
زوهو تطلق "زيا إل إل إم" وتوسّع منظومة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط
قال "بريم أناند فيلوماني"، المدير المساعد للنمو الاستراتيجي في زوهو لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: "يؤكد إعلان اليوم على التزام زوهو الراسخ منذ تأسيسها ببناء تقنيات أساسية تركز على حماية بيانات العملاء، وتوفير قدرات واسعة وعميقة انطلاقاً من فهم السياق التجاري، وتقديم قيمة مضافة"،
وتابع: "جرى تدريب نموذجنا اللغوي الكبير خصيصاً لتلبية احتياجات بيئات الأعمال، مع وضع الخصوصية والحوكمة في جوهره، ما أسهم في خفض تكلفة الاستنتاج ونقل هذه القيمة مباشرة إلى العملاء، مع ضمان قدرتهم على توظيف الذكاء الاصطناعي بكفاءة وإنتاجية عالية".
" زيا إل إل إم": ذكاء اصطناعي مُصمم خصيصاً لقطاع الأعمال
نجحت شركة زوهو في إطلاق نموذجها اللغوي الكبير "زيا إل إل إم"، الذي تم تطويره بالكامل داخلياً بالاعتماد على منصة الحوسبة المعززة بالذكاء الاصطناعي من شركة إنفيديا. وقد جرى تدريب النموذج مع مراعاة حالات استخدام منتجات زوهو، بدءاً من استخراج البيانات المهيكلة وتلخيص المحتوى، مروراً بتقنيات "التوليد المعزّز بالاسترجاع" RAG، ووصولاً إلى توليد التعليمات البرمجية. ويتكوّن "زيا إل إل إم" من ثلاثة نماذج تحتوي على 1.3 مليار و2.6 مليار و7 مليارات مُعامِل، تم تدريب كل منها على حدة وتحسينه بما يتناسب مع السياق التطبيقي، ليحقق نتائج معيارية تنافس النماذج المفتوحة المصدر المماثلة في السوق. وتتيح النماذج الثلاثة لزوهو اختيار النموذج الأنسب لكل سياق استخدام، بما يحقق التوازن بين قوة الأداء وكفاءة إدارة الموارد. ويمثّل هذا التركيز على مواءمة حجم النموذج مع متطلبات الاستخدام الفعلية نهجاً استراتيجياً دائماً في مسيرة تطوير الشركة. وعلى المدى القصير، تعتزم زوهو توسيع أحجام نماذج "زيا إل إل إم"، بدءاً بأول زيادة في عدد المُعامِلات بحلول نهاية عام 2025.
انتشار الحوسبة المتكاملة من الوكلاء البيزنس إلى إدارة السياق
وفي حين تدعم زوهو العديد من تكاملات النماذج اللغوية الكبيرة للمستخدمين، بما في ذلك "تشات جي بي تي" و"لاما" و"ديب سيك"، يواصل "زيا إل إل إم" التزام الشركة بحماية خصوصية البيانات، من خلال إتاحة إمكانية احتفاظ العملاء ببياناتهم على خوادم زوهو، والاستفادة في الوقت نفسه من أحدث قدرات الذكاء الاصطناعي دون إرسال بياناتهم إلى مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية للذكاء الاصطناعي. ويجري حالياً اختبار النموذج على حالات استخدام داخلية ضمن محفظة التطبيقات الواسعة التي تقدمها زوهو، على أن يُتاح لاستخدام العملاء خلال الأشهر المقبلة.
كما أعلنت زوهو عن تطوير نموذجين للتعرّف التلقائي على الكلام وتحويله إلى نص، مخصصين للغتين الإنجليزية والهندية. وقد جرى تحسين أداء هذين النموذجين ليعملا بفاعلية مع استهلاك منخفض لموارد الحاسوب، دون التأثير على دقة النتائج، حيث يتفوق أداؤهما في الاختبارات المعيارية بنسبة تصل إلى 75% مقارنةً بالنماذج المماثلة. وتخطط زوهو لتوسيع نطاق دعم اللغات في هذه النماذج، بما يتيح تبنّي الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر شمولية في مناطق متنوعة، كما ستقوم بإطلاق نموذج لغوي للاستدلال.
