logo
أخبار مصر : الدولار في مهب الريح والجنيه المصري يحلق.. نصف قرن من الانتظار يكتب أسوأ فصول العملة الأمريكية

أخبار مصر : الدولار في مهب الريح والجنيه المصري يحلق.. نصف قرن من الانتظار يكتب أسوأ فصول العملة الأمريكية

الخميس 14 أغسطس 2025 06:40 صباحاً
نافذة على العالم - في مشهد يعيد إلى الأذهان صدمات اقتصادية كبرى، سجّل الدولار الأمريكي أسوأ أداء نصف سنوي له منذ أوائل السبعينيات، متراجعًا بما يقارب 11% خلال النصف الأول من عام 2025.
هذا الهبوط لم يشهده العالم منذ عام 1973، العام الذي انهار فيه نظام "بريتون وودز" وبدأت العملات تتداول بحرية في الأسواق.
ومع أن العملة الأمريكية لطالما كانت رمز القوة الاقتصادية العالمية، إلا أن المؤشرات الحالية توحي بأن الطريق أمامها بات محفوفًا بالتحديات، وربما أمام مرحلة ممتدة من الضعف.
هبوط غير مسبوق يثير تساؤلات المستثمرين
خلال العقد الأخير، شهد الدولار فترات ضعف متفرقة، لكنها لم تكن بهذا العمق أو الحدة.
هذه المرة، يعتقد محللون في "وول ستريت" أن التراجع قد يكون بداية مسار طويل من الهبوط، لا مجرد تصحيح عابر. التوقعات التي كانت في السابق تميل لعودة الدولار إلى الصعود، انقلبت لتصبح أكثر حذرًا، بل إن بعض الخبراء يرون أن المشهد الحالي يفتح صفحة جديدة في تاريخ العملة الأمريكية.
عوامل ضغط متشابكة: الفائدة، التحوط، والسياسة
يشير خبراء الاقتصاد إلى أن عدة عوامل تتآمر على الدولار في الوقت نفسه. أبرزها التوقعات القوية بقيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، وهو ما يضعف جاذبية العملة الأمريكية أمام المستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى.
كما أن سياسات التحوط التي يتبناها المستثمرون الدوليون، خصوصًا بعد أداء قوي للأسهم العالمية، تضع ضغطًا إضافيًا على العملة.
ولا يمكن إغفال ما يصفه البعض بـ"السياسة الضمنية لضعف الدولار" التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف دعم الصادرات وجعل المنتجات الأمريكية أكثر تنافسية.
التحوط الأجنبي.. من الحذر إلى الاستنزاف
بعد الأزمة المالية عام 2008، اندفع المستثمرون حول العالم نحو الأسواق الأمريكية، ما رفع الطلب على الدولار وأدى لسنوات من القوة المستمرة.
لكن مع تغير الظروف، بدأ هؤلاء في إعادة النظر، خاصة مع ارتفاع عوائد الأسواق العالمية الأخرى وتزايد الضبابية بشأن سياسات واشنطن التجارية.
يقول أحد الاستراتيجيين الماليين: "المستثمرون الأجانب الذين لديهم تعرض كبير للدولار سيواصلون التحوط، لكن هذا سيصبح عملية استنزاف مستمرة".
وعلى الرغم من أن عمليات البيع الجماعي للأصول الأمريكية لم تحدث بعد، إلا أن علامات الحذر تتزايد، كما أظهرت مزادات الخزانة الأخيرة وتقارير وزارة الخزانة الأمريكية.
تخفيضات الفائدة تلوح في الأفق
في وقت سابق من هذا العام، كان التوقع السائد أن رسوم ترامب الجمركية قد تثير موجة تضخم جديدة، لكن البيانات لم تُظهر ذلك بعد.
ومع استمرار تباطؤ التضخم وسوق العمل، يترقب المتداولون خطوة من الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، ربما في سبتمبر المقبل، وهو ما سيشكل ضغطًا إضافيًا على الدولار، ويعزز توجه المستثمرين نحو عملات وأصول أخرى.
إدارة ترامب وسياسة الدولار الضعيف
رغم أن إدارة ترامب لم تصدر إعلانًا رسميًا عن تبني سياسة إضعاف الدولار، إلا أن تصريحات مسؤولين في آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، تكشف أن مسألة العملة كانت حاضرة في محادثاتهم مع البيت الأبيض.
ضعف الدولار قد يمنح ميزة للصادرات الأمريكية ويعزز أرباح الشركات الكبرى، خاصة تلك التي تحقق جزءًا كبيرًا من إيراداتها خارج الولايات المتحدة.
استراتيجيون في "مورغان ستانلي" أكدوا أن "ضعف الدولار يمثل دافعًا غير مقدر لأرباح الأسهم الأمريكية"، مشيرين إلى أن الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة قد تكون المستفيد الأكبر من هذا التوجه.
الدولار… لا يزال سيد العملات
رغم التراجع، يبقى الدولار العملة الاحتياطية الأهم في العالم، بفضل مزيج من الشفافية والسيولة والبيئة السياسية المستقرة في الولايات المتحدة.
وحتى مع تزايد الدعوات لتنويع الاحتياطيات نحو اليورو أو اليوان أو الذهب، يرى المحللون أن الأمر لا يتعدى كونه تنويعًا نسبيًا، لا استغناءً كاملاً عن "الدولرة".
تتفوق سوق السندات الأمريكية من حيث الحجم والعمق على نظيراتها العالمية، ما يجعلها الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن أمان وعوائد مجزية، وهي ميزة لا تزال عصية على المنافسة.
تحولات قد تعيد رسم الخريطة المالية العالمية
أكد الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، أن هذا الانخفاض القياسي يعكس اضطرابًا مزدوجًا في الاقتصادين الأمريكي والعالمي.
ويرى أن مزيجًا من السياسات النقدية المتقلبة، وضغوط التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي، إلى جانب بحث الأسواق عن بدائل أكثر أمانًا، كلها عوامل تضافرت لدفع الدولار نحو هذا المصير.
ويحذر الشامي من أن استمرار هذا المسار سيجعل البنوك المركزية والمستثمرين حول العالم يعيدون التفكير في اعتمادهم على الدولار كعملة احتياطية رئيسية، ما قد يمنح اليورو أو اليوان الصيني مساحة أكبر للهيمنة على المشهد المالي العالمي.
جرس إنذار لصناع القرار في واشنطن
يشدد الشامي على أن هذا التراجع الحاد يجب أن يدفع واشنطن لإعادة تقييم سياساتها النقدية والمالية، ووضع استراتيجيات أكثر توازنًا لحماية قوة العملة والحفاظ على ثقة الأسواق.
كما يرى أن هذه الأزمة قد تفتح الباب أمام تحولات هيكلية في النظام النقدي العالمي، حيث يمكن أن نشهد توجهًا متزايدًا نحو تنويع الاحتياطيات الدولية، وتقليل الاعتماد المفرط على الدولار، بل وحتى بروز تكتلات نقدية إقليمية لمواجهة التقلبات.
منذ عقود، كان الدولار رمزًا للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وأداة أساسية لتأثير واشنطن على الاقتصاد العالمي. اليوم، ورغم أنه ما زال يحتفظ بمكانته، إلا أن التحديات التي يواجهها تفرض على الولايات المتحدة إعادة التفكير في سياساتها، ليس فقط لحماية العملة، بل للحفاظ على موقعها في قلب النظام المالي الدولي.
قد لا يكون هذا الانخفاض نهاية حقبة الدولار، لكنه بلا شك بداية فصل جديد، سيحدد ما إذا كانت هذه العملة ستبقى القائد بلا منازع، أم ستشاركها الساحة قوى نقدية أخرى صاعدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : هل يستجيب التجار لمبادرة خفض الأسعار ؟
الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : هل يستجيب التجار لمبادرة خفض الأسعار ؟

الدولة الاخبارية

timeمنذ 23 دقائق

  • الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : هل يستجيب التجار لمبادرة خفض الأسعار ؟

السبت، 16 أغسطس 2025 07:18 مـ بتوقيت القاهرة استبشر المواطنون خيرا بعد تصريح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بانتهاء الأزمة الاقتصادية ، وبدء تحسن الأوضاع، وهو ما سيترتب عليه تراجع في الأسعار، لكن جاء تصريح وزير التموين مخيبا للآمال الذي جاء به أنه لا يمكن إلزام التجار بتخفيض الأسعار، وأن الأسعار تخضع لسياسات العرض والطلب، فهل بالفعل لا يوجد دور للحكومة في تخفيض الأسعار وإلزام التجار بذلك ؟ فنحن نجد العديد من التجار يلجأ إلى زيادة الأسعار مع أي تحريك في سعر صرف الدولار أو أسعار الوقود، وبالطبع تسمح الحكومة بذلك بسهولة، لكن مع التراجع في أسعار الدولار، على سبيل المثال، وتحسين الأوضاع الاقتصادية لا يتم خفض الأسعار، ولا تستطيع الحكومة إلزام التجار بذلك الخفض، وهذا ليس من العدالة في شيء، فمن الممكن أن تستجيب الحكومة لمطالب التجار وبالتالي تطالبهم بخفض الأسعار، فنجد التجار ممثلين في الاتحاد العام للغرف التجارية يطالبون ببعض المطالب، منها إعفاء سيارات النقل الغذائي من رسوم "الكارتة" على الطرق السريعة كإجراء مباشر يسهم في خفض تكلفة التوزيع، ما يؤدي بالتبعية إلى تقليل أسعار السلع في الأسواق، إلى جانب دعم سلاسل الإمداد والمحال التجارية، وتوفير بيئة تشغيل مرنة تسهم في تعزيز استقرار السوق، وتبسيط إجراءات استخراج رخص المحليات وتخفيف أعبائها المالية والإدارية، وضرورة البت في وجود أكثر من 4000 قضية معلقة تخص قطاع المواد البترولية، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف النقل والتوزيع، وهو ما ينعكس مباشرة على أسعار السلع، وضرورة توفير دعم لوجستي وتشريعي عاجل لتجاوز هذه العقبات وضمان خفض التكلفة بشكل فعلي . وقد ذكر وزير التموين في رده على هذه التحديات، أن الحكومة تعمل حاليًا على إعداد مشروع قانون متكامل وتعديل بنود قانونية قائمة، من أجل معالجة أزمات السوق وتحقيق توازن بين آليات الضبط والمنافسة الحرة، مؤكدًا أن التحرك سيكون سريعًا لضمان استقرار الأسعار وتحقيق العدالة في السوق. وذكر أمين عام الاتحاد العام للغرف التجارية، ضرورة أن تقدم الحكومة حزمة من التيسيرات المهمة لدعم المنظومة، تشمل تخفيضات ضريبية وتسهيلات جمركية، بجانب تسريع الإفراج عن السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج في الموانئ، وهو ما يُسهم في خفض التكلفة وتحقيق وفرة في المعروض . وفي خطوة أرى إيجابيتها في تخفيض الأسعار، حيث تبدأ الحكومة بنفسها في ذلك المجال؛ مما سينعكس على السوق الحرة والتجار، أعلن وزير التموين والتجارة الداخلية، عن بدء تنفيذ مبادرة خفض الأسعار رسميًا اعتبارًا من الثلاثاء الماضي، داخل المجمعات الاستهلاكية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية في جميع محافظات الجمهورية، تنفيذًا لتكليفات رئيس مجلس الوزراء، بهدف تخفيف الأعباء عن المواطنين وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، مما انعكس بتراجع الاسعار في الخضروات والفاكهة بنسبة تتراوح بين 20% و25%. كما شهدت أسعار اللحوم انخفاضا في شهري يوليو وأغسطس بنسبة 5% عقب عيد الأضحى، بسبب حالة الركود وسفر الكثير من المواطنين للمصايف . ويبقى دور المواطن مهم في ضبط السوق، من خلال الامتناع عن الشراء من التجار الذين يبيعون بأسعار مرتفعة، والبحث عن الأرخص، مما يجبر البائع المخالف على خفض الأسعار. كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى

عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم في مصر السبت 16-8-2025 بعد هبوطه 1.7% عالميًا
عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم في مصر السبت 16-8-2025 بعد هبوطه 1.7% عالميًا

مصرس

timeمنذ 25 دقائق

  • مصرس

عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم في مصر السبت 16-8-2025 بعد هبوطه 1.7% عالميًا

استقرت أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 16-8-2025 عند نفس مستوياتها الأخيرة المسجلة مع نهاية تعاملات أمس الجمعة، وذلك بعد موجة تقلبات شهدها المعدن الأصفر خلال الأسبوع تأثرت ببيانات التضخم الأمريكية المرتفعة التي خفّضت توقعات خفض الفائدة الأمريكية. سعر الذهب اليوموعلى الرغم من صعود سعر الذهب في ختام تداولات أمس عالميًا، إلا أنه تكبّد خسارة أسبوعية تقارب 1.7%، فيما ظل سعر الذهب اليوم في مصر محافظًا على تراجعه الأخير.أسعار الذهب اليوم في مصر بالمصنعيةسعر الذهب عيار 24 اليومسجل سعر الذهب عيار 24 اليوم قيمة 5205 جنيهات للجرام.سعر الذهب اليوم عيار 21 الآن 2025بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 قيمة 4555 جنيها للجرام وتتراوح المصنعية بين 100 و150 جنيهًا.سعر الذهب اليوم عيار 18بلغ سعر الذهب عيار 18 قيمة 3904 جنيهات للجرام.قد يهمك: سعر الذهب اليوم في مصر السبت 16-8-2025سعر الذهب اليوم السبت 16-8-2025استقر سعر الذهب عيار 14 على مستوياته الأخيرة مسجلًا 3037 جنيهًا للجرام.سعر الذهب عالميًا بالدولارارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% خلال تعاملات أمس الجمعة مسجلًا 3342.62 دولارًا للأوقية، لكن المعدن النفيس أنهى الأسبوع على تراجع واضح متأثرًا بقوة الدولار، قبل أن يشهد الدولار نفسه هبوطًا طفيفًا عزز من جاذبية الذهب أمام حائزي العملات الأخرى.اقرأ أيضًا: سعر الدولار اليوم في البنوك السبت 16-8-2025 بعد الهبوط العالمي

طرق تغيير الرقم السري لبطاقة التموين
طرق تغيير الرقم السري لبطاقة التموين

فيتو

timeمنذ 26 دقائق

  • فيتو

طرق تغيير الرقم السري لبطاقة التموين

أتاحت وزارة التموين والتجارة الداخلية عدة وسائل أمام المواطنين لاستعادة أو تغيير الرقم السري الخاص ببطاقة التموين، بما يضمن سهولة صرف المقررات التموينية المخصصة لكل أسرة بشكل شهري. وتتمثل الخطوة الأولى في إرسال رسالة نصية مدوَّن بها الرقم "1" على رقم الخدمة (9136)، بينما تتيح خطوة أخرى إرسال رسالة نصية إلى الرقم (91237)، ليُرسل بعدها الرقم السري الجديد في رسالة إلى هاتف المواطن المسجَّل لدى الوزارة. كما يمكن استعادة الرقم السري إلكترونيًا عبر موقع دعم مصر، وذلك من خلال إدخال رقم البطاقة التموينية المكون من 12 رقمًا، ثم اختيار المحافظة التابع لها صاحب البطاقة، وتسجيل الدخول، ومن ثم الدخول على خدمات المواطنين واختيار خدمة "إعادة إرسال الرقم السري. وعقب استكمال أي من هذه الخطوات، ترسل وزارة التموين رسالة نصية إلى الهاتف المحمول المسجَّل باسم صاحب البطاقة التموينية لدى شركات الاتصالات، مدونًا بها الرقم السري الجديد، والذي يتيح لصاحب البطاقة صرف السلع التموينية المقررة وفقًا لحصة الأسرة المحددة من الوزارة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store