
غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ'جزاء العادل'
انشغل سوريّون على وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليق على تفجير كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة في دمشق مساء الأحد، أسفر عن مقتل 22 وإصابة 59 شخصاً، بحسب وزارة الصحة السورية.
وأعلنت وزارة الداخلية أن التفجير الانتحاري نفذه أحد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية. علماً أن أحدا لم يتبنَّ مسؤولية التفجير بعد.
وطغت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أصوات سوريين استنكرت هذا الاعتداء، الذي استهدف كنيسة فيها مصلّون.
وبعد ظهر الاثنين، قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع 'نعاهد المكلومين بأننا سنواصل الليل بالنهار، مستنفرين كامل أجهزتنا الأمنية المختصة، لضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة النكراء، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل'.
لكن كثيرا من السوريون انتقدوا السلطة الجديدة، بقيادة الشرع، الذي ارتُكبت أثناء حكمه – المستمر منذ أكثر من ستة أشهر – جرائم قتل في الساحل السوري بحق الأقليّة العلويّة، تلتها جرائم بحق الدروز، وهذه المرة كان المسيحيون هم الهدف.
وقال عدد ممن قرأنا تعليقاتهم إنه لو جرت محاسبة حقيقية للمسؤولين عن هجمات الساحل وغيرها من الجرائم التي وُضعت في خانة 'الأخطاء الفردية'، لما شهدنا جريمة تفجير كنيسة مار إلياس.
فيما اعتبر آخرون أن هذه الأحداث يقودها 'أعداء' النظام الحالي ممن يريدون إفشال مساعيه – خصوصاً أمام الغرب – لبناء حكومة تحمي وترعى جميع المكونات السورية.
'سياق عام'
رأى الكاتب السوري أنس حمدون في منشور على موقع فيسبوك أن 'الخطاب الرسمي الذي يحمّل تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية يتجاهل دور الدولة في احتضان الفكر السلفي الجهادي وتغذيته داخل بنية المجتمع والمؤسسات، عبر تحالفات لم تتخلّ عنها فعلياً'.
ورأى أن 'هذا الانحدار لا يُعبّر فقط عن تصاعد التطرف، بل عن غياب حياد الدولة تجاه الدين، وتحويل التعددية من حق أصيل إلى منّة'.
وأكد أن ما هو مطلوب اليوم ليس فقط محاسبة منفذي الهجوم، 'بل محاسبة من مهّد له، بالإضافة إلى ضرورة صياغة قطيعة حقيقية مع كل خطاب متشدد ترعاه السلطة أو تتواطأ معه'.
https://www.facebook.com/rima.bali/posts/pfbid026BN97dDUVKmK8H6mMoUxnSdkeH8wgtzmW5bNw2qJT1sZkvQaxZ6AsRzcmAJM7RNwl
ووضع عدد من المعلّقين الهجوم الانتحاري على كنيسة مار إلياس ضمن سلسلة الأحداث التي طالت الأقليات الدينيّة في سوريا منذ تسلّم الإدارة الجديدة للحكم.
وفي منشور على موقع فيسبوك، أشار الفنان الكوميدي السوري جورج العين إلى 'تفاقم الخطاب الطائفي والتكفيري في سوريا'، مسلطًا الضوء على تحول أجهزة الدولة إلى 'مؤسسات عقائدية تُروّج لفكر سلفي متشدد لا يشبه هوية المجتمع السوري المتسامحة والمتنوعة'، بحسب تعبيره.
كما اعتبر ان 'غياب المحاسبة عن الجرائم الطائفية، حتى حين تتوفر الأدلة، ما يرسل رسالة تطمين للمتطرفين ويمنحهم غطاءً غير مباشر لفرض أفكارهم الإقصائية'.
كما انتقدت بعض المنشورات تعاطي الإعلام الرسمي السوري مع الحدث، حيث لم ترقَ التغطية برأيها إلى مستوى الفاجعة.
وتساءل الصحفي الفلسطيني السوري المعتصم خلف: 'هل يعقل أنه لا يوجد أحد في التلفزيون السوري يطلب من المذيعين ارتداء اللون الأسود؟ وأن يراعوا لحظة الدم؟'.
إلا أنّ آخرين – ومنهم حسام الحاج عمر، الذي يقول حسابه إنه باحث ومحاضر في جامعة أكسفورد – رأوا في العملية 'استهدافاً مباشراً للدولة السورية الجديدة، وأمنها القومي، وقيادتها السياسية'.
ومن جهته، غرّد فهد نديم مشيداً بسرعة إيفاء الرئيس السور يالانتقالي بوعوده بمحاسبة مرتكبي التفجير قائلاً إنه تم تفكيك الخلية المسؤولة عنه خلال أقل من 24 ساعة.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية مساء الاثنين أنّ قيادة الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق تمكنت بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العامة، من إلقاء القبض على 'عدد من المجرمين المتورطين في الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق'.
