
الموسيقى وجيل زد: تأثيراتٌ إيجابية وسلبية .. تطال الجسم والعقل
كلنا يعلم أن الموسيقى هي لغة الشعوب، نتحاور من خلالها مع الآخرين عندما لا تستطيع اللغات المحكَية إيصال رسائلنا.
الجميع يحب الموسيقى، خصوصًا جيل الشباب الذين يمضون ساعاتٍ طويلة في الإنصات لمختلف أنواع الموسيقى، بل والتدرَب على غناء الأغنيات وإتقانها. وحاليًا، يُعدَ جيل زد الجيل الأكثر "استهلاكًا" للموسيقى (إن جاز التعبير)؛ ويعتبر جزءًا أساسيًا من هويته وحياته الاجتماعية. يكتشف جيل زد الموسيقى من خلال قنوات مختلفة، مثل خدمات البث الحية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، ويُقدَرونها جدًا لقدرتها الكبيرة على تحقيق أمرين أساسيين: الأول، التعبير عن أنفسهم؛ والثاني، ربطهم بالآخرين.
وفي نظرةٍ أكثر تفصيلًا:
• استهلاكٌ عالٍ واكتشافٌ متنوع
يتواصل جيل زد مع الآخرين بالموسيقى التي تُنمي قدراتهم الفكرية والتعليمية
يقضي جيل زد وقتًا أطول في الاستماع إلى الموسيقى مقارنةً بأي جيل آخر؛ حيث يمضون حيزَا كبيرًا من وقتهم الصوتي على الأجهزة المحمولة وفقًا لموقع theridge.sg. ويكتشفون أفراد هذا الجيل الموسيقى من خلال منصات مختلفة، وهم منفتحون على استكشاف الأنواع والثقافات المتنوعة من خلال الموسيقى.
• الموسيقى كهوية وتواصل اجتماعي
بالنسبة للشباب؛ لا تقتصر الموسيقى على المتعة الجمالية فحسب، بل تؤدي أيضًا وظيفة اجتماعية، تُساعدهم على تحديد هويتهم وعلاقاتهم. ويرى الكثير منهم الموسيقى، كوسيلةٍ للتواصل مع الآخرين ممن يشاركونهم أذواقهم الموسيقية. كذلك بإمكان الموسيقى أن تكون منفذًا للتعبير عن المشاعر والتعامل مع المواقف الاجتماعية لهذا الجيل.
• علاقةٌ مختلفة مع الأنواع الموسيقية
بينما قد تربط الأجيال الأكبر سنًا الأنواع الموسيقية بهوياتٍ محددة، فإن الأجيال الأصغر سنًا مثل جيل زد، تميل إلى اعتبار الأنواع الموسيقية مرنةً ومترابطة. فهم قد يستمعون إلى مجموعةٍ أوسع من الأنواع الموسيقية، ويكونون أقل عرضةً للشعور بالتقييد بحدود الأنواع الموسيقية التقليدية.
• تطوَر استهلاك الموسيقى
أدى ظهور خدمات البث وتراجع الوسائط المادية، إلى تغيير طريقة تجربة الشباب للموسيقى. فنجدهم يميلون أكثر للاستماع إليها كموسيقى تصويرية لأنشطة أخرى مثل الدراسة أو التحضَر للخروج، بدلاً من تخصيص وقتٍ مُعيَن للاستماع. وقد أدى هذا التحول إلى بعض التساؤلات حول ما إذا كانت الأجيال الأصغر سنًا تتمتع بنفس الارتباط العميق بالموسيقى كالأجيال السابقة.
• الموسيقى وتطوَر الدماغ
يمكن أن يؤثر التعرض للموسيقى إيجابًا على نمو دماغ الأطفال، مما يُعزز المهارات المعرفية مثل الذاكرة وتطور اللغة. ويُساعد تعليم الموسيقى أيضًا، وليس الاستماع فقط إليها، في ترسيخ هذه الروابط وتعزيز تقديرٍ أعمق للموسيقى.
