logo
تباين استراتيجي بين دعم ترامب لوحدة سوريا وسعي نتنياهو لتقسيمها

تباين استراتيجي بين دعم ترامب لوحدة سوريا وسعي نتنياهو لتقسيمها

خبر صحمنذ 5 أيام
قبل أيام قليلة من تحليق طائرات إف-35 الإسرائيلية فوق دمشق، كانت الأمور غير المتوقعة تلوح في الأفق، حيث كان المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك، الذي يجمع بين دوره كسفير لدى تركيا ومسؤول عن الملف السوري، يتوسط في محادثات سرية بين العدوين التاريخيين وسوريا، وقد أبدت سوريا، بقيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، انفتاحًا على اتفاقية عدم اعتداء مع إسرائيل، ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بانضمام سوريا إلى 'دائرة السلام والتطبيع في الشرق الأوسط'.
تباين استراتيجي بين دعم ترامب لوحدة سوريا وسعي نتنياهو لتقسيمها
ممكن يعجبك: ترامب يؤكد أهمية خفض سعر الفائدة الأمريكية في تغريدة مؤثرة
رغبة أمريكية في الحفاظ على وحدة سوريا
بحلول 12 يوليو، ظهرت تسريبات تشير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق، حيث أفادت التقارير أن الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اللذان اضطرا للتحرك بسرعة مقابل ضمانات أمنية ومساعدات لإعادة الإعمار، التقيا مباشرة بمسؤولين إسرائيليين في أذربيجان، وفي سعيه للحصول على جائزة نوبل للسلام، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا بالشرع في الرياض، وبدأ بعد ذلك بفك عقود من العقوبات، متطلعًا إلى إعادة تأهيل سوريا وتكاملها الإقليمي.
كان ترسيخ دولة سورية مستقرة وموحدة جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية الأمريكية، حيث يقود باراك هذه المهمة الشاقة، ساعيًا إلى تفكيك مصادر التشرذم المحتملة، وتتمثل مهمته الأكثر أهمية في دمج قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بقيادة الأكراد – حلفاء أمريكا على الأرض ضد داعش – في الجيش الوطني السوري الناشئ، وقد كانت رسالة باراك إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، خلال اجتماعات متوترة في دمشق واضحة: 'بلد واحد، جيش واحد، شعب واحد'.
رفض باراك بشكل قاطع المطالب الكردية بالفيدرالية أو الهياكل العسكرية المستقلة باعتبارها غير قابلة للتطبيق، مؤكدًا أن الفيدرالية لا تنجح في هذه البلدان، ويشكل هذا الدافع نحو قيادة عسكرية موحدة الأساس لاستراتيجية الولايات المتحدة لمنع تقسيم سوريا وخلق شريك قابل للتطبيق من أجل السلام الإقليمي، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل.
لقد أتاح اندلاع العنف في معقل الدروز في محافظة السويداء بسوريا في الحادي عشر من يوليو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة المثالية لعرقلة هذا التقدم الهش، حيث تدخلت الحكومة السورية لاستعادة النظام عندما اندلعت الاشتباكات بين الميليشيات الدرزية والقبائل البدوية، وأفادت التقارير بأن الحكومة أخطرت إسرائيل مسبقًا بتحركات القوات، موضحةً أن هذه الخطوة لم تكن تهدف إلى تهديد جارتها الجنوبية.
وفقًا للتقارير، أخطأت الحكومة السورية في فهم الموقف، معتقدةً أنها حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وإسرائيل لنشر قواتها، مدفوعةً برسائل أمريكية بأن سوريا يجب أن تُحكم كدولة مركزية، ومع ذلك، اعتبرت إسرائيل الوضع دعوةً للتصعيد.
وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الغارات الجوية على الدبابات السورية ثم على دمشق بأنها واجب أخلاقي، لحماية الأقلية الدرزية المضطهدة، وصرح نتنياهو بعد قصف مقر القيادة العامة للجيش السوري: 'أرسل النظام قواته جنوب دمشق… وبدأ بقتل الدروز'.
سياسات إسرائيل المقوضة للسياسة الأمريكية
إن تصرفات إسرائيل – التعدي على الأراضي السورية وتنفيذ مئات الغارات الجوية منذ سقوط الأسد والآن قصف دمشق أثناء المفاوضات الحساسة – تعمل على تقويض السياسة الأمريكية بشكل مباشر، حيث تمنع ترسيخ سوريا ذات سيادة وموحدة، وتصبح شريكة قابلة للتطبيق لرؤية الولايات المتحدة.
الأهم من ذلك، أن الطائفة الدرزية التي يدّعي نتنياهو حمايتها ترفض بشدة هذه الرعاية المفروضة، حيث يؤكد اثنان من القادة الروحيين للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخان حمود الحناوي ويوسف جربوع، على هويتهما السورية ويطالبان بحماية الدولة السورية، لا القوى الخارجية، وأصرّ الشيخ جربوع على ضرورة أن تأتي الحلول من الداخل السوري، موجهًا رسالة إلى إسرائيل مفادها أن 'أي اعتداء على الدولة السورية هو اعتداء علينا… نحن جزء من سوريا'.
