logo
من الأبيض إلى الأزرق.. ماذا تعني ألوان حليب الرضاعة؟

من الأبيض إلى الأزرق.. ماذا تعني ألوان حليب الرضاعة؟

الجزيرةمنذ 2 أيام
إذا كنت تخوضين تجربة الرضاعة الطبيعية للمرة الأولى، فقد تتفاجئين بتنوع ألوان حليب الأم، إذ يعتقد كثير من الأمهات أن لونه يجب أن يشبه الحليب الصناعي أو حليب البقر. إلا أن حليب الأم يمكن أن يختلف في لونه بشكل ملحوظ، وتتأثر درجته وصفاؤه بعدة عوامل وحالات صحية أو غذائية.
ما لون حليب الرضاعة الطبيعي؟
يختلف لون حليب الثدي من أم لأخرى، لذلك لا يوجد سبب لمقارنة لون حليبك بلون حليب أمهات أخريات. ففي أغلب الأحيان، يكون لون الحليب فاتحا، وغالبا ما يميل إلى الأبيض، لكنه قد يظهر أحيانا بدرجات من الأصفر أو الأزرق، وكلها ألوان طبيعية ولا تدعو للقلق.
حليب الرضاعة الأصفر
يميل لون حليب الرضاعة إلى درجات الأصفر في عدة حالات، أولها عندما يكون في مرحلة اللبأ، أو بسبب التجميد، أو نتيجة لتناول بعض المكونات في النظام الغذائي.
1- اللبأ: إذا كنت قد أنجبت مؤخرا، فقد تتفاجئين برؤية حليب ثدي أصفر كثيف بدلا من الحليب الأبيض الخفيف المعروف. وهذا أمر طبيعي تماما خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة.
يُسمى هذا الحليب باللبأ، أو الحليب الأول، لأنه أول حليب ينتجه الثدي بعد الولادة. ويتميز اللبأ بأنه غني بالأجسام المضادة ويكون أكثر كثافة، وسيستمر إنتاجه لمدة تصل إلى 5 أيام بعد الولادة.
2- النظام الغذائي: قد يستمر إنتاج حليب الثدي الأصفر حتى بعد أشهر من الرضاعة الطبيعية، خاصة إذا كنت تتناولين أطعمة صفراء أو برتقالية اللون بكثرة، مثل الجزر أو البطاطا الحلوة.
3- التجميد: من الشائع أن يتغير لون حليب الرضاعة بعد التجميد. إذ قد يبدو حليب الثدي أبيض في البداية ثم يتحول إلى لون أصفر فاتح، وهو أمر طبيعي ولا يشير إلى وجود مشكلة في جودته أو صلاحيته.
حليب الرضاعة الأبيض
تتوقع معظم النساء أن يكون حليب الثدي باللون الأبيض عند الرضاعة الطبيعية أو أثناء شفطه، لكن اللافت أن الجسم لا يبدأ عادة بإنتاج الحليب الأبيض إلا بعد مرور عدة أيام على الولادة. ففي البداية، يفرز الثدي اللبأ، ثم يبدأ تدريجيا بالتحول إلى الحليب الناضج، الذي يترافق مع زيادة كمية الحليب المدرّ.
حليب الرضاعة الأزرق
من الطبيعي أن يميل لون حليب الأم أحيانا إلى درجات الأزرق، خاصة في بداية جلسة الرضاعة أو الشفط. يُعرف هذا الحليب المبكر بـ"الحليب الأمامي"، ويكون خفيف القوام، قليل الدهون، وهو غني بالماء والإلكتروليتات.
إعلان
ومع تقدم الرضاعة أو الشفط، يبدأ "الحليب الخلفي" في التدفق، ويكون أكثر كثافة ودهونا، مما يمنحه لونا أبيض غنيا أو أصفر أكثر سماكة.
ويُلاحظ هذا اللون المزرقّ بشكل أوضح عندما تكون الثديان ممتلئتين أو عند زيادة الفاصل الزمني بين الرضعات، إذ يؤدي تراكم الحليب إلى ارتفاع نسبة الماء فيه، ما يضفي هذا المظهر الأزرق الفاتح.
حليب الرضاعة الأخضر
لا داعي للقلق إذا لاحظت أن حليب الثدي أصبح مائلا إلى اللون الأخضر، فغالبا ما يكون السبب مرتبطا بما تناولتِه مؤخرا. فقد يؤدي شرب العصائر الخضراء أو تناول كميات كبيرة من الخضراوات الداكنة مثل السبانخ أو الجرجير إلى تغير لون الحليب بشكل مؤقت.
ورغم أن اللون قد يبدو غريبا، إلا أنه غير مضر، وسرعان ما يعود الحليب إلى لونه الطبيعي بمجرد توازن نظامك الغذائي.
حليب الرضاعة الوردي أو الأحمر
يمكن أن يظهر حليب الثدي بلون وردي أو مائل للأحمر لسببين رئيسيين، وكلاهما لا يدعو للذعر في أغلب الحالات. تماما كما قد يتحول لون الحليب إلى الأخضر عند تناول أطعمة خضراء، فإن تناول أطعمة أو مشروبات ذات لون أحمر قوي -مثل الفراولة، الشمندر، أو المنتجات التي تحتوي على صبغات حمراء صناعية- قد يؤدي إلى تغير مؤقت في لون الحليب.
السبب الآخر يعود إلى وجود كميات ضئيلة من الدم في الحليب، وهو أمر شائع الحدوث ولا يُعد خطرا في الغالب. قد يكون ذلك ناتجا عن تشققات في الحلمات أو تمزق شعيرات دموية صغيرة في الثديين، وغالبا ما يتوقف النزيف بمجرد شفاء الجسم. في هذه الحالات، لا حاجة للتوقف عن الرضاعة أو شفط الحليب، إذ يبقى آمنا للطفل.
لكن، في حال استمر تغير اللون ولم يعد الحليب إلى مظهره الطبيعي خلال عدة أيام، يُنصح بمراجعة الطبيب، لأن استمرار وجود الدم قد يشير إلى عدوى في الثدي أو، في حالات نادرة جدا، إلى التهاب أو سرطان الثدي، خاصة إذا صاحبته أعراض أخرى كالألم أو التورم أو تغيرات في الجلد.
حليب الرضاعة الأسود
إذا كان حليب الثدي لديك داكنا ولونه أسود أو بني وكنت تتناولين دواء، ففي معظم الحالات، يُمكنكِ إلقاء اللوم على مكونات هذا الدواء. وبشكل عام، قبل تناول أي دواء، أخبري طبيبك بأنك ترضعين.
وختاما، من الطبيعي أن يتغير لون حليب الأم في البداية مع انتقال جسمك من إنتاج اللبأ إلى الحليب الانتقالي ثم إلى الحليب الناضج، خلال الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية، وحتى بعد دخولك مرحلة الحليب الناضج تماما، فإن ما تتناولينه يمكن أن يؤثر على لون الحليب أيضا. وطالما أن طبيبك قد أكد أن أي مكملات أو أدوية تتناولينها آمنة للرضاعة الطبيعية، فلا داعي للقلق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

41 شهيدا بغزة منذ الفجر والأونروا تدين قتل الباحثين عن الطعام
41 شهيدا بغزة منذ الفجر والأونروا تدين قتل الباحثين عن الطعام

الجزيرة

timeمنذ 19 ساعات

  • الجزيرة

41 شهيدا بغزة منذ الفجر والأونروا تدين قتل الباحثين عن الطعام

أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة أن عدد الأشخاص الذين استشهدوا بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم ارتفع إلى 41، بينهم 18 من طالبي المساعدات في مناطق متفرقة من القطاع. وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الإسعاف والطوارئ في غزة، اليوم الأربعاء، انتشال جثامين 4 فلسطينيين استشهدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الإنسانية قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة. وتأتي هذه الحادثة في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان القطاع، وسط استمرار الحصار ونقص حاد في الغذاء والمساعدات الأساسية. وقدمت وزارة الصحة بغزة في بيانها اليومي معطيات جديدة بشأن حصيلة الشهداء والمصابين في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ نحو عامين. وقالت إن 138 شخصا استشهدوا، وأصيب 771 آخرون بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية. وأضافت أن 87 شخصا استشهدوا، وأصيب 570 من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو ما يرفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 61 ألفا و158 شهيدا، و151 ألفا و442 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. الأونروا: لا يمكن استمرار قتل الفلسطينيين وأمام استمرار حملة الإبادة وسياسة التجويع، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا -اليوم الأربعاء- أنه لا يمكن استمرار قتل إسرائيل للفلسطينيين أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم. وقالت الأونروا -في منشور على حساب الوكالة الأممية عبر منصة إكس – إن الأمم المتحدة تحذر منذ شهور من العواقب التي تتكشف في غزة، وإن الفلسطينيين اليوم يتضورون جوعا، ويتعرضون لإطلاق النار أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم. وشددت على أنه لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر، ويجب اتخاذ قرار سياسي بفتح المعابر دون شروط، مؤكدة على ضرورة السماح للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بعملهم.

غزة.. صوت الجوع يصرخ من عظام الطفلة مريم
غزة.. صوت الجوع يصرخ من عظام الطفلة مريم

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

غزة.. صوت الجوع يصرخ من عظام الطفلة مريم

غزة- ترقد مريم عبد العزيز دواس، الطفلة الفلسطينية ذات التسعة أعوام، على سرير حديدي صدئ في زاوية غرفة ضيقة برفقة والدتها داخل مركز إيواء في مدينة غزة. الضوء الخافت المنبعث من نافذة صغيرة بالكاد يخترق الغبار العالق في الهواء، ليكشف ملامح جسدها الهزيل الذي لم يتبقَّ منه سوى عظام بارزة وبشرة شاحبة مرهقة. يدها الصغيرة ترتجف، وأصابعها نحيلة كأغصان يابسة، وعيناها الواسعتان غارقتان في حزن يفوق سنها بكثير. بجانبها، لعبة قماشية قديمة فقدت لونها وملمسها، شاهدة على طفولة مسروقة بفعل الجوع والحصار. ظلال الغرفة الرطبة الغرفة صامتة إلا من أنفاس مريم المتقطعة وهمسات أمها التي تحاول عبثا طمأنتها، لا أحد يشاركهما هذه الزاوية الضيقة، فهما معا في غرفة منفردة داخل مركز الإيواء، تحيط بهما جدران مهترئة وأغطية مبعثرة فوق الأرضية الباردة. رائحة الغبار والرطوبة تملأ المكان، وملامح الحرب بادية في كل زاوية، في هذه الوحدة القاسية، تغيب أصوات اللعب والضحكات، ولا يبقى لطفلة مثل مريم سوى أحلام بعيدة عن الخبز والحليب ودفء البيت. مريم التي كانت تزن 25 كيلوغراما قبل العدوان الإسرائيلي، تقلّص وزنها الآن إلى 10 كيلوغرامات فقط، حتى أنها فقدت القدرة على المشي والنطق، ولم يعد بإمكانها الركض في ممرات مركز الإيواء أو اللعب مع أقرانها أو حتى الحديث مع أمها. تؤكد الفحوصات الطبية أنها لا تعاني من مرض عضوي، فالجوع وحده الذي التهم جسدها حتى تركه هيكلا ضعيفا على حافة الحياة. وكلما حاولت والدتها أن تمد لها يدا حانية لتساعدها على الوقوف، يرفض جسدها المنهك الاستجابة، ولا يصدر عنها سوى أنفاس متقطعة ونظرات تستغيث دون كلام، وكأنها تحاول أن تقول كل شيء بعينيها الصغيرتين. دموع أُم قلقة تربت أم مريم برفق على جسد ابنتها، وتحاول تدفئتها ببطانية مهترئة، وعيناها غارقتان في الدموع، تقول بصوت متهدج يخنقه القلق "أخاف أن تفارق ابنتي الحياة في أي لحظة، كل يوم أشعر أن هذه الليلة قد تكون الأخيرة لها، ولا أملك ما أنقذها به، أريد حلا لمريم، أريد أن أراها تعود كما كانت". إعلان الأم تحمل بين ذراعيها طفلة أصبحت ظلا لجسدها السابق، تتابع بنبرة حزينة في حديثها للجزيرة نت "كل يوم أعد العظام البارزة من جسمها، كنت أراها تلعب وتضحك، واليوم كل ما أتمناه أن أرى ابتسامة تعود لوجهها الباهت". وتضيف "قلة الأكل كسرتنا، مريم لا تستطيع حتى طلب الطعام من شدة ضعفها، وأنا عاجزة عن توفيره، فالحرب أغلقت المعابر وأوقفت تدفق الغذاء، وحليب الأطفال أصبح حلما بعيد المنال". تروي الأم بصوت منخفض وكأنها تعترف بعجزها "في بعض الليالي لا أستطيع النوم، أخشى أن أستيقظ لأجدها فارقت الحياة، إذ لا دواء، ولا غذاء، حتى المستشفيات باتت بلا حول ولا قوة". وتختم بكلمات ترتجف على لسانها "لا وجع أشد من وجع أُم ترى ابنتها تموت ببطء، ولا تملك لها سوى الدعاء". مريم ليست سوى واحدة من آلاف الأطفال الذين اختطفهم الجوع، كل يوم يتناقص