
دراسة: 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال مرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية
وتبيّن أن الأطفال في إفريقيا وجنوب شرق آسيا هم الأكثر عرضةً للخطر.
وتتطوّر مقاومة مضادات الميكروبات – المعروفة باسم AMR – عندما تُشكِّل الميكروبات، التي تُسبّب العدوى، مقاومةً ضد المضادات الحيوية، ما يجعل تلك الأدوية غير فعّالة.
وقد تم تحديد مقاومة مضادات الميكروبات باعتبارها أحد أكبر التهديدات للصحة العامة التي تواجه سكان العالم.
الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية "تقتل الملايين" حول العالم
هل تدمر المضادات الحيوية صحة أمعائنا؟
تكشف الدراسة الجديدة عن الأضرار التي تلحق بالأطفال بسبب مقاومة مضادات الميكروبات.
وباستخدام بيانات من مصادر متعددة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، قدّر العلماء المشاركون في الدراسة أن عدد وفيات الأطفال في عام 2022 تجاوز 3 ملايين حالة، نتيجةً للعدوى المقاومة للأدوية.
ويقول الخبراء إن هذه الدراسة الجديدة تسلط الضوء على زيادة بأكثر من عشرة أضعاف في حالات العدوى المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات لدى الأطفال خلال ثلاث سنوات فقط.
وكان من الممكن أن يكون العدد أسوأ لولا تأثير وباء كوفيد.
زيادة استخدام المضادات الحيوية
تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج أو منع مجموعة كبيرة من الالتهابات البكتيرية بدءا من التهابات الجلد وحتى الالتهاب الرئوي.
كما يتم إعطاؤها أحيانا كإجراء احترازي للوقاية من العدوى وليس علاجها، على سبيل المثال إذا كان شخص ما يخضع لعملية جراحية أو يتلقى علاجًا كيميائيا للسرطان.
ومع ذلك، ليس للمضادات الحيوية أي تأثير على العدوى الفيروسية مثل أمراض البرد الشائعة أو الأنفلونزا أو كوفيد.
لكن بعض البكتيريا طورت الآن مقاومة لبعض الأدوية، بسبب الإفراط في استخدامها واستخدامها بشكل غير مناسب، في حين تباطأت عملية إنتاج المضادات الحيوية الجديدة، وهي عملية طويلة ومكلفة، بشكل كبير.
ويشير المؤلفان الرئيسيان للتقرير، الدكتورة يانهونغ جيسيكا هو من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا، والبروفيسور هيرب هارويل من مبادرة كلينتون للوصول إلى الصحة، إلى تزايد كبير في استخدام المضادات الحيوية التي من المفترض أن يتم استخدامها فقط لعلاج أخطر أنواع العدوى.
وبين عامي 2019 و2021، ارتفع استخدام "المضادات الحيوية المراقبة"، وهي الأدوية ذات مخاطر المقاومة العالية، بنسبة 160 في المئة في جنوب شرق آسيا و126 في المئة في أفريقيا.
وعلى مدى الفترة نفسها، زاد استهلاك "المضادات الحيوية الاحتياطية"، وهي العلاجات الأخيرة للعدوى الشديدة المقاومة للأدوية المتعددة، بنسبة 45 في المئة في جنوب شرق آسيا، وبنسبة 125 في المئة في أفريقيا.
خيارات متناقصة
ويحذّر المؤلفان من أنه إذا طوّرت البكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية، فلن يكون هناك سوى عدد قليل من البدائل، إن وُجِدت، لعلاج الالتهابات المقاومة للأدوية المتعددة.
ومن المقرّر أن يعرض البروفيسور هارويل نتائج دراسته في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في فيينا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال قبل الفعالية: "مقاومة مضادات الميكروبات هي مشكلة عالمية تؤثر على الجميع، وقد قمنا بهذا العمل للتركيز على الطريقة غير المتناسبة التي تؤثر بها مقاومة مضادات الميكروبات على الأطفال".
وأضاف قائلاً: "نقدّر أن هناك 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات".
هل هناك حل لمقاومة مضادات الميكروبات؟
تصف منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات بأنها واحدة من أخطر التهديدات الصحية العالمية، ولكن البروفيسور هارويل، متحدثا من فيينا، يحذر من أنه لا توجد حلول سهلة لهذه المشكلة.