بين القيادات الدرزية في سوريا، لا يؤيد التدخل الإسرائيلي سوى الشيخ حكمت الهجري، واصفًا الحكومة بـ'عصابات إجرامية إرهابية'، وهي وجهة نظر يرفضها الكثيرون في طائفته، وقد عبّر عن هذا الانعزال ليث البلعوس، قائد ميليشيا 'رجال الكرامة'، التي تشكلت خلال الحرب الأهلية السورية للدفاع عن الدروز، وقد ردّ البلعوس بقوة على الهجري على قناة الجزيرة قائلاً: 'هناك أحد القيادات الذي جرّ الطائفة إلى اتجاه آخر. نحن، كأهالي محافظة السويداء، نرفضه ولا نقبله'، مضيفًا أنه يجب علينا 'الوقوف مع شعبنا السوري'.
انكشف عجز إسرائيل عن التكفل بأمن الدروز في سوريا يوم الجمعة، عندما أقرّ مسؤول إسرائيلي ضمنيًا بأن دمشق وحدها قادرة على تهدئة الأزمة، حيث صرح المسؤول، الذي لم يُكشف عن هويته، لرويترز: 'في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار، ستسمح إسرائيل الآن بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء خلال الـ 48 ساعة القادمة'.
الحكومة السورية لا تزال الطرف الأساسي اللازم لاستعادة النظام
أقرّ هذا التراجع ضمنيًا بأن الحكومة السورية – التي استهدفت إسرائيل قواتها وهيكلها القيادي – لا تزال الطرف الأساسي اللازم لاستعادة النظام، وفي الواقع، كانت هذه الاشتباكات المحلية هي الشرارة التي دفعت قوات الحكومة السورية إلى التدخل، والتي أصبح تدخلها ذريعةً لإسرائيل للقصف.
سارعت الإدارة الأمريكية، التي فوجئت بالقصف الإسرائيلي، إلى احتواء تداعياته، وكشف مسؤولون أنهم 'أمروا الإسرائيليين صراحةً بالتراجع والهدوء'، وحثّوا على إجراء محادثات مباشرة مع دمشق بدلاً من القصف، وصوّر وزير الخارجية ماركو روبيو الضربات على أنها عائق خطير أمام بناء 'سوريا سلمية ومستقرة'، مما قوض شهورًا من رأس المال السياسي الأمريكي المُستثمر في حكومة الشرع، وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، أن 'الولايات المتحدة لم تدعم الضربات الإسرائيلية الأخيرة'.
مؤخراً، ذهب المبعوث الخاص باراك إلى أبعد من ذلك، حيث أعلن صراحةً انحيازه إلى سوريا، مشيرًا إلى أن الحكومة 'تصرفت بأفضل ما في وسعها… لجمع المجتمع المتنوع معًا'، مضيفًا أن الهجوم الجوي الإسرائيلي 'جاء في وقت سيئ للغاية'.
نمط إسرائيل متكرر
تكشف الضربات الإسرائيلية عن نمطٍ ساخرٍ يُحاكي تخريبها للمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، فكما ضغط نتنياهو بلا هوادة ضد الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية، مُهيئًا بذلك الظروف لضربات إسرائيل الأحادية الجانب، فإنه يُقوّض الآن التقارب الأمريكي السوري، والتناقض هنا صارخٌ بشكلٍ خاص، حيث أمضت إسرائيل الأسابيع القليلة الماضية في حثّ سوريا علنًا على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم؛ ومع ذلك، فهي تُهاجم بنشاط القوات الحكومية ذاتها التي تدّعي أنها تريدها شركاء.
شوف كمان: مُشاجرة بسيطة.. مصدر مقرب من ماكرون يكشف تفاصيل 'صفعة الوجه'
كان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر – الذي وصف سابقًا حكومة الشرع بأنها 'حفنة من الجهاديين' – يدافع علنًا عن فكرة الفيدرالية السورية، مُصرًا على تقسيم البلاد على أسس طائفية، وهذه الرؤية، التي تضمنت الضغط على واشنطن للسماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها على ساحل البحر الأبيض المتوسط السوري، تتعارض بشكل مباشر مع الدولة الموحدة والمستقرة التي يعمل السوريون والدول المجاورة وإدارة ترامب على بنائها.
إن التصعيد الإسرائيلي في سوريا، والذي يتزامن مع جهود الولايات المتحدة لرفع العقوبات وفرض سيطرة عسكرية موحدة على الأراضي السورية، يضع إدارة ترامب في مأزقٍ حرج، حيث تشير إسرائيل من خلال مناوراتها الأخيرة إلى نيتها السيطرة على مصير سوريا، بغض النظر عن الضرر الذي قد يلحق بالاستراتيجية الأمريكية.
مع كل قنبلة تُسقط على دمشق، لا تكتفي إسرائيل بمهاجمة البنية التحتية السورية فحسب، بل تُفكّك أيضًا الركائز الأساسية لنظام إقليمي مُحتمل للدول ذات السيادة، قائم على الاستقرار والتكامل، كاشفةً عن تباين جوهري يزداد تكلفةً على واشنطن، وعلى المنطقة ككل، إن الاختبار النهائي لإدارة ترامب هو ما إذا كانت قادرة على كبح جماح النهج العدواني لإسرائيل والسماح لرؤيتها الخاصة لسوريا موحدة ومستقرة بأن تتجذر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سموتريتش: إدخال المساعدات لغزة خطوة استراتيجية جيدة للقضاء على حماس
سموتريتش: إدخال المساعدات لغزة خطوة استراتيجية جيدة للقضاء على حماس

فيتو

timeمنذ 15 دقائق

  • فيتو

سموتريتش: إدخال المساعدات لغزة خطوة استراتيجية جيدة للقضاء على حماس

قال وزير المالية الإسرائيلى المتطرف بتسلئيل سموتريتش اليوم الإثنين: إن إدخال المساعدات لغزة خطوة استراتيجية جيدة بهدف القضاء على حركة حماس. وأكد سموتريتش لنواب حزبه: "سنختبر نتيجة الهدنات الإنسانية في غزة وسنعرف قريبا مدى نجاحها.. الخوض في حسابات سياسية بشأن هدنات غزة ليس من الصواب حاليا". إنهاء المذبحة في غزة أمس، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز: إدارة ترامب ملتزمة بإنهاء المذبحة في غزة وشعرنا جميعا بالفزع مما نراه في غزة. وزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده قدمت 60 مليون دولار قبل أسبوعين لإدخال أغذية إلى غزة ولم يشكرها أحد. ترامب: قدمنا أغذية إلى غزة ولم يشكرنا أحد وقال ترامب إن على حماس أن تعيد الرهائن والمحتجزين وقد استعدنا معظمهم، وعلى إسرائيل اتخاذ قرار بشأن غزة. وأضاف: لا أعلم ما الذي قد يحدث في غزة وتحدثت مع نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى القطاع وأمور أخرى. وتابع: سنقدم مزيدا من المساعدات إلى غزة لكن على بقية الدول المشاركة في هذا الجهد ولا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر يتعلق بسوء تغذية فحماس تسرق المساعدات. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

باراك يتجاهل الدولة اللبنانية بشأن نزع سلاح حزب الله قبل بداية أغسطس
باراك يتجاهل الدولة اللبنانية بشأن نزع سلاح حزب الله قبل بداية أغسطس

