات التجارية.
وأضاف الدقران لصحيفة "فلسطين": "نحن لا نتحدث عن أزمة عابرة، بل عن هدم صريح لبنية قائمة منذ ثلاثة عقود، حيث إن وقف العلاقة مع البنوك الإسرائيلية يعني شلّ القطاعين العام والخاص، ووقف رواتب الرواتب ، وتعطيل استيراد السلع، وتجفيف التحويلات من الخارج".
وأكد أن البنوك الفلسطينية تحتفظ بأكثر من 13 مليار شيكل في البنوك الإسرائيلية، وأن هذه الأموال مهددة بالتجميد أو المصادرة، ما يضع النظام المصرفي الفلسطيني على حافة فقدان الثقة، وزيادة السحوبات النقدية، وانفلات مالي داخلي قد يتحول إلى أزمة اجتماعية حادة.
سياق سياسي
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي خالد أبو عامر إن القرار لا يمكن قراءته بمعزل عن السياق السياسي، مؤكدًا أنه جزء من استراتيجية إسرائيلية لإعادة هندسة المشهد الفلسطيني عبر إفراغ المؤسسات من مضمونها، وتجفيف مواردها المالية".
وأوضح أن الاقتصاد الفلسطيني يعتمد بنسبة تفوق 80% على التجارة عبر الاحتلال، وأن وقف التعاون البنكي سيؤدي إلى شلل في الاستيراد والإنتاج والائتمان المصرفي، في وقت تشهد فيه الأسواق المحلية أعلى مستويات الهشاشة منذ سنوات.
وأضاف لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يعرف تمامًا أن السلطة لا تملك عملة وطنية، ولا منفذًا ماليًا مستقلًا وبالتالي، فإن هذه الخطوة هي إغلاق كامل للتعامل المالي الذي يبقي الاقتصاد الفلسطيني على قيد الحياة".
وأشار أبو عامر إلى أن التحويلات من الخارج والتي تزيد عن 3.5 مليار دولار سنويًا ستتوقف، وهو ما سيُفقد عشرات آلاف الأسر الفلسطينية مصدر دخلها الوحيد.
وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير دولية أبرزها للبنك الدولي حذرت من أن السلطة تواجه عجزًا ماليًا مزمنًا يتجاوز 600 مليون دولار سنويًا، مع تآكل القدرة على دفع الرواتب، وتراجع الدعم الدولي، وازدياد الاعتماد على الاقتراض الداخلي.
وأظهرت بيانات حديثة من أن أموال المقاصة تُشكّل ما بين 60% إلى 70% من إيرادات السلطة، ما يعني أن أي تعطيل في تدفقها يهدد بانهيار مالي شامل.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جريدة الايام
منذ 2 ساعات
- جريدة الايام
الهجوم الإسرائيلي على إيران .. الخيار شمشون!
قبل 48 ساعة من العودة إلى المفاوضات الأميركية الإيرانية في العاصمة العمانية مسقط، شنّت القوات الإسرائيلية أوسع وأعنف هجوم عسكري على المنشآت النووية ومراكز القيادة والسيطرة في إيران. نال الهجوم من قيادات عسكرية بارزة، بينها رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، وعلماء كبار يشرفون على البرنامج النووي. لم يكن ذلك الهجوم بذاته مفاجئاً، فقد دأبت إسرائيل لسنوات طويلة على التحريض ضد المشروع النووي الإيراني، حتى تكون وحدها من يحتكر القوة النووية في الشرق الأوسط. في عام 1991 أزاح الصحافي الاستقصائي الأميركي، سيمور هيرش، لأول مرة ستائر الكتمان عن الترسانة النووية الإسرائيلية، في كتابه «الخيار شمشون». عندما بدا أن العراق مضى خطوات واسعة تمهيدية في مشروعه النووي جرى قصفه يوم 7 حزيران 1981. في الوقت نفسه قبل القصف وبعده دأبت إسرائيل على اغتيال عدد كبير من العلماء العرب، أشهرهم العالم المصري الدكتور يحيى المشد. في الحالتين، العراقية