
من العلاقة مع تركيا إلى عدم إلغاء الجمارك ومفاوضات النووي .. زيارة مليئة بالمفاجآت بين نتانياهو وترمب
خاص: كتبت- نشوى الحفني:
في زيارة مرتجلة إلى 'البيت الأبيض'؛ سافر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي؛ 'بنيامين نتانياهو'، إلى 'واشنطن'، حاملًا معه قائمة طويلة من المخاوف: البرنامج النووي الإيراني، ورسوم الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، الجمركية، والنفوذ المتزايد لـ'تركيا' في 'سورية'، والحرب المستَّمرة منذ (18) شهرًا في 'غزة'، إلا أنه يبدو أنه قد عاد خالِ الوفاض.
فتقول صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية؛ إنه على الرُغم من أن رئيس الحكومة؛ 'بنيامين نتانياهو'، لم يتعرض للإهانات التي تعرض لها الرئيس الأوكراني؛ 'فولوديمير زيلينسكي'، قبل بضعة أسابيع، إلا أن هناك قاسمًا مشتركًا، وهو أنه في الحالتين كان العرض من صُنع 'ترمب'، وهو كاتب السيناريو والمخرج والممثل الرئيس أيضًا، والضيوف كانوا: 'ممثلين مساعدين'.
ممثل مساعد في مسرحية 'ترمب' !
وأضافت (هاآرتس)؛ تحت عنوان: 'موافقة نتانياهو القسّرية على المحادثات مع إيران تُذكرنا بأنه مجرد ممثل مساعد في مسرحية ترمب'، أنه قبل شهرين، أبدى أنصار 'نتانياهو' سعادتهم بزيارته السابقة للرئيس الأميركي، عندما أبحر 'ترمب' في خياله بخطة لإخلاء 'قطاع غزة' من سكانه، لتحويله إلى 'ريفييرا الشرق'، ولكن في لقائهما الأخير، لم يكن هناك أي أثر للخطة باستثناء إصرار 'نتانياهو' على طرحها، بينما كان 'ترمب' منشغلًا بسياساته الجديدة المتعلقة بالتعريفات الجمركية، والتي تُسبب قلقًا اقتصاديًا هائلًا في جميع أنحاء العالم، موضحة أنه على الرُغم من المواقف التي عبّر عنها 'ترمب' بشأن التطورات في الشرق الأوسط، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتمكن من الشعور بالرضا.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية؛ إلى أن 'نتانياهو' كان قد تلقى الدعوة لزيارة 'الولايات المتحدة' في اللحظة الأخيرة أثناء زيارته لـ'المجر'، ومن المشكوك فيه ما إذا كان اجتماعه مع 'ترمب' تم الإعداد له بشكلٍ صحيح، وأوضحت أنه قبيل الاجتماع، كان هناك حديث عن أن الرئيس الأميركي سوف يُعفّي 'إسرائيل' من الرسوم الجمركية، أو على الأقل يُخفض النسبة المفروضة على 'إسرائيل'، كما تصور البعض أنه سيدعم 'نتانياهو' في المعركة المشتركة ضد 'الدولة العميقة' المزعومة في بلديهما، أو أنه سيعود إلى تهديد 'إيران'، ولكن لم يحدث أي شيء من هذا القبيل.
رسالة 'ترمب'..
وجاءت رسالة 'ترمب' إلى الصحافيين باختصار؛ وأعلن في حضور 'نتانياهو' استئناف المحادثات النووية مع 'إيران'، بالإضافة إلى الإشادة بصديقه الرئيس التركي؛ 'رجب طيب إردوغان'، الذي يواجه توترات متزايدة مع 'إسرائيل' في ضوء النشاط العسكري للبلدين في 'سورية'، وأعرب عن أمله في أن تنتهي الحرب في 'غزة' قريبًا، وأكد على الوضع الخطير الذي يعيشه الرهائن الإسرائيليين، ولم يكتف 'ترمب' برفض إمكانية منح 'إسرائيل' إعفاءات جمركية، بل حرص أيضًا على الإشارة إلى حقيقة أن 'إسرائيل' تتلقى: (04) مليارات دولار كمساعدات أمنية من الأميركيين سنويًا.
إجبار على الموافقة..
