logo
وزير الخزانة الأميركي: الاتفاق مع الصين قريب... ولكنه لم يُنجز بعد

وزير الخزانة الأميركي: الاتفاق مع الصين قريب... ولكنه لم يُنجز بعد

الشرق الأوسطمنذ 4 أيام
صرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الخميس، بأن الولايات المتحدة تعتقد أن لديها مقومات اتفاق تجاري مع الصين، لكنها «لم تُنجز بالكامل».
وأضاف بيسنت في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» الأميركية، أن المفاوضين الأميركيين «تراجعوا قليلاً» خلال يومين من محادثات التجارة مع الصينيين في استوكهولم هذا الأسبوع. كما أضاف: «أعتقد أننا نمتلك مقومات اتفاق».
وتواجه الصين مهلة نهائية في 12 أغسطس (آب) للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد أن توصلت بكين وواشنطن لاتفاقات أولية في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) لإنهاء الرسوم الجمركية المتصاعدة المتبادلة، ووقف استيراد المعادن الأرضية النادرة. وصرح بيسنت بأنه والممثل التجاري الأميركي جايمسون غرير، سيتحدثان مع الرئيس ترمب في وقت لاحق الخميس بشأن الموعد النهائي المحدد في 12 أغسطس. وأضاف: «لا تزال هناك بعض التفاصيل الفنية التي يتعين على الجانب الصيني تسويتها بيننا. أنا واثق من أنها ستُنجز، لكنها لم تُنجز بالكامل بعد».
ويتسارع كثير من الدول لإبرام الصفقات قبل الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي وعد فيه ترمب بفرض رسوم جمركية أعلى.
وبخصوص الهند، قال بيسنت إنه لا يعلم ما سيحدث في محادثات التجارة، مشيراً إلى تعاملاتها مع روسيا، وعلق على الأخيرة بالقول: «لم تكن روسيا لاعباً عالمياً بارزاً». وعندما سُئل عما إذا كان من الممكن تحقيق تقدم قبل الموعد النهائي المحدد يوم الجمعة، قال بيسنت: «لا أعلم ما سيحدث. الأمر متروك للهند. لقد انضمت الهند إلى طاولة المفاوضات مبكراً. لقد كانوا بطيئين في تنفيذ الأمور. لذلك أعتقد أن الرئيس، وفريق التجارة بأكمله، يشعرون بالإحباط منهم».
وجاءت تصريحات بيسنت بعدما أعرب ترمب قبلها بساعات عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق في النزاع التجاري المتصاعد مع الصين. وقال ترمب للصحافيين في واشنطن يوم الأربعاء: «الأمور تسير على ما يرام مع الصين... أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق عادل جداً مع الصين».
وخلال اليومين الماضيين، فشلت واشنطن وبكين في التوصل لاتفاق بشأن تمديد محتمل لتجميد الرسوم الجمركية خلال محادثاتهما التجارية في استوكهولم. وتركت الدولتان مسألة ما إذا كان سيتم تمديد التجميد مرة أخرى بعد انتهائه في 12 أغسطس، دون حسم.
ومنذ أبريل (نيسان) الماضي، رفعت الولايات المتحدة تدريجياً الرسوم الجمركية على السلع الصينية لتصل إلى 145 في المائة، وردت الصين بفرض رسوم جمركية مضادة وصلت إلى 125 في المائة، بالإضافة إلى فرض قيود على تصدير المواد الخام ذات الأهمية الاستراتيجية. وفي مايو (أيار)، اتفقت الدولتان في جنيف على تعليق الرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوماً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزيرة العدل الأميركية تأمر بفتح تحقيق مع مسؤولي إدارة أوباما "بسبب روسيا"
وزيرة العدل الأميركية تأمر بفتح تحقيق مع مسؤولي إدارة أوباما "بسبب روسيا"

الشرق السعودية

timeمنذ دقيقة واحدة

  • الشرق السعودية

وزيرة العدل الأميركية تأمر بفتح تحقيق مع مسؤولي إدارة أوباما "بسبب روسيا"