والإيرانية، حرصت الولايات المتحدة على نفي أن تكون منخرطة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية. تابع هيرش الملف نفسه في تحقيقات نشرتها «نيويورك تايمز» و»نيويوركر» الأميركيتين. كان أهم ما نشره: «الخطة السرية لوكالة الاستخبارات الأميركية للهجوم على إيران». في شباط 2007 تطرق إلى خطة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني لـ»قطع رقبة إيران». كان تقديره، في محاضرة ألقاها بالجامعة الأميركية بدعوة من «مؤسسة هيكل للصحافة العربية»، أن عدواناً وشيكاً على إيران قد يحدث في غضون الشهور القليلة المقبلة، كاشفاً عن أن (9) مليارات دولار من الأموال العراقية اختفت من أحد البنوك الأميركية لتمويل العملية العسكرية الوشيكة. غير أن ذلك لم يحدث وذهبت الحوادث باتجاه آخر. وقعت اتفاقية بين إيران والولايات المتحدة عام (2015) تضمنت إجراءات تمنع خروج المشروع النووي عن طابعه السلمي، غير أن دونالد ترامب بولايته الأولى ألغاها بعد وقت قصير على دخوله البيت الأبيض؛ استجابة للضغوط الإسرائيلية وتخلصاً بذات الوقت من إرث سلفه باراك أوباما. بنظرة تاريخية، فإن الهجوم الإسرائيلي نوع من العودة إلى الخيار شمشون، احتكار السلاح النووي ومنع أي دولة بالقوة المسلحة من امتلاكه؛ حتى تنفرد بقيادة المنطقة وإعادة هندسة الشرق الأوسط من جديد. وبنظرة إستراتيجية لم يكن ممكناً لإسرائيل أن تقدم على هذه الخطوة الخطرة ما لم يكن هناك ضوء أخضر أميركي، يوفر المعلومات الاستخباراتية والأسلحة والذخائر اللازمة لاختراق التحصينات حتى يمكن الوصول إلى هدفها الرئيس في تقويض المشروع النووي الإيراني. الأهم حماية الأجواء الإسرائيلية من أي رد فعل إيراني متوقع بالمسيّرات، أو بالصواريخ الباليستية. أي كلام ينفي الدور الأميركي محض دعايات. ساهم ترامب في خداع الإيرانيين حتى تكون المفاجأة كاملة. في اليوم السابق مباشرة قال في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض: «لا أقول إن هجوماً إسرائيلياً وشيكاً، لكنه قوى ومحتمل». لم ينفِ ولم يؤكد. أريد بشدة تجنب الحرب مع إيران، لكن عليها أن تبدي مرونة في المفاوضات. بدا أنه منفتح على المفاوضات، مؤكداً أننا قريبون من اتفاق جيد، فيما كان يعرف يقيناً أن هجوماً إسرائيلياً سوف يشن بعد ساعات. أخذ يلوّح بالفوائد المتوقعة من بناء علاقات تجارية مع طهران إذا ما أبدت استعداداً لتقبل شروطه في منع التخصيب النووي. بدا ذلك تلويحاً بـ»العصا والجزرة» قبل استئناف المفاوضات. بالتوقيت نفسه، اتهم مجلس محافظي الهيئة الدولية للطاقة الذرية إيران بعدم الامتثال لمقتضى التزاماتها طبقاً لاتفاقية (2015)، التي تحللت منها كل الأطراف! وطلبت الإدارة الأميركية من مواطنيها وبعض دبلوماسييها في العراق المغادرة. بدا ذلك كله تمهيداً للعمل العسكري. رغم الاحتقانات المعلنة بين ترامب وبنيامين نتنياهو، إلا أن كليهما في حاجة ماسة إلى الآخر. الأول، يطلب تجديد الثقة فيه من اللوبيات اليهودية وترميم صورته كـ»رجل قوي» أمام تزايد الاحتجاجات على سياساته في المجتمع الأميركي. إخفاقاته في ملفات عديدة تدخل في صميم اهتمامات المواطن الأميركي تكاد تقوض شعبيته وصورته، خاصة في ملفَي الرسوم الجمركية والصدامات في شوارع لوس أنجلوس ومدن أخرى من جراء سياساته الخشنة ضد المهاجرين. والثاني، يطلب تجنب إطاحة حكومته على خلفية استمرار الحرب على غزة دون أفق سياسي بعمل عسكري ضد إيران يحظى تقليدياً بدعم الفرقاء الإسرائيليين أو أن تكون هذه الحرب بالذات صورة النصر التي يبحث عنها دون جدوى في غزة. بعد الهجوم الإسرائيلي، نفى ترامب أي ضلوع فيه، لكنه لم يتردد في التأكيد على موقفه الأصلي.. منع إيران من الحصول على السلاح النووي. صبيحة الهجوم، قال حرفياً: «لن نسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية، ونأمل أن تعود إلى المفاوضات في موعدها المقرر!»، ما معنى ذلك التصريح في سياقه وتوقيته؟ إنه طلب التوقيع على اتفاقية استسلام. يكاد يكون شبه مستحيل أن تلبي طهران طلبه، المعنى بالضبط سقوط شرعية النظام وتفجير الوضع الداخلي. لا يملك الإيرانيون غير الرد بأقصى ما تطيقه قوّتهم، إنها مسألة وجود وهيبة وبقاء نظام. ما مدى الهجوم الإسرائيلي؟ وما حجم الرد الإيراني؟ هذان سؤالان جوهريان في الصراع على المنطقة ومستقبلها. إذا تقوّضت إيران، تبدأ على الفور الحقبة الإسرائيلية الخاسر الأكبر فيها العالم العربي.


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
نبيُّ الغضب يحذِّر: (إسرائيل) تواجه خطر شلل استراتيجيّ إذا نجحت إيران في خطَّتها
متابعة/ فلسطين أون لاين حذر اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك من خطر شلل استراتيجي ستواجه (إسرائيل) إذا ما نجحت إيران في تنفيذ خطتها العسكرية، مشيراً إلى أن سيناريو "نشوة البداية وخيبة النهاية" بات يكرر نفسه في كل مواجهة، حيث تبدأ إسرائيل بهجوم واسع وواثق، لكنها سرعان ما تصطدم بالواقع وتجد نفسها مضطرة للتوصل إلى تسويات. وفي مقال نشره في صحيفة معاريف العبرية، قال بريك إن الحرب الحالية مع إيران قد تكون الأعنف والأخطر، ليس فقط بسبب القدرات النووية الإيرانية، بل بسبب حجم الترسانة الصاروخية التي تمتلكها طهران والتي تمثّل تهديداً يفوق في خطورته القدرة الدفاعية الإسرائيلية. وأوضح أن تكلفة اعتراض كل صاروخ إيراني تصل إلى نحو 7 ملايين دولار، إذ تطلق إسرائيل صاروخين من طراز "آرو" لاعتراض كل صاروخ باليستي إيراني واحد، ما يجعل من الاستمرار في الدفاع أمراً مرهقاً اقتصادياً واستراتيجياً. وأضاف بريك أن مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية محدود، وأن الخطة الإيرانية تقوم على استنزاف هذا المخزون، ثم الاستمرار في إطلاق الصواريخ الباليستية بعد نفاد قدرة الدفاع الجوي الإسرائيلي على التصدي لها، حتى بمساعدة الولايات المتحدة. وتابع: "إذا تحقق هذا السيناريو، فإن إسرائيل ستكون تحت وابل متواصل من الصواريخ الثقيلة، بعضها برؤوس حربية يصل وزنها إلى طن، دون قدرة على صدها أو احتوائها". وبينما تشارك الولايات المتحدة في العملية الإسرائيلية ضد إيران من خلال الدعم اللوجستي وتبادل المعلومات الاستخباراتية، شدّد بريك على أن هذا الدعم لا يمكنه أن يغيّر مسار الحرب جذرياً، إذ تعترف واشنطن نفسها بعدم قدرتها على تدمير القدرات النووية الإيرانية بعملية عسكرية واحدة، ما يجعل الحل الدبلوماسي أكثر واقعية على المدى البعيد. وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وإن كان ناجحاً في جانبه الجوي، إلا أنه لا يضمن القضاء على البرنامج النووي الإيراني، بل قد يؤدي إلى توسيع دائرة الردود والتصعيد، مشيراً إلى أهمية هذا الهجوم في إطار الردع فقط لا أكثر. وفي انتقاد لاذع للمستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، أشار اللواء المتقاعد إلى أن صناع القرار لم يستوعبوا حتى الآن أن طبيعة الحروب قد تغيرت، وأن الجبهة الداخلية لم تعد بعيدة عن دائرة الاستهداف. وقال: "بينما كانت الحروب السابقة تُخاض عند خطوط المواجهة، ستكون الجبهة الداخلية هي المحور الرئيسي للحرب المقبلة". ووصف بريك تقاعس المؤسسة السياسية والعسكرية عن تحصين الجبهة الداخلية بأنه يُشبه "القرود الثلاثة": لا نرى، لا نسمع، لا نتكلم، مشيراً إلى أن عدم الاكتراث بتحصين المدنيين وتحضير البنى التحتية للطوارئ يهدد بانهيار شامل في حال توسعت دائرة الحرب. وأوضح أن الحرب المستمرة ستؤدي إلى تزايد الدمار في وسط البلاد، كما هو الحال في المناطق الحدودية وغلاف غزة، ما سيتسبب في شلل اقتصادي، وانقطاع في الحركة الجوية، وتوقف النشاط التجاري، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي شامل يعطّل قدرة إسرائيل على تحريك آلتها الحربية جواً وبراً. وفي الجهة المقابلة، كشف مصدر إيراني لصحيفة نيويورك تايمز عن خطة رد إيرانية جاهزة، تشمل إطلاق مئات الصواريخ الباليستية على مراكز سكانية وبنى تحتية أمنية داخل إسرائيل. وتؤكد تقديرات الاستخبارات الأمريكية أن إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس متفجرة يصل وزنها إلى طن، وهي كفيلة بإحداث دمار واسع النطاق. من جانبه، وصف المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف هذه الترسانة الصاروخية بأنها "تهديد وجودي لا يقل خطورة عن التهديد النووي"، محذراً من أن أي هجوم إسرائيلي على منشآت إيران النووية سيقابل برد واسع النطاق لا تستطيع الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية استيعابه بالكامل. المصدر / فلسطين أون لاين


قدس نت
منذ 8 ساعات
- قدس نت
المالية: جهود متواصلة لصرف الدفعة الثانية من راتب أبريل رغم احتجاز أموال المقاصة
أعلنت وزارة المالية الفلسطينية اليوم الاثنين، أنها تبذل جهودًا مكثفة لتأمين الموارد المالية اللازمة لصرف الدفعة الثانية من راتب شهر نيسان/أبريل 2025 في أقرب وقت ممكن، رغم استمرار الجانب الإسرائيلي في احتجاز أموال المقاصة. وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أن الجانب الإسرائيلي لم يحوّل حتى الآن أموال المقاصة الخاصة بشهر أبريل، الأمر الذي يعيق صرف الدفعة الثانية من الرواتب للموظفين العموميين. ضغوط دولية واستمرار التواصل وأكدت وزارة المالية أن الحكومة تواصل العمل على توفير السيولة المالية بالتوازي مع اتصالات مستمرة مع الجهات الدولية للضغط على إسرائيل للإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة، والتي بلغت قيمتها حتى نهاية شهر أيار/مايو 2025 حوالي 7.7 مليار شيكل. وجددت الوزارة التزامها بصرف رواتب الموظفين في أسرع وقت ممكن حال توفر الموارد المالية اللازمة، داعية الموظفين إلى التحلي بالصبر في ظل هذه الظروف المالية الصعبة الناجمة عن سياسة الحجز والقرصنة الإسرائيلية لأموال الشعب الفلسطيني. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله