
مرتكزات السياسات الخارجية الخليجية 'الامارات' انموذجآ..!غيث العبيدي
غيث العبيدي*
تعتمد السياسات الخارجية لدويلة الامارات العربيه المتحدة، على مرتكزات بقائها دويلة منتصبة، وتعبيرآ عن شكلها السياسي الجديد، المتحول من تنظيم سياسي هرمي لمشيخة بدوية، تعتمد على النسب والقرابة من سابع ظهر، لحكم البلاد والسيطرة عليها، ومن أكثر تلك المرتكزات أهمية هي زعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وترسيخ مصالح إسرائيل الإقليمية، وتأجيج النزاعات والاضطرابات السياسية والعسكرية في بعض الدول الشرق أوسطية، العربية منها تحديداً، كالعراق واليمن وليبيا والسودان وسوريا، معتمدة في ذلك على الأوراق التفضيلية، حول طبيعة علاقات تلك الدول بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، لدعم وتمويل أطراف على أطراف اخرى، في محاولة جاري تعريفها حالياً على أنها الفاعل الدولي الأهم في عموم الشرق الأوسط، لتوحيد العلاقات العربية والإسلامية مع إسرائيل، والتمدد السريع لنفوذ الامارات أقليميآ، كأستشراف مرسوم ومتوقع حدوثه في المستقبل.
▪ أستراتيجية الاوراق الناعمة.
تمتلك الامارات تأثيرات ناعمة بمستويات متقدمة جداً، وقدرة عالية على السيطرة على الآخرين، أثرت من خلالها بصورة إيجابية على سياساتها الخارجية والاقتصادية، لصالحها ولصالح من تخندقت معهم بخندق واحد، مما جعلها تحفز الدول والشعوب الاخرى بالأقتناع على أنها النموذج الافضل عربياً، بعد إضافة عنصر الرفاهية الاجتماعية على نشاطاتها الاخرى، ومن بين 193 دولة تبوأت الامارات المركز العاشر عالمياً والأول عربياً، في مؤشر القوة الناعمة لعام 2024، مما جعلها تتفوق على الكثير من الدول العالمية، بأستخدام أوراق الاقناع وفنون التأثير.
▪ القبضة المادية.
الواقع العالمي الحالي، واقع أقتصادي بحت، لا يترك مجال للنقاش والتعبير عن ذوات الدول وسلوكياتها ومبادئها وأفكارها، مما يجعلها تدخل في سباقات محمومة للتنافس على التمدد والنفوذ، للسيطرة على الأنظمة السياسية، والاستحواذ غير الشرعي على الأراضي والأصول، والإستثمارات والمبادرات الإنسانية والمساعدات، وما يترتب عليها من أثار جانبية ومزايا أستراتيجية خارج الحدود، فمن يملك المال ولا يملك الاخلاق والمبادئ، سيكون كالنموذج الخليجي بنسخته الاماراتية، ومن أدبر عنها وتمسك بمبادئه العامة، سيكون نموذج مأزوم سياسياً ومضطرب عسكرياً ومحاصر أقتصاديآ، ولكم بما يحصل حالياً في بعض الدول العربية والأقليمية التي تحمل فكرة الإسلام الحقيقي، في مبادئها وأخلاقياتها ومواقفها 'أسوة حسنة'
▪ سياسة المراسي والقبضات.
المراسي وتعني الاماكن التي ترسوا إليها السفن والبواخر، والمعنى المقصود بها هنا 'الموانئ' بينما القبضات تشير إلى السيطرة على أداء الموانئ وملحقاتها الصناعية والتجارية، لتشكيل طابع أقتصادي يخدم الدولة المتحكمة فيها، وتشكيل بنية بحرية بميزة جيوسياسية يؤثر على صناعة القرار في الدول المعنية المالكة لتلك الموانئ، وفرض قيمها السياسية والثقافية والإجتماعية عليها، ومن أمثلة سياسة 'المراسي والقبضات' التي تمارسها الامارات، السيطرة على أغلب الواجهات البحرية في عموم العالم، ومنها العراق، لإرساء توازن دبلوماسي بين صورتها الدولية الصاعدة وطموحاتها ونفوذها، والتي تسعى لترسيخها في بلاد مابين النهرين، وجعل الامارات لاعب ناشط فيها، فمن مشاهد مناوراتها في جهاز المخابرات العراقي، والتي تعاظمت كثيراً في عهد مصطفى الكاظمي، إلى فتح أبواب الموانئ العراقية أمامها للإستثمار والإدارة والتشغيل، في عهد السيد محمد السوداني.
وعلى مايبدوا أن الإمارات ومنذ سنوات، تعمل على تسريع حركاتها، لفرض نفوذها المثير للجدل في عموم الشرق الأوسط، ويسير بجانبها على هذا النحو كل من 'السعودية وإسرائيل' لتأسيس وترسيخ قبضتها المادية، وخلخلة العلاقات التقليدية مع الدول الرافضة لإسرائيل، وأمور ديناميكية أخرى، متعلقة بالأحوال الإجتماعية والثقافية والهوياتية.
وبكيف الله.
ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
2025-05-29

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 7 ساعات
- ساحة التحرير
صمود الأنصار في مواجهة الأخطار ومقاومة دول الإستكبار!زهراء اليمن
صمود الأنصار في مواجهة الأخطار ومقاومة دول الإستكبار! الكاتبة (زهراء_اليمن) أراد الله لليمن بأن تكون تلك الشعلة التي لا تنطفي والشمس التي لا تغيب عن هذا العالم المظلم. لقد كانت وما زالت صاحبة المركز الأول في مواجهة الأخطار ومقاومة الإستكبار والوقوف إلى جانب الحق ومناصرة أهله وتقديم الغالي والنفيس في سبيل نصرة المستضعفين والدفاع عن مظلومية وقضايا هذه الأمة منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا. كيف لا … وهو البلد الذي يمثل عنوان الكرامة ومنبر الحكمة ومحراب الشجاعة وقبلة الحرية ، وقد كان لأبناءه الكثير من المواقف المشرفة والثابتة في مواجهة الطغيان منذ القدم وهناك العديد من الشواهد التاريخية التي تؤكّـد استجابتهم للعديد من دعوات النصرة والمدد وتقديم العون والسند لكل من استعان بهم أَو استنصرهم وخُصُوصاً في سبيل نصرة هذا الدين والدفاع عن قضايا الأُمَّــة، ومن تلك المواقف التاريخية وقوفهم إلى جانب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومناصرتهم له وجهادهم معه وتضحياتهم في سبيل هذه الدعوة منذ بدايتها، حَيثُ تميزوا دون غيرهم بصدق الولاء والعزيمة والثبات وكانوا لا يخافون في الله لومة لائم. وهاهو المشهد يتكرر والتأريخ يعيد نفسه في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من فتن ومؤامرات ناهيكم عن تصاعد حدة الأزمات المقلقة والحروب الساخنة وما إلى ذلك من الأمور العالقة والأوضاع الشائكة التي أوصلت أمتنا إلى حالة بائسة من التمزق والشتات بسبب الأفكار الهدامة التي زرعها الأعداء في أوساطنا. ومن أعظم تلك المصائب مصيبة فلسطين التي لا تختلف كثيراً عن مظلومية كربلاء حيث أصبحت اليوم من أهم القضايا التي أبتليت بها أمتنا الإسلامية نتيجة السياسة الخاطئة التي باتت تنتهجها الكثير من أنظمة الخيانة والعمالة والتطبيع نعم هاهي غزة تذبح من الوريد إلى الوريد وتتعرض للتدمير والقتل والتهجير القسري والحصار والتجويع والإبادة الجماعية من قبل العدو الصهيوني في ظل تجاهل دولي واسع وصمت إسلامي فاضح وتخاذل مخزًٍ ومعيب من قبل الأنظمة العربية المطبِّعة والعميلة، والتي باتت تناصرُ الجلاد وتدين الضحية، وهو ما عزّز من قوة العدوّ ومكنه من التمادي في سفك الدماء متجاهلاً كُـلّ قوانين الأرض وشرائع السماء. ومن هذا المنطلق نناشد شعبنا اليمني خَاصَّة وشعوب أمتنا العربية والإسلامية عامة بالعودة إلى طريق الحق الذي أمرنا الله به وشيده لنا رسول الهدى والنور سيدنا -محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله – كما ندعوهم إلى التلاحم والتعاضد والوقوف صفاً واحداً في وجه هذا الطغيان الغاشم والعدوّ الظالم، وإيجاد أرضية مفتوحة للتفاهمات السياسية ومعالجة كافة الملفات الشائكة والعمل على لَمِّ الشمل وتوحيد الصف لمناصرة غزة وذلك من خلال التحرك السياسي والعسكري والإقتصادي وفتح أبواب الجهاد للمتطوعين بالإضافة إلى الهبة الشعبية والخروج بمسيرات واحتجاجات واسعة بعيدًا عن التمايز والتحزب ناشدة أُسلُـوب الوعي ومنهجية الدين، وليكن مسارنا واحدًا نتجاوز من خلاله كُـلّ العقبات التي أعاقت هذه الأُمَّــة عن تحقيق أهدافها المرجوة. ولا ننسى أن الطوفان البشري والحشد الجماهيري يُعد من أهم عوامل الضغط النفسي التي تجهض معنويات العدوّ وتضعف قوته وتجعله يظهر أمام العالم بصورة مهزومة ومنكسرة دون تحقيق أهدافه المرجوه التي كان يسعى لتحقيقها من خلال قوته العسكرية. وهذا أقل واجب نقدمه تجاه قضيتنا ونصرةً لإخواننا المظلومين في غزة _كما ندعوا قادة هذه الأمة وعظمائها من ملوك ورؤساء وزعماء وعلماء إلى إستخدام كافة أوراق الضغط على المجتمع الدولي ومطالبته بسرعة رفع الحصار وإنهاء الإحتلال والوقف الفوري لتلك المجازر والمذابح التي تمارسها أيادي الإجرام الصهيوأمريكية وحلفائها بحق إخواننا المظلومين في سوريا ولبنان وفلسطين وكافة الدول العربية والإسلامية التي تتعرض شعوبها للظلم والطغيان . 2025-07-27


الزمان
منذ يوم واحد
- الزمان
السيستاني: صمت المجتمع الدولي عن مجازر غزة جريمة إنسانية
إعتراف باريس بفلسطين يلاقي ترحيباً عربياً ويثير قلق تل أبيب السيستاني: صمت المجتمع الدولي عن مجازر غزة جريمة إنسانية بغداد – ابتهال العربي عد المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، صمت المجتمع الدولي تجاه المجازر المستمرة في قطاع غزة يشكل جريمة بشعة بحق الإنسانية، محذراً من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالفلسطينيين، مع تفشي المجاعة وانتشار المعاناة بين الأطفال والمرضى وكبار السن. ونقل بيان عن المرجع قوله أمس إنه (بعد ما يقرب من عامين من القتل والتدمير المتواصلين وما خلّف ذلك من مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وهدم مدن ومجمعات سكنية بكاملها، يعاني في هذه الايام الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة من ظروف حياتية بالغة السوء، ولا سيما بسبب ندرة المواد الغذائية التي تسببت في مجاعة واسعة النطاق لم يسلم منها حتى الأطفال والمرضى وكبار السن)، وأضاف (إذا لم يكن المتوقع من قوات الاحتلال إلا ممارسة هذا التوحش الفظيع في إطار محاولاتها المتواصلة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، فإن المتوقع من دول العالم ولا سيما الدول العربية والإسلامية أن لا تسمح باستمرار هذه المأساة الإنسانية الكبرى بل تكثف جهودها في سبيل وضع حد لها وتمارس أقصى ما تستطيع لإلزام كيان الاحتلال وحماته لفسح المجال لايصال المواد الغذائية وسائر المستلزمات المعيشية إلى المدنيين الأبرياء في أقرب وقت ممكن)، مؤكداً إن (المشاهد المروعة للمجاعة المستشرية في القطاع التي تتناقلها وسائل الإعلام لا تسمح لأي إنسان ذي ضمير أن يهنأ بطعام أو شراب، بل وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بشأن الاعتداء على إمرأة في بلاد الإسلام: لو أن امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً). ورصدت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت الوزارة في بيان أمس (استشهاد مواطن لم تعرف هويته بعد، برصاص الاحتلال قرب بلدة بيت فجار، واحتجاز جثمانه)، وأضاف إن (الطفل محمد خالد حسن مبروك، استشهد ايضاً، متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها برصاص الاحتلال في مخيم العين بنابلس). من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن (أحد عناصر قوات الأمن أطلق النار على مسلح، كان قد رشق الحجارة باتجاه مستوطنة مجدال عوز الإسرائيلية قرب بيت فجار). على صعيد متصل، اعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين ابراهيم طه، عن ترحيبه بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانوبل ماكرون، عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين في ايلول المقبل. واكد في بيان أمس إن (هذه الخطوة مهمة وتنسجم مع القانون الدولي وتجسد امتدادا لمواقف وجهود فرنسا الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها لقدس الشرقية). وكشف ماكرون، في وقت سابق، عن إن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر أيلول المقبل. وقال ماكرون عبر منصتَي إكس وإنستغرام (وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين، وسأُعلن ذلك رسمياً امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل)، مؤكداً إن (الحاجة مُلحّة لإنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين، وعلينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تسهم في أمن الجميع في الشرق الأوسط)، وتابع ماكرون في رسالة موجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن (فرنسا باتخاذها خطوة الاعتراف، تنوي تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وستجمع كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة). وأثار هذا الإعلان، غضباً في إسرائيل، إذ انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القرار، واصفاً إياه بإنه (مكافأة للمقاومين ويُشكل خطراً بظهور وكيل إيراني جديد). وتباينت الآراء وردود الفعل بين الفلسطينيين، بعد إعلان ماكرون، أن فرنسا ستعترف قريبا بدولة فلسطين. وقال فلسطينيون أمس (نأمل بأن ينفذ هذا القرار، وأن تحذو معظم دول العالم حذو فرنسا في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة)، مؤكدين إن (كل هذه القرارات لا تؤكد فقط حق الشعب الفلسطيني، إنما هي قرارات تسهم في تغيير الواقع العنيف في المنطقة وتؤدي إلى المزيد من الاستقرار). وتعترف 142 دولة على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
حين تبني الارهابيون المعني الخاطئ ل(المقاومة ) !رفعت سيد أحمد
حين تبني الارهابيون المعني الخاطئ ل(المقاومة ) ! بقلم د. رفعت سيد أحمد أبتلي الله بلادنا العربية منذ 2011 وحتي اليوم (2025) بقوي التكفير والدم بزعامة الدواعش و الاخوان والان العشائر في سوريا وتعددت الاسماء وبقي جوهر دعوتهم وإستراتيجيتهم القائمة علي التكفير والفوضي والدم ؛ هي السائدة .. ومن بين المفاهيم الخاطئة التي بني عليها هؤلاء الارهابيون عقيدتهم الدامية مفهوم ( المقاومة ) وبدلا من أن يقاوموا إسرائيل ويردوا حرب الابادة التي تشنها علي غزة منذ بدء (طوفان الاقصي 23023) وحتي اليوم.. صاروا يقاومون الجيوش الوطنية ويقتلون الاقليات(نموذج لهم ما يجري اليوم في السويداء بسوريا) وينشرون الفوضي الداخلية وكأنهم يخدمون وبشكل أساسي المخطط الامريكي – والاسرائيلي ! .** * بداية ينبغي التأكيد علي أن الدين الإلهي واحد في خطابه وتبشيره ، وتستطيع أن ندلل على ذلك بكثير من الأمثلة والآيات في كل الكتب المقدسة ، فكل الرسالات ترفض الظلم وحرمان الإنسان من حريته ، ويأبى الاستبداد والاستعداء من داخل النفس وخارجها .. ولعل أصدق ما قبل في الأديان العالمية أنها ثورات واسعة ؛ ولا تقاس السعة في هذه الثورات بامتداد المكان ولا بكثرة العدد لأنها أوسع ما تكون إذا نشبت في داخل النفس الإنسانية وكانت القوة الثائرة والقوة المتغلبة فيها مملكة واحدة هي مملكة الضمير. ولأن مصادر الأديان واحد فإن كل مفردات الثورة تتماثل سواء في الملكوت الذي بشر المسيح عليه السلام أو الفردوس الذي نادي به محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أو ما نادي به إبراهيم عليه السلام من قبلهما بالحنيفية ، بعد أن جعله الله أبا لجمهور من الأمم ، حيث لا يمكن الوصول إلى هذه المراتب إلا بالثورة ودفع العدوان والظلم وكبح الأثرة لترك الإنسان على فطرته وحريته واختياره، هي ثورة الضمير إذن ، وهى المقاومة المثالية في أعلى صورها لأنها تقاوم النفس كما تقاوم العدوان على الأرض ، تقاوم الاستعلاء والاستكبار والاحتلال كما تقاوم الخنوع والضعف والاستكانة . ** والإسلام ثورة….طبعا ليس مثل ثورات الاخوان والدواعش التي تدعو الي العبث وتدمير الاوطان ونشر التكفير والفوضي في الوطن الواحد …إن الاسلام ثورة للسمو بكل ما في الثورة من مفردات المقاومة والتحدي، وثورية الإسلام هي السبب الرئيسي في استمرارية وجود الإسلام ، ودولة الإسلام التي أسسها النبي لم تعرف الظلم ولا القهر ، فالقرآن وحده الذي يستطيع أن يبنى دولة لا تعرف الاضطهاد ولا الظلم إن مقوله طلب العدل تعنى مقاومة الظلم ، وطلب الأريحية تعنى مقاومة الأثرة ، وأهواء النفس ، ويعنى ذلك كله الثورة ضد الأوضاع المقلوبة ، الأفكار النرجسية . الإسلام هو دين التوحيد المطلق ، الدين الذي أعترف بالإلوهية المطلقة الكاملة لله سبحانه وتعالى ، فليس في مفهوم الله عند المسلم شبهه نقص ولا شبهه مماثلة للكون أو الماديات أو الكائنات الفانية أو المتحولة ، فالله سبحانه خلق الإنسان في أحسن تقويم ، هذا هو جوهر فكرة التوحيد عند التطبيق أو الممارسة في حياة البشر نزع الألوهية عن الناس، وبذلك يتساوى البشر جميعاً في الآدمية بالعجز والقصور والفناء والهلاك والإهلاك وهو عكس ما يدعو له الدواعش والاخوان من شبه تأليه لمرشدهم أو أميرهم المزعوم !) … إن التوحيد حرر العقل والإنسان المسلم ، وحمل المسلم مسئولية التفريط في تلك الحرية ، فالتفريط فيها يعنى العودة إلى ما قبل الرسالة التي جاء بها النبي والقرآن . لقد وضح القرآن هذه الحقيقة- التي ينكرها الدواعش القدامي والمعاصرون -عندما تحدث عن الأقوام الذين ظلموا الرسل وظلوا أنفسهم وظلموا الناس وقيدوا حريتهم وقراراتهم 'وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد -'( أية102 – سورة هود). نرى أن الله سبحانه يأخذ الذين ظلموا بقانون الانتقام الدنيوي للجماعات عندما تتزايد حالة الانحراف وتتزايد الذنوب ، وكلف الإنسان بالحرص والدفاع عن حريته وكرامته ، وهى مسئولية البشر وليس مسئولية الدواعش كما يفعلون في بلاد الشام وغيرها !!. كذلك نجد أن القرآن الكريم حدد بصراحة أن قانون الاختلاف يحكم البشر ' ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحمة ربك ولذلك خلقهم .. ' (الاية 118 –سورة هود) القرآن الكريم عندما اعترف باختلاف البشر ، أعترف ضمنا بحرية هؤلاء البشر في الاختيار حتى بين الأديان والكفر ، منذ شاءت إرادة الله هذا التنوع لكي يتعارف البشر ويتعاونون فيما بينهم فالقرآن إطلاقاً لم يبشر بوحدة الجنس البشرى في عقيدة واحدة ، والإسلام جاء ليحمى هذا التمايز لإقرار حق البشر في الاختلاف ، ومجاهدة كل من يرغم البشر على أي فكرة · إن النبي ظل يدعوه قومه ثلاثة عشرة سنة كاملة متحملاً ومعه صحابته الإيذاء والنفي صابراً ، وبعد تأسيس الدولة في المدينة لم يقم مطلقاً بشن حرب ضد القرشيين رغم العداوة السافرة التي أبداها أهل مكة واحلافهم للدين الجديد ، لا يكتم المشركون أنهم عقدوا النية على الإيقاع بمحمد وأصحابه ، فكانت حروب بدر وأحد والخندق جميعها بدأت من المشركين ، أما قبائل الجزيرة العربية لم يحاربها الرسول إلا بعد أن بادروا بالعدوان كما حدث من قبل قبائل اليهود فهذا هو حق السيف كما استخدمه الإسلام في أشد الأوقات حاجة إليه إن حق السيف مرادف لحق الحياة ، وعندما أوجبه الإسلام فإنما أوجبه لأنه مضطر إليه أو مضطر إلى التخلي عن حقه في الحياة وحقه في حرية الدعوة والاعتقاد ، فإن لم يكن درءاً للعدوان والافتئات على حق الحياة وحق الحرية فالإسلام دين السلام وليس كما يذهب الاخوان والداعشيون الي أن الاسلام دين حرب والغريب أنها حرب علي المسلمين والجيوش الوطنية في عقيدتهم المنحرفة فقط!! . . ولعل خلاصة التجربة المحمدية هي أنه مثلما قضى النبي على الشرك قضى على العصبية ( وإن ظلت تطل برأسها أحياناً ) ، بسيرته وجهاده الحق أولاً وبإشاعة قيم المساواة والإخاء ثانيا، وليس كما يفعل الدواعش وإخوانهم اليوم في بلادنا العربية المبتلية بهم منذ 23011 ! وحتي يومنا هذا (2025) …حفظ الله مصر منهم ومن فهمه الخاطي للاسلام والمقاومة!! 2025-07-26 ⸻