وأضاف "إنها مشكلة متعددة الأوجه وتمتد إلى جميع جوانب الطب والحياة البشرية في واقع الأمر".
وتابع قائلا: "إن المضادات الحيوية موجودة في كل مكان حولنا، فهي تنتهي في طعامنا والبيئة، وبالتالي فإن التوصل إلى حل واحد ليس بالأمر السهل".
ويضيف أن أفضل طريقة لتجنب العدوى المقاومة هي تجنب الإصابة بالعدوى تمامًا، مما يعني أن هناك حاجة إلى مستويات أعلى من التحصين والصرف الصحي للمياه والنظافة.
وقال:"سيكون هناك استخدام أكبر للمضادات الحيوية لأن هناك المزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إليها، ولكننا بحاجة إلى التأكد من استخدامها بشكل مناسب واستخدام الأدوية الصحيحة".
وتقول الدكتورة ليندسي إدواردز، المحاضرة الأولى في علم الأحياء الدقيقة في كلية كينجز بلندن، إن الدراسة الجديدة "تشير إلى زيادة كبيرة ومثيرة للقلق مقارنة بالبيانات السابقة".
وينبغي أن تُشكّل هذه النتائج جرس إنذارٍ لقادة الصحة العالمية، فبدون إجراءاتٍ حاسمة، قد تُقوّض مقاومة مضادات الميكروبات عقودًا من التقدم في مجال صحة الطفل، لا سيما في أكثر مناطق العالم هشاشة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
مختبر تابع لشركة "سانوفي" يكافح الأدوية المغشوشة
يتولّى مختبر تابع لشركة "سانوفي" المصنّعة للأدوية في مدينة تور وسط فرنسا فحص عيّنات أدوية يُشتبه في أنّها مغشوشة، إذ من الصعب تمييز المنتجات الأصلية من تلك المغشوشة بالعين المجرّدة. وتشدّد القائمة على المختبر ناتالي تاليه على "وجوب أن نواصل مكافحة تزوير الأدوية"، مشيرةً إلى أنّ هذا ذلك يمثّل "مشكلة عالمية صارت معقّدة"، وقد أدّت عملية حديثة لمكافحة الاتجار بالأدوية في 90 دولة إلى اعتقال نحو 800 شخص ومصادرة منتجات غير مشروعة بقيمة نحو 65.5 مليون دولار أميركية، بحسب بيانات أخيرة لمنظمة " الإنتربول " (الشرطة الجنائية الدولية). والأدوية المغشوشة، التي يسهل الاتجار بها بفعل ازدهار التجارة الإلكترونية وتزايد المواقع غير الخاضعة للرقابة، هي منتجات يُصار عمداً إلى التلاعب بهويّتها أو تركيبها أو مصدرها، بحسب منظمة الصحة العالمية. وقد تحتوي هذه الأدوية، أو المنتجات الطبية متدنية النوعية والمغشوشة بحسب تسمية منظمة الصحة العالمية، إمّا على مكوّنات صحيحة، لكن بجرعة غير دقيقة، وإمّا على مركّب فاعل مختلف، وإمّا أنّها لا تحتوي على أيّ مادة فاعلة. وقد تكون كذلك أدوية أصليّة مُحوَّلة لإعادة بيعها بطريقة غير قانونية واستخدامها موادَ منشّطة أو مُؤثّرات عقلية. وعندما تطلب جهة صحية من المختبر التابع لـ"سانوفي" فحص منتج مشتبه فيه أو تُبلّغها الجمارك أو جهات صحية عن آخر، تبدأ عملية التحقّق من إمكانية تتبّع المنتج. وتوضح القائمة على المختبر، التي تقود فريقاً من 12 شخصاً، لوكالة فرانس برس أنّهم يعمدون بالتالي إلى "البحث في قواعد بياناتنا، بما في ذلك اسم المنتج ورقم الدفعة وتاريخ التصنيع وتاريخ انتهاء الصلاحية". وفي حال تبيّن وجود أيّ تناقضات، تأتي الخطوة التالية وهي جمع عيّنات للتحقّق من محتوياتها، وإذا أكّد نظام الكشف أنّ المنتج المشتبه فيه مغشوش، يُصدر المختبر تقريراً إلى الجهات المختصة. الصورة من عمليات التحقّق من أصالة الأدوية في المختبر التابع لشركة "سانوفي" بمدينة تور وسط فرنسا، 18 مارس 2025 (غيّوم سوفان/ فرانس برس) قد يتّسم تتبّع مصدر الأدوية بصعوبة، إذ قد تكون مصنّعة في مكان ومعبّأة في مكان آخر، بالقرب من مصدر البيع في الغالب. وتشدّد تاليه على ضرورة "حماية السكان الذين لا يحالفهم الحظ بالحصول على الدواء"، علماً أنّ هذه الصيدلانية أدلت بإفادتها أمام محاكم في كينيا والأردن والفيليبين بشأن مخاطر التزوير. ويُصار إلى فحص المنتج من كلّ النواحي للكشف عن أيّ اختلافات سواءً في الوزن، أو التغليف، أو الرموز التسلسلية، أو الحروف، أو حوافّ التغليف، أو تقنيات الطباعة، أو طبيعة المنتج، أو مظهره. ولدى شركات أدوية كبرى أخرى مختبرات فحص خاصّة بها للكشف عن الأدوية المغشوشة. من جهته، يتلقّى مختبر "سانوفي" ما بين ألف وألفَي طلب فحص سنوياً، وقد سجّل ما بين 100 و200 حالة مؤكدة من الأدوية المغشوشة، بالإضافة إلى نحو مئة حالة من حالات الاتجار غير المشروع، وتلفت تاليه إلى أنّ "أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا هما المنطقتان الجغرافيتان اللتان نعمل فيهما منذ سنوات عدّة". وتقول تاليه إنّ "في عام 2008، العام الذي تأسّس فيه المختبر، كان الكشف عن الأدوية المغشوشة أسهل بكثير"، إذ إنّ وسط التطوّر التكنولوجي حالياً "من الممكن تخيّل أيّ شيء". وفي محاولة تقديم دليل على ذلك، تحمل القائمة على المختبر عبوتَي أقراص دواء، كلّ واحدة في يد، علماً أنّهما تبدوان متطابقتَين وقد كُتب عليهما باللغة الصينية، وتشرح أنّ وحده جهاز مزوّد بكاميرا مكبّرة مع أنواع مختلفة من الإضاءة والمرشّحات قادر على تبيان العيوب البصرية لعلبة الدواء المغشوشة. وتخضع العيّنات السائلة كذلك للمراقبة، ويقول صيدلاني آخر في المختبر التابع لـ"سانوفي"، فيما يضع منتجاً تحت مجهر عميق، "في حال جرى حقنك به، فإنّك سوف تموت سريعاً". وتمثّل هذه العيّنة واحدة من نحو عشر عبوات من الأدوية المغشوشة في بلد أجنبي، جرى ضبطها قبل بضع سنوات. بيئة التحديثات الحية جمعية فرنسية تحذّر: 6 أنواع من البلاستيك في عبوات كوكا كولا وفي خلال عملية التزوير، قد يُستبدَل المكوّن الفاعل بمشتقّ نشا، منتج منخفض الثمن، في حين تُكلّف العبوة الأصلية "آلافاً عدّة من اليوروهات" لعلاج الأمراض النادرة، لكنّ مصدر الخطر يكمن في مكان آخر؛ فالمحلول يحتوي على عوالق من جزيئات "الزجاج" و"الخردة المعدنية" و"الألياف التي قد تُسبّب انسداداً وريدياً". وتبيّن تاليه أنّ في حالات سابقة أخرى، كُشف عن وجود مواد تنظيف في لقاحات للأطفال في إندونيسيا، وعن مضاد حيوي في دواء لعلاج السرطان، الأمر الذي يمثّل تلوّثاً جرثومياً، وتتابع: "ليست الجمارك وحدها الجهة التي تبلّغ عن حالات، فقد يلاحظ مرضى ومتخصّصون في الرعاية الصحية أمراً غريباً في منتج أو سعرَ بيع غير منطقي أو أثاراً جانبية". تجدر الإشارة إلى أنّ المنتجات الطبية متدنية النوعية والمغشوشة تطرح مخاطر كبيرة على الصحة العامة على الصعيد العالمي، بحسب ما تحذّر منظمة الصحة العالمية. تضيف أنّ هذه المنتجات تكون "غير فعّالة في علاج مرض ما لأنّها تحتوي على مكوّنات غير صحيحة أو جرعات غير صحيحة"، وأكثر من ذلك قد تسبّب "ضرّراً مباشراً للمرضى إذا كانت تحتوي على ملوّثات أو مواد سامة"، إلى جانب تسبّبها بـ"ضرر غير مباشر من خلال زيادة مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات"، وتتابع المنظمة أنّ هذه المنتجات لا تعرّض صحة المرضى للمخاطر فحسب، إنّما "تقوّض فعالية النظم الصحية وتؤدّي كذلك إلى تراجع الثقة في مقدّمي الرعاية الصحية". وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنّ المنتجات الطبية متدنية النوعية والمغشوشة تُعَدّ "مشكلة صحية عالمية كبيرة، تؤثّر على ملايين الأشخاص"، وأنّها متوفّرة في كلّ البلدان وتشمل مختلف أنواع المنتجات بما في ذلك العلاجات المنقذة للأرواح مثل اللقاحات والمضادات الحيوية وعلاجات السرطان. وكانت تقديرات المنظمة في عام 2017 قد أشارت إلى أنّ دواءً واحداً من بين كلّ 10 أدوية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط فشل في اجتياز اختبار مراقبة الجودة، الأمر الذي يعني أنّه متدنّي الجودة أو مغشوش. وتحذّر إلى أنّ من شأن ذلك أن يؤدّي إلى مخاطر صحية جسيمة وإلى فشل العلاج، وأكثر من ذلك قد يؤدّي إلى الوفاة. (فرانس برس، العربي الجديد)