ومن جهته، كتب كرم نشار، أنّ عناصر تنظيم الدول الإسلاميّة 'لايريدون لسوريا أن تعيش بسلام، ويعلمون أن ضرب المجتمعات الأهلية ببعضها أقصر وأضمن طريق نحو الانفجار'.
'إفراغ' سوريا من المسيحيين
وركّزت صفحات أخرى على مركزية سوريا ودمشق تحديداً في تاريخ الديانة المسيحية في سياق استنكار استهداف المسيحيين السوريين التي تعود جذورهم في البلاد إلى نحو ألفي سنة.
ونشرت صفحة 'تراث وجذور' للمؤرخ اللبناني شارل حايك، منشوراً على إنستغرام كتب فيه أن 'تحوّل المسيحية من مجموعة صغيرة إلى ديانة عالمية (كان) في دمشق، مع اهتداء شاوول الطرسوسي، الذي أصبح لاحقاً القديس بولس بين عامي 33 و36 للميلاد'.
فيما شارك الناشط السوري فادي حليسو خوفه على مصير المسيحيين السوريين.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
"الجبهة المسيحية": لحلول سياسية عادلة تُنهي الأنظمة الدكتاتورية والدينية المتطرفة
دانت " الجبهة المسيحية" في بيان بعد اجتماعها الدوري في مقرّها في الأشرفية "الجريمة الإرهابية البشعة التي طالت كنيسة مار إلياس في دمشق"، معتبرة الاعتداء "حلقة جديدة من مسلسلٍ دموي ممنهَج يهدف إلى بثّ الرعب بين المسيحيين ، وتهجيرهم من أرضهم التاريخية، وضرب التنوّع والعيش المشترك في الصميم". ورات ان "إنّ الفكر الإرهابي التكفيري، بمختلف ألوانه ومسمَّياته، هو العدو الأول للسلام والتعايش، ويجب اجتثاثه من الجذور، جنباً إلى جنب مع كل الأنظمة القمعية والدكتاتورية والدينية المتطرفة التي تغذّيه وتحميه وتُعيد إنتاجه، سواء في سوريا أو إيران أو العراق وغيرها من دول المنطقة". واعتبرت أن "استمرار هذه الأنظمة الفاسدة هو الخطر الأكبر على الشعوب وتحديداً على الأقليات، لا سيما المسيحيين ". وطالبت المجتمع الدولي بـ "فرض حلول سياسية عادلة تُنهي الأنظمة الدكتاتورية والدينية المتطرفة. إعتماد نظام فدرالي أو حكم ذاتي لكل قومية وأقلية لضمان حقوقها الكاملة. تمكين المسيحيين من حماية قراهم ومناطقهم بسواعدهم وبتنسيق رسمي مع أي جهة شرعية. طرد المقاتلين الأجانب المتطرفين من ضمن التشكيلات القائمة داخل الجيش السوري الحالي، والذين شاركوا في عمليات القتل والتهجير والتطهير الطائفي. تحميل الحكومة السورية كامل المسؤولية عن عدم محاسبة الاعتداءات التي طالت المسيحيين، والتي تمت التغطية عليها واعتبارها "أعمالًا فردية"، ما شجّع على تكرارها واستفحالها دون أي رادع".

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
صحافي لبناني يعلن التحدي الأخطر في سوريا : وضع أحمد الشر.ع مهدد!