المُساعدة التخاطبية الشاملة المدعومة بالذكاء الاصطناعي
طوّرت زوهو مجموعة من وكلاء الذكاء الاصطناعي المدمجين سياقياً داخل منتجاتها، لتمكين تبنّي تقنيات الوكلاء بشكل فوري. ويمكن استخدام هؤلاء الوكلاء في مجموعة واسعة من الأنشطة التجارية، حيث يتولّون تنفيذ مهام مرتبطة بدور المستخدم. وتشمل هذه الأنشطة وكيل خدمة العملاء في منصة "زوهو ديسك" Zoho Desk، القادر على معالجة طلبات العملاء الواردة، وفهم سياقها، ومن ثم الردّ المباشر عليها أو تحويلها إلى ممثل خدمة بشري، مما يوفّر خط دعم أولي سريع وفعّال.
وقد اكتسبت أداة "اسأل زيا" Ask Zia، المُساعدة التخاطبية الشاملة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمنصة زوهو، مجموعة إضافية من المهارات في مجال ذكاء الأعمال، مُصممة خصيصاً لخبراء هندسة البيانات والمحللين وعلماء البيانات، مع توفيرها دعم كامل لجميع المستخدمين ضمن المؤسسة. وبات بإمكانها إنشاء خطوط معالجة بيانات متكاملة لمهندسي البيانات، وتحليل البيانات وإعداد التقارير ولوحات المتابعة في وضع المحادثة التفاعلية للمحللين، بالإضافة إلى المساهمة في تسريع بناء نماذج التعلّم الآلي لعلماء البيانات.
وأعلنت زوهو في وقت سابق من عام 2025 عن تبسيط تجربة "استوديو وكلاء زيا" بشكل أكبر، ليصبح قائماً بالكامل على الأوامر النصية (مع إتاحة خيار استخدام التعليمات البرمجية المنخفضة)، إضافةً إلى توفير وصول جاهز لأكثر من 700 وظيفة ضمن منتجات زوهو. ويمكن نشر الوكلاء، الذين يقوم المستخدمون بإنشائهم، للعمل بشكل مستقل، أو تفعيلهم عبر نقرة زر، أو من خلال أتمتة قائمة على القواعد، أو حتى استدعائهم أثناء المحادثات مع العملاء.
وعند مرحلة النشر، يمكن إعداد الوكيل ليعمل كموظف رقمي، مع الحفاظ على هيكل صلاحيات الوصول المعرَّف داخل المؤسسة.
ويمكن للمسؤولين إجراء مراجعات سلوكية، إلى جانب تحليلات للأداء والأثر على الموظفين الرقميين، لضمان عمل كل وكيل بأعلى قدر ممكن من الكفاءة وضمن ضوابط واضحة.
ويتوفر الآن للمستخدمين عدد من الوكلاء الجاهزين، من بينهم وكيل "فرز المرشحين" Candidate Screener، الذي يحدد المرشحين الأنسب لشاغر وظيفي معيّن ويصنّفهم وفقاً لمتطلبات الدور والمهارات والخبرة وغيرها من السمات الأساسية.
وظائف جديدة
وهناك أيضاً "محلّل الصفقات" Deal Analyser، القادر على تحليل الصفقات وتقديم رؤى مثل احتمالية الفوز وأفضل خطوة تالية واقتراحات للمتابعة، بالإضافة إلى "أخصائي نمو الإيرادات" Revenue Growth Specialist، الذي يقترح فرص البيع الإضافي والبيع المتقاطع أو العابر للعملاء الحاليين.
ويتوافر هؤلاء الوكلاء في "سوق الوكلاء الإلكتروني"، حيث يمكن للعملاء نشرهم بسهولة. وسيكون بمقدور شركاء المنظومة، ومطورو البرمجيات المستقلون، والمطورون الأفراد، إنشاء وكلاء خاصين بهم واستضافتهم على "سوق وكلاء زيا الإلكتروني" خلال الأشهر المقبلة.
وتخطط الشركة لإضافة مزيد من المهارات إلى أداة المساعدة التخاطبية "اسأل زيا"، لتتمكن من العمل كمُساعدة لفرق الشؤون المالية وفرق دعم العملاء في المرحلة الأولى. كما سيتم تنفيذ دعم بروتوكول "الوكيل للوكيل" (A2A)، ما يتيح لوكلاء زيا التفاعل والتعاون فيما بينهم، بالإضافة إلى التعاون مع الوكلاء على منصات أخرى.
