logo
ذكرى استرجاع سيدي إفني محطة بارزة في مسلسل الكفاح البطولي للشعب المغربي

ذكرى استرجاع سيدي إفني محطة بارزة في مسلسل الكفاح البطولي للشعب المغربي

LE12٢٩-٠٦-٢٠٢٥
يخلد الشعب المغربي وفي طليعته أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، غدا الاثنين (30 يونيو)، الذكرى الـ 56 لاسترجاع مدينة سيدي إفني واستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1969، تم إجلاء قوات الاحتلال الأجنبي عن هذه الربوع الأبية من الوطن التي أبلت البلاء الحسن في مواجهة الوجود الأجنبي ومناهضته ذودا عن حمى الوطن وحياضه، ودفاعا عن حوزته ووحدته.
وبهذه المناسبة، ذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ لها، بالانتفاضات الشعبيـة بالأطلس وبالريف وبسائر ربوع الوطن إثر فرض عقد الحماية على المغرب في 30 مارس 1912 لتؤكد مطلبها المشروع في الحرية والاستقلال.
وأشارت المندوبية إلى أنه، وعلى غرار سائر المناطق المغربية، قدمت قبائل آيت باعمران الأمثلة الرائعة على روحها النضالية العالية، وتصدت بشجاعة وإباء لمحاولات التوغل والتوسع الأجنبي، حيث خاضت غمار عدة معارك بطولية مسترخصة الغالي والنفيس، صيانة لوحدة الكيان المغربي ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية. وساهم أبناء هذا الإقليم المجاهد في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب بتزويد المقاومة المسلحة بالشمال بالسلاح والذخيرة.
كما اضطلعت مدينة سيدي إفني بأدوار رائدة في معركة التحرير والوحدة الترابية والوطنية بتعزيزها للخلايا وللمنظمات الفدائية برجال أشداء ذاع صيتهم في ساحة المعارك ضد جحافل القوات الاستعمارية، كما كانت معقلا لتكوين وتأطير رجال المقاومة وجيش التحرير، برز من بينهم أبطال أفذاذ أشداء نذروا أنفسهم وأرواحهم وحياتهم من أجل عزة الوطن والدفاع عن حريته ووحدته.
وأضاف البلاغ، أن الذاكرة التاريخية الوطنية سجلت لقبائل آيت باعمران حضورها القوي ومساهمتها الفعالة في الانطلاقة المظفرة لجيش التحرير بالأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأقاليم الجنوبية التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال الإسباني، فضلا عن انغمارها في صنع أمجاد انتفاضة 23 نونبر 1957 الخالدة التي تناقلت أطوارها وسائل الإعلام العالمية، مشيدة باستماتة المقاومين وأعضاء جيش التحرير وصمودهم وروحهم القتالية العالية ووقوفهم في مواجهة المستعمر الغاشم.
كما تفاعلت هذه الربوع المجاهدة مع كافة المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف لاستكمال مسلسل التحرير الذي أعلن عنه جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 عندما قال: '…إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان. وهكذا، نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة…'.
وفي هذا السياق، استحضرت المندوبية السامية المواجهات والمعارك التي كبّد خلالها المجاهدون قوات المستعمر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على الرغم من قلة العدد وبساطة العتاد، والتي منها معارك 'تبلكوكت'، 'بيزري'، 'بورصاص'، 'تيغزة'، 'امللو'، 'بيجارفن'، 'سيدي محمد بن داوود'، 'ألالن'،'تموشا' ومعركة 'سيدي إفني'، حيث تمكن مجاهدو قبائل آيت باعمران من إجبار القوات الإسبانية على التحصن والانزواء بسيدي إفني، كما أقاموا عدة مواقع أمامية بجوار المواقع الإسبانية كي لا يتركوا لقوات الاحتلال مجالا للتحرك.
ولم تتمكن القوات الاستعمارية الإسبانية من فك الحصار عنها إلا بعد الاستنجاد بالقوات الاستعمارية الفرنسية كما حدث في حرب الريف بعد معركة 'أنوال' العظيمة، حيث كانت عملية 'ايكوفيون' التي فتحت الباب للدخول في مفاوضات سياسية، انتهت باسترجاع مدينة طرفاية سنة 1958، ثم مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969.
وفي هذا الصدد، ذكرت المندوبية بمضامين خطاب جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه لدى زيارته لمدينة سيدي إفني في 18 يونيو 1972 والذي قال فيه: '… أرجو منكم أن تبلغوا تحياتنا إلى سكان الإقليم، وبهذه المناسبة، أبلغ سكان المغرب قاطبة افتخاري واعتزازي وحمدي لله وتواضعي أمام جلاله لكونه أنعم علي بأن أكون ثاني الفاتحين لهذه البقعة، أعاننا الله جميعا وسدد خطانا وأعانكم وألهمكم التوفيق والرشاد'.
ولم يكن تحرير مدينة سيدي إفني إلا منطلقا لمواصلة وتعزيز جهود المغرب في استرجاع ما تبقى من الأطراف المغتصبة من ترابه، وتكللت التعبئة الشاملة بملحمة أبهرت العالم أجمع، جسدت عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني التي أبدعت مبادرة رائدة في ملاحم التحرير بتنظيم مسيرة شعبية سلمية وحضارية استقطبت آلاف المتطوعين وساندها أشقاء من العالم العربي والإسلامي ومن العديد من البلدان الصديقة، وسارت وفودهم في مقدمة وطليعة المتطوعين في المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975.
وهكذا، كان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976، ورفرفت الراية المغربية خفاقة في سماء العيون إيذانا ببشرى انتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية، وإشراقة شمس الوحدة الترابية لبلادنا من الشمال إلى الجنوب ومن طنجة إلى الكويرة.
وتتواصل مسيرات البناء والنماء وإرساء أسس دولة الحق والقانون والمؤسسات في العهد الجديد والزاهر لجلالة الملك محمد السادس، والانغمار في مسلسل التقدم والتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة لأقاليمنا الصحراوية لتصبح أقطابا تنموية جهوية، وقاطرة للتنمية الشاملة والمتكاملة بكل أبعادها، ومواصلة إطلاق المشاريع الاستثمارية التي تكرس النموذج التنموي الجديد الرائد والمتواصل ببلادنا في كافة المجالات.
ويتعلق الأمر أيضا بتعزيز ورش الجهوية الموسعة والمتقدمة التي أراد لها صاحب الجلالة أن تكون نقلة نوعية في مسار الديمقراطية الترابية، في أفق جعل الأقاليم الصحراوية نموذجا ناجحا للجهوية المتقدمة بما يؤهلها لممارسة صلاحيات واسعة، ويعزز تدبيرها الديمقراطي لشؤونها المحلية في سياق ترسيخ مسار ديمقراطي صحيح وخلاق يؤمن إشعاعها كقطب اقتصادي وطني وصلة وصل بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية جنوب الصحراء، وبين بلدان الشمال والجنوب.
وباحتفائها بهذه الذكرى العظيمة التي يحق لكل المغاربة الاعتزاز بحمولتها الوطنية ورمزيتها وقيمتها التاريخية، تستحضر أسرة المقاومة وجيش التحرير ملاحم الكفاح الوطني في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وتستلهم منها قيم الصمود والإقدام والتعبئة الوطنية المستمرة والالتحام الوثيق بين أبناء الشعب المغربي من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال، وتؤكد مجددا تجندها الدائم والموصول صيانة للوحدة الترابية الراسخة التي لا تزيدها مناورات الخصوم إلا وثوقا وصمودا وثباتا.
وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد بإكبار وإجلال الذكرى 56 لاسترجاع مدينة سيدي إفني، تجدد موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية، وتعلن استعداد أفرادها لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بأقاليمنا الجنوبية المسترجعة ومواصلة المساعي والجهود لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لفائدة ساكنتها، وتعبئتهم المستمرة ويقظتهم الموصولة وتجندهم الدائم وراء جلالة الملك، من أجل تثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدتنا الترابية غير القابلة للتنازل أو المساومة، متشبثين بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.
وقد حظي هذا المشروع، تضيف المندوبية السامية، بالإجماع الشعبي لكافة فئات وشرائح ومكونات الشعب المغربي وأطيافه السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية، ولقي الدعم والمساندة من المنتظم الأممي الذي اعتبره آلية ديمقراطية وواقعية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول أحقية المغرب في السيادة على ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة.
وبهذه المناسبة، وترسيخا للسنة المحمودة والتقليد الموصول للوفاء والبرور والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن و أسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله، ستنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الاثنين، مهرجانا خطابيا ولقاء تواصليا سيتم خلالهما تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وكذا توزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة.
وخلصت المندوبية السامية، إلى أنه ستقام احتفاليات مخلدة لذكرى استرجاع مدينة سيدي إفني بسائر فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير عبر التراب الوطني، وعددها 105 فضاء، ستحتضن مهرجانات خطابية وندوات ومحاضرات علمية وفكرية ولقاءات تواصلية تسلط الأضواء على الصفحات المشرقة والمجيدة لحدث استرجاع سيدي إفني إلى الوطن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعزية في وفاة السيد عيسى الضلعي الإطار السابق ببلدية سيدي إفني
تعزية في وفاة السيد عيسى الضلعي الإطار السابق ببلدية سيدي إفني

أكادير 24

timeمنذ 5 أيام

  • أكادير 24

تعزية في وفاة السيد عيسى الضلعي الإطار السابق ببلدية سيدي إفني

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تتقدّم أسرة تحرير موقع أكادير 24 بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة الفقيد عيسى الضلعي، الإطار السابق ببلدية سيدي إفني، وإلى ذويه وأصدقائه وكل معارفه. نسأل الله العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. موعد الجنازة: تُقام صلاة الجنازة اليوم الاثنين 11 غشت 2025 بعد صلاة الظهر بمسجد الإمام البخاري بحي بواركان بمدينة أكادير. دعاء للفقيد: اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس.

سيدي إفني: عامل الإقليم يترأس الاحتفال باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج
سيدي إفني: عامل الإقليم يترأس الاحتفال باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج

صوت العدالة

timeمنذ 5 أيام

  • صوت العدالة

سيدي إفني: عامل الإقليم يترأس الاحتفال باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج

صوت العدالة : حسن بوفوس تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية ذات الصلة بالعناية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده يوليها للمغاربة المقيمين بالخارج ، ترأس محمد ضرهم عامل إقليم سيدي إفني يومه الاحد 10 غشت الجاري الاحتفال باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج، وذلك بحضور السادة: ممثلي الهيئة القضائية، ومنخبيي المدينة و الاقليم والنواب البرلمانيين ورؤساء مجالس الجماعات، ورؤساء المصالح العسكرية والأمنية، ورؤساء المصالح اللاممركزة، وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المنحدرين من الاقليم. افتتح هذا اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والوقوف تحية للعلم الوطني، بعدها تناول الكلمة السيد عامل الإقليم حيث رحب من خلالها بالمحتفى بهم أفراد جاليتنا المقيمة بالخارج من بنات وأبناء إقليم سيدي إفني متمنيا لهم مقاما طيبا بين أهليهم وذويهم، وشاكرا لهم تلبية الدعوة لحضور فعاليات اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج الذي ينظم هذه السنة تحت شعار 'ورش الرقمنة: تعزيز لخدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم'، امتثالا للتعليمات الملكية السامية لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله عزه ونصره، وترجمة للعناية والتقدير المولويين الساميين اللذين يخص بهما جلالته رعاياه المغاربة المقيمين بالخارج كما ورد التأكيد على ذلك في نص الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للأمة بمناسبة تخليد الذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة إذ قال: ' ونود الإشادة هنا، على وجه الخصوص، بروح الوطنية التي يتحلى بها المغاربة المقيمون بالخارج، وبالتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن، والمساهمة في تنميته…' ، كما أبرز السيد العامل المغزى من اختيار موضوع رقمنة خدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم ليكون شعارا لليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج هذه السنة، بحيث أنه لم يأت اعتباطا، بل إنه نابع من قناعة راسخة بأن تيسير ولوج هذه الفئة من المواطنين لمختلف الخدمات الإدارية، يستوجب تعبئة وتسخير كل الإمكانات والوسائل المتاحة لتحقيق الهدف المنشود. ولعل أهم تلك الوسائل: التكنولوجيا الحديثة وما أصبحت تتيحه من أوجه تيسير استفادة مغاربة العالم من مختلف الخدمات الإدارية لعل أهمها اختصار المسافات والزمن. كما أشار السيد العامل في معرض تدخله الى أنه وإذا كان ورش رقمنة الإدارة ورشا أفقيا يشمل مختلف مناحي حياة عموم المواطنين، ضمن استراتيجية عامة تروم تحديث الإدارة العمومية وتخليقها، فإن إيلاء رقمنة خدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم، يكتسي أهمية خاصة لاعتبارات عدة مرتبطة أساسا، من جهة أولى، بظروف إقامتهم ببلدان المهجر، ومن جهة ثانية، بضيق الوقت خلال تواجدهم ببلدهم لقضاء العطلة أو لأي سبب آخر. ثم إن حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على تنزيل ورش رقمنة خدمات القرب الموجهة للمغاربة المقيمين بالخارج، ليعكس بجلاء حرص جلالته على تمثين أواصر هذه الفئة من رعاياه الأوفياء بوطنهم. وفي نفس السياق أكد السيد العامل على وعيه التام بانشغالات وانتظارات أفراد الجالية ذات الصلة بتنمية الإقليم وحاضرته، ومدى حرصهم وتتبعهم الحثيث لما تحقق بالإقليم من منجزات وما يعتري مساره التنموي من اختلالات أيضا، وتعبئتهم القوية للترافع عن قضايا الإقليم كما عن قضايا الوطن. كما عبر عن تفهمه لهذه الانشغالات والانتظارات النابعة في مجملها، من حبهم لهذه الرقعة الطيبة من وطنهم الحبيب، ومن غيرتهم على الإقليم وتوقهم لرؤيته في أبهى صور الرقي والنماء. وفي ختام كلمته أهاب السيد العامل بالحاضرين؛ من سلطات ومصالح لاممركزة ومنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، لتكثيف الجهود وتنسيقها للتفاعل إيجابيا مع انشغالات وانتظارات أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من بنات وأبناء الإقليم. وفي كلمة باسم أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المنتمين لإقليم سيدي إفني عبروا من خلالها عن انشغالاتهم وانتظاراتهم المرتبطة بتنمية الإقليم وتثمين ما تحقق من مكتسبات. كما التمسوا من السيد العامل في أن ينوب عنهم لتبليغ السدة العالية باللّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده أسمى عبارات الامتنان للرعاية السامية التي يخص بها حفظه الله رعاياه الأوفياء المقيمين بالخارج، واهتمامه الدائم بأحوالهم وقضاياهم، معلنين لجلالته أنهم سيظلون دوما وأبدا جنودا مجندين أوفياء مخلصين لشعارنا الخالد: الله -الوطن – الملك. كما رفعت برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية باللّه تضمنت أصدق آيات الطاعة والولاء وعبارات الإخلاص والتعلق المتين بأهذاب العرش العلوي المنيف. كما رفعت أكف الضراعة الى المولى عز وجل بالدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره ولولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه الأمير المحبوب مولاي رشيد وأن يحفظ سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. حري بالذكر بأنه تم خلال هذه المناسبة تكريم مجموعة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المنتمين لإقليم سيدي إفني، اعترافا وتقديرا لمبادراتهم المحمودة وجهودهم النبيلة وتمثيلهم المشرف لوطنهم بالخارج، كما تم تنظيم أروقة أبرزت المنجزات والمجهودات المبذولة على مستوى رقمنة الخدمات الموجهة للمغاربة المقيمين بالخارج، وتسليط الضوء على السياسات العمومية والبرامج القطاعية ذات الصلة.

