
التوهيت الديني...
اضافة اعلان
التوهيت كلمة عامية تعني الإقدام على عمل ما دون التفكير بالنتيجة أو العواقب، فيفاجأ الموهت بعكس ما كان يتوقع ، ودائماً سلبياً. أنه أكبر من التواكل. لعل التوهيت الديني وبخاصة في حالة الصراع، هو أخطر أشكال التوهيت، لاعتقاد صاحبه أو أصحابه، أن الله معه/م ، وأنه/م سيفوز/ون فيه فلا يستعدون كلياً، فيفاجأون بالعكس.مصدر هذا التوهيت اعتقاد أصحاب كل دين بأن دينهم هو الدين الصحيح الوحيد، ومن ثم فإن إلههم هو قطعاً معهم وسيبقى إلى جانبهم في المعركة ولن يتركهم أو يخذلهم فيها وسيطيح بأصحاب الدين الآخر غير الصحيح وهو اعتقاد ناتج عن سذاجة الإيمان.والحقيقة أن كل الأديان ذات طبيعة واحدة، ومجمل أصحابها يفكرون بالطريقة نفسها. يحدث الفرق في الصراع أو المعركة ليس بين من هم أصح دينا كما يعتقدون فكل طرف يعتقد أن دينه هو الصحيح. يحدث الفرق بالتفوق القيادي والإداري والفني أو العسكري.. على الطرف الآخر.في الماضي كان للبعد الديني أثر أو تأثير في نتيجة المعركة، فقد كانت المعارك تدور بالاشتباك بالأيدي بسيف أو برمح.. وكان يفوز فيها الأكثر عدداً وشجاعة وروحاً معنوية، ومع هذا فقد هُزم عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط (الشهداء) لتفوق الفرنسيين عليه في المعركة.ترى لو كان لدى الغافقي مسدساً أو بندقية هابطة عليه وحده في تلك المعركة والزمان من القرن الخامس والعشرين أكان يُهزم؟ لقد تغيرت طبيعة القتال والمعارك اليوم عنها في الأمس. صارت تتم عن بعد ولا يرى المقاتل وجه المقاتل الآخر. صارت تتم بالبنادق والمدافع والصواريخ والطائرات والرادارات والاستخبارات والذكاء الاصطناعي وبلمس أزرار. وبها تبيد إسرائيل غزة والضفة وتدمر العمران فيهما. القتال المعاصر يقضي على الطرف الآخر غير المعاصر التي لا يملكها ويعطل شجاعته وروحه المعنوي.لقد قتلت إسرائيل عن بعد أكثر من خمسين ألف غزي، وجرحت أكثر من مائة وعشرين ألفا ودمرت الحجر والشجر بما في ذلك المساجد والمصاحف والمدارس والجامعات والمستشفيات.لقد أدى التوهيت الديني إلى قتل معظم قادة حماس والجهاد لأنهم كانوا يعتقدون مؤمنين أنه لا حذر ما القدر. لكن كيف نفسر ارتفاع الأعمار في هذا العصر؟لو لم تملك إسرائيل كل أدوات القتل السريعة والدقيقة أكان كل هؤلاء القتلى سيموتون وهؤلاء الجرحى سيصابون؟ ولكن حماس والجهاد في غزة مع هذا لا تعترفان بالحذر مع القدر مع أنهما تخفيان كوادرهما بالأنفاق وبالأقنعة كي لا تتعرف اسرائيل عليهم وتقتلهم عن بعد بالاعتماد على صورة الوجه أو صوت المقاوم. لا زلنا نعلم في المدارس والجوامع إن الحذر لا ينفع مع القدر، وهو موضوع غير محسوم فقهياً إلى اليوم.لقد أدى التوهيت إلى هذه النتيجة المأساوية في قطاع غزة والضفة ليس لأن الله لم يقف إلى جانب حماس والجهاد المسلمين، بل لأنه لا يوجد بين الطرفين تكافؤ في القوة بأشكالها ومستوياتها المختلفة بينهما، فإلى متى سنظل نفكر بهذه العقلية غير العلمية؟ إن القوة او التفوق البشري العلمي والتقني والذكاء الاصطناعي هي الحل ويجب أن نمتلكها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
أميركا وإيران.. اشتباك جديد يعقد مآلات الصراع
