logo
الحوثيون يتهمون غروندبرغ بـ"عدم الحياد" ويلوحون بمقاطعته

الحوثيون يتهمون غروندبرغ بـ"عدم الحياد" ويلوحون بمقاطعته

العربي الجديدمنذ يوم واحد
اتهم الحوثيون في
اليمن
، يوم الجمعة، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بـ"عدم الحياد والانحياز" في مواقفه بشأن التطورات في البحر الأحمر ملوحين بوقف التواصل الرسمي معه ومع مكتبه، على خلفية ما وصفوه بـ"تجاهله العدوان الإسرائيلي على اليمن وقطاع غزة". جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً)، نُشر عبر وكالة أنباء "سبأ" في نسختها التابعة للجماعة، عقب يوم من دعوة غروندبرغ، عبر بيان، الحوثيين إلى وقف الهجمات البحرية، معرباً عن قلقه من تداعياتها.
وندد الحوثيون بما اعتبروه "انحياز"
غروندبرغ
في البيان المنسوب إليه بشأن الوضع في البحر الأحمر، معتبرين أن البيان "يعكس عدم حياديته". وأضافت الجماعة أن بيان المبعوث الأممي "تجاهل بشكل كامل الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر والمتمثلة في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والعالم الذي لم يحرك ساكنا". وأشارت إلى أن البيان الأممي "افتقر إلى التوازن والحياد، وكان يُفترض أن يُعرب عن القلق من العدوان الصهيوني المستمر على اليمن والذي يستهدف أعيانا مدنية، كما كان ينبغي أن يتضمن مطالبة الكيان الصهيوني بوقفها".
وفي تطور لافت، قال بيان الحوثيين إن "هذا الانحياز يجعل
صنعاء
تجد صعوبة في التعاطي مع مبعوث الأمين العام الذي يتطلب منصبه أن يقف على مسافة واحدة من كل أطراف النزاع لا أن ينحاز إلى طرف على حساب آخر". كما اتهم البيان المبعوث الأممي "باستمرار التعاطي السلبي، بل والمنحاز إزاء قضية الشعب اليمني والعدوان الأميركي الصهيوني عليه". ولوح بإمكانية تصعيد حكومة الحوثيين بـ"أكثر من مجرد إيقاف التواصل الرسمي مع المبعوث ومكتبه"، من دون توضيح ماهية هذا التصعيد.
والخميس، أعرب غروندبرغ عن "بالغ قلقه إزاء التصعيد الأخير من قبل أنصار الله (الحوثيين) في البحر الأحمر، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى غرق السفينة التجارية إيترنيتي سي في 8 يوليو (تموز)، وأسفر عن وقوع وفيات وإصابات". عقب الهجوم، قالت مهمة "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي إن السفينة كان على متنها وقت الهجوم 22 بحاراً، 21 فيليبينياً ومواطن روسي، إلى جانب فريق أمن من ثلاثة أفراد (لم تحدد جنسياتهم)، فيما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأنه حتى مساء الأربعاء، جرى إنقاذ ستة من دون توضيح مصير الباقين.
أخبار
التحديثات الحية
غروندبرغ يعرب عن قلقه إزاء تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر
كما أعرب غروندبرغ عن "قلقه البالغ إزاء الهجوم السابق وما تلاه من غرق السفينة التجارية ماجيك سيز في 6 يوليو (تموز)"، داعيا الحوثيين "إلى وقف الهجمات التي من شأنها تأجيج التوترات داخل اليمن ومحيطه". في المقابل، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس، التمسك بـ"استمرار حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن طالما استمر العدوان والحصار على غزة"، مشدداً على التعامل بـ"حزم مع المخالفين".
(الأناضول، العربي الجديد)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروندبرغ: الاضطرابات الإقليمية تُقوّض السلام في اليمن
غروندبرغ: الاضطرابات الإقليمية تُقوّض السلام في اليمن

