
لا إنترنت في إيران.. والحكومة "لا تفتحوا الروابط المجهولة"
مع دخول الحرب بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، وإعلان السلطات الإيرانية بشكل شبه يومي عن إلقاء القبض على "متعاملين" مع إسرائيل، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أنه سيتم تقييد الوصول إلى الإنترنت العالمي.
وقالت مهاجراني خلال مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة، إنه "فيما يتعلق بتقييد الإنترنت، وكما تم الإعلان سابقاً، سننتقل إلى الشبكة الوطنية للإنترنت عند الضرورة، وسيتم تقييد الوصول إلى الإنترنت العالمي"، مضيفة أن هذا القرار اتخذ "نظراً لأهمية أمن البلاد والمواطنين".
كما نصحت المواطنين بعدم فتح الروابط المجهولة، ومتابعة الأخبار عبر "المنصات المحلية ووسائل الإعلام الوطنية".
رابط لموقع الموساد الإلكتروني
يأتي ذلك فيما وجهت وزارة الدفاع الإسرائيلية، مساء الأربعاء، دعوة للإيرانيين عبر منصة "إكس"، من أجل التعاون مع الجانب الإسرائيلي، من خلال نشرها رابطاً لموقع الموساد.
وأشارت إلى أنها تتفهم "الوضع الصعب" الذي يواجهه المواطنون الإيرانيون. وقالت في منشور على حسابها بالفارسية، إنها تلقت العديد من الرسائل من إيرانيين قلقين بشأن مستقبل بلادهم الغامض، من بينهم "أعضاء في الأجهزة الأمنية يُعربون عن خوفهم ويأسهم وغضبهم مما يحدث في إيران، ويطلبون التواصل مع السلطات الإسرائيلية، حتى لا تُلاقي إيران مصيراً كلبنان أو غزة"، وفق زعمها.
إلى ذلك، أوضحت الدفاع الإسرائيلية أنها ليست "الجهة المختصة بمثل هذه الطلبات"، لكنها أحالت المبلغين إلى رابط لموقع الموساد الإلكتروني. ونصحت باستخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) خارجية فقط.
اعتقال العشرات
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت على مدى الأيام الماضية اعتقال عشرات المتعاونين مع الجانب الإسرائيلي وتفكيك مصانع لتجهيز الطائرات المسيرة، من أجل تنفيذ هجمات في البلاد.
كما نشرت وسائل إعلام إيرانية رسمية مشاهد لملاحقة شاحنات تحمل مسيرات إسرائيلية، فضلاً عن توقيف "عملاء" للموساد.
يشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية كانت أظهرت مدى تسلل الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران وقدرتها على شن هجمات من قلب الأراضي الإيرانية.
فيما كشفت مصادر مطلعة سابقاً، عن تسلل عناصر من الموساد منذ أشهر إلى داخل إيران، وتدريب فرق عدة، فضلاً عن إدخال قطع مسيرات عبر رجال أعمال وجهات تجارية محلية دون علمها، في سيناريو شبيه بما حصل مع حزب الله في لبنان الصيف الماضي، عبر ما عرف بعملية "البيجر"، التي تفجرت بمئات من عناصر الحزب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 11 ساعات
- الوطن
زلة لسان مندوبة أمريكا في مجلس الأمن: إسرائيـل نشرت الفوضى والإرهاب
أثارت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، دوروثي شيا، حالة من الجدل والارتباك بعد زلة لسان وصفت فيها "حكومة إسرائيل" بأنها تنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وذلك خلال جلسة طارئة عقدت مساء الجمعة لمناقشة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. تصحيح فوري لكن الانتباه سبق التصحيح شيا تداركت سريعًا تصريحها، قائلة إنها كانت تقصد "حكومة إيران" وليس إسرائيل، إلا أن المقطع الذي يوثق لحظة زلة اللسان انتشر على نطاق واسع، وأعاد إشعال النقاش حول الدور الأمريكي في دعم تل أبيب، وما إذا كانت واشنطن بدأت تدرك علنًا آثار السياسات الإسرائيلية في المنطقة. اتهامات لإيران في بقية مداخلتها، شنت المندوبة الأمريكية هجومًا حادًا على إيران، مؤكدة أن طهران تدعم جماعات مسلحة ضد إسرائيل وعلى رأسها "حماس" التي دعمتها، بحسب تعبيرها، منذ عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023. كما أشارت شيا إلى أن إيران نفذت هجومين مباشرين على إسرائيل خلال العام الماضي، وحرّضت "حزب الله" على فتح جبهة من الجنوب اللبناني، في إشارة إلى تصاعد التهديدات من عدة محاور ضد إسرائيل. البحر الأحمر جزء من الاتهامات وفي سياق آخر، اتهمت شيا إيران بتحريض جماعة الحوثي في اليمن على مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وتعطيل الملاحة الدولية، فضلاً عن إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه الأراضي الإسرائيلية. انقسام بشأن التصريح ردود الفعل على زلة اللسان تراوحت بين من رأى أنها مجرد خطأ لغوي عابر، ومن اعتبرها دلالة على تصدع في الموقف الأمريكي أو على الأقل إدراك ضمني لما يصفه البعض بسياسات إسرائيل العدوانية. عدد من المتابعين تساءل عما إذا كانت هذه "الزلة" قد كشفت ما تفكر فيه بعض الدوائر الأمريكية سراً. جلسة طارئة تبحث التصعيد الجلسة الطارئة التي عُقدت تحت عنوان "التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين" تأتي في ظل تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل، التي شملت هجمات متبادلة وغارات جوية على منشآت نووية في إيران، وردود فعل إيرانية عبر حلفائها في المنطقة. خلفية التوتر تشهد المنطقة منذ أشهر تصعيدًا متواصلًا بين إسرائيل ومحور المقاومة المدعوم من إيران، بلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة بعد استهداف منشآت حساسة داخل إيران، والرد الإيراني باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة.


البلاد البحرينية
منذ 16 ساعات
- البلاد البحرينية
لا إنترنت في إيران.. والحكومة "لا تفتحوا الروابط المجهولة"
مع دخول الحرب بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، وإعلان السلطات الإيرانية بشكل شبه يومي عن إلقاء القبض على "متعاملين" مع إسرائيل، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أنه سيتم تقييد الوصول إلى الإنترنت العالمي. وقالت مهاجراني خلال مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة، إنه "فيما يتعلق بتقييد الإنترنت، وكما تم الإعلان سابقاً، سننتقل إلى الشبكة الوطنية للإنترنت عند الضرورة، وسيتم تقييد الوصول إلى الإنترنت العالمي"، مضيفة أن هذا القرار اتخذ "نظراً لأهمية أمن البلاد والمواطنين". كما نصحت المواطنين بعدم فتح الروابط المجهولة، ومتابعة الأخبار عبر "المنصات المحلية ووسائل الإعلام الوطنية". رابط لموقع الموساد الإلكتروني يأتي ذلك فيما وجهت وزارة الدفاع الإسرائيلية، مساء الأربعاء، دعوة للإيرانيين عبر منصة "إكس"، من أجل التعاون مع الجانب الإسرائيلي، من خلال نشرها رابطاً لموقع الموساد. وأشارت إلى أنها تتفهم "الوضع الصعب" الذي يواجهه المواطنون الإيرانيون. وقالت في منشور على حسابها بالفارسية، إنها تلقت العديد من الرسائل من إيرانيين قلقين بشأن مستقبل بلادهم الغامض، من بينهم "أعضاء في الأجهزة الأمنية يُعربون عن خوفهم ويأسهم وغضبهم مما يحدث في إيران، ويطلبون التواصل مع السلطات الإسرائيلية، حتى لا تُلاقي إيران مصيراً كلبنان أو غزة"، وفق زعمها. إلى ذلك، أوضحت الدفاع الإسرائيلية أنها ليست "الجهة المختصة بمثل هذه الطلبات"، لكنها أحالت المبلغين إلى رابط لموقع الموساد الإلكتروني. ونصحت باستخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) خارجية فقط. اعتقال العشرات وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت على مدى الأيام الماضية اعتقال عشرات المتعاونين مع الجانب الإسرائيلي وتفكيك مصانع لتجهيز الطائرات المسيرة، من أجل تنفيذ هجمات في البلاد. كما نشرت وسائل إعلام إيرانية رسمية مشاهد لملاحقة شاحنات تحمل مسيرات إسرائيلية، فضلاً عن توقيف "عملاء" للموساد. يشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية كانت أظهرت مدى تسلل الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران وقدرتها على شن هجمات من قلب الأراضي الإيرانية. فيما كشفت مصادر مطلعة سابقاً، عن تسلل عناصر من الموساد منذ أشهر إلى داخل إيران، وتدريب فرق عدة، فضلاً عن إدخال قطع مسيرات عبر رجال أعمال وجهات تجارية محلية دون علمها، في سيناريو شبيه بما حصل مع حزب الله في لبنان الصيف الماضي، عبر ما عرف بعملية "البيجر"، التي تفجرت بمئات من عناصر الحزب.


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
كي لا تتحول الشظايا إلى مرايا
استيقظت صباحًا، وأنا أعاني صدمات وجودية أغلبها سياسية. نفضت الغبار، أزلت الأتربة من على كتبي، وجدت بعض ذاكرتي المتورمة مصابة بالعطب، وكأني طفل ألقى به انفجار من مبنى، فضاع بين الشظايا. نعم، فتحت كتبي كمن ينفض التابوت عن ذاكرته، وكانت الصفحات مصابة بندوب كأنها خرائط حرب لم تُحسم. كنت طفلًا ألقاه التاريخ من نافذة الثورة، فسقط في زقاق السياسة دون درع ولا ملامح. مؤلمة هي الشظايا، والأكثر إيلامًا عندما تكون فكرية بعد إعصار ثقافي على ساحة العقل. استيقظت كمن خرج من تحت الأنقاض، لم يمت.. لكنه فقد القدرة على التصفيق. ومن على أنقاض الأفكار، فهمت أن 'العدالة في السياسة لا تزن الذهب، بل تزن الرصاص'. وتيقنت أن كل من حلم بمدينة فاضلة، استيقظ على رائحة رمادها بعد أن التهمتها نيران الشعارات. في العام 1996، استيقظت من الغيبوبة الثورية، وتراكمت قناعتي مع الأيام والسنين بخطأ المنهج الثوري، وأن حرائق الثورات تمتد لتأكل أغلب الخيام، بما فيها خيمتها. كنت أحاول اصطياد العقل في كل منعطف سياسي، وفي كل أزمة إقليمية، وأن أقرأ كل الزوايا الحادة بعيدًا عن الأدلجة، واليقينيات الدينية، والقطعيات الغيبية. أقرأ الأحداث ككتاب فلسفي يستدعي النقد، ويتودد المراجعة، ويعيد فهم الحروب بعيدًا عن لغة تقديس الشهادة، والرقص في حفلات الزار، والفرك على بلورات الفال، والسباحة في برك الأحلام. لم أكن متنبئًا أو حالِمًا، كنت فقط أمتلك من البرودة ما يكفي لأرى الحقيقة دون أن أصرخ بها. هكذا عشت طيلة هذه السنين، لا يستهويني صراخ الميكروفونات وتضخم الحناجر، وانفعالات الأماني في الخطب. صرت أؤمن أن 1 + 1 = 2. عندما تحدث كارثة سياسية أو تشتعل حرائق حروب، أبدأ بقراءة المشهد بالاستعانة بعلم الأنثروبولوجيا، وهو علم الإنسانيات من علم السياسة، وعلم الفلسفة، والاقتصاد، والاجتماع، إلخ، مع إعادة قراءة التاريخ بلغة الباحث الناقد، لا بلغة المغرم، إضافة إلى الاستعانة بلغة الأرقام لفهم القضايا وكيفية موازين القوى. أنا ضد الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وكقناعة فكرية لا أؤمن بالحروب لأن الخسارة كبرى على أرواح المدنيين، ولها تداعيات على مستقبلهم المثقوب بالأوجاع. قبل دخول 'حزب الله' إلى 'جبهة الإسناد'، خرجت بفيديوهات ومقالات موثقة، قلت فيها: هذا 'خطأ كبير'، وسيدفع ثمنه لبنان، وأتمنى ألّا يتورطوا في الحرب، ويحتكموا لقرار الدولة؛ لأن المواجهة ستبتلع لبنان، وتحولها إلى عظام، وجزءا كبيرا منها إلى رماد وركام. قلت لهم: احذروا الفخ. قالوا: 'إن الله يحمي المؤمنين'.. قلت لهم: ونعم بالله عز وجل، ولكن الله ينظر للأسباب، فاحترق الوهم وبقيت الآيات تُتلى على الركام. والواقعية السياسية لا ترحم الحالمين، بل تُطوّق أعناقهم بخيوط من وهم، وبمشانق تشبه شال الحرير. انتقدني البعض، وراحوا يرددون أنني أعيش في بحر الخيال، وأنني أدعي أنني الرجل الذي يعتلي جبل المستقبل ويرى ما لا يراه الآخرون. حدثت الكارثة، ودفعَت القرى الجنوبية وأغلب لبنان ثمن ذلك. واتضح أنني أقرأ من فوق الجبل، ولا أنظر بمنظار، وإنما برؤية واقعية مستقبلية. كتبت مقالات مباشرة كمثقف ناقد وبمنظار فلسفي قبل أشهر. أرجو الرجوع إلى مقالاتي في 'البلاد' وفيديوهاتي على 'التيك توك'، التي أدعو فيها إيران إلى مجموعة نصائح في كل شيء، منها المفاوضات مع ترامب، وقلت: ستكون كارثة على إيران والشعب الإيراني إذا لم تراجع نصائحي ونصائح غيري من المثقفين، ودعوت النظام لجعل النظام ليبراليًّا لا دينيًّا، وفصل الدين عن الدولة، وجعل القوانين مدنية لا كهنوتية، وفتح النوافذ مع أمريكا والغرب، أفضل من أن تكون الدولة أيديولوجية، وإلا فإن الاستمرار في الثورية سيقود إلى سقوط حتى إيران. رددّتُ ذلك ما قبل 22 عامًا، أي في العام 2002. ونصحت أي دولة دينية بأن تكون مدنية بلا قوانين كهنوتية، والآن أنصح سوريا بأن تكون دولة ليبرالية مدنية لا دينية، ما لله لله وما لقيصر لقيصر، فما يحفظ الدولة هو التعددية، والحرية، والمدنية، والحضارة، والانفتاح، وصون الحريات الشخصية بلا فرض حجاب أو نبذ قيم الآخرين. لا تتدخلوا في معتقدات الناس، أو لباسهم، أو شكلهم، أو احتفالاتهم، أو نوعية قيمهم، أو كيفية علاقتهم مع الله عز وجل. عود على بدء، أقول: أجبت في مقالي بجريدة 'البلاد'، ونشرته قناة العربية بتاريخ 3 أبريل 2025، عن سؤال سألني به قارئ، قلت فيه حرفيًا: 'ماذا سيحدث إذا لم تفكك إيران برنامجها النووي؟ تنبّؤي واستشرافي المستقبلي أن مصير إيران سيكون كمصير الأسد إذا لم تُصالح أمريكا، وإذا لم تلتقط درس سقوط لبنان وسوريا. أما اليمن فمصيرها مصير ما حدث في لبنان. وستعرفون مستقبلًا كم أنا محق'. بدأ البعض يهاجمني في 'الميديا'، يُلقي الحجارة على مقالاتي، وأنني أدعي أنني المثقف المستنير الذي يرى بعين البصيرة السياسية. انظروا السيناريو وما حدث. إيران تكرر أخطاء حروب العرب، بما فيها أخطاء جمال عبدالناصر. أنا أدعو إلى العقل عبر القراءة العميقة لموازين القوى. أتمنى أن تتوقف الحرب، ويحمي الله المنطقة، ولكن تنبؤاتي ما زالت تتحقق لأنني أقرأ المشهد بعين مجرّدة مثل الطبيب، دوره أن يقول للمريض: هذا نوع مرضك، وهذا علاجك. دور 'المثقف الطبيب' هو المصارحة، وإن أزعج قوله المريض. أنا طيلة عمري لا أحمل نيات سيئة، ولا أحمل بداخلي إلا الإنسانية، ولكن مشكلتي أني صريح كدمعة، وواضح كقطعة كريستال، وأخاف على الناس من شبح الموت، ونار الحرائق، وتيه الضياع، وأنياب الصدمات الوجودية، فتقودهم إلى اكتئاب جماعي. هذا العام هو عام الصدمات الوجودية الجماعية.. وستتكرر الصدمات إذا لم نغيّر المفاهيم في قراءة الواقع. كل ما أتمناه أن تتوقف هذه الحرب، وحرب روسيا وأوكرانيا، ونبدأ في الانشغال بثقافة الحياة، وتكون المنافسة علمية اقتصادية، كما فعلت اليابان في 1945، والتجأت إلى النصر العلمي والانتصار الاقتصادي بدلًا من مواجهة كل العالم بحجة أنها ضُربت بقنابل في هيروشيما وناغازاكي. فلسفة العزة اليابانية تكمن في عبارة أنقذت اليابان، ومفادها: 'ما هي عزتنا اليابانية؟ العزة أحيانًا تكون بقبول الواقع بذكاء وعقل، مهما كان مرًّا، والحفاظ على ما تبقى'. إن السياسة كما أراها هي صراع دائم على النفوذ والبقاء. وهي تقف غالبًا في تضاد مع الطوباوية أو المثالية السياسية، 'وفهم الممكن يتطلب واقعية باردة لا رحمة فيها'. يقول جون ميرشايمر (من الواقعيين الجدد): 'الواقعي هو من يرى العالم كما هو، لا كما يتمنى له أن يكون، ولكنه لا يرضى عنه كما هو'. و 'الأنظمة السياسية لا تُبنى على النوايا الطيبة، بل على ميزان القوى'. بحرينيًا، نحن مدعوون قبل أي وقت مضى، ونحن نشهد الحرب الإيرانية الإسرائيلية، كما نحن دائمًا أمام أي أزمة في الإقليم، إلى رص الصفوف، والتعاون بوحدة وطنية، والحذر من أي تداعيات للحرب على المنطقة أو ارتباكات، واضعين نصب أعيننا الولاء لجلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مع ترسيخ الوحدة الوطنية والحفاظ على مصالح وطننا، والمثول لكل ما تطرحه الدولة من إرشادات. كم أتمنى للشباب العربي أن يفيق، ويفهم أن السياسة هي فن الممكن، وواقعية، ولغة أرقام، وموازين قوى؛ كي لا يقع في محارق أو يدفع فواتير سياسية. أقول: 'كل طوباوي في السياسة مشروع ضحية قادم'. 'لسنا في زمن الوعود… بل في زمن النجاة من الخرائط المحروقة. من لم يفهم اليوم أن السياسة هي فنّ السباحة وسط الأنياب، فليقرأ التاريخ لا بمنظار العاطفة، بل بكفن العقل. فقد آن أوان الواقعية الجارحة'. نتمنى وقف الحرب ليعمّ السلام.