
حين تتحوّل الأجهزة الأمنية عبئاً على النظام
أطلّ شاه إيران من طائرته، التي حملته عام 1979 خارج قصره، على الحشود المجتمعة لإسقاط نظامه، سائلاً: "كلّ هؤلاء ضدّي؟"، مع العلم أن منظّمة الاستخبارات والأمن القومي (سافاك) كانت من أهم أجهزة الاستخبارات في العالم. فهل فشل هذا الجهاز (على جبروته) في رصد إرهاصات الثورة وقمعها في مهدها، كما تفعل الأجهزة الأمنية للأنظمة الشمولية؟ أم أنه تآمر على إخفاء تنامي قوة المعارضة؟ (مع العلم أن جهاز استخبارات الشاه حُلّ مع نجاح الثورة الإيرانية). لعلّ هذا لسان حال القيادة الإيرانية وهي ترى هذا الاختراق الأمني الكبير: "كلّ هؤلاء الخونة في بيوتنا؟"، مع العلم أن جهاز الاستخبارات الحالي لا يُدير عملياتٍ ضخمةً وواسعة النطاق في الخارج فقط، في دول مختلفة، منها لبنان وسورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها، بل أنشأ مؤسّساتٍ تحبس أنفاس الإيرانيين في الداخل. بل بلغت وزارة الاستخبارات درجةَ إحداث رقم ثلاثي يمكن لكلّ مواطن إيراني أن يتّصل به للإبلاغ عن أيّ نشاط مشبوه. وأعلنت الاستخبارات الأميركية، حسب تقرير المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن أجهزة الاستخبارات التابعة للوزارة تضمّ عشرات آلاف من الموظّفين. مع ذلك، حدث الاختراق بشكل واسع، وكان شبه مستحيل.
الآن مع الاختراق العميق لصفوفها، تقوم الأجهزة الاستخباراتية بتصفيات عشوائية. فلا الوقت ولا الظرف مناسبان للتحقيق في المسؤول عن الاختراقات. إيران تآكلت من الداخل، ولا يمكن إلقاء اللوم على استعداد "العملاء" للخيانة، بقدر ما هي تداعيات نظام قمع فضّل الحفاظ على أسسه على حساب الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. وهو درسٌ لا ينفكّ يتكرّر لكلّ الأنظمة؛ أن قمع الشعوب لن ينفعها معه (في الأيام السوداء) لا حلفاء خارجيون ولا أموال مكدّسة، لأن انهيار الأنظمة يأتي من الداخل. أمّا الحسابات الإقليمية والدولية فستخذلها عند أول فرصة، وهذا ما حدث مع بشّار الأسد، فسقوطه كان سهلاً للغاية عام 2011، لولا التدخّل الأجنبي الذي أسنده إلى حين انتفت الحاجة إليه.
وإذا كنا نظّن أن الهجوم على إيران انطلق اليوم فنحن على خطأ، لأنه بدأ منذ سنوات، وساهم فيه الخطأ الإيراني القاتل بدخول الأزمات المجاورة وخوض حروبٍ بالوكالة مع أطرافٍ تخوض الحروب أيضاً بالوكالة، ما أسهم في خلخلة البناء الاستخباراتي، وانكشاف أماكن نشاط القادة وعيشهم ومراكز القوة العسكرية. ولأن تجاوز البناء المعقّد للدولة الأمنية الإيرانية ليس بهذه السهولة، بُنيت الحرب على مراحل، وبدأت بتحييد حزب الله أقوى أسلحة إيران الإقليمية، الذي كان شوكةً في خاصرة إسرائيل، وكان من الضروري إضعافه باغتيال قادته، ثمّ إسقاط جبهة سورية نهائياً لمنع إيران من استعمالها ضدّها. وهكذا جُرّدت من أذرعها ومن عيونها وآذانها بالتدريج.
كلّ ما كان ينقص السيناريو شخص أهوج مثل دونالد ترامب في رأس البيت الأبيض، لتعيث إسرائيل في الأرض فساداً. رغم أنه صعد على أكتاف خطابٍ انتخابيٍّ يدعو إلى الانشغال بالداخل الأميركي، بدل خوض الحروب في العالم. لكنّه وجد الحلّ، أن يموّل الحرب من أطرافٍ غير بلاده، حتى يُسكِت الأصوات التي قد تتحدّث عن كلفة الحرب، فملأ جيوبه في جولته الخليجية، وعاد فرحاً غير قلق من شيء، ليعطي الضوء الأخضر لعمليات الحساب والعقاب، والتحييد والتهديد.
عامل آخر كانت تنتظره إسرائيل، مدى صلابة الرأي العام العالمي تجاه عنفها الدموي، وكانت حربها في غزّة بمثابة الضوء الأخضر لهذا الرأي، الذي بارك الإبادة، ولم يحرّك ساكناً للضغط على إسرائيل. ولو فعل، لأوقفت حربها على غزّة على الفور، فهي، رغم مظهرها الجنوني المسعور، قائمة على ضوء أخضر عالمي لأميركا بتصفية ما زرعته من نزاعات الشرق الأوسط، كي لا يتبقّى سوى شرق أوسط ناعم عديم الشوك، تتمدّد فيه إسرائيل كما تشاء، بعد أن حقّقت أكبر اختراق في تاريخها حين طبّعت مع دولٍ في العلن مثل الإمارات، وتحت الطاولة مع السعودية. لقد تجاوزت الرفض السياسي والديني والشعبي، ولم يعد أمامها سوى إيران، لتقطع رؤوس الشرق الأوسط يانعةً أو كامنةً، وليت من تبقّى يعتبر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
حرب ترامب
"إيران لا يمكن أن تنتصر في هذه الحرب"، بهذه العبارة لخّص الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موقف بلاده من الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران منذ نحو أسبوع. فرغم أن الولايات المتحدة لم تدخل رسمياً في هذه الحرب، وهو أمر بات قريباً جداً، إلا أن كل التصريحات التي يدلي بها الرئيس الأميركي تؤكّد أن هذه حربه نفسه قبل أن تكون حرب إسرائيل، وأن دولة الاحتلال ليست إلا ذراعاً لتنفيذ ما يريده، أو على الأقل هذا ما يريد الإيحاء به. زاود ترامب على المسؤولين الإسرائيليين في التصريحات الخاصة بالحرب على إيران، ورفع سقف الأهداف الموضوعة لهذه المواجهة، التي قد لا تكون في بال إسرائيل. على سبيل المثال، لم يرد الحديث عن الاستسلام بشكل كامل وغير مشروط على لسان أي من المسؤولين في دولة الاحتلال، لكنه جاء على لسان ترامب في أكثر من مناسبة. والاستسلام هنا يعني تخلي إيران بشكل كامل عن برنامجيها النووي والصاروخي، أي تفكيك كل عناصر القوة التي تمتلكها، بعد إضعاف أذرعها العسكرية في كل من لبنان والعراق واليمن. من غير الوارد أن توافق طهران على هذه الشروط، فـ"كأس السم" التي تجرّعها المرشد الإيراني آية الله الخميني في ثمانينيات القرن الماضي لوقف الحرب مع العراق لم تكن قاتلة، بل أعطت طهران فرصة لإعادة بناء قواها وتصدير ثورتها إلى أكثر من مكان في العالم العربي. الأمر اليوم مختلف بالكامل، فالانصياع للشروط الأميركية، وفي ظل التغييرات الاستراتيجية الحاصلة في المنطقة خلال العامين الماضيين، يعني إنهاء المبرّر الوجودي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصاً أن قبول الإملاءات الأميركية سيكون مترافقاً مع وصاية أميركية ودولية كاملة على السياسة الداخلية الإيرانية. ليس ترامب مجرّد داعم للحرب الإسرائيلية على إيران، بل منخرط بشكل كامل في التخطيط والتمويل والدعم اللوجستي، وهو ما يعترف به بنفسه، فالولايات المتحدة، وإن لم تدخل في الحرب بشكل مباشر بعد، إلا أنها متورّطة فيها بشكل غير مباشر حتى النخاع، فالرجل لا يتوقف عن التبجح بالإنجازات الإسرائيلية وينسبها للولايات المتحدة، فهو من خرج ليعلن السيطرة الكاملة على الأجواء الإيرانية، رغم أن القوات الأميركية غير منخرطة في هذه السيطرة، في حال صحّت. كذلك هو من خرج ليعلن أنه يعرف مكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، لكنه لم يقرّر اغتياله بعد، وهو ما لم يعلنه أي من المسؤولين الإسرائيليين. القرار اليوم لدى ترامب، وهذا ما أعلنه بصراحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تعليقه على جدّية التدخل الأميركي في الحرب الإسرائيلية، خصوصاً بعد الضربة الصاروخية الموجعة التي وجهتها طهران إلى تل أبيب في الساعات الماضية. وقد لا يكون قرار الدخول الأميركي المباشر في الحرب بعيداً، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى ولع ترامب بالمهرجانات الإعلامية. هذا الولع، الآتي من مشاركة الرئيس الأميركي في كثير من عروض المصارعة الحرّة هو ما يدفع ترامب إلى الخروج بهذه التصريحات التي تتبنّى إنجازاتٍ لا دور مباشراً للولايات المتحدة فيها. يرى ترامب أن هذه الحرب هي حربه، هو من بدأها في ولايته الأولى التي سلط فيها كل أنواع العقوبات على الجمهورية الإسلامية، والتي كادت تؤدّي إلى انهيار النظام. وهو اليوم لا يمكن أن يترك لإسرائيل قطف ثمار ما بدأه، سواء بإعلان إيران الاستسلام أو سقوط النظام. فحتى ولو كانت الولايات المتحدة داعمة إسرائيل في حربها، لوجستياً واستخبارياً، إلا أن ذلك لن يعطي لترامب الفضل الذي يريده في تحقيق هدف احتواء إيران. وهو فضلٌ لا يمكن أن يتحقق إلا بدور أميركي مباشر، بات قريباً جداً.


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
فشل اعتراض صاروخ ورسائل أميركية لطهران
تشهد الحرب الإسرائيلية الإيرانية تصعيداً مستمراً مع تواصل القصف المتبادل بين الجانبين، إذ أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن فرق طبية ومستشفيات، أن عدد المصابين جراء القصف الإيراني الذي استهدف مناطق مختلفة في إسرائيل يوم أمس الخميس بلغ نحو 271 مصاباً، بعضهم حالاتهم حرجة. وفيما تتزايد خسائر الجبهة الداخلية الإسرائيلية، صعّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس نبرته مجدداً، مهدداً المرشد الإيراني علي خامنئي مباشرةً بالقول: "يجب ألا يُسمح له بالبقاء"، في مؤشر إلى تصعيد الخطاب الإسرائيلي باتجاه مستويات قيادية عليا في طهران. في المقابل، حذرت طهران من عواقب أي تدخل خارجي في الصراع، إذ وجه نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي تحذيراً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة من مغبة التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل، مؤكداً أن بلاده "مستعدة للدفاع عن نفسها في حال التصعيد". يأتي هذا بينما تتواصل في واشنطن المداولات حول موقفها من الحرب، حيث نقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إنه سيتخذ قراراً خلال الأسبوعين المقبلين بشأن تدخل بلاده عسكرياً من عدمه، معترفاً بوجود "فرصة كبيرة" لانعقاد مفاوضات مع إيران خلال الفترة القريبة المقبلة. وأشارت ليفيت إلى أن المراسلات لا تزال قائمة مع طهران. في الأثناء، كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد" أن واشنطن كثفت خلال الأيام الأخيرة إرسال الرسائل إلى طهران، مقترحة إجراء لقاءات مباشرة في دولة ثالثة لتبادل الآراء ومتابعة المسار التفاوضي. ووفق هذه المصادر، فإن "الدفاع الإيراني القوي عن البلاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي أحدث تذبذباً في مواقف واشنطن"، وسط تزايد قلق الإدارة الأميركية من انزلاق الحرب إلى مواجهة شاملة في المنطقة. وفيما تسود حالة من الترقب الحذر، أبدت عدة دول مجاورة لإيران استعدادها لاستضافة هذه المحادثات المحتملة، في محاولة منها لاحتواء التصعيد المتسارع وضمان العودة إلى مسار الدبلوماسية في أخطر مواجهة إقليمية منذ عقود. تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
حين تتحوّل الأجهزة الأمنية عبئاً على النظام
أطلّ شاه إيران من طائرته، التي حملته عام 1979 خارج قصره، على الحشود المجتمعة لإسقاط نظامه، سائلاً: "كلّ هؤلاء ضدّي؟"، مع العلم أن منظّمة الاستخبارات والأمن القومي (سافاك) كانت من أهم أجهزة الاستخبارات في العالم. فهل فشل هذا الجهاز (على جبروته) في رصد إرهاصات الثورة وقمعها في مهدها، كما تفعل الأجهزة الأمنية للأنظمة الشمولية؟ أم أنه تآمر على إخفاء تنامي قوة المعارضة؟ (مع العلم أن جهاز استخبارات الشاه حُلّ مع نجاح الثورة الإيرانية). لعلّ هذا لسان حال القيادة الإيرانية وهي ترى هذا الاختراق الأمني الكبير: "كلّ هؤلاء الخونة في بيوتنا؟"