خبر صح

timeمنذ 24 دقائق

  • خبر صح

باراك يتجاهل الدولة اللبنانية بشأن نزع سلاح حزب الله قبل بداية أغسطس

أصدر المبعوث الأمريكي الخاص للبنان وسوريا توماس باراك، رسالة إلى السلطة اللبنانية، تتضمن مهلة قبل مطلع شهر أغسطس المقبل، لحصر السلاح بيد الدولة ونزعه من كافة الميليشيات، وفق ما أفادت به قناة الجديد اللبنانية. باراك يتجاهل الدولة اللبنانية بشأن نزع سلاح حزب الله قبل بداية أغسطس ممكن يعجبك: لقطات حصرية تظهر صواريخ إيرانية قرب السفارة الأمريكية في قطر وأشارت مصادر دبلوماسية للقناة، إلى أن منشور باراك الأخير يمثل تحذيراً إضافياً للسلطة اللبنانية، حيث لم تعد التصريحات وحدها كافية، بل يتوجب اتخاذ خطوات عملية فورية لإقرار هذا البند قبل انتهاء المهلة المحددة. من نفس التصنيف: رقص على دماء الجنود واحتدام الأوضاع في إسرائيل بعد ظهور سموتريتش في حفل راقص كما أعاد باراك نشر مقتطفات من كلمة النائب ميشال معوض خلال جلسة مساءلة الحكومة، حيث قال: 'المطلوب هو خيار واضح، إما المبادرة أو الموت، نحن أمام مفترق طرق حاسم، إما نعمل لإنقاذ لبنان أو نبقى في الجحيم، الوصول إلى القاع لم يعد تهديداً محتملاً، بل واقعاً نعيشه يومياً' وقد اعتبرت مصادر دبلوماسية لبنانية تتابع تحركات باراك، أن إعادة نشر هذا الموقف تمثل تأكيداً إضافياً على رؤية واشنطن بأن لبنان على حافة مرحلة مفصلية، تستدعي تحركاً عاجلاً. في المقابل، أفادت مصادر سياسية لبنانية بوجود رسائل واضحة تلقاها لبنان، تشير إلى احتمال تصعيد إسرائيلي خلال شهر أغسطس المقبل، في حال لم تتخذ السلطة اللبنانية خطوات تتماشى مع الأجندة الدولية المطروحة. من جهة أخرى، كشفت معلومات 'الجديد' عن تنسيق ثلاثي جرى مؤخراً بين السعودية والولايات المتحدة وفرنسا، عقب زيارة باراك إلى بيروت، حيث اتفقت هذه الدول على رفض ما اعتبرته محاولات 'شراء الوقت'، مؤكدة ضرورة التزام لبنان الفوري بتطبيق مضمون ورقة باراك. وعلى المستوى الرسمي، تؤكد المعطيات أن الرؤساء الثلاثة متوافقون من حيث المبدأ على ضرورة معالجة ملف السلاح ضمن إطار وطني، يحول دون الانزلاق إلى صدام داخلي. وفي هذا السياق، أفادت معلومات 'الجديد' بأن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائهما السبت، بالأجواء السلبية التي سمعها في باريس. أما حزب الله، فتنقل مصادر قريبة منه لقناة 'الجديد' أن رفضه لورقة باراك لا يعني رفضاً مبدئياً لفكرة الحوار، بل هو موقف نابع من رفض الشروط الأمريكية الإسرائيلية، وأكد الحزب أن أي بحث في ملف السلاح يجب أن يندرج ضمن استراتيجية وطنية شاملة، تحفظ توازن الردع وقوة لبنان، كما تشير المصادر إلى أن الحزب يدرك دقة المرحلة المقبلة ويتهيأ لها، دون أن يسعى إلى جرّ البلاد إلى مواجهة عسكرية، لكنه مستعد لها إن فرضت عليه. نزع سلاح حزب الله: هل هو حل كافٍ أم لا؟ في وقت سابق، قالت الباحثة السياسية اللبنانية الدكتورة حياة الحريري، إن مبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية هو خطوة أساسية وضرورية تماشياً مع القرار الدولي 1701 وانسجاماً مع البيان الوزاري، مشيرة إلى أن هذه الخطوة يجب أن تصب في سياق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. لكنها في الوقت نفسه حذرت، في تصريح لموقع 'نيوز رووم'، من غياب أي ضمانات حقيقية تردع إسرائيل أو تلزمها بوقف الانتهاكات، مستشهدة بسلوك الاحتلال في غزة والضفة وسوريا، والذي يُظهر تجاهلاً تاماً للقوانين والاتفاقات الدولية، وفق تعبيرها. وشددت الحريري على أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي، وتغاضي المجتمع الدولي عنه، يجعل من الصعب الوثوق بأي التزام مستقبلي في حال تم تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية، خاصة في ظل غياب دور فاعل من الولايات المتحدة تجاه حليفتها إسرائيل. وأضافت أن المطلوب اليوم ليس فقط موقفاً لبنانياً موحداً، بل أيضاً ضغطاً عربياً حقيقياً على واشنطن لضبط إسرائيل ومنعها من خرق أي تفاهمات، خصوصاً إذا ما التزم لبنان ببنود اتفاق محتمل. واختتمت الدكتورة حياة الحريري بالقول إن خطوة نزع سلاح حزب الله، رغم أهميتها الوطنية، تبقى ناقصة ما لم ترفق بإطار أمني ودبلوماسي واضح يضمن التزاماً دولياً، بمشاركة طرف ثالث فعلي، يردع إسرائيل عن أي تجاوزات مستقبلية.

