
10 سياسيين «خانتهم» الدموع
فخلال جلسة في البرلمان أمس الأربعاء، بكت وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز حيث امتنع رئيس الوزراء كير ستارمر عن تأكيد استقرارها الوظيفي.
وشنت زعيمة حزب المحافظين المعارض كيمي بادينوك هجومًا لاذعًا على ريفز وقالت إنها "تبدو بائسة للغاية". بينما رفض رئيس الوزراء ضمان بقائها في منصبها، لكنّ متحدثا باسم وزيرة المالية قال إن تصرفها كان مرتبطًا بـ"مسألة شخصية".
وتنضم ريفز إلى قائمة طويلة من السياسيين من مارغريت تاتشر وونستون تشرشل إلى باراك أوباما وهيلاري كلينتون الذين ذرفوا الدموع أمام الجمهور، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
مارغريت تاتشر
على الرغم من لقبها "المرأة الحديدية"، تأثرت مارغريت تاتشر بشدة عندما غادرت داونينغ ستريت للمرة الأخيرة عام 1990 بعد 11 عامًا قضتها كرئيسة لوزراء بريطانيا.
وفي يونيو/حزيران 1991، اضطرت تاتشر أيضًا إلى مسح دموعها وهي تروي تفاصيل اليوم الذي أُجبرت فيه على الاستقالة.
باراك أوباما
بكى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مرات عديدة خلال ولايتين قضاهما في البيت الأبيض بما في ذلك بعد وفاة جدته وخلال خطابه حول عنف السلاح.
كما بكى في جنازة ناشطة الحقوق المدنية دوروثي هايت، وبعد حادثة إطلاق النار في مدرسة ساندي هوك، وخلال أداء مؤثر لأريثا فرانكلين.
جون بيركو
في 2019، ألقى جون بيركو خطابًا مؤثرًا أعلن فيه استقالته من منصبه كرئيس لمجلس العموم، قائلا إن الخدمة كانت "أعظم امتياز وشرف في حياتي المهنية".
لاحقا، كانت هناك مزاعم أن بيركو غمس أصابعه في الماء قبل أن يرشّ محتوياته على عينيه.
جوردان براون
ورغم هدوئه المعتاد، بكى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جوردان براون خلال مقابلة تلفزيونية مع بيرس مورغان بعد سؤاله عن وفاة ابنته الرضيعة جينيفر وذلك بعد 10 أيام فقط من ولادتها المبكرة.
وقال المتحدث باسم براون "من الإنصاف القول إن الدموع كانت تملأ عينيه"، لكنه أضاف أنه من المبالغة القول إنه انهار.
مات هانكوك
خلال جائحة كوفيد-19 طهر وزير الصحة البريطاني السابق مات هانكوك والدموع تخنقه وهو يشاهد أحد أوائل البريطانيين الذين يتلقون لقاح كورونا وذلك خلال ظهور مباشر في برنامج صباح الخير يا بريطانيا في ديسمبر/كانون الأول 2020. وقال: "لقد كان عامًا عصيبًا على الكثيرين".
وبعد 6 أشهر استقال هانكوك بعد الكشف عن علاقته الغرامية مع مساعدته جينا كولاندانجيلو.
تيريزا ماي
على غرار مارغريت تاتشر، أظهرت تيريزا ماي دموعها وهي تعلن استقالتها من رئاسة الوزراء في مايو/أيار 2019.
وقالت إنها "تأسف بشدة" لعدم تمكنها من تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رغم بذلها قصارى جهدها.
هيلاري كلينتون
ألقاب عديدة حصلت عليها هيلاري كلينتون فهي السيدة الأمريكية الأولى سابقا وهي وزيرة خارجية سابقة وهي أيضا مرشحة رئاسية سابقة عن الحزب الديمقراطي.
وبعد 5 سنوات من الهزيمة، ذرفت كلينتون الدموع وهي تقرأ أجزاء من خطاب النصر الذي كانت تخطط لإلقائه إذا فازت في سباق البيت الأبيض 2016.
وقالت كلينتون:"أيها الأمريكيون، لقد أرسلتم اليوم رسالة إلى العالم أجمع. قيمنا راسخة. ديمقراطيتنا راسخة". وأضافت "يبقى شعارنا (من الكثرة واحد).. لن نُعرّف باختلافاتنا فقط.. لن نكون بلدًا ضد الآخرين.. الحلم الأمريكي كبير بما يكفي للجميع".
