
منافسة شرسة على العقود.. المغرب يرسم ملامح جديدة للنقل السككي قبل كأس العالم
في إطار استعداداته لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، يُواصل المغرب تسريع وتيرة تحديث بنيته التحتية، مع تركيز خاص على تطوير شبكة النقل السككي.
في خطوة تعكس التزامه بتقديم تجربة نقل عالمية المستوى، يسعى المغرب إلى توسيع وتحديث شبكته الحديدية، وهو ما يُشعل المنافسة بين كبرى شركات تصنيع القطارات العالمية على العقود الكبرى المطروحة في هذا السياق.
وكشف تقرير لصحيفة "إيكونوميستا" الإسبانية عن خروج شركة "تالغو" الإسبانية من السباق نحو عقد ضخم يشمل توريد 150 قطاراً جديداً كمرحلة أولى، من المنتظر تشغيلها قبل انطلاق مونديال 2030.
ووفقا لذات التقرير، هذا الاستبعاد شكل ضربة قوية للشركة، خاصة أنها تمر حالياً بمرحلة إعادة هيكلة مع احتمال استحواذ شركة "Sidenor" عليها.
كما تم استبعاد كل من "ألستوم" الفرنسية و"CRRC Zhuzhou Locomotive" الصينية من المنافسة، وفقا لذات التقرير، ما جعل السباق ينحصر بين شركتي "CAF" الإسبانية و"Hyundai Rotem" الكورية الجنوبية.
العقد المطروح، الذي تُقدّر قيمته بحوالي 1.8 مليار يورو، لا يقتصر على القطارات فائقة السرعة فقط، بل يشمل أيضاً توريد قطارات للخطوط بين المدن، والقطارات السريعة للضواحي، والقطارات الإقليمية السريعة.
هذه الاستثمارات الضخمة تأتي ضمن خطة المغرب لتعزيز شبكة السكك الحديدية، حيث كشف وزير النقل عبد الصمد قيوح في وقت سابق، عن استراتيجية تهدف إلى مد 1300 كيلومتر إضافي من الخطوط فائقة السرعة و3800 كيلومتر من الخطوط الكلاسيكية، مما سيرفع عدد المدن المرتبطة بالشبكة من 23 حالياً إلى 43 مدينة بحلول عام 2030، ليشمل بذلك 87% من سكان البلاد.
هذه المشاريع الطموحة ليست فقط جزءاً من التحضير لكأس العالم، بل تمثل أيضاً رؤية استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تحويل المغرب إلى مركز نقل رئيسي في أفريقيا.
وأكد قيوح في وقت سابق داخل قبة البرلمان، أن تعزيز البنية التحتية السككية سيساهم في تسهيل حركة المسافرين داخل المملكة، وربطها بشكل أكثر كفاءة مع جيرانها وشركائها الدوليين، مما يعزز موقعها كوجهة استثمارية وسياحية بارزة.
وتبقى هذه الاستثمارات خطوة حاسمة لضمان جاهزية المغرب لاستقبال ملايين المشجعين وتقديم تجربة نقل حديثة تلبي أعلى المعايير الدولية.
شارك المقال
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


زنقة 20
منذ 17 ساعات
- زنقة 20
بنموسى: 37 شركة مغربية تشارك في بناء ملاعب المونديال
زنقة 20 ا الرباط خيم موضوع تقدم أشغال تأهيل وتشييد عدد من الملاعب والبنيات التحتية الرياضية على أشغال اللقاء الذي جمع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد العام لمقاولات المغرب، مساء أمس الأربعاء بمركب محمد السادس بالمعمورة، والذي خُصص لتقديم المشاريع المرتبطة بكأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030، واستعراض فرص الاستثمار أمام المقاولات الوطنية. وخلال اللقاء، جددت زينب بنموسى، المديرة العامة للوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، التأكيد على أن الأشغال بكل من ملعب مولاي عبد الله بالرباط والملعب الكبير بطنجة تشارف على الانتهاء، على أن يُفتتحا بشكل رسمي خلال شهر يونيو المقبل، وهو ما سبق أن أعلنه رئيس الجامعة، فوزي لقجع، في كلمته بالمناسبة. وكشفت بنموسى أن الوكالة تشرف على أشغال التأهيل والتهيئة الشاملة لستة ملاعب مدرجة ضمن ملف احتضان مونديال 2030، ويتعلق الأمر بكل من الملعب الكبير لطنجة، وملعب مولاي عبد الله بالرباط، وملعب الحسن الثاني الكبير ببنسليمان، إلى جانب الملاعب الكبرى بمراكش وأكادير وفاس. وفي إطار التحضيرات لاحتضان كأس إفريقيا للأمم، المرتقب تنظيمها بالمغرب بين شهري دجنبر ويناير المقبلين، أوضحت المسؤولة ذاتها أن عدداً من الملاعب بالعاصمة الرباط خضعت لأشغال تأهيل، ويتعلق الأمر بملعبي 'البريد' و'مولاي الحسن'، والملعب الأولمبي، إضافة إلى المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي أعيد فتحه بعد استكمال الإصلاحات. وبحسب المعطيات الرسمية التي قدمتها بنموسى، فإن برنامج الصفقات العمومية لسنة 2025 يتضمن بناء الملعب الكبير الحسن الثاني ببنسليمان على شطرين، حيث من المقرر فتح الأظرفة الخاصة بالشطر الأول يوم 10 يونيو المقبل، في حين يُرتقب إطلاق طلبات العروض الخاصة بالشطر الثاني في دجنبر المقبل، بتكلفة إجمالية تُقدّر بـ6 مليارات درهم. أما بخصوص تهيئة ملعب فاس ضمن التحضيرات للمونديال، فأشارت بنموسى إلى أن فتح طلبات العروض مبرمج خلال شهر نونبر المقبل، بتكلفة تُقدّر بـ2 مليار درهم، وهي نفس الميزانية المخصصة لتأهيل الملعبين الكبيرين لمراكش وأكادير. وعلى مستوى إدارة مشاريع هذه الأوراش الكبرى، أفادت المسؤولة بأن فرق التسيير تتكوّن من مهندسين معماريين ومكاتب دراسات وتحكم مغربية، باستثناء ملعبيْ مولاي عبد الله وبنسليمان اللذين يعرفان شراكة بين مهندسين مغاربة وأجانب. كما أكدت بنموسى أن جميع الشركات المنجزة للمشاريع مغربية، وعددها 37 شركة مكلفة بتنفيذ 59 شطراً من الأشغال، مبرزة أن هذه الملاعب ستحصل على شهادة 'المباني الخضراء' وفق المعايير الدولية المعادلة لشهادة LEED Gold، حيث تم بالفعل اعتماد الرباط في مرحلة التصميم، بينما يوجد ملف ملعب طنجة في طور المعالجة. وفي سياق تعزيز القدرة التنافسية لقطاع البناء والأشغال العمومية، دعت بنموسى إلى اعتماد تقنيات جديدة مثل نمذجة معلومات البناء (BIM)، والتصنيع المسبق، والطباعة ثلاثية الأبعاد، إلى جانب استعمال مواد مبتكرة وإيكولوجية، وتشجيع البحث والتطوير، وتعزيز الشراكة بين المقاولات ومؤسسات التكوين. كما أوصت الوكالة بتحسين جودة تنفيذ المشاريع ودعم الهندسة المغربية، من خلال التكوين المستمر، ونشر وثائق تقنية وتنظيمية مرجعية. كما شددت على أهمية الاعتماد على المواد المحلية في إنجاز الأشغال، وإدراجها في دفاتر التحملات الخاصة بالمشاريع المستقبلية.


أخبارنا
منذ يوم واحد
- أخبارنا
تطوان.. اتفاقية ثلاثية لتعليم الإسبانية لفائدة الصحافيين وأبنائهم استعدادا لمونديال 2030
شهدت مدينة تطوان، مساء يوم الخميس 22 ماي الجاري، توقيع اتفاقية شراكة هامة بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ومعهد سيرفانتيس، وجمعية الأعمال الاجتماعية للصحافة، وذلك في إطار تنزيل توصيات المؤتمر الأربعين لصحافيي الضفتين، المنعقد في نونبر 2024. الاتفاقية، التي جرى توقيعها بحضور السفير الإسباني بالمغرب *ريكاردو دييز-هوشلايتنر رودريغيث*، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية وممثلي هيئات إعلامية وثقافية، تروم تعزيز التكوين اللغوي للصحافيين المغاربة، لاسيما في اللغة الإسبانية، تماشياً مع التحديات المرتبطة بتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، التي سيحتضنها المغرب إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال. وستمكن هذه الاتفاقية الصحافيين وأفراد أسرهم من الاستفادة من دورات تعليم اللغة الإسبانية بمعهد سيرفانتيس، بشروط تفضيلية وتخفيضات مهمة، سيتم الكشف عن تفاصيلها لاحقاً، في إطار دعم القدرات اللغوية للعاملين في المجال الإعلامي، وتحفيزهم على الانفتاح على اللغات الحية، بما يخدم تغطيتهم للأحداث الدولية المقبلة، وعلى رأسها مونديال 2030. وشكل حفل التوقيع مناسبة لاستعراض مضامين الاتفاقية وآليات تنفيذها، حيث تم تقديم شروحات مفصلة حول مساهمة كل طرف، وسبل ضمان إنجاح هذا المشروع التكويني الطموح. وفي مداخلة له بالمناسبة، عبّر رئيس تحرير صحيفة *ماركا* الإسبانية، خوسيه فيليكس دياز، عن استعداده التام للتعاون مع الصحافيين المغاربة وتأطيرهم في المجال الرياضي، استعداداً لمونديال 2030 المشترك، مؤكداً أن إسبانيا سعيدة بالتقارب الإعلامي مع المغرب، وترحب بمثل هذه المبادرات التي تعزز التفاهم والتكامل بين صحافة البلدين. من جهته، أكد السفير الإسباني بالمغرب السيد انريكي اوخيدا أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة أولى نحو اتفاقيات مستقبلية ستُوقّع في إسبانيا، مخصصة كذلك لتكوين الصحافيين في مجالات مختلفة، مشدداً على أن التعاون المغربي الإسباني في المجال الإعلامي يمثل لبنة أساسية في إنجاح الشراكة الثلاثية لتنظيم المونديال. كما أكد السفير الاسباني على استعداد سفارته لتوسيع دائرة الاتفاقية على المستوى الوطني بين معاهد سرفانتيس وفروع النقابة الوطنية للصحافة المغربية. أما الزميل مصطفى العباسي، رئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بجهة الشمال، فقد عبر عن سعادته الكبيرة بتوقيع هذه الاتفاقية، التي اعتبرها "نقلة نوعية في مسار التكوين الصحافي الجهوي، وفرصة حقيقية لتمكين الصحافيين من أدوات لغوية وتقنية جديدة، تفتح أمامهم آفاقاً مهنية أوسع، خصوصاً في ظل التحديات التي يفرضها تنظيم تظاهرة عالمية بحجم كأس العالم". ويُرتقب أن يشهد يومي 26 و27 ماي الجاري تنظيم ورشة تكوينية متخصصة في الصحافة الرياضية، بمشاركة صحافيين متخصصين من داخل وخارج المغرب، ولاعبين دوليين، وذلك في إطار تنزيل بنود الاتفاقية الجديدة على أرض الواقع.


LE12
منذ 2 أيام
- LE12
السغروشني: التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي محركان لتجويد الحياة الحضرية
أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أن تحسين جودة وأبرزت الوزيرة، في كلمة خلال افتتاح الدورة التاسعة من ملتقى وأكدت أن تحديات المدن الذكية تكمن في القدرة على إعادة ابتكار الإطار المعيشي الحضري، بالاعتماد على مقاربة متعددة التخصصات تجمع بين التخطيط الحضري والتكنولوجيات الناشئة والحكامة التشاركية وإشراك المواطنين، داعية إلى تفكير مبتكر يجمع بين ضرورات التنمية المستدامة ومتطلبات المدينة الذكية. من جهته، أكد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، أن التنقل يشكل إحدى الرافعات الاستراتيجية للتنمية، في الوقت الذي تشهد فيه المدن تحولات عميقة. وأبرز السيد قيوح، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، خالد الشرقاوي، المشاريع الهيكلية الجاري تنفيذها في جهة الدار البيضاء – سطات (الخط السككي فائق السرعة، والمناطق اللوجستية…)، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تعكس رؤية مندمجة تربط بين التنمية الاقتصادية، والإدماج الاجتماعي، والتحول البيئي والرقمي. كما أشار الوزير إلى أن مشروع المدينة الذكية للدار البيضاء أصبح منصة أساسية للتفكير الجماعي في مستقبل المدن الكبرى. من جانبه، سلط المدير العام لشركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، محمد الجواهري، الضوء على الفرص العديدة التي توفرها التكنولوجيات الناشئة لمواجهة رهانات المدينة التي تشمل التنقل، والبنية التحتية الرياضية، والحكامة، والإدماج الاجتماعي والتشغيل. ولفت إلى أن هذه النسخة، التي تقام تحت شعار 'مدن ذكية من الجيل الجديد.. الابتكار من أجل مدينة مستدامة وشاملة'، تهدف إلى تجاوز الابتكار التكنولوجي البسيط لتعزيز التحول العميق في علاقة المواطن بالمدينة. وأضاف أنه في الوقت الذي تستعد فيه العاصمة الاقتصادية لاستضافة أحداث دولية كبرى وتعزيز بنيتها التحتية، فإن المدينة تؤكد مكانتها كرائدة في مجال المدن الذكية الإفريقية. بدوره، أشاد جاكيس غابرييل كيمليو تشاغبو، المستشار الخاص للرئيس الوطني للاتحاد البلديات والمدن المتحدة في الكاميرون، ممثل مدينة ياوندي، ضيف شرف هذه الدورة، بالتجربة المغربية في مجال المدن الذكية، ووصفها بأنها 'مصدر إلهام حقيقي للمدن الإفريقية'. وأكد على أهمية الشراكة بين المغرب والكاميرون، خاصة في مجالات التحول الرقمي والتخطيط الحضري المستدام والحكامة المحلية، داعيا إلى تكثيف التبادلات جنوب-جنوب بهدف بناء نماذج للتنمية الحضرية تتماشى مع واقع القارة الإفريقية. ويقترح ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء 2025، على مدى يومين، برنامجا غنيا يجمع بين تنظيم ندوات دولية وموائد مستديرة وورشات عمل موضوعاتية، بالإضافة إلى فضاءات مخصصة للمقاولات الناشئة والابتكار المحلية. كما يتضمن البرنامج تنظيم 'هاكاثون' يشارك فيه أزيد من 100 شاب من تخصصات متعددة، لتقديم حلول عملية لقضايا ملحة في مجالات الطاقة، والتنقل، والتكنولوجيا المدنية.