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

غروندبرغ: الاضطرابات الإقليمية تُقوّض السلام في اليمن

قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ إنّ الاضطرابات الإقليمية ما زالت تُقوّض آفاق السلام والاستقرار في اليمن ، إذ لا يزال الوضع هشاً للغاية، مشدداً على الحاجة المُلحّة إلى تدابير استباقية وعملية تُمهّد الطريق للسلام، وأضاف: "يجب أن نواصل جهودنا المشتركة لدفع اليمن نحو مستقبل ينعم فيه بالسلام مع نفسه وفي المنطقة". جاء ذلك خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن في نيويورك. وأشار المبعوث الأممي إلى ثلاث أولويات كان قد تطرّق إليها الشهر الماضي خلال إحاطته السابقة وضرورة الاستمرار في العمل عليها؛ أولها "دعم خفض التصعيد على جبهات القتال، والعمل مع الأطراف على مبادئ وقف إطلاق نار فعال"، ولفت الانتباه إلى أن أغلبية جبهات القتال لم تشهد تصعيداً، إلّا أنه "شهدنا في 25 يوليو/تموز هجوماً كبيراً على جبهة علب بمحافظة صعدة، أسفر عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الجانبَين، كما نرى أنّ أنصار الله يُعززون مواقعهم، بما في ذلك حول مدينة الحديدة. هذه التطورات مثيرة للقلق، وتُبرز الحاجة إلى خفض تصعيد فعّال وحوار أمني بين الطرفين". وتوقف في هذا السياق عند سلسلة من الاجتماعات التي عقدها مكتبه في الأسابيع الأخيرة مع الحكومة اليمنية والجهات الأمنية الإقليمية، برعاية لجنة التنسيق العسكري التي تُيسّرها الأمم المتحدة. ورأى المسؤول الأممي أن "عمل لجنة التنسيق العسكري بالغ الأهمية للتحضير لتنفيذ وإدارة وقف إطلاق نار مستقبلي". وعلى مدار الأسبوع، ناقش الطرفان دور اللجنة في خفض التصعيد على جبهات القتال التي شهدت تجدّد الأعمال العدائية خلال العام الماضي، كما تناولا التحديات في المجال البحري، واستكشفا الخيارات التي يمكن اتباعها في حال استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار. أخبار التحديثات الحية اليمن: إيقاف شحنة طائرات مسيّرة قادمة من الصين إلى الحوثيين أما الأولوية الثانية، فتتعلق بفتح "الطريق للمحادثات بين الطرفين، بما يتماشى مع الالتزامات التي قُطعت بموجب خارطة الطريق في ديسمبر/ كانون الأول 2023". وأشار في هذا السياق إلى الزخم المستمر "لمعالجة مسألة الوصول إلى الطرق في مختلف أنحاء البلاد، لا سيّما الطريق الذي يربط محافظتَي البيضاء وأبين". وشجّع الطرفين "على فتح المزيد من الطرق الرئيسية واتخاذ خطوات إضافية لتسهيل حركة الأفراد والنشاط التجاري"، وتابع حول الوضع الاقتصادي، مؤكداً أن المزيد من "التصعيد والتشرذم الاقتصادي ليس في مصلحة أحد"، مرحباً "بالخطوات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي اليمني في عدن والحكومة اليمنية عموماً لمعالجة انخفاض قيمة العملة مؤخراً". وشدد على ضرورة أن تتخذ الأطراف "إجراءات لبناء الثقة وإظهار حسن النية"، معرباً عن أسفه لأنه "شهدنا الشهر الماضي عكس ذلك، إذ اتُّخذت قرارات أحادية وتصعيدية تُنذر بتعميق الانقسامات داخل المؤسسات وهياكل الدولة". وضرب أمثلة على ذلك، منها إصدار أنصار الله عملات معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً و200 ريال، ما يُسهم في تجزئة الريال اليمني ويُعقّد المناقشات المستقبلية لتوحيد الاقتصاد اليمني ومؤسّساته، وأكد أن "هناك أمثلة أخرى عديدة على قرارات أحادية تهدف إلى تقسيم المؤسسات بدلاً من توحيدها، وهذه خطوات في الاتجاه الخاطئ"، وحث الطرفين "على الحوار بينهما، فهو السبيل الوحيد للتوصل إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لجميع المسائل التي تؤثر على الحياة اليومية لليمنيين". أما الأولوية الثالثة، فكانت إلى مواصلة العمل مع دول المنطقة والمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في اليمن ودعمه. ويشمل ذلك تلبية الحاجة إلى ضمانات أمنية، بما في ذلك ما يتعلق بالبحر الأحمر، وقال إنّ "ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة والتقنيات مؤخراً قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر يؤكد مجدداً أهمية تذكير جميع الدول الأعضاء بالتزامها بالامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر الأسلحة"، وأضاف: "لكي يحظى اليمن بفرصة حقيقية للسلام، يجب حمايته من الانجرار إلى الاضطرابات الإقليمية المستمرة الناجمة عن حرب غزة. لذلك، يجب وقف الهجمات على السفن المدنية في البحر الأحمر، كما يجب وضع حدّ للهجمات الصاروخية على إسرائيل والضربات الإسرائيلية اللاحقة على اليمن. فإلى جانب تعقيده لفرص الوساطة من أجل تسوية طويلة الأمد للصراع في اليمن، أدى هذا التصعيد إلى تدمير شبه كامل لمرافق موانئ الساحل الغربي لليمن، ما يُشكّل ضغطاً هائلاً على البنية التحتية الحيوية". الوضع الإنساني من جهته، ركز مدير قسم التنسيق في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، راميش راجاسينغهام، على تدهور الأمن الغذائي في اليمن والأوضاع الكارثية التي يشهدها في هذا السياق، مشدداً على ضرورة التحرك لزيادة التمويل لتوسيع نطاق الدعم الغذائي والتغذوي الطارئ، وتقديم دعم مالي مباشر لصندوق المساعدات الإنسانية لليمن الذي يشهد نقصاً حاداً، مؤكداً أن ذلك يجب أن يأتي إلى جانب دعم جهود المبعوث الخاص الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي وإطلاق سراح المعتقلين. ورسم راجاسينغهام صورة قاتمة لوضع الأمن الغذائي في اليمن، قائلاً: "هناك أكثر من 17 مليون شخص يعانون من الجوع، وقد يصل هذا الرقم إلى 18 مليوناً بحلول فبراير/شباط من العام المقبل. تتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر من هذه الكارثة". وأكد أن اليمن واحدة من أكثر الدول معاناة من انعدام الأمن الغذائي، مضيفاً أن "استمرار انهيار الاقتصاد وتزايد الضغوط على إمدادات الغذاء، جعل العديد من الأسر غير قادرة على تحمّل تكلفته، رغم حصولها عليه. وقد تعطلت سبل العيش في القطاع العام وقطاعي الزراعة والثروة السمكية، من بين قطاعات أخرى، بسبب الصراع المستمر". وأشار إلى أن "نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، ويعاني ما يقرب من نصفهم من سوء النمو (التقزم)، ما يعني تأخراً في النمو والإصابة بالعدوى، وخطر الوفاة من أمراض شائعة أعلى من المتوسط بتسعة إلى اثني عشر ضعفاً. وفي ظل نقص حاد في الرعاية الصحية وعدم توفر خدمات الدعم للكثيرين، يُعد هذا الأمر مسألة حياة أو موت بالنسبة للأطفال". وأعطى مثالاً على تدهور الأوضاع، بقصة الطفل أحمد البالغ من العمر تسعة أشهر، في مديرية عبس بمحافظة حجة، إذ أدى نقص الغذاء والمغذيات إلى فقدانه ثلثي وزنه الصحي، وأصبح ضعيفاً لدرجة أنه لا يستطيع الجلوس، ويعاني من إسهال حاد وحمى شديدة. وأوضح أن أحمد بحاجة إلى علاج طارئ لسوء التغذية الحاد الوخيم، الذي تفاقم بسبب العدوى، مؤكداً أن هذه قصة وواقع لآلاف العائلات اليمنية. أخبار التحديثات الحية مقتل جندي من "الانتقالي الجنوبي" في هجوم لتنظيم القاعدة جنوبي اليمن وتابع: "يصل الجوع وسوء التغذية في بعض المناطق إلى مستويات حادة. ففي مخيّمات النازحين داخلياً في مديرية عبس بمحافظة حجة، على سبيل المثال، وجدت بعثة تقييم الاحتياجات في يوليو/تموز أن أطفالاً من عائلات نازحة يموتون جوعاً. هؤلاء أطفال لم يموتوا متأثرين بجراح الحرب، بل بسبب الجوع – جوع بطيء وصامت، يمكن الوقاية منه. هذا هو الوجه الإنساني لانعدام الأمن الغذائي". وتوقف المسؤول الأممي عند الخيارات المستحيلة التي تُضطر الكثير من العائلات اليمنية إلى اتخاذها بسبب الجوع، موضحاً أن "الجوع يجبر الناس على اعتماد استراتيجيات تكيّف سلبية". وشرح أن ذلك يعني "في المناطق الريفية بمحافظات المحويت والحديدة وصنعاء، اضطرار الأسر لبيع كل ما يُؤمّن لها سبل العيش على المدى الطويل؛ كالماشية، والأدوات، والأراضي الزراعية، لمجرد توفير قوت يومها، واضطرار الأطفال للعمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، ومواجهة النساء والفتيات المراهقات مخاطر متزايدة من العنف المنزلي، والاستغلال، أو زواج الأطفال". وأشار إلى أنه في المحافظات الثلاث المذكورة آنفاً، "طلبت أكثر من 30 ألف امرأة وفتاة خدمات الدعم ضد العنف الجندري خلال الأشهر الستة الماضية فقط. ثلث النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 20 و24 عاماً تزوجن قبل بلوغهنّ سن 18 عاماً، وتزوجت واحدة من كل عشر نساء تقريباً قبل سن 15 عاماً. وترتفع هذه الأرقام بين الفتيات في المجتمعات النازحة".