أمرت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي الاثنين، مدعيين فيدراليين بفتح تحقيق أمام هيئة محلفين كبرى، بشان اتهامات لمسؤولين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما (2009 - 2017)، بأنهم "لفقوا معلومات استخباراتية"، بشأن تدخل روسيا في انتخابات عام 2016، حسبما قال مصدر مطلع لشبكة CNN. ويعني توجيه بوندي أن هيئة المحلفين الكبرى ستتمكن من إصدار مذكرات استدعاء كجزء من تحقيق جنائي في مزاعم متجددة بأن مسؤولين ديمقراطيين "حاولوا تشويه سمعة الرئيس دونالد ترمب"، خلال حملته الانتخابية عام 2016 من خلال الادعاء بأن حملته "كانت تتواطأ مع الحكومة الروسية". كما ستتمكن هيئة المحلفين من النظر في توجيه لائحة اتهام إذا قررت وزارة العدل متابعة القضية جنائياً. وتأتي هذه الخطوة عقب إحالة مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، وثائق رفعت عنها السرية في يوليو، تزعم أنها "تقوض استنتاج إدارة أوباما بأن روسيا حاولت مساعدة ترمب لهزيمة منافسته حينها هيلاري كلينتون". وطلبت جابارد من وزارة العدل التحقيق مع الرئيس السابق باراك أوباما وكبار المسؤولين في إدارته بشأن "المؤامرة". ترمب يتهم أوباما بـ"الخيانة" وفي يوليو الماضي، اتهم ترمب أوباما، "بالخيانة"، قائلاً دون تقديم أدلة إنه قاد محاولة للربط بينه وبين روسيا دون وجه حق وتقويض حملته الرئاسية عام 2016. واستنكر متحدث باسم أوباما مزاعم ترمب، قائلاً: "هذه المزاعم الغريبة سخيفة ومحاولة واهية لصرف الانتباه". وقال مكتب أوباما في بيان إنه يرفض بشكل قاطع اتهامات ترمب، وأضاف أنه "بدافع الاحترام لمنصب الرئاسة، لا يرد مكتبنا عادة على الهراء والمعلومات المضللة المتواصلة الصادرة عن هذا البيت الأبيض، لكن هذه الادعاءات فاضحة بما يكفي لتستحق رداً.. هذه المزاعم الغريبة سخيفة ومحاولة ضعيفة للتشتيت". وأعلنت بوندي أن وزارة العدل ستنشئ "مهمة عمل" لتقييم "الأدلة" التي كشفت عنها جابارد والتحقيق في الخطوات القانونية المحتملة التي قد تنجم عن ما أعلنت عنه مديرة الاستخبارات الوطنية. وقالت CNN إن مزاعم تولسي جابارد "تُحرّف ما خلصت إليه أجهزة الاستخبارات بشأن محاولات روسيا للتأثير على انتخابات عام 2016". وبينما أصرت جابارد على أن هدف روسيا في عام 2016 كان "زرع الشك في الديمقراطية الأميركية وليس مساعدة ترمب"، فإن الوثائق التي رُفعت عنها السرية لا تُقوض أو تُغير النتائج الأساسية التي توصلت إليها الحكومة الأميركية في عام 2017، والتي تفيد بأن روسيا أطلقت "حملة تأثير وقرصنة سعت من خلالها إلى إلحاق الهزيمة بكلينتون". وثائق الاستخبارات ورفعت تولسي جابارد في 24 يوليو، السرية عن تقرير سابق لمجلس النواب يتضمن مزاعم بأن أوباما وكبار مساعديه "تآمروا لتقويض" فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات عام 2016. ويتناول التقرير، المؤلف من 44 صفحة، مراجعة أجراها الجمهوريون في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، وذلك بناءً على تكليف صدر عقب فوز ترمب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016. واتهمت جابارد إدارة أوباما بـ"ترويج رواية مختلقة" مفادها أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016، وذلك بعد أن اتهم ترمب سلفه أوباما بأنه "العقل المدبر" لتحقيقات سابقة بشأن ما إذا كانت حملة الرئيس الجمهوري قد تواطأت مع روسيا خلال تلك الانتخابات. تصرف متهور ووصف الديمقراطيون في الكونجرس نشر هذه الوثائق، بأنه "تصرف متهور هدفه إرضاء ترمب"، زاعمين أن المراجعة التي أجراها الجمهوريون في مجلس النواب تشوبها "عيوب جوهرية"، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية. وقالت جابارد في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، إن "الحقائق الصادمة التي نكشف عنها اليوم يجب أن تُثير قلق كل أميركي، فالمسألة لا تتعلق بالحزب الديمقراطي أو الجمهوري، بل بنزاهة جمهوريتنا الديمقراطية وثقة الناخبين الأميركيين بأن أصواتهم تُحتسب فعلاً".

