
الولايات المتحدة تمدّد فترة تقييد الدين حتى 24 يوليو
أبلغ وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، المشرعين أنه قرر تمديد الفترة الأخيرة لاستخدام الإجراءات المحاسبية الخاصة للبقاء ضمن سقف الدين حتى 24 يوليو/تموز 2025. وكرر الوزير، في مايو/أيار الماضي، دعوته لقادة الكونغرس إلى ضرورة التحرك سريعًا لزيادة سقف الدين أو تعليقه، قبل العطلة الصيفية المقررة للكونغرس في أغسطس/أب.
وجاءت رسالة بيسنت، التي وُجّهت يوم الأربعاء إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون وقادة الكونغرس الآخرين، التزامًا بالإجراءات القانونية، وذلك مع انتهاء "فترة تعليق إصدار الدين" في 27 يونيو/حزيران، وهي فترة تتيح لوزارة الخزانة استخدام إجراءات محاسبية خاصة لتجنّب تجاوز سقف الدين القانوني، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبيرغ".
وحثّ بيسنت الكونغرس على اتخاذ إجراء قبل عطلة أغسطس/أب، من أجل حماية "الثقة الكاملة والائتمان" للولايات المتحدة. ويضع الجدول الزمني الجديد ضغوطًا متزايدة على الجمهوريين لتمرير حزمة الضرائب والإنفاق الضخمة في الأيام المقبلة، فيما لا تزال الخلافات قائمة بين الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ بشأن عدد من الأولويات التشريعية.
وأعرب بيسنت عن اعتقاده أن الكونغرس قادر على إنجاز مشروع القانون بحلول 4 يوليو/تموز، مؤكدًا أنه "بمجرد الانتهاء من ذلك، يمكن للإدارة التوصل إلى اتفاقيات التجارة" التي تعمل عليها منذ أن أعلن الرئيس دونالد ترامب، في 2 إبريل/نيسان، فرض تعريفات متبادلة على عشرات الدول. وكان ترامب قد اقترح أن يُحبَس المشرعون في غرفة واحدة، وأن يتخلوا عن عطلاتهم لإنهاء مشروع القانون.
من جهة أخرى، قدّر محللون مستقلون أن وزارة الخزانة يمكنها الاستمرار في إدارة مدفوعاتها حتى أغسطس على الأقل، حيث توقع استراتيجيون في شركة JPMorgan Chase & Co أن يكون تاريخ 2 سبتمبر هو ما يُعرف بـ"تاريخ X"، وهو التاريخ الذي تُستنفد فيه قدرة الخزانة على سداد الالتزامات الفيدرالية في موعدها. فيما يرى مركز السياسات الثنائية الحزبية أن "تاريخ X" سيكون بين 15 أغسطس/أب و3 أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
وضع سقف لفائدة بطاقات الائتمان عند 10% يوحد الحزبين في أميركا
وفي مذكرة للعملاء بتاريخ 23 يونيو/حزيران، كتب لو كراندال، كبير الاقتصاديين في شركة "وريغتون أي كاب"، والمراقب طويل الأمد لحسابات الخزانة: "تقديرنا الأفضل هو أن تاريخ X سيكون في 15 سبتمبر/أيلول"، وأضاف: "نعتقد أن من غير المحتمل أن تنفد موارد الخزانة في أثناء عطلة الكونغرس في أغسطس، لكن ذلك ليس مستحيلاً". وبدأ المستثمرون بالفعل المطالبة بتعويض إضافي مقابل الاحتفاظ بأذون خزانة تُستحق في منتصف أغسطس، ما يعكس تزايد القلق في الأسواق بشأن توقيت اتفاق سقف الدين وتمريره. وكتب جون فيليس، استراتيجي
العملات الأجنبية
والاقتصاد الكلي في BNY، في مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء: "
الأسواق
بدأت تُسجل بعض القلق بشأن توقيت بند سقف الدين وتمريره"، بحسب "بلومبيرغ".
سقف الدين الأميركي... أزمة متكررة تكشف خللاً بنيوياً في إدارة المالية العامة
تُعد أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة واحدة من أبرز المفارقات في النظام المالي العالمي، إذ تأتي من أكبر اقتصاد في العالم يمتلك عملته الوطنية كعملة احتياط دولية. ورغم ذلك، تجد الحكومة الأميركية نفسها بين الحين والآخر عاجزة عن الاقتراض إلا بموافقة سياسية، ما يحوّل مسألة إجرائية إلى ساحة صراع بين الأحزاب، ويكشف هشاشة التوازن بين السلطة التنفيذية والتشريعية في إدارة الملفات المالية.
ظهر سقف الدين لأول مرة عام 1917، كأداة لتقييد الإنفاق الحكومي زمن الحرب، لكنه تحوّل لاحقًا إلى أداة سياسية بامتياز. وعلى مدار العقود الماضية، شهدت الولايات المتحدة عشرات الأزمات المرتبطة بسقف الدين، من أبرزها أزمات عام 2011 و2013، التي كادت أن تدفع البلاد نحو التخلف عن السداد لولا التوصل إلى اتفاقات في اللحظة الأخيرة.
إحدى المفارقات الأساسية، أن رفع سقف الدين لا يعني الموافقة على إنفاق جديد، بل يتعلق بتغطية نفقات سبق أن أقرها الكونغرس. ومع ذلك، يستخدمه بعض المشرعين وسيلةَ ضغط لفرض شروط سياسية أو اقتصادية، مثل خفض الإنفاق أو تقليص برامج الرعاية الاجتماعية، وهو ما يعكس الانقسام العميق في التوجهات الاقتصادية داخل المؤسسة السياسية الأميركية.
ويثير هذا الوضع تساؤلات متكررة عن جدوى الإبقاء على سقف الدين باعتباره نظاماً قانونياً قابلاً للاستخدام كسلاح تفاوضي، في ظل مخاطره المتكررة على الأسواق والاقتصاد العالمي. فمجرد الاقتراب من "تاريخ X" كافٍ لزعزعة استقرار الأسواق، ورفع تكلفة الاقتراض، وتقويض الثقة الدولية في الإدارة المالية الأميركية، رغم كون الولايات المتحدة تُعد الملاذ الآمن الأول للمستثمرين حول العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
فشل محاولة في الشيوخ الأميركي لتقليص صلاحيات ترامب في ضرب إيران
رفض مجلس الشيوخ الأميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون أمس الجمعة محاولة من الديمقراطيين لمنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس شن المزيد من الغارات الجوية. وجاء التصويت بأغلبية 53 صوتاً مقابل 47 ضد مشروع قرار متعلق بصلاحيات الحرب كان يتطلب موافقة الكونغرس على شن المزيد من العمليات العسكرية ضد إيران. وجاء التصويت بشكل شبه كامل على أساس حزبي باستثناء أن السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا صوت ضد مشروع القرار إلى جانب الجمهوريين، بينما صوت الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي لصالح القرار مع الديمقراطيين. ويسعى السيناتور تيم كاين، الراعي الرئيسي لمشروع لقرار، منذ سنوات، لاستعادة سلطة الكونغرس الدستورية في إعلان الحرب من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وقال كاين إن أحدث مساعيه تسلط الضوء على أن الدستور الأميركي يمنح الكونغرس وحده سلطة إعلان الحرب، وأن أي عمل عسكري ضد إيران يجب أن يكون مفوضاً به صراحة من خلال إعلان حرب أو تفويض باستخدام القوة العسكرية. أخبار التحديثات الحية ترامب يتوعد بقصف إيران مجدداً إذا واصلت تخصيب اليورانيوم: خامنئي هزم ويطالب المشرعون بالحصول على مزيد من المعلومات عن الغارات الأميركية التي نُفذت على إيران الأسبوع الماضي ومصير مخزونات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب. ورفض معارضو القرار فكرة أنه كانت هناك ضرورة لتقييد سلطات الرئيس، معتبرين أن الضربة على إيران كانت عملية واحدة محدودة ضمن صلاحيات ترامب قائداً أعلى، وليست بداية أعمال عسكرية مستمرة. وقال السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي من ولاية تينيسي، الذي شغل منصب سفير أميركا لدى اليابان خلال فترة ترامب الأولى، إنه كان يتعين رفض هذا القرار، مشيراً إلى أن الموافقة عليه كانت ستمنع أي رئيس من التحرك سريعاً ضد دولة تناصبنا العداء منذ وقت طويل. وأضاف: "يجب ألا نُكبل رئيسنا في خضم أزمة عندما تكون الأرواح على المحك". وخلال فترة ترامب الأولى، قدم كاين قراراً مماثلاً عام 2020 لتقييد قدرة الرئيس الجمهوري على شنّ حرب على إيران. وقد أقرّ هذا الإجراء في مجلسي الشيوخ والنواب بدعم من بعض الجمهوريين، لكنه لم يحصل على عدد كافٍ من الأصوات لتفادي حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس لاحقاً. (رويترز)


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
ترامب يغيّر قواعد الاشتباك مع إيران.. خمس قضايا ترسم سيناريوهات المرحلة القادمة
