logo
«أبو عمار» مرّ هنا من 31 عامًا

«أبو عمار» مرّ هنا من 31 عامًا

العربيةمنذ 13 ساعات
فى الأول من يوليو عام ١٩٩٤، خطا الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات أولى خطواته على تراب فلسطين بعد ٢٧ عامًا من الغياب القسرى، وذلك ضمن ترتيبات اتفاق «أوسلو» الذى وقّعته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل. كانت عودته لحظة فارقة فى تاريخ القضية الفلسطينية، إذ لم تكن مجرد عودة رجل إلى وطنه، بل عودة رمز لقضية، ولبداية مرحلة جديدة طُرحت فيها آمال بناء الدولة الفلسطينية المستقلة عبر مسار تفاوضى وسياسى طويل ومعقّد.
استقبل الفلسطينيون عرفات حينها بحفاوة شعبية بالغة، واحتشدت الجماهير فى غزة وأريحا تعبيرًا عن تطلعاتهم بأن يكون ذلك اليوم بداية لمرحلة التحرر الوطنى، خاصة أن عرفات نفسه أكّد، لدى وصوله، أن الاتفاق الموقّع قد لا يلبى كل الطموحات، لكنه كان «أفضل ما يمكن الحصول عليه» فى ظل المعادلات الدولية والإقليمية القائمة آنذاك.
ومع هذه العودة، بدأت مرحلة بناء السلطة الوطنية الفلسطينية، التى أنيط بها تسيير شؤون الفلسطينيين فى مناطق الحكم الذاتى، وهو مشروع لم يكن يخلو من التحديات، سواء من الداخل الفلسطينى أو من الاحتلال الإسرائيلى، الذى سرعان ما بدأ بتقويض أى أفق حقيقى لإقامة دولة مستقلة.
واليوم، وبعد مرور ٣١ عامًا على تلك اللحظة المفصلية، نجد أن القضية الفلسطينية قد شهدت تحولات عميقة، ويبرز قطاع غزة كمثال صارخ على تعقيد المشهد.
كان من المفترض أن تكون غزة منطلقًا لبناء نموذج فلسطينى حديث ومتماسك، إلا أن الأحداث تسارعت نحو الانقسام بعد انقلاب حركة حماس وسيطرتها على القطاع عام ٢٠٠٧، وما تبع ذلك من قطيعة سياسية وجغرافية بين غزة والضفة الغربية، وتعطّل شبه كامل للمشروع الوطنى الذى أطلقه عرفات.
غزة اليوم تعيش أوضاعًا إنسانية صعبة، وبنى تحتية مدمرة، واقتصادًا منهارًا، وتهديد بالتهجير القصرى وفقر متفشٍ وجوع مميت. ورغم كل ذلك، بقيت غزة ثابتة تدفع ثمنًا باهظًا دفاعًا عن الحقوق الوطنية، وبسبب أخطاء سياسييها ومغامراتهم.
منذ رحيل ياسر عرفات عام ٢٠٠٤، تراجعت مركزية القضية الفلسطينية فى أجندات العالم العربى والدولى، وتوالت مشاريع التطبيع وتراجعت فرص الحل السياسى، مع تعنّت إسرائيلى متزايد، وتوسع فى الاستيطان، وتفكك داخلى فلسطينى.
رغم الاختلافات حول اتفاق أوسلو، تبقى عودة ياسر عرفات إلى فلسطين لحظة سياسية وتاريخية لها رمزية لا يمكن إنكارها. لقد سعى إلى تحويل القضية من منفى إلى كيان سياسى، وبذل جهده فى تأسيس مؤسسات فلسطينية كانت نواة للدولة المنتظرة. تمسكه بالقرار الوطنى المستقل، ورفضه للتنازل عن الثوابت، كلّفه حصارًا طويلًا فى مقر المقاطعة، ووفاته فى ظروف غامضة، لكنها كرّسته كرمز للثبات الوطنى.
بعد مرور ٣١ عامًا على عودة أبوعمار، تقف فلسطين أمام مفترق طرق حاد: ما بين واقع الانقسام والاحتلال، وأمل الخلاص الوطنى. ورغم كل ما آلت إليه الأمور، لا يزال الشعب الفلسطينى يستحضر إرث عرفات السياسى والنضالى، كمرجعية فى التمسك بالثوابت، وكرمز لقضية لم تمت.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"اتفاق غزة".. ترامب يحدد موعد رد حماس
"اتفاق غزة".. ترامب يحدد موعد رد حماس

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

"اتفاق غزة".. ترامب يحدد موعد رد حماس

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، اليوم الجمعة، إنه من المرجح معرفة رد حركة حماس على اقتراح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة خلال الـ 24 ساعة القادمة. ويأتي ذلك بعد إعلان حركة حماس أنها ستسلم قرارها النهائي بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة للوسطاء بعد انتهاء المشاورات. وذكرت في بيان على منصة التواصل الاجتماعي " تليغرام" أنها تجري مشاورات مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تسلمته من الوسطاء". وأضافت أنها ستسلم القرار النهائي للوسطاء بعد انتهاء المشاورات، وستعلن ذلك بشكل رسمي. وعقدت حماس وإسرائيل عدة جولات مفاوضات غير مباشرة على مدار الأشهر الماضية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، ففي المحادثات السابقة، طالبت حماس بإنهاء كامل للحرب، بينما أصرت إسرائيل على وقف إطلاق نار مؤقت. وخلال الحرب المستمرة طيلة 21 شهراً بين إسرائيل وحماس، لم يستمر وقف إطلاق النار سوى تسعة أسابيع فقط. ودخل وقف إطلاق النار الأول حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، لكنه لم يستمر سوى أسبوع، خلال ذلك الوقت، أُطلق سراح 105 رهائن من غزة، مقابل عشرات الأسرى الفلسطينيين. ولم يُبرم وقف إطلاق نار ثانٍ حتى يناير 2025، قبيل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، في غضون ما يزيد قليلاً عن 8 أسابيع، وهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، حيث أفرجت حماس عن 33 رهينة، فيما أطلقت إسرائيل سراح حوالي 50 أسيراً فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي. وبموجب المرحلة الثانية المخطط لها، كان من المفترض أن توافق إسرائيل على وقف إطلاق نار دائم، لكن إسرائيل استأنفت هجومها في 18 مارس، بحجة الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين. وقالت سلطات الصحة في غزة، الخميس، إن ما لا يقل عن 6572 فلسطينيا قتلوا، وأصيب 23 ألفا و132 آخرون منذ أن جددت إسرائيل ضرباتها المكثفة، ليرتفع إجمالي عدد القتلى منذ أكتوبر 2023 إلى 57 ألفا و130، والإصابات إلى 135 ألفا و173.

ترمب: أريد أن أرى أهل غزة آمنين فقد مروا بالجحيم
ترمب: أريد أن أرى أهل غزة آمنين فقد مروا بالجحيم

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

ترمب: أريد أن أرى أهل غزة آمنين فقد مروا بالجحيم

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس إنه يريد «الأمان» لسكّان غزة، في وقت يستعدّ فيه سيّد البيت الأبيض لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع المقبل للدفع باتّجاه وقف لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني المدمّر. ولدى سؤاله عمّا إذا كان ما زال يريد أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع الفلسطيني كما سبق أن أعلن في فبراير (شباط)، قال الرئيس الأميركي «أريد للناس في غزة أن يكونوا بأمان، هذا هو الأهمّ»، وتابع «أريد الأمان للناس في غزة، لقد مرّوا بجحيم». وفيما يتعلق بإيران، قال الرئيس الأميركي إن طهران تريد التحدث إلى الولايات المتحدة، وإنه سيلتقي مع ممثلين عنها «إذا لزم الأمر». وأضاف ترمب «إيران تريد التحدث، وأعتقد أنهم يرغبون في التحدث معي، وحان الوقت لأن يفعلوا ذلك». وتابع قائلا «نحن لا نريد إيذاءهم. نحن نتطلع إلى أن يكونوا دولة مرة أخرى». من جهة أخرى أعلن ترمب أنّه لم يحرز «أيّ تقدّم» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعدما تحادث الرجلان هاتفيا الخميس. وقال في تصريح لصحافيين ردّا على سؤال بشأن ما إذا كان قد اقترب من التوصل لاتفاق يضع حدا للغزو الروسي لأوكرانيا «كلا، لم أحرز أيّ تقدم معه على الإطلاق»، مضيفا أنه «غير سعيد» باستمرار الحرب. تجاريا، قال ترمب إن إدارته ستبدأ في إرسال خطابات إلى الدول، على الأرجح اعتبارا من غد الجمعة، لتحديد معدلات الرسوم الجمركية التي ستواجهها على الواردات إلى الولايات المتحدة. وأضاف ترمب للصحفيين قبل مغادرته إلى ولاية أيوا أنه يتوقع إبرام «اتفاقين آخرين» بالإضافة إلى اتفاقية تجارية أعلن عنها أمس الأربعاء مع فيتنام. لكنه قال إنه يميل إلى إرسال خطابات إلى معظم الدول الأخرى، محددا فيها بوضوح معدل التعريفات الجمركية التي ستواجهها. وأشاد الرئيس الأميركي بإقرار الكونغرس بمجلسيه مشروع قانونه الرئيسي للضرائب والإنفاق، قائلا أثناء توجّهه إلى تجمّع شعبي في ولاية آيوا لإطلاق احتفالات الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة إنّ «هذا القانون سيحوّل هذا البلد إلى صاروخ فضائي»، واصفا النصّ بأنّه «أكبر مشروع قانون من نوعه يتمّ توقيعه على الإطلاق».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store