محمد الكيالي اضافة اعلان عمان - برغم أن الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، شكلت تطورا عسكريا كبيرا في مشهد الحرب بين الكيان الصهيوني وإيران، لكنها لم تُنه الصراع، بل أعادت تشكيله ضمن قواعد اشتباك جديدة.فالتحرك الأميركي وفق ما يراه محللون لـ"الغد"، لم يكن حاسما في وقف التصعيد، بل حمل طابعا مزدوجا، إذ جمع بين محاولة كبح جماح الحرب عبر ضربة "جراحية دقيقة" وفي الوقت ذاته، أدى لتعقيد المشهد الإقليمي وتوسيع احتمالات المواجهة.وتشير تقارير، إلى أن هذه الضربة لم تفتح باب التهدئة، بل أطلقت سيناريوهات متباينة، تبدأ من احتمال العودة إلى طاولة المفاوضات، مرورا بحرب استنزاف طويلة الأمد، وصولا لمواجهة شاملة قد تجر المنطقة بأسرها لانفجار واسع.ومن بين هذه التقارير، ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية مؤخرا، اذ أشارت إلى أن هذا التدخل أضعف كثيرا فرص استئناف الحوار النووي، بحيث أضعفت ثقة إيران بالوسيط الأميركي مع عدم وجود ضمانات حقيقية لإعادة الحوار، في حين يدفعها التصعيد العسكري لتعزيز موقفها النووي كوسيلة ردع.وبينما تسعى واشنطن لإبقاء يدها العليا بإدارة الصراع، تبدو إيران ماضية بإعادة التموضع والمناورة، ما يجعل الحديث عن نهاية وشيكة للحرب، أقرب إلى الوهم منه إلى الواقع.التدخل الأميركي لم ينه الحربالمحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. منذر الحوارات، رأى أن الدور الأميركي، أكان دبلوماسيا أم عسكريا، في الصراع الدائر بين إيران والكيان، لم يُشكل عاملا حاسما في إنهائه، بل ساهم بإعادة رسم ملامحه وحدود اشتباكه.وأوضح الحوارات، أن التدخل الأميركي جاء محملا بأثر مزدوج، فمن جهة، ساهم بتهدئة الإيقاع وضبط التصعيد، ومن جهة أخرى كان سببا بتعقيد المشهد وتوسيع نطاق الأزمة جيوسياسيا. مضيفا أن التدخل لم يكن مجرد رد فعل، بل حمل رسالة واضحة بأن واشنطن لن تسمح لطهران ببلوغ العتبة النووية، ولن تتردد باستخدام القوة عند الضرورة.وأشار إلى أن الضربة الأميركية، التي وصفها بأنها كانت "عملية جراحية دقيقة"، ترافقت مع تحرك دبلوماسي نشط، شمل القنوات الأوروبية، ودولا خليجية، ما يؤكد أن الولايات المتحدة أرادت توجيه ضربة محدودة، تُحدث تأثيرا إستراتيجيا دون الانزلاق لحرب شاملة، وذلك لمنع توسع رقعة الصراع وتحجيم احتمالات تحوله لمواجهة إقليمية واسعة.وشدد الحوارات، على أن واشنطن وعبر هذا التدخل، سعت لتأكيد أنها ما تزال تمتلك اليد العليا في معادلة القوة، وتحتفظ بزمام المبادرة في إدارة الصراع، لافتا إلى أن التدخل لم يكن يهدف لإشعال الحرب بالكامل، لكنه بالتأكيد لعب دور "المنظم" للمواجهة بما يخدم مصالحها الإقليمية.وأضاف أن هذا التدخل الأميركي، حال دون انهيار ردع الكيان، وأبقى إيران في موقع غير قادر على تحقيق اختراق نووي حاسم، لكنه في المقابل، أجهض أي مسار تفاوضي فعّال على المدى القريب.وقال الحوارات إن "الولايات المتحدة، لم تستخدم الماء لإطفاء النيران، بل ألقت القنابل"، معتبرا بأن تدخلها لم يكن مجرد تطور ميداني، بل خطوة إستراتيجية لإعادة تشكيل قواعد الاشتباك.