وذكرت الصحيفة العبرية في التحليل الذي أعده المحلل الإسرائيلي؛ 'عاموس هرئيل'، أنه تم استدعاء 'نتانياهو' بشكلٍ عاجل إلى 'واشنطن' للموافقة ضمنًا على إعلان 'ترمب' بالعودة إلى مسّار المفاوضات المباشرة مع 'إيران'، وهذا ما يتعارض مع توجه رئيس الوزراء الذي يرى أن الضغط العسكري هو الذي سيعمل على انتزاع التنازلات من النظام في 'طهران'.
الإعلان عن صفقة قرن جديدة..
ووفقًا للصحيفة الإسرائيلية؛ فإنه لا يزال هناك خطر يتمثل في أن يقوم 'ترمب'، في وقتٍ لاحق، بتبّني اتفاق معين مع 'إيران' وتقديمه على أنه 'صفقة القرن' الجديدة، وهذا ما حدث تقريبًا في قضية 'كوريا الشمالية' خلال فترة ولايته الأولى، حيث بدأ 'ترمب' بالتهديدات المباشرة بشّن هجوم عسكري، وانتهى به الأمر بالتوقف عن الحديث عن الخطر النووي الذي تُشّكله 'بيونغ يانغ'، ولكن لا يمكن استبعاد احتمال عودة 'ترمب' إلى سيناريو الهجوم الإسرائيلي مستقبلًا، إذا فشلت المحادثات مع 'إيران' بشكلٍ كامل.
غادر خالي الوفاض..
كذلك كشف تقرير لوكالة (آسوشيتد برس)؛ أن 'نتانياهو' غادر اجتماع؛ يوم الإثنين الماضي، خالي الوفاض إلى حدٍ كبير، في تناقض صارخ مع زيارته المظفرة قبل شهرين.
فخلال ظهوره الذي استمر ساعة في 'المكتب البيضاوي'، بدا 'ترمب' وكأنه ينتقد أو يتناقض، أو يعقّد كل صلاحيات 'نتانياهو' السياسية.
وقال 'ناداف إيال'؛ المعلق في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إن: 'نتانياهو؛ لم يسمع بالضبط ما أراد سماعه، لذا عاد إلى وطنه بالقليل للغاية'، مضيفًا أن الزيارة كانت ودية رغم الخلافات.
كما أظهر اجتماع الإثنين الماضي؛ أنه في حين يظل 'ترمب' متعاطفًا مع 'إسرائيل'، فإن علاقة 'نتانياهو' بالرئيس خلال فترة ولايته الثانية، أكثر تعقيدًا، ولا يمكن التنبؤ بها.
الحرب في 'غزة'..
وفي حين تناول كلا الجانبين الحرب المستمرة في 'غزة'، والرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين هناك، إلا أن هذا الموضوع بدا وكأنه يتراجع إلى مرتبة ثانوية، مقارنة بقضايا أخرى.
وتحدث 'نتانياهو' عن محنة الرهائن والصفقة الناشئة لتحريرهم، فضلًا عن ضرورة إنهاء: 'استبداد حماس'. إلا أنه كانت هناك علامات تُشير إلى وجود خلافات في الأفق.
فبعد خرق 'نتانياهو' وقف إطلاق النار؛ الشهر الماضي، بات يتعرض لضغوط شديدة من حلفائه في الحكومة لمواصلة القتال حتى سحق (حماس). ويبدو أنه ليس في عجلة من أمره لإنهاء الحرب، أو إعادة الرهائن المتبقين إلى ديارهم. بحسب تعبير الصحافة الصهيونية.
ومع ذلك؛ أوضح 'ترمب' رغبته في إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب. وقال: 'أعتقد أن الحرب ستتوقف في وقتٍ ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد'.
الضغط العسكري أم التفاوض إيران ؟
وذكر التقرير أن 'نتانياهو' لطالما أكد أن الضغط العسكري، هو أفضل سبيل لمنع 'إيران' من امتلاك أسلحة نووية.
وأشار 'ترمب' إلى أن 'الولايات المتحدة'، قد تلجأ إلى عمل عسكري إذا لم توافق 'إيران' على التفاوض. لكن إعلانه عن عقد محادثات بين 'الولايات المتحدة' و'إيران'؛ نهاية هذا الأسبوع، خالف آراء 'نتانياهو' المتشدَّدة.
وأبدى 'نتانياهو' تأييدًا فاترًا؛ مشيرًا إلى أن الزعيمين متفقان على أن 'إيران' لا تستطيع تطوير سلاح نووي. وقال إنه يُفضّل اتفاقًا دبلوماسيًا مشابهًا للاتفاق الليبي عام 2003، لتدمير منشآتها النووية، والسماح للمفتشين بالوصول إليها، دون قيود.