إذن؛ وفي حين تتطور الطرق التي يتفاعل بها الشباب مع الموسيقى، تظل الأخيرة قوةً قوية في حياتهم، وتشكَل هوياتهم وارتباطاتهم الاجتماعية، وحتى تطورهم المعرفي. إلا أنه لكل جانبٍ إيجابي، بعض السلبيات التي لا بدَ من معرفتها لتقليلها أو تفاديها؛ وهو ما سوف نستعرضه سويًا في مقالة اليوم، حول تأثير الموسيقى إيجابًا وسلبًا على جيل زد.
ما هي التأثيرات الإيجابية للموسيقى على جيل زد؟
يشير موقع National Library of Medicine إلى التأثير الإيجابي "الكبير" الذي تلعبه الموسيقى في حياة وصحة جيل زد؛ ليس فقط على المستوى الجسدي، وإنما أكثر على المستويين العقلي والنفسي.
ويُفنَد هذا التأثير في النقاط الآتية:
تأثير الموسيقى على الإنسان
1. تُسهّل التعبير عن المشاعر وتنظيمها
لطالما عُرفت الموسيقى كوسيلةٍ فعّالة للتعبير عن المشاعر؛ فهي تُمكّن الأفراد من التعبير عن طيفٍ واسع من المشاعر المُعقدة. على سبيل المثال، قد تُشير الموسيقى السريعة عالية الإيقاع إلى السعادة والحماس، بينما قد تُشير الموسيقى البطيئة والهادئة إلى الحزن والإحباط. ومن خلال تأليف الموسيقى والاستماع إليها؛ يُمكن لجيل زد فهم مشاعرهم وإدارتها بسهولة.
علاوةً على ذلك، تُعدّ الموسيقى أداةً لتنظيم المشاعر؛ إذ تُساعد الأفراد على تخفيف التوتر والقلق وتعزيز الثقة بالنفس. وتُشير الأبحاث إلى أن الاستماع للموسيقى، يُمكن أن يُخفّض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، وبالتالي يُقلّل من التوتر. فيما تُشير نظرية الكفاءة الذاتية إلى أن المشاركة في الأنشطة الموسيقية (مثل تعلّم آلة موسيقية أو الغناء) يُمكن أن تُعزز ثقة الفرد بنفسه وتقديره لذاته.
2. تُعزَز الروابط الاجتماعية والشعور بالانتماء
تُقدم الموسيقى أيضًا فوائد اجتماعية لجيل زد؛ إذ تُمثل اهتمامًا وتجربةً مشتركة، وتُعزَز الشعور بالتواصل والانتماء. مثلًا، يُمكن لمشاركة الأذواق الموسيقية أن تُعزَز الصداقات بين الشباب وتُفعَل عملية تكوين الهوية الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تُساعد المشاركة في الأنشطة الموسيقية الجماعية (مثل الأوركسترا أو الجوقة) الشباب على تطوير مهارات العمل الجماعي، وتُعزَز شعورهم بالانتماء والإنجاز المشترك.
3. تُغذّي التطور الإبداعي والفكري
تُعدَ الموسيقى مصدرًا حيويًا للإبداع؛ فمن خلال التأليف الموسيقي والارتجال، يُمكن لأفراد جيل زد استكشاف أفكارهم ومشاعرهم وخيالهم والتعبير عنها بحرية. وقد أظهرت الدراسات أن التدريب الموسيقي يُمكن أن يُؤثر إيجابًا على التطور الفكري، لا سيما تحسينات التدريب الموسيقي المرتبطة بالذكاء الرياضي والمنطقي والمكاني.
وعلى الرغم من أن التأثير المُحدد للموسيقى على التطور الفكري لا يزال قيد الدراسة، إلا أن الأدلة تُشير إلى أن الشباب المُشاركين في الأنشطة الموسيقية، يُحققون أداءً أكاديميًا أفضل من غيرهم.
