
المعادن الأرضية النادرة: كيف أصبحت لعبة قط وفأر بين أميركا والصين؟
ان الأمل الوحيد في تفادي توقُّف إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا هو أن تتوصل الصين وأميركا إلى اتفاقية تعيد التدفّق الطبيعي للمعادن النادرة. ومن مصلحة الصين أن تظل مصدرًا مستقرًا وموثوقًا للمغناطيسات النادرة، ومنتجات المعادن النادرة الأخرى، ومن سوء الطالع أن ما يحدث هو أن المعادن النادرة قد صارت رقمًا مهمًا في التوترات الكبيرة...
أضحت المعادن الأرضية النادرة السلاح الأبرز في الحرب التجارية الدائرة حاليًا بين أميركا والصين، وهما القوّتان الاقتصاديتان الأكبر في العالم، وتُناور الصين باستعمال ورقة العناصر الأرضية النادرة في مسعى لدرء مخاطر الحرب التجارية التي تخوضها مع الولايات المتحدة، والتي تتجلى في شكل التعرفات الجمركية التي تفرضها إدارة ترمب على بكين، أملًا في الحدّ من نفوذها الاقتصادي وتغلغلها في سلاسل الإمدادات العالمية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، فرضَ البيت الأبيض رسومًا جمركية نسبتها 145% على السلع الصينية؛ ما قابلته بكين بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية وتشديد القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى أميركا.
وتهيمن الصين -وهي البلد الوحيد المالك للتقنيات اللازمة لمعالجة بعض المعادن النادرة- حاليًا على 92% من الإنتاج العالمي من تلك العناصر في مرحلة المعالجة.
وحسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضم قائمة العناصر الأرضية النادرة الـ17 اللانثانوم، والسيريوم، والبراسيوديميوم، والنيوديميوم، والبروميثيوم، والسماريوم، واليوروبيوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، والهولميوم، والإربيوم، والثوليوم، والإتيربيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم.
يرى خبراء أن نقص المعادن الأرضية النادرة من الممكن أن يعيد إلى الأذهان سيناريو نقص الرقائق الإلكترونية الذي ساد خلال مرحلة تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجد "عام 2020"، الذي تسبَّب حينها بارتفاع أسعار السيارات الجديدة والمستعمَلة في عموم أميركا.
وتحتكر الصين سلاسل إمدادات المعادن الأرضية النادرة الـ17 التي تُعدّ مكوناتٍ ضروريةً في العديد من السلع والمنتجات المستعمَلة يوميًا، بدءًا من السيارات إلى محركات الطائرات ومرورًا بالأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة التلفاز ذات الشاشات المسطحة، بل حتى صبغة التباين المستعمَلة في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وبعض أدوية السرطان.
وما زاد الطين بلّة هو تعمُّد الصين مؤخرًا زيادة صعوبة الحصول على المعادن النادرة بعد أن زادت قيود تراخيص تصدير تلك العناصر في شهر أبريل/نيسان الماضي؛ ما يُبطئ تدفُّق الشحنات المتجهة من البلد الآسيوي إلى معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
اجتماع لندن
يجتمع وفود من أميركا والصين في العاصمة البريطانية لندن حاليًا لبحث سُبل التوصل إلى اتفاقية جديدة لتخفيف توترات الحرب التجارية بين البلدين، وستكون المعادن النادرة بالتأكيد قضية محورية على طاولة النقاش.
وقالت مديرة برنامج أمن المعادن الحيوية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (the Critical Minerals Security Program at the Center for Strategic and International Studies) غريسلين باسكاران، إن الشركات الأميركية لديها الآن إمدادات لا تكفي سوى لنحو شهرين أو 3.
وأضافت باسكاران: "بعد ذلك من الممكن أن تُصاب صناعة المعادن الأرضية النادرة بالشلل التامّ ما لم تتوصل واشنطن وبكين إلى اتفاقية في هذا الإطار"، وفق تصريحات أدلت بها إلى شبكة "سي إن إن".
وفي 6 يونيو/حزيران الجاري، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن نظيره الصيني شي جين بينغ وافق على بدء تصدير منتجات المعادن النادرة، غير أن باسكاران قالت، إنّ تعهُّد جين بينغ ربما لا يكون كافيًا لشركات التصنيع الأميركية إذا تعاملت أيّ اتفاقية مع مسألة رفع القيود مؤقتًا فقط.
وتابعت: "سيكون من الصعب جدًا التنبؤ بملامح الصناعة خلال الشهور الـ3، أو الـ6، أو حتى العام العام المقبل بأكمله". وتعتقد باسكاران أنّ تدفُّق شحنات صادرات المعادن النادرة لن يكون سريعًا بشكلٍ كافٍ، مقارنةً بمستوياتها السابقة، مضيفةً أن الشركات الأميركية ربما تستهلك قريبًا مخزوناتها من العناصر النادرة.
بات واضحًا أن شركات السيارات تستعد لجولة إغلاق واسعة خلال الشهور المقبلة نتيجة نقص المعادن الأرضية النادرة، وفق "سي إن إن".
وقبل 4 أعوام، تسبَّب نقص الرقائق الإلكترونية في توقُّف إنتاج السيارات، وهو ما رفع أسعار السيارات إلى مستويات قياسية.
وحسب سي إن إن: "الناس يعتقدون أن السيارات الكهربائية فقط هي ما تأثرت سلبًا جراء نقص العناصر النادرة، لكن هذا غير صحيح؛ إذ تأثَّر كل شيء في السيارات تقريبًا بدءًا من المحركات وأجهزة الاستشعار في أحزمة الأمان، وبناءً عليه، فإنني أعتقد أنه سيكون هناك تعطُّل بالإنتاج في كل مكونات السيارات"، وتابعت: "الصين وضعتنا فعليًا في وضع حرج"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
واستشهدت غريسلين باسكاران بشركة فورد الأميركية لتصنيع السيارات التي اضطرت إلى وقف إنتاج طراز "إكسبلورر" في مصنعها بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي لمدة أسبوع، بسبب نقص المغناطيسات، وفق تقارير.
لا بديل عن اتفاقية
قال الأستاذ في كلية كولورادو للمناجم، نائب مدير مركز إبداع المواد الحيوية (مركز بحثي أسّسته وزارة الطاقة الأميركية) رودريك إيغرت، إنه نظرًا لكون العناصر الأرضية النادرة مهمة بالنسبة للصناعات الأميركية، فإن هناك جهودًا متواصلة لإيجاد بدائل، مثل أنواع أخرى من المغناطيسات والمحركات الكهربائية التي لا تستعمِل تلك المغناطيسات على الإطلاق. غير أن إيغرت أكد أن تلك البدائل كلّها يشوبها عيوب، مردفًا: "تلك البدائل تأتي على حساب الأداء؛ إذ إن تصميمات المحركات التي لا تستعمِل المغناطيسات على الإطلاق، تكون أقل كفاءة".
