
انتخابات ألمانيا: صعود اليمين المتطرف بدعم أمريكي، وتأثيره علينا أفريقيًا!إدريس آيات
جيوسياسية/ انتخابات ألمانيا: صعود اليمين المتطرف بدعم أمريكي، وتأثيره علينا أفريقيًا!
إدريس آيات
في الانتخابات الفيدرالية الألمانية التي جرت اليوم، حقق حزب 'البديل من أجل ألمانيا' (AfD) اليميني المتطرف نتيجة تاريخية، بحصوله على حوالي 20% من الأصوات، مما جعله القوة السياسية الثانية في البلاد بعد تكتل الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CDU/CSU) الذي حصل على نحو 29% من الأصوات.
هذا الصعود اللافت لحزب AfD يعكس تحولًا في المزاج السياسي الألماني، حيث استفاد الحزب من التحديات الاقتصادية المستمرة وقضايا الهجرة التي أثرت على البلاد. وقد تلقى الحزب دعمًا ملحوظًا من شخصيات دولية مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، حيث وصف ترامب هذا اليوم بأنه 'يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة'، بينما اعتبر ماسك حزب AfD 'آخر بصيص أمل' لألمانيا.
على الصعيد الداخلي، يواجه المستشار المحتمل فريدريش ميرز من حزب CDU تحديات كبيرة في تشكيل ائتلاف حكومي مستقر، نظرًا لاستبعاد التعاون مع حزب AfD من قبل الأحزاب الرئيسية الأخرى. هذا التعقيد في المشهد السياسي قد يؤدي إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي في ألمانيا، مما قد يؤثر على قدرتها على التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية الملحة.
على الصعيد الدولي:
تتلاقى آراء إيلون ماسك وترامب وحزب 'البديل من أجل ألمانيا' (AfD) في عدة نقاط، أبرزها:
1.الهجرة والهوية الثقافية: يدعم ماسك سياسات AfD المناهضة للهجرة، معتبرين أنها تهدد الأمن القومي والهوية الثقافية الألمانية؛ مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على الثقافة والقيم الألمانية، ضد المهاجرين المسلمين. 2.الانتقادات للبيروقراطية والتنظيم الحكومي، 3. العداء تجاه الإسلام، والنزعة القومية.
مما يعنى أنّ دعم ترامب وماسك لحزب AfD يشير إلى تقارب أيديولوجي بين الحركات اليمينية في الولايات المتحدة وأوروبا، مما قد يؤدي إلى تعزيز التيارات الشعبوية واليمينية المتطرفة على المستوى العالمي. هذا التطور يثير قلقًا في الأوساط الديمقراطية الليبرالية، حيث يُنظر إليه كتهديد للقيم الديمقراطية والتعددية في أوروبا والعالم.
إضافيًا، وفيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، يتبنى حزب AfD موقفًا مثيرًا للجدل، حيث يُعتبر مؤيدًا لروسيا ويدعو إلى إنهاء العقوبات المفروضة عليها، مما يتعارض مع الموقف الرسمي للحكومة الألمانية الحالية وحلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). هذا الموقف قد سيؤدي حتمًا إلى توترات داخلية وخارجية، خاصة في ظل التزام ألمانيا بدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي حتى مع المفاوضات الروسية الأمريكية.
أفريقياً لماذا تهمنّا هذه المسألة؟
صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل 'البديل من أجل ألمانيا' (AfD) وغيرها في أوروبا، لا يشكل مجرد تحدٍ سياسي داخلي لكل دولة على حدة، بل يمثل تهديدًا وجوديًا لمستقبل الاتحاد الأوروبي ذاته، نظرًا لتأثيره العميق على البنية السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية للقارة الأوروبية، وكلما ضعفت أوروبا ككتلة كلما كان ذلك في صالحنا في أفريقيا. دعنا نستكشف ذلك من زوايا غير مطروقة بعمق كافٍ في الصحف الأوروبية.
تدعو زعيمة الحزب 'أليس فايديل' إلى ترحيل المهاجرين غير النظاميين من البلاد، وإلى زيادة كبيرة في الإنفاق العام، فضلا عن انسحاب ألمانيا من الاتحاد الأوروبي واتفاق العملة الموحدة (اليورو).