إطلاق نار كثيف يغلق السفارة الأمريكية في هايتي
إطلاق نار كثيف يغلق السفارة الأمريكية في هايتي

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

إطلاق نار كثيف يغلق السفارة الأمريكية في هايتي

شهدت العاصمة الهايتية «بور أو برانس» موجة جديدة من العنف، حيث أدى إطلاق نار كثيف نفذته عصابات إجرامية إلى إغلاق السفارة الأمريكية مؤقتا، مع استمرار حالة الفوضى الأمنية التي تعصف بالبلاد. وأفادت مصادر أمنية أن الهجمات العنيفة، التي شملت إطلاق نار قرب السفارة الأمريكية ومناطق حيوية أخرى، دفعت السلطات الأمريكية إلى تقييد حركة موظفيها وإلغاء المواعيد القنصلية، في ظل تصاعد أعمال العصابات التي تسيطر على أجزاء كبيرة من العاصمة. وأصدرت السفارة الأمريكية في بور أو برانس تنبيها أمنيا عاجلا، حذرت فيه من إطلاق نار كثيف في محيطها، إضافة إلى مناطق أخرى مثل مطار توسان لوفيرتور الدولي وحي تابار، وأعلنت السفارة إغلاقها المؤقت ومنع موظفيها من التقل خارج المجمع الدبلوماسي، مع تحذير المواطنين الأمريكيين من الاقتراب من المناطق المتضررة. وكانت العاصمة الهايتية قد شهدت العام الماضي سلسلة من الهجمات التي شملت استهداف مركبات تابعة للسفارة ومروحية تابعة للأمم المتحدة في أكتوبر 2024، ما أدى إلى تعليق عمليات الطيران في المطار لفترات متقطعة. وفقا لتقارير إعلامية، نفذت عصابات مثل «40 ماوزو» و«شين ميشان» هجمات منسقة استهدفت مؤسسات حكومية ومناطق إستراتيجية في العاصمة، في محاولة لتوسيع سيطرتها، وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 700,000 شخص نزحوا داخليا في بور أو برانس بسبب العنف المتصاعد، مع تسجيل أكثر من 8,400 ضحية لأعمال العصابات خلال العام الماضي. وتعاني هايتي من انهيار أمني متصاعد منذ اغتيال الرئيس جوفينيل مويس في يوليو 2021، ما أدى إلى فراغ سياسي وتصاعد نفوذ العصابات التي تسيطر الآن على ما يقرب من 80% من بور أو برانس. تُعد العصابات، مثل تلك التي يقودها جيمي «باربيكيو» شيريزييه، قوة موازية تهدد استقرار البلاد، حيث تنفذ عمليات خطف، قتل، وابتزاز بشكل يومي. وفي مارس 2024، أدت هجمات العصابات على مؤسسات حكومية، بما في ذلك القصر الرئاسي ومراكز الشرطة، إلى إعلان حالة الطوارئ وفرار الآلاف من السكان، كما أدى الهجوم على سجن في العاصمة إلى هروب عدد كبير من السجناء، ما زاد من الفوضى، وفي محاولة لاحتواء الأزمة، تم نشر قوة أمنية متعددة الجنسيات بقيادة كينيا في يونيو 2024، تضم حوالى 430 جنديا من كينيا، جامايكا، ودول أخرى، لكن هذه القوة لم تحقق تقدما كبيرا في مواجهة العصابات بسبب نقص الموارد والتنسيق. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن العنف في هايتي أدى إلى ارتفاع معدلات الخطف، حيث سُجلت حوالى 300 حالة خطف في النصف الأول من 2024، مقارنة بـ360 حالة طوال عام 2023، كما أن الوضع الإنساني في البلاد كارثي، حيث يحتاج حوالى 5.2 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف السكان، إلى مساعدات إنسانية عاجلة. أخبار ذات صلة

وكلاء الذكاء الاصطناعي... «ومضات من التألق والإحباط»
وكلاء الذكاء الاصطناعي... «ومضات من التألق والإحباط»

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

وكلاء الذكاء الاصطناعي... «ومضات من التألق والإحباط»

تركتُ وكيل الذكاء الاصطناعي يدير شؤوني اليومية. لنتخيل أنك تجلس لتناول وجبة لم تطلبها مباشرة، لتكتشف أن اختيارها ودفع ثمنها وتسليمها إلى طاولتك، تمت بواسطة وكيل ذكاء اصطناعي يعمل نيابة عنك. لم يعد هذا السيناريو خيالاً علمياً. إذ يضج قطاع التكنولوجيا الآن بـ«وكلاء الذكاء الاصطناعي»: مساعدون رقميون يتولون مهام متنوعة مثل طلب الطعام وإدارة البريد الإلكتروني أو تجميع الرموز البرمجية. ويَعِدُ هؤلاء الوكلاء بتغيير الحياة اليومية من خلال أتمتة القرارات الروتينية واللوجستيات، ما يقدم لمحة عن مستقبل يُدار فيه الكثير من عالمنا الرقمي والمادي من خلال أنظمة ذكية. وأنا أتحدث هنا عن تجربتي مع اثنين من وكلاء الذكاء الاصطناعي الرائدين: «أوبريتور - Operator»، الذي طورته شركة «أوبن إيه آي» التي طورت «تشات جي بي تي»، و«مانوس - Manus»، من تطوير شركة «باترفلاي إيفكت - Butterfly Effect»، وهي شركة صينية ناشئة. ومن خلال التجربة والخطأ، وقدر لا بأس به من التخمينات، فاني سأشرع في الإجابة على سؤالين أساسيين: هل نحن مستعدون للثقة في وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يتحكمون بشكل كبير في حياتنا، وهل تفي هذه الأنظمة بوعودها؟ الذكاء الاصطناعي التوليدي. إن أساس هذه القفزة التكنولوجية هو الذكاء الاصطناعي التوليدي، المدعوم بالنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) المدربة على مجموعات بيانات ضخمة جُمعت من الإنترنت. ومنذ عام 2023، احتل الذكاء الاصطناعي التوليدي عناوين الأخبار لقدرته على إنشاء محتوى أصلي - سواء كان نصاً أو صوراً أو رموزاً كومبيوترية - بناء على مطالبات اللغة الطبيعية. ومع ذلك، على الرغم من الطابع التحويلي لهذا الأمر، فقد اقتصر دور الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة على دور «مساعد الطيار»: إذ إنه يقترح المحتوى، ويقدم التوصيات، أو يجيب على الأسئلة. > الذكاء الاصطناعي الوكيل، من جانبه مصمم لتجاوز الاقتراحات السلبية إلى مستوى اتخاذ القرارات وتنفيذها بصورة فعالة. ويشرح بيتر ستون، مؤسس «مجموعة أبحاث وكلاء التعلم» في جامعة تكساس في أوستن، أن الذكاء الاصطناعي الوكيل «يستشعر البيئة، ويقرر ما يجب فعله، ويتخذ الإجراء». وبدلاً من مجرد التوصية بطبق ما أو تحديد موقع مطعم، يمكن للذكاء الاصطناعي الوكيل الآن تصفح قوائم الطعام، وتقديم الطلبات، والدفع باستخدام بطاقة الائتمان خاصتك، وتنسيق عملية التسليم - كل ذلك بشكل مستقل. بينما يدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي أساس هذه الأنظمة، يضيف الذكاء الاصطناعي الوكيل طبقات من التفاعل في العالم الحقيقي. عندما يُمنح هدفاً، مثل «طلب العشاء» أو «إنشاء تطبيق»، يضع الذكاء الاصطناعي خطة متعددة الخطوات، ويقرر أفضل طريقة لاستخدام الأدوات الرقمية مثل متصفحات الويب أو التطبيقات. في كل خطوة، يُعيد تقييم تقدمه، ويُعدل إجراءاته حتى يُقرر أن الهدف قد تحقق أو أنه غير قابل للتحقيق. حتى أنه يستخدم حلقة تغذية مرتدة - تسمى التعلم المعزز من التغذية البشرية الراجعة - للتعلم من النجاحات والأخطاء. يلاحظ ستون أنه على الرغم من أن برامج الذكاء الاصطناعي مثل «ديب بلو - Deep Blue» من تطوير شركة «آي بي إم - IBM» قد تغلبت على بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف في عام 1997، غير أن تلك الأنظمة لم تكن «وكيلة» حقاً. إذ لم يكن برنامج «ديب بلو» قادراً على التفاعل مع العالم الحقيقي في غياب المساعدة البشرية. وعلى النقيض من ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي الوكيل اليوم أن يعمل في الفضاءات الرقمية مع تدخل بشري طفيف أو لعله لا يُذكر بالمرة. للوقوف على كيفية عمل الذكاء الاصطناعي الوكيل في الواقع العملي، طلبت الحصول على حق الوصول التجريبي إلى نظامين حقيقيين: «أوبريتور» و«مانوس». ووافقت الشركتان على منحي حق الوصول. ويتمثل هدفي في استخدام هذين النظامين الوكيلين كمساعدين شخصيين، مما يُخفف عن المستخدم أكبر قدر ممكن من العمل الروتيني المكثف. > نتائج متباينة وإحباطات للمستخدمين. كشفت التجارب عن مزيج من النجاحات المبهرة والإحباطات المؤثرة. إذ عند تحميل عرض تقديمي إلى «مانوس»، وطلب إعادة تنسيقه، أكمل الوكيل المهمة ولكن بطريقة تتطلب تصحيحاً يدوياً كبيراً - ما يجعل التعديلات المستقبلية مرهقة. كان أداء «مانوس» أفضل عند إنشاء وتجهيز تطبيق لمتجر التطبيقات، حيث استفاد من مختلف الأدوات الرقمية وواجهات سطر الأوامر بدرجة معتبرة من الكفاءة. في الوقت نفسه، يواجه «أوبريتور» صعوبات في تنفيذ المهام الإدارية. فعند الطلب منه إدارة الفواتير الإلكترونية لي، يرتكب أخطاء أساسية - مثل إدخال نص في حقول رقمية ونسخ المعلومات بشكل غير صحيح، مما يؤدي إلى اقتراح إصدار فاتورة للناشر بمبلغ 8001 جنيه إسترليني مقابل مقال واحد. هذه الأخطاء أكثر من مجرد إزعاج؛ إنها تكشف عن الطبيعة الناشئة والقابلة للخطأ لوكلاء الذكاء الاصطناعي الحاليين. ومع ذلك، أصررت على المضي قدماً، حتى أنني كلفت «أوبريتور» بمهمة الترويج لهذا المقال على وجه التحديد. يقوم الذكاء الاصطناعي بصياغة وإرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى الخبراء الذين تُجرى معهم المقابلات، ولكن نبرة الرسائل واختيار الكلمات فيها غير ملائم - فهي رسمية للغاية، وأحياناً ساذجة، وتفتقر إلى المعلومات الأساسية. كما أن «أوبريتور» لا يكشف أن وكيل الذكاء الاصطناعي - وليس المؤلف - هو الذي كتب المراسلات، ما قد يؤدي إلى حدوث ارتباك أو عدم ثقة. > نجاحات جزئية وردود فعل اجتماعية. من المثير للاهتمام أن رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها «أوبريتور» لم تكن فاشلة تماماً. فقد رد بعض المستلمين، مثل خبير الذكاء الاصطناعي بيتر ستون، بشكل إيجابي، وتقبلوا غرابة الذكاء الاصطناعي. وأشاد آخر بـ«dogfooding: الاختبار التجريبي» للمؤلف - وهو مصطلح صناعي يستخدم للإشارة إلى استخدام المرء لتقنيته التجريبية الخاصة. ومع ذلك، رفض خبير آخر المشاركة، مشيراً إلى القيود المؤسسية. > الحقيقة وراء هذا التهويل. تروج شركات التكنولوجيا للذكاء الاصطناعي الوكيل باعتباره المساعد الذي لا يخطئ في المستقبل، لكن التجارب الحالية تشير إلى عكس ذلك. وبحسب كاريسا فيليز، اختصاصية الأخلاقيات في جامعة أكسفورد، يجب دراسة الحوافز الكامنة وراء هذه الأنظمة بمنتهى الدقة. يجري إنتاج وكلاء الذكاء الاصطناعي من قبل شركات لها مصالح تجارية خاصة بها. وإذا تمت برمجة وكيل ما أو استخدامه في شراكة لتفضيل خدمات معينة (على سبيل المثال، إعطاء الأولوية لشركات طيران أو مصادر أخبار معينة)، فقد لا تتوافق توصياته دائماً مع مصالح المستخدم. وهنا فإني أستشهد بشراكات «أوبن إيه آي»، مشيراً إلى أن «أوبريتور» قد يفضل شركات أو مصادر بيانات بعينها عند أداء المهام. > مخاطر الأمان والخصوصية. هناك مصدر قلق أكثر أهمية وهو الخصوصية. يتطلب الذكاء الاصطناعي الوكيل عادة وصولاً واسعاً إلى المعلومات الحساسة - الحسابات المالية، والاتصالات الاجتماعية، وكلمات المرور، وغير ذلك. وتحذر كاريسا فيليز من أن استخدام مثل هذه الوكلاء يستلزم كسر الحواجز الرقمية التي تحمي بياناتنا، ما يزيد من خطر الانتهاكات أو سوء الاستخدام. ويزداد قلقي عندما يطلب «أوبريتور» بيانات حساسة، مثل معلومات بطاقة الائتمان، عبر واجهات غير مألوفة. الثقة المطلوبة من المستخدمين كبيرة، وبالتالي فإن احتمال سوء الاستخدام أو الخطأ مرتفع بالتبعية* مجلة «نيو ساينتست»، خدمات «تريبيون ميديا»يدعم هذا القلق بحث أجراه تيانشي لي من جامعة نورث إيسترن، الذي اختبر وكلاء الذكاء الاصطناعي الرائدين، ووجد أنهم عرضة لهجمات بسيطة. على سبيل المثال، إذا تم إخفاء تعليمات ضارة في مستند، فقد يتبعها الوكيل من دون وعي، ويدخل بيانات الاعتماد أو ينقر على روابط خطيرة من دون علم المستخدم. يشير تيانشي لي إلى عدم وجود آليات فعالة للمستخدمين للتدخل أو تصحيح هذه السلوكيات. > الحواجز الوقائية والإخطارات. للإقلال من المخاطر، صُمم بعض وكلاء الذكاء الاصطناعي بحيث يُخطرون المستخدمين باستمرار قبل اتخاذ أي إجراء. ورغم أن هذا يوفر طبقة إضافية من الأمان، فإنه قد يصبح عبئاً ثقيلاً، حيث يتطلب قدراً كبيراً من الإشراف بحيث تفقد أي مكاسب في الراحة. ونتيجة لذلك، بدلاً من أن يعمل الذكاء الاصطناعي كمساعد مستقل، قد يبدو وكأنه متدرب غير منضبط يتطلب إشرافاً مستمراً وتصحيحات وإدارة دقيقة. > تكنولوجيا غير ناضجة بعد. تُقر كل من «أوبن إيه آي» و«باترفلاي إيفكت» بأن وكلائهما لا يزالان قيد التطوير. يعترف كولين جارفيس، قائد فريق الهندسة في «أوبن إيه آي»، بأن الذكاء الاصطناعي الوكيل الحالي يحتاج إلى «الكثير من العمل للحصول على تلك الموثوقية». في حين تصف شركة «باترفلاي إيفكت» الوكيل «مانوس» بأنه في مرحلة «تجريبية»، مع استمرار الجهود لتحسين أدائه. تردد صدى هذه الاعترافات في سابقة تاريخية. ففي عام 2018، وعد الوكيل «دوبلكس - Duplex» من شركة «غوغل» بإحداث ثورة في الحجوزات الهاتفية الآلية، لكنه أخفق في تحقيق انتشاره على نطاق واسع. ولا تزال التحديات المتعلقة بالموثوقية وثقة المستخدم والتكامل السلس تشكل عقبات كبيرة أمامه. > المبالغة الترويجية مقابل الواقع. على الرغم من هذه العيوب، يستمر الضجيج حول الذكاء الاصطناعي الوكيل في الازدياد. وارتفعت الإشارات إلى الذكاء الاصطناعي الوكيل في تقارير الأرباح المالية بصورة كبيرة - حيث ارتفعت 51 ضعفاً مع نهاية العام الماضي مقارنة بأوائل عام 2022. وتباشر شركات مثل «سيلز فورس» بالفعل نشر وكلاء الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع العملاء، ليس فقط كأدوات دعم، وإنما كممثلي مبيعات في الخطوط الأمامية. ومع ذلك، يُحذر الخبراء من المبالغة في استنتاجات الأداء المثير للإعجاب لأنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية مثل «تشات جي بي تي»، إذ يُحذر بيتر ستون من «المبالغة في الترويج»، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي الوكيل يمكن أن يكون رائعاً في سياقات محددة ومحدودة، فإنه بعيد كل البعد عن أن يكون جاهزاً ليحل محل العمال البشريين، أو يدير جميع جوانب الحياة بصفة مستقلة. سوف يتطلب بلوغ هذه الطموحات تحقيق اختراقات تقنية كبيرة للغاية. > الوعود والمخاطر. تقدم تجربتي هذه مع وكلاء الذكاء الاصطناعي صورة مصغرة للتحديات التي يواجهها المجتمع مع انتشار هذه الأدوات. يمكن للذكاء الاصطناعي الوكيل، في بعض الأحيان، أن يقدم لمحات من البراعة - من خلال تنفيذ المهام بسرعة التي قد تكون مملة أو تستغرق وقتاً طويلاً. غير أن الإحباط وعدم اليقين والمخاطر غالبا ما تطغى على هذه الفوائد. في النهاية، سوف تعتمد رغبتنا في منح وكلاء الذكاء الاصطناعي مسؤوليات أكبر على مدى نضج التكنولوجيا، وشفافية الشركات التي تقف وراءها، وتطوير آليات فعالة لضمان تحكم المستخدم وأمنه. حتى ذلك الحين، قد يكون من الأفضل التعامل مع حتى أبسط الأمور مثل طلب وجبة دجاج بشيء من الحذر الصحي، وربما إعادة التحقق يدوياً للتأكد من عدم نسيان إضافة مقرمشات الروبيان!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store