logo
الجامعات الأميركية... مخاطر خضوع كولومبيا وهارفارد لترامب

الجامعات الأميركية... مخاطر خضوع كولومبيا وهارفارد لترامب

العربي الجديدمنذ 4 أيام
تصنف الجامعات الأميركية كأحد القوى الناعمة، إذ تستقطب العلماء والأبحاث، ما يمنح الولايات المتحدة تفوقاً، غير أنها تشهد حالياً رحيل الباحثين والعلماء نتيجة تقلص الحريات ونقص التمويل.
خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته الرئاسية الثانية، اتبع الرئيس
دونالد ترامب
سياسات قلبت أنظمة ولوائح الجامعات الأميركية رأسا على عقب، وهو يتوجه الآن نحو إخضاع كامل لمؤسسات التعليم العالي التي كانت تتفاخر طوال تاريخها بالحريات الأكاديمية، لكنها باتت على وشك التضحية بها، طواعية أو كرهاً.
كانت
جامعة هارفارد
العريقة في واجهة المقاومة خلال الشهرين الماضيين، لما تملكه من نفوذ وقدرة مالية تمكنها من مواجهة أشرس حملة يقودها رئيس أميركي ضد المؤسسات الجامعية، غير أن أنباء تفاوضها لدفع غرامة مقابل تسوية خلافاتها مع البيت الأبيض بخصوص المزاعم "غير المثبتة" الخاصة بمعاداة السامية، يقضي على أي رغبة أو إمكانية مقاومة في جامعات أخرى أصغر تعتمد على الحكومة الفيدرالية في تمويل أبحاثها.
بدأ ترامب فترته الرئاسية الثانية بأجندة مختلفة، ومشروع كان جاهزاً على الطاولة لتحقيق أحلام الجمهوريين المؤجلة في مواجهة الجامعات المرموقة، والتي يرى الحزب الحاكم أنها تحولت إلى اليسار بعيدا عن التيار المحافظ، وباتت مركزاً لأفكار التقدميين عبر برامج التنوع والحريات الطلابية والأكاديمية.
وتضمنت أجندة ترامب ملف التعليم الجامعي في أكثر من زاوية، ونجح خلال الأشهر القليلة الماضية في فرض سيطرته على الجامعات في معظم الملفات التي استهدفها، مستخدماً التهديد في بعض الأحيان، وقطع التمويل الفيدرالي في أحيان أخرى، ويرى باحثون وأعضاء هيئات تدريس أن ترامب ينفذ خطته على حساب الحرية الأكاديمية والحريات الطلابية، خصوصاً في "جامعات النخبة" التي لا يحبها على الإطلاق، وقد ذكر ذلك بصراحة خلال حملته الانتخابية، قائلاً: "عندما أعود إلى البيت الأبيض سأقيل جهات الاعتماد المتطرفة التي سمحت بهيمنة الماركسيين المهووسين".
واستخدم ترامب تهمة "
معاداة السامية
" الرائجة بين السياسيين الديمقراطيين والجمهوريين، في مواجهة
حراك طلابي جامعي
بدأ في التبلور مع بدء العدوان الإسرائيلي على
قطاع غزة
، إذ شهدت مئات الجامعات حراكا طلابياً يدعو إلى وقف الاستثمارات الجامعية في شركات تساهم في الإبادة. ورغم القبض على أكثر من 3 آلاف طالب خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن، والفض بالقوة لمخيمات الاعتصام الطلابية التي تشكلت على مدار عام 2024، إلا أنه لم يخطر في ذهن أي شخص أن حكومة الولايات المتحدة ستسعى لسحب التمويل الفيدرالي للأبحاث من الجامعات لمساومتها.
واستخدم ترامب أيضاً حجة مقبولة لدى الجمهوريين المؤمنين بنظرية العرق الأبيض، وهي "إلغاء خطة التنوع والمساواة والعرق"، ففي أيامه الأولى في البيت الأبيض، ألغى برامج "التنوع والإنصاف والشمول" في الحكومة الفيدرالية، والتي تستهدف دمع الأقليات في الوظائف، وبالتبعية تم إلغاؤها من الشركات الخاصة، وبعضها تلقت تهديدات من إدارة ترامب في حال عدم إلغائها.
من اعتصام سابق لطلاب جامعة كولومبيا، 29 إبريل 2024 (سبنسر بلات/Getty)
ولهذه الممارسات تاريخ، فحتى ستينيات القرن الماضي، كانت المؤسسات تمنع السود وغيرهم من الأقليات من التساوي مع ذوي العرق الأبيض في الوظائف والتعليم الجامعي والمدرسي، وحتى في المطاعم وحافلات النقل العام، وبعد صدور قانون الحقوق المدنية، تم حظر التمييز في التوظيف على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللون، ومع إقامة دعاوى قضائية ضد التمييز في الستينيات والسبعينيات، أصدر الرئيس الراحل جون كيندي أمراً تنفيذياً يلزم المتعاقدين الفيدراليين بمعاملة المتقدمين على قدم المساواة.
بدأ ترامب حملته بجامعة كولومبيا العريقة، والتي يعتبرها الجمهوريون "يسارية"، فقرر وقف ملايين الدولارات من التمويل الفيدرالي، وساعده مناخ سياسي منحاز ضد القضية الفلسطينية والطلاب المؤيدين لها بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم، واستجوابات في الكونغرس من أعضاء يحصل بعضهم على أموال من اللوبي الصهيوني لتأييد إسرائيل، وإدارة الجامعة التي تضم في مجلس أمنائها مؤيدين لإسرائيل.
تملك جامعة كولومبيا أوقافاً تقدر بنحو 15 مليار دولار، غير أنها تحصل على تمويل فيدرالي قيمته 5 مليارات دولار، واختارت أن تخضع لرغبات ترامب متجاهلة أعضاء هيئة التدريس والطلاب الذين أكدوا أن الإدارة قررت أن تضحي بالحريات الطلابية في مقابل المال. من جانبها، قاومت جامعة هارفارد، في إبريل/ نيسان الماضي، الشروط التي حاولت إدارة ترامب فرضها عليها. وكتب رئيس الجامعة آلان غاربر آنذاك، أنّه "لا يجب على أيّ حكومة أن تملي على الجامعات ما يمكن تدريسه، ومن يمكنها قبوله أو توظيفه". وحرّكت الجامعة دعوى قضائية ضدّ الحكومة التي بدأت سحب ملايين الدولارات من أموال الأبحاث، ورغم أن القضاء الفيدرالي لم يصدر حكماً بعد في القضية، إلا أن الجامعة قررت فجأة التفاوض مع إدارة ترامب على الاستجابة للمطالب.
ويشير طريق المفاوضات إلى أن الأمور لن تكون جيدة بالنسبة لطلاب الجامعة، رغم كفاءتها المالية وقدرتها على مواجهة ضغوط إلغاء مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي، إذ تدير محفظة وقفية تقدر بـ53 مليار دولار، كأكبر محفظة مالية جامعية في الولايات المتحدة.
بدأ حراك طلاب الجامعات الأميركية مبكراً، 14 أكتوبر 2023 (جوزف بريزيوسو/Getty)
يشرح الأكاديمي نادر هاشمي، مدير مركز التفاهم الإسلامي المسيحي والأستاذ المشارك في سياسات الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون، أن "نموذج هارفرد لا يمكن أن يكون نموذجاً للعدالة رغم الأهمية التي كانت تمثلها مقاومتها لرغبات إدارة ترامب. عندما أصبح الأمر يتعلق بالحريات الأكاديمية ومقاومة الاستبداد، والحق الفلسطيني، ودراسات الشرق الأوسط بشكل عام، استسلمت هارفارد لمطالب ترامب ونتنياهو وأنصارهما، فقد طرد مركز الشرق الأوسط بالجامعة قبل أشهر قياداته، ومنهم جمال كفادار وروزي بشير".
ويضيف هاشمي: "ما تواجهه الجامعات من محاولات لقمع أي نقاش حر ليست قضية جديدة، ومن عملوا في الحقل الجامعي لفترات طويلة، عاصروا محاولات سابقة على مدار عقود لطرد الأساتذة الذين لا يستسلمون لتفضيلات اللوبي المؤيد لإسرائيل، والمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد قضى حياته في الرد على مثل هذه الهجمات. جامعة كولومبيا تعرضت في الماضي لضغوط من قبل مانحين مؤيدين لإسرائيل، ومن إسرائيل ذاتها لمنع إدوارد سعيد من التدريس، لكنها دافعت آنذاك عن الحريات الأكاديمية".
ويوضح: "تغير كل هذا الآن، وتم دهس الحريات الأكاديمية، وإخضاع مركزي دراسات الشرق الأوسط، وجنوب آسيا وأفريقيا بشكل كامل، لأن الإدارة اختارت التحالف مع ترامب. هذه سابقة تمثل خطراً كبيراً على الجامعات، ويمكن القول الآن إنه لا توجد حريات أكاديمية عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط بعد ما جرى في جامعتي كولومبيا وهارفارد. الجامعات التي تعتمد على التمويل الحكومي للأبحاث لا يمكنها فعل الكثير إلا عبر التحالف، وإذا واجهوا ترامب معاً ستكون هناك فرصة للمقاومة، وربما الفوز. لا تستطيع الكليات الصغيرة بمفردها فعل الكثير لأنها لا تمتلك الموارد، لكن إذا شكلوا تحالفاً، فهناك فرصة لحدوث تغييرات إيجابية".
بدوره، يقول الباحث بقسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة كورنيل، عصام برعي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يحدث في الجامعات يعطي مؤشراً على مدى سيطرة الأذرع الصهيونية على العملية التعليمية بالولايات المتحدة. معظم إدارات الجامعات التي خضعت، أو التي تسعى للتسوية مع إدارة ترامب، تضم مؤيدين للصهيونية، إضافة إلى المتبرعين أنفسهم، بينما مفاوضي الحكومة منحازين لإسرائيل بالكامل. يتم الآن تصدير فكرة الرضوخ لمطالب ترامب، والإقرار بالخطأ، وزعم ارتفاع معدلات معاداة السامية رغم أن هذا غير حقيقي. غالبية طلاب الجامعات والباحثين وأعضاء هيئات التدريس يرفضون التطهير العرقي والإبادة الجماعية والقتل والتجويع في غزة، لكن سيطرة أتباع الصهيونية على صناعة القرار يذهب بنا إلى هذه الأوضاع".
طلاب وشباب
التحديثات الحية
هجوم ترامب على التعليم... جمهوريون مستاؤون
يضيف برعي: "تمثل هذه الإجراءات خطورة كبيرة على الحريات الجامعية، وتؤدي إلى البحث عن فرص خارج الولايات المتحدة، ونرى باحثين مميزين يفكرون في أماكن بديلة، وبعضهم يغادرون الولايات المتحدة مستجيبين لإغراءات صينية وأوروبية كانت غير مرحب بها في الماضي. هناك مقاومة لأفكار إدارة ترامب التي تقضي على الحريات الأكاديمية، لكن صناعة القرار تتولاها مجموعات تتبنى الأفكار الصهيونية، ما يؤدي إلى تكرار معاقبة وفصل أعضاء هيئات التدريس والطلاب".
ويشير إلى أن "مشكلة ترامب مع الجامعات الكبرى لها علاقة بعدم حبه لجامعات النخبة، ورغبته في إخضاع المؤسسات لسيطرته، فضلاً عن رغبته في التفاخر بذلك. المشكلات ستتزايد في المستقبل، فالجامعات ستبدأ وضع رقابة ذاتية على نفسها، والتضييق على الطلاب والباحثين، وبهذا يحقق ترامب ما أراده، لكن هجوم الحكومة على العملية التعليمة سيكون له تأثير لفترة طويلة، فهذه الإدارة لديها خطط تتعلق ببناء أقسام سياسة عامة في الجامعات تركز على السياسة الأميركية من منحى محافظ في مواجهة الجامعات الليبرالية".
يتابع برعي: "إذا مضت جامعة هارفارد في خطة التسوية مع ترامب، فإن هذا سيؤثر على الجامعات الصغيرة، فإذا لم تتحمل هارفارد الضغوط، فما بالك بقدرة الجامعات الصغيرة على التحمل، ربما ستحاول إظهار الولاء، أو تطبيق بنود الاتفاقات بين ترامب وجامعتي كولومبيا وهارفارد، ما سيؤدي إلى إغلاق أقسام الشرق الأوسط في بعض الجامعات، أو وضعها تحت الرقابة الشديدة، مع تأثر برامج التنوع والتمييز والشمولية، وقد يتم إلغاؤها، إضافة إلى تراجع كل الحريات الأكاديمية".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يعتزم نقل المشردين 'بعيدا' من العاصمة واشنطن
ترامب يعتزم نقل المشردين 'بعيدا' من العاصمة واشنطن

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

ترامب يعتزم نقل المشردين 'بعيدا' من العاصمة واشنطن

واشنطن: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد أنه يعتزم نقل المشردين 'بعيدا' من واشنطن، بعد أيام من طرحه فكرة وضع العاصمة تحت سلطة الحكومة الفيدرالية بعدما ادعى خطأ أن معدل الجريمة فيها ارتفع. وأعلن الملياردير الجمهوري عن مؤتمر صحافي الاثنين من المتوقع أن يكشف فيه خططه لواشنطن التي تديرها سلطة منتخبة محليا في مقاطعة كولومبيا تحت إشراف الكونغرس. ولطالما أبدى ترامب استياءه من وضع المدينة وإدارتها، وهدّد بوضعها تحت سلطة الحكومة الفيدرالية، ومنح البيت الأبيض الكلمة الفصل في كيفية إدارتها. وقال الرئيس الأمريكي في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال الأحد 'سأجعل عاصمتنا أكثر أمانا وجمالا مما كانت عليه في أي وقت مضى'. وأضاف 'يجب على المشردين الرحيل فورا. سنوفر لكم أماكن للإقامة، ولكن بعيدا من العاصمة'، مضيفا أن المجرمين في المدينة سيسجنون بسرعة. وتابع أن 'كل هذا سيحدث بسرعة كبيرة'. تحتل واشنطن المرتبة الخامسة عشرة ضمن قائمة أكبر المدن الأمريكية من ناحية عدد المشردين، وفق إحصاءات للحكومة من العام الماضي. وفي حين يقضي آلاف الأشخاص لياليهم في الملاجئ أو في الشوارع، فإن عددهم انخفض عن مستويات ما قبل تفشي وباء كوفيد. في وقت سابق من هذا الأسبوع، هدد ترامب أيضا بنشر الحرس الوطني ضمن حملة صارمة على الجريمة في واشنطن. وفي حين قال إن منسوب الجريمة ارتفع، أظهرت إحصاءات الشرطة أن الجرائم العنيفة في العاصمة انخفضت في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق. وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة العدل قبل تولي ترامب الرئاسة، فإن معدلات الجريمة في المدينة بحلول عام 2024 كانت بالفعل الأدنى منذ ثلاثة عقود. في هذا الصدد، قالت رئيسة بلدية واشنطن موريل بوزر الأحد على قناة إم إس إن بي سي 'نحن لا نشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة'. ورغم أن رئيسة البلدية الديمقراطية لم تنتقد ترامب صراحة في تصريحاتها، إلا أنها أكدت أن 'أي مقارنة بدولة مزقتها الحرب مبالغ فيها وكاذبة'. جاء تهديد ترامب بإرسال الحرس الوطني بعد أسابيع من نشر عناصره في لوس أنجليس ردا على تظاهرات اندلعت إثر مداهمات لتوقيف المهاجرين غير النظاميين، وقد اتخذ الرئيس الخطوة رغم اعتراض المسؤولين المحليين. وطرح الرئيس الأمريكي مرارا فكرة استخدام الحرس الوطني التابع للجيش للسيطرة على المدن التي يدير العديد منها مسؤولون ديموقراطيين يعارضون سياساته. (أ ف ب)

فانس: واشنطن ستوقف تمويل حرب أوكرانيا وتدفع لحل تفاوضي
فانس: واشنطن ستوقف تمويل حرب أوكرانيا وتدفع لحل تفاوضي

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

فانس: واشنطن ستوقف تمويل حرب أوكرانيا وتدفع لحل تفاوضي

أكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس مجدّداً أن الولايات المتحدة تعتزم الانسحاب من دعم أوكرانيا مالياً في تصديها للغزو الروسي. وقال فانس، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" سجلت قبل أيام عدّة: "أعتقد أن الرئيس دونالد ترامب ، وأنا كذلك، نرى أن أميركا قد أنهت دعم تمويل حرب أوكرانيا، فنحن نرغب في التوصل إلى تسوية سلمية لهذه الحرب، ونريد وقف القتل". وأضاف فانس: "لكن الأميركيين، كما أعتقد، سئموا من الاستمرار في إرسال أموالهم، أموال ضرائبهم، لدعم هذا الصراع تحديداً"، وأوضح: "إذا أراد الأوروبيون أن يتقدموا ويشتروا الأسلحة فعلياً من شركات الأسلحة الأميركية، فنحن موافقون على ذلك، لكننا لن نمول الأمر بأنفسنا بعد الآن". وجرت هذه المقابلة قبل الإعلان الرسمي عن اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 الأسبوع المقبل، لكنها بُثت كاملة اليوم الأحد. وجدد فانس موقف إدارة ترامب القائل إن الأوروبيين أنفسهم هم المسؤولون عن الصراع الذي يدور على أبوابهم. تقارير دولية التحديثات الحية فانس يشرح عقيدة ترامب العسكرية: قوة ساحقة دون نزاعات طويلة الأمد ويعتزم ترامب وبوتين التفاوض على حل سلمي محتمل في ألاسكا يوم الجمعة المقبل، لإنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ حوالى ثلاثة أعوام ونصف العام. وحتّى الآن، لم تُوجَّه دعوة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور الاجتماع. وقال فانس إن التوصل إلى تسوية بين روسيا وأوكرانيا من خلال التفاوض لن يكون مرضياً لأي من الطرفين على الأرجح، مشيراً إلى أن موسكو وكييف لن تكونا "مقتنعتين" بأي اتفاق سلام ينهي الحرب، وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى إلى تسوية يقبلها الجانبان، موضحاً: "لن يشعر أي جانب بالرضا التام. من المرجح أن يكون الروس والأوكرانيون غير راضين عنه في نهاية المطاف". وأعلن ترامب، يوم الجمعة، أنه سيلتقي بوتين في 15 أغسطس/آب في ألاسكا للتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أن روسيا وأوكرانيا قريبتان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد يُنهي الصراع، وقد يتطلب من أوكرانيا التنازل عن مساحة شاسعة من الأراضي. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد، أمس السبت، أن أوكرانيا لا يمكنها انتهاك دستورها في القضايا المتعلقة بأراضيها، قائلاً: "لن يُهدي الأوكرانيون أراضيهم للمحتلين". وفي حديثه المسجل مع "فوكس نيوز"، أشار فانس إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تحديد موعد لإجراء محادثات بين بوتين وزيلينسكي، لكنّه أوضح أنه لا يعتقد أنه من المجدي أن يجلس بوتين مع زيلينسكي قبل التحدث مع ترامب، وقال: "نحن الآن في مرحلة نحاول فيها، بصراحة، تحديد جدول زمني وأمور من هذا القبيل، وتحديد موعد اجتماع هؤلاء القادة الثلاثة لمناقشة إنهاء هذا الصراع". وأوضح مسؤول في البيت الأبيض، أمس السبت، أن ترامب منفتح على عقد قمة مع الزعيمين، لكن البيت الأبيض يُجهز حالياً للاجتماع الثنائي الذي طلبه بوتين. (أسوشييتد برس، رويترز)

البرازيل تخشى العقوبات بسبب اعتمادها على الوقود والأسمدة الروسية
البرازيل تخشى العقوبات بسبب اعتمادها على الوقود والأسمدة الروسية

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

البرازيل تخشى العقوبات بسبب اعتمادها على الوقود والأسمدة الروسية

عقب تصاعد مخاوف البرازيل من عقوبات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 بسبب شرائها الديزل والأسمدة من روسيا، برزت تحليلات اقتصادية تشير إلى أن هذه الأزمة تعكس تحولات أعمق في المشهد الجيوسياسي والاقتصادي العالمي. ففي الوقت الذي تحذر فيه البرازيل من تداعيات الاعتماد على واردات الطاقة الروسية، تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 ، وسط توقعات بأن يلعب تشابك المصالح دوراً محورياً في رسم ملامح المرحلة المقبلة. وترى الباحثة الاقتصادية الروسية فيكتوريا كالينوفا أن هذه الأزمة تؤكد حتمية التحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب. فبينما تحذر البرازيل من تبعات الاعتماد على واردات الطاقة الروسية، تشير في حديث لـ"العربي الجديد" إلى وجود تفاؤل حذر إزاء قمة بوتين وترامب، مؤكدة أن تشابك مصالح الطرفين قد يحوّل العقوبات من أداة صراع إلى ورقة تفاوض. وتقول: "نرى في هذه التطورات تأكيداً لحتمية التحول نحو نظام اقتصادي عالمي متعدد الأقطاب. استمرار تعامل البرازيل مع روسيا قرار اقتصادي عقلاني مدفوع بمصالحها الوطنية. العقوبات الأميركية لن تغيّر هذه المعادلة، بل ستسرّع انفصال الأسواق الناشئة عن الهيمنة الغربية". وتضيف: "بالنسبة للقاء بوتين وترامب المرتقب، فإن التفاؤل حذر لكنه مبرر. التاريخ يثبت أن السياسة الأميركية تحت قيادة ترامب تعتمد على الصفقات، وروسيا تملك أوراق ضغط هائلة، من الطاقة إلى الأسمدة والأسواق العالمية التي لا تستطيع واشنطن عزلها". وتعتبر كالينوفا أنّ "ترامب يدرك قيمة الشراكة مع موسكو في ملفات مثل الأمن الغذائي العالمي. فروسيا هي المصدّر الأول للأسمدة والقمح، وأميركا المستورد الرئيسي للسلع الزراعية البرازيلية المعتمدة على منتجاتنا، ما يشكل حلقة اقتصادية متشابكة. أي تصادم سيضرّ بالمزارع الأميركي قبل البرازيلي". وأفادت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أمس السبت، بأنّ البرازيل تخشى أن تتحول إلى الهدف التالي لسياسة ترامب التجارية، خاصة بعد إعلانه فرض رسوم على الهند لشرائها النفط الروسي. ونقلت الصحيفة عن السيناتور البرازيلي كارلوس فيالا، أحد المشاركين في المفاوضات مع واشنطن، قوله: "العقوبات الأخيرة ضد الهند تؤكد ما قد يحدث للبرازيل". اقتصاد عربي التحديثات الحية قيود صينية وعقوبات على روسيا ترفع صادرات المغرب من الأسمدة ويرجع هذا القلق إلى اعتماد البرازيل الكبير على واردات الطاقة والسلع الروسية، رغم صعوبة الاستغناء عنها. ففي قطاع الديزل، تعد البرازيل أكبر مشترٍ عالمي له من روسيا، إذ قفزت وارداتها من 95 مليون دولار عام 2022 إلى 5.4 مليارات دولار عام 2024، لتصبح ثاني أكبر مشترٍ بعد تركيا، بعد أن قدّمت روسيا خصومات وصلت إلى 30%. وحذر رئيس الاتحاد البرازيلي لمستوردي الوقود سيرجيو أراوجو من أن هذا الاعتماد المتنامي على الديزل الروسي قد يجلب رسوماً أميركية جديدة، وفقاً لما ذكرته "فاينانشال تايمز". كما تمتد المخاوف إلى قطاع الأسمدة الحيوي، إذ تستورد البرازيل 85% من احتياجاتها، وكانت روسيا المورد الأكبر عام 2023 بتوريدات بلغت قيمتها 3.5 مليارات دولار، ما يجعل هذه السلع عرضة أيضاً لتهديدات ترامب. وأعلن ترامب، خلال تصريح للصحافيين في البيت الأبيض أول من أمس الجمعة، أنه سيلتقي بوتين في 15 أغسطس/ آب الحالي بألاسكا. وفي سياق متصل، كشفت وكالة بلومبيرغ، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن مفاوضين أميركيين وروساً يعملون سرّاً على صياغة اتفاق لوقف الحرب الأوكرانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store