logo
محمد الحمزة نشر في الرياض يوم 26 - 06

محمد الحمزة نشر في الرياض يوم 26 - 06

سعورسمنذ 8 ساعات

يعود جذر الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى عام 1979، عندما قادت الثورة الإسلامية في إيران إلى تأسيس نظام يناقض وجود دولة إسرائيل، التي اعتبرها الخميني "سرطانًا يجب اقتلاعه"، ومنذ ذلك الحين، تحولت إيران إلى راعٍ رئيس للجماعات المعادية لإسرائيل في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية، بينما ردت إسرائيل بتشديد حصارها على حلفاء إيران ، وشن ضربات استباقية ضد مصالحها النووية والعسكرية. لكن ما يُميّز المرحلة الحالية هو تصاعد التصعيد المباشر، من الهجمات السيبرانية إلى الضربات الجوية على المواقع الإيرانية ، مرورا بالهجمات الصاروخية الأخيرة.
في كل مرة تنفجر قنبلة في الشرق الأوسط، ترتفع أسهم شركات تصنيع السلاح. إسرائيل، التي تصنّف ضمن أكبر خمس دول مصدّرة للسلاح، تزيد ميزانيتها الدفاعية بنسبة 5 % سنويا، بينما تستورد إيران أجزاء من ترسانتها من روسيا والصين، مما يدر مليارات الدولارات على هذه الشركات. وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، بلغ حجم تجارة السلاح العالمي في 2023 أكثر من 700 مليار دولار، مع حصة كبيرة من الشرق الأوسط.
الحروب تعد أداة لتوحيد الصفوف حول الحاكم، ففي إيران ، يستخدم النظام تصاعد التوتر مع إسرائيل كذريعة لإخماد الاحتجاجات الداخلية، وتصوير نفسه ك "حامٍ" ضد "العدو الصهيوني". أما في إسرائيل، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد، يوظّف الصراع لتعزيز خطابه القومي، وتشتيت الرأي العام عن الأزمات الاقتصادية والانقسامات الاجتماعية.
حزب الله، الذي يعد الذراع العسكري لإيران في لبنان ، يستفيد من الحرب بتعزيز شرعيته ك"مقاوم" لإسرائيل، مما يضمن استمرار الدعم المالي واللوجستي من طهران ، ويجذب المقاتلين الجدد. في المقابل، تستخدم إسرائيل حجة "مواجهة الإرهاب" لتبرير عمليات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية ، وفرض حصار على قطاع غزة ، ما يخلق دورة لا نهائية من العنف. أما الولايات المتحدة ، فتبيع السلاح لحلفائها في المنطقة بمليارات الدولارات، بينما تحافظ على نفوذها عبر تصوير نفسها ك"ضامن للأمن"، مع تجاهلها لانتهاكات حقوق الإنسان.
بينما تُملأ خزائن التجّار ومحفظات السياسيين، يدفع المدنيون ثمن الحرب بدمائهم ومستقبلهم. في سورية ولبنان ، تحوّلت المدن إلى أنقاض بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية على المواقع الإيرانية. وفي إسرائيل، يعيش السكان في مخاوف من الهجمات الصاروخية، بينما يهمش الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية ، الذين يرون في هذا الصراع تجاهلا لقضيتهم الأساسية.
لم تقتصر تجارة الحروب على السلاح التقليدي، بل امتدت إلى سوق الهجمات الإلكترونية، التي تقدّر قيمتها بنحو 200 مليار دولار سنويا. إسرائيل، تصنّف ضمن الدول الرائدة في التكنولوجيا الدفاعية، بينما تنفّذ إيران هجمات على البنية التحتية الإسرائيلية، مما يدرّ مليارات على شركات الأمن السيبراني. في المقابل، تستثمر الولايات المتحدة في دعم هذه السوق عبر عقود مع شركات مثل "لوكهيد مارتن"، التي ربحت 7.5 مليارات دولار من عقود الدفاع في 2023. هنا، تصبح البيانات والبنية التحتية الرقمية سوقا جديدة للحروب، حيث يحوّل الصراع إلى سلعة تباع بثمن باهظ، بينما يدفع المدنيون ثمن الخصوصية والأمن الرقمي.
في ظل هذا الواقع، تُصبح المقولة الشهيرة للرئيس الأميركي السابق دوايت أيزنهاور ذات صدى عميق: "كل بندقية تُصنع، كل سفينة حربية تُبنى، كل قنبلة تُطلق، تمثل سرقة من الجياع وغير القادرين على الطعام، من العرايا وغير القادرين على اللباس"، فالحروب ليست إلا مسرحية دامية تكتب سطورها بأيدي من يبحثون عن الربح، بينما يجبر الشعب على تمثيل دور الضحية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محلل سياسي لـ'الوئام': نتنياهو يُريد الخروج الآمن من غزة
محلل سياسي لـ'الوئام': نتنياهو يُريد الخروج الآمن من غزة

الوئام

timeمنذ 2 ساعات

  • الوئام

محلل سياسي لـ'الوئام': نتنياهو يُريد الخروج الآمن من غزة

الوئام – خاص تطور كبير طرأ على ملف المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ولأول مرة بادر بنيامين نتنياهو بإرسال وفد للتفاوض. وأكد مسؤول فلسطيني أن الاتصالات بين الوسطاء والفصائل تكثفت بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة. تسوية شاملة مرتقبة وفي السياق، يرى الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هو بداية لإنهاء الحرب في غزة وإقرار تسوية شاملة في المنطقة، وهذا ما يريده الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتفرغ لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني ومواجهة نفوذ الصين. البخث عن نوبل ويقول 'صافي'، في حديث خاص لـ'الوئام'، إن الرئيس ترمب سيضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء حرب غزة من أجل الفوز بجائزة نوبل للسلام، التي تمثل هاجسًا كبيرًا له بسبب فوز الرئيس السابق أوباما بها، وهذا ما ذكره في أكثر من مناسبة. ويضيف المحلل السياسي الفلسطيني أن وقف حرب غزة يتوافق مع هدف نتنياهو الحالي، الذي يُريد التفرغ للوضع السياسي الداخلي بالدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، والتخلص من القضايا التي تُلاحقه، واستغلال الحرب مع إيران لتحقيق مكاسب كبيرة يُريد حصدها قبل تراجع شعبيته مرة أخرى. خسائر الجيش الإسرائيلي ويتابع: 'الجيش الإسرائيلي ما زال يتكبد خسائر كبيرة في قطاع غزة بشكل شبه يومي، وآخرها العملية في خان يونس التي أسفرت عن تدمير ناقلة جند قُتل فيها 7 عسكريين إسرائيليين، ما أشعل الأمور في الداخل الإسرائيلي مرة أخرى'. ويختتم 'صافي' حديثه: 'الساعات الماضية شهدت تقدمًا وتطورًا في المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وسيستغل الوسطاء الظروف الإقليمية لإنهاء ملف حرب غزة مع انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية'.

الذهب يصعد بدعم من ضعف الدولار
الذهب يصعد بدعم من ضعف الدولار

الوئام

timeمنذ 2 ساعات

  • الوئام

الذهب يصعد بدعم من ضعف الدولار

ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف صباح اليوم الخميس، مدفوعة بضعف أداء الدولار وتزايد المخاوف من تدخل سياسي في عمل البنك المركزي الأمريكي، في ظل تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يدرس استبدال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في أقرب وقت خلال سبتمبر أو أكتوبر المقبلين. وتسببت هذه الأنباء في تعزيز الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، مع تجدد القلق حيال استقلالية السياسة النقدية في أكبر اقتصاد عالمي. وبحلول الساعة 05:07 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 3334.20 دولارًا للأوقية، في حين صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بالنسبة ذاتها إلى 3347.10 دولارًا. اقرأ أيضًا: النفط يرتفع وسط تراجع مخزونات الخام الأمريكية في المقابل، تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2022، مما أعطى دفعة إضافية للمعدن النفيس المسعر بالدولار، إذ يصبح أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وكان باول قد أبلغ لجنة بمجلس الشيوخ أمس الأربعاء أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب قد تُفضي إلى ارتفاعات سعرية لمرة واحدة، لكنه حذر من خطر التضخم المستمر، وهو ما يجعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي حذرًا حيال أي خطوات إضافية لخفض أسعار الفائدة. وتعليقًا على المشهد، قال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في 'KCM Trade'، إن ترمب يسعى على ما يبدو إلى تعيين رئيس جديد للفيدرالي يتبنى سياسة نقدية متساهلة، وهو ما يزيد من احتمالات دخول دورة جديدة من خفض الفائدة، ويضغط على أداء الدولار. وفي الوقت ذاته، ذكرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن ترمب يفكر بالفعل في الإعلان عن بديل محتمل لباول خلال الشهرين المقبلين. وكان الرئيس الأمريكي قد وصف باول قبل يوم واحد بأنه 'فظيع'، مشيرًا إلى أنه يدرس ترشيح 3 أو 4 شخصيات لخلافته. وتنتظر الأسواق صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في وقت لاحق اليوم، يليها بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة، بحثًا عن إشارات واضحة بشأن توجهات السياسة النقدية المقبلة. وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، فقد سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.1% إلى 36.34 دولارًا للأوقية، وصعد البلاتين 1.6% إلى 1376.64 دولار، بينما قفز البلاديوم بنسبة 4.2% إلى 1102.05 دولار.

ترامب يفاضل بين 4 أسماء لخلافة رئيس الفيدرالي الأميركي.. والدولار يتراجع
ترامب يفاضل بين 4 أسماء لخلافة رئيس الفيدرالي الأميركي.. والدولار يتراجع

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

ترامب يفاضل بين 4 أسماء لخلافة رئيس الفيدرالي الأميركي.. والدولار يتراجع

تراجع الدولار الأميركي، بعد أن أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يدرس الإعلان مبكراً عن خليفة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وذكر التقرير أن ترامب لم يكن راضياً عن أداء جيروم باول، لأنه كان بطيئاً جداً في خفض أسعار الفائدة. انخفضت قيمة الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية في بداية التعاملات الآسيوية يوم الخميس، بعد أن أفاد التقرير بأن الرئيس قد يعلن عن بديل باول بحلول سبتمبر أو أكتوبر، نقلاً عن مصادر مطلعة. وذكر التقرير أن من بين البدائل المحتملة محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي كيفن وارش ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت. وقال الخبير الاستراتيجي في بنك أستراليا الوطني المحدود في سيدني، رودريغو كاتريل: "سيزيد ترشيح ترامب الضغط، لدرجة أنه قد يكون لدينا رئيس ظل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل تنحي باول في مايو من العام المقبل"، بحسب ما ذكره لوكالة "بلومبرغ". وأضاف: "نعتقد أنه من المنطقي القول إن الضغط على باول لخفض أسعار الفائدة سيزداد، وهذا يزيد من ضغوط البيع على الدولار". قال ترامب يوم الأربعاء إنه يفكر في 3 أو 4 أشخاص لخلافة باول، الذي تنتهي ولايته كرئيس للبنك المركزي الأميركي في مايو 2026. وانتقد ترامب بشدة موقف الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في إبقاء أسعار الفائدة ثابتة هذا الأسبوع، داعياً إلى تخفيضات، قائلاً إن البنك المركزي يُبقي تكاليف الاقتراض للحكومة الأميركية مرتفعة. وكان ترامب قد صرح في وقت سابق من هذا الشهر أنه يدرس أسماء خلفاء لباول، وأنهم سيعلنون "قريباً جداً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store