logo
كيف تتفاعل الأسواق مع تصعيد ترامب ضد باول؟

كيف تتفاعل الأسواق مع تصعيد ترامب ضد باول؟

سكاي نيوز عربيةمنذ 7 ساعات

لا يخفي الرئيس دونالد ترامب ، توتر علاقته برئيس الفيدرالي جيروم باول ، ويعاود توجيه انتقاداته العلنية للمجلس، مطالباً بسياسات نقدية أكثر مرونة تستجيب لمتغيرات المرحلة وتحفّز الاقتصاد الأميركي.
تفاعلت الأسواق سريعاً مع هذه الأجواء، إذ بدأت التوقعات تميل إلى سيناريو خفض الفائدة بوتيرة أسرع العام المقبل، مدفوعة برهانات متزايدة على قرب انتهاء ولاية باول، وتعيين شخصية أكثر توافقًا مع توجهات الإدارة الحالية. ويشير المحللون إلى أن توصيف ترامب المتكرر لباول بأنه "متأخر جداً" قد أسهم في دفع المستثمرين إلى تسعير مرحلة جديدة أكثر تيسيرًا، حتى قبل حدوث أي تغيير رسمي في القيادة.
في المقابل، يتمسك صناع السياسة النقدية باستقلالية القرار داخل الاحتياطي الفيدرالي ، مؤكدين أن أي تحول في المسار سيتوقف بالدرجة الأولى على مؤشرات التضخم والنمو، لا على التوجهات السياسية.
في هذا السياق، يشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إلى أن:
المتعاملون يزيدون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة الأميركية بعد مغادرة جيروم باول مجلس الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل، حيث يواجه رئيس البنك المركزي موجة من انتقادات ترامب بسبب تحركه ببطء شديد في خفض تكاليف الاقتراض.
تتوقع الأسواق خمسة تخفيضات على الأقل بربع نقطة مئوية بحلول نهاية العام المقبل، مقارنةً بأربعة تخفيضات على الأكثر قبل شهر.
يعود هذا التغيير في التوقعات جزئياً إلى اعتدال موقف واضعي أسعار الفائدة بشأن الآثار التضخمية للرسوم الجمركية.
المحللين يرون أن ذلك يعكس أيضاً وصف الرئيس المستمر لباول بأنه "الرجل المتأخر جداً"، مما زاد من التوقعات بتعيينه خليفةً أكثر اعتدالاً.
في مذكرة حديثة للعملاء، كتب رئيس أبحاث أسعار الفائدة الأميركية في دويتشه بنك، ماثيو راسكين: "كان التحول الأكثر وضوحاً خلال الشهر الماضي هو التخفيضات المتوقعة لمنتصف العام المقبل، حيث يبدو أن السوق تتوقع بشكل متزايد استمرار التيسير بمجرد تولي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبل منصبه".
يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
"إذا بدأ المستثمرون اليوم في المراهنة على خليفة جيروم باول وتخفيض أسعار الفائدة، فمن المهم التذكير بأن باول لا يزال ضمن ولايته القانونية التي تستمر حتى 2026".
"في الوقت الراهن، نلاحظ وجود ضغوط من الرئيس دونالد ترامب، لكننا نعرف جيداً أن البنك الاحتياطي الفيدرالي يتمتع باستقلالية تامة، ولذلك، حتى في حال تعيين أحد الأسماء التي يدعمها ترامب، لا أعتقد بأنه سيكون هناك مسار لتخفيضات مفرطة في أسعار الفائدة، كما يطالب ترامب".
"أي أخبار اقتصادية إيجابية تدفع الأسواق إلى موجات شراء قوية.. والوضع الحالي يشير إلى أن السوق تتوقع تخفيضاً في أسعار الفائدة حتى مع استمرار باول في منصبه.. لكننا نرى أن التخفيض لن يحدث في يوليو، بل من المرجح أن يبدأ في سبتمبر، ويليه تخفيضات في أكتوبر أو ديسمبر بمجموع 50 نقطة أساس".
ويستطرد: "كل ذلك مرتبط ببيانات التضخم، حيث أظهرت أرقام يوم الجمعة ارتفاعاً طفيفاً في معدلات التضخم. وعند النظر إلى الأرقام الاقتصادية، فإن نسبة الفائدة الحالية عند 4.25 بالمئة، مقابل تضخم يبلغ 2.6 بالمئة، تشير إلى بيئة مواتية لتخفيف السياسات النقدية، لكن الحذر لا يزال سائداً بسبب مخاطر ارتفاع التضخم نتيجة الحرب التجارية، التي لا يزال تأثيرها محدوداً حتى الآن".
