
باستخدام المسيرات وبعوض الفيل والأسماك.. الصين تشن حربًا شاملة على فيروس «شيكونجونيا» (تفاصيل)
وفي مدينة فوشان جنوب الصين، يخوض المسؤولون معركة شاملة ضد حمى «شيكونجونيا»، وهو مرض فيروسي مؤلم ينتقل عن طريق البعوض ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء البلاد.
وجرى استخدام طائرات بدون طيار «مسيرات» لتحديد مواقع تكاثر البعوض، حيث أدخل باحثون «بعوض الفيل» العملاق، الذي تتغذى يرقاته على «البعوض الحامل للفيروس»، كما أُطلقت آلاف الأسماك الآكلة للبعوض في برك المدينة.
انتشار سريع وأكبر تفش منذ 2008
ووفقا لـ «نيويورك تايمز»، ينتقل «فيروس شيكونغونيا»عن طريق لدغات البعوض المصاب، ونادرًا ما يكون مميتًا، ولكنه يسبب حمى وآلامًا شديدة في المفاصل، إذ أصاب الفيروس حوالي 8 آلاف شخص في الصين خلال 4 أسابيع، معظمهم في فوشان.
ويُعد أكبر تفشٍّ من نوعه في البلاد منذ ظهور الفيروس لأول مرة في البلاد عام 2008، فيما يرجع الخبراء ذلك بارتفاع درجات الحرارة العالمية أدى إلى طقس أكثر دفئًا ورطوبةً هناك، مما سمح للبعوض بالنمو.
وينتقل فيروس «شيكونجونيا» عن طريق بعوضة «الزاعجة» التي تنقل أيضًا حمى الضنك وزيكا، وقد اكتُشف لأول مرة في جنوب تنزانيا في خمسينيات القرن الماضي، حيث اشتق اسمه من لغة «كيماكوندي»، ويعني «الذي ينحني»، في إشارة إلى الوضعية المشوهة لمن يعانون من الألم.
وللتكاثر لا يحتاج البعوض إلى الكثير من الماء، ولا حتى إلى بحيرة، حيث يستطيع الانتشار والتكاثر حتى في أصغر بركة ماء، كغطاء زجاجة كوكاكولا، كما يقول رين تشاو، الأستاذ بجامعة هونج كونج الذي يبحث في تأثير تغير المناخ على انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض في المناطق الحضرية.
إجراءات صارمة وعقوبات حال عدم التنفيذ
بعد اكتشاف حالة إصابة وافدة بفيروس «شيكونجونيا» في فوشان في 8 يوليو الماضي، انتشرت العدوى بسرعة، والآن، يُطالب المواطنون على قضاء 3 دقائق على الأقل كل صباح في تنظيف جميع مصادر المياه الراكدة، إلى جانب منع موظفي الجهات الحكومية العودة إلى منازلهم إلا بعد فحص شامل لأحواض النباتات، وصواني الشاي، والمشروبات المتبقية، ومظلات الأسطح بحثًا عن الماء.
ولمكافحة تفشي المرض، تستعين السلطات أيضًا بدليل مألوف تم صقله خلال جائحة كوفيد- تعبئة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة في «حملة صحية عامة وطنية»، بالنسبة للبعض، يستحضر هذا ذكريات حزينة، فعند مداخل المباني في المدينة، يرشّ العمال السكان بطارد البعوض قبل السماح لهم بالدخول، بحسب الصحيفة الأمريكية.
كذلك يجوب عمال الخدمات المجتمعية، مرتدين سترات حمراء، المنازل من باب إلى باب، ويفتشونها ويأمرون السكان بالتخلص من أي مياه راكدة، ومن لا يتعاون قد يُغرّم، أو في الحالات الخطيرة، يواجه تهمًا جنائية بتهمة «عرقلة الوقاية من الأمراض المعدية»، بحسب «نيويورك تايمز».
وتم قطع الكهرباء عن 5 منازل على الأقل بسبب عدم تعاونها، وفقًا لإشعار أصدرته لجنة الحي في منطقة «جويتشنج».
وعلى منصة «ريد نوت»، وهي منصة تواصل اجتماعي شهيرة، أفاد السكان بأن عمال النظافة يأمرونهم بإفراغ جميع حاويات المياه، بما في ذلك أوعية مياه كلابهم، فيما اشتكى البعض من الإفراط في رقابة الشرطة.
