أين هم الآن «معتصمو رابعة والنهضة» ؟
ربما تأكد الذين انخدعوا فى شعاراتهم الدينية أن الإخوان لا يخدمون إلا أنفسهم، لا الوطن ولا المصريين، وأنهم باعوا الحقيقة لصالح أسطورة واخترعوا «اللهو الخفى» و»الطرف الثالث»، وكانوا يرفعون رايات التقوى ويدسون الملثمين وسط المظاهرات لتصفية الخصوم وإشعال العنف.وكانت بداية السقوط أحداث الاتحادية فى أوائل ديسمبر 2012، يوم تعذيب الأبرياء على الأسوار ومحاولة إزهاق روح دولة القانون لصالح الجلادين، ورئيس معزول يوزع الاتهامات الظالمة، ويتوعد معارضيه بالعقاب، متجاهلا أن الجماهير الغاضبة كسرت حاجز الخوف والخنوع.لم يعد الصراع منذ تلك اللحظة سياسيًا فقط، بل معركة وجود بين دولة تريد البقاء، وجماعة لا تعيش إلا على الفوضى، وبين دولة مدنية يحكمها قانون ودستور، ومشروع الخلافة الذى يديره المرشد من المقطم.حتى فى القضايا الوطنية، لعبوا على كل الحبال صفوت حجازى يزايد على المشاعر ويصرخ: «بالملايين على القدس رايحين»، فى الوقت الذى كان فيه جنود مصر يستشهدون فى سيناء على يد عصابات حماس، وكانت الجماعة تفتح لهم الأبواب وتوفر لهم الحماية والدعم.وكان «الاصطدام بوعى المصريين» لحظة فارقة، هذا الشعب الذى يعرف دينه بفطرته، ويميز بين الإسلام الحقيقى والإسلام الشكلى، ولم تخدعه حكاياتهم الليلية عن نزول جبريل عليه السلام فى رابعة، أو أن النبى الكريم طلب من المعزول أن يؤمه فى الصلاة، ولم يصدقها إلا من أراد أن يصدق الوهم.الإخوان لم يدركوا أن سر مصر هو التعايش السلمى المتجذر بين مسلميها وأقباطها، حاولوا اللعب بورقة الطائفية، لكنهم فوجئوا أن المسلمين أول من يدافع عن الأقباط، وأن الأقباط لم يستقووا بالخارج، بل احتضنهم الوطن ،وفشلوا فى تمزيق الصف، وأصبحوا هم العدو المشترك للجميع.ولم يتغير الذين كانوا فى الميدان من العناصر الإخوانية الكارهة لبلدها، وهم حتى الآن يحاولون استرجاع الحالة بوسائل مختلفة.. بعضهم يستخدم الشائعات وبث اليأس والإحباط، وبعضهم يخوض حربا ضد بلده فى الخارج، وبعضهم يختفى وراء الكتائب الإلكترونية.مع الوضع فى الاعتبار أن كثيرًا من الذين كانوا فى الاعتصام ليسوا إخوانا، بل كانوا من بعض الباعة الجائلين والعاطلين وهواة التسلية و»الفرجة»، وانسحبوا قبل فض الاعتصام.اكتشف المصريون الخدعة، وأسقطوا الشرعية الزائفة، وأبقوا على شرعية الدولة، ووعى الشعب كان حائط الصد الذى تحطمت عليه المؤامرات، ووحدته الوطنية كانت السياج الذى حمى البلاد من الانزلاق إلى الفتنة.14 أغسطس 2013 كان إعلانًا صريحًا: جماعة إرهابية لن تنتصر على دولة، ومصر لن تخضع لمشروع غريب عن هويتها، الشرعيات الكاذبة إلى زوال، وشرعية الوطن هى الباقية .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار المصرية
منذ 6 ساعات
- النهار المصرية
مفتي موسكو: دمج الذكاء الاصطناعي في الإفتاء ممكنٌ وضروري ولكن بحذر ومسؤولية
أكَّد سماحة الشيخ إلدار علاء الدينوف، مفتي موسكو، أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملية إصدار الفتاوى أمرٌ ممكن، بل وضروريٌّ، شريطة أن يتم التعامل معه بعناية ومسؤولية، مع الحفاظ على القيم الروحية والأسس الثقافية للأمة الإسلامية. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات جلسة الوفود بالمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، المنعقد في القاهرة تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، وبحضور علماء ووزراء ومفتين ومتخصصين من مختلف دول العالم. وأوضح مفتي موسكو أن الفتوى تصدر تقليديًّا عبر أربع مراحل أساسية هي: التصوير، والتكييف، وبيان الحكم، ثم الإفتاء. وأن كل مرحلة تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين من الفقيه، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتاز بالكفاءة والسرعة، والموضوعية، والتعدد اللغوي؛ مما يجعله أداةً واعدةً في هذا المجال. وأشار إلى أن هذه المزايا لا تعني أن تحلَّ التقنيات الحديثة محلَّ العلماء والباحثين الشرعيين بشكل كامل، موضحًا أن حكمة الفقيه وبصيرته وفهمه للسياقات الثقافية والاجتماعية تظل عناصرَ لا يمكن للذكاء الاصطناعي الإحاطة بها بشكل تام، فضلًا عن أن فعالية هذه التقنيات تعتمد على اكتمال ودقة قواعد البيانات المستخدمة، وإلا كانت النتائج خاطئة أو مضللة. ودعا سماحته إلى وضع معايير دولية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد الفتاوى، وتوفير آليات للتحقق من صحة الأنظمة التي تُنتج الآراء الدينية واعتمادها، مؤكدًا ضرورة أن تعمل هذه الأنظمة في دائرة بيانات مغلقة بقاعدة معرفية موثوقة ومنتقاة بعناية، تحجب المحتوى المتطرف وغير الموثوق. كما حذَّر من أن الإتاحة المفتوحة للإنترنت قد تؤدي إلى تحريفات وانتهاكات خطيرة تتعارض مع مبادئ الإسلام. وشدد على أهمية التعاون الوثيق بين علماء الدين والمطورين في إنشاء قواعد البيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن روسيا تعمل حاليًّا على تطوير نظام "حافظ" المتخصص في الموضوعات الإسلامية، والذي يعمل في دائرة مغلقة وبإشراف مباشر من العلماء للتحقق من دقة مواده، وقد أظهرت النتائج الأولى للمشروع إمكانيات واعدة. وختم مفتي موسكو كلمته بالتأكيد على ضرورة التوفيق بين تراث القرون الماضية وابتكارات العصر الرقمي، مع بقاء الفقيه شخصيةً مركزيةً في صناعة الفتوى، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مساعدًا فعالًا في معالجة المعلومات وتوفير الوقت والجهد، إذا ما استُخدم بضوابط واضحة ومسؤولية عالية.


الجمهورية
منذ 6 ساعات
- الجمهورية
ضياء رشوان: مصر ترفض حكم غزة من غير أهلها وتدعم الشرطة الفلسطينية
وأضاف رشوان، خلال لقائه مع الإعلامية لما جبريل ببرنامج «ستوديو إكسترا» على قناة «إكسترا نيوز»، أن التجربة ليست جديدة، إذ شهد عام 2005 و2006 اتفاقية للمعابر، كان الاتحاد الأوروبي طرفًا مباشرًا فيها، حيث تواجد ممثلوه على معبري رفح وكرم أبو سالم قبل انسحابهم عقب تدهور الأوضاع في غزة. وأشار إلى أن أي وجود عربي أو أوروبي سيكون بغرض دعم وتأهيل السلطة الفلسطينية وأمنها الداخلي، مؤكدًا أن حكم غزة من غير أهلها أمر مرفوض من جميع الأطراف، وفي مقدمتها مصر التي لا تسعى إلا لمساندة الشعب الفلسطيني عبر لجنة التسيير، مؤكدًا أن أي بدائل أخرى غير هذه الصيغة غير مقبولة، متهمًا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسعي لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.


الجمهورية
منذ 8 ساعات
- الجمهورية
ضياء رشوان : حكم غزة من غير أهلها أمر مرفوض لجميع الأطراف
وأضاف رشوان، خلال لقائه مع الإعلامية لما جبريل ببرنامج «ستوديو إكسترا» على قناة «إكسترا نيوز»، أن التجربة ليست جديدة، إذ شهد عام 2005 و2006 اتفاقية للمعابر، كان الاتحاد الأوروبي طرفًا مباشرًا فيها، حيث تواجد ممثلوه على معبري رفح وكرم أبو سالم قبل انسحابهم عقب تدهور الأوضاع في غزة. وأشار إلى أن أي وجود عربي أو أوروبي سيكون بغرض دعم وتأهيل السلطة الفلسطينية وأمنها الداخلي، مؤكدًا أن حكم غزة من غير أهلها أمر مرفوض من جميع الأطراف، وفي مقدمتها مصر التي لا تسعى إلا لمساندة الشعب الفلسطيني عبر لجنة التسيير، مؤكدًا أن أي بدائل أخرى غير هذه الصيغة غير مقبولة، متهمًا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسعي لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.