، مع العلم أن جهاز الاستخبارات الحالي لا يُدير عملياتٍ ضخمةً وواسعة النطاق في الخارج فقط، في دول مختلفة، منها لبنان وسورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها، بل أنشأ مؤسّساتٍ تحبس أنفاس الإيرانيين في الداخل. بل بلغت وزارة الاستخبارات درجةَ إحداث رقم ثلاثي يمكن لكلّ مواطن إيراني أن يتّصل به للإبلاغ عن أيّ نشاط مشبوه. وأعلنت الاستخبارات الأميركية، حسب تقرير المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن أجهزة الاستخبارات التابعة للوزارة تضمّ عشرات آلاف من الموظّفين. مع ذلك، حدث الاختراق بشكل واسع، وكان شبه مستحيل. الآن مع الاختراق العميق لصفوفها، تقوم الأجهزة الاستخباراتية بتصفيات عشوائية. فلا الوقت ولا الظرف مناسبان للتحقيق في المسؤول عن الاختراقات. إيران تآكلت من الداخل، ولا يمكن إلقاء اللوم على استعداد "العملاء" للخيانة، بقدر ما هي تداعيات نظام قمع فضّل الحفاظ على أسسه على حساب الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. وهو درسٌ لا ينفكّ يتكرّر لكلّ الأنظمة؛ أن قمع الشعوب لن ينفعها معه (في الأيام السوداء) لا حلفاء خارجيون ولا أموال مكدّسة، لأن انهيار الأنظمة يأتي من الداخل. أمّا الحسابات الإقليمية والدولية فستخذلها عند أول فرصة، وهذا ما حدث مع بشّار الأسد، فسقوطه كان سهلاً للغاية عام 2011، لولا التدخّل الأجنبي الذي أسنده إلى حين انتفت الحاجة إليه. وإذا كنا نظّن أن الهجوم على إيران انطلق اليوم فنحن على خطأ، لأنه بدأ منذ سنوات، وساهم فيه الخطأ الإيراني القاتل بدخول الأزمات المجاورة وخوض حروبٍ بالوكالة مع أطرافٍ تخوض الحروب أيضاً بالوكالة، ما أسهم في خلخلة البناء الاستخباراتي، وانكشاف أماكن نشاط القادة وعيشهم ومراكز القوة العسكرية. ولأن تجاوز البناء المعقّد للدولة الأمنية الإيرانية ليس بهذه السهولة، بُنيت الحرب على مراحل، وبدأت بتحييد حزب الله أقوى أسلحة إيران الإقليمية، الذي كان شوكةً في خاصرة إسرائيل، وكان من الضروري إضعافه باغتيال قادته، ثمّ إسقاط جبهة سورية نهائياً لمنع إيران من استعمالها ضدّها. وهكذا جُرّدت من أذرعها ومن عيونها وآذانها بالتدريج. كلّ ما كان ينقص السيناريو شخص أهوج مثل دونالد ترامب في رأس البيت الأبيض، لتعيث إسرائيل في الأرض فساداً. رغم أنه صعد على أكتاف خطابٍ انتخابيٍّ يدعو إلى الانشغال بالداخل الأميركي، بدل خوض الحروب في العالم. لكنّه وجد الحلّ، أن يموّل الحرب من أطرافٍ غير بلاده، حتى يُسكِت الأصوات التي قد تتحدّث عن كلفة الحرب، فملأ جيوبه في جولته الخليجية، وعاد فرحاً غير قلق من شيء، ليعطي الضوء الأخضر لعمليات الحساب والعقاب، والتحييد والتهديد. عامل آخر كانت تنتظره إسرائيل، مدى صلابة الرأي العام العالمي تجاه عنفها الدموي، وكانت حربها في غزّة بمثابة الضوء الأخضر لهذا الرأي، الذي بارك الإبادة، ولم يحرّك ساكناً للضغط على إسرائيل. ولو فعل، لأوقفت حربها على غزّة على الفور، فهي، رغم مظهرها الجنوني المسعور، قائمة على ضوء أخضر عالمي لأميركا بتصفية ما زرعته من نزاعات الشرق الأوسط، كي لا يتبقّى سوى شرق أوسط ناعم عديم الشوك، تتمدّد فيه إسرائيل كما تشاء، بعد أن حقّقت أكبر اختراق في تاريخها حين طبّعت مع دولٍ في العلن مثل الإمارات، وتحت الطاولة مع السعودية. لقد تجاوزت الرفض السياسي والديني والشعبي، ولم يعد أمامها سوى إيران، لتقطع رؤوس الشرق الأوسط يانعةً أو كامنةً، وليت من تبقّى يعتبر.