وخلُص للتأكيد، أن التحرك الأميركي إن كان قد ساهم بتقليص فرص اندلاع حرب إقليمية شاملة، لكنه في الوقت ذاته، عزز سيناريو حرب استنزاف طويلة الأمد بين الكيان وإيران، ما يعني أنه لم ينه الحرب، بل أعاد صياغتها وفق مصالحه ومحدداته.3 سيناريوهاتمحتملة لمآلات الحربمن جانبه، اعتبر الباحث السياسي جهاد حرب، أن الضربة الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، مثلت تحولا دراماتيكيا في مسار الحرب، لكنها فتحت في الوقت ذاته الباب أمام سيناريوهات متوقعة لمستقبل الصراع، يمكن تلخيصها في 3 مسارات رئيسة.وأوضح حرب، أن السيناريو الأول يتمثل باحتمال إعلان طهران رغبتها بالعودة لطاولة المفاوضات، بعد أن تأكد لها- وفق هذا التصور- أن منشآتها النووية دُمرت بالكامل، ولم يعد هناك مشروع نووي قابل للاستمرار أو الإحياء في المدى القريب.غير أن هذا السيناريو يبقى ضعيف الاحتمال، بحسب تعبيره، خصوصا في ظل تصريحات متكررة من الوكالة الذرية الإيرانية، تشير إلى نيتها إعادة بناء المنشآت بأقصى سرعة، فضلا عن أن اليورانيوم المخصب قد نقل لمواقع أخرى، ما يمنح إيران القدرة على استئناف البرنامج، وربما حتى الدفع نحو إنتاج قنبلة نووية.أما السيناريو الثاني، فيدور حول خيار حرب استنزاف طويلة الأمد مع الاحتلال، تعتمد فيه إيران على إطلاق الصواريخ بشكل متواصل، مقابل استمرار الغارات الجوية للكيان، فيما تسعى إيران لإرهاق مجتمع الكيان نفسيا واقتصاديا.ولفت حرب، إلى أن المراهنة الإيرانية تقوم على أن جمهور الكيان قد لا يحتمل حالة "اللايقين والدمار المتكرر"، خصوصا بعد أن وصلت صواريخ إيران لمناطق كبرى مثل تل أبيب وحيفا وعسقلان، متسببة بأضرار واضحة للعيان، وهو أمر غير مسبوق من حيث التأثير.وأشار إلى أن هذا السيناريو، يبدو حتى اللحظة الأكثر ترجيحا، إذ تسعى طهران عبره لتثبيت معادلة ردع جديدة دون الانزلاق لمواجهة شاملة.وبشأن السيناريو الثالث، تحدث حرب عن احتمال تطور المواجهة لحرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن هذا الخيار ما يزال مطروحا على الطاولة الإيرانية، وقد يأخذ الصراع منحى مختلفا تماما، ينتقل من محاولة تدمير المشروع النووي وردع القدرات الصاروخية، إلى استهداف النظام الإيراني نفسه.ولفت إلى أن هذا السيناريو يتردد صداه بشكل متزايد في تصريحات وزير حرب الكيان، وأيضا في تهديدات صريحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.تفاهم غير مُعلنوأضاف حرب أن إيران قد تلجأ إلى خطوات تصعيدية، كإغلاق مضيق هرمز أو استهداف بوارج وسفن حربية أميركية أو قواعد عسكرية منتشرة أميركية في منطقة الخليج العربي، ما قد يُشعل حربا أوسع تمتد إلى عموم المنطقة، أو - على الأقل - إلى منطقة الخليج.وفي حال استهدفت طهران منشآت أميركية دون تسبب بمقتل جنود، فقد يُفهم ذلك ضمنيا على أنه جزء من "تفاهم غير معلن" مع واشنطن، يسمح بضربة محسوبة لا تستدعي ردا أميركيا موسعا، مشيرا إلى تصريحات أطلقها نائب الرئيس الأميركي، أشار فيها إلى أن الضربة كانت محدودة وانتهى مفعولها، مؤكدا أن الإدارة الأميركية لا ترى مبررا لتوسيع دائرة الحرب، طالما لم تقع خسائر بشرية في صفوف قواتها.وشدد حرب على أن الضربة الأميركية، لم تفتح باب التهدئة، بل فتحت الباب على مصراعيه لاحتمالات التصعيد، وقد تكون نقطة انطلاق نحو حرب شاملة، بدلا من أن تكون خطوة في اتجاه إنهائها.


الغد
منذ 5 ساعات
- الغد
التوهيت الديني...