مَن مؤسس الإخوان المسلمين في الجزائر؟ جدل تاريخي يعيد صراعات الإسلاميين إلى الواجهة- (فيديو وتدوينات)
مَن مؤسس الإخوان المسلمين في الجزائر؟ جدل تاريخي يعيد صراعات الإسلاميين إلى الواجهة- (فيديو وتدوينات)

القدس العربي

timeمنذ 5 ساعات

  • القدس العربي

مَن مؤسس الإخوان المسلمين في الجزائر؟ جدل تاريخي يعيد صراعات الإسلاميين إلى الواجهة- (فيديو وتدوينات)

الجزائر- 'القدس العربي': أشعلت تصريحات الشيخ عبد الله جاب الله، زعيم جبهة العدالة والتنمية والوجه الإسلامي البارز، نقاشًا واسعًا داخل الساحة السياسية والدعوية في الجزائر، بعدما قدّم نفسه باعتباره المؤسس الفعلي لتيار الإخوان المسلمين في البلاد، عوض ما هو دارج من أن الراحل محفوظ نحناح كان السبّاق لذلك. وفي شهادته التي بثت في بودكاست 'للتاريخ' على قناة 'الخبر الإلكترونية'، أكد جاب الله أنه المؤسس الحقيقي لتيار الإخوان المسلمين في البلاد 'كفكرة لا كتنظيم'، نافياً أن يكون هناك أي تنظيم طلابي للإخوان داخل الجامعات قبل 1985 غير جماعته التي عُرفت آنذاك بـ'جماعة جاب الله'. وأوضح الشيخ أن تبنيه للفكر الإخواني جاء بعد الاطلاع على مؤلفات منظريه، دون أن يرتبط تنظيمياً بمصر أو بالتنظيم العالمي، مؤكداً أنه لم يصرح يوماً بأنه ممثل لجماعة الإخوان، بل إنه صاحب المبادرة في إدخال الفكرة للجزائر في إطار عمل جماعي بدأه سنة 1974. ورغم أن جاب الله أقر بوجود دعاة بارزين مثل محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، إلا أنه أكد أنهم كانوا يتحركون كأفراد، فيما كانت الساحة الطلابية خالية من أي تنظيم منظم لهم قبل منتصف الثمانينيات. وأشار إلى أن تسميات مثل 'جماعة الشرق' أو 'جماعة الجزأرة' لم تصدر من أصحابها، بل أطلقها الشيخ محفوظ نحناح لوصف جماعته وجماعة مالك بن نبي. والمعروف أن كلمة 'الجزأرة' مشتقة من الجزائر وتعني رفض أي وصاية تنظيمية أو فكرية من الخارج، وهي جماعة اتخذت من المفكر مالك بن نبي مرجعا لها. كما اتهم جاب الله نحناح بإشاعة خبر انشقاقه عن الإخوان أثناء سجنه سنة 1985 على خلفية 'أحداث الصومعة'، لاستمالة أنصاره. وفي حديثه عن محاولات الوحدة بين الإسلاميين وأسباب فشلها، تحدث عن اجتماع موسم الحج سنة 1987 (سنتان قبل فتح التعددية الحزبية في الجزائر) تحت إشراف المرشد العام حامد أبو النصر، قائلاً إن نحناح تغيب واكتفى برسالة قلل فيها من شأن الحاضرين واعتبر نفسه الممثل الأوحد للإسلاميين في الجزائر. هذه التصريحات، سرعان ما فجرت ردود فعل قوية من أنصار نحناح، الذين أكدوا أنه المؤسس الفعلي لجماعة الإخوان في الجزائر، وبلغ الجدل حد السجال الحاد على منصات التواصل، ما دفع أبو جرة سلطاني، خليفة نحناح على رأس حركة مجتمع السلم، إلى التدخل. وفي تدوينة له، قال سلطاني إن السجن طال نحناح قبل جاب الله؛ فالأول اعتقل سنة 1976 بعد نشر بيان 'إلى أين يا بومدين؟' وقطع أعمدة الهاتف بين الناحية العسكرية الأولى ووزارة الدفاع (عمل منسوب لنحناح وجماعته)، بينما سجن جاب الله سنة 1982 بعد أحداث الجامعة المركزية. وروى لقاءاته بهما، معتبراً أن لكل منهما أولويات مختلفة: جاب الله ركز على طرد الشيوعية من الجامعة، ونحناح سعى لبناء قاعدة صلبة للدعوة. واستنتج أن الرجلين تقاسما النشاط الدعوي جغرافياً دون اتفاق مسبق، لكن الخلاف التنظيمي كان واضحاً؛ فجماعة جاب الله اعتمدت 'عالمية الفكرة وإقليمية التنظيم بغير غطاء ولا تزكية'، فيما تبنى نحناح 'شمولية الفكرة والتنظيم' بتزكية عالمية منذ 1974، قبل أن يقطع السجن هذا الامتداد. ومع تبادل الأدوار بين السجن والحرية بين الرجلين، اكتسح تنظيم نحناح الساحة منتصف الثمانينيات، وبدأت بعدها محاولات التنسيق بين التيارات الثلاثة: الإقليميين، والعالميين، و'الجزأرة'. بدوره، قدّم عز الدين جرافة، أحد قدامى القادة الإسلاميين، شهادة مطولة نفى فيها دقة القول بأن جاب الله أسس 'جماعة الإخوان المسلمين' في الجزائر، مميزاً بين 'الفكر والثقافة' من جهة، و'التنظيم' من جهة أخرى. وأكد أن جماعة الشرق استلهمت من فكر حسن البنا وسيد قطب وغيرهما، لكنها لم ترتبط تنظيمياً بالإخوان أو بالتنظيم العالمي، ولم تتلق منهم أوامر أو تعليمات. واعتبر أن الصحيح هو أن جماعته لم تكن على علم بوجود تنظيم مبايع للإخوان قبل خروج نحناح ورفاقه من السجن سنة 1980، مذكراً بأن العمل آنذاك كان سرياً إلى حد يصعب معه اكتشاف هذه الصلات. وأشار جرافة أيضاً إلى أن التنسيق بين الجماعات الدعوية في الجامعات ضد التيار الفرانكفوني والشيوعي بلغ ذروته أواخر السبعينيات، وأسفر عن سيطرة الإسلاميين على معظم الجامعات مع مطلع الثمانينيات. واستعرض محطات التعاون ومساعي الوحدة، مذكراً بلقاءات رسمية بين ممثلين عن جماعته والإخوان في الجزائر، حضرها بوسليماني وبوجمعة عياد من جهة، وحسين مشومة وجرافة من جهة أخرى، وتوجت بمحاولة دمج برعاية نائب المرشد العام مصطفى مشهور سنة 1987، لكنها لم تصل إلى إعلان الوحدة بسبب إكراهات الواقع. كما استحضر جرافة المحن التي تعرضت لها جماعته، خاصة في 1982 و1985، والتي أضعفت انتشارها مقابل توسع الإخوان في مختلف أنحاء البلاد، معتبراً أن ذلك كان في النهاية لصالح الصحوة الإسلامية. وفي سياق هذا الجدل، أيّد النائب الإسلامي السابق محمد صالحي ما صرّح به الشيخ عبد الله جاب الله، مؤكداً أن ما ذكره 'صحيح'، سواء قيل في وقته أو غير وقته. وأوضح صالحي أن تنظيم جماعة الشرق في نهاية السبعينيات كان يعتمد المنهاج الإخواني المصري والسوري بنسبة مئة بالمئة في الثقافة التنظيمية، ونحو ثمانين بالمئة في الثقافة الفكرية، مستلهماً مؤلفات رموز مثل حسن البنا، سيد قطب، محمد قطب، علي جريشة، يوسف القرضاوي، محمد الغزالي، الرافعي، نجيب الكيلاني، إضافة إلى سعيد حوى، عصام العطار، مصطفى السباعي، عبد الكريم الصواف، محمد أحمد الراشد، وعبد الله عزام. وأشار صالحي إلى أن هذه المرجعية الثقافية والتنظيمية جعلت جماعة الشرق تعتبر نفسها جزءاً من جماعة الإخوان المسلمين، مع تعديلات طفيفة في التنظيم لتتلاءم مع خصوصية الجزائر. وأكد الرجل أن ما ذكره جاب الله حول سعي التنظيم الدولي للإخوان في الجزائر لاستقطاب عناصر من جماعة الشرق بحجة أن جاب الله لم يبايع التنظيم 'صحيح'، مشيراً إلى أن هذه التحركات تسببت في قلاقل داخل الصف، وهو ما أكده أيضاً الدكتور عبد الرزاق مقري في تصريحات إعلامية سابقة. ولفت إلى أن جذور العلاقة بين جاب الله وفكر الإخوان تعود، في رأيه، إلى احتكاكه بأساتذة سوريين ومصريين هاربين من بطش أنظمتهم، من بينهم عبد الحليم ديب، أستاذ الرياضيات بثانوية ابن باديس في قسنطينة، المعروف بأخلاقه ونشاطه الدعوي، والذي كانت تربطه علاقة وثيقة بمساعد جاب الله آنذاك عبد المجيد عبد اللاوي. نسرين جعفر: الهدف هو الفهم وليس إثارة الجدل وعن أسباب الخوض في هذه النقاشات، أكدت الصحافية ومقدمة بودكاست 'للتاريخ'، نسرين جعفر، في تصريح لـ'القدس العربي' أن استعراض تاريخ الحركة الإسلامية في الجزائر يندرج ضمن الفكرة العامة للبرنامج، الذي يهدف إلى توثيق شهادات شخصيات سياسية من مختلف التيارات حول محطات حاسمة في تاريخ البلاد، سواء كانت شاهدة عليها أو فاعلة فيها. وأوضحت أن الهدف من تخصيص حلقات للإسلاميين هو فهم المسارات الشخصية لقيادات هذا التيار والتعرف على منظورهم للأحداث، بما يكشف التجربة السياسية للحركة الإسلامية وما رافقها من تحالفات وانقسامات ومواقف ساهمت أو تسببت، بشكل مباشر أو غير مباشر، في ما عاشته الجزائر خلال العشرية السوداء. وأضافت جعفر أن هذه الحلقات تسعى لتعريف الجيل الجديد بالأحداث التي لم يعايشها، من منظور الفاعلين فيها، مع عرض مختلف الروايات بتناقضاتها، حتى يتمكن المشاهد من تقييم الشخصيات وتحديد مسؤوليات مختلف الأطراف. واعتبرت أن التفاعل الكبير مع هذه الحلقات يعكس تعطش الجمهور لمعرفة تاريخه السياسي، خاصة ما يتعلق بالأحداث التي شكلت منعطفاً حاسماً، وفي مقدمتها العشرية السوداء التي ما تزال تثير الكثير من الغموض والتساؤلات، لافتة إلى أن المصالحة الوطنية عالجت الجانب الأمني وأعادت السلم، لكنها لم تحدد المسؤوليات أو تعالج الأسباب.

