logo
خبير عسكري: انهيار معنويات الجنود سيجبر تل أبيب على التفاوض

خبير عسكري: انهيار معنويات الجنود سيجبر تل أبيب على التفاوض

الجزيرة٠٦-٠٧-٢٠٢٥
يتوقع الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي أن الانهيار النفسي والمعنوي في صفوف الجيش الإسرائيلي سيشكل عاملا ضاغطا وحاسما يدفع تل أبيب إلى تبني خيار التفاوض ووقف الحرب.
ويستند هذا التوقع إلى أرقام تكشف عن ارتفاع عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب على غزة إلى 43 حالة بسبب أعراض نفسية ناتجة عن القتال المستمر.
وأفاد موقع والا الإسرائيلي بأن جنديا إسرائيليا انتحر بعد معاناته المستمرة خلال شهور الحرب الطويلة على غزة و لبنان وبعدما شاهده من فظائع وويلات هذه الحرب.
وذكر الموقع أن معاناة هذا الجندي التي انتهت بالانتحار بدأت بعد مقتل اثنين من أصدقائه في هجوم 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، واستمرت مع خدمته العسكرية المتواصلة على جبهتي غزة ولبنان.
وقالت عائلة الجندي المنتحر إن ابنها كان يشتكي من رائحة الجثث ومن الفظائع التي كان يشاهدها باستمرار في ميدان المعارك، وذكرت العائلة أن ابنها كان ينقل جثث جنود من جبهتي لبنان وغزة خلال الحرب.
وما زال الجيش الإسرائيلي -وفقا للموقع- يرفض حتى الآن دفن الجندي المنتحر في مراسم عسكرية.
ويشكل عامل الزمن وعدم وضوح الأهداف ضاغطا نفسيا هائلا على المقاتلين وفقا للشريفي، فالمعنويات تقاتل إلى جانب السلاح، والمقاتل لا يستطيع إدامة زخم المعركة دون تعزيز عقيدته القتالية وروحه المعنوية.
وعندما تختل الروح المعنوية تنعكس سلبا على إرادة القتال، مما يؤدي إلى انهيار نفسي قد يدفع للانتحار.
وتكمن المشكلة في أن إسرائيل لم تحسب حساب العامل النفسي بدقة، مركزة على التجهيزات القتالية والدعم اللوجستي فقط، وهذا الخطأ في التقدير أثبت -بحسب الخبير العسكري- عدم كفاية التفوق المادي لمواجهة التحديات النفسية في الميدان.
وتتجلى هذه الأزمة في التطورات الميدانية، حيث أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بإصابة جنديين بجروح إثر إطلاق صاروخ مضاد للدروع في شمال غزة، وتكشف هذه الحوادث عجز الجنود عن التعامل بفاعلية مع تكتيكات المقاومة رغم التفوق الهائل في الإمكانيات.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي متفوق في الخدمات الإدارية وخطوط الدعم والقدرات التسليحية ويتمتع بقدرة العودة إلى الثكنات والاستراحة فإن الانهيار أصبح واضحا، مما يكشف خللا عميقا في العقيدة القتالية التي تشكل المحرك الأساسي للمقاتل، وفقا للخبير العسكري.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كالكاليست: إغلاق ميناء إيلات انتصار للحوثيين وخسارة اقتصادية فادحة لإسرائيل
كالكاليست: إغلاق ميناء إيلات انتصار للحوثيين وخسارة اقتصادية فادحة لإسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 7 دقائق