بإمكان الموسيقى أن تُسهم أيضًا في تأمين الإيجابيات التالية لجيل زد:
• تحسين الصحة العقلية: فالموسيقى الهادئة مثلًا يمكن أن تُقلَل من التوتر والقلق والاكتئاب، وتُحسَن المزاج وجودة النوم.
• إدارة الإجهاد: يمكن للموسيقى أن تساعد في إدارة الإجهاد والتعامل مع الضغوط النفسية، وهي كثيرة في عالم جيل زد.
• تحسين الذاكرة والتواصل: قد تساعد الموسيقى في تقوية الذاكرة وتحسين مهارات التواصل، خاصةً من خلال العلاج بالموسيقى.
• التأهيل البدني: يمكن استخدام الموسيقى في العلاج الطبيعي والتأهيل البدني، حيث تساعد في تحفيز الحركة وتخفيف الألم.
كل هذه الفوائد والميزات، لا تُلغي للأسف بعض التأثيرات السلبية والحادة على صحة جيل زد الصحية والنفسية والفكرية؛ إليكِ التفاصيل في السطور التالية..
ما هي التأثيرات السلبية للموسيقى على جيل زد؟
سوء الاستخدام والتركيز على أنواعٍ قاسية وحادة من الموسيقى، من أبرز تلك التأثيرات السلبية للموسيقى على جيل زد.
ونعود إلى موقع National Library of Medicine الذي يتحدث عن تلك التأثيرات كما يلي:
1. الاستخدام غير المناسب للموسيقى
قد يُسهم الاستخدام المفرط وغير المناسب للموسيقى في تلف السمع. فالتعرض طويل الأمد للموسيقى عالية الصوت، وخاصةً عبر سماعات الرأس أو سماعات الأذن، يزيد من خطر التعرض للضوضاء الضارة، مما قد يُؤدي إلى تلفٍ سمعي مؤقت أو دائم. ونتيجةً لمحدودية تنظيمهم الذاتي، قد يستمع الشباب دون وعي إلى موسيقى صاخبة، مما يُعرّض صحتهم السمعية للخطر.
لذا، يجب تثقيف جيل زد حول عادات الاستماع الآمن للموسيقى، بما في ذلك خفض مستوى الصوت، وتحديد مدة الاستماع، واستخدام أجهزة الاستماع الآمنة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يُشتت الاستماع المفرط للموسيقى الانتباه، مما يؤثر على الأداء الأكاديمي والعملي. وفيما يُجادل البعض بأن الموسيقى تُعزَز كفاءة العمل، إلا أن أبحاثًا عدة تُشير إلى أن الاستماع للموسيقى الغنائية يُمكن أن يُشتت الانتباه، خاصةً عند أداء المهام التي تتطلب معالجةً لغوية. علاوة على ذلك، قد يؤدي الإفراط في الاعتماد على الموسيقى إلى إدمانٍ مُعتاد، يتميز برغبةٍ لا يمكن السيطرة عليها للاستماع إلى الموسيقى، مما قد يؤثر سلبًا على الحياة اليومية.
2. التأثير السلبي المحتمل لمحتوى الموسيقى
قد يُثير محتوى الموسيقى، المشاعر والسلوكيات السلبية أو يُفاقمها. على سبيل المثال، قد تؤثر كلمات الأغاني التي تحتوي على عنف أو جنس أو تمييز أو أفكارًا سلبية، بشكلٍ ضار وسلبي على جيل زد. وقد أظهرت الدراسات أن الشباب غالبًا ما يُفسرون ويستوعبون كلمات الأغاني أكثر من البالغين؛ وبالتالي، يكونون أكثر عرضة لهذه التأثيرات السلبية من البالغين.
