
دمشق تتمسك بوحدة سوريا وتدعو "قسد" للاندماج
ورحبت الحكومة، في بيان، أمس الأربعاء، بانضمام المقاتلين السوريين في قوات سورية الديمقراطية (قسد) إلى صفوف الجيش السوري وفق الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة.
وزادت أن المكوّن الكردي كان ولا يزال جزءا أصيلا من النسيج السوري المتنوع، وأن حقوق جميع السوريين، بمختلف انتماءاتهم، تُصان وتُحترم ضمن مؤسسات الدولة، وليس خارجها.
وشددت الحكومة على ضرورة عودة مؤسسات الدولة الرسمية إلى شمال شرق البلاد، من ضمنها تلك المتعلقة بالخدمات والصحة والتعليم والإدارة المحلية؛ لضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
ولفتت إلى أن التجربة أثبتت أن الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر، والمطلوب اليوم هو العودة إلى الهوية الوطنية الجامعة والانخراط في مشروع الدولة الوطنية السورية الجامعة.
وصدر البيان الحكومي عقب زيارة المبعوث الأميركي توم باراك، الأربعاء، دمشق ولقائه الرئيس أحمد الشرع بحضور قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد).
وقال باراك عقب اللقاء، إن قوات سوريا الديمقراطية بطيئة بالاستجابة (في الانضمام للحكومة)، وشدد على أن هناك طريقا واحدا فقط أمامها يمر من دمشق، مشيرا إلى أن الحكومة السورية قامت "بعمل رائع" في عرض خيارات على "قسد".
وتسيطر "قسد" على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها، تضم أبرز حقول النفط والغاز التي تحتاج دمشق إلى مواردها، وتدير مخيمات ومراكز اعتقال تضم مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية ، بينهم آلاف الأجانب.
وفي العاشر من مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس الشرع وعبدي اتفاقا في دمشق وصف حينها بأنه تاريخي، نص على وقف شامل لإطلاق النار ودمج مؤسسات "قسد" المدنية والعسكرية ضمن الدولة السورية، بما فيها المعابر والمطارات وحقول النفط.
وأكد الاتفاق ضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة السياسية دون تمييز، والاعتراف بالأكراد مكوّنا أصيلا في البلاد.
كما تعهد الطرفان بتأمين عودة المهجّرين، ومحاربة فلول نظام بشار الأسد ، ورفض أي محاولات للتقسيم أو بث الفتنة، على أن يُنفذ الاتفاق بالكامل قبل نهاية العام الحالي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
هكذا بدت السويداء بعد دخول قوات الجيش السوري
بين أصوات الغارات الجوية ورائحة البارود التي تخيم على الأحياء، دخل الجيش السوري مدينة السويداء جنوبي البلاد، وسط اشتباكات متقطعة مع مجموعات مسلحة، وغارات إسرائيلية متلاحقة استهدفت محيط المدينة وحتى بعض مداخلها الحيوية. ورافق المراسل الميداني للجزيرة، ميلاد فضل، القوات السورية داخل المدينة، ونقل تفاصيل ميدانية حافلة بالتوتر والاشتباك. ورصد مراسل الجزيرة فرض عناصر من وزارة الدفاع السورية والأمن الداخلي السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، لكن إطلاق النار ظل مسموعا من حين إلى آخر، في ظل تمسك بعض الفصائل المسلحة برفض تسليم أسلحتها. وفي تلك اللحظات، وبينما كانت مدافع الهاون تقصف أطراف المدينة، حلّقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على علو منخفض، ونفّذت غارات عنيفة استهدفت طرقا مؤدية إلى داخل السويداء. وأثناء تغطية الجزيرة، دوّت إحدى الغارات، لترسم صورة لتزامن التصعيد الداخلي مع الاستهداف الخارجي. وأعلنت وزارة الدفاع السورية على لسان وزيرها مرهف أبو قصرة ، وقفا تاما لإطلاق النار عقب اتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، مؤكدًا على حق الجيش في الرد على أي استهداف، وأضاف أن نشر القوات في السويداء يهدف لحماية الأهالي وإعادة فرض النظام العام. بدورها، أوضحت وزارة الداخلية أن خطة انتشار قواتها في المدينة شملت تمشيط الأحياء السكنية وتسليمها لاحقا لقوى الأمن الداخلي، تلاها إرسال تعزيزات من الشرطة العسكرية لضبط السلوك الأمني وملاحقة "المفسدين"، بحسب تعبير المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا. أبواب الدولة مفتوحة وفي حديثه للجزيرة، شدد البابا على أن أبواب الدولة مفتوحة أمام الفصائل الراغبة بالاندماج في المشروع الوطني، محذرا في الوقت ذاته من المصير الذي ينتظر من يصر على "عصيان الدولة". وقال إن سرعة سيطرة القوات النظامية تعكس التصميم على استعادة الاستقرار، بعد تمهل طويل لتجنب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وفي هذا السياق، أكد مراسل الجزيرة من ريف السويداء عمرو حلبي أن المدينة باتت تحت سيطرة القوات النظامية من حيث الانتشار العسكري، لكنها لا تزال تشهد إطلاق نار متقطعًا في أكثر من حي، وأشار إلى أن القوات الأمنية تقوم بعمليات تمشيط واعتقالات تستهدف من تصفهم بـ"الخارجين عن القانون". وروى حلبي تفاصيل جولته في المدينة، حيث شاهد محالّ تجارية ومنازل محترقة، وتحدث عن غارات إسرائيلية استهدفت أرتالا للجيش السوري وناقلات تابعة لوزارة الداخلية، مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين في صفوف القوات النظامية. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أعلنت أن الجيش بدأ بسحب آلياته الثقيلة من المدينة، تمهيدا لإتمام تسليم الأحياء السكنية للأمن الداخلي، وأكدت وزارة الداخلية فرض حظر تجول في المدينة، وتوعّدت بالتصدي لأي تجاوزات.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
اتفاق لوقف إطلاق النار بالسويداء بعد تدخّل الجيش وقصف إسرائيلي
أعلنت وزارة الدفاع السورية وقف إطلاق النار في السويداء بعد ساعات من دخول الجيش المدينة الواقعة جنوبي البلاد بهدف وضع حد لاشتباكات أوقعت عشرات القتلى، وتزامن ذلك مع تجدد الغارات الإسرائيلية على المنطقة وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعات عاجلة لبحث الوضع في السويداء. وقال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة"نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء"، وأكد الرد على "مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من المجموعات الخارجة عن القانون". وأشار أبو قصرة إلى أن دخول القوات الحكومية إلى السويداء يهدف إلى ضبط الأوضاع وحماية الأهالي وبسط الأمن، وتحدّث عن إصدار تعليمات صارمة إلى القوات بضرورة تأمين الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي. وأكد الوزير بدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري، وقال إن أحياء المدينة ستسلّم إلى قوى الأمن الداخلي عند الانتهاء من عمليات التمشيط. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش بدأ سحب الآليات الثقيلة من السويداء تمهيدا لتسليم أحياء المدينة إلى قوى الأمن الداخلي، في حين حذرت وزارة الداخلية من أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة تحت أي ذريعة في السويداء. جاء ذلك بعد ساعات من فرض حظر تجول، ونقلت الداخلية السورية عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي قوله إن حظر التجول فرض في المدينة بداية من الساعة الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي ويستمر إلى إشعار آخر. ودعا الدالاتي "قادة الفصائل والمجموعات الخارجة عن القانون" إلى عدم عرقلة دخول القوات إلى المحافظة وتسليم أسلحتها. ورحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لفرض السيطرة في السويداء، ودعت الفصائل في المنطقة إلى التعاون مع تلك القوات وعدم المقاومة وتسليم سلاحها للداخلية. إعلان كما دعت الرئاسة الروحية إلى حوار مع الحكومة بشأن تداعيات أحداث السويداء، وطالبت بتفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة بالتعاون مع أبنائها. وأقر حكمت الهجري -وهو أحد مشايخ العقل الثلاثة (القادة الدينيون) لطائفة الموحدين الدروز في سوريا- بداية بالبيان، ولكنه تراجع لاحقا وقال إن البيان فرض عليه بعد مفاوضات عديدة مع الحكومة السورية وبضغوط خارجية من دول لم يحددها. وحرض الهجري أبناء الطائفة الدرزية على التصدي للقوات الحكومية بزعم أنها "نكثت الاتفاق وواصلت القصف العشوائي للمدنيين". ويُعرف الهجري بمواقفه المحرضة ضد الحكومة السورية التي تدير البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، وعادة ما يستدعي التدخل الخارجي بزعم حماية أبناء طائفته رغم إبداء العديد من قادة الطائفة عبر بيانات وتصريحات سابقة رفضهم أي تدخل خارجي في البلاد، وتأكيد الحكومة السورية حرصها على ضمان حقوق جميع الطوائف في البلاد. الحل الأخير وكان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى قد قال للجزيرة في وقت سابق إن تدخّل القوات الأمنية في محافظة السويداء كان بمنزلة الحل الأخير، مبديا أسفه على استنجاد أطراف في المحافظة بأطراف خارجية طلبا لحماية دولية. ودخلت قوات من الأمن العام ووزارة الدفاع السورية مناطق عدة في ريف محافظة السويداء بعد اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من عشائر بدوية. وأعلنت السلطات السورية أن الاشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة نحو 100، في حين تحدثت مصادر إعلامية سورية عن حصيلة أكبر من الضحايا تقارب 90 قتيلا. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية مقتل 18 جنديا وإصابة آخرين بجروح خلال فض النزاع في السويداء. عدوان إسرائيلي في الأثناء، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو قصف دبابة تابعة للنظام السوري في منطقة السويداء. جاء ذلك بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه هاجم "دبابات عدة في منطقة قرية سميع بمنطقة السويداء في جنوب سوريا"، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس أن الضربات التي نفذها الجيش في جنوب سوريا "تحذير واضح للنظام السوري" لعدم استهداف الدروز. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم اجتماعات عاجلة مع وزير الدفاع ورئيس الأركان إيال زامير على خلفية التطورات في السويداء. وسبق لإسرائيل أن أكدت أنها ستتدخل لحماية الأقلية الدرزية في حال تعرضها للتهديد، وحذرت السلطات السورية من نشر قواتها في مناطق بجنوب البلاد محاذية لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. خلفيات الأزمة من جهته، قال الباحث في مركز جسور وائل علوان للجزيرة نت إن تفجر الأوضاع في السويداء ناتج عن منع أطراف محلية الدولة من بسط سيطرتها على المحافظة، مشيرا إلى أن الدولة السورية تعاملت بمرونة ولم ترغب في مواجهات عسكرية، لكن الأطراف المحلية -ومنها المجلس العسكري في السويداء- دفعتها إلى التدخل العسكري الواسع. وأضاف علوان أن الأزمة في السويداء مرتبطة بمشكلات داخلية معقدة وتنافسات، فضلا عن توتر بين أهالي السويداء والعشائر البدوية المحيطة بها. وأوضح أن إسرائيل تستثمر دائما في أي صراع داخلي، لافتا إلى أن جميع الأطراف التي لا ترغب باستقرار الحكومة السورية تسعى إلى استغلال النزاعات الداخلية لتقوية موقفها والحصول على مكتسبات. وأكد علوان أن الحكومة السورية تحاول ضبط سلطتها واحتكار السلاح والعنف وإدارة الشأن العام دون الدخول في مواجهات عسكرية، سواء في السويداء أو شمال شرقي سوريا، لكنها ستذهب إلى موقف أكثر حسما عندما تضطر إلى ذلك، معتبرا أن وجود سلطة موازية للدولة أمر مرفوض، لأنه يهدد استقرار سوريا ككل وليس فقط الجنوب أو مناطق أخرى.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
توم باراك.. "مندوب سام" أميركي لسوريا ولبنان
بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وضابطين أميركيين يؤديان التحية العسكرية، رفع دبلوماسي أميركي مستجد يدعى توماس باراك في 29 مايو/أيار 2025، علم بلاده في مقر السفير بدمشق، لأول مرة منذ مغادرة رئيس البعثة روبرت فورد عاصمة الأمويين في فبراير/شباط عام 2012، وحلول القطيعة بين إدارة الرئيس باراك أوباما، وسلطة البعث السوري، التي ما لبثت أن زالت تماما في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 بعدما أغرقت البلاد في العنف. لم يكن صاحب هذه اللقطة التاريخية مجرد سفير مستجد. فهو رسميا سفير الولايات المتحدة الأميركية الجديد لدى تركيا، وإلى جانب هذه المهمة غير الهينة، أسند له الرئيس دونالد ترامب في 23 مايو/أيار (أي قبل واقعة رفع العلم بأسبوع) مهمة إضافية هي "مبعوثه الخاص إلى سوريا". وإلى هذه وتلك، أنيطت بباراك مهمة ثالثة قوامها الحلول مؤقتا محل نائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط (ستيف ويتكوف) مورغان أورتاغوس المتخصصة بلبنان، والتي استبعدت من منصبها قبل ذلك بأقل من شهر. مما يبرر الاستنتاج بأن المهمات الثلاث التي أنيطت بباراك، والظروف الاستثنائية المحلية للبلدين العربيين اللذين كلف بالعمل فيهما، وأصداء ما يقوله لدى نخبهما الحاكمة ووسائل إعلامهما، جعلت من هذا الدبلوماسي، أقرب إلى "مندوب سام" منه إلى سفير فوق العادة. سايكس بيكو ففي متابعة لتصريحات الدبلوماسي ذي الجذور اللبنانية، خلال الشهرين اللاحقين على تعيينه في منصبه الجديد تطرق باراك لملفات تتصل بخرائط سوريا ولبنان ومستقبل شعبيهما. فهجا في 27 مايو/أيار في منشور على صفحته على منصة إكس اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة التي قسمت المشرق العربي إلى دول قائلا: إنّ "الخطأ الذي ارتُكب قبل قرن، حين فرض الغرب خرائط وانتدابات وحدودا بالقلم، وأخضع الشرق الأوسط لحكم أجنبي، لن يتكرر". وقال أيضا إن "عصر التدخل الغربي قد انتهى"، وإن المستقبل في سوريا سيكون "للحلول الإقليمية، والشراكات، ولدبلوماسية تقوم على الاحترام".