ونستون تشرشل
من المثير للدهشة أن رئيس الوزراء البريطاني الذي قاد المملكة المتحدة للفوز في الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل تردد أنه بكى في مناسبات عديدة خلال الحرب.
ووفقًا لتقرير للكاتب أندرو روبرتس، "كان من الممكن أن ينفجر في نوبة بكاء مذهلة في اللحظات البسيطة وكذلك في المناسبات العظيمة، خاصةً إذا أُضيفت موسيقى عسكرية".
ومن الأمثلة على تلك المرات التي ذرف فيها الدموع، زيارته إلى ملجأ للغارات الجوية في إيست إند خلال الغارات الجوية على المدمرة الأمريكية "بليتز"، أثناء غناء أغنية "يا إلهي، ساعدنا في العصور الماضية".
ديفيد كاميرون
رغم أنه تمالك نفسه أمام الجماهير، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بدا صوته متقطعًا خلال خطاب استقالته الذي قال فيه إنه سيمنح البلاد قيادة جديدة بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبعد عودته إلى داونينغ ستريت، انهار ماكرون باكيا وفقا لمصادر مقربة قالت إنه بكى مع مساعديه المقربين وموظفي الخدمة المدنية ومستشاريه.
وقال مصدر مقرب لصحيفة "ميل أون صنداي" إن الأمر "كان مؤثرًا للغاية.. كان الجميع يبكون رجالًا ونساءً، حتى موظفي الخدمة المدنية.. ثم بدأ ديفيد بالبكاء.
aXA6IDgyLjI5LjI0Mi4xNTMg
جزيرة ام اند امز
GR
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
4 سيناريوهات.. التهدئة بغزة بين تعديلات حماس ورفض إسرائيل
رغم رفضها تعديلات طلبت «حماس» إدخالها على إطار وقف إطلاق النار، أعلنت إسرائيل، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، إرسال وفدها للمفاوضات. وسيغادر الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى الدوحة اليوم الأحد للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة مع حركة "حماس" بوساطة مصر وقطر وبمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية. وستتزامن مغادرة الوفد المفاوض مع مغادرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الإثنين. وتشي موافقة إسرائيل على إجراء مفاوضات، بعد تمنع طويل، إلى استعدادها لـ4 سيناريوهات رصدتها "العين الإخبارية": السيناريو الأول: الاستعداد للتوصل إلى حل وسط من خلال المفاوضات يكون مقبولا من الطرفين، لا سيما في ظل إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التوصل إلى اتفاق، بعد أن قال إنه من الجيد أن حماس قالت إنها ردت بإيجابية على إطار الاتفاق. وفي هذا الصدد قالت هيئة البث الإسرائيلية: "رغم المعارضة الرسمية، تُقدّر إسرائيل أن الفجوات مع حماس ليست كبيرة جداً، ويمكن التوصل إلى تفاهمات بشأنها. لذلك تقرر في نهاية المطاف إرسال وفد للمحادثات". السيناريو الثاني: أن تكون إسرائيل متجهة إلى تحميل حركة "حماس" المسؤولية عن فشل الاتفاق من خلال إصرارها على تعديلات ترفضها الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي الإبقاء على التصعيد العسكري في غزة، وربما تصعيده أكثر بما يرضي المعارضين للاتفاق داخل الحكومة؛ مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وكان بن غفير قال على منصة "إكس": "الهدف الرئيسي من الحرب هو تدمير حماس. إن الوعد بـ"تسريح القطاع" مستقبلاً، والتوصل إلى اتفاق جزئي الآن يتضمن انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، وإطلاق سراح مئات القتلة، وإنعاش حماس بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، يبعداننا أكثر عن تحقيق هذا الهدف، ويمثلان مكافأة للإرهاب". وأضاف: "أن السبيل الوحيد لحل المشكلة وإعادة رهائننا سالمين هو الاحتلال الكامل للقطاع، والوقف الكامل للمساعدات "الإنسانية"، وتشجيع الهجرة، أدعو رئيس الوزراء إلى التراجع عن مسودة الاستسلام، والعودة إلى مسودة القرار". السيناريو الثالث: أن تكون إسرائيل مستعدة لحل وسط تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية يأخذ في الاعتبار تعديلات "حماس"، والموقف الإسرائيلي من هذه التعديلات، وبالتالي تقول إنها لم تقبل بموقف "حماس" وإنما الاقتراح الأمريكي للحل. السيناريو الرابع: أن تكون إسرائيل تعول على أن خشية "حماس" من اتهامها بتفجير الاتفاق ستتراجع عن مطالبها وبالتالي تقبل بالإطار بدون أي تعديلات. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان: "أُبلغنا الليلة الماضية بالتغييرات التي تسعى حماس لإدخالها على المقترح القطري، وهي غير مقبولة من جانب إسرائيل". وأضاف: "بناءً على تقييم الوضع، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توجيهاته بقبول دعوة محادثات التقارب، ومواصلة الاتصالات لإعادة رهائننا - بناءً على المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل". وأعلن أنه "سيغادر فريق التفاوض يوم الأحد إلى قطر لإجراء محادثات". جاء الإعلان خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" الذي بحث التعديلات التي طلبتها حركة "حماس" على إطار الاتفاق المقترح. وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت، صباح السبت، عن مصادر إسرائيلية قولها، إن تل أبيب لم تسارع إلى رفض تعديلات "حماس" لأنها تعتد إن ثمة ما يمكن البناء عليه. وجاء الرفض الإسرائيلي الرسمي للتعديلات بعد مرور نحو 24 ساعة من تلقي إسرائيل لهذه التعديلات. ما التعديلات التي تطالب بها "حماس"؟ ولم تعلن حركة "حماس" رسميا عن التعديلات التي تطالب بها، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن هذه التعديلات هي: أولا: أن تُدير الأمم المتحدة نظام إيصال المساعدات الإنسانية في غزة مرة أخرى، وألا تكون مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة اسرائيليا وامريكيا، جزءًا من إيصال المساعدات. ثانيا: أن يكون انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقع ما قبل 18 مارس/آذار الماضي. ثالثا: التزام أمريكي أقوى بأن إسرائيل لن تتمكن من استئناف الحرب من جانب واحد بعد 60 يومًا. ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن البند الأكثر صعوبة منها هي مطلب "حماس" العودة إلى مواقع ما قبل 18 مارس/آذار الماضي، حينما انهار وقف إطلاق النار الأول هذا العام. وفي حين تبدي إسرائيل الاستعداد للقبول بالانسحاب من شمال ووسط قطاع غزة إلى مواقع ما قبل 18 مارس/آذار فإنها تصر على البقاء في منطقة رفح في جنوب قطاع غزة وبخاصة منطقة محور موراج الذي يفصل رفح عن خانيونس. عائلات الرهائن تضغط وكانت عائلات الرهائن الإسرائيليين ضغطت على الحكومة للذهاب إلى اتفاق، من خلال مظاهرات حاشدة تم تنظيمها الليلة في تل أبيب. وفي مؤتمر صحفي سبق المظاهرات في تل أبيب وتابعته "العين الإخبارية"، قالت عيناف تسنغاوكر في بيان باسم العائلات: "هناك خطةٌ مطروحة. تتضمن الخطة الانتقاءَ القاسيَ مجددًا (أي اطلاق جزء من الرهائن) لكن إذا طُبِّقَت، فسيكون من الممكن المضي قدمًا في اتفاقٍ شاملٍ يُعيد الجميع ويُنهي الحرب، كما يقول الرئيس ترامب". وأضافت: "نعم، كان من الممكن أن يكون الوضع مختلفًا. لو لم يُلغِ نتنياهو الاتفاقَ السابق، لكان المختطفون قد عادوا إلى ديارهم، ولكن في هذه اللحظة، حيثُ يسود قلقٌ بالغٌ على حياة المختطفين نتيجةً للضغط العسكري، وبينما يسقط جنودنا في حربٍ حققت أهدافها، فإن وقف إطلاق النار هو الحل. وقف إطلاق النار خيارٌ للحياة". وتابعت: "يجب على الحكومة الإسرائيلية بذل قصارى جهدها لتنفيذ الخطة هذا الأسبوع. ستجتمع الحكومة المصغّرة الليلة لمناقشة الخطة، أدعو رئيس الوزراء نتنياهو، الذي وعدني قبل أيام بإعادة الجميع: حان وقت العمل، اقبل الخطة هذا المساء وأرسل وفدًا بتفويض كامل للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإعادة الجميع". وأردفت: "يجب ألا ينتهي هذا الاتفاق كما انتهى الاتفاق الذي انفجر بسبب المماطلة والسياسة التافهة. لقد قتلت السياسة ما يكفي من المختطفين والجنود، نطالب بمفاوضات سريعة تضمن عدم وجود مختطف واحد في غزة بحلول اليوم الستين". وأشارت إلى أنه "سيحاول نتنياهو، مع أقلية صغيرة، متطرفة معزولة عن الشعب، منع نهاية الحرب ونسف الاتفاق - لا تسمحوا لهم بذلك. سيهددون (بن غفير وسموتريتش) بحل الحكومة، ويشنون حملات انتخابية، ويحولوننا، نحن العائلات، إلى أعداء. لديكم تفويض كامل من شعب إسرائيل لإعادة الجميع! الشعب يريد عودة المختطفين إلى ديارهم". aXA6IDIzLjI3Ljg5Ljg4IA== جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
تخزين معادن حرجة.. أوروبا تتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية
تم تحديثه السبت 2025/7/5 11:46 م بتوقيت أبوظبي ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» السبت، نقلًا عن مسوّدة وثيقة للمفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تخزين معادن حرجة في إجراء احترازي لمواجهة أي اضطرابات محتملة في الإمدادات بسبب التوتّر الجيوسياسي. وجاء في المسوّدة، بحسب الصحيفة، أن "الاتحاد الأوروبي يواجه توقّعات بمخاطر متزايدة التعقيد والتدهور، تتسم بتنامي التوتّر الجيوسياسي، ومنه الصراعات، مع آثار متزايدة لتغيّر المناخ والتدهور البيئي وتهديدات متنوّعة وإلكترونية". وأضافت الصحيفة أن الوثيقة حذّرت من أن الظروف عالية المخاطر مدفوعة "بنشاط متزايد من ناشطين في مجال القرصنة الإلكترونية ومتسلّلين إلكترونيين وجماعات ترعاها دول". ولم ترد المفوضية الأوروبية حتى الآن على طلب من "رويترز" للتعليق. وذكرت الصحيفة أن مسوّدة الوثيقة، التي من المقرّر نشرها خلال أيام مع احتمال إدخال تعديلات عليها، تشير إلى وجود "تفاهم مشترك محدود حول السلع الأساسية اللازمة للاستعداد لمواجهة الأزمات على خلفية توقّعات بمخاطر سريعة التّطور". وكشفت المفوضية الأوروبية في مارس/آذار الماضي عن استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتأهّب، وحثّت الدول الأعضاء على زيادة مخزوناتها من التجهيزات الحيوية، وتشجيع مواطنيها على الاحتفاظ بإمدادات أساسية كافية لما لا يقل عن 72 ساعة في حالة الطوارئ. جرى تصميم هذه الاستراتيجية لإعداد التكتل لمواجهة مخاطر مثل الكوارث الطبيعية والهجمات الإلكترونية والأزمات الجيوسياسية، ومنها احتمال وقوع عدوان مسلّح على دول الاتحاد الأوروبي. aXA6IDMxLjU2LjExNi4yMTMg جزيرة ام اند امز US


الاتحاد
منذ 4 ساعات
- الاتحاد
قمة «الناتو».. معادلة «5 = 5»
قمة «الناتو».. معادلة «5 = 5» انتهت مؤخراً قمة «الناتو» في لاهاي من دون حدوث أزمة بين دونالد ترامب وحلفائه الأوروبيين. والجميع يشعر بالارتياح لأن المخاوف كانت كبيرة جداً، ولكن الحقيقة هي أن الانقسامات مازالت عميقة بين الأوروبيين، ولكنها عميقة قبل كل شيء بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية. إنه انتصار حقيقي لدونالد ترامب. ذلك أنه في الوقت الذي كان يتنمر فيه على الدول الأوروبية بخصوص التعريفات الجمركية وقال إن الاتحاد الأوروبي إنما أنشئ «لخداع الولايات المتحدة»، أبان الأوروبيون عن خضوع وانصياع. فقد هنأ الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته الرئيس الأميركي على تحركه الحاسم في إيران، وشكره على إجبار الأوروبيين على زيادة إنفاقهم العسكري. أجل، إنها بلدان أرغمت على فعل شيء لم تكن تريد فعله في البداية، وتشكر الشخص الذي قرر لها. ما الذي تمخضت عنه هذه القمة؟ معادلة سحرية: «5 = 5»، أي أنه إذا رفعت الدول الأوروبية إنفاقها العسكري إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، فإن الولايات المتحدة ستمتثل للمادة 5 من ميثاق حلف «الناتو» - وهي المادة الرئيسية، التي تنص على أنه إذا تعرضت دولة من دول الحلف لهجوم، فإن على جميع الدول الأخرى أن تهبّ لمساعدتها. وهي المادة التي لطالما ظل دونالد ترامب ينأى بنفسه عنها. دونالد ترامب كان يطالب الدول الأوروبية بزيادة إنفاقها العسكري إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي. والحال أن الولايات المتحدة نفسها تنفق أقل من 4%، وبالتالي لا تحقق هذا الهدف. وقد تعهد الأوروبيون بفعل ذلك في غضون السنوات العشر المقبلة. لماذا 5%؟ إنه رقم اختير بشكل عشوائي. فمن أجل تحقيق الهدف الذي حددته الولايات المتحدة، اتفق الأوروبيون على تخصيص 3.5% من ناتجهم المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري و1.5% للبنية التحتية. والحقيقة هي أن معظم القادة يدركون جيداً أنهم لن يستطيعوا الوفاء بهذا الالتزام لأسباب متعددة أبرزها نقص الموارد. هذا الواقع الاقتصادي سيجبر القادة الأوروبيين إما على أخذ المزيد من الأموال من الأغنياء عن طريق زيادة الضرائب - وهو ما لا يبدو أن أي حكومة أوروبية ترغب في القيام به - أو أخذ الأموال من الفقراء وخفض الخدمات العامة، مع ما ينطوي عليه ذلك من خطر حدوث ثورة شعبية، وهو خطر لا يستهان به، أو الاقتراض بشكل أكبر وترحيل المشكلة إلى المستقبل. غير أنه ليست هناك وصفة سحرية في الواقع. ولكن فيما يتعلق بالمادة 5، لا يزال موقف دونالد ترامب غامضاً. فقد قال على متن الطائرة الرئاسية في رحلته إلى لاهاي إن هناك عدة طرق لتأويل المادة 5. وإذا كانت هناك عدة تأويلات بالنسبة لدونالد ترامب، فهذا يعني أن تأويله المحتمل هو أنه لن يدعم دولة تتعرض للهجوم. وبذلك يتأكد غياب الضمانة الأميركية. نحن إذن في وضع حيث باتت المادة 5 من ميثاق حلف «الناتو» موضع تشكيك، غير أن الأوروبيين يخضعون مع ذلك للولايات المتحدة ويزيدون من إنفاقهم العسكري، في صورة من الخضوع الطوعي من قبل القادة الأوروبيين لدونالد ترامب تبعث على القلق الشديد. «أضعف الإيمان» هو ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنه ليس من المنطقي خوض حرب تجارية ضد الدول الأوروبية ومطالبتها في الوقت نفسه بزيادة إنفاقها العسكري. غير أن الشخص الذي استحق جائزة الكرامة والشجاعة والوضوح - وهو الدور الذي عادة ما تضطلع به فرنسا في مثل هذه اللقاءات - هو رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي قال إنه لا يوجد سبب يبرر زيادة إسبانيا لإنفاقها العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما جرّ عليه غضب دونالد ترامب، لكنه قام بدور الرجل الذي يقف في وجه رئيس الولايات المتحدة. والواقع أن القادة الأوروبيون ارتكبوا خطأ، إذ كان يجدر بهم أن يقوموا بهجوم مضاد، بما أن دونالد ترامب كان يتنمر عليهم، ذلك أنهم إذا استسلموا لترامب، فإنه لن يستنتج من ذلك ضرورة الإنصات إليهم وإرضائهم، بل سيستنتج منه أنهم ضعفاء وأنه يستطيع أن يحصل منهم على المزيد. وخلاصة القول إن الاستسلام الطوعي والمبتسم ليس خياراً إزاء دونالد ترامب الذي لا يفهم سوى ميزان القوة، بل إخفاق لأنه سيزيد من الفاتورة في المرة القادمة. *المدير المؤسس لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية- باريس.