عثمان الصحافة
عثمان الصحافة

المغرب اليوم

time٠٤-٠٨-٢٠٢٥

  • المغرب اليوم

عثمان الصحافة

جمعنى لقاء فى المغرب مع الأستاذ عثمان العمير، فجلسنا نتذكر أيامًا كان فيها على رأس صحيفة الشرق الأوسط اللندنية لإحدى عشرة سنة كاملة. كان رئيس التحرير الرابع للصحيفة بعد الأساتذة جهاد الخازن، ومعروف الشيبانى، وعرفان نظام الدين، وكانت سنواته على رأسها غنية على المستوى الصحفى، ربما لأن الفترة التى تولاها كانت غنية أيضًا على المستوى السياسى فى أرجاء الإقليم، فانعكس ذلك بالضرورة على صفحات الجريدة، وصارت كأنها حدائق هايد بارك الصحفية فى عاصمة الضباب. احتفظ الرجل بعلاقات قوية مع زعماء المنطقة، ولكن العلاقة الأقوى كانت مع الملك فهد والملك الحسن الثانى يرحمهما الله، وكان آخر المتحدثين تقريبًا مع الحسن قبل رحيله المفاجئ فى يوليو ١٩٩٩. يروى أنه جلس يومًا يخفف عن الحسن الثانى آلامًا كانت تعاوده، فكان يلفت انتباهه إلى أن الطب حقق تقدمًا كبيرًا، وأن آلامه لها حل لدى الطب الحديث، ولكن الحسن كان يعتقد فى شىء آخر. فلقد كان تقديره أن أعمار الأشراف الذين ينتسب إليهم تظل بين الستين والسبعين، والغريب حقًا أنه مات فى السبعين تمامًا، وكأنه كان يرى مسار عُمره رأى العين!. كان الحسن سياسيًا من النوع الفاخر، وكان واسع الثقافة والاطّلاع، وكان فى مقدوره أن يصحح لأهل الفرنسية بعضًا مما يُخطئون فيه إذا تكلموا لغتهم فى حضرته، وكذلك كان يفعل مع أهل العربية، ولكنه كان إذا تطرق إلى عُمره المتوقع تحوّل من سياسى عتيد إلى رجل صوفى يتطلع أمامه فيقع بصره على ما لا يقع عليه بصر آحاد الناس. لقد عاش يُسلّم بما تجرى به المقادير عليه كما تجرى على كل الأشراف، الذين يمتد نسبهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد كان عاهل الأردن الراحل الملك حسين واحدًا منهم، وكان هو الحفيد رقم ٤٠ للنبى الكريم. ولو جلس العمير يكتب ما رأى وسمع لكتب سيرة ذاتية نادرة، لأن سنواته على رأس الشرق الأوسط لا تزال هى الأطول بين الذين تولوا رئاسة تحريرها، ولأن فترته التى امتدت من ١٩٨٧ إلى ١٩٩٨ كانت ثرية بكل ما هو صحفى وسياسى، ولأن تجربته لم تمتد أفقيًا فقط ولكنها امتدت رأسيًا فراكمت لديه الكثير جدًا من الخبرات والتجارب والوقائع، وكلها كانت شاهدة على عصر من السياسة والصحافة معًا. وعندما أسس جريدة إيلاف الإلكترونية فى بدايات هذه الألفية، بدا وكأنه يستشرف عصرًا من الصحافة الإلكترونية كانت بوادره لا تزال تتشكل هناك فى الأفق البعيد، وربما ورث ذلك عن زرقاء اليمامة التى عاشت فى أرض الجزيرة العربية حيث عاش وكانت ترى لمسيرة ثلاثة أيام!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store