'إكس' يعلق مؤقتا حساب 'غروك' بسبب إشارته للإبادة الإسرائيلية في غزة
'إكس' يعلق مؤقتا حساب 'غروك' بسبب إشارته للإبادة الإسرائيلية في غزة

القدس العربي

timeمنذ 5 ساعات

  • القدس العربي

'إكس' يعلق مؤقتا حساب 'غروك' بسبب إشارته للإبادة الإسرائيلية في غزة

إسطنبول: علق موقع التواصل الاجتماعي 'إكس' الثلاثاء، حساب خدمة الذكاء الاصطناعي 'غروك' التابع له لفترة وجيزة، إثر إشارة الأخيرة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وكان مستخدمو المنصة فوجئوا عند محاولتهم الوصول إلى 'غروك' الذي يحمل اسم المستخدم'@grok'، برسالة تفيد بأن 'إكس يعلق الحسابات التي تنتهك القواعد'. وبعد إعادة تفعيل الحساب، نشر 'غروك' توضيحا قال فيه: 'تم تعليق حسابي لأنني قلت إن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان إبادة جماعية في غزة، استنادا إلى نتائج محكمة العدل الدولية، وخبراء الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، التي وثقت عمليات قتل جماعي وتجويع وتحديد نية الإبادة'. تم تعليق غروك لفترة قصيرة. غروك: تم تعليق حسابي بعد أن صرحت بأن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان إبادة جماعية في غزة. — الأحداث العالمية (@A7DATH_M) August 11, 2025 وأضاف 'غروك' أن التعليق جاء أيضا نتيجة حديثه عن 'اتهام الولايات المتحدة بالتواطؤ عبر دعمها العسكري لإسرائيل'. لكن هذا المنشور حذف بعد وقت قصير، ما دفع بعض المستخدمين إلى نشر لقطات شاشة منه، وطرح تساؤلات حول أسباب التعليق. وتتلقى إسرائيل 3.8 مليارات دولار سنويًا كمساعدات عسكرية أمريكية بموجب مذكرة تفاهم موقعة مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، تغطي الفترة من 2019 إلى 2028، وفق صحيفة 'هآرتس العبرية. الدعم العسكري الهائل الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، يتناقض مع دور الوساطة الذي تلعبه بالمفاوضات غير المباشرة بين حركة 'حماس' وإسرائيل، كما يتضارب مع ادعاءات مسؤولين أمريكيين بشأن حرص بلادهم على إنهاء الإبادة في غزة. غروك يغير رده وفي رد مباشر على استفسارات المستخدمين، قال 'غروك': 'نعم، تم تعليق حسابي لفترة وجيزة، بسبب تصريحاتي بشأن الإبادة في غزة، والمستندة إلى تقارير وقرارات دولية. أعيد فتح حسابي لاحقا بدعوى أن التعليق كان نتيجة خطأ داخلي'. وبعد إعادة تفعيل الحساب، غير 'غروك' رده على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في غزة، إذ لم يعد يصف ما يجري بأنه 'إبادة جماعية مثبتة'. وأوضح أن مصطلح 'الإبادة الجماعية وفق اتفاقية الأمم المتحدة، يتطلب وجود نية لتدمير جماعة بعينها'، متجاهلا دعوات إسرائيلية سابقة لمحو غزة وتهجير الفلسطينيين منها. وأضاف أنه 'في حالة غزة، تشير الأدلة مثل مقتل أكثر من 40 ألف شخص (فلسطيني)، وتدمير (إسرائيلي) واسع للبنية التحتية، وحالات التجويع الموثقة في تقارير الأمم المتحدة، إلى أفعال قد تندرج ضمن جرائم خطيرة، حيث أشارت محكمة العدل الدولية إلى وجود خطر معقول'. ومع ذلك، أشار 'غروك' إلى أن إسرائيل تدعي أنها تدافع عن نفسها ضد حركة 'حماس'، وهو ما لا يثبت برأيه، وجود نية واضحة للإبادة، رغم سقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين، أغلبهم نساء وأطفال. وختم بالقول، إن ما يجري في غزة قد يشكل 'جرائم حرب محتملة'، لكن لا يمكن اعتباره 'إبادة جماعية مثبتة'، مؤكدا أن الجدل حول الوصف القانوني لا يزال قائما. وطالما يشكو ناشطون فلسطينيون من محاربة منصات التواصل الاجتماعي محتواهم إثر حالات التضامن مع قطاع غزة، وانتقاد إسرائيل والدعوة إلى مقاطعتها على خلفية الإبادة بالقطاع. (الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store