التشغيل البيني والحوكمة
يتيح اعتماد زوهو لـ"بروتوكول سياق النماذج" للعملاء الوصول الآمن والتفاعل مع تدفقات العمل والمهام عبر أكثر من 15 تطبيقاً من تطبيقات زوهو. ويتوفر هذا البروتوكول حالياً بنسخة وصول مبكر، فيما تتيح عمليات التكامل عبر منصة "زوهو فلو" Zoho Flow توسيع نطاقه ليشمل أدوات من أطراف ثالثة. كما يدعم "زوهو أناليتكس" Zoho Analytics الآن خادماً محلياً لـ"بروتوكول سياق النماذج"، مما يتيح تطبيقات متقدمة للذكاء الاصطناعي السياقي مع الحفاظ على أمان البيانات والامتثال للمعايير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
«إنفيديا» و«كاسافا» تتعاونان لـ «محو أمية» الذكاء الاصطناعي في أفريقيا
بات عدم معرفة كيفية التعامل مع تقنيات ومنصات الذكاء الاصطناعي بمثابة أمية تكنولوجية أو العيش خارج منظمة القرن الحالي قرن التكنولوجيا التولدية والسوشيال ميديا، وهو ما دعا شركتي «إنفيديا» و«كاسافا» للتعاون لأجل «محو أمية» الذكاء الاصطناعي في أفريقيا عبر صفقة ثنائية بقيمة 700 مليون دولار أمريكي لإطلاق أول مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، ما يعيد تشكيل البنية التحتية والوصول والاستثمار التكنولوجي الخاص. مركز بيانات الذكاء الاصطناعي تهدف هذه الشراكة إلى تطوير أول مركز بيانات للذكاء الاصطناعي في أفريقيا باستخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة والرقائق عالية الأداء من هواوي، ما يضع أهدافاً جديدة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في القارة. طريق الحرير الرقمي وعلى النقيض من المبادرات التي تقودها الصين في إطار مشاريع مثل طريق الحرير الرقمي، فإن هذا النهج يقوده القطاع الخاص، ويؤكد على التحول في استراتيجيات الاستثمار الغربية نحو البنية التحتية التكنولوجية في أفريقيا. ويقول إريك أوموروجييفا، ممثل معهد نيو لاينز الذي يقع مقره في الولايات المتحدة: «لا يقترب سوى عدد قليل من الشركات من هيمنة إنفيديا في قطاع الذكاء الاصطناعي بسبب تقدمها في وحدات معالجة الرسومات». معالجة الرسوميات العالمية «تمتلك شركة Nvidia حصة 93% في سوق وحدات معالجة الرسوميات العالمية وهي الشركة المبتكرة لمعظم الرقائق المتقدمة المطلوبة لتشغيل أفضل الأنظمة في جميع أنحاء العالم». ويقدم هذا الحضور فرصاً فريدة للشركات الناشئة في أفريقيا، حيث كان الوصول إلى هذه الفرص محدوداً تقليدياً بسبب التكلفة والتوافر. ابتكارات عالمية وبحسب بحث أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن 5% فقط من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي في أفريقيا لديهم القدرة الحاسوبية اللازمة لتحقيق اختراقات في مجال ابتكار الذكاء الاصطناعي. في هذه المجموعة المحدودة، يعمل جزء صغير فقط من خلال الوصول المحلي إلى وحدات معالجة الرسومات، بينما يقتصر الآخرون على ميزانيات السحابة التي تصل إلى 1000 دولار أمريكي شهرياً. مصانع الذكاء الاصطناعي تعد شركة إنفيديا، بقيادة جينسن هوانغ، رائدة في توفير هذه البنية التحتية. وبالشراكة مع كاسافا تكنولوجيز، تهدف الشركة العملاقة إلى تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في جميع أنحاء أفريقيا من خلال مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم مصانع الذكاء الاصطناعي. ويقول إريك: «توفر هذه المصانع العديد من المزايا للشركات، بما في ذلك تحسين أداء النظام، وقابلية التوسع لمواكبة أحمال العمل المتزايدة، والقدرة الحاسمة على تحويل البيانات الخام إلى معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ يمكنها توليد الإيرادات»، مؤكداً على الفوائد المحتملة للإيرادات والأداء للشركات الأفريقية. الانتشار الاستراتيجي وبالتزامن مع التقدم التكنولوجي، تم توقيع مذكرة تفاهم مع جمعية الذكاء الاصطناعي في جنوب أفريقيا بهدف توسيع نطاق الوصول إلى وحدات معالجة الرسوميات إلى أكثر من 3000 متخصص في الذكاء الاصطناعي، ما يعزز رأس المال البشري إلى جانب الأصول التكنولوجية. 