وزنها وتبهت ملامحها أكثر، لم تعد تستطيع السير أو الكلام، باتت ملازمة للفراش، تنهكها أنفاسها القصيرة، تقول أمها "قلبي يتمزق وأنا أراها تتألم بصمت، لا كلمة تخرج منها، فقط أنين مكتوم ونظرات تطلب النجدة". في مركز الإيواء، تجلس عشرات الأمهات في مشهد مشابه، يواجهن الجوع والعجز بعيون دامعة، الأطفال يبكون طلبا للغذاء، لكن الصمت سيد المكان، والانتظار ثقيل وموجع. الجوع لم يعد مجرّد نقص في الطعام، بل هو مرض قاتل يسلب الطفولة، فيما مريم تحارب من أجل البقاء، لكن المعركة غير عادلة، لا غذاء، لا علاج، ولا اهتمام من العالم، كل دقيقة تمرّ تقرّبها من حافة الموت، والأم تصلي وتبكي دون توقف. ترقد مريم في ركن الغرفة، عيناها مواربتان، وأنفاسها متقطعة، بينما يقرقر الجوع في بطنها، في حين تمسك بيد أمها، والأم تمرر كفها برفق على جبينها علّها تخفف شيئا من الألم. جسد مريم الهزيل يئن في غرفة رطبة تخنقها رائحة الانتظار الثقيل، حيث الأمل يتلاشى بين معابر مغلقة ودماء تُسفك عمدًا قرب مراكز الإغاثة، لا تطلب الطفلة سوى لقمة خبز وجرعة حليب علاجي تعيد إليها شيئا من طاقتها، لكن غزة تحوّلت إلى مقبرة لأحلام الصغار. قصة مريم ليست حكاية فردية، إنها مرآة لأزمة إنسانية خانقة، حيث يحاصر الجوع طفولة كاملة، ويترك الأمهات يرقبن أبناءهن يتساقطون واحدا تلو الآخر، إن لم يتحرك العالم، قد تصبح مريم اسما جديدا في قوائم وفيات الجوع، بينما يستمر الحصار في اغتيال الحياة. مساعدات شحيحة وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية و منظمة اليونيسيف ، هناك أكثر من 70 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد. بينما يواجه 2.1 مليون فلسطيني خطر انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 785 ألف طفل حرموا من الغذاء الصحي، وقد تضاعفت معدلات سوء التغذية بين الأطفال 3 مرات خلال الأشهر الأخيرة. وفي الوقت الذي يدّعي الاحتلال إدخال المساعدات، تبقى المعابر مغلقة، والمساعدات الملقاة من الجو تسقط غالبا في مناطق مصنفة "حمراء" يمنع جيش الاحتلال الوصول إليها. والأدهى أن هذا الجيش قتل، وفق تقارير الأمم المتحدة ، ما لا يقل عن 859 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في مواقع مؤسسة غزة الإنسانية (مراكز توزيع المساعدات الأميركية) بين 27 مايو/أيار، و31 يوليو/تموز 2025، بينما كانوا يحاولون الحصول على كيس طحين أو عبوة حليب لإنقاذ أطفالهم. وتؤكد تقارير المنظمة الأممية، أن أكثر من 18% من الأطفال تحت سن الخامسة في مدينة غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وأن المجاعة لم تعد حكرا على هذه الفئة العمرية، بل امتدت لتصيب الأطفال فوق سن الخامسة وكذلك أعدادا كبيرة من الكبار، حيث بات الجوع ينهش أجساد الجميع بلا تمييز. وتشير التقارير إلى أن حالات الوفيات جراء الجوع في ازدياد مستمر، حيث سُجل استشهاد عشرات الأطفال خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى وفيات بين البالغين بسبب انعدام الغذاء والمكملات الغذائية الأساسية.