ويشدد على أنه "من المهم أيضاً الإشارة إلى أن حتى المؤيدين لترامب لا يرون إمكانية العودة إلى سياسة الفوائد الصفرية التي كانت سائدة قبل جائحة كورونا، لأن الوضع الاقتصادي الحالي لا يتحمل مثل هذا التوجه.. العوامل المتعلقة بسلاسل التوريد وغيرها تجعل من غير الواقعي العودة إلى هذه السياسات".
خليفة باول
بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن الرئيس ترامب يدرس تسمية رئيس الفيدرالي القادم في وقت مبكر هذا الصيف في محاولة لتقويض جيروم باول.
وتشير الصحيفة إلى عدة أسماء رئيسية مرشحة لتولي المنصب، وهم المسؤول السابق في الفيدرالي كيفن وارش ، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، علاوة على رئيس البنك الدولي السابق، ديفيد مالباس، وعضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر.
وكان الرئيس ترامب قد قال في منشور على موقع "تروث سوشيال" يوم الأربعاء إنه ضيّق نطاق بحثه عن رئيس الاحتياطي الفيدرالي القادم إلى "ثلاثة أو أربعة أشخاص". وأضاف: "أعني أن باول سيغادر منصبه قريباً، لحسن الحظ، لأنني أعتقد أنه سيء ​​للغاية".
كما عززت تصريحات صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي التوقعات بتسريع وتيرة التخفيضات. وانضمت ميشيل بومان، محافظ البنك المركزي الأمريكي، إلى كريستوفر والر هذا الأسبوع في تأكيد دعمها لخفض أسعار الفائدة في يوليو/تموز، مشيرةً إلى انخفاض التضخم عن المتوقع.
موقف ترامب
من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق المالية في شركة FXPro، ميشال صليبي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
"نشهد حالياً حالة من التوتر المتزايد بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وهو صراع لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل ينعكس بشكل مباشر على حركة الأسواق المالية".
"تصريحات ترامب الأخيرة، التي أشار فيها إلى نيّته تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي يتبنى سياسة نقدية أقل تشدداً بدأت السوق باستيعابها.. مع توقعات بخفض محتمل في أسعار الفائدة، وربما يكون أولها في سبتمبر المقبل".
"رغم احتمال أن يُظهر الفيدرالي لهجة أكثر تشدداً في الوقت الراهن، إلا أن الأسواق والمستثمرين باتوا يسعرون سيناريو أكثر مرونة في السياسة النقدية، خصوصاً على المدى المتوسط والطويل".
"هذا التوجه من المتوقع أن يظهر بشكل أوضح في أداء الأسواق خلال الأيام والأسابيع المقبلة، مدفوعاً بنتائج المؤشرات الاقتصادية المنتظرة، لا سيما تلك المتعلقة بالصناعة، سوق العمل، ونسب البطالة".
ويضيف: "في ضوء ذلك، فإن نظرة المستثمرين تجاه مسار أسعار الفائدة تتأثر بشكل كبير بهذه البيانات، فضلاً عن التوجهات المستقبلية للفيدرالي، خاصة وأن الأسواق بطبيعتها تسعّر التوقعات قبل حدوثها فعلياً.. من جهة أخرى، فإن عوائد سندات الخزانة الأميركية شهدت تراجعاً طفيفًا الأسبوع الماضي، وقد نشهد مزيداً من التقلبات في الأسبوع الحالي، خصوصاً في ظل استمرار تأثير عدد من العوامل الاقتصادية الكبرى، مثل العجز المالي، الدين العام، وتداعيات الحرب التجارية والتعريفات الجمركية".
ويشير صليبي إلى أنه "لا يمكننا إغفال التطورات الجيوسياسية، التي وإن هدأت نسبياً، إلا أن تحركها مجدداً قد يغيّر من المزاج العام للأسواق تجاه سياسات الفيدرالي. وعليه، فإن كل مؤشر اقتصادي جديد – سواء كان متعلقاً بالتضخم أو بالتوظيف أو بالنمو – يشكّل نقطة مرجعية مهمة لفهم المسار القادم".
وينوه بأنه في الوقت الراهن، لا يزال الزخم السلبي يضغط على الدولار الأميركي، الذي فقد أكثر من 10 بالمئة من قيمته مقابل سلة من العملات منذ بداية العام وحتى اليوم."

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب لإيران: اجنحي للسلم نرفع العقوبات
ترامب لإيران: اجنحي للسلم نرفع العقوبات

البيان

timeمنذ 10 دقائق

  • البيان

ترامب لإيران: اجنحي للسلم نرفع العقوبات

وأضاف، مستبعداً أن تستأنف إيران برنامجها النووي: «إنهم منهَكون... لقد تلقّوا ضربات لم يتلقّها أحد من قبل. لقد دمّرنا قدراتهم النووية، وليس بمقدورهم المُضيّ قدماً أكثر من ذلك». لقد دمّروا فعلاً المكان. لكننا اضطررنا لتحمُّل الأخبار الكاذبة من (سي إن إن) وصحيفة (نيويورك تايمز) اللتين قالتا إنه ربما لم يُدمَّر بالكامل، ثم اتضح أنه دُمّر بالكامل، وبطريقةٍ لم يشهدها أحدٌ من قبل، وهذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن». وكرّر ترامب تأكيده أنه لم يجرِ نقل اليورانيوم المخصب، وأن المنشآت الثلاث دُمّرت بالكامل. وقال في المقابلة التي بُثّت مساء الأحد، «نسمع أن واشنطن تريد التحدث معنا»، مضيفاً «لم نتفق على تاريخ محدد. ولم نتفق على الآليات». وقال «يمكن مناقشة المستوى، ويمكن مناقشة القدرة، ولكن القول.. يجب أن يكون مستوى التخصيب لديكم صفراً، وإذا لم توافقوا فسوف نقصفكم، فهذه هي شريعة الغاب».

«ميتا» تستقطب مواهب الذكاء بمبالغ خيالية
«ميتا» تستقطب مواهب الذكاء بمبالغ خيالية

البيان

timeمنذ 10 دقائق

  • البيان

«ميتا» تستقطب مواهب الذكاء بمبالغ خيالية

يُنفق مارك زاكربرغ مليارات الدولارات لتوسيع فريق «ميتا» المتخصص بالذكاء الاصطناعي والعودة إلى المنافسة في هذا المجال، لكن هذه الاستراتيجية تثير بعض الشكوك حيال فعاليتها. في منتصف يونيو، لم تتردد إمبراطورية التواصل الاجتماعي الأمريكية في إنفاق أكثر من 14 مليار دولار للاستحواذ على حصة 49 % في شركة «سكيل إيه آي»، المتخصصة في استخراج البيانات المستخدمة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. وكانت المجموعة التي تتخذ من مينلو بارك بولاية كاليفورنيا مقراً، قد تواصلت سابقاً، بحسب وسائل إعلام أمريكية، مع إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك لشركة «أوبن إيه آي»، بالإضافة إلى شركة «بيربلكسيتي إيه آي» التي تُعتبر نفسها منافسة لغوغل، ومنصة الفيديو الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي «رانواي». وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان، فإن «ميتا» عرضت مكافآت فردية تزيد عن 100 مليون دولار على «عدد كبير» من موظفي «أوبن إيه آي» مقابل ضمّهم إلى صفوفها، والمبلغ نفسه تقريباً كراتب سنوي لهم. ووافق أربعة منهم في النهاية على هذا العرض، شأنهم شأن الرئيس التنفيذي لشركة «سكيل إيه آي» ألكسندر وانغ. تريد «ميتا» دمج موظفيها الجدد في فريق جديد مُخصص لتطوير «الذكاء الخارق»، وهو الذكاء الاصطناعي الذي يفوق القدرات البشرية على الفهم والتأمل.

ضغوط وتهديدات تُربك الأسواق... هل يقوض ترامب استقلال الفيدرالي؟
ضغوط وتهديدات تُربك الأسواق... هل يقوض ترامب استقلال الفيدرالي؟

العين الإخبارية

timeمنذ 23 دقائق

  • العين الإخبارية

ضغوط وتهديدات تُربك الأسواق... هل يقوض ترامب استقلال الفيدرالي؟

تم تحديثه الإثنين 2025/6/30 11:52 م بتوقيت أبوظبي قال تقرير لموقع «أكسيوس» إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء إدارته تحولوا إلى الهجوم العلني على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. واتهم الرئيس ترامب أمس الأحد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل مصطنع. وقال إنه ينبغي أن تكون أقل من نصف المستوى الحالي. وجاءت هجمات ترامب على باول خلال لقاء تليفزيوني على قناة "فوكس نيوز"، وقد أعقبت تهديدات الرئيس الأمريكي بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي وهي تهديدات أرعبت أسواق السندات العالمية وتسببت في ارتفاع أسعار الفائدة. وقال تقرير نشره موقع أكسيوس إن الرئيس وإدارته تحولوا بعدها إلى الإهانات العلنية لـ"باول". وقال ترامب في برنامج "صباحات الأحد المستقبلية" "لدينا رئيس فيدرالي سيئ، ولكن بخلاف ذلك... لا يهم، الأرقام جيدة جداً لدرجة أنه لا يهم أنه يبقي الفوائد مرتفعة بشكل مصطنع". وأضاف لاحقًا في اللقاء "كان ينبغي أن تكون عند واحد أو اثنين في المئة". ويتراوح معدل الفائدة المستهدف الحالي بين 4.25% و4.5%. كما وجه انتقادات شخصية لـ"باول" واصفاً إياه بـ"الشخص الغبي" و"الشخص السيئ". وقبل ذلك بساعات، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت لقناة "سي إن بي سي" إن الإدارة قد ترشح بديلاً لـ"باول" في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، رغم أن فترة ولاية باول كرئيس للاحتياطي الفيدرالي مستمرة حتى مايو/أيار القادم. وأثارت الإدارة فكرة وجود "رئيس ظل" للاحتياطي الفيدرالي، مما يفتح الباب أمام احتمال تلقي السوق إشارات متضاربة من مسؤولين مختلفين في نفس الوقت. وعلى مدار الأسبوع الماضي، تحولت جهود إدارة ترامب للضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة إلى حملة متكاملة شارك فيها العديد من كبار المسؤولين إلى جانب الرئيس. تدخل سياسي والأربعاء الماضي، طالب ترامب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بخفض أسعار الفائدة بعد صدور تقرير اقتصادي أظهر تباطؤاً في التوظيف بالقطاع الخاص لشهر مايو/أيار. ثم صرح لاحقا، الجمعة الماضي، للصحفيين، إنه لن يعين أي شخص رئيسًا جديدًا للاحتياطي الفيدرالي إلا إذا قام بخفض أسعار الفائدة فوراً، وهو أوضح مؤشر حتى الآن على أن البيت الأبيض يعتزم ممارسة مزيد من السيطرة على السياسة النقدية العام المقبل. وفي عام 2017، أعلن ترامب ترشيحه لجيروم باول لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي. في المجمل، خلال فترة ترامب الأولى، كان يضغط على باول لخفض أسعار الفائدة، والفرق هذه المرة هو أن الرسالة أصبحت موحدة من مختلف أركان الإدارة. aXA6IDEwNC4yNTMuODQuMTY2IA== جزيرة ام اند امز BR

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store