12 ألف وحدة معالجة رسومية ومن المقرر أن يتوسع هذا المشروع خلال السنوات القليلة المقبلة بإضافة 12 ألف وحدة معالجة رسومية إضافية موزعة على مرافق في مصر ونيجيريا وكينيا والمغرب، وتم تصميم هذا المشروع لتسريع الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات متنوعة مثل الرعاية الصحية والزراعة والتكنولوجيا المالية، وهو أمر حيوي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. معاناة أفريقيا يقول زياد سليمان، الرئيس التنفيذي لشركة Cassava Technologies: «لقد عانت أفريقيا تاريخياً من الحصول على تكنولوجيا من الدرجة الثانية»، معرباً عن تصميمه على الاستفادة من شراكة Nvidia لتغيير هذه الديناميكية. ويأتي هذا التحالف في ظل المنافسة الجيوسياسية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث يتنافس البلدان على النفوذ من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية. نماذج تنافسية في حين تقدم الصين نماذج ذكاء اصطناعي تنافسية من حيث التكلفة مثل DeepSeek R1 وQwen من Alibaba، تحتفظ الشركات الأمريكية بميزة الوصول الحصري إلى مكونات الذكاء الاصطناعي عالية الجودة مثل وحدات معالجة الرسومات والرقائق من Nvidia، والتي يعتقد إريك أنها «ستطلق العنان لإمكانات أنظمة الذكاء الاصطناعي الأفريقية الأصلية». الدبلوماسية التجارية وفي هذا السياق، اعتمدت الولايات المتحدة نهج «الدبلوماسية التجارية» الذي يستهدف أفريقيا، فتحولت من المساعدات التقليدية إلى تعزيز التجارة والاستثمارات الخاصة المباشرة، ما يشير إلى تحول استراتيجي في العلاقات الدولية. بحسب «AI Magazine».


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
«سون» يربح 9 مليارات دولار خلال أيام.. فصل جديد في المسيرة الأغرب بين الأثرياء
تم تحديثه الأحد 2025/8/17 11:36 ص بتوقيت أبوظبي قفزت ثروة ماسايوشي سون الرئيس التنفيذي لمجموعة "سوفت بانك" بنحو 9 مليارات دولار خلال أسبوعين فقط، بفضل رهانات المجموعة على الذكاء الاصطناعي. وتمثل تلك القفزة الكبيرة في الثروة، فصلًا جديدًا في المسيرة الغريبة للثري الياباني البالغ من العمر 68 عامًا، كوّن وخسر ثروات أكبر ربما من أي مستثمر في تاريخ الرأسمالية. وحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، قفزت ثروة سون إلى 33.3 مليار دولار بفضل استثماراته الاستراتيجية في الشركات القائدة لطفرة الذكاء الاصطناعي، وخاصة عملاقي الرقائق الإلكترونية الخارقة "إنفيديا" وTSMC التايوانية. ثاني أغنى أغنياء اليابان وسون، هو مؤسس "سوفت بانك" وأكبر مساهم فيها، وقد زادت ثروته بأكثر من 9 مليارات دولار خلال النصف الأول من أغسطس/ آب الجاري، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. وبفضل ثروته الحالية، يصبح سون ثاني أغنى شخص في اليابان بعد تاداشي ياناي، مؤسس شركة "فاست ريتيلينغ". واستفادت سوفت بانك، وهي مجموعة استثمارية مدرجة في طوكيو ولديها حصص في شركات تكنولوجيا عالمية، من ارتفاع أسعار الأسهم المرتبطة باستثماراتها في الذكاء الاصطناعي. انتعاش الأصول كما أن صندوق الرؤية الخاص بالشركة قد شهد انتعاشًا، وزادت مبيعات الأصول، بما في ذلك حصصها في