كذلك، قد تؤثر النبرة العاطفية للموسيقى على الحالة العاطفية للمستمعين. إذ أشارت بعض الدراسات إلى أن الاستماع إلى موسيقى حزينة وحادة قد يُثير المشاعر السلبية أو يُفاقمها؛ وعلى الرغم من أن الشباب قد يستخدمون هذه الموسيقى لتنظيم مشاعرهم أو التعبير عنها، إلا أن التعرض المفرط لها قد يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية على المدى الطويل.
في الخلاصة؛ فإن الموسيقى بلغتها الرائعة التي لا تحتاج ترجمة، يمكن أن تكون خيارًا موفقًا لجيل زد لتعزيز روابطهم مع الآخرين وتحسين صحتهم النفسية والعقلية، فضلًا عن تحديد هويتهم في المجتمع.
لكن سوء استخدام الموسيقى، سواء الطريقة أو النوع، يمكن أن تكون له تداعياتٌ سلبية جمة على صحتهم الجسدية والنفسية والفكرية. لذا من الضروري دومًا تشجيع جيل زد على حُسن اختيار الموسيقى، واستخدامها ضمن شروطٍ معينة لا تعيق مسار حياتهم اليومي. كي تبقى الموسيقى لغتهم الجميلة في التعبير عن أنفسهم، والارتقاء بذواتهم نحو عوالم أجمل وأرقى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
الحرب بين جاسم الصحيّح وبريخت
كتب الشاعر السعودي جاسم الصحيّح مؤخراً نصّاً شعرياً يصوّر فظاعات الحروب ووجهها القبيح، قائلاً: «الحربُ حين تجيءُ/ تمحو الفرقَ ما بين السنابلِ والقنابلْ/ والحربُ حين تُسِيءُ/ تختطفُ البنفسجَ من حقول الورد/ تختطفُ الوضوءَ من الجداولْ/ والحربُ حين تُضِيءُ/ تُطفِئُ شعلةَ الأحلامِ في دَمِنا/ وأحلامَ المشاعلْ/ والحربُ حينَ تفيءُ/ تحتاجُ اعتذاراً باتِّساعِ (البحرِ)/ عَلَّ خطيئةَ (الحيتانِ) تغفرُها (السواحلْ)». تُذكِّرنا هذه القصيدة بنصٍّ شعريٍّ كتبه الشاعر الألماني الشهير برتولت بريخت عام 1938، وحمل عنوان «غلطة الجنرال»، وجاء كردٍّ على صعود النازية وارتفاع نبرة الحرب التي كانت تمجّد القادة وتُخفي فظاعة الموت. يقول بريخت: «يا جنرال، دبابتك آلة جبارة/ تسحق الغابات وتدهس مئة رجل./ لكنّ فيها عيباً واحداً:/ تحتاج إلى سائق./ يا جنرال، قاذفتك سريعة مدمِّرة/ تسبق العاصفة وتحمل أطنان الموت./ لكنَّ فيها عيباً واحداً:/ تحتاج إلى ميكانيكي./ يا جنرال، الإنسان مفيدٌ جداً./ يمكنه الطيران، ويمكنه القتل./ لكنَّ فيه عيباً واحداً:/ إنه يُفكّر». اشتهر بريخت بقصائده السياسية، وقصائده كانت تمثل إدانة صارخة للحروب، بلغة تبدو أحياناً ساخرة، وكان يهزأ من اندفاع زعماء أوروبا نحو الحروب وعدم العمل على تجنبها، وهو القائل: «أسوأ الأميين هو الأميّ السياسي»، لذلك يوجه نقده إليهم مباشرةً: «حين يتحدث الزعماء عن السلام/ يعرف العامّة أن الحرب قادمة.../ حين يلعن الزعماء الحرب/ يكون أمر التعبئة قد وُقع (...) على الحائط كتابةٌ بالطباشير: (هم يريدون الحرب)/ ومن كتبها سقط صريعاً». في غياب المحاسبة، يكون الشعر محكمة أخلاقية. يقف الشاعر شاهداً على الجرائم، وضميراً حياً في وجه الصمت العالمي. يقول جاسم الصحيّح في قصيدة بعنوان «الحرب حينما تبتسم»: «منذ دهرٍ/ وما زلتَ ترضع منِّي دمي/ أيُّها الصَّيرَفِيُّ النَّهِمْ/ منذ دهرٍ/ وما زلتَ ترضع منِّي دمي/ دون أن تَنفَطِمْ/ أنتَ لستَ هنا/ آدمَ الكائنات الجديدَ/ ولستُ أنا/ آدمَ العالَم المُنصَرِمْ/ ولكنَّها الحربُ يا قاتلي حينما تبتسمْ!». مِثْلُ هؤلاء الشعراء استخدموا الكلمات لنقل رعب الحرب وصوَّروا فظاعات الحروب بلغةٍ حيَّةٍ تنفذ إلى الوجدان، لم يكتفوا بوصف الدم والدمار، بل التقطوا الألم الإنساني من زواياه المتعددة، فالشعراء كثيراً ما ينزعون قناع المجد عن الحروب، حينما يهملون دعاوى النصر الخاوية التي يطلقها قادة الحروب ويكتبون عن جثث الأطفال وصرخات الأمهات، بعيداً عن الأمجاد الزائفة التي تبررها، يقول بريخت: «من في القمة يقولون: هذا طريق المجد/ من في القاع يقولون: هذا طريق القبر». هكذا الحرب، إذن؛ الجنرال يبني نصباً تذكارياً... والجندي يبني قبراً. أو كما صرخ زهير بن أبي سلمى، في وجه قومه، أيام «داحس والغبراء»، قائلاً: «وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ/ وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ/ مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَة/ وَتَضْرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ».


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
جف دمعي وانا ابكيك
يا تين يا رمان يا لذة التوت تعال شوقي بالمحبه يناديك اسمك بوسط القلب ساكن و منحوت يا كبر قدرك وسط عينين مغليك في غيبتك كلي مشاعر ومكبوت يكفي عذابن منك ربي يخليك عقبك شجن هليت دمعي على النوت وش فيك تسفه بالغلا صوت حاديك قلي وش اللي عن عيوني مخفّيك ما كنت افكر حزني ف يوم بيفوت الا بيومن جف دمعي وانا ابكيك أحمد بن محمد أبانمي


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
أحاسيس وقوافٍسهر ودموع
حين تقرأ الإحساس الراقي تشعر بأهمية تلك المشاعر الشفافة، وبشموخ الموهبة، وروعة الإبداع.. فتبقى تلك الأحاسيس والقوافي الجميلة تخاطب عقولنا، وتسكن قلوبنا، ويحلو لنا ترديدها، فالأحاسيس.. هي عاطفة إنسانية تنبع من الأعماق، وتنبض بها القلوب، وتترجمها القوافي، فنستمتع كثيراً عندما نقرأ أو نسمع تلك الروائع ومنها هذه الأحاسيس النقيّة لشاعر المحاورة زيد سلمي العضيلة: أنا البارحه ونيت يوم العباد هجوع سرى الليل عيني نومها ما تهنت به الا وعنا عينٍ جداها سهر ودموع ليا اكتض ناظرها من الدمع هلت به على اللي شعا قلبي ومن شوفته ممنوع بعد ما غلاه عروق قلبي تغذت به سقاني بكاسٍ فيه سم الغلا مجموع شربته وكل عروق جسمي تساقت به صبور على فرقاه غصبٍ بليا طوع وسود الليالي غيبتبه والا جت به صبري قضى والوصل من بيننا مقطوع ولا أدري عن الأيام وش عاد سوّت به متى الله يلم الشمل يابو ثلاث اردوع وتفرح بشوفك عين ما عاد فرحت به عيون الحزين العاشق الصابر المليوع دروب الوسيعه عقب فرقاك ضاقت به تحمّلت صبر فراقكم والفراق يروع وعزّي لمن دورات الأيام دارت به..