وهذا من شأنه؛ أن يؤدي إلى عدة نقاط:
1. تفكك منهجي بدلًا من صدمة مفاجئة: عادةً ما يتم تصور انهيار الاتحاد الأوروبي على أنه حدث مفاجئ، كخروج دولة رئيسية مثل ألمانيا أو فرنسا. لكن الصعود المتزايد لهذه الأحزاب يطرح سيناريو أكثر خطورة: تفكك بطيء ومنهجي. إذا تمكنت أحزاب كـ AfD من الوصول إلى السلطة أو التأثير بشكل حاسم على الحكومات، فقد تعمل على تعطيل مؤسسات الاتحاد من الداخل، وليس بالضرورة عبر خروج رسمي مباشر، بل بتقويض عمليات صنع القرار وتعطيل آليات التكامل الأوروبي؛ مثل: ٠رفض المساهمة في ميزانيات الاتحاد٠ عرقلة السياسات التوافقية، مثل السياسة الدفاعية المشتركة أو العقوبات الاقتصادية. ٠دعم الحكومات الشعبوية في دول أخرى لتقويض الالتزامات الأوروبية المشتركة.
2. حرب العملات والتفكك المالي: إذا دفعت هذه الأحزاب نحو الانسحاب من اليورو، فإن التداعيات لن تكون اقتصادية فقط، بل جيوسياسية أيضًا. خروج دولة ذات اقتصاد ضخم مثل ألمانيا من اليورو سيؤدي إلى: انهيار الثقة في العملة الموحدة، مما يدفع المستثمرين إلى التخلي عنها لصالح الدولار أو اليوان الصيني. ٠صعود اقتصاديات وطنية غير متكافئة، مما يؤدي إلى تفاوتات اقتصادية داخل القارة قد تجعل الدول الأقل قوة عرضة للتدخلات الخارجية. ٠تحالفات مالية جديدة قد تنشأ بين دول أوروبية خارج العملة الموحدة، مثل بريطانيا، ودول أخرى قد تسعى إلى نماذج اقتصادية جديدة بعيدًا عن الهيمنة الألمانية أو الفرنسية.
3. صراع على النفوذ بين ألمانيا وفرنسا: الاتحاد الأوروبي يقوم على التوازن الدقيق بين ألمانيا وفرنسا. لكن إذا تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية في ألمانيا، فسيؤدي ذلك إلى تغير استراتيجي في العلاقة بين البلدين. ألمانيا، بدلاً من كونها قائدة التكامل الأوروبي، قد تتبنى سياسة 'ألمانيا أولًا'، مما سيدفع فرنسا إما إلى قيادة الاتحاد بشكل منفرد (وهو ما قد يكون مستحيلًا اقتصاديًا وعسكريًا) لكن براغماتيًا، سيكون ذلك في صالح قوى خصمة خارجية كالصين أو روسيا بل حتى القارة السمراء.
4. حالة 'بريكست داخلي' وانعزال أوروبي: حتى إذا لم تخرج ألمانيا أو دول أخرى رسميًا من الاتحاد، فإنها قد تدخل في 'بريكست داخلي'، أي أنها تبقى جزءًا من المنظومة ولكن دون مشاركة فعلية في سياساتها. يمكن أن نشهد: ٠رفض الالتزام بالاتفاقيات الأوروبية المتعلقة باللاجئين أو بالمعايير البيئية. ٠انسحاب من التعاون الأمني والاستخباراتي الأوروبي، مما يفتح المجال أمام تدخل قوى مثل الصين وروسيا في الفجوات الأمنية. ٠تقارب منفصل بين بعض الدول القومية الجديدة بعيدًا عن الاتحاد، مثل تحالفات ألمانية-سويسرية-نمساوية بديلة.
5. ديموغرافيا مضادة وانقلاب ثقافي: إذا تمكنت هذه الأحزاب من فرض سياسات طرد واسعة النطاق للمهاجرين والمسلمين، فسنشهد تغييرات ديموغرافية غير مسبوقة. الدول التي كانت تعتمد على الهجرة للحفاظ على نموها الاقتصادي قد تدخل في أزمات ديموغرافية حادة: ٠ارتفاع نسبة كبار السن مقارنة بالشباب، مما يجعل أنظمة التقاعد والضمان الاجتماعي غير مستدامة. ٠نقص حاد في اليد العاملة في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والرعاية الصحية. ٠انزلاق أوروبا إلى مرحلة من الركود الثقافي بسبب نقص التنوع الفكري والإبداعي الناتج عن سياسات العزل القومي.
6. انهيار الثقة في المشروع الأوروبي دوليًا: الاتحاد الأوروبي ليس مجرد كيان جغرافي، بل هو مشروع سياسي يتم مراقبته عن كثب من قبل القوى العالمية. إذا ضعفت أوروبا بسبب سياسات اليمين الشعبوي، فسيفقد العالم ثقته بها كقوة اقتصادية وسياسية قادرة على التأثير. هذا سيؤدي إلى: تقليل النفوذ الأوروبي في المؤسسات العالمية، مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي. تراجع اليورو أمام العملات الأخرى، مما يعزز سيطرة الدولار الأمريكي واليوان الصيني على الاقتصاد العالمي. إضعاف حلف الناتو، حيث ستتجه بعض الدول إلى بناء سياسات دفاعية مستقلة بدلًا من التعاون الأوروبي.
7. نهاية الديمقراطية كما نعرفها في أوروبا: مع صعود هذه الأحزاب، هناك احتمال كبير أن الديمقراطية الليبرالية نفسها تصبح مهددة. السياسات الشعبوية غالبًا ما تبدأ بنقد النظام الديمقراطي، ثم تتحول إلى تقويض الحريات الأساسية: ومن بينها فرض قيود على الإعلام الحر. التلاعب بالانتخابات وإضعاف المؤسسات الرقابية. وتعزيز سياسات أمنية مشددة تحت ذريعة 'حماية الهوية القومية'.
في الختام، لا يمكن للأفارقة أن يغفلوا عمّا يجري في أوروبا، فهذه القارة لم تكن يومًا بعيدة عن مصائرنا، بل كانت القوة التي استعمرت أراضينا، وزرعت بذور الصراعات التي لا تزال تحرق مجتمعاتنا، وتنهب مواردنا تحت مسميات مختلفة. لا تزال بعض دولها، كما هو الحال مع فرنسا، تفرض علينا هيمنتها النقدية عبر الفرنك الأفريقي في دول غرب ووسط أفريقيا، فيما تواصل شركاتها العابرة للقارات استنزاف ثرواتنا بسياسات نيوليبرالية متوحشة. لذلك، فإن أي تطور يضعف هذه المنظومة ليس مجرد شأن أوروبي، بل هو مسألة وجودية لأفريقيا بأسرها.
2025-02-25
The post انتخابات ألمانيا: صعود اليمين المتطرف بدعم أمريكي، وتأثيره علينا أفريقيًا!إدريس آيات first appeared on ساحة التحرير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
من سعد آباد إلى مسقط: محطات استضافة مفاوضات إيران النووية
منذ ثمانينيات القرن الماضي، ظلّ البرنامج النووي لجمهورية إيران الإسلامية محوراً رئيسياً في علاقاتها الخارجية، اتسم غالباً بالتوتر والقلق الدولي. ومنذ الكشف عن منشآت نطنز وآراك في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وحتى تصعيد العقوبات الدولية، تحوّل الملف النووي الإيراني تدريجياً إلى قضية محورية في دبلوماسيتها. وبينما بدأت المفاوضات الرسمية مع ثلاث دول أوروبية عام 2003، فإن جذور التوتر النووي والتدقيق تعود إلى ما هو أبعد من ذلك. عقد الوفدان الإيراني والأمريكي جولة خامسة من المفاوضات في روما الأسبوع الماضي. ورغم ظهور بوادر تقدم محدود، إلا أن هناك العديد من نقاط الخلاف التي يصعب تجاوزها، لا سيما مسألة تخصيب اليورانيوم الإيراني. فيما يلي، نلقي نظرةً على المدن الرئيسية التي استضافت هذه المفاوضات النووية على مدى العقدين الماضيين، حيث لعبت كل منها دوراً فريداً في المشهد المتطور للدبلوماسية النووية. طهران: بداية المحادثات الرسمية (2003) في عام 2003، زار وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، طهران، ووقعوا ما عُرف لاحقاً بإعلان سعد آباد مع المسؤولين الإيرانيين. في ذلك الوقت، علّقت إيران طواعيةً تخصيب اليورانيوم، بينما تعهّدت الأطراف الأوروبية بعدم إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي. خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، استضافت طهران أيضاً مبادرة دبلوماسية مشتركة ضمّت إيران والبرازيل وتركيا. وأفضى هذا الجهد إلى اتفاق محدود لم يُخفّف العقوبات الدولية في نهاية المطاف. بروكسل: تعليق تصنيع أجهزة الطرد المركزي (2004) عُقدت هذه الجولة من المحادثات في مقرّ الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كانت نتيجتها الرئيسية اتفاقاً على وقف تصنيع واختبار أجهزة الطرد المركزي المتطورة. باريس: وقف أنشطة البلوتونيوم (2004) في اتفاق بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، وافقت إيران على تعليق الأنشطة المتعلقة بفصل البلوتونيوم. في المقابل، تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم انضمام إيران إلى منظمة التجارة العالمية. جنيف: اتفاق مؤقت لتخفيف العقوبات (2013) في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توصلت إيران ودول مجموعة 5+1 إلى اتفاق مؤقت أوقفت بموجبه إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وأُفرج عن بعض أصولها المجمدة. شكل هذا الاتفاق خطوةً نحو الاتفاق النووي النهائي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. بون: التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (2005) في الأشهر الأخيرة من رئاسة محمد خاتمي، استضافت مدينة بون الألمانية محادثات ركزت على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية المشتبه بها. لندن: إعلان نهاية المحادثات (2005) في الجولة الأخيرة من المفاوضات في عهد الرئيس خاتمي، استضافت لندن محادثات أعلنت خلالها إيران عزمها استئناف تخصيب اليورانيوم. شكّل هذا الموقف بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع الغرب. مدريد ولشبونة: جولات عقيمة استضافت عاصمتا إسبانيا والبرتغال جولات من المحادثات في مراحل مختلفة، إلا أن هذه الاجتماعات اختتمت دون أي نتائج ملموسة أو اتفاقات نهائية. إسطنبول: محاولات فاشلة (2011 و2012) على الرغم من جولات المفاوضات المتعددة بين إيران ومجموعة 5+1، فشلت محادثات إسطنبول في تحقيق نتائج بسبب الخلافات العميقة حول تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات. بغداد: التركيز على التخصيب بنسبة 20 في المئة (2012) وسط التوترات الإقليمية، استضافت بغداد مفاوضات ركزت على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية بنسبة 20 في المئة والمخاوف الدولية ذات الصلة. ثم نُقلت المحادثات إلى موسكو. موسكو: دعوة لإغلاق فوردو (2012) خلال المحادثات في موسكو، طالب مفاوضو مجموعة 5+1 بإغلاق منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم ووقف تخصيبها بنسبة 20 في المئة. مع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق. ألماتي: اقتراح لتخفيف العقوبات (2013) في ألماتي، كازاخستان، عرضت مجموعة 5+1 تخفيضاً للعقوبات مقابل وقف إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. اعتبرت إيران العرض غير كافٍ، وانتهت المفاوضات دون نتائج. مسقط: من المحادثات السرية إلى المفاوضات الرسمية (2013-2014) قبل الاتفاق النهائي، استضافت عُمان، بوساطة السلطان قابوس، مفاوضات سرية بين إيران والولايات المتحدة. مهّدَت هذه الاجتماعات الطريق لمحادثات رسمية بين إيران ومجموعة 5+1. نيويورك: اجتماع تاريخي لوزراء الخارجية (2013) على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى وزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، علناً لأول مرة منذ ثورة 1979. لوزان: الإطار السياسي قبل خطة العمل الشاملة المشتركة (2015) في آذار/مارس 2015، توصلت إيران ومجموعة 5+1 إلى تفاهم سياسي في لوزان حول الشروط الأساسية للاتفاق النهائي. شكّل هذا التفاهم الأساس القانوني والفني لخطة العمل الشاملة المشتركة. فيينا: محادثات توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة وإحيائها (2015-2022) في تموز/يوليو 2015، وُقّع الاتفاق النووي الشامل المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا. بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، بُذلت معظم الجهود لإحياء الاتفاق في هذه المدينة أيضاً. الدوحة: المفاوضات غير المباشرة (2022-2023) خلال فترة انقطاع المحادثات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تولّت قطر دور الوسيط، حيث نقل ممثلو الاتحاد الأوروبي المقترحات بين الجانبين. هل تؤثر المدينة المضيّفة على نتائج المحادثات النووية؟ يكشف استعراض المدن التي استضافت المفاوضات النووية الإيرانية على مدى العقدين الماضيين عن رحلة دبلوماسية اتسمت بالاختراقات والتعثرات والحوارات المبدئية. تمثل كل مدينة مرحلة مميزة في علاقة إيران المعقّدة بالقوى العالمية - من طهران إلى مسقط، إذ أسفر بعضها عن اتفاقات مؤقتة، بينما انتهى بعضها الآخر إلى طريق مسدود، واكتفى بعضها الآخر بإبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة. وفي حين لعبت المدن المضيفة دوراً في تشكيل مسار المحادثات وإطارها، إلا أن النتائج النهائية اعتمدت إلى حد كبير على الديناميكيات الجيوسياسية والإرادة السياسية للأطراف المعنية.


وكالة أنباء براثا
منذ 2 ساعات
- وكالة أنباء براثا
ترامب يعرض على كندا أن تصبح الولاية الـ 51 مقابل حماية "القبة الذهبية"
عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء (28 أيار 2025)، على كندا الانضمام للولايات المتحدة الأمريكية مقابل الاستفادة من مشروع "القبة الذهبية" الصاروخية التي ستبنيها واشنطن. وقال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" إنه "أبلغ كندا بأنها ستدفع 61 مليار دولار إذا أرادت الانضمام إلى نظام (القبة الذهبية) الدفاعي الأمريكي، في حال استمرت كدولة منفصلة، على حد تعبيره". وأضاف، أنه "إذا قررت كندا أن تنضم إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51، فإنها لن تدفع أي مبالغ مقابل حماية (القبة الذهبية)"، لافتاً إلى أن "الكنديين يفكرون في هذا العرض الذي قُدم لهم". ويعد نظام "القبة الذهبية" الصاروخي مشروعاً دفاعياً طموحاً يروج له ترامب، ويقول إنه مستوحى من نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، الذي ساهمت واشنطن في تطويره. وبحسب ترامب، فإن "القبة الذهبية" ستكون أكثر تطوراً وشمولية لتكون قادرة على صد جميع التهديدات الصاروخية، وفقاً لتصوره.


شفق نيوز
منذ 6 ساعات
- شفق نيوز
صحيفة أمريكية: المفاوضات النووية وصلت لطريق مسدود وإيران لم تعد خائفة من ترامب
شفق نيوز/ كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن تعثر المفاوضات بين إيران وأمريكا، وقد وصلت لطريق مسدود، بعد أن تيقنت طهران من أن ترامب لن ينفذ أي ضربة عسكرية ضدها. وبحسب مقال نشرته الصحيفة، لكل من ري تاكيه، الباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، وروئيل مارك غيرشت، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أكدا "في مثل هذه الظروف، يسعى دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، إلى تصوير هذا الوضع كنوع من النصر، ويكتفي بالحفاظ على الوضع الراهن؛ وهو وضع تتجنب فيه طهران إجراء تجربة لسلاح نووي". وأضاف كاتبا المقال: "دخلت إدارة ترامب المفاوضات دون موقف واضح بشأن القضايا الرئيسية، وهو أمر أثار دهشة وسرور الطرف الإيراني، لكن هذا السرور لم يدم طويلًا، فقد أعلن ستيف ويتكوف، أحد كبار المفاوضين، إلى جانب ماركو روبيو، وزير الخارجية، بشكل علني أن تخصيب اليورانيوم في إيران غير مقبول. ومع ذلك، لم يوقف المرشد علي خامنئي، المفاوضات، وهو ما يشير إلى أنه يأمل أن يغير ترامب رأيه أو على الأقل يوافق على اتفاق مؤقت يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها". وأشارا إلى "تستمر مناورات طهران الدبلوماسية وتكتيكات المماطلة، إذا سئم ترامب من هذه العملية، قد يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لاستهداف البنية التحتية النووية والمنشآت الصاروخية الإيرانية، لكن هذا الخيار ليس جذابًا بالنسبة له، لأنه يتطلب دعمًا عسكريًا أميركيًا". وأكدا أن "الخيار الأكثر تفضيلًا لترامب هو مواصلة المفاوضات، ومنع إسرائيل من القيام بعمل عسكري، والعودة إلى سياسة الضغط الأقصى"، مضيفين "لا يمانع ترامب في تأجيل المشكلات المعقدة إلى المستقبل، وربما يأمل أن تجبر العقوبات وغيرها من الأدوات المتاحة لإدارته إيران على التراجع في نهاية المطاف". ومن وجهة نظر كاتبي المقال: "من المحتمل أن يدرك ترامب أن الجولة الثانية من سياسة الضغط الأقصى لن يكون لها فرصة كبيرة لوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني. لطالما كانت العقوبات الخيار المفضل لكلا الحزبين السياسيين في واشنطن. في إدارة ترامب الأولى، كان هناك اعتقاد بأن الضغط الاقتصادي يمكن أن يحطم نظام طهران قبل حصوله على القنبلة. الآن، أصبحت زيادة العقوبات على إيران أصعب بكثير، حيث تقف الصين علنًا إلى جانب طهران. العقوبات ليست حلاً فوريًا وتتطلب وقتًا لتكون فعالة. برنامج الأسلحة النووية الإيراني الآن أكثر تقدمًا من أي وقت مضى".