شركة تي-موبيل الأمريكية. وتتماشى استثمارات سوفت بانك في الذكاء الاصطناعي مع الاتجاه العام في قطاع التكنولوجيا، حيث تركز الشركات بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي للبقاء تنافسية. وشهدت أسهم سوفت بانك أيضًا ارتفاعًا كبيرًا بعد أنباء استحواذ الشركة على مصنع سيارات كهربائية تابع لشركة فوكسكون في ولاية أوهايو، وهي خطوة أطلقت الآمال في تقدم مشروع "ستارغيت" لمراكز البيانات الذي كان عالقًا. مسيرة غريبة وثروة متقلبة ومنذ بداياته كموزع برمجيات مجتهد، أظهر سون موهبةً في المبادرات الكبيرة، وإيمانًا راسخًا بالمؤسسين الشباب ذوي الكاريزما والأفكار الطموحة، وقدرةً على النهوض من عثرات الفشل. كان أول نجاح كبير لشركة "سوفت بانك" رهانًا على "ياهو"، الشركة المُفضّلة في فترة طفرة الإنترنت، مما عزز سمعة سون كرجل أعمال ذي رؤية ثاقبة، وجعله، لفترة وجيزة، أغنى رجل في العالم. ثم ارتكبت ياهو سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية، فانفجرت الطفرة، وانخفضت القيمة السوقية لشركة سوفت بانك من أكثر من 180 مليار دولار إلى 2.5 مليار دولار، بانخفاض قدره 98%. ولذلك، في ذروة فقاعة الإنترنت عام 2000، تجاوز سون بيل غيتس لفترة وجيزة، قبل أن تنهار أسهم التكنولوجيا، مما أدى إلى محو نحو 70 مليار دولار من ثروته. التعثر والنهوض وعلى مدى العقدين التاليين، راهن سون مبكرًا على مجموعة علي بابا القابضة المحدودة، وحصل على حقوق حصرية لسنوات طويلة لشركة أبل. واستعاد سون عافيته بفضل استثمار بقيمة 20 مليون دولار، تم إجراؤه قبل شهر واحد فقط من انهيار فقاعة الإنترنت، والذي منح سوفت بانك حصة 34% في شركة علي بابا الصينية الناشئة للتجارة الإلكترونية التي كانت مغمورة آنذاك. ويدّعي سون أنه قرر الاستثمار بناءً على حدسه بعد اجتماع استمر 6 دقائق مع المؤسس جاك ما. حصة الـ 20 مليون دولار حققت عوائد بلغت حوالي 4500% عند طرح "علي بابا" للاكتتاب العام، ونمت إلى 132 مليار دولار بحلول عام 2018. لكن، وخلال حملة الصين على التكنولوجيا عام 2020، انخفضت ثروته الصافية إلى 8.4 مليار دولار، لترتفع مرة أخرى إلى 38.3 مليار دولار بعد 12 شهرًا فقط مع طرح شركات محفظة صندوق رؤية للاكتتاب العام. ويعكس هذا التقلب حقيقة أن التركيز على الاستثمارات في التقنيات الناشئة يُمكن أن يُحقق عوائد ضخمة خلال الدورات المواتية، ولكنه يُؤدي إلى فترات ركود حادة عند تغير معنويات السوق أو تغير البيئات التنظيمية. وتُظهر ثروة سون كيف يُمكن أن تُؤدي رهانات التكنولوجيا المُركّزة إلى تقلبات هائلة في الثروة، على نحو يعكس الدورات الأوسع لقطاع التكنولوجيا. CA


البيان
منذ 15 ساعات
- البيان
السياسة التجارية الأمريكية قصة تحذيرية لم تتحول بعد إلى كارثة عالمية
آلان بيتي قد لا يكترث كثيرون بما يحدث مع سويسرا من ضغوط تجارية، لكن دونالد ترامب نجح في تحويل الاهتمام إلى هذا البلد، عندما فرض رسوماً جمركية باهظة، بلغت 39 % على صادراتهم، لأسباب ما زالت غامضة، وتستعصي على فهم المحللين. غير أن أكثر خطواته إثارة للدهشة، تمثلت مؤخراً في فرض ضريبة تصدير غير رسمية بنسبة 15 % على مبيعات شركتي «إنفيديا» و«إيه إم دي» من أشباه الموصلات إلى الصين. ومع ذلك، فإن الصيغة المعتمدة على العجز التجاري التي بُنيت عليها تلك الرسوم، كانت على الأقل، ترتبط بشكل غامض بالهدف المعلن، المتمثل في تقليص اختلالات الميزان التجاري. لكن هذه الرسوم تحولت إلى ما يشبه «شجرة عيد الميلاد»، التي علّقت عليها مختلف أطراف الإدارة، بما فيهم ترامب نفسه، أهواءهم الجيوسياسية والتجارية، وهو ما نسف أي مظهر من مظاهر الاتساق أو المنطق في السياسة التجارية الأمريكية. أما ضريبة التصدير المفروضة على رقائق شركتَي «إنفيديا» و«إيه إم دي»، فتفتقر إلى المنطق من زوايا متعددة، فإذا كان هدف ترامب حرمان الصين من التكنولوجيا المتطورة، فلن تؤدي رسوم بنسبة 15 % إلى ذلك إطلاقاً. أما إذا كان الهدف هو زيادة الإيرادات، فهذا لن يتحقق إذا توقفت الشركات الصينية عن الشراء، وهو ما يتناقض مع الهدف الأول. ووفقاً لمنطق ترامب نفسه، فإن عرقلة الصادرات ستؤدي إلى تفاقم العجز التجاري، لا تقليصه. ومع ذلك، تصر الإدارة الأمريكية على تقديم هذه الحملة العشوائية للإكراه الاقتصادي، بصفتها فلسفة متماسكة لإدارة التجارة العالمية، حيث أطلق عليها الممثل التجاري الأمريكي، جيميسون غرير، مؤخراً، اسم «نظام تيرنبيري»، نسبة إلى الفندق الإسكتلندي الذي صاغ فيه دونالد ترامب اتفاقاً فضفاضاً وغير ملزم مع الاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم. أما «اتفاق مارالاغو» لإعادة تنظيم أسعار الصرف، الذي كان من المفترض أن تكون سياسة ترامب الجمركية محفزاً له، فلم يأتِ أحد على ذكره، في دلالة على السرعة التي تتبخر بها هذه المخططات، لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي. فلا أحد يصدق حقاً أن اليابان ستمول صندوقاً سيادياً بقيمة 550 مليار دولار، بينما لا تزال المملكة المتحدة بانتظار الإعفاء الموعود من الرسوم الجمركية على صادراتها من الفولاذ، الذي يُفترض أنه تم إقراره في مايو الماضي. فرغم أن الأسواق المالية ظلت متفائلة (ربما بسذاجة) بشأن النمو، وجاءت بيانات التضخم مطمئنة، إلا أن سوق العمل والناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات الإنتاج المستقبلية المبنية على استطلاعات الرأي، تظهر جميعها علامات ضعف ملحوظة. وبذلك، فإن هذه السياسة لا تشكل نموذجاً يُحتذى للآخرين. وعلى النقيض من السياسة الصناعية لبايدن، التي دعمت بسخاء تكنولوجيا الطاقة الخضراء، فإن «اقتصاد تيرنبيري الترامبي»، لم يجد من يقتدي به على الساحة الدولية، ولا يقتصر السبب على ذلك، إذ إن معظم الدول لا تمتلك القوة السوقية اللازمة لفرض تنازلات مماثلة على شركائها التجاريين. ثمة رأي يذهب إلى أن ترامب يحوّل الولايات المتحدة إلى نسخة شبيهة بالصين، من حيث التدخلات السياسية في الاقتصاد. غير أن السياسة الصناعية الصينية أكثر تخطيطاً ودقة بكثير من نهج ترامب القائم على آراء آخر شخص يتحدث إليه. فالتفوق الصيني المتنامي في إنتاج السيارات الكهربائية على المستوى العالمي، يعكس سياسة صناعية ممتدة منذ أكثر من عشرين عاماً، شملت إنفاقاً موجهاً على البحث والتطوير وحوافز استهلاكية. ولم يتحقق ذلك لمجرد أن أحد كبار التنفيذيين في صناعة السيارات التقى الرئيس الصيني السابق، هو جينتاو، في نادٍ للغولف خلال العقد الأول من الألفية، وأقنعه بمنح شركته امتيازاً ضريبياً، مقابل المديح وحفنة من الملايين، كمساهمات في الحملات السياسية. ولا شك أن الحكومات والشركات تتهافت لتقديم كل ما في وسعها، مادياً أو رمزياً، لإرضاء ترامب. غير أنه لا تلوح في الأفق مؤشرات كثيرة على أن العلاقات بين الدول باتت تُدار بالأسلوب ذاته. فهي قد تدفع بالولايات المتحدة نحو هامش الاقتصاد العالمي، لكنها حتى الآن لم تُحدث تباطؤاً اقتصادياً عالمياً يشبه ما شهدته ثلاثينيات القرن الماضي، أو حتى أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة. إنها أقرب إلى قصة تحذيرية، وليست شرارة لكارثة عالمية، أشبه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، لكن على نطاق أوسع بكثير.