اتفاق تجاري أمريكي–أوروبي يدفع اليورو للارتفاع في الأسواق العالمية
اتفاق تجاري أمريكي–أوروبي يدفع اليورو للارتفاع في الأسواق العالمية

الجمهورية

timeمنذ 30 دقائق

  • الجمهورية

اتفاق تجاري أمريكي–أوروبي يدفع اليورو للارتفاع في الأسواق العالمية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال لقائهما في اسكتلندا أمس عن الاتفاق الذي سيؤدي إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على سلع الاتحاد الأوروبي ، أي نصف النسبة التي هدد ترامب بفرضها اعتبارا من أول أغسطس. ومن المقرر أن يجتمع كبار المفاوضين الأميركيين و الصين يين في ستوكهولم الاثنين بهدف تمديد الهدنة التجارية ومنع حدوث زيادات حادة في الرسوم الجمركية. في الوقت نفسه يتحول اهتمام المستثمرين نحو نتائج أعمال الشركات واجتماعات البنوك المركزية في الولايات المتحدة واليابان. قال رودريجو كاتريل كبير استراتيجيي العملات في بنك أستراليا الوطني "قد يكون أسبوعا إيجابيا، لمجرد أننا أصبحنا الآن نعرف قواعد اللعبة، إن صح التعبير". وأضاف في بث صوتي لبنك أستراليا الوطني "مع ازدياد الوضوح، يمكن أن نتوقع ليس فقط في الولايات المتحدة ، بل في جميع أنحاء العالم، مزيدا من الاستعداد للنظر في فرص الاستثمار والتوسع واستكشاف الفرص المتاحة". استقر اليورو عند 1.1763 دولار، مرتفعا بنسبة 0.2 بالمئة حتى الآن في آسيا. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 0.2 بالمئة لتصل إلى 173.78 ين. وقال ترامب إن الاتحاد الأوروبي يعتزم استثمار حوالي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة ، وزيادة مشترياته من معدات الطاقة والمعدات العسكرية الأميركية بشكل كبير. يُشبه هذا الاتفاق اتفاقا أُبرم مع مفاوضي طوكيو الأسبوع الماضي، والذي سيشهد استثمار اليابان حوالي 550 مليار دولار في الولايات المتحدة ، وفرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على سياراتها ووارداتها الأخرى. ولا يزال الكثيرون في أوروبا يعتبرون الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 15 بالمئة مرتفعة للغاية، مقارنة بآمال أوروبا الأولية في إبرام اتفاق يقضي بإلغاء الرسوم الجمركية بالكامل. وتواجه الصين موعدا نهائيا في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق تجاري دائم مع الولايات المتحدة. ولا يُتوقع تحقيق أي تقدم في محادثات الولايات المتحدة و الصين في ستوكهولم، لكن المحللين رجحوا تمديدا آخر لمدة 90 يوما للهدنة التجارية التي أُبرمت في منتصف مايو. وارتفع الدولار يوم الجمعة، مدعوما ببيانات اقتصادية قوية أشارت إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يتأنى في استئناف خفض أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يُبقي كل من مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعات السياسة هذا الأسبوع، لكن المتداولين يُركزون على التعليقات اللاحقة لتقييم توقيت الخطوات التالية. وظل الدولار دون تغيير عند 147.68 ين ياباني. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل العملات الرئيسية، بنسبة 0.1 بالمئة إلى 97.534، بحسب بيانات وكالة رويترز.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store