
إلى متى سيدفع الإسرائيليون أثمان بضاعة ليست لهم؟
جفرا نيوز -
أعتقد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ليست بأحسن أحوالها، على الرغم من غطرستها وما تتشدق به من تهديدات وتحقيق ضربات موجعة لإيران.
فهي ـ أي دولة الاحتلال ـ منذ صفعة «طوفان الأقصى» في أكتوبر قبل عامين تقريبًا، تحاول أن تعيد هيبتها، وأن تحقق ما تعهدت به بتغيير وجه الشرق الأوسط من خلال فتح جبهات متعددة بدأت بحزب الله، ثم اليمن وسوريا، مع التركيز طبعًا على قطاع غزة الذي حولته إلى ركام ومكان غير صالح للحياة.
وبعد أن عجز العالم عن ردعها، وفشلت القرارات الدولية في إيقاف عدوانها، تحوّلت إلى ألدّ أعدائها في المنطقة، والتي تعتبرها أشد خطرًا على وجودها، وهي إيران، موجّهة لها ضربة استباقية سببت حالة أشبه بالصدمة للنظام الإيراني.
وبعد مرور ما يقارب العشرة أيام على الحرب، فإن الأمور تسير دون حسابات دولة الاحتلال، التي تلقّت أيضًا ضربات إيرانية موجعة ألحقت دمارًا وخرابًا في المدن الإسرائيلية، كما تسببت بسقوط قتلى وجرحى في مشهد لم يشاهد مثله أو يعتد عليه الإسرائيليون منذ عشرات السنوات، لا بل منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية وصناعة كيانها.
ومع حرص الإيرانيين على عدم توسيع الصراع، فإن المشهد ما زال يعيد نفسه، عندما صمت حزب الله على إبادة غزة، وسكتت إيران عن مهاجمة الاحتلال لحزب الله، الأمر الذي أتاح فرصة الاستفراد الإسرائيلي وتحييد الجبهات، ليتسنى لها مهاجمة كل واحدة على حدة دون مساندة الأخرى.
وبالعودة إلى مقدمة المقال، فإن حربها الآن تُعتبر أشد تعقيدًا وأكثر خطورة على وجودها، بعد مشاهدة آثار الخراب والدمار الذي لم يعتد عليه الإسرائيلي، ولا يستطيع العيش أو التكيّف معه، نظرًا لأيديولوجيته بأنه يحتل مكانًا وأرضًا ليست ملكه أو له، مما يدفعه للخوف ورفضه للتضحية بحياته.
كما أن مشاهد الدمار، والهروب إلى الملاجئ، وتزايد عدد الجرحى، سيدفع نحو تغيير المزاج الإسرائيلي الموحد الآن على الحرب، للمطالبة بإيقافها، خاصة في ظل عدم مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب، على الرغم من الاستجداء الإسرائيلي، التي تعتقد بأنها لن تُحسَم دون مشاركة أمريكية، كما أنها لن تنتهي دون مخرج أمريكي.
وفي قراءة المشهد، فإن دولة الاحتلال لن تصمد طويلًا أمام الصواريخ الإيرانية التي تمتلك أوراقًا أخرى، كجبهة حزب الله والعراق واليمن والمنافذ البحرية، الأمر الذي قد يوسّع ساحة الصراع، ويرفع إنزيمات التوتر في المنطقة.
وفي نهاية المطاف، فإن الاحتلال لا يحتمل حرب استنزاف طويلة، كما يرفض مواطنوه دفع أثمان بضاعة لا يملكونها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 28 دقائق
- جفرا نيوز
هل اقتربنا من حرب عالمية ثالثة؟.. دول تستعد لمنح إيران ذخائر نووية
جفرا نيوز - ندد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف بالضربة الأمريكية لإيران، مشيرا إلى انجرار واشنطن إلى نزاع جديد، و"استعداد بعض الدول لتقديم ذخائرها النووية لإيران". وتساءل مدفيديف في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "تلغرام"، اليوم الأحد، ماذا حققت الولايات المتحدة من ضرباتها الليلية لثلاثة مواقع في إيران؟، البنية التحتية النووية الحرجة لم تتضرر أو تضررت بشكل طفيف، وتخصيب اليورانيوم، وإنتاج الأسلحة النووية مستقبلا سيصبح واقعيا. وأعلن عن استعداد دول عدة لتزويد إيران بالذخائر النووية مباشرة، بعد انجرار الولايات المتحدة إلى نزاع جديد قد يتحول إلى عملية عسكرية برية. وأضاف: " إسرائيل تحت التهديد... انفجارات وذعر وتصعيد؛ والنظام السياسي الإيراني لم يضعف بل على الأرجح أصبح أكثر قوة، والالتفاف الشعبي حول القيادة الدينية في إيران تعزز، بل حشد تأييد معارضيه. وأكد أن دونالد ترامب الذي جاء "كرئيس للسلام"، أشعل حربا جديدة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن معظم دول العالم ترفض وتستنكر ممارسات الولايات المتحدة وإسرائيل.


جفرا نيوز
منذ 30 دقائق
- جفرا نيوز
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: حان وقت رحيل خامنئي
جفرا نيوز - قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، وهو يمثل المعارضة ويتخذ من باريس مقرا، الأحد، إن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي مسؤول عن البرنامج النووي الذي "تلاشى" ويجب أن يرحل. وذكرت في بيان "حان وقت رحيل خامنئي. الشعب الإيراني يرحب بانتهاء الحرب ويطالب بالسلام والحرية". وجاءت تصريحاتها عقب القصف الأميركي غير المسبوق الذي يقول الرئيس دونالد ترامب إنه "دمر" منشآت إيران النووية الرئيسة. وقالت رجوي " خامنئي مسؤول عن مشروع معاد للوطن كلف الشعب الإيراني، بالإضافة إلى الأرواح الكثيرة التي أُزهقت، ما لا يقل عن تريليوني دولار، والآن تلاشى هباء".


جفرا نيوز
منذ 30 دقائق
- جفرا نيوز
الاحتلال يصدر قرارات إخلاء بالقدس
جفرا نيوز - قررت المحكمة الاسرائيلية العليا في مدينة القدس المحتلة إخلاء عائلتين فلسطينيتين من منزليهما في حي "بطن الهوى" ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لصالح مستوطنين يهود. وقال مركز معلومات "وادي حلوة" في سلوان إن عملية الإخلاء جاءت لصالح مستوطنين مرتبطين بمنظمة "عطيرت كوهانيم" اليمينية الاستيطانية، محذرا من أن من شأن هذا الحكم أن يؤثر على دعاوى إخلاء عائلات فلسطينية أخرى ما تزال منظورة أمام محاكم الاحتلال. من جهتها، قالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن دعاوى الإخلاء تعد جزءا من حملة أوسع تهدف إلى تهجير مجتمع بأكمله يبلغ عدد سكانه نحو 700 نسمة قسرا من الحي الواقع في شرقي القدس المحتلة، لإقامة مستوطنة مكانه استنادا إلى قانون تمييزي عنصري. من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، المصلى القديم في المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة. واعتقلت قوات الاحتلال 4 من حراس الأقصى وأجرت تحقيقات ميدانية مع عدد آخر من الحراس وأحد رجال الإطفاء داخل الحرم في وقت تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين لليوم التاسع على التوالي، بذريعة "الطوارئ" بسبب التصعيد العسكري في المنطقة. كما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة. وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، إن حملة الاعتقالات أسفرت عن اعتقال 33 فلسطينيا، إلى جانب إخضاع العشرات لتحقيقات ميدانية واحتجازهم لساعات، بزعم أنهم مطلوبون.