اضافة اعلان التوهيت كلمة عامية تعني الإقدام على عمل ما دون التفكير بالنتيجة أو العواقب، فيفاجأ الموهت بعكس ما كان يتوقع ، ودائماً سلبياً. أنه أكبر من التواكل. لعل التوهيت الديني وبخاصة في حالة الصراع، هو أخطر أشكال التوهيت، لاعتقاد صاحبه أو أصحابه، أن الله معه/م ، وأنه/م سيفوز/ون فيه فلا يستعدون كلياً، فيفاجأون بالعكس.مصدر هذا التوهيت اعتقاد أصحاب كل دين بأن دينهم هو الدين الصحيح الوحيد، ومن ثم فإن إلههم هو قطعاً معهم وسيبقى إلى جانبهم في المعركة ولن يتركهم أو يخذلهم فيها وسيطيح بأصحاب الدين الآخر غير الصحيح وهو اعتقاد ناتج عن سذاجة الإيمان.والحقيقة أن كل الأديان ذات طبيعة واحدة، ومجمل أصحابها يفكرون بالطريقة نفسها. يحدث الفرق في الصراع أو المعركة ليس بين من هم أصح دينا كما يعتقدون فكل طرف يعتقد أن دينه هو الصحيح. يحدث الفرق بالتفوق القيادي والإداري والفني أو العسكري.. على الطرف الآخر.في الماضي كان للبعد الديني أثر أو تأثير في نتيجة المعركة، فقد كانت المعارك تدور بالاشتباك بالأيدي بسيف أو برمح.. وكان يفوز فيها الأكثر عدداً وشجاعة وروحاً معنوية، ومع هذا فقد هُزم عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط (الشهداء) لتفوق الفرنسيين عليه في المعركة.ترى لو كان لدى الغافقي مسدساً أو بندقية هابطة عليه وحده في تلك المعركة والزمان من القرن الخامس والعشرين أكان يُهزم؟ لقد تغيرت طبيعة القتال والمعارك اليوم عنها في الأمس. صارت تتم عن بعد ولا يرى المقاتل وجه المقاتل الآخر. صارت تتم بالبنادق والمدافع والصواريخ والطائرات والرادارات والاستخبارات والذكاء الاصطناعي وبلمس أزرار. وبها تبيد إسرائيل غزة والضفة وتدمر العمران فيهما. القتال المعاصر يقضي على الطرف الآخر غير المعاصر التي لا يملكها ويعطل شجاعته وروحه المعنوي.لقد قتلت إسرائيل عن بعد أكثر من خمسين ألف غزي، وجرحت أكثر من مائة وعشرين ألفا ودمرت الحجر والشجر بما في ذلك المساجد والمصاحف والمدارس والجامعات والمستشفيات.لقد أدى التوهيت الديني إلى قتل معظم قادة حماس والجهاد لأنهم كانوا يعتقدون مؤمنين أنه لا حذر ما القدر. لكن كيف نفسر ارتفاع الأعمار في هذا العصر؟لو لم تملك إسرائيل كل أدوات القتل السريعة والدقيقة أكان كل هؤلاء القتلى سيموتون وهؤلاء الجرحى سيصابون؟ ولكن حماس والجهاد في غزة مع هذا لا تعترفان بالحذر مع القدر مع أنهما تخفيان كوادرهما بالأنفاق وبالأقنعة كي لا تتعرف اسرائيل عليهم وتقتلهم عن بعد بالاعتماد على صورة الوجه أو صوت المقاوم. لا زلنا نعلم في المدارس والجوامع إن الحذر لا ينفع مع القدر، وهو موضوع غير محسوم فقهياً إلى اليوم.لقد أدى التوهيت إلى هذه النتيجة المأساوية في قطاع غزة والضفة ليس لأن الله لم يقف إلى جانب حماس والجهاد المسلمين، بل لأنه لا يوجد بين الطرفين تكافؤ في القوة بأشكالها ومستوياتها المختلفة بينهما، فإلى متى سنظل نفكر بهذه العقلية غير العلمية؟ إن القوة او التفوق البشري العلمي والتقني والذكاء الاصطناعي هي الحل ويجب أن نمتلكها.


