زيادة ثقة المستثمرين الأجانب فى الاقتصاد المصرى
تمر مصر بمرحلة دقيقة تتطلب نهجًا شاملًا يجمع بين الإصلاح الاقتصادى والعدالة الاجتماعية، إلى جانب ضمان استقرار السياسات وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين. ورغم التحديات الراهنة، إلا أن هناك فرصًا واعدة إذا ما تم استثمارها بالشكل الصحيح، وهو ما تسعى إليه الحكومة المصرية منذ توليها المهام الثقيلة.
فى السياق العالمى تشير المؤشرات إلى تحولات جوهرية قد تطرأ خلال السنوات القليلة القادمة، وهى ظروف تتشابه -بشكل أو بآخر- مع تلك التى أدت إلى واحدة من أبرز الاتفاقيات الاقتصادية فى التاريخ، وهى اتفاقية بريتون وودز التى وُقعت فى يوليو 1944 بمشاركة 44 دولة من الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، وهدفت إلى إنشاء نظام نقدى دولى جديد يضمن الاستقرار المالى والاقتصادى بعد الحرب، وأسفرت عن هيمنة الولايات المتحدة على أركان الاقتصاد العالمى الثلاثة المالى، والنقدى، والتجارى، من خلال مؤسسات دولية ما زالت محل جدل واسع حتى اليوم.. ويُرجَّح أن يستمر هذا الجدل حتى تُحدث قوى مثل الصين وروسيا تحولًا فعليًا فى موازين القوى الاقتصادية العالمية، وهو تحول قد يستغرق نحو عقد من الزمن.أما داخليًا، فقد سعت الدولة منذ وقت مبكر إلى تخفيف أثر الصدمات الخارجية، غير أن بعضها تسرب إلى الاقتصاد المحلى، خاصة بعد صدمة الأسعار التى بدأت فى عام 2020 واستمرت حتى بداية عام 2024، قبل أن تشهد وتيرة التضخم استقرارًا نسبيًا، وساعدت الإصلاحات التى بدأتها الدولة منذ عام 2016 وحتى ما قبل جائحة كوفيد-19 فى تعزيز قدرة الاقتصاد المصرى على الصمود، وتجدر الإشارة إلى أن الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى لمصر سجل نموًا بنسبة 2.4% خلال العام المالى 2023/2024، متأثرًا بالتحديات الاقتصادية العالمية، إلا أن التوقعات تشير إلى تحسن النمو ليصل إلى 4.3% فى العام المالى 2024/2025، مدفوعًا بزيادة الاستثمارات وتحسن أداء بعض القطاعات الحيوية.أما على صعيد الاستثمار الأجنبى المباشر بلغ صافى التدفقات نحو 6 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام المالى 2024/2025، مقارنة ب5.5 مليارات دولار فى النصف المقابل من العام المالى السابق، مما يعكس زيادة ثقة المستثمرين الأجانب فى الاقتصاد المصرى.وفى ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة برزت مصر كفرصة متفردة للاندماج فى سلاسل الإمداد العالمية، من خلال إنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإطلاق أكثر من خمسة مشروعات ربط استراتيجى، تشمل الربط الكهربائى، والسككى، والملاحى مع أوروبا، وغيرها من المشروعات القومية التى بدأت تؤتى ثمارها مطلع هذا العام.ومع تصاعد الحراك بين القوى الدولية، تواصل الدبلوماسية الاقتصادية المصرية بناء شراكات متوازنة مع مختلف الأطراف، فى وقت يشهد فيه العالم إعادة تشكيل غير مسبوقة للعلاقات الدولية، سواء بين الصين والولايات المتحدة، أو بين الأوروبيين وروسيا. ويظل مستقبل الاقتصاد المصرى مرهونًا بمدى استمرارية هذا الأداء الدبلوماسى الحكيم والمتزن، خاصة فى ظل بيئة دولية معقدة تتطلب عدم الانجرار إلى الاستقطاب، والحفاظ على سياسة خارجية رشيدة ومتوازنة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 25 دقائق
- فيتو
680 جنيها تراجعا بسعر الجنيه الذهب خلال أسبوع
تراجع سعر الجنيه الذهب نحو 680 جنيها خلال أسبوع داخل الأسواق المحلية. وكان سعر الجنيه الذهب قد سجل مستوى 37440 جنيها فى بداية تعاملات الأسبوع، إلى أن وصل نحو 36760 جنيها في ختام تعاملات الأسبوع وختام تعاملات شهر مايو. أسعار الذهب العالمية في البورصة تراجعت أسعار الذهب، في ختام تعاملات الأسبوع، الجمعة 30 مايو، وسط ارتفاع للدولار، وتكبدت خسائر أسبوعية، مع تقييم الأسواق للتطورات المرتبطة بالرسوم الجمركية، في حين عزز تقرير عن تراجع التضخم الآمال بخفض أسعار الفائدة الأميركية. هذا وتراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% إلى 3285.64 دولار للأونصة، ليسجل خسائر أسبوعية تقارب 1.6%. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9% لتسجل 3315.40 دولار عند التسوية. الاستثمار في الجنيه الذهب ويُعد الجنيه الذهب من أشهر العملات، ويصنع من عيار 21 بنسبة نقاء تصل لـ 87.5% والبقية من النحاس، ويزن الجنيه 8 جرامات، وهو الوزن الأشهر والأكثر انتشارًا، مع توافر أوزان أخرى بالسوق المحلية مثل نصف الجنيه الذهب بوزن 4 جرامات، وربع الجