logo
الشرع: توحيد سوريا يجب ألا يكون بالدماء والقوة العسكرية

الشرع: توحيد سوريا يجب ألا يكون بالدماء والقوة العسكرية

الشرق الأوسطمنذ 8 ساعات
أكد الرئيس السوري، أحمد الشرع، أن معركة توحيد بلاده بعد سنوات من الحرب «يجب ألا تكون بالدماء والقوة العسكرية»، رافضاً أي تقسيم، ومتّهماً إسرائيل بالتدخل في الجنوب.
وقال، خلال جلسة حوارية مع عدد من وجهاء محافظة إدلب، في حضور وزراء وسياسيين بثَّها التلفزيون الرسمي ليل السبت - الأحد: «أسقطنا النظام في معركة تحرير سوريا، ولا تزال أمامنا معركة أخرى لتوحيد سوريا، ويجب ألا تكون بالدماء والقوة عسكرية» مؤكداً إيجاد آلية للتفاهم بعد سنوات منهكة من الحرب.
وتأتي هذه الجلسة عقب مظاهرة تجمَّع فيها المئات وسط السويداء في جنوب سوريا، صباح السبت، تحت شعار «حق تقرير المصير» وتنديداً بأعمال العنف الدامية التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي، التي أسفرت عن مقتل المئات، رُفعت فيها الأعلام الإسرائيلية.
وأوضح الشرع: «لا أرى أن سوريا فيها مخاطر تقسيم (...) هذا الأمر مستحيل».
وتابع: «بعض الأطراف تحاول أن تستقوي بقوة إقليمية، إسرائيل أو غيرها، هذا أمر صعب للغاية ولا يمكن تطبيقه» في إشارة إلى مطالب بعض الدروز في السويداء بالتدخل الإسرائيلي.
وشهدت السويداء بدءاً من 13 يوليو (تموز) ولأسبوع، اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو، قبل أن تتحول إلى مواجهات دامية مع تدخل القوات الحكومية، ثم مسلحين من العشائر.
وشنّت إسرائيل، خلال الاشتباكات في السويداء، ضربات قرب القصر الرئاسي وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق، متعهدة بحماية الأقلية الدرزية.
وأقرَّ الشرع، في كلمته، بحدوث «تجاوزات من كل الأطراف» في السويداء، وقال: «بعض أفراد الأمن والجيش في سوريا أيضاً قاموا ببعض التجاوزات» مؤكداً إدانتها، ومشدداً على أن «الدولة ملزمة بمحاسبة كل مَن قام بهذه الانتهاكات من كل الأطراف مجتمعة».
ورفع متظاهرون تجمَّعوا في ساحة الكرامة وسط السويداء صباح السبت، الأعلام الدرزية وبعض الأعلام الإسرائيلية وصوراً لشيخ العقل حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة البارزين في سوريا، مردّدين هتافات مناهضة للسلطات في دمشق، وحمل بعضهم لافتات كُتب على إحداها «حق تقرير المصير، حق مقدّس للسويداء».
مواطنون يتظاهرون في مدينة السويداء جنوب سوريا (أ.ف.ب)
وتابع الشرع: «إسرائيل تتدخل في السويداء بشكل مباشر (...) لإضعاف الدولة بشكل عام، أو محاولة اختلاق حجة للتدخل في السياسات القائمة في المنطقة الجنوبية».
وتطرّق الرئيس السوري إلى محادثات السلطات السورية مع الإدارة الكردية التي تدير مساحات واسعة من شمال شرقي البلاد. وقال: «سوف يحصل الاتفاق (...) والآن نناقش آليات تطبيقه».
عناصر من المسلحين الدروز الموالين للهجري خلال دورية في السويداء بعد اتفاق وقف إطلاق النار (أ.ف.ب)
وتعطَّل تنفيذ اتفاق ثنائي وقَّعه الشرع وقائد «قوات سوريا الديمقراطية»، مظلوم عبدي، في 10 مارس (آذار) برعاية أميركية؛ بسبب خلافات بين الطرفين.
وذكرت مصادر من الجانبين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى، الاثنين، مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة الكردية في دمشق، بعد أيام من مقاطعة الحكومة لمحادثات كانت مقررة في فرنسا.
وقال الشرع: «مسؤولو (قسد) يعبِّرون عن استعدادهم لتطبيق هذا الاتفاق ولديهم بعض التفاصيل، وأحياناً تبدر منهم على الأرض إشارات معاكسة لما يقولونه في المفاوضات والإعلام».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«غوغل» تزيل سوريا من قائمة العقوبات الأميركية
«غوغل» تزيل سوريا من قائمة العقوبات الأميركية

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«غوغل» تزيل سوريا من قائمة العقوبات الأميركية

أعلنت شركة «غوغل» إزالة سوريا من قائمة العقوبات الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي بدءاً من 13 أغسطس (آب) الحالي، ما يتيح للمعلنين إمكانية استخدام خدمات «غوغل» الإعلانية بصورة أوسع داخل سوريا. وكان وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري، عبد السلام هيكل، قد أعلن الأحد، أن فريقاً من الوزارة يعمل يومياً مع ممثلي الحكومة الأميركية والشركات التقنية هناك لتنفيذ إزالة اسم سوريا من قائمة الدول المقيدة. وقال الوزير هيكل في منشور له على منصة «إكس»: «إنه ستظهر نتيجة هذا العمل في الأيام والأسابيع المقبلة، وإن غوغل هي أولى الشركات، وخلال أيام تبدأ بإتاحة خدماتها المدفوعة والمجانية تباعاً». — عبدالسلام هيكل Abdulsalam Haykal (@amhaykal) March 29, 2025 وقالت شركة «غوغل» في بيان تحديث لسياسة الإعلانات، إن التعديل شمل تحديث صفحة المساعدة الخاصة بفهم القيود القطرية وإزالة سوريا من قائمة المناطق المحظورة، ليبقى الحظر سارياً على خمس مناطق فقط هي: شبه جزيرة القرم، كوبا، إيران، كوريا الشمالية، وما يسمى بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. شعار «غوغل» (أ.ف.ب) وأفادت بأنه سيتعين على الناشرين والمعلنين السوريين استعادة حساباتهم من خلال إجراءات التحقق اليدوي. ويشمل ذلك تقديم وثائق رسمية، والتحقق من الهوية، والموافقة على شروط الخدمة المُحدثة. يأتي ذلك في إطار التحركات الحكومية السورية المستمرة للتخفيف من آثار القيود التقنية التي كانت مفروضة على سوريا، والتي كانت تحرم المستخدمين داخل البلاد من الوصول إلى عدد من الخدمات الرقمية والتطبيقات العالمية. وكانت القيود التي فرضتها «غوغل» على سوريا تستند في الأصل إلى الأمر التنفيذي رقم «13338»، الذي وقعه الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش في عام 2004. وقد تم توسيع هذه القيود بشكل أكبر بعد اندلاع الحرب السورية في عام 2011، لتشمل القيود المفروضة على الخدمات المالية والتكنولوجية.

مصادر: «التهدئة» موقف يسود شمال شرقي سوريا
مصادر: «التهدئة» موقف يسود شمال شرقي سوريا

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

مصادر: «التهدئة» موقف يسود شمال شرقي سوريا

​رغم التوترات والتحشيد العسكري في مناطق شمال شرقي سوريا، لا تزال دمشق تجنح نحو التهدئة، بحسب مصادر في دمشق شددت على أن التهدئة على الأرض في شمال شرقي سوريا، هي «موقف مبدئي للحكومة السورية صرحت به مراراً وتكراراً»، مستبعدة شن دمشق عملية عسكرية في تلك المناطق، إلا أن ذلك لا يمنع استمرار المناوشات الجارية بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والعشائر العربية في المنطقة. ويقول مصدر مطلع على مجريات الأمور في مناطق الإدارة الذاتية، هو الباحث في مركز «جسور»، عبد الوهاب عاصي، في تعليق لـ«الشرق الأوسط» على اجتماع مظلوم عبدي في الرقة، مساء السبت، مع ممثلي المجتمع هناك، إنه جرت خلال اللقاءات نقاشات حول معايير العفو، وملاحظات العشائر ومخاوفهم، إضافة إلى مساعي قيادة «قسد» لإعادة بناء الثقة مع المكون العربي بعد مؤتمر وحدة موقف مكونات شمال وشرق سوريا، الذي لم يحضره كثير من القيادات والزعامات العشائرية. اللقاء يأتي بعد سلسلة من الزيارات أجرتها قيادات في «قسد» خلال الأيام الماضية، التقت بقيادات عشائرية بارزة مثل شيوخ عشيرة البكارة، والجبور، والعقيدات، وشمر، والنعيم، إضافة إلى وجهاء عشائر فرعية وممثلين عن مجالس محلية في الحسكة ودير الزور والرقة، استعداداً لإصدار عفو عام يشمل تهم الإرهاب والتعاون مع النظام السابق. «الشرق الأوسط» حاولت من جهتها، التواصل مع المكتب الإعلامي لـ«قسد»، للحصول على تعليق حول خبر الزيارة، لكنها لم تتلقَّ إجابة حتى نشر التقرير. استقبال الرئيس أحمد الشرع وفداً من الفاعليات المجتمعية في محافظة إدلب (الرئاسة السورية - إكس) وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية، قد نشرت، الأحد، تصريحات للرئيس أحمد الشرع التي انتقد فيها «بعض» ممارسات «قسد» على الأرض، وقال إنها «أحياناً تختلف عما يدور في المفاوضات». مع تأكيده مواصلة المفاوضات حول آلية تنفيذ اتفاق 10 مارس (آذار)، وأن «أشهراً قليلة تفصلنا عن تنفيذ الاتفاق مع (قسد) على الأرض»، مشيراً إلى دفع الأطراف الدولية في اتجاه حل للمشكلة في شمال شرقي سوريا. تصريحات الرئيس السوري، التي جاءت في جلسة حوارية، مساء السبت، مع أكاديميين وسياسيين وأعضاء من نقابات مهنية ووجهاء من محافظة إدلب، تصادفت مع ورود أنباء حول قيام قائد «قسد» مظلوم عبدي، بزيارة إلى مدينة الرقة، وعقد لقاء مع شيوخ عشائر ووجهاء في الرقة بترتيب من قوات التحالف الدولي. مظلوم عبدي يتوسط زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي بافل طالباني (يمين) وقائد التحالف الدولي ضد «داعش» ماثيو ماكفارلين 2022 (متداولة مواقع كردية) وتسود أجواء من التصعيد في مناطق شمال شرقي سوريا مع مواصلة «قسد» تخريج دفعات من المقاتلين والمقاتلات، وشن حملات دهم واعتقالات في مناطق دير الزور والرقة، وسط حالة غليان لدى العشائر العربية المطالبة بتسليم مناطقهم للدولة السورية، ترافقت مع تقارير إعلامية عن تحشيد لقوات وزارة الدفاع السورية في ريفي حلب والرقة، وتأهب القوات التركية على الحدود الشمالية. ونفى السياسي والباحث السوري، رياض الحسن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، وجود أي تحشيد للقوات الحكومية في شمال شرقي البلاد، وقال إن «التهدئة على الأرض في شمال شرقي سوريا هي موقف مبدئي للحكومة السورية صرحت به مراراً وتكراراً»، وقد أظهرت دمشق مقداراً عالياً من ضبط النفس تجاه استفزازات «قسد» وانتهاكها لاتفاق 10 مارس في نواحيه العسكرية والسياسية. الفرقة 66 في الجيش السوري تواصل إزالة الألغام من أحياء بدير الزور من مخلفات الحرب في سوريا (سانا) واعتبر الحسن أن موقف دمشق «ينسجم مع الموقف الدولي ويتجاوز المصالح الضيقة التي تسعى إليها (قسد)، نحو مصالح السلم والأمن الدوليين في عدم حدوث فوضى تستغلها التنظيمات الإرهابية». كما «يتبنى هذا الموقف جميع دول التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والبالغ عددها 84 دولة». وفسر تباطؤ «قسد» في تنفيذ الاتفاق، «بوجود جناح متشدد فيها يتبع إيران وحزب العمال الكردستاني PKK ويرفض اتفاق 10 مارس، وهو متضرر منه». وهذا الجناح، يضيف الحسن، «يسعى بتحريض من جهات خارجية بدأت بنشر إشاعات حول تحشيد تقوم به الحكومة السورية لمهاجمة (قسد)»، وهو أمر تكذبه الوقائع على الأرض، ويكذبه تصريح الرئيس الشرع في أن الحل سلمي وليس عسكرياً. المصادر المحلية في مناطق سيطرة «قسد»، تشدد على أنه لا حشود من طرف الحكومة السورية، وأن هناك محاولة لجر الجيش السوري إلى صراع على الأرض، أو استفزاز «فزعة عشائرية» تقود إلى اتهام الحكومة بانتهاكات شاركت بها، أو تراخت في وقفها. ويأمل هذا التيار منذ ذلك الوقت، في وقف أي قرار أميركي بسحب القوات من سوريا، وبتدويل ملف شمال شرقي سوريا تحت ستار حماية الأقليات.

مخاوف لبنانية من انفجار أمني على الحدود مع سوريا
مخاوف لبنانية من انفجار أمني على الحدود مع سوريا

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

مخاوف لبنانية من انفجار أمني على الحدود مع سوريا

تعيش الحدود اللبنانية ـ السورية هاجس الانفجار الأمني، في ظلّ معلومات عن استنفار عسكري على الجانبين. وما عزّز القلق على الجانب اللبناني، تداول وسائل إعلام لبنانية وثيقة اتصال مصدرها قيادة الجيش، تفيد بأنه في العاشر من شهر أغسطس (آب) الحالي «توافرت معلومات عن قيام عناصر أصولية متطرفة متمركزة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، بالتخطيط لخطف عناصر من الجيش اللبناني في منطقتَي البقاع والشمال بهدف مبادلتهم بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية». صورة وثيقة الاتصال التي تداولتها وسائل إعلام لبنانية وكشفت الوثيقة، التي أكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» صحتها، أنه «جرى الطلب من وحدات الجيش وفروع الاستخبارات اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وتعزيز الحرس خصوصاً في الليل، والإفادة عن أي تحركات مشبوهة على الجانبين السوري واللبناني». ورافق الكشف عن وثيقة الاتصال ترويج لمعلومات تحدثت عن اختراق سلاح الجوّ اللبناني الأجواء السورية بهدف رصد تحركات مشبوهة وإثارة التوتر مع الجانب السوري. لكن مديرية التوجيه في قيادة الجيش سارعت إلى دحض الحديث عن اختراق الأجواء السورية، وقالت في بيان: «يتناقل بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية أخباراً مفادها أن القوات الجوية في الجيش اللبناني تخرق الأجواء السورية بهدف رصد تحركات عسكرية من الجانب السوري في مناطق حدودية، وسط تهديدات أطلقتها مجموعات سورية مسلحة بالدخول إلى لبنان وتنفيذ عمليات أمنية». إلحاقاً بالبيان الصادر بتاريخ ٢٩/ ٥ /٢٠٢٥ والمتعلق بإحباط عملية تهريب مخدرات وتوقيف أشخاص، وضمن إطار مكافحة أعمال التسلل والتهريب عبر الحدود الشمالية والشرقية، أغلقت وحدة من الجيش ٦ معابر غير شرعية في جرد بلدة يحفوفا – بعلبك.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmyhttps:// — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) May 30, 2025 وأكدت قيادة الجيش أنه «لا صحة إطلاقاً لهذه الأخبار، وأن الوحدات العسكرية تراقب الوضع عند الحدود وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبطها وحمايتها، علماً أن التواصل والتنسيق مستمران مع السلطات السورية لمتابعة أي تطورات». ودعت إلى «ضرورة التحلي بالمسؤولية، وتوخي الدقة في نشر أي خبر من هذا النوع؛ لما قد يسببه من تداعيات، والعودة إلى بيانات الجيش الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة». ورفض المدير العام السابق للأمن الداخلي النائب اللواء أشرف ريفي، ما يشاع عن تهديد أمني مصدره الحدود السورية، معتبراً أن «(حزب الله) هو المستفيد الأول من هذه الشائعات المضللة، ليبرر الاحتفاظ بسلاحه». ولفت ريفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(حزب الله) يتبنّى الرواية الإسرائيلية التي تتحدث عن ضمّ سوريا أجزاء من لبنان مقابل تخليها عن الجولان لإسرائيل»، معتبراً أن الحزب «صاحب مصلحة في تبنّي مزاعم التهديد الآتي من الشرق، لتخويف المسيحيين ومكونات أخرى وإقناعهم ببقاء سلاحه بحجة مواجهة الخطر الداهم من سوريا». وذكّر ريفي بأن «النظام السوري الجديد واضح جداً في خطابه، وأعلن صراحة أنه يعترف بلبنان كدولة مستقلّة، ومستعدّ لترسيم الحدود وضبطها ومنع أي اختراق من جانبه يهدد أمن لبنان واللبنانيين». ورفعت وحدات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية المنتشرة على الحدود مع سوريا، جهوزيتها واستنفارها، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء السورية، وولّدت حالة من الشحن النفسي والتعبئة، والدعوات لإرسال مقاتلين من لبنان إلى سوريا لدعم هذا الطرف أو ذاك. واعتبر مصدر أمني لبناني أن «الحذر موجود حيال وقوع حوادث أمنية مع سوريا، لكن هناك تضخيماً لما يجري على الحدود». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني «في حالة جهوزية تامة ويعزز إجراءاته عبر تسيير دوريات وتفعيل نقاط المراقبة على الحدود الشرقية والشمالية لمنع أي اختراق من الجهتين»، مشيراً إلى «وجود تواصل مستمر بشكل يومي لدى هيئة الأركان المشتركة لمعالجة أي إشكال يحصل، وبشكل فوري». حالة التوتر على الجانب اللبناني يقابلها واقع مماثل في المقلب السوري، وذلك منذ سقوط نظام بشار الأسد والإعلان عن فرار العشرات من قادته إلى لبنان، واتهام الإدارة السورية الجديدة لـ«حزب الله» بإيواء هؤلاء المسؤولين والانخراط معهم في أحداث الساحل ومحاولة الانقلاب الفاشلة، وكذلك إعلان جهات لبنانية، ومنها الوزير السابق وئام وهّاب، عن إنشاء قوات عسكرية وإرسالها للقتال في السويداء، مقابل تخوّف لبناني من أن تنسحب أحداث السويداء على لبنان، وهو ما استدعى استنفاراً لدى الحزب وعشائر منطقة البقاع. واعترف المصدر الأمني بـ«وجود انتشار أمني وعسكري من الجهة السورية، سواء لمقاتلين من (هيئة تحرير الشام) أو الأمن العام السوري، لكن ثمة خشية من وجود مقاتلين أجانب بينهم، وهذا ما يستدعي تفعيل التنسيق مع الجانب السوري لمعالجة أي خلل قد يقع». ضمن إطار مكافحة تصنيع المخدرات والاتجار بها دهمت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات في منطقة حرف السماقة – الهرمل عند الحدود اللبنانية – السورية، معامل لتصنيع حبوب الكبتاغون وضبطت مواد أولية تستخدم لتصنيعها وعملت على هدم المعامل.وضمن إطار التدابير الأمنية التي... — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) June 1, 2025 وقال المصدر: «لا مشكلة مع القوات السورية التي تلتزم بأوامر قيادتها، لكن الخشية من وجود مقاتلين أجانب لا يلتزمون بتعليمات القيادة السورية، وأثبتت بعض الأحداث في الداخل السوري أنهم يتصرفون وفق أهوائهم». ولم يخفِ المصدر الأمني أن هناك «حالة من التنبّه والاستنفار للهيئات المحليّة التي تراقب أي تحرك على الجانب الآخر». وشهدت الحدود اللبنانية - السورية اشتباكات مسلّحة في أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي، أوقعت قتلى وجرحى بين الطرفين، وتمكن مقاتلو «هيئة تحرير الشام» من دخول بلدة حوش السيد علي في البقاع اللبناني وطرد مقاتلي «حزب الله» منها، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويجبر القوات السورية على الانسحاب، ولا تزال هذه الحوادث ماثلة لدى أبناء القرى الحدودية الذين يخشون تكرارها في أي وقت، في ظلّ معلومات غير مؤكدة عن إعادة تحريك مجموعات تابعة لماهر الأسد، والتنسيق بينها وبين «حزب الله» للدخول في مواجهة مع الجيش السوري. ورأى الخبير الأمني والعسكري العميد خليل الحلو، أن «الظروف القائمة حالياً لا تؤشر لأي استعداد سوري لفتح جبهة مع لبنان؛ لأن اهتمام وانشغال الدولة السورية ينصب على معالجة الأوضاع الداخلية، ومنع التوترات، واحتواء ما جرى في السويداء، والانخراط في مرحلة الإعمار وجلب الاستثمارات، خصوصاً بعد رفع العقوبات الأميركية عنها، ودخول المستثمرين السعوديين إلى سوريا». وشدد الحلو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «استنفار (حزب الله) وتحذيره من خطر داهم من الجانب السوري، هو محاولة لشدّ العصب لدى الطائفة الشيعية، والردّ على الضغوط الداخلية والخارجية المرتبطة بتسليم سلاحه للدولة، وللقول إن بقاء هذا السلاح ضرورة للتصدي للخطر القادم من سوريا». وقال: «كل الدراسات والمعطيات لا توحي بوجود خطر أو انفجار أمني على الحدود الشرقية والشمالية، كما أن التصعيد لا يصبّ الآن في مصلحة الحزب؛ لذلك كل ما يجري التجييش له والتحذير منه يندرج في سياق الدعاية التي تعيد تعويم الحزب والحاجة إلى سلاحه في الداخل».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store