نفوذ 'تركيا' في 'سورية'..
وسّعى 'نتانياهو' للحصول على دعم حليفه المخلص 'ترمب'، بشأن دولة تعتبرها 'إسرائيل' معادية بشكلٍ متزايد. وبدلًا من ذلك، أشاد 'ترمب'؛ بـ'إردوغان': لـ'سيطرته على سورية'، وقدّم نفسه وسيطًا محتملًا بين البلدين، وحثّ 'نتانياهو' على التحلي: 'بالعقلانية' في تعامله مع هذه الدولة.
وحسب (آسوشيتد برس)، تخشى 'إسرائيل' أن تُشكّل القيادة السورية الجديدة، تهديدًا جديدًا على طول حدودها. ومنذ ذلك الحين، سيطرت على منطقة عازلة في الأراضي السورية، وأعلنت أنها ستبقى فيها إلى أجلٍ غير مسَّمى، حتى يتم وضع ترتيبات أمنية جديدة.
وبرزت 'تركيا' كلاعب رئيس في 'سورية'، مما أثار مخاوف في 'إسرائيل' من احتمال توسيّع 'تركيا' لوجودها العسكري داخل البلاد. وصرح 'نتانياهو'؛ الثلاثاء، بأن القواعد التركية في 'سورية' ستُشّكل: 'خطرًا على إسرائيل'.
وقال 'أودي سومر'؛ الخبير في العلاقات 'الأميركية-الإسرائيلية' بجامعة (تل أبيب): 'لا تُمنح إسرائيل شيكًا مفتوحًا هنا. لا يوجد حب غير مشروط هنا. إنه مشروط. إنه مشروط بسلوك إسرائيل بطريقة معينة'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
مشروع ضخم لـ"سكك الحديد" يقود وزيرة إيرانية الى بغداد
شفق نيوز/ كشف وسائل اعلام ايرانية، يوم الاحد، عن وصول وزيرة الطرق وبناء المدن في ايران فرزانة صادق إلى العراق بهدف متابعة العلاقات الثنائية في مجال النقل، ومشروع سكك حديد شلمجه – البصرة، وزيارة الإمام الحسين. وأفادت وكالة مهر للأنباء في خبر تابعته وكالة شفق نيوز، ان "الوزيرة حظيت باستقبال رسمي لدى وصولها إلى العراق من قبل حازم راضي مساعد وزير النقل العراقي، ومحمد كاظم آل صادق، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغداد". وبحسب الوكالة، فإن الوزيرة "ستلتقي برئيس الوزراء العراقي، ووزير النقل، ووزير الداخلية، في إطار جدول أعمال يسعى لتعزيز التعاون الثنائي". واشارت الى ان "هذه اللقاءات تهدف إلى دراسة آخر مستجدات العلاقات المشتركة، وتقييم مدى تقدم التعاون في مجال النقل، ومتابعة مشروع سكك حديد شلمجه – البصرة، إلى جانب مناقشة التحضيرات المتعلقة بتنظيم مراسم اربعين الامام الحسين، مع التركيز على تقديم أقصى التسهيلات للزوار". ويعد خط سكة حديد شلمجة - البصرة جزءاً من خطة ربط العتبات المقدسة في البلدين، حيث أعلنت بغداد في وقت سابق، أن الهدف الأولي من هذا الخط السككي هو نقل أكثر من 3 ملايين زائر إلى العتبات المقدسة سنويا بكلفة 150 مليون دولار. ويتطلب المشروع إزالة الألغام على مسافة 16 كيلومترًا من المسار، وبناء جسر متحرك بطول 880 مترًا فوق نهر أروند الإيراني، واستكمال وتطوير محطة شلمجة الحدودية.


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
تأكيد إسرائيلي جديد بشأن إطلاق سراح تسوركوف: وسطنا أمريكا للتفاوض
شفق نيوز/ اكد موقع "تايمز أوف اسرائيل"، وجود مفاوضات بين العراق من جهة والولايات المتحدة ودول أخرى وسطتها اسرائيل من جهة اخرى، لاطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية الروسية المختطفة في العراق إليزابيث تسوركوف. وبحسب خبر نشره الموقع وترجمته وكالة شفق نيوز، فإن "الجهود تتواصل لتأمين إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف، الأكاديمية الإسرائيلية الروسية التي اختطفت قبل نحو عامين في بغداد"، مرجحا ان "يتم إطلاق سراحها في غضون أسبوع تقريبا". ونقل الموقع عن مسؤول اسرائيلي القول، إن "إسرائيل طلبت المساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى، في هذا الشأن"، في اشارة الى وساطة لإطلاق سراح المختطفة. وفي وقت سابق أكد مصدر للوكالة، أن "المفاوضات بشأن تسوركوف انتقلت لتطورات جديدة، فبعد أن أمر رئيس الوزراء العراقي عدم تدخل الجهات الحكومية بهذا الملف، طالبت الجهات المفاوضة من الجانب الأمريكي للتدخل لإطلاق سراح عدد من الشخصيات أبرزهم أحد عناصر حزب الله (عماد أمهز) الذي اختطفه الكوماندوز الاسرائيلي الى جانب آخرين لا يتجاوز 5 من بينهم ايرانيان، ومعروف أنه طهران تدفع بهذه المفاوضات وأن المفاوضات وصلت إلى مسارات جيدة". ووفق المصدر، جرت المفاوضات أولاً بين أطراف أمريكية ومسؤولين عراقيين وممثلين عن الجهة الخاطفة، وتضمنت حديثاً عن فدية، المفاوضات دارت حول الفدية، إذ طلبت الجهة الخاطفة 500 مليون دولار، وبعدها انخفضت إلى 200 مليون دولار". وأكد المصدر، سلامة المختطفة تسوركوف، وهي حالياً موجودة في دولة محايدة وربما يشهد الأسبوع القادم تسليم الأسرى المحتجزين لدى إسرائيل، مقابل تسليم المختطفة الاسرائيلية، التي تتمتع بصحة جيدة و محتجزة الآن لدى دولة عربية وسيطة و ضامنة.


وكالة أنباء براثا
منذ 13 ساعات
- وكالة أنباء براثا
رويترز: مخترق هاتف مستشار ترامب الأمني السابق سرق بيانات "حساسة"
شهد البيت الأبيض الأشهر الماضية مجموعة من الأزمات التقنية، كانت في مقدمتها أزمة "سيغنال غيت" (Signal Gate) الشهيرة، فضلًا عن أزمة اختراق هاتف مايك والتز المستشار الأمني السابق للرئيس دونالد ترامب، وذلك عقب استخدامه نسخة غير مرخصة من تطبيق "سيغنال" الشهير للتواصل، حسب وكالة رويترز. ويبدو أن أزمة والتز لم تنته عند اختراق هاتفه فقط، فوفق تقرير رويترز، فإن تطبيق "تيلي ماسيج" (TeleMessage) الذي استخدمه والتز وكان سببًا في الاختراق، يستخدم من قبل 60 موظفا حكوميا مختلفا في مناصب مختلفة وحساسة، وتسبب في تسريب حجم كبير من البيانات السرية من الحكومة الأميركية. وتضم البيانات المسربة مجموعة كبيرة من المعلومات والمستندات، بدايةً من المستندات المتعلقة بخدمة البيت الأبيض ونظام الحماية فيه وحتى أوامر الاستجابة للكوارث ومستندات خاصة بالجمارك وحتى بعض المستندات الخاصة بهيئات دبلوماسية داخل الولايات المتحدة، وبينما اطلعت رويترز على جزء من البيانات المسربة، فإنها لم تستطع التأكد من دقتها كلها. كما تمكنت رويترز من التحقق من هوية المستخدمين الذين ظهرت أسماؤهم وأرقام هواتفهم في التسريب، فضلًا عن التأكد من استخدام التطبيق داخل عدد كبير من الهيئات والمنظمات الحكومية، فحسب التقرير، تتعاقد مجموعة من الهيئات الحكومية مثل وزارة الأمن الداخلي ومركز التحكم في الأمراض، وذلك عبر مجموعة من العقود الخاصة بين كل واحدة من هذه المؤسسات وبين الشركة المطورة للتطبيق. ويذكر بأن التطبيق هو المفضل للاستخدام في الهيئات الحكومية الأميركية بفضل قدرته على الاحتفاظ بنسخة للرسائل وأرشفتها، بما يتناسب مع تعليمات الحكومية الأميركية، وهي العقود التي توقفت فور حدوث الاختراق. وأزيح مايك والتز من منصبه بعدما تسبب في أزمة "سيغنال غيت" الشهيرة ثم أزمة اختراق "تيلي ماسيج"، ومن المتوقع أن يتم تزكيته ليصبح سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة مستقبلًا.