واشنطن- 'القدس العربي': أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنّ ضربة عسكرية ضد إيران، في خطوة مفاجئة من شأنها أن تعيد رسم ملامح الصراع في الشرق الأوسط وتترك أثرًا بالغًا على مستقبله السياسي. ورغم تأكيد الإدارة الأمريكية أن هدفها ليس الانزلاق إلى حرب شاملة، بل منع إيران من امتلاك سلاح نووي، إلا أن تداعيات الضربة بدت منذ اللحظة الأولى مفتوحة على احتمالات تصعيد خطير. وأعرب مسؤولون في الإدارة، الأحد، عن أملهم في أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات، لكن التطورات على الأرض أشارت إلى ردّ أكثر تشددًا، مع إعلان وسائل إعلام رسمية أن البرلمان الإيراني أقرّ مشروع قانون لإغلاق مضيق هرمز، في خطوة تهدد باضطراب كبير في أسواق الطاقة العالمية، وخاصة في الولايات المتحدة. ورغم أن القرار النهائي يبقى بيد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، فإن مجرد التلويح بهذا الخيار كفيل بإثارة قلق دولي واسع. ووحّد معظم الجمهوريين مواقفهم خلف ترامب بعد تنفيذ الضربة، متجاهلين الانقسامات السابقة داخل تيار 'لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا'، الذي لطالما عبّر عن تحفظه تجاه التورط في نزاعات الشرق الأوسط. وسبق أن عبّرت شخصيات مؤثرة مثل مارغوري تايلور غرين وتاكر كارلسون وستيف بانون، عن رفضها لأي تدخل عسكري أوسع، إلا أن البيت الأبيض سارع إلى التأكيد على أن الضربة موجّهة للمنشآت النووية الإيرانية، وليست إعلان حرب على الدولة الإيرانية، وفقا لصحيفة 'ذا هيل'. وروّج ترامب في منشور له على منصة 'تروث سوشال' لما سمّاه 'وحدة عظيمة' داخل الحزب الجمهوري، داعيًا إلى تحويل التركيز نحو إقرار أجندته الاقتصادية في الكونغرس. لكن استمرار هذا التماسك سيكون مرهونًا بما قد تقدم عليه طهران في الأيام المقبلة. وفتح الديمقراطيون النار على الرئيس فور إعلان الهجوم، حيث وصفه السناتور بيرني ساندرز بأنه غير دستوري، فيما اعتبرته النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز فعلًا يستوجب العزل، رغم تردد الحزب في العودة إلى هذا المسار بعد محاولتين فاشلتين في الولاية السابقة. وذكّر معارضو ترامب بقانون سلطات الحرب، معتبرين أن الضربة تجاوزت الصلاحيات الممنوحة للرئيس دون تفويض من الكونغرس. ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى التصويت الفوري على تفويض الضربة، مؤكدًا أنه سيصوت لصالحها، رغم انتقاداته السابقة لإدارة ترامب. أما السيناتور جون فيترمان، ففاجأ الجميع بإعادة نشر تصريح ترامب مؤيدًا الهجوم. هذا التباين في المواقف كشف عن انقسام متزايد داخل الحزب الديمقراطي بين جناحين، أحدهما تقدمي يرفض التصعيد، وآخر معتدل يخشى الظهور بمظهر المتساهل تجاه إيران. وتحوّلت الأنظار سريعًا نحو سؤال جوهري: هل تخلّى ترامب عن عقيدته المناهضة للحروب؟ طوال سنوات، بنى الرئيس سمعته على انتقاد الحروب في العراق وأفغانستان، وعلى وعوده بعدم الزجّ بالقوات الأمريكية في نزاعات خارجية. لكن الضربة ضد إيران، التي شملت استخدام واحدة من أعتى القنابل غير النووية في الترسانة الأمريكية، توحي بتغير محتمل في النهج، حتى لو بدا مدفوعًا بظروف آنية لا بتحول استراتيجي عميق. وقال محللون أمريكيون إن الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/ حزيران الجاري مهد الطريق أمام التصعيد، بعدما أثبت نجاحًا عسكريًا كبيرًا في اختراق الدفاعات الإيرانية. وبينما كانت واشنطن في البداية متحفظة، إلا أن نجاح إسرائيل في فرض السيطرة على الأجواء ربما شجع ترامب على التحرك. كما أن انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا واهتزاز موقف حلفاء إيران مثل حزب الله وحماس، سهّل الموقف الأمريكي. وكشفت دائرة المقربين من ترامب عن حضور قوي للتيار المتشدد، مع وجود أسماء مثل ليندسي غراهام، وماركو روبيو، وجيه دي فانس إلى جانبه لحظة إعلان الضربة، إضافة إلى وزير الدفاع بيت هيغسث. كما انضمّ إلى قائمة المؤيدين غير المتوقعين كل من جون بولتون وميتش ماكونيل، المعروفين بانتقاداتهم السابقة للرئيس. هذا التماسك داخل دائرة صنع القرار، مقابل غياب الأصوات المعارضة، عزز الانطباع بأن قرارات ترامب تُصاغ في نطاق ضيّق، بعيدًا عن التوازنات التقليدية. وقد سلّط تقرير موسّع نشرته صحيفة 'ذا هيل' الضوء على الطابع الشخصي الذي يطغى على خيارات ترامب في ولايته الثانية، وعلى قدرته على اتخاذ قرارات مفصلية دون مقاومة تذكر من داخل إدارته، وهو ما قد يكون عاملًا حاسمًا في مسار الأزمة المقبلة.


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
إدانات متصاعدة لترامب بعد قصف إيران.. 'انتهاك للدستور وخيانة للدبلوماسية'
واشنطن- 'القدس العربي': أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ ضربات جوية ضد ثلاث منشآت نووية في إيران موجة انتقادات واسعة من قبل جماعات مناهضة للحرب ونواب ديمقراطيين في الكونغرس، حيث وُصفت الخطوة بأنها 'غير قانونية' وتنذر بإشعال مواجهة خطيرة في الشرق الأوسط. وأعلن ترامب، مساء السبت في واشنطن، أن ستّ قاذفات أمريكية من طراز B-2 ألقت 12 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها 30 ألف رطل، على مواقع نووية إيرانية، من بينها منشأة فوردو الأكثر تحصينًا تحت الأرض، إضافة إلى مواقع في نطنز وقرب أصفهان. Q: The DNI concluded in March that Iran is not building a nuclear weapon. So what new intelligence does the US have since then that Iran changed its position? HEGSETH: The president has made it very clear that he's looked at all the intelligence and come to the conclusion that… — Aaron Rupar (@atrupar) June 22, 2025 وقالت إيران مرارًا إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، في حين أشارت تقييمات وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن طهران لم تبدأ تصنيع سلاح نووي باستخدام اليورانيوم المخصب. ورغم ذلك، تهرّب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث، خلال مؤتمر صحافي الأحد، من الإجابة على سؤال حول وجود معلومات استخباراتية جديدة تفيد بعزم إيران على إنتاج قنبلة نووية. وكان مسؤولون إيرانيون يشاركون في مفاوضات مع واشنطن حين بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شنّ هجمات على أهداف داخل إيران مطلع الشهر. وادّعى نتنياهو مجددًا أن إيران قد تنتج سلاحًا نوويًا 'في وقت قصير جدًا' إذا لم يتم تدمير منشآتها النووية. وذكرت وكالة 'تسنيم' الإيرانية الرسمية أن عدة أشخاص أصيبوا جراء القصف على موقع فوردو. ورغم تصريحات ترامب السابقة بأنه لم يقرر بعد ما إذا كانت بلاده ستشارك مباشرة في الحرب الإسرائيلية، أثارت بيانات تتبع الطيران، التي أظهرت تحليق قاذفات B-2 فوق المحيط الهادئ السبت، شكوكا حول قرب تنفيذ الضربة الأمريكية. وقالت ميليسا بارك، المديرة التنفيذية لـ'الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية'، إن إدارة ترامب 'تنتهك القانون الدولي' بانخراطها في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، مضيفة: 'العمل العسكري ليس هو الحل لمعالجة المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني. التقييمات الاستخباراتية الأمريكية تشير إلى أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وبالتالي ما قامت به إدارة ترامب تصعيد خطير بلا مبرر، يقوض الجهود الدولية للحدّ من انتشار السلاح النووي'. ودعت بارك الإدارة الأمريكية إلى العودة للمسار الدبلوماسي، قائلة: 'هذا الهجوم لا يجعل المنطقة أو العالم أكثر أمنًا… على واشنطن وقف التصعيد والعودة إلى الحوار'. وفي الكونغرس الأمريكي، أدان ديمقراطيون الخطوة باعتبارها انتهاكًا للدستور، الذي يشترط موافقة الكونغرس على أي استخدام للقوة العسكرية. وقالت النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية عن ولاية ميشيغن): 'قيام ترامب بإرسال القوات الأمريكية لقصف إيران دون موافقة الكونغرس يُعد انتهاكًا صارخًا للدستور. الشعب الأمريكي لا يريد حربًا لا نهاية لها في الشرق الأوسط… لقد خُدعنا من قبل بحجة أسلحة الدمار الشامل، ولن نقع في الفخ مرة أخرى'. وتقدّم نواب بمشاريع قوانين، بينها اثنان بموجب 'قانون سلطات الحرب'، لمنع أي عمل عسكري إضافي ضد إيران دون تفويض من الكونغرس، ووقع على هذه المبادرات حتى الآن 59 نائبًا ديمقراطيًا ونائب جمهوري واحد، وفقا لتقرير نشرته منصة 'كومن دريمز'. وفي حين دعم بعض القادة الديمقراطيين هذه التحركات لاحقًا، لم يكن من بينهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ولا زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، اللذان دافعا عن الهجمات الإسرائيلية على إيران. لكن شومر انضم لاحقًا كمشارك في مشروع القرار الذي قدّمه السناتور تيم كين، داعيًا للتصويت عليه فورًا. من جهتها، قالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إن قرار ترامب 'الكارثي' بتنفيذ الهجوم بشكل أحادي 'يمثل بوضوح سببًا يستدعي المساءلة وربما العزل'. The President's disastrous decision to bomb Iran without authorization is a grave violation of the Constitution and Congressional War Powers. He has impulsively risked launching a war that may ensnare us for generations. It is absolutely and clearly grounds for impeachment. — Alexandria Ocasio-Cortez (@AOC) June 22, 2025 أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فقال إن ترامب 'خان إيران' التي كانت في مفاوضات معه، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول: 'بلدي يتعرض لهجوم وعدوان، وسنردّ بناء على حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا'. وكانت إيران قد هددت في وقت سابق باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال شاركت واشنطن في الحرب الإسرائيلية. وقال رائد جرار، مدير السياسات في منظمة 'الديمقراطية الآن للعالم العربي'، إن خطوة ترامب 'ستؤدي غالبًا إلى ردّ فعل إيراني يعرّض القوات والمواطنين الأمريكيين في الشرق الأوسط للخطر'، داعيًا إلى إقرار تشريع يمنع أي مشاركة عسكرية إضافية حتى في حال وجود ردّ انتقامي. بدوره، قال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، إن ترامب 'وقع في فخ نتنياهو' وسهّل على إسرائيل 'جرّ بلادنا لمزيد من التواطؤ مع إبادة جماعية في غزة وهجمات متعددة في المنطقة'، وأضاف: 'تمامًا كما دفع المحافظون الجدد إدارة جورج بوش لشنّ حرب كارثية في العراق، اعتمد ترامب على معلومات مضللة لدفع البلاد إلى حرب لا طائل منها'. ودعا عوض إلى وقف جميع الأعمال العسكرية ضد إيران، وإنهاء الدعم الأمريكي لـ'دولة مارقة تسعى لفرض هيمنتها على المنطقة من خلال حملة لا تنتهي من الموت والتجويع والتطهير العرقي والدمار'. أما جمال عبدي، رئيس المجلس الوطني الأمريكي الإيراني، فقال إن الهجوم تم 'لأن ترامب وغيره من القادة الأمريكيين لا يعرفون كيف يقولون 'لا' لنتنياهو'، مضيفًا: 'إذا كان نتنياهو قد أشعل طاولة المفاوضات، فإن ترامب قد صبّ عليها الوقود. لقد انهارت القنوات الدبلوماسية مع إيران فعليًا'. ورأى عبدي أن 'الصقور' في واشنطن وتل أبيب يريدون حربًا دائمة مع إيران، و'ترامب أطلق كلاب الحرب، والمستقبل يبدو أكثر خطورة من أي وقت مضى… علينا جميعًا الآن أن نعيد بناء طريق نحو السلام'. وحذّرت 'رابطة ضبط التسلح' من أن الضربات قد تضر بالمواقع النووية الإيرانية، لكنها لن تمحو المعرفة التقنية لدى طهران، ما قد يدفعها للانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وربما التفكير فعليًا في التسلّح النووي. وأضافت المنظمة: 'رغم الأضرار، يبقى المسار التفاوضي هو السبيل الأفضل لاحتواء البرنامج النووي الإيراني. على ترامب أن يقدّم خطة للتهدئة والانخراط الدبلوماسي بدلًا من التصعيد'.