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
اليونيسف: تضاعف عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد في دارفور
إسطنبول: أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسف' أن عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في إقليم دارفور غربي السودان تضاعف تقريبا، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. وقالت المنظمة الأممية، في بيان نشرته الجمعة، إنها سجلت ارتفاعا كبيرا بنسبة 46 بالمئة في عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في ولايات دارفور الخمس خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وأضافت في هذا الصدد أن أكثر من 40 ألف طفل في ولاية شمال دارفور فقط خضعوا للعلاج من سوء التغذية الحاد بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار الماضيين، وهو ما 'ضعف عدد الحالات المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي'. وأشار البيان إلى أن 9 من أصل 13 منطقة في دارفور تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد بها مستويات الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية. من جانبه، قال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت، إن الأطفال في دارفور 'يعانون الجوع بسبب النزاع، ويحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذهم'، وفق البيان نفسه. وأفادت المنظمة بأن الوضع مقلق أيضا في مناطق أخرى بالسودان، حيث شهدت ولاية شمال كردفان (جنوب) ارتفاعا في حالات سوء التغذية الحاد بنسبة 70 بالمئة، وفي ولاية الخرطوم (وسط) 174 بالمئة، وفي ولاية الجزيرة (وسط) 683 بالمئة. وحذرت اليونيسف من أن دخول السودان ذروة موسم الجفاف في الوقت الراهن يزيد خطر ارتفاع وفيات الأطفال بشكل جماعي، لا سيما في المناطق التي تقترب من مستويات المجاعة. كما أشارت إلى أن تفشي الكوليرا وحالات الحصبة وتدهور الخدمات الصحية تزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية. ودعت المنظمة الأممية المجتمع الدولي إلى تمويل الاستجابة الإنسانية بالكامل وضمان استمرار سلاسل الإمداد للأغذية العلاجية والإمدادات الطبية. وأكدت أنها تحتاج إلى 200 مليون دولار إضافية خلال العام الجاري لدعم وتوسيع خدمات التغذية الأساسية بالسودان، بما في ذلك علاج سوء التغذية الحاد، وتوصيل الأغذية العلاجية. ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد) تصعيدا عسكريا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وتسببت في نزوح ولجوء نحو 15 مليونا، وفق بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدر بحث أجرته جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. (الأناضول)


القدس العربي
منذ 3 أيام
- القدس العربي
أطباء غزة يضطرون لزيادة عدد الرضع في الحضانات لمواجهة شبح نقص الوقود
غزة: يقول الأطباء في أكبر مستشفيات قطاع غزة إن شح الوقود الشديد دفعهم إلى زيادة أعداد الأطفال الخدج في كل حضانة في ظل محاولاتهم الدؤوبة لإبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية. ويقول العاملون المنهكون في القطاع الطبي إن نقص إمدادات الوقود يهدد بإغراق الأطباء والمرضى في الظلام قريبا وإصابة المستشفيات والعيادات في القطاع بالشلل التام في الوقت الذي يتعرض فيه القطاع الصحي المتهالك لضغوط هائلة تحت وطأة حرب مستمرة منذ 21 شهرا. وفي الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يناقش مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، حذر الأطباء في مستشفى الشفاء من خطير وشيك يحدق