  • الجزيرة

كالكاليست: إغلاق ميناء إيلات انتصار للحوثيين وخسارة اقتصادية فادحة لإسرائيل

ذكرت صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية، أن ميناء إيلات، الواقع في أقصى الجنوب، والتابع لشركة نقاش إخوان، يواجه خطر الإغلاق الكامل خلال الأسبوع المقبل، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها "نصر واضح للحوثيين وهزيمة للاقتصاد الإسرائيلي برمّته". وأشارت كالكاليست إلى أن الميناء متوقف فعليًا عن العمل منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بسبب المخاوف الأمنية المتعلقة بالمرور في البحر الأحمر، وبالتحديد في منطقة باب المندب ، التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وقالت الصحيفة، إن الشركة المشغّلة للميناء، والتي تعود ملكيتها للأخوين نقاش، سجلت انخفاضًا بنسبة 80% في الإيرادات خلال عام 2024 مقارنة بـ2023، ما أدّى إلى أزمة مالية خانقة تهدد بإنهاء وجود الميناء فعليًا. "الحوثيون ربحوا المعركة" وأوضحت الصحيفة أن الدولة الإسرائيلية تتعامل مع الميناء وكأنه شركة خاصة يمكن التخلي عنها بسهولة، ما دفع القائمين عليه إلى اتهام الحكومة بالتقصير، مؤكدين أن "إغلاق الميناء سيكون انتصارًا حقيقيًا للحوثيين الذين أخرجوا بوابة إسرائيل الجنوبية عن الخدمة دون أن يطلقوا رصاصة واحدة". وأضافت الصحيفة أن إدارة الميناء غاضبة من غياب الدعم الحكومي، حيث لم يتم دفع ضريبة الأملاك لبلدية إيلات منذ عدة أشهر، وتراكمت ديون بملايين الشواكل، مما دفع البلدية إلى فرض حجز على الحسابات البنكية. وبناءً على ذلك، أعلنت سلطة الموانئ الإسرائيلية أن الميناء سيتوقف عن العمل نهائيًا ابتداءً من الأحد المقبل، إلا أن مصادر داخل الميناء توقعت أن يتم ذلك لاحقًا خلال الأسبوع. أضرار إستراتيجية وأكدت الهيئة الوطنية للطوارئ، وفق ما نقلته كالكاليست، أن إغلاق ميناء إيلات سيؤدي إلى تعطيل عمل الزوارق والقوارب التابعة للميناء، وسيتسبب في وقف الدعم اللوجستي للبحرية الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر ، إضافة إلى تجميد الدعم الفني لخط أنابيب أوروبا-آسيا لنقل النفط الخام من إيلات إلى أشكلون. كما حذّرت الهيئة من تأثيرات خطِرة على تصدير البوتاس من البحر الميت ، والذي سيكون متاحًا لاحقًا فقط من ميناء أسدود، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان استمرارية العمل وتراجع في كفاءة تشغيل الميناء وقتا طويلا. ووفقًا للصحيفة، فقد أبلغت وزارة النقل الإسرائيلية، ومكتب الأمن القومي، وسلطة الموانئ بهذه التداعيات، في محاولة للضغط نحو منع الإغلاق، لكن دون تجاوب فعلي حتى اللحظة. غضب داخلي وقالت كالكاليست، إن عمليات تفريغ السيارات تُشكل أكثر من 50% من دخل الميناء، إذ تم تفريغ 150 ألف سيارة في عام 2023، معظمها واردة من دول الشرق الأقصى، ويُعد هذا النشاط من أكثر المجالات ربحا بسبب انخفاض التكاليف وسرعة العمل. ورغم هذه الأهمية، لم تقدم الدولة سوى دعم محدود بلغ 15 مليون شيكل (نحو 4.5 ملايين دولار) فقط في يونيو/حزيران 2025، يُدفع على دفعتين، مقابل سداد دين سابق بقيمة 3.2 ملايين شيكل (نحو 950 ألف دولار)، كان قد تم تأجيله بعد اندلاع الحرب. وبحسب كالكاليست، لم يكن هذا الدعم كافيًا لاستمرار الميناء في العمل، بالرغم من تصنيفه رسميًا كـ"أصل وطني إستراتيجي". وفي تعبير عن الاستياء الشديد، قال مسؤول في الميناء للصحيفة: "في زمن كورونا، أنقذت الحكومة شركات الطيران والموضة التي تجني اليوم الملايين، لكنها لا تملك الجرأة على دعم بنية تحتية حيوية". وأضاف: "لأن هذا الميناء مملوك للقطاع الخاص، تظن الدولة أن بإمكانها تجاهله وتركه يصارع وحده سنةً وثمانية أشهر". واختتم: "يرموننا إلى الكلاب. هذا وضع مرعب. إنه انتصار للحوثيين في معركتهم على إيلات وعلى الاقتصاد الإسرائيلي".

صمود الفلسطيني على أرضه خيار وحيد.. صمود غزة نموذجًا
صمود الفلسطيني على أرضه خيار وحيد.. صمود غزة نموذجًا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

صمود الفلسطيني على أرضه خيار وحيد.. صمود غزة نموذجًا

صمود وثبات الشعب الفلسطيني فوق أرضه في كافة أماكن تواجده لا يبدو غريبًا ولا حالة حديثة؛ فهو امتداد لثبات وتجذر في الأرض منذ عشرات السنين، رغم كل ما يُحاك من مؤامرات، ويُنفذ على الأرض من مخططات واعتداءات وسياسات، هدفها الأول تهجير الفلسطيني من أرضه. فمنذ النكبة عام 1948، يواجه الفلسطينيون سياسة ممنهجة لطمس هويتهم وتهجيرهم من أرضهم. ولو تحدثنا بلغة الأرقام، فجيش الاحتلال في سبيل تحقيقه أهدافه ما يزال منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن حرب إبادة في غزة، أدت إلى استشهاد وفقدان أكثر من 60 ألف فلسطيني، يُضاف إليهم 90 ألف جريح، ودمار ما يزيد عن 70% من القطاع، مع الاستخدام الممنهج للتجويع من أجل دفع السكان في مرحلة ما لترك بلادهم والهجرة منها. أما في القدس والضفة الغربية، فالإجراءات الإسرائيلية ليست بعيدة عن حال غزة، فغول الاستيطان يتصاعد بشكل يومي، حيث وصل عدد المستوطنين إلى ما نسبته 25% من سكان الضفة، إضافة لعمليات القتل والاعتقال اليومي، إلى جانب عمليات الهدم في القدس والملاحقة والإبعاد عن الأقصى، ومحاولات تهويد أحياء المدينة المقدسة، مثل سلوان والشيخ جراح، بمشاريع استيطانية لا تتوقف لحظة. إفشال مخططات في غزة، كان لصمود السكان شمالي قطاع غزة منذ بداية الحرب، رغم القتل والتجويع، الدور الأكبر والأهم في إفشال عدة مخططات كان ينوي الاحتلال تنفيذها، لعل أبرزها مخطط تهجير السكان من بيوتهم وإقامة مستوطنات في غزة عبر خطة الجنرالات، التي قامت على مبدأ دفع الناس للهجرة من خلال القصف والقتل والتدمير، إضافة لإفشال مخطط فصل الشمال عن وسط وجنوبي القطاع. ومع عودة الاحتلال للحرب في غزة، ما يزال يسعى لتهجير السكان عبر مخططات عديدة، إضافة لمحاولة تثبيت عمل المؤسسة الأميركية للمساعدات بشكل يشمل إذلال السكان، واعتبارها بديلًا عن المؤسسات الدولية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون، ويعملون بكل جهد وقوة لإفشاله عبر الصمود في الميدان وعلى طاولة المفاوضات، رغم صعوبة المعارك في الجانبين. ليست هذه المرة الأولى، ولا غزة الحالة الوحيدة، فقد سبقتها الضفة الغربية والقدس في إفشال عشرات المخططات، خاصة التي تستهدف المسجد الأقصى، ومن أبرز ما حدث إفشال مخطط البوابات الإلكترونية للدخول إلى المسجد الأقصى. ففي يوليو/ تموز 2017 ثبت الاحتلال بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى ومنع الدخول إلا من خلالها بعد الفحص، وهو ما قوبل برفض شعبي ومواجهات واعتصامات، ما أجبر الاحتلال على إزالة البوابات وكافة العراقيل التي وضعتها. هذه النماذج جزء من صبر وتحدي وجلَد الفلسطيني أمام ما يواجهه من تضحيات جسيمة، ويتجلى الآن في قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي الضفة الغربية التي تعاني القتل اليومي والتهجير والاستيطان وطرد الناس من بيوتهم وأراضيهم، وكذلك في القدس. أما في الخارج فلا يبدو الفلسطينيون أحسن حالًا، فهم الذين شُردوا من بيوتهم وأراضيهم، لكن حلم العودة لا يفارقهم لحظة واحدة، وتتنوع معاناتهم لتشمل التحديات الاقتصادية، والقيود المفروضة على الحركة، وفقدان الهوية، وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية، والصراعات السياسية. لا تبدو التحولات السياسية العربية مؤثرًا فارقًا في المعادلة، فلو كانت كذلك لما استمرت الإبادة في غزة لقرابة عامين، كان فيها الحراك الدولي -المتواضع أيضًا- أفضل بكل الأحوال من الحراك العربي والإسلامي الرسمي والمؤسساتي والشعبي. فأقل المطلوب عربيًا هو قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي، ووقف موجات التطبيع السابقة والجديدة، والضغط الحقيقي لفتح المعابر، وإرسال مساعدات عاجلة لغزة، والضغط الدبلوماسي في الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال والإبادة، وتقديم الدعم الحقيقي والفاعل لإعمار غزة دون شروط سياسية أو ربط الأمر بأي ملفات أخرى، فذلك من أشد سبل إفشال مخطط التهجير، وتثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، ومساندته بشكل حقيقي وفاعل في وجه الاحتلال الإسرائيلي. انهيار الصورة النمطية على المستوى الدولي، انهارت الصورة النمطية لإسرائيل، وفضحت جرائم الحرب في غزة زيف "الدولة الديمقراطية" و"الجيش الأخلاقي"، وأصبح هناك "تحول في السياسات الغربية" حيث الحركات الشعبية الضخمة في أوروبا وأميركا، في الجامعات والمؤسسات، والتي تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل ووقف الدعم العسكري لها. فمئات الجامعات الغربية، خاصة في أميركا وأوروبا، شهدت اعتصامات ومخيمات تضامن امتدت لشهور. فيما تضاعف نشاط حركات المقاطعة (BDS)، وفرضت ضغوطًا حقيقية على شركات متواطئة مع الاحتلال. ويبقى الأمل معقودًا بعد الله- سبحانه وتعالى- في أن تتعاظم دعوات الدول العربية والإسلامية والدولية تجاه القضية الفلسطينية، وأن تُتخذ إجراءات وخطوات رسمية معزَّزة بدعم وحراك شعبيين أكثر توافقية، بما يفشل المخططات الصهيونية العالمية لفرض حالة "شرق أوسط جديد"، تكون السيادة واليد العليا فيه لقوى الاحتلال الجديدة المُتجددة بوجه إسرائيلي، متخفية خلف دعم صهيوني عالمي، وهو ما لا تتمناه دول المنطقة. فصمود الفلسطيني على أرضه ليس خيارًا يختاره من بين خيارات عديدة، بل هو خيار وحيد، لا يمكن أن يتبدل أو يتغير، فمن هُجّر رغمًا عنه، وأُجبر على العيش منذ عشرات السنين خارج بلاده، لا يتخلى عن حق عودته لبلده، ويتمسك بأرضه، فما بالكم في من عاش على أرضها وتحمل كل تلك المعاناة لأجلها، هل يمكن أن يفرط فيها؟! لو كان الأمر خيارًا في حسابات الفلسطينيين، لما صمدوا وثبتوا لعامين تحت المذبحة والمقتلة والإبادة التي لم تحدث في تاريخ البشرية!

"المدينة الإنسانية" في غزة: ما الهدف من إنشائها؟
"المدينة الإنسانية" في غزة: ما الهدف من إنشائها؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

"المدينة الإنسانية" في غزة: ما الهدف من إنشائها؟

في ظل تصاعد الضغوط لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، يستفيق الفلسطينيون في القطاع على كابوس جديد يحمل اسمًا مضللًا "المدينة الإنسانية". فمنذ إعلان كاتس عن خطته، اتضحت طبيعتها والهدف "الإسرائيلي" منها، إذ إن من يدخل إلى هذه المدينة لن يخرج منها إلى القطاع، إنما إلى خارج حدوده، وهو ما يعني ترحيلًا مباشرًا وخنقًا لما تبقى من الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، ضمن إستراتيجية ممنهجة تستهدف التصفية الصامتة. في هذا السياق، كشف موقع "كاونتر بانش" عن تقرير صادم يسلط الضوء على خطة "إسرائيلية" وُصفت بأنها "الأكثر وقاحة" في مسار الإبادة الجماعية الحديثة، وتقضي بإنشاء ما يسمى "مدينة إنسانية" جنوب قطاع غزة، ولكن خلف هذا الاسم الخادع، تكمن نوايا مرعبة بترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا إلى معسكر اعتقال مقنع، لا يهدف إلى النجاة، بل إلى التمهيد لتطهير عرقي شامل. ونقل التقرير، استنادًا إلى صحيفة "هآرتس"، أن وزير حرب كيان الاحتلال، كاتس، يقترح تهجير نحو 600 ألف فلسطيني إلى منطقة محاطة بالأسوار تُقام على أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتُصنف هذه المدينة بأنها "إنسانية". لكن الخطة تتضمن فرزًا لسكان غزة، وفصل مَن يُشتبه بانتمائهم لحركة المقاومةالإسلامية "حماس"، تمهيدًا لترحيل المدنيين قسرًا إلى خارج القطاع، والاستيلاء على المناطق، ونزع السلاح من قطاع غزة، وتنفيذ خطة التهجتر التي سبق أن عرضها دونالد ترمب. ووفقًا لكاتس أيضًا، يقود نتنياهو محاولات للبحث عن دول تستوعب الغزيين، ومع ذلك، كشف مصدر "إسرائيلي" أن تداعيات الخطة السياسية والقضائية والاقتصادية تجعل تنفيذها صعبًا، وذلك في رأي أكثر من مسؤول مطلع عليها. وأوضح المصدر نفسه أن متخذي قرار هذه الخطة أدركوا أن صعوبتها الرئيسية تكمن في عدم استعداد أي دولة من الدول التي توجهت إليها "إسرائيل" لاستيعاب سكان من غزة. ويحذر "كاونتر بانش" من أن الهدف ليس إعادة توطين السكان، بل محو وجودهم تمامًا من الجغرافيا الفلسطينية، وهو ما يمثل امتدادًا مباشرًا لفكر صهيوني لطالما حلم بالسيطرة الكاملة على غزة دون فلسطينيين، أما من يُحشرون في تلك "المدينة"، فلن يُسمح لهم بمغادرتها ولا بالعودة إلى منازلهم المدمرة، وسيظلون محاصرين في منطقة عسكرية مغلقة تحت التهديد المستمر، إلى حين ترتيب خروجهم النهائي. وتشير الخطة إلى انتهاك صارخ للقانون الدولي، فالترحيل القسري لسكان أرض محتلة يُعد جريمة حرب وتطهيرًا عرقيًا وفقًا لمواثيق الأمم المتحدة، ومع ذلك، يبدو أن كاتس، مدفوعًا بهوس "الحل النهائي"، لا ينوي التراجع، بل أعلن عن بدء البناء خلال فترة وقف إطلاق النار المتوقعة، في إشارة إلى تسريع محموم لفرض واقع جديد قبل أي تسوية محتملة. في العالم العربي، الوضع أشدّ مأساوية، فالأنظمة تمضي قُدمًا نحو التطبيع وعقد الصفقات، بينما يُترك الفلسطينيون فريسة للجوع والموت والتهجير. ويتساءل موقع "كاونتر بانش": أين الخطوط الحمراء التي لطالما لوّحت بها العواصم الرسمية؟ يوجه التقرير اتهامًا مباشرًا إلى المجتمع الدولي، الذي لم يكتفِ بالصمت بل شارك بفاعلية في المذبحة الجارية منذ 20 شهرًا، من خلال الدعم العسكري والغطاء الدبلوماسي. فقد سقط أكثر من 55 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، تحت نيران القصف "الإسرائيلي" الذي استهدف المستشفيات والمخابز والمساجد والمدارس ومخيمات اللاجئين. لم يكتفِ الاحتلال بالتدمير، بل استخدم التجويع كسلاح، فمنع وصول المساعدات، وهاجم القوافل الإغاثية، وأنشأ نقاط توزيع للمساعدات سرعان ما تحولت إلى كمائن مميتة، واستكمالًا لهذه الصورة القاتمة، أُنشئت "مؤسسة غزة الإنسانية" بدعم أميركي، تهدف إلى تحويل الإغاثة إلى أداة للضغط والسيطرة، بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات المستقلة، ويتساءل التقرير بمرارة: كيف لحكومة قامت على أنقاض المحرقة أن تنشئ اليوم معسكر اعتقال جماعي؟ وكيف تستمر واشنطن في تزويدها بالسلاح، ومنع المساءلة في الأمم المتحدة، ومعاقبة كل من يجرؤ على قول الحقيقة، مثل المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي؟ أما في العالم العربي، فالوضع أشدّ مأساوية، فالأنظمة تمضي قُدمًا نحو التطبيع وعقد الصفقات، بينما يُترك الفلسطينيون فريسة للجوع والموت والتهجير. ويتساءل موقع "كاونتر بانش": أين الغضب العربي؟ وأين الخطوط الحمراء التي لطالما لوّحت بها العواصم الرسمية؟ إذا لم تنهض الأمة العربية والإسلامية والعالم الآن، فلن يكونوا مجرد متفرجين على الإبادة، بل شركاء فيها، فلا وقت للتردد، ولا مكان للحياد على الرغم من الصورة القاتمة، يضيء التقرير بارقة أمل تتمثل في الاجتماع طارئ الذي عقدته "مجموعة لاهاي" يومي 15 و16 يوليو/ تموز في كولومبيا. وهدف هذا الاجتماع إلى دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة إبادة جماعية. ويدعو الموقع جميع الدول التي تدّعي التزامها بالعدالة إلى الانضمام الفوري لهذه الدعوى، وممارسة ضغط حقيقي لوقف مخطط الاحتلال الكارثي. كما يطالب الموقع أعضاء الكونغرس الأميركي بإعلان موقف واضح وفوري، والكف عن الخطابات المزدوجة وتمويل القنابل التي تهدم المدارس على رؤوس الأطفال والنساء، والتوقف عن الصمت إزاء ارتكاب أبشع المجازر على مرأى ومسمع من العالم. فإذا لم تنهض الأمة العربية والإسلامية والعالم الآن، فلن يكونوا مجرد متفرجين على الإبادة، بل شركاء فيها، فلا وقت للتردد، ولا مكان للحياد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store