وفي فوشان ومدن أخرى بمقاطعة غوانجدونج، يُرسل السكان المصابون إلى «أجنحة الحجر الصحي» حيث يُعزلون خلف ناموسيات وحواجز. وقال بعض المصابين إنهم لم يُمنحوا خيارًا سوى الذهاب إلى المستشفى على نفقتهم الخاصة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ يوم واحد
- تحيا مصر
اتهام نتنياهو بالزور: هل تدّعي إسرائيل ضد "نيويورك تايمز" طمسَ ذاك الطفل؟
اتهم رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، صحيفة نيويورك تايمز، بـ"تلفيق صورة مزيفة" لطفل يعاني من سوء تغذية في ، واتهمها بـ"تشويه سمعة إسرائيل" في تغطيتها للأوضاع الإنسانية المتردية. من هو الطفل؟ حقائق طبية لا تُلبي الحُجج وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن الصورة تمثل حملة أكاذيب عالمية تهدف لإدانة إسرائيل ظالمًا. قال: "يجب مقاضاة صحيفة نيويورك تايمز. أفكر الآن في إمكانية أن ترفع الدولة قضية ضد الصحيفة، لأن الأمر واضح جدًا بأنه تشهير". ظهرت في الصفحة الأمامية للصحيفة صورة الطفل محمد زكريا المطوق، البالغ من العمر 18 شهرًا، وقد يوصف بأنه يعاني سوء تغذية حادّ، مع عنوان يُشير إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. لكن، وفقًا لتقارير لاحقة وتصحيح نشرته الصحيفة، فإن الطفل يعاني من متلازمة دماغية واضطراب وراثي، وهو ما لم يُذكر في البداية، ما زاد من حدة الجدل حول دوافع نشر الصورة. تبرير فاتر وتصحيح دفين نشر "نيويورك تايمز" لاحقًا ملاحظة تصحيحية في صفحته الخلفية تنوّه عن الحالة الصحية الحقيقية للطفل، لكنها جاءت بحجم طابع بريدي مدفون في الصفحة حسب وصف نتنياهو. وقال: "صححوا الأمر بحجم طابع بريد مدفون في الصفحات الخلفية"، معبرًا أن هذا لا يفي بالغرض لإصلاح السمعة التي أتلفها النشر الأصلي. في قلب الجدل: من هو المتضرر؟ الحقيقة أم الصورة؟ نتنياهو رفض وصف إسرائيل بأنها تمارس سياسة تجويع في غزة، مؤكدًا أن نقص الغذاء سببه حماس التي تعتدي على المساعدات الإنسانية وتمنع وصولها للمحتاجين. في المقابل، أصدرت الصحيفة تصريحًا تقول فيه إن الأطفال في غزة يعانون فعليًا من سوء التغذية، وأن معلومات الحالة الطبية للطفل أُضيفت لاحقًا بعد علمها بها، وأن جوهر الأزمة الإنسانية في غزة لا يزال موثقًا وموثوقًا. معركة الصورة تهدد حرية الصحافة؟ إن احتمال اللجوء القانوني من دولة ضد صحيفة دولية يثير تساؤلات حول ضوابط حرية الإعلام وحق الجمهور في المعرفة. القصة، التي بدأت بصورة مؤثرة، تحولت إلى رمز لصراع أكبر بين الصورة والدقة، بين استشهادٍ عاطفي وضرورة التحقق، وبين الدفاع عن الدولة وحرية التعبير. هنا، حيث تصبح الصور أدوات، يجب أن نبقى يقظين، فنحن نعيش في زمن تتقاطع فيه النزاعات الميدانية مع حروب الميديا والمعلومات.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
صحة وطب : علماء صينيون يطورون نظام مراقبة للسيطرة على الأمراض التي ينقلها البعوض
الاثنين 11 أغسطس 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - طور علماء صينيون نظام ذكي لمراقبة البعوض الناقل للأمراض، وهو ما يعد تقدما كبيرا لمكافحة الأمراض التي ينقلها البعوض، على رأسها حمى شيكونجونيا. تقنية جديدة للسيطرة على الأمراض المنقولة بالبعوض وبحسب موقع "CGTN" تم تطوير هذه التقنية للمراقبة من قبل فريق من جامعة ساوثرن الطبية، والتي تم نشرها في العديد من المجتمعات في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين، وتثبت المراقبة الدقيقة أهميتها الحيوية لأن الأمراض مثل حمى شيكونجونيا تنتشر في المقام الأول من خلال لدغات البعوض الزاعج. ومع ذلك، تواجه الطرق التقليدية لمراقبة البعوض قيودًا، حيث أوضح تشين شياو قوانج، قائد الفريق البحثى، أن مصائد البعوض والناموسيات تستهدف فقط البعوض الذي لا يتغذى على الدم، بينما تستهدف مصائد وضع البيض البعوض الذي يتغذى على الدم ويضع البيض، موضحا أن الإبتكار الجديد يعتمد على تشغيل جهازين منسقين للمراقبة في الوقت الفعلي وبكفاءة عالية. كيفية عمل التقنية الجديدة وأضاف أن أجهزة المراقبة الآلية تستخدم عوامل جذب تحاكي الإنسان لالتقاط البعوض الذي لا يتغذى على الدم، في حين تستخدم دلاء وضع البيض الذكية أحواض مياه مصغرة من نوع الحاويات لمراقبة البعوض الحامل من نوع، Aedes albopictus ، والذي يتغذى على الدم، مما يحقق كفاءة تعادل أربعة أضعاف مصائد وضع البيض التقليدية. أثبتت الاختبارات الميدانية فعالية ملحوظة، وخلال أسبوعه التشغيلي الأول، أصدر النظام تنبيهات فورية لارتفاعات غير طبيعية في كثافة البعوض عبر مناطق متعددة، ووضع بروتوكولات تدخل محددة. وقال تشين أن عمليات اصطياد البعوض يدويًا تسببت في تأخير وصول البيانات، أما الآن فقد سرّعت التنبيهات السحابية الفورية بشكل كبير من عمليات التطهير على مستوى القاعدة الشعبية، حيث أظهرت المراقبة انخفاضًا بنسبة تقارب 40% في اصطياد البعوض البالغ في المناطق الرئيسية. تُطبّق هذه التقنية حاليًا في مواقع متعددة بمدينة فوشان بمقاطعة قوانجدونج، وتمثل تقدمًا ملحوظا، ويسعى الفريق جاهدًا لتسريع الوقاية من الأمراض التي ينقلها البعوض من خلال الابتكار التكنولوجي". ما هي حمى شيكونجونيا؟ تحدث الإصابة بحمى شيكونجونيا عن طريق لدغة البعوض المصاب بالفيروس المسبب للمرض، ويسبب الحمى وآلام المفاصل الشديدة، والتي يمكن أن تستمر في بعض الأحيان لسنوات، ولكنها عادة لا تكون قاتلة. وتظهر أعراض حمى شيكونجونيا على معظم الأشخاص الذين تعرضوا للدغات بعوضة مصابة خلال ثلاثة إلى سبعة أيام، وبالإضافة إلى الحمى وآلام المفاصل، تشمل الأعراض الأخرى الطفح الجلدي والصداع وآلام العضلات وتورم المفاصل. في معظم الحالات، يشعر المرضى بتحسن خلال أسبوع، أما في الحالات الشديدة، فقد يستمر ألم المفاصل لأشهر أو حتى سنوات. وتشمل الفئات المعرضة لخطر الإصابة بأمراض أكثر شدة الأطفال حديثي الولادة، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية كامنة، مثل أمراض القلب أو مرض السكر، ولا يوجد علاج لمرض شيكونجونيا، ولكن الوفيات الناجمة عنه نادرة. وتم التعرف على الفيروس لأول مرة في تنزانيا عام 1952، ثم انتشر إلى بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا، وقد تم الإبلاغ عنه حتى الآن في أكثر من 110 دولة، وتقول منظمة الصحة العالمية أن أفضل طريقة لمنع انتشار الفيروس، هي تقليل برك المياه الراكدة التي تسمح للبعوض بالتكاثر.


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : هجوم على مقر صحي في ولاية أمريكية يُشتبه بارتباطه بمعارضة لقاحات كورونا
الأحد 10 أغسطس 2025 02:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، AFP via Getty Images التعليق على الصورة، أغلقت شرطة أتلانتا الشوارع المحيطة بمقر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منه بالقرب من جامعة إيموري قبل ساعة واحدة قالت السلطات الأمريكية إن مسلحاً أطلق النار على مقر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في مدينة أتلانتا، في حادث يُشتبه أن دوافعه مرتبطة بمعارضة لقاحات كوفيد-19. وأوضحت الشرطة أن المهاجم، ويدعى باتريك جوزيف وايت (30 عاماً)، قُتل خلال الحادث الذي أسفر عن مقتل ضابط الشرطة ديفيد روز (33 عاماً)، فيما لم تُسجَّل إصابات بين المدنيين. وأشارت التحقيقات إلى أن وايت ربما كان مريضاً أو يعتقد أنه أُصيب بمرض بسبب لقاح كوفيد. الضابط روز، الذي تخرّج من أكاديمية الشرطة في مارس/آذار الماضي، كان جندياً سابقاً في مشاة البحرية الأمريكية وخدم في أفغانستان. وقالت مسؤولة في مقاطعة ديكالب، لورين كوكران-جونسون: "هذا المساء، هناك زوجة بلا زوج، وثلاثة أطفال، أحدهم لم يولد بعد، بلا أب". وبحسب تقارير إعلامية، فإن والد المهاجم اتصل بالشرطة يوم الواقعة معتقداً أن ابنه ينوي الانتحار، فيما ذكرت جارة لأسرة وايت أن المشتبه به كان يكرر عدم ثقته بلقاحات كوفيد-19. وقالت نانسي هوالست، وهي جارة للعائلة في ضاحية كينيسو: "كان مضطرباً للغاية، ويؤمن بشدة أن اللقاحات أضرّت به وتضرّ بالآخرين". صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، كان الضابط ديفيد روز جندياً في مشاة البحرية قالت جارة للمشتبه به، في حديث لشبكة سي بي أس الأمريكية الشريكة لبي بي سي، إن وايت كان نحيفاً جداً، وكان يصر على أن لقاح كوفيد تسبب له بالمرض، مضيفةً أن هذه القناعة "كانت جزءاً أساسياً من شخصيته". بدورها قالت مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، سوزان موناريز، إن المركز "مفجوع" بسبب الهجوم، لكنها أشادت بسرعة استجابة شرطة مقاطعة ديكالب، وأمن المقر، وجامعة إيموري، التي ساهمت في منع وقوع أضرار أكبر. وأوضحت الشرطة، في مؤتمر صحفي عُقد الجمعة، أنها تلقت بلاغاً عن إطلاق نار قرب المقر الصحي في نحو الساعة 16:50 بالتوقيت المحلي، وسرعان ما استجابت عدة وحدات أمنية، وأُطلق عدد من الأعيرة النارية على مباني المجمع التابع للمركز. وأشارت الشرطة إلى أنها عثرت على المهاجم مصاباً بطلق ناري، لكنها لم تتمكن من تحديد ما إذا كان قد أصيب برصاص الشرطة أو نتيجة إطلاقه النار على نفسه. من جهته، قال وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور، في بيان، إن وزارته "تشعر بحزن عميق" بسبب الهجوم الذي أودى بحياة ضابط الشرطة، مضيفاً: "نعلم جيداً حجم الصدمة التي يشعر بها زملاؤنا في قطاع الصحة العامة اليوم، فلا أحد يجب أن يواجه العنف أثناء عمله لحماية صحة الآخرين". ويُذكر أن كينيدي سبق أن عبّر عن شكوكه حيال آثار اللقاحات، وخاصة لقاحات كوفيد، وتعرّض لاتهامات بنشر معلومات مضللة. لكن بعض الموظفين السابقين في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، الذين فُصلوا ضمن حملة قادها إيلون ماسك لتقليص حجم الحكومة، انتقدوا تصريح كينيدي، وكتب أحدهم لوكالة أسوشيتد برس: "كينيدي مسؤول مباشرة عن تشويه صورة موظفي المركز من خلال أكاذيبه المستمرة عن العلم وسلامة اللقاحات، ما غذّى مناخاً من العداء وانعدام الثقة". في حين قال موظف سابق آخر للوكالة إن حادث إطلاق النار يمثل "التجسيد الفعلي للسردية التي سيطرت مؤخراً، والمتمثلة في مهاجمة العلم واستهداف موظفي الحكومة الفيدرالية".