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... عقب التفجير الارهابي في كنيسة مار الياس في ريف دمشق وتردي الأوضاع الاجتماعية في سوريا , أعلن الصحافي اللبناني أسعد بشارة بالفيديو المرفق التحدي الأخطر في سوريا وقال إن وضع أحمد الشرع مهدد , وهذا هو المطلوب شاهدوا التفاصيل .. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
تفجير سوريا المفاجئ.. هل يحرّك الخلايا في لبنان؟
جاء التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة الدمشقي ليحمل رسائل أبعد من الجغرافيا السورية ، ويؤشّر الى مسار تصعيدي بالغ الخطورة يتجاوز اللحظة الأمنية إلى عمق التوازنات الطائفية والإقليمية الهشّة. فالهجوم الذي أوقع 22 شهيدًا من المصلّين، بينهم نساء وأطفال، خلال أداء قدّاسٍ مسائي، ليس فقط الأعنف ضد مسيحيي سوريا منذ بدء الحرب، بل هو الأول من نوعه في قلب العاصمة منذ سنوات طويلة، وفي توقيتٍ يعيد فتح جراح الأقليات ومخاوفها من تجدد الهجمة التكفيرية، في ظلّ مؤشرات على نهوض تنظيم "داعش" من جديد. هذا التطور الدراماتيكي في دمشق، على وقع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية المستعرة، ليس معزولًا عن السياق الإقليمي الأوسع، بل هو حلقة من مشروع أوسع يُعيد إنتاج خارطة الإرهاب وفق أدوات جديدة وقديمة في آن. وهو ما يفرض على لبنان ، المتصل عضوياً بالأمن السوري، أن يتعاطى مع الحادث بوصفه إنذارًا مبكرًا، لا بل تهديدًا مباشرًا لأمنه الداخلي. هجوم استثنائي في الشكل والتوقيت ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها كنائس في سوريا. خلال ذروة تمدد "داعش" عام 2015، سُجلت اعتداءات على الأديرة والكنائس في الحسكة ومحيطها، لكنها بقيت محصورة في إطار الأعمال التخريبية أو الهجمات غير المباشرة. أما تفجير مار إلياس، فهو انتقال نوعي في الأسلوب والرمزية: تفجير انتحاري مباشر، خلال قدّاسٍ، في قلب العاصمة، وفي حيّ غالبية سكانه من المسيحيين ، بما يحاكي مشهدًا من العصور السوداء للإرهاب الطائفي. وبحسب تصريح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، فإن "داعش" يقف خلف الهجوم، في ما يشير إلى عودة التنظيم إلى قواعد الاشتباك القديمة: ضرب الأقليات الدينية في لحظات اضطراب إقليمي، لضرب صورة الدولة وفتح باب التهجير مجددًا، خصوصًا في بيئات هشّة كالمجتمعات المسيحية التي عانت التهميش والنزوح خلال السنوات الماضية. لبنان: الخلايا النائمة تتهيأ… والأمن في حال استنفار ما يثير القلق أكثر هو انعكاس هذا التفجير على لبنان، الذي يعيش أصلًا تحت وطأة التصعيد الأمني الإقليمي. وحسب مصدر أمني، قال لـ"لبنان24" أنّ المؤشرات الأمنية تشير إلى أن بعض الخلايا النائمة بدأت تتلمّس نشاطًا جديدًا، خاصة في المناطق الحدودية ومعابر التهريب، وسط معلومات عن محاولات تسلل لعناصر مطلوبة في ملفات إرهاب. ويلفت المصدر إلى إن "الاستهداف الطائفي بهذا الشكل داخل سوريا يعيد إلى الأذهان سيناريوهات مشابهة في لبنان خلال سنوات الحرب، ويؤشر إلى نية مبيتة لدى بعض التنظيمات الإرهابية لاختراق الجبهة الداخلية اللبنانية ، مستفيدة من حالة الفوضى على الحدود، خاصة من الجهة السورية، التي لا تزال تنشط فيها عمليات التهريب، بشكل مستمر، ويومي، من دون أي توقف". في السياق ذاته، تستمر الاجتماعات التنسيقية بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية، والتي تتناول سبل تعزيز الإجراءات الوقائية على الحدود مع سوريا، وتشديد الرقابة على مخيمات النازحين ، التي لطالما استُغلت كبيئة حاضنة لعناصر متطرفة. ويأتي ذلك في إطار جهود استباقية متواصلة تقودها الأجهزة منذ أشهر، وأسفرت عن توقيف عدد من المشتبه بهم في قضايا مرتبطة بالتنظيمات الجهادية، حيث يشير المصدر لـ"لبنان24"، إلى أنّه خلال الايام الماضية، أعربت جهات عن استياء كبير بسبب هروب مطلوبين إلى سوريا عبر الحدود المشرعة، متهمين بجرائم قتل في لبنان، وهذا ما يرسم علامات استفهام كبيرة حول قدرة عناصر إرهابية على الدخول إلى لبنان والتمركز في نقاط رمادية غير مُراقبة. في هذا السياق، يؤكد المصدر أن العمليات الاستباقية مستمرة، وهذا ما حيّد لبنان عن عمليات أمنية خطيرة، كان الهدف منها زرع الفتنة الطائفية. والعمليات حسب المصدر مستمرة، ولن تتوقف أبدًا، والمعطيات كلها تؤكد أن الوضع الأمني ممسوك بشكل ممتاز. الحدث السوري ليس حادثة محلية معزولة، بل نقطة تحوّل في منحنى العنف، تستدعي من لبنان استنفارًا كاملًا، ليس فقط أمنيًا، بل سياسيًا ومجتمعيًا. فخلايا "الظل" تنشط حين يغيب الضوء، وكل تأخير في معالجة المخاطر الحدودية، أو التراخي في مراقبة البيئات الهشّة، قد يعيد لبنان إلى دائرة الاستهداف المباشر.