بالمرضى. وقال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء لرويترز عبر الهاتف 'نضطر أن نضع كل أربع أو خمس وثلاث أطفال خدج في حضانة واحدة.. الأطفال الخدج الآن في وضع حرج جدا'. وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش إن التهديدات 'ليست قذيفة ولا صاروخا، بل حصار يمنع دخول الوقود ليحرم هؤلاء من حقهم في العلاج ويحول المستشفى إلى مقبرة صامتة'. وأضاف 'في قلب مدينة غزة، حيث ينهش الموت كل شيء، يشهد مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، ساعات فاصلة بين الحياة والموت'. وعانى قطاع غزة، وهو شريط صغير من الأرض من حصار طويل تقوده إسرائيل حتى قبل اندلاع الحرب بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023. ويتهم فلسطينيون وعاملون في المجال الطبي جيش الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمة المستشفيات، وهي اتهامات ينفيها. وتتهم إسرائيل 'حماس' بالعمل انطلاقا من منشآت طبية وإدارة مراكز قيادة تحتها، وهو ما تنفيه الحركة. لكن من يدفعون الثمن هم المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية والغذاء والماء. وأفادت منظمة الصحة العالمية بوقوع أكثر من 600 هجوم على المرافق الصحية منذ بدء الصراع، دون أن تحمل أي جهة مسؤولية ذلك. وقالت إن القطاع الصحي في غزة 'يعاني من الانهيار'، مع نقص الوقود والإمدادات الطبية، ووصول الضحايا بأعداد كبيرة بشكل متكرر. وقوع أكثر من 600 هجوم على المرافق الصحية في قطاع غزة منذ بدء الصراع وبحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فإن نصف المستشفيات العامة البالغ عددها 36 مستشفى في غزة تعمل بصورة جزئية. وحذر مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية من كارثة إنسانية بسبب أزمة الوقود التي تشكل تهديدا مباشرا للعمل بالمستشفى ومحطات التحلية وشبكة توزيع المياه. واتهم إسرائيل بأنها تزود مستشفيات غزة بالوقود بشكل متقطع. ولم ترد بعد وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تتولى تنسيق المساعدات، على طلب للتعليق على نقص الوقود في المرافق الطبية في غزة والمخاطر التي يتعرض لها المرضى. خطر نقص الأكسجين قال أبو سلمية إن قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء تم إغلاقه لحماية وحدة العناية المركزة وغرف العمليات، والتي لا يمكن أن تكون دون كهرباء ولو لبضع دقائق. وأضاف أن هناك نحو 100 طفل مبتسر في مستشفيات مدينة غزة حياتهم في خطر شديد. وأوضح 'كان لدينا قبل الحرب 110 حضانات في شمال قطاع غزة، الآن نتحدث عما لا يزيد عن أربعين حضانة في أحسن الأحوال لذلك نحن في سباق مع الزمن لننقذ هؤلاء الأطفال الخدج'. وتابع أن أجهزة الأكسجين ستتوقف عن العمل وأن 'مستشفى بدون أكسجين لن يكون مستشفى'. ومضى قائلا إن المختبر وبنوك الدم ستتوقف أيضا عن العمل وإن وحدات الدم ستفسد في الثلاجات، واصفا المستشفى بأنه قد يصبح 'مقبرة لمن بداخله'. ويتساءل المسؤولون في مجمع ناصر الطبي في خان يونس أيضا عن كيفية التصدي لأزمة الوقود. وقال المتحدث باسم المستشفى محمد صقر إن المستشفى يحتاج إلى 4500 لتر من الوقود يوميا ولديه الآن ثلاثة آلاف لتر فقط. ويجري أطباء عمليات جراحية بدون كهرباء أو مكيفات هواء. وقال إن عرق الطواقم الطبية يتصبب على جروح المرضى. وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت إسرائيل حصارا شاملا على غزة لما يقرب من ثلاثة أشهر، قبل أن ترفعه جزئيا. وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الذي كان في غزة في الآونة الأخيرة 'يمكن أن يكون لديك أفضل طاقم طبي في العالم، لكن إذا حرموا من الأدوية ومسكنات الألم، والآن من أبسط وسائل الإنارة في المستشفى… يصبح الأمر مستحيلا'. (رويترز)