الغد
منذ 10 ساعات
- الغد
في رسالة إلى حسان.. فنادق البتراء "مهددة" بالإغلاق بسبب أزمات وحروب المنطقة
حسين كريشان رفعت جمعية أصحاب فنادق البترا مناشدة عاجلة إلى رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان. وجاء في المناشدة، التي حصلت عليها "الغد"، أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والاستثنائية التي تمر بها منشآتنا السياحية جراء الأزمات التي تعرضت لها المنطقة، والتي بدأت بجائحة كورونا وما نجم عنها من تدني الطلب على الحركة السياحية الأجنبية، وتلتها الحرب الأوكرانية الروسية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد وأدت إلى تراجع الحركة السياحية بشكل ملحوظ. اضافة اعلان وأكدت المناشدة أنه قبل أن يتعافى القطاع من هذه الأزمات، جاءت الحرب على غزة، وما زالت مستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا، تزامنًا مع بداية حرب جديدة بين إسرائيل وإيران، والتي لا نعلم نهايتها. كل هذه الأزمات المتتالية أثرت سلبًا على القطاع الفندقي بشكل عام، وعلى البترا بشكل خاص، حيث إن الفنادق في البترا تختلف عن الفنادق في باقي مناطق المملكة لاعتمادها بنسبة 100% على السياحة الخارجية، وليس على السياحة الداخلية. وبيّنت المناشدة أن منشآتنا الفندقية وصلت إلى مرحلة حرجة لم يعد بمقدورها الاستمرار في ظل الأعباء المتزايدة من التزامات مالية وضريبية وكلف تشغيلية مرتفعة وقروض بنكية، يقابلها توقف شبه كامل للإيرادات، حتى أصبح خيار الإغلاق الكامل هو الخيار الوحيد المتاح أمام العديد من الفنادق في المنطقة. وأشارت إلى أنه، وبكل أسف، فإن أي توجه نحو إغلاق المنشآت الفندقية في المنطقة سيؤدي بالضرورة إلى إنهاء خدمات أكثر من 1600 موظف وعامل من أبناء الوطن، معظمهم يعيلون أسرًا وعائلات، مما سيضاعف من معاناة المستثمرين وأبناء المنطقة. كما أن استمرار هذا الوضع يهدد بتدمير البنية الأساسية للقطاع السياحي، ويفاقم من معدلات البطالة، ويعمق الأثر الاقتصادي والاجتماعي على الدولة بشكل عام. وطالبت الجمعية رئيس الحكومة باتخاذ الإجراءات العاجلة والعملية لدعم هذا القطاع الوطني الحيوي والحيلولة دون انهياره، وذلك من خلال: تأجيل أو إعادة جدولة الالتزامات المالية والضريبية والفواتير الحكومية المستحقة على المنشآت الفندقية، لحين عودة السياحة كما كانت عليه قبل عام 2020. تقديم إعفاءات أو تخفيضات ضريبية مؤقتة لحين استقرار الأوضاع. دعم كلف التشغيل الأساسية (مياه، كهرباء). تقديم منح أو قروض ميسرة بدون فوائد لتغطية النفقات التشغيلية. إطلاق حزمة إنقاذ سياحي خاصة بمنطقة البترا لتحفيز السياحة المحلية والأجنبية. إعادة جدولة القروض مع البنك المركزي والبنوك التجارية، على أن تتحمل الحكومة الفوائد المترتبة عليها. مساعدة المنشآت الفندقية ولو بجزء من رواتب الموظفين، على غرار برنامج "استدامة" خلال فترة كورونا، حيث إن الفنادق غير قادرة على دفع رواتبهم. وأوضحت المناشدة أن عدد الزوار في البترا خلال الخمسة شهور الأولى من عام 2025 بلغ 159,000 زائر أجنبي، ولو افترضنا أن 50% منهم أقاموا في الفنادق، أي ما يعادل 79,500 سائح، فإن عدد الغرف الفندقية في البترا يبلغ 3,500 غرفة مزدوجة، أي ما يعادل 7,000 سرير، مما يشكل نسبة إشغال 7%، حيث إن النسبة كانت في عام 2024 أقل من 7%. وقالت الجمعية إن قطاع الفنادق في البترا ليس مجرد استثمار اقتصادي، بل هو شريان حياة لمئات الأسر، وحامل رئيسي للاقتصاد المحلي، ورافد أساسي للاقتصاد الوطني. وأضافت: "نأمل من دولتكم الموقرة النظر بعين الحكمة والإنصاف لهذا النداء قبل فوات الأوان."