
قادة أوروبا والناتو يدعمون زيلينسكي قبيل قمة ترامب وبوتين
وتخشى كييف أن يسفر اللقاء الثنائي بين ترامب وبوتين عن محاولة لفرض شروط لإنهاء الحرب من دون إشراكها بشكل مباشر، بما قد يضعها تحت ضغط للتخلي عن مزيد من الأراضي لصالح روسيا.
وتسيطر موسكو، منذ غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، على نحو خُمس مساحة البلاد، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء من 4 مناطق أخرى.
وقال زيلينسكي، في تعليق على غارة روسية أسفرت عن إصابة 12 شخصا على الأقل في منطقة زاباروجيا أمس الأحد، إن "هناك حاجة لفرض عقوبات وضغط متواصل على موسكو".
وأضاف أن "أي قرارات تُتخذ من دون أوكرانيا ستكون غير قابلة للتنفيذ".
وكان ترامب قد أعلن الجمعة الماضية عزمه عقد القمة في 15 أغسطس/آب مع بوتين، مشيرا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن "تبادل بعض الأراضي بما فيه صالح الجانبين"، وهو ما أثار قلق كييف وحلفائها الأوروبيين.
ورغم تأكيد السفير الأميركي لدى حلف الناتو، ماثيو ويتيكر، أن زيلينسكي قد يحضر القمة الأميركية الروسية هذا الأسبوع، فإن الترتيبات الجارية تركز على اجتماع ثنائي بين ترامب وبوتين فقط.
قلق أوروبي
من جهة أخرى شدد قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، إضافة إلى ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، في بيان مشترك على أن "أي حل دبلوماسي يجب أن يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا"، مؤكدين أن مسار السلام "لا يمكن أن يُقرر من دون أوكرانيا".
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس ، إن على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها للضغط على روسيا للتفاوض بجدية، مؤكدة أن أي اتفاق أميركي روسي يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
وأعلنت كالاس أن وزراء خارجية الاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئا غدا الاثنين لبحث الخطوات التالية.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته ، لشبكة "إيه بي سي" الأميركية، إن قمة المرتقبة "ستمثل اختبارا لمدى جدية بوتين في إنهاء هذه الحرب الفظيعة"، مؤكدا أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن سيادة أوكرانيا وحقها في تقرير مستقبلها الجيوسياسي.
أوكرانيا تستعيد قرية
وعلى الصعيد الميداني، أعلن الجيش الأوكراني، أمس الأحد، استعادة السيطرة على قرية بيزساليفكا في منطقة سومي شمالي البلاد، في تقدم نادر على القوات الروسية التي تواصل تحقيق مكاسب في الشرق.
وشنت موسكو في أبريل/نيسان هجوما على سومي الواقعة على بُعد حوالي 20 كيلومترا من الحدود، بعدما استعادت السيطرة على منطقة كورسك الروسية التي احتلتها كييف 8 أشهر.
وتطالب موسكو كييف بالاعتراف بسيادتها على المناطق التي تحتلها ووقف تلقي الأسلحة من الدول الغربية والتخلي عن مساعي الانضمام إلى الناتو، وهي شروط تعتبرها أوكرانيا "غير مقبولة".
في المقابل، يرى محللون أن استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا قد لا تتحقق عسكريا، وإنما عبر مسار دبلوماسي طويل. ويخشى مراقبون أوروبيون من أن يسعى ترامب عبر القمة لتقديم نفسه كـ"صانع سلام" من خلال اتفاق قد يكون على حساب كييف وأمن أوروبا.