الدفاع المدني بغزة: المنظومة الطبية عاجزة أمام حالات الجوع والجرحى
الدفاع المدني بغزة: المنظومة الطبية عاجزة أمام حالات الجوع والجرحى

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

الدفاع المدني بغزة: المنظومة الطبية عاجزة أمام حالات الجوع والجرحى

قال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن المنظومة الطبية لم تعد قادرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة من حالات الجوع والجرحى الذين يتوافدون إلى المستشفيات يوميا، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق المفروض على القطاع منذ عدة شهور. وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع ما شهدته المستشفيات في غزة اليوم الأربعاء من اكتظاظ لافت بالمصابين وحالات الجوع، حيث وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 138 شهيدا -منهم 3 شهداء تم انتشالهم- و771 إصابة خلال 24 ساعة الماضية فقط. وذلك في ظل نقص حاد في الإمكانات الطبية والإمدادات الحيوية وارتفاع أعداد الحالات الحرجة، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة. وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أن فرق الدفاع المدني تواجه ضغوطا شديدة نتيجة تصاعد الهجمات الإسرائيلية. وضرب بصل مثالا بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف اليوم الأربعاء بناية سكنية مأهولة في حي الزيتون (جنوب شرقي مدينة غزة). عشرات الضحايا وفي التفاصيل التي أوردها بصل قال إن "قوات الاحتلال حذرت السكان من مغادرة البناية، غير أن مدى الانفجار الناتج عن القصف تجاوز 600 متر، مما أدى إلى وفاة 4 شهداء وإصابة أكثر من 30 آخرين". وظهر في الفيديو إلى جوار المتحدث طفل استشهد وكان يبتعد نحو 600 متر عن موقع القصف، وأكد بصل أن "هذا الطفل كان من الأطفال الذين أصيبوا بحالات سوء التغذية والجوع". في إشارة إلى الواقع المأساوي الذي يعيشه المدنيون في تلك المنطقة، مشددا على أن ما يجري هو "سياسة ممنهجة للقتل الجماعي والاستهداف المكثف للمدنيين في حي الزيتون". ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في ظل الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ مارس/آذار الماضي، حيث يمنع جيش الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والوقود والأدوية إلا بكميات ضئيلة جدا، مما أدى إلى تفاقم كارثة الجوع ونقص الخدمات والأساسيات الحياتية لنحو مليوني فلسطيني في القطاع. وأضاف بصل أن المشفى الرئيسي في المنطقة "قد امتلأ بشكل كامل بالمصابين"، في حين أن الفرق الطبية "أُنهكت بشكل كبير نتيجة الممارسات الإسرائيلية"، داعيا المجتمع الدولي وأحرار العالم إلى التحرك العاجل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، والوقوف أمام الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين العزل. وتؤكد إحصاءات وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوز 61 ألف شهيد، في حين بلغت أعداد الجرحى أكثر من 151 ألفا، بالإضافة إلى آلاف آخرين تحت الأنقاض أو في عداد المفقودين. كما تصاعدت معدلات الجوع بشكل غير مسبوق في القطاع، حيث حذرت وكالات الأمم المتحدة من "كارثة مجاعة"، بعدما رُصدت حالات وفاة عديدة لأطفال جراء سوء التغذية الحاد ونقص المياه والأدوية، خاصة في شمال القطاع ومخيمات النزوح، حيث ارتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 193 شهيدا، من بينهم 96 طفلا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store