وبناءً عليه يرى الأكاديمي الأميركي أن الأمل الوحيد في تفادي توقُّف إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا هو أن تتوصل الصين وأميركا إلى اتفاقية تعيد التدفّق الطبيعي للمعادن النادرة. وتابع: "من مصلحة الصين أن تظل مصدرًا مستقرًا وموثوقًا للمغناطيسات النادرة، ومنتجات المعادن النادرة الأخرى، ومن سوء الطالع أن ما يحدث هو أن المعادن النادرة قد صارت رقمًا مهمًا في التوترات الكبيرة المرتبطة بالمفاوضات التجارية بين الصين وأميركا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
الصين: محادثات لندن التجارية أحرزت تقدما في حل الخلافات مع الولايات المتحدة
أكدت وزارة الخارجية الصينية أن محادثات لندن التجارية أحرزت تقدما في حل الخلافات مع الولايات المتحدة. وشددت الخارجية الصينية في بيان لها علي دعم إيران في التوصل إلى حل يراعي المخاوف المشروعة لكل الأطراف من خلال الحوار والتفاوض. كما دعت الوزارة الصينية في بيانها إلى حل القضية النووية الإيرانية بالوسائل السياسية والدبلوماسية. وفي وقت لاحق ، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إن بلاده أبرمت اتفاقاً تجارياً مع الصين، وذلك بعد يومين من المفاوضات المكثفة التي جرت في العاصمة البريطانية لندن، وأسفرت عن التوصل إلى إطار عمل شامل يشمل الرسوم الجمركية والقيود التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. واشار ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن الاتفاق ينتظر الآن الموافقة النهائية من نظيره الصيني شي جين بينج، ومنه شخصياً، مؤكداً أن الجانبين اتفقا على إزالة القيود الصينية المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وهي مكونات صناعية حيوية تدخل في تصنيع أشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة. كما نص الاتفاق على السماح للطلاب الصينيين بالالتحاق بالجامعات الأمريكية. تفاصيل الرسوم الجمركية الجديدة وحول ملف الرسوم الجمركية، كشف ترامب أن الاتفاق ينص على فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية تصل إلى 55 بالمئة على الواردات الصينية، مقابل 10 بالمئة فقط تفرضها الصين على السلع الأمريكية. وبيًن مسؤول في البيت الأبيض أن النسبة الإجمالية 55 بالمئة تمثل رسوماً فرضها ترامب سابقاً على مختلف الدول، تشمل 10 بالمئة على جميع الشركاء التجاريين، و20 بالمئة إضافية على الصين والمكسيك وكندا بسبب اتهامات تتعلق بتهريب الفنتانيل، إلى جانب 25 بالمئة فرضت خلال ولايته الأولى على المنتجات الصينية. وقال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إن نسبة الـ55 بالمئة على الواردات الصينية باتت ثابتة ولن تخضع لأي تعديل مستقبلي، مؤكداً لقناة "سي إن بي سي" أن الرسوم الجمركية "لن تتغير".


سيدر نيوز
منذ 18 ساعات
- سيدر نيوز
ترامب يقول إنه تم التوصل لصفقة المعادن النادرة مع الصين، وتوقعات بتمديد فترة توقيف الرسوم الجمركية
انتهت المحادثات الرامية إلى تهدئة التوترات بين الولايات المتحدة والصين بـ'اتفاقٍ'، وفقاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح أن الصين وافقت على تزويد الشركات الأمريكية بالمغناطيس والمعادن الأرضية النادرة، بينما ستتراجع الولايات المتحدة عن تهديداتها بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين. وكتب ترامب على منصته الإعلامية 'تروث سوشال': 'تمت صفقتنا مع الصين، وتبقى فقط الموافقة النهائية من الرئيس شي ومني'. وجاء ذلك بعد يومين من المحادثات المكثفة في لندن لحل النزاعات التي نشبت منذ أن توصل الجانبان إلى هدنة في مايو/ أيار، بعد تصاعد سريع في الرسوم الجمركية كاد أن يشلّ التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. لكن الطابع المحدود للإعلان، سلّط الضوء على التساؤلات التي يواجهها البيت الأبيض حول ما إذا كانت استراتيجيته القائمة على الرسوم الجمركية قادرة على تحقيق صفقات تجارية متينة بسرعة. وفي حديثه يوم الخميس، قال الرئيس ترامب إنه سيُحدّد نسب الرسوم الجمركية أحادية الجانب مع شركائه التجاريين خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين. وأضاف أنه سيرسل رسائل تحدد شروط الاتفاقيات الجديدة قبل حلول الموعد النهائي في 9 يوليو/ تموز لإعادة فرض رسوم جمركية أعلى على دول العالم. وعلى صعيدٍ منفصل، توقّع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن تُمدّد الولايات المتحدة فترة التوقف الحالية لبعضٍ من أشدّ تعريفاتها الجمركية صرامةً، للسماح باستمرار المحادثات التجارية مع الدول الأخرى. لم تُكشف سوى معلومات محدودة عن الاتفاق الجديد مع الصين. وقد تحدث ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ هاتفياً الأسبوع الماضي لبدء المفاوضات، التي شارك فيها كبار المسؤولين من كلا البلدين. وأوضح مسؤولون أن الاتفاق لن يُغيّر الخطوط العريضة لهدنة مايو/ أيار، التي خفّضت التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلنها البلدان، منذ أن شنّ ترامب حرباً تجارية جديدة في وقت سابق من هذا العام. من جانبه، قال نائب وزير التجارة الصيني، لي تشنغ قانغ: 'توصل الجانبان، من حيث المبدأ، إلى إطار عمل لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين خلال المكالمة الهاتفية في 5 يونيو/ حزيران، والتوافق الذي تم التوصل إليه في اجتماع جنيف'. الأمر الذي أكده وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك للصحفيين، بقوله 'توصل الجانبان إلى إطار عمل لتنفيذ اتفاق جنيف'. وأضاف، 'بمجرد موافقة الرئيسين عليه، سنسعى لتطبيقه'. وفي حديثه لقناة 'سي إن بي سي' الأمريكية يوم الأربعاء، قال إن 'المحادثات حلت الخلافات التي كانت قائمة في اتفاق جنيف. نحن على الطريق الصحيح تماماً. الأمور تبدو جيدة جداً'. وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن ترامب يُراجع حالياً تفاصيل الاتفاق، مبينة أن 'ترامب أعجبه ما تم التوصل إليه'. وانطلقت المفاوضات في لندن جزئياً بسبب مخاوف الولايات المتحدة من تباطؤ الصين في الإفراج عن صادراتها من المغناطيس والمعادن الأرضية النادرة، وهي ضرورية لتصنيع كل شيء من الهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية. بدورها، انتقدت بكين الضوابط التي فرضتها الولايات المتحدة للحد من وصولها إلى أشباه الموصلات وغيرها من التقنيات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، وخطط إدارة ترامب للحد من تأشيرات الطلاب الصينيين. قال لوتنيك في حديثه لـ'سي إن بي سي'، إن الولايات المتحدة وافقت على إزالة بعض 'الإجراءات المضادة'، دون التحديد بشكل دقيق لطبيعة الرد. وأشار وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي كان يدلي بشهادته أمام الكونغرس يوم الأربعاء، إلى أن المحادثات الأخيرة كانت محدودة التركيز، وأن التوصل إلى اتفاق أشمل سيستغرق وقتاً، مضيفاً 'ستكون عملية أطول بكثير'. في الجلسة نفسها، أقرّ بأن محادثات التجارة مع دول أخرى قد تمتد إلى ما بعد مهلة التسعين يوماً التي حددتها الإدارة بنفسها. وقال: 'من المرجح جداً أن نؤجل الموعد النهائي للدول التي تتفاوض أو الكتل التجارية -في حالة الاتحاد الأوروبي-، التي تتفاوض بحسن نية لمواصلة المفاوضات بحسن نية. إذا لم يتفاوض أحد، فلن نتفاوض نحن'. وعندما أعلن ترامب عن رسوم جمركية شاملة على الواردات من عدد من البلدان في وقت سابق من هذا العام، كانت الصين الأكثر تضررا. وردت الصين بفرض أسعار فائدة أعلى على الواردات الأمريكية، وهو ما أدى إلى المزيد من الزيادات المتبادلة. وفي مايو/أيار، أسفرت المحادثات التي عقدت في سويسرا إلى هدنة مؤقتة وصفها ترامب بأنها 'إعادة ضبط كاملة'. ونتيجة لها خفضت الرسوم الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب على المنتجات الصينية من 145% إلى 30%، كما خفضت بكين الرسوم المفروضة على الواردات الأمريكية إلى 10% ووعدت برفع الحواجز المفروضة على صادرات المعادن المهمة. ومنحت الجانبين مهلة 90 يوماً لمحاولة التوصل إلى اتفاق تجاري بينهما. لكن الولايات المتحدة والصين زعمتا في وقت لاحق حدوث انتهاكات للتعهدات غير المتعلقة بالرسوم الجمركية. وفي منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية بنسبة 55%، لكن المسؤولين قالوا إن الرقم يشمل التعريفات التي تم فرضها خلال فترة ولايته الأولى. وقد أظهرت الأسواق استجابة محدودة للصفقة، التي وصفها تيري هينز، مؤسس شركة بانجيا بوليسي الاستشارية ومقرها واشنطن، بأنها ذات 'نطاق محدود للغاية ووضع غير مكتمل'. وكتب هينز 'إن ما تحقق في جنيف هو إنجاز غير مكتمل، ولا يشير إلى أن اتفاق تجاري واسع النطاق بين الولايات المتحدة والصين أو تقارب جيوسياسي يمكن أن يتحقق في المستقبل المنظور'.