وقال الرئيس الأوكراني في ختام تصريحاته: "يجب أن تكون نهاية الحرب عادلة. أنا ممتن لكل من يقف معنا من أجل سلام يحمي أوكرانيا ويدافع عن أمن أوروبا بأسرها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 9 دقائق
- الجزيرة
الفشل التام بانتظار نتنياهو في غزة
سبق مشروع نتنياهو لاحتلال مدينة غزة، مشروع يستهدف احتلال قطاع غزة بالكامل، وقد اضطر إلى التراجع عنه، بسبب معارضة قائد الجيش إيال زامير له. ولم تكشف الأسباب التي احتج بها زامير، لفرض هذا التراجع على نتنياهو. ولكن بالتأكيد، كانت تتعلق، بعدم قدرة الجيش على إنجازها، أو في الأقل، حجم الخسائر المتوقعة، لمعركة فاصلة بهذا الحجم. الأمر الذي يسمح بالاستنتاج، أن الجيش أصبح أضعف مما يتصور الكثيرون، بعد 21 شهرا، من حرب برية في قطاع غزة، ومن حرب إبادة إنسانية، وتدمير شبه شامل، وأخيرا، وليس آخرا، مع حرب فرض الجوع حتى الموت على الشعب الفلسطيني، خصوصا على آلاف الأطفال. لقد سُربت أخبار كثيرة، عن ضعف تلبية قوات الاحتياط، للانخراط في الجيش، والذهاب إلى غزة. وأُشير إلى خسائر فادحة، في سلاح الدبابات والآليات. وكذلك حول أعداد مقدرة، بانتشار الأمراض النفسية، بين الجنود الذين خدموا في المعارك البرية. من هنا يفسر تردد قائد الجيش وخوفه، ومن ثم عدم التأكد من نتيجة خوض حرب، بهذا الشمول والاتساع، بما في ذلك، لو حُصرت بمدينة غزة. على أن أهم ما يمكن الاستدلال به، بالنسبة إلى ميزان القوى، ما تمثله عشرات المقالات والتقييمات الصادرة، عن قادة عسكريين تاريخيين، خدموا بالجيش، والشاباك، والموساد، ألمحت كلها، إلى أنه لا جدوى للحرب التي خاضها نتنياهو، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووصل البعض إلى اعتبار السياسات العسكرية، التي أمر بها نتنياهو، طوال الأشهر الماضية، كانت مدمرة للكيان الصهيوني، داخليا، وخارجيا، ولا سيما الإساءة لسمعة الكيان، لدى الرأي العام العالمي. وبالمناسبة، قليل من الخبراء من أيد نتنياهو، فيما راح يدعيه، من انتصارات وإنجازات. ولهذا، فإن أكثر الخبراء العسكريين والسياسيين، أبدوا مخاوف متشائمة، في حالة زج نتنياهو بالجيش، في حرب تستهدف احتلال قطاع غزة، أو حتى مدينة غزة، وحدها. ومن هنا لا حاجة إلى معرفة الأسباب، التي أوردها قائد الجيش إيال زامير، لعدم تنفيذ الاحتلال الكامل، لقطاع غزة. وذلك، لأن من الممكن الاستنتاج، أنها صبت في اتجاه المخاطر، التي تنتظر الجيش الصهيوني، عسكريا، إذا ما دفع قواته البرية لاحتلال كل القطاع. هذا، إذا لم يصل التشاؤم، في النتيجة المتوقعة إلى احتمال إنزال هزيمة عسكرية بالجيش، خصوصا، إذا حدثت اشتباكات، قد تدفع ببعض الجنود إلى الهرب. والهرب في الجيوش إذا ما حصل، يكون معديا للجنود الآخرين، كما يعدي وباء الطاعون. إن إنزال الهدف، ليقتصر على احتلال مدينة غزة يحمل، بالضرورة، كل الأخطار، أو التحفظات، التي حملها قائد جيش العدو لنتنياهو، من الاحتلال الشامل، وأن المساومة، على حصر الاحتلال في مدينة غزة، لا يغير شيئا. بل حتى في هذه المساومة، قد يكون التردد، لدى قيادة الجيش، بمستوى التردد في احتلال كل القطاع، تقريبا. طبعا، لا يُستبعد أن يكون نتنياهو، قد ركز على أمل الضغط على حماس وتخويفها، وعدم الوصول إلى مرحلة التنفيذ، وذلك ليمرر قرار احتلال مدينة غزة. هذا، ولا يمكن لتقدير موقف، مدقق جيدا في الحسابات والتقييم، أن يعتبر نتنياهو، طوال تجربة الحرب البرية، من جهة، وحرب الإبادة والتجويع، من جهة أخرى، إلا مرتكبا للأخطاء المدمرة عسكريا، بالنسبة إلى الجيش، حين أدخله في التجربة التي أدخله فيها، ونتائجها الميدانية، حيث لم يستطع أن يهزم المقاومة، ولم يستطع أن يتجنب سوء السمعة، التي حلت بالكيان الصهيوني، لدى الرأي العام العالمي. وما سيصحبها من خسائر إستراتيجية مستقبلا. وهنا، لا تفسير لهذا العناد، على ارتكاب الأخطاء والجرائم، والتدمير الذاتي، إلا حرص نتنياهو، على البقاء في السلطة، حفاظا على تحالفه، مع بن غفير وسموتريتش، اللاعبين الأحمقين في السياسة. ثم حرصه على عدم محاكمته وسجنه، في حال أوقف الحرب، ورفع غطاء ترامب، عنه. ولكن ما كان لهذا العناد، مع كل هذه الأخطاء والجرائم، والغطاء، فضلا عن عزلته الدولية، خاصة أوروبيا، وداخليا أميركيا، أن يستمر، لولا أن ما مُورس عليه من ضغوط، لم تكن كافية، لكسر هذا العناد. على أن هذه المعادلة لن تستمر طويلا، خصوصا، مع ما أخذ يتعاظم، من معارضة دولية، حتى من حلفائه. وذلك بسبب إستراتيجية الاحتلال الكامل لمدينة غزة. ولعل من مظاهر هذا التطور لكسر عناد نتنياهو، بيان الدول الأوروبية الثماني الأخير، وما أخذ يعلَن أوروبيا، عن وقف لإرسال السلاح، والتلويح بالعقوبات، مما يحرج ترامب، أيضا، إذ لم يعد ينفع ترك نتنياهو، ليستمر في ممارسة عناده، الخاسر لا محالة. وإن ما يسمح بتعزيز هذا التوقع، بكسر عناد نتنياهو، في الآتي من الأيام، هو ما راحت، تحققه المقاومة، من إنجازات عسكرية ميدانية، كل يوم. وما أخذت تبديه من تمسك بمطالبها، وشروطها العادلة والمحقة، لتوقيع اتفاق إنهاء الحرب. الأمر الذي يعني أن موقف كل من المقاومة والشعب، يشكل سدا منيعا وجدارا جبارا، لن يقهرا، إذا ما أقدم نتنياهو، على ارتكاب جريمة احتلال مدينة غزة. والخلاصة، لو حاولنا تلخيص العلاقة بين مقدري الموقف، أو المحللين السياسيين، طوال سنة وعشرة أشهر، في تقييم سياسات نتنياهو، وممارساته في حرب غزة، لوجدناه في كل مرحلة، يطرح برنامجا عسكريا للهجوم، وحسم الحرب، ومصعدا للحرب في كل مرة، بما يوهم، بعد كل فشل، أنه الآن في صدد خطة جديدة، سوف تأتي بالحل الذي يطرحه. وهذا ما يحدث الآن، في هذه المرحلة، التي أعلن فيها نتنياهو، إستراتيجية احتلال مدينة غزة. وهو ما ستختلف فيه التقديرات أو التحليلات، كما في كل مرة. ولكن من دون أخذ العبرة الأساسية، من التجارب السابقة، وهي أن نتنياهو، لا يملك إستراتيجية، مدروسة مفكّرا فيها جيدا، وإنما يتبنى كل مرة إستراتيجية، تعوض فشل الإستراتيجية التي سبقتها، وذلك من خلال الإيحاء بأنها خطة جهنمية جديدة. ونتنياهو يعتمد هذا النهج المكرر، بسبب عدم تسليمه بوجود تحليل دقيق لميزان القوى الذي أفشل خططه السابقة. هذا، وما زال أمام نتنياهو، في غزة، ما يُفشل إستراتيجيته الذاهبة إلى احتلال مدينة غزة. طبعا ما لم تفشل، قبل أن تبدأ.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
مقال ببلومبيرغ: إسرائيل تتجه نحو عزلة دولية لا تستطيع تحمّلها
في مقال تحليلي نشرته وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية، رسم الكاتب مارك تشامبيون صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل إن استمرت حكومة بنيامين نتنياهو في سياسة "المزيد من الحرب" متجاهلة الأصوات الداخلية والخارجية الداعية إلى وقف النزيف وطرح رؤية سياسية واضحة لليوم التالي في قطاع غزة. وتساءل المقال: كيف وصلت إسرائيل إلى هذه المرحلة؟ وكيف يمكنها الخروج منها؟ مضيفا أن هذين السؤالين يبدوان حتميّين بعد أن قدّم نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – رده على أشهر من الانتقادات والغضب بشأن إدارته للحرب في غزة، وهو المزيد من الحرب. واستعرض كاتب عمود الرأي في مقاله كيف انتقلت إسرائيل من "لحظة تعاطف دولي غير مسبوق" عقب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 -التي أسفرت عن مقتل 1,200 شخص وأسر 250- إلى وضع من عزلة سياسية وأخلاقية حادة، بعد تدمير واسع النطاق لغزة ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتوظيف الغذاء والدواء كسلاح، وفتح تحقيق دولي في اتهامات بالإبادة الجماعية. وأشار تشامبيون إلى أن الحلفاء التقليديين لإسرائيل، ممن كانوا يرفضون الاعتراف بدولة فلسطين ، باتوا يتجهون نحو تأييد قيامها خشية أن يكون هدف نتنياهو النهائي هو تدمير القطاع وتهيئة الظروف لطرد سكانه الفلسطينيين وإحلال مستوطنين يهود محلهم. ولفت إلى أن قرار نتنياهو الأخير بالسيطرة على مدينة غزة جاء رغم نصيحة رئيس أركان الجيش إيال زامير بعدم الإقدام على تنفيذه، وأن خطته تفتقر إلى إستراتيجية خروج واضحة وتتناقض مع شروط الدول العربية للمشاركة في مرحلة ما بعد حركة المقاومة الإسلامية (حماس). بيئة إقليمية معادية تخشى عائلات الأسرى المتبقين المحتجزين لدى حركة حماس أن تكون الخطة بمنزلة حكم بالإعدام على أحبائهم، في حين أدانها حلفاء إسرائيل لما ستسفر عنه "حتما" من كلفة إنسانية. كل ذلك، أثار -برأي الكاتب- خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، ودفع ألمانيا إلى تعليق صادرات أسلحة قد تُستخدم في قطاع غزة. إعلان ويمضي تشامبيون إلى القول إنه لهذا السبب وجّه 550 جنرالا ومسؤولا سابقا في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالبونه بالتدخل لإجبار حكومة نتنياهو على إنهاء الحرب التي فقدت، برأيهم، أي جدوى عسكرية. أولمرت: اعتماد إسرائيل المفرط على القوة يضعف علاقاتها بحلفاء أساسيين ويهدد بترك 10 ملايين إسرائيلي وحدهم في مواجهة بيئة إقليمية معادية. وينقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت تحذيراته من أن اعتماد إسرائيل المفرط على القوة يضعف علاقاتها بحلفاء أساسيين ويهدد بترك 10 ملايين إسرائيلي وحدهم في مواجهة بيئة إقليمية معادية. ويعتقد الكاتب أن اعتماد إسرائيل على القوة وحدها في التعامل مع الأطراف الأخرى في المنطقة -من الفلسطينيين إلى إيران ولبنان وسوريا- يُضعف سريعا الدعم الذي تحظى به من حلفاء أساسيين في الشرق الأوسط وأوروبا وحتى الولايات المتحدة. ورغم اعترافه بانتصارات إسرائيل العسكرية على حزب الله اللبناني وإيران خلال العام الماضي، يحذر تشامبيون من أن ميزان القوى قابل للتبدل، مستشهدا بتجربة الأرمن في ناغورني قره باغ. كما ينقل عن خبراء، مثل لورانس فريدمان، أن الاحتلال الدائم لغزة يعني حربا دائمة وعزلة متفاقمة لإسرائيل. الابن سرُّ أبيه ويربط مقال بلومبيرغ بين مواقف نتنياهو الحالية وإرث والده بنزيون نتنياهو، المفكر الصهيوني المتشدد الذي رفض أي تسوية مع العرب ودعا إلى ضم جميع "أراضي إسرائيل التوراتية". وقبل وفاته عام 2012، أوضح بنزيون في كتاباته ومقابلاته أنه يرى العرب (وليس الفلسطينيين فقط الذين أنكر وجودهم كأمة متميزة) أعداء بطبيعتهم وغير قادرين على التوصل إلى تسوية، وأن "لا حل سوى القوة" للتعامل معهم. وعندما سُئل عن سبب ظهور ابنه أحيانا أقل تشددا منه، أجاب أن ذلك موقف تقتضيه الضرورة السياسية، لكن جوهر مواقفهما واحد. ويرى تشامبيون أن نهج رئيس الوزراء الأطول بقاءً في الحكم، وسعيه لإضعاف المؤسسات المستقلة التي تحد من سلطته، ينسجم مع موجة الشعبوية في الغرب. لكنه مع ذلك، يعتقد أن جغرافيا إسرائيل تضع الأمر في سياق مختلف، إذ إن دوافعها الداخلية باتت شبيهة أكثر بدوافع دول أخرى في المنطقة. فالائتلاف الحاكم في إسرائيل -والحديث ما يزال للكاتب- هو مرآة للتحول الديمغرافي والسياسي العميق الذي يشهده المجتمع الإسرائيلي المتمثل في تزايد نفوذ اليهود المتشددين من طائفة الحريديم والمستوطنين والتيارات الدينية والقومية المتطرفة، وآخرين. وقال إن كل هؤلاء يشاطرون عائلة نتنياهو أفكارها المطلقة عن العرب وحق إسرائيل الإلهي في التوسع الإقليمي، زاعما أن ذلك يقوِّض صورة إسرائيل كدولة ديمقراطية ليبرالية. تطهير عرقي مستتر ويكشف تشامبيون أن استطلاعات الرأي، رغم إظهارها رغبة أغلبية الإسرائيليين في وقف إطلاق النار ، تعكس موقفا مشروطا، إذ يربط معظمهم ذلك بإطلاق سراح الأسرى مع استعداد لاستئناف الحرب لاحقا. كما أن نسبة كبيرة تؤيد إخلاء غزة من سكانها الفلسطينيين، وهو موقف كان هامشيا قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. إن "الهجرة الطوعية"، كما يطرحها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسئليل سموتريتش، لا تعدو أن تكون -حسب وصفهما- "تطهيرا عرقيا مُقنَّعا". تشامبيون: دعم واشنطن المفتوح لنهج نتنياهو سيغفل حقيقة أن إسرائيل ليست كيانا موحدا، وأن استمرار الحرب قد يدفعها إلى عزلة دولية غير قابلة للاحتواء. وأوضح تشامبيون أن مصطلح الهجرة الطوعية صيغ أثناء حروب يوغوسلافيا في التسعينيات لوصف خطط الصرب لتفريغ مناطق من غير الصرب. وشبّه ما يحدث في غزة بما حدث في يوغوسلافيا وأوكرانيا وجورجيا وأرمينيا، مؤكدا أن هذه الإستراتيجية، وإن نجحت أحيانا، فإنها لن تُفلح في أرض تتنازعها 3 ديانات. إعلان ولتغيير هذا المسار، يرى تشامبيون أن ذلك يتطلب تدخلا مباشرا من الولايات المتحدة، وضغطا على رئيس الوزراء الإسرائيلي للقبول بحل الدولتين وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة، مقابل تطبيع العلاقات مع دول الخليج وتوليها إعادة الإعمار. كما يدعو المعارضة الإسرائيلية إلى ضمان استمرار الحكومة في حال انسحاب المتطرفين منها، حتى يتم إنهاء الحرب والدعوة إلى انتخابات مبكرة. ويحذر من أن دعم واشنطن المفتوح لنهج نتنياهو سيغفل حقيقة أن إسرائيل ليست كيانا موحدا، وأن استمرار الحرب قد يدفعها إلى عزلة دولية غير قابلة للاحتواء.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
4 يهود في مواجهة الصهيونية
أثارت الحركة الصهيونية منذ نشأتها جدلًا واسعا بين شخصيات وعائلات ومفكرين يهود في أوروبا وأميركا، الذين رأوا فيها خطرا على اليهود أنفسهم، زاعمين أن الأساس الذي قامت عليه يرسخ الانفصال عن الأوطان الأصلية التي ينتمون إليها، ويقوّض مبدأ الاندماج الذي كان لعقود صمام الأمان لبقائهم في مجتمعاتهم. وبرزت أصوات يهودية عبرت بكل وضوح عن حرصها على اليهود، معتبرة أن الفكر الصهيوني يهدد وجودهم، وأن إقامة وطن قومي في فلسطين سيُعرّض ولاء اليهود في أوطانهم للتشكيك ويؤجج النزعات المعادية لهم. ومثلت هذه المواقف -وبعضها ينطلق من معتقدات دينية- تيارا فكريا يهوديا معارضًا للصهيونية، رأى أن خلاص اليهود يكمن في الإصلاح الاجتماعي والسياسي داخل المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها، لا في مشروع قومي ضيق منفصل في فلسطين قد يعمّق عزلتهم ويستدعي المخاطر عليهم. عائلة مونتاجو قدمت عائلة مونتاجو البريطانية نموذجا بارزا لليهود السفارديم الذين تبنّوا التوجّه الاندماجي في مواجهة المشروع الصهيوني، فقد وقفت هذه العائلة، التي كان لها حضور اقتصادي وسياسي مؤثر في بريطانيا منذ القرن الـ19، موقفا نقديا حادا من الحركة الصهيونية، انطلاقا من قناعة راسخة بفصل الدين عن القومية، ورفض فكرة تحويل اليهود إلى جماعة سياسية مستقلة عن أوطانها الأصلية. وقد أسس صمويل مونتاجو (1832-1911) بنك "صمويل مونتاجو وشركائه" وأسهم بشكل ملموس في ترسيخ مكانة لندن كمركز مالي عالمي، حيث منحه النفوذ الاقتصادي والسياسي موقعا استشاريا لدى الخزانة البريطانية. وعلى الرغم من اهتمامه بالشؤون اليهودية وزياراته المتعددة إلى فلسطين وروسيا والولايات المتحدة، فقد رفض الصهيونية بوصفها مشروعا يتناقض مع مبدأ اندماج اليهود في مجتمعاتهم القومية. وكما يرصد الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" فقد كان هذا الموقف متجذرا داخل العائلة، حيث سار ولداه، لويس صمويل مونتاجو (1869–1927) وإدوين صمويل مونتاجو (1879-1924) على النهج نفسه. أقلية غريبة وقد تبلور اعتراض إدوين مونتاجو، الذي تقلد مناصب وزارية مهمة في الحكومة البريطانية وعلى رأسها وزير الدولة لشؤون الهند، بشكل واضح في معارضته الصريحة لوعد بلفور قبيل صدوره عام 1917، محذرا من أن إقامة وطن قومي لليهود سيؤدي إلى نزع حقوق المواطنة عن اليهود البريطانيين، ويُكرّس صورة اليهود كأقلية غريبة محصورة في "غيتو قومي" معزول عن المجتمعات الأخرى. ولم يكتف مونتاجو بالاعتراض السياسي، بل اعتبر أن المشروع الصهيوني يستند إلى رؤية دينية مغلوطة، ويزج باليهود في صراع قومي لا أساس له. وكتب ساخرا "بلفور ووريث آل روتشيلد لا يمكن أن يُنظر إليهما كمخلّصين يحققون النبوءة الدينية". واقترح في مواجهة صعود النفوذ الصهيوني أن يُحرم كل صهيوني من حق التصويت في بريطانيا، بدلا من نزع الجنسية عن اليهود غير الصهاينة، معتبرا المنظمة الصهيونية كيانا يعمل ضد المصالح الغربية البريطانية ويهدد وحدة النسيج الوطني في الداخل. وتكشف مواقف عائلة مونتاجو عن انقسام مبكر داخل الجاليات اليهودية تجاه الصهيونية، بين تيار اندماجي رأى في المشروع الصهيوني انحرافا عن التقاليد الدينية وانعزالا عن الواقع القومي للدول، وبين تيار قومي انفصالي حمل هوية دينية وسياسية مزدوجة، وسعى إلى بناء كيان يهودي على حساب التركيبة السكانية والتاريخية لفلسطين. موريتز غودمان يُعد موريتز غودمان (1835-1918) من أبرز المفكرين اليهود الألمان أواخر القرن الـ19، ومن الشخصيات التي لعبت دورا مهما في النقاش الفكري حول هوية اليهود ومكانتهم في المجتمعات الغربية، وتولى منصب كبير حاخامات فيينا منذ عام 1894. وقد أسهم بعمق في دراسة تاريخ التربية والثقافة اليهودية في الغرب خلال العصور الوسطى، مركزا في أبحاثه على تفاعل الجماعات اليهودية مع البيئات غير اليهودية وتأثرها بها ثقافيا وحضاريا. وكما يرصد والتر لاكير في كتابه "تاريخ الصهيونية" فقد برز غودمان بوصفه أحد المدافعين عن مبدأ اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، مع الحفاظ على خصوصيتهم الدينية، دون أن يتحول هذا الاندماج إلى انصهار ثقافي أو ذوبان في الأغلبية. ومن هذا المنطلق وقف موقفا ناقدا بشدة من المشروع الصهيوني الذي طرحه ثيودور هرتزل في كراسته الشهيرة "دولة اليهود" عام 1896. وكان هرتزل قد أرسل أول خطاب إلى غودمان سنة 1895، مُعتبرا إياه أحد الشخصيات الثلاث التي يمكن أن تنقل حلم الدولة اليهودية إلى حيز التنفيذ، إلى جانب البارون دي هيرش واللورد روتشيلد، إلا أن غودمان خيّب ظنه حين رفض الفكرة برمتها. تفكيك فكرة الشعب اليهودي وفي ردّه على أطروحة هرتزل، نشر غودمان كُتيبا بعنوان "اليهودية القومية" سنة 1897، هاجم فيه الأسس التي تقوم عليها الصهيونية، وسعى لتفكيك فكرة "الشعب اليهودي" بوصفها غير تاريخية ولا واقعية. وطرح سؤالا جوهريا على أنصار الصهيونية: من هو اليهودي الأكثر وفاء لهويته؟ أهو الذي يتمسك بشعائر دينه ويندمج في محيطه الوطني والحضاري؟ أم ذلك الذي يتخلى عن الدين لكنه يتشبث بانتماء عرقي لا سند له سوى الرغبة في التمايز؟ وكان غودمان يرى أن الصهيونية تعكس عقلية الغيتو بشكل مقلوب، وأنها تسعى إلى عزل اليهود مجددًا لا عن طريق الاضطهاد، بل عبر خيار قومي لا يقل قسوة، وهو ما أغضب رموز الحركة الصهيونية مثل هرتزل وماكس نورداو اللذين هاجماه بضراوة، إذ كانا ينظران إلى اليهودية كهوية ثقافية أو قومية لا كديانة، وسعيا من خلال الصهيونية إلى إقامة كيان قومي يُخرج اليهود من أوروبا لا بالدمج والقبول، بل بالهجرة والانفصال. ولهذا السبب -وكما يذكر المسيري في موسوعته- فإن غودمان يمثل بذلك تيارا عقلانيا داخل الفكر اليهودي الأوروبي، حيث رأى أن مستقبل اليهود يكمن في تعميق انتمائهم الوطني داخل أوطانهم، وليس في الهروب من التحديات الاجتماعية والسياسية عبر مشروع قومي انفصالي. هيرمان كوهين برز هيرمان كوهين (1842-1918) في المشهد الفكري الألماني أواخر القرن الـ19 كواحد من أهم أعلام الفلسفة الكانطية الحديثة، ومن أبرز المفكرين اليهود الذين تبنوا مشروع الاندماج داخل المجتمعات الأوروبية الحديثة. ونشأ في بيئة دينية، وبدأ تعليمه بهدف أن يصبح حاخاما، لكنه تراجع عن هذا المسار وانصرف إلى دراسة الفلسفة، ليحصل على درجة الدكتوراه ويتولى التدريس في جامعات ألمانية مرموقة، حيث أسهم في تأسيس مدرسة ماربورغ الفلسفية الشهيرة. وفي إطار دفاعه عن اندماج اليهودية في المجتمعات التي عاشت فيها، وبغية الدفاع عنها ضد بعض الهجمات الغربية التي طالتها، والتي نتبين منها نقمته من الصهيونية التي ترسخ للعرقية والانعزالية، رده على المؤرخ الألماني هاينريش ترياتشكه عام 1879 ضد اليهود الذي وصف اليهودية بأنها "ديانة عرقية تعادي القيم الغربية وتتنكر لها" واعتبر اليهود بأنهم "أمة داخل أمة". وكما يرصد بول منديز-فلور، في كتابه "اليهود الألمان: هوية مزدوجة"، فقد كان رد كوهين في العام التالي عبر كتابه "اليهودية: اعتراف" مؤكدا أن يهود ألمانيا مواطنون ألمان متكاملون، لا يعانون من أي ازدواج في الانتماء، بل يجمعون بين إيمانهم الديني والولاء المدني للدولة، وأوضح أن الدولة الحديثة بما تحمله من قيم عقلانية وإنسانية ليست نقيضا لليهودية، بل تمثل امتدادا لها في سعيها نحو العدالة والمساواة. وفي عام 1888 تصدى كوهين أيضا لادعاءات أكاديمية طالت التلمود واتهمته بالسماح لليهود بخداع غير اليهود، فألف كتيبا بعنوان "الحب الأخوي في التلمود" دحض فيه هذه المزاعم، وربط بين مفهوم "الشعب المختار" وفكرة الإصلاح الأخلاقي العالمي، مستشهدا بأن جوهر الرسالة التلمودية يتجلى في تقديم الله بوصفه نصيرا للغريب، وليس حاميا لامتياز عرقي. ومن خلال أعماله الفلسفية والدينية بحسب المسيري، قدّم كوهين رؤية عقلانية ليهودية منفتحة ترفض الانغلاق القومي وتؤمن بوحدة الإنسانية، وقد شكل هذا التصور أساسا لرفضه الحاسم للمشروع الصهيوني، الذي رآه ضربا من القومية الانفصالية التي تهدد بفصل اليهود عن مجتمعاتهم الأوروبية. وبالنسبة لكوهين، فإنه لا يمكن الحديث عن خلاص لليهود خارج أطر الدولة الحديثة، ولا عن هوية يهودية حقيقية خارج الالتزام بالقيم الأخلاقية الكونية. هانز كون يُعد هانز كون واحدا من أبرز المفكرين اليهود الذين تناولوا فكرة القومية بمنظور نقدي، وطرحوا رؤية مغايرة للرؤية الصهيونية التي حولت الهوية اليهودية إلى مشروع قومي ضيق. وقد وُلد كون في براغ ودرس فيها، ثم استقر في فلسطين عام 1925، لكنه غادرها عام 1934 بعد أقل من عقد، ليستقر في الولايات المتحدة حيث عمل أستاذا للتاريخ. وتركز اهتمامه البحثي على دراسة القومية بوصفها ظاهرة تاريخية متعددة الأبعاد، وارتبط اسمه بعدد من المؤلفات المرجعية في هذا المجال، مثل: فكرة القومية (1944)، عصر القومية (1962)، ومقدمة للدول القومية (1967). كما ألّف كون دراسة عن 3 شخصيات يهودية بارزة هي آحاد هاعام وهايني وكارل بوبر، ويعكس اختياره لهذه الأسماء توجها نقديا واضحا للفكر القومي الصهيوني الذي خضع في نظره لمفاهيم أحادية لا تنسجم مع الروح العالمية لليهودية. وفي دراسته "صهيون وفكرة اليهودية القومية" انتقد كون المفهوم الصهيوني القائم على العودة إلى "الأصل" معتبرا أن التفاعل مع الحضارات الأخرى هو ما يصنع التميز الثقافي والإبداع، لا الانعزال القومي. ويقول إن أعظم الأسماء في التاريخ اليهودي الحديث، مثل هايني وماركس وبرغسون، لم يظهروا إلا بعد انفتاح اليهود على العالم وانخراطهم في حضارات أخرى. ويرى أن العودة إلى الجذور ليست بالضرورة فضيلة، وضرب مثالا بفرنسا التي لم تتضرر من تبنيها لغة الغزاة الرومان، بل كانت القاعدة القانونية الأوروبية كلها قائمة على القانون الروماني الذي فُرض من الخارج لا من داخل البنية الثقافية الأوروبية. ويركز كون في قراءته للتاريخ اليهودي على التوتر القديم بين تيارين داخل الفكر الديني: تيار ديني عالمي يؤمن برسالة أخلاقية مفتوحة على الجميع، وآخر قومي يسعى إلى إقامة كيان سياسي خاص، ويستشهد بقصة طلب بني إسرائيل تنصيب ملك عليهم في عهد النبي صمويل، إذ كان المقصود من القصة أن يكونوا عبادا لله لا خدما للدولة. وبعد تأسيس الدولة لم يتردد الأنبياء في مهاجمتها كما فعل عاموس وإرميا اللذان أعادا تفسير مفاهيم مثل "الشعب المختار" و"أرض الميعاد" مؤكدين أن الاختيار لا يمنح امتيازا، بل يحمّل مسؤولية أخلاقية صارمة، وأن العقاب الإلهي سيكون أشد على بني إسرائيل إذا انحرفوا، لأنهم الطرف الذي "عُرف" من بين جميع الشعوب. وفي تحليله لظاهرة معاداة اليهود، أشار كون إلى التباين بين النظرة الصهيونية والنظرة الاندماجية، فبينما تعتبر الصهيونية معاداة اليهود ظاهرة أبدية ملازمة لكل الأغيار، ورأى أن هذه الظاهرة اجتماعية وليست قدرية، وأنها قابلة للانحسار كلما زادت المجتمعات البشرية عقلانية واستنارة. وهذا الموقف، كما يرى المسيري، يعكس إيمان كون العميق بأن التقدم الاجتماعي والسياسي كفيل بتفكيك العنصرية، بعكس النظرة الصهيونية التي تكرس الانفصال كحل دائم. كما انتقد كون الطرح الصهيوني لحقوق اليهود، مؤكدا أن مطالبة الصهيونية بالاستقلال الجماعي تتناقض مع التقاليد الليبرالية التي تركز على حقوق الفرد داخل وطنه، لا على تشكيل كيانات جماعية منفصلة، وأن هذا الطرح -حسب رأيه- يسيء لليهود الذين يطمحون للعيش مواطنين كاملي الحقوق في بلدانهم الأصلية، ويعزز الشك في ولائهم. ورغم غزارة إنتاجه الأكاديمي، تجاهلت معظم الموسوعات اليهودية موقف كون من الصهيونية، وركّزت فقط على أبحاثه العامة حول القومية، ولم يبرز هذا الجانب إلا في سيرته الذاتية التي نشرها عام 1964 تحت عنوان "الحياة في ثورة عالمية" حيث عبّر بوضوح عن موقفه الرافض لتحويل الدين إلى مشروع سياسي. وبلغت الرؤية العالمية لدى كون ذروتها في تأكيده على أن المساعدة الإلهية ليست حكرا على جماعة يسرائيل، وأن الإله في المفهوم التوراتي النبوي يساعد كل الشعوب بما فيها مصر وآشور.