
هل ضاقت بريطانيا ذرعاً بحكومة نتنياهو؟
بدا وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي يوم أمس الثلاثاء، غاضباً وحاداً في كلمته أمام مجلس العموم، حول آخر التطورات في
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
، والوضع الإنساني الكارثي جرّاء منع إسرائيل دخول
المساعدات الإنسانية
للفلسطينيين المحاصرين. وأعلن لامي في كلمته عن وقف المحادثات التجارية مع إسرائيل، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن إلى وزارة الخارجية، وفرض عقوبات على عدة أشخاص وكيانات من المستوطنين، في الضفة الغربية المحتلة.
أعقب إعلان لامي استجواب نواب البرلمان له حول نفس الموضوع، وكان واضحاً التأييد الواسع من مختلف الأحزاب الممثلة في البرلمان لهذه الإجراءات، حتى من هم في المعارضة، ودعوة العديد منهم وبشكل حاد، وحتى نواب في حزب العمّال، لاتخاذ إجراءات أشد، تشمل وقفاً شاملاً لتوريد السلاح من بريطانيا إلى إسرائيل، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويبدو أن موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح على أجندة حكومة حزب العمّال بشكل فعلي، بعد تصريحات وتحركات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً، وهو ما تحدث عنه لامي حول بحث الحكومة البريطانية لذلك، مع الإشارة إلى القمة الفرنسية السعودية في نيويورك الشهر المقبل، والانضمام إليها.
ووجّه لامي نقده لحكومة
بنيامين نتنياهو
تحديداً، عوضاً عن توجيهه لإسرائيل كنظام ودولة، مؤكداً أكثر من مرة ذلك، ومؤكدا أن ممارسات حكومة نتنياهو هي التي دفعت الحكومة البريطانية لاتخاذ هذه الخطوات، مع إشارته لكونه صديقاً دائماً لإسرائيل، وأن الطريق الوحيد لتحرير المحتجزين الإسرائيليين هو بالتفاوض.
اختار لامي في كلمته التي نُسقت مسبقاً مع رئيس الحكومة كير ستارمر، أن يُوجه كلامه للشعب الإسرائيلي أيضاً قائلاً إن هذه الإجراءات ليست ضد الشعب الإسرائيلي، بل ضد الحكومة، بسبب "سلوك الحرب في غزة"، والذي وصفه بأنه "يتنافى مع قيم الشعب البريطاني".
Today we have suspended negotiations with this Israeli government on a new free trade agreement.
It is not possible to advance these discussions with a government that is pursuing egregious policies in the West Bank and Gaza.
My statement 👇🏿
pic.twitter.com/EGDfPAQ94i
— David Lammy (@DavidLammy)
May 20, 2025
ولعل الحدة والانفعال الأبرزين في تصريحات وزير الخارجية يوم أمس، ظهرا عندما ردّ على وزيرة الخارجية في حكومة الظل عن حزب المحافظين بريتي باتيل، ونهرها بشدة كونها لم تُدن منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات للأطفال الذين يتعرضون للتجويع، فيما يعكس ذلك المشهد نفاد صبر الحكومة البريطانية من حكومة نتنياهو التي أُعطيت كل الفرص والدعم في هذه الحرب.
فالحكومة البريطانية لم توقف بشكل كامل تصدير السلاح لإسرائيل، وأخيراً، صدرت تقارير جديدة تفيد بازدياد التوريد، وإيجاد طرق أخرى لوصول قطع سلاح لطائرات إف-35 لإسرائيل عن طريق طرف ثالث، وهي التي كانت ضمن الرخص التي أوقفتها حكومة حزب العمال من التصدير في سبتمبر/ أيلول الماضي، إضافة للتنسيق الاستخباراتي مع إسرائيل، من خلال نشاط سلاح الجو الملكي في القواعد العسكرية البريطانية في قبرص والطلعات الجوية فوق غزة.