صدى البلد
منذ يوم واحد
- صدى البلد
الدولار يتراجع بعد بيانات التضخم وترقب لتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية
سجل الدولار الأمريكي تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الأربعاء عقب صدور بيانات التضخم التي أظهرت ارتفاعاً أقل من المتوقع في الأسعار خلال مايو، ما زاد من توقعات المستثمرين بشأن قرب قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة. وبحسب البيانات الصادرة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، وهو المقياس الأساسي لمعدل التضخم، بنسبة 0.1 بالمئة فقط في مايو الماضي، مقارنة بارتفاع بلغ 0.2 بالمئة في أبريل، وهو ما يشير إلى تباطؤ واضح في وتيرة التضخم داخل أكبر اقتصاد في العالم. ترامب يعلن عن اتفاق تجاري جديد مع الصين ورغم التراجع الأولي في أداء الدولار، شهدت العملة الأمريكية تقليصاً محدوداً لخسائرها عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصل بلاده لاتفاق تجاري جديد مع الصين. ويتضمن الاتفاق تزويد الصين للولايات المتحدة بالمواد المغناطيسية والمعادن الأرضية النادرة، مقابل السماح للطلاب الصينيين بالالتحاق بالكليات والجامعات الأمريكية. وصرح مسؤول في البيت الأبيض أن الاتفاق التجاري ينص على فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 55 بالمئة على الواردات الصينية، تتضمن رسوماً أساسية بنسبة 10 بالمئة، و20 بالمئة إضافية في إطار إجراءات مرتبطة بمكافحة تهريب الفنتانيل، إلى جانب رسوم سابقة بنسبة 25 بالمئة. من جانبها، ستفرض الصين رسوماً بنسبة 10 بالمئة على السلع الأمريكية. تحركات ملحوظة في أسواق العملات تأثر الدولار سلباً بهذه التطورات، حيث انخفض بنسبة 0.2 بالمئة مقابل الين الياباني ليسجل 144.58 ين، بينما صعد اليورو بنسبة 0.5 بالمئة إلى مستوى 1.1484 دولار، قبل أن يقلص جزءاً من مكاسبه مؤقتاً مع تحسن طفيف في معنويات المستثمرين تجاه العملة الأمريكية بعد الإعلان عن الاتفاق مع الصين. في ذات السياق، تراجع الدولار بنسبة 0.3 بالمئة أمام الفرنك السويسري ليسجل 0.8205 فرنك، بينما ارتفع مقابل اليوان الصيني في المعاملات الخارجية بنسبة 0.1 بالمئة إلى 7197 يوان. كما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3 بالمئة أمام الدولار ليصل إلى 1.3542 دولار. توقعات بخفض الفائدة الأمريكية وفي ظل بيانات التضخم المتباطئة، ارتفعت توقعات المستثمرين بقيام مجلس الاحتياطي الاتحادي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعاته المقبلة. وأوضح إلياس حداد، كبير استراتيجيي الأسواق لدى "براون براذرز هاريمان"، أن التباطؤ في التضخم دفع الأسواق لتعديل توقعاتها نحو خفض الفائدة، مضيفاً أن عقود صناديق الاحتياطي الاتحادي الآجلة باتت تسعر احتمالات خفض الفائدة بنحو 50 نقطة أساس بنهاية العام الجاري. ووفقاً لمتداولي العقود الآجلة قصيرة الأجل، ارتفعت احتمالات خفض الفائدة ربع نقطة مئوية بحلول سبتمبر المقبل إلى 71 بالمئة، مقارنة بـ57 بالمئة قبل نشر بيانات التضخم الأخيرة.