أخبار
التحديثات الحية
بريطانيا تستدعي سفيرة إسرائيل وتعلّق مفاوضات التجارة بسبب حرب غزة
ديفيد لامي نفسه كان يدافع عن التواصل القائم مع حكومة نتنياهو في السابق، والزيارات التي يقوم بها لإسرائيل كوسيلة للضغط وتحقيق تقدم في إنهاء الحرب على غزة بشكل نهائي، وهو ما لم يحصل مع استئناف إسرائيل للحرب والتجويع.
في الأسبوعين الماضيين، كثّف الإعلام العالمي والبريطاني التغطية حول الكارثة الإنسانية في غزة، والصور التي لا يمكن لأحد في العالم تفاديها، مع ورود تقارير أممية ولمؤسسات دولية وحقوقية حول الفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتصريحات المباشرة للقادة الإسرائيليين التي تؤكد نية الإبادة والتهجير والتجويع، ومساعي الولايات المتحدة لاستبدال نظام الأمم المتحدة في توزيع المساعدات الإنسانية، الأمر الذي دفع بعض الدول الأوروبية الغربية للتحرك.
كما أن التحركات الشعبية في المملكة المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني لم تتوقف أبداً منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، كانت آخرها التظاهرة الضخمة في ذكرى النكبة يوم السبت الماضي في لندن، التي شارك فيها قرابة نصف مليون متظاهر. ورغم أن الحكومة البريطانية تتجاهل الحراك الشعبي ومطالبه، لكنها تقرأ ما يحصل وتدرك تماماً مؤشرات الرأي العام في الشارع البريطاني في هذا الخصوص، والذي لا يظهر فقط في التظاهرات، بل يأخذ أشكالاً متعددة، منها على سبيل المثال، تصويت غالبية عمّال شبكة متاجر "كو آوب" للأغذية قبل أيام، على قرار يؤيد منع استيراد وبيع المنتوجات الإسرائيلية في واحدة من أكبر شبكات متاجر الأغذية في المملكة المتحدة، وحراك الطلاب في الجامعات، وازدياد تأييد مقاطعة إسرائيل من قبل المجتمع المدني وعدد من المجالس المحلية.
كما تقرأ حكومة حزب العمّال قاعدة حزبها الشعبية التي تضغط هي أيضاً بالمزيد من التحركات لوقف الحرب ومعاناة الفلسطينيين في غزة، إذ خسر الحزب من قاعدته الشعبية من ناحية عدد المصوتين في انتخابات يوليو/ تموز الماضي، وخسر بعض الدوائر بسبب غزة، وهو ما لا يريده أن يتوسع أكثر في أي انتخابات قادمة، خصوصاً مع تقدم حزب الإصلاح اليميني في المشهد السياسي البريطاني.
وكانت الحكومة البريطانية تأمل في أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار الذي خرقته إسرائيل قبل أكثر من شهرين، المخرج لإنهاء الحرب في غزة وخروج المحتجزين الإسرائيليين ضمن صفقة، لوقف هذا الصراع وانعكاساته، والذي يلقي بظلاله على الساحة الدولية والمشهد السياسي الداخلي في بريطانيا بشكل غير مسبوق، ولعل ذلك الخرق والتنكر لمطالب أهالي المحتجزين الإسرائيليين كان بداية ضيق الذرع بشكل كبير مع حكومة بنيامين نتنياهو.
أشار ديفيد لامي في كلمته أيضًا إلى تجربة تعامل الحكومة البريطانية مع ما سماه "الإرهاب" سابقًا في أيرلندا الشمالية، إذ قال إن العنف وحده ليس الطريق للتعامل مع "الإرهاب" بل يجب طرح مبادرات سياسية، مع تأكيده أن مواجهة "حماس" التي يجب ألا تلعب دوراً مستقبلاً في إدارة غزة، لا تعني تجويع أطفال غزة.
ومن اللافت أيضاً في كلمته التي تعكس انطباعاً عن تحولات أكثر جدية في التعامل مع إسرائيل، خلال محاججته لوزيرة الخارجية في حكومة الظل من المحافظين، دفاعاً عن الإجراءات المعلنة، قوله إن مارغريت تاتشر كانت أول من فرض وقف تصدير السلاح لإسرائيل خلال اجتياح الأخيرة لبنان عام 1982، وأن ديفيد كامرون كان أول من وصف قطاع غزة بـ"معسكر سجن"، وأن حكومة تيريزا ماي من تبنت قرار الأمم المتحدة 2334 حول المستوطنات.
وتنعكس جدية الحكومة البريطانية بتصريح لامي بأن إجراءات أخرى بُحثت وسوف تُتخذ، في حال عدم امتثال الحكومة الإسرائيلية بإدخال المساعدات، أو في حال تهجير الغزيين، رافضاً الكشف عنها في هذه المرحلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
واشنطن تدرس نشراً دائماً لمقاتلات إف-35 في كوريا الجنوبية
يدرس الجيش الأميركي نشراً دائماً لمقاتلات من طراز إف-35 إيه المتطورة في كوريا الجنوبية بحسب ما قاله مصدر اليوم الأحد. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، نقلاً عن المصدر الذي لم تكشف عنه، أنه في حال تنفيذ عملية النشر هذه، فستمثل إضافة كبيرة إلى الأصول الجوية الأميركية في كوريا الجنوبية، التي تتكون معظمها من طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الجيل الأقدم. وقد جرى نشر طائرات إف-35 مؤقتاً فحسب في السابق للتدريب المشترك. وقال المصدر: "لدى الجيش الأميركي مفهوم النشر الدائم لطائرات إف-35 إيه في قاعدة كونسان الجوية، وسيجري نشر سرب واحد في البداية، وهناك احتمال لنشر سرب آخر بالتناوب"، يشار إلى أن السرب هو وحدة تابعة للقوات الجوية تتكون من حوالى 20 طائرة. يذكر أنه في يوليو/تموز من العام الماضي، أعلنت القوة الجوية السابعة الأميركية في كوريا الجنوبية نقل تسع طائرات من طراز إف-16 من قاعدة كونسان الجوية إلى قاعدة أوسان الجوية لإنشاء "سرب سوبر" يضم 31 طائرة مقاتلة في قاعدة أوسان الجوية. وطائرات إف-35 هي الأحدث في أسطول المقاتلات الجوية الأميركية، وقادرة على التحليق في عمق أراضي العدو دون أن يجري رصدها. وتشغل كوريا الجنوبية حالياً 39 طائرة من طراز إف-35 إيه وتخطط للحصول على 20 طائرة أخرى. أخبار التحديثات الحية زعيم كوريا الشمالية يدشن مدمرة صنعت في 400 يوم وتدعم الولايات المتحدة كوريا الجنوبية في مواجهة تهديدات جارتها الشمالية التي تصاعدت على إثر تجارب صاروخية عدّة خلال الأشهر الأخيرة. كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تستعدان لمواجهة التهديدات النووية وقالت شبكة (كيه. بي. إس. وورلد) الإذاعية الكورية الجنوبية، أمس السبت، إن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اتفقتا على الاستعداد الكلي ضد التهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية، وتعزيز موقف الدفاع المشترك أكثر. وجرى التوصل إلى هذا الاتفاق خلال مشاورة سياسية بين كيم تاي هيو، النائب الأول لمدير مكتب الأمن القومي، ونائب الممثل الخاص الأميركي في كوريا الشمالية أليكس وونج، كما قرر المسؤولان البحث عن سبل التعاون نحو زيادة التآزر بين قدرات الجيش الكوري الجنوبي والقوات الأميركية في كوريا. وأكد الحليفان على أهمية التعاون الثنائي في مجال بناء السفن من خلال مجالس الأمن القومي لدى البلدين، لتعزيز التعاون في صناعة الدفاع والأمن البحري، وقال مكتب الأمن القومي في سيول إن المحادثات تأتي متابعة لزيارة مستشار الأمن القومي شين وون سيك إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، والمحادثة الهاتفية التي أجراها القائم بأعمال الرئيس هان داك سو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
الولايات المتحدة تدرس سحب آلاف القوات من كوريا الجنوبية
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال ، بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس سحب آلاف الجنود الأميركيين من كوريا الجنوبية، وفقاً لما نقلته عن مسؤولين دفاعيين مطلعين على المناقشات. ومن شان هذ الخطوة حسب الصحيفة أن تثير قلقاً جديداً بين الحلفاء بشأن التزام البيت الأبيض تجاه آسيا. في المقابل، نقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء اليوم الجمعة، عن وزارة الدفاع القول إن سول وواشنطن لم تجريا محادثات بشأن سحب قوات الولايات المتحدة من البلاد. وذكر المسؤولون ومصدر مطلع لـ"وول ستريت جورنال"، أن البنتاغون يدرس خياراً يقضي بسحب نحو 4500 جندي ونقلهم إلى مواقع أخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك غوام. وأوضح اثنان من المسؤولين للصحيفة، أن هذه الفكرة قيد الإعداد لينظر فيها الرئيس ترامب في إطار مراجعة غير رسمية للسياسة الأميركية بشأن التعامل مع كوريا الشمالية. ولفت المسؤولان إلى أن الاقتراح لم يصل بعد إلى مكتب ترامب وهو من الأفكار قيد المناقشة من قبل كبار المسؤولين الذين يقومون بالمراجعة. وقا ل متحدث باسم البنتاغون إنه لا توجد إعلانات سياسية للإعلان عنها. من جانبه، لم يتطرق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بيت نجوين، إلى مسألة سحب القوات، لكنه أكد التزام ترامب بـ"نزع السلاح النووي الكامل" من كوريا الشمالية. ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية التعليق. ومنذ ولايته الأولى، فكر ترامب في تغيير الخطة الأميركية في كوريا الجنوبية، حيث يوجد نحو 28500 جندي. وحذر كبار القادة المشرفين على القوات الأميركية في آسيا الشهر الماضي من خفض أعدادهم، قائلين إن الانسحاب من شأنه أن يعرض قدرتهم على الانتصار ضد كوريا الشمالية، وفي صراعات محتملة أخرى ضد الصين وروسيا والتي قد تنشأ في شمال شرق آسيا، للخطر. وتردد صدى هذا التقييم في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في العاشر من إبريل/نيسان، والتي قال فيها الأدميرال صموئيل بابارو، القائد الأعلى في المنطقة، عن سحب القوات من كوريا الجنوبية: "بطبيعة الحال، من شأنه أن يقلل من قدرتنا على الانتصار في الصراع". ويرى مسؤولون أميركيون أن القرار بشأن مستويات القوات لن يصدر إلا بعد أن تتضح الرؤية بشأن اتجاه الحرب في أوكرانيا وما إذا كانت الإدارة ستواصل دعم كييف عسكريا. أخبار التحديثات الحية واشنطن تدرس نشراً دائماً لمقاتلات إف-35 في كوريا الجنوبية في المقابل، ذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، نقلاً عن مصدر لم تكشف عنه، أن الجيش الأميركي يدرس نشراً دائماً لمقاتلات من طراز إف-35 إيه المتطورة في كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أنه في حال تنفيذ عملية النشر هذه، فستمثل إضافة كبيرة إلى الأصول الجوية الأميركية في كوريا الجنوبية، التي تتكون معظمها من طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الجيل الأقدم. وقد جرى نشر طائرات إف-35 مؤقتاً فحسب في السابق للتدريب المشترك. يذكر أنه في يوليو/تموز من العام الماضي، أعلنت القوة الجوية السابعة الأميركية في كوريا الجنوبية نقل تسع طائرات من طراز إف-16 من قاعدة كونسان الجوية إلى قاعدة أوسان الجوية لإنشاء "سرب سوبر" يضم 31 طائرة مقاتلة في قاعدة أوسان الجوية. وفي أول زيارة رسمية له إلى آسيا في وقت سابق من هذا العام، صرّح وزير الدفاع بيت هيغسيث بأنه يريد من الولايات المتحدة وحلفائها إعادة إرساء الردع، ووعد بتحول "غير مسبوق" نحو المنطقة. ومع ذلك، لا يزال الحفاظ على وجود عسكري أمريكي كبير في كوريا الجنوبية مصدر قلق رئيسي للبنتاغون وسول.


BBC عربية
منذ 21 ساعات
- BBC عربية
"الكلمات القاسية من بريطانيا لا تكفي، ترامب وحده قادر على كبح جماح إسرائيل"
نستعرض في جولة عرض الصحف اليوم الخميس، أبرز المقالات التي تناقش العقوبات الكندية الأوروبية على إسرائيل نتيجة سياستها في الحرب على غزة، ونهج الرئيس الأمريكي في المفاوضات النووية الإيرانية، وتطورات مجال محركات البحث في عصر الذكاء الاصطناعي. ونستهل جولتنا بمقال في صحيفة الإندبندنت البريطانية، بعنوان "الكلمات القاسية من بريطانيا لا تكفي، ترامب وحده قادر على كبح جماح إسرائيل" للكاتب ألون بينكاس. ويبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى تراجع الدعم الغربي لإسرائيل في حربها على غزة، خصوصاً ما صدر مؤخراً من بيان مشترك بريطاني-كندي-فرنسي بشأن إسرائيل. ويتحدث الكاتب عن "تعليق بريطانيا لمحادثات توسيع التجارة مع إسرائيل وقرار الاتحاد الأوروبي بمراجعة اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع إسرائيل القائمة منذ عام 1995، وعودة نواياه بالاعتراف بدولة فلسطينية"، حيث يرى الاتحاد بأن "إسرائيل قد لا تلتزم بالمادة الثانية من الاتفاق، التي تنص على أن العلاقات بين الطرفين وجميع أحكام الاتفاق يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.. وتشكل عنصراً أساسياً في هذه الاتفاقية"، وفق الكاتب. ويفنّد الكاتب الرأي الإسرائيلي السائد بشأن الإجراءات المتخذة ضدها والمتمثل بأن "الأوروبيين وجدوا فرصة سانحة لإدانة إسرائيل عقب تهميش الرئيس الأمريكي لها في زيارته الأخيرة للشرق الأوسط". ويقول "بريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي ليسوا معادين لإسرائيل.. ولم يتلقوا إشارة من واشنطن". ويوضح الكاتب أن السياسيين المعروفين بدعمهم لإسرائيل أصبحوا هم أيضاً ينتقدون الوضع في غزة، ومنهم كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته ديفيد لامي اللذان وصفا الحرب في غزة بأنها "تطهير عرقي، ومعاناة لا تطاق". ينوه إلى أنه حتى ترامب، الذي كان يُعد من أقرب حلفاء بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بات مستاءً من سياساته ويتجاهله، مفضلاً التعامل مع قوى أخرى في الشرق الأوسط. ويرى الكاتب أن "الرئيس ترامب لم يقلل من شأن إسرائيل، بل نتنياهو فعل ذلك بنفسه عبر سنوات من التحدي والغطرسة والسياسات المتهورة". ويتساءل الكاتب عمّا إذا كانت التطورات الأخيرة تمثل "تسونامي دبلوماسياً ضد إسرائيل، والذي سيزيد من عزلتها ونبذها دولياً؟". ويوضح أن الحل يقع بيد الولايات المتحدة من خلال خيارين؛ إمّا بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، وإمّا بتجاهل الأمر، مؤكداً أن "كلا الخيارين سيُولّدان المزيد من الانتقادات الأوروبية أو حتى إجراءات ملموسة ضد إسرائيل". ويبين الكاتب أن حكومة نتنياهو أصبحت عبئاً على إسرائيل، وأن الأخيرة عليها التخلص من هذه الحكومة. ويتوقع أن "يأتي يوم الحساب" لإسرائيل، التي "تتجاهل وتسخر وتتحدى أفكار الحلفاء ومقترحاتهم السياسية منذ 1967، والتي تغذي بدلاً من ذلك شعوراً زائفاً بالضحية لأسباب سياسية". "إيران تتمسك بالتخصيب النووي" وننتقل إلى افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بعنوان "إيران تتمسك بالتخصيب النووي". تعرب الصيحفة في مستهل افتتاحيتها عن دعمها لمسار التفاوض الأمريكي مع إيران، معتبرة أن "الرئيس الأمريكي يدفع في الاتجاه الصحيح، بدليل أن "الحكام الإيرانيين غير راضين عن اتجاه المحادثات النووية". وتقول إن "إنهاء التخصيب ضروري لقطع الطريق الأسهل لإيران للحصول على القنبلة"، مبينة أن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم ما هو إلّا خطر كبير، ويجب أن يكون خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه. وتشكك الصحيفة في نوايا إيران غير المعلنة من المحادثات، بقوله إن "الإيرانيين يُمارسون ألعاباً خادعة، ويدركون جيداً أن المفاوضات تحمي برنامجهم النووي من الهجوم وعملتهم من الانهيار السريع". وتُبرز الصحيفة الدعم داخل الولايات المتحدة لتحركات إدارة ترامب ضمن أسوار الملف النووي الإيراني، من خلال الاستشهاد بالإجماع شبه التام بين الجمهوريين، وحتى بعض الأصوات المعتدلة، على ضرورة منع إيران من أي شكل من أشكال التخصيب. وتطعن بقدرة إيران على "ممارسة الضغط بالقوة" على الإدارة الأمريكية، باعتبار أن "دفاعاتها الجوية معطلة ووكلاؤها في حالة من الفوضى، بفضل إسرائيل". وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالتحذير من أن رفض إيران للمطالب الأمريكية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل استخدام القوة العسكرية من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل. "المواقع الإلكترونية تواجه شبحاً تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي" ونختتم جولتنا مع مقال تكنولوجي بعنوان "يواجه ناشرو مواقع الويب شبح شبكة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولصالحه"، في صحيفة لو موند الفرنسية، للكاتب ألكسندر بيكارد. ويسلّط الكاتب الضوء في مقاله على التغيرات التي طرأت على محركات البحث عبر مواقع الإنترنت بسبب انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي. ويقارن الكاتب كيفية الوصول إلى المحتوى على الانترنت قبل وبعد ظهور الذكاء الاصطناعي، "ففي الماضي، كان عليك أن تكون في موقع جيد على غوغل، أمّا اليوم، لم يعد ذلك كافياً؛ بل يجب أن يستشهد بك الذكاء الاصطناعي في ردوده". وينقل الكاتب مخاوف الناشرين بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على زيارة المستخدمين لمواقعهم الإلكترونية، مبيناً أن هذه الأدوات التي تجيب على أسئلة المستخدمين مباشرة قد تقلل من عدد النقرات على الروابط الخاصة بهم، بما سيؤثر على الظهور الرقمي للمحتوى. ويشير إلى الغموض الذي يلتف آلية اختيار الروابط التي تظهر في إجابات روبوتات الدردشة، موضحاً أن بعض الشركات تتبنى سياسات غير واضحة في هذا السياق، ما يزيد من القلق حول كيفية تحسين المحتوى ليتناسب مع هذه الأنظمة. ويعرب عن المخاوف المرتبطة بمنافسة المحتوى التقليدي مع المحتوى الذي تم إنتاجه بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، والتي يشكك الكاتب بجودتها وموضوعيتها. ويؤكد الكاتب على ضرورة تحسين المواقع لتكون أكثر توافقاً مع الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال إجراء تغييرات أو تحسينات في واجهات المواقع أو حتى تطوير نسخ أخرى من المواقع مخصصة لتفاعل الذكاء الاصطناعي فقط، وهو ما يشبه مفهوم "المطابخ الشبحية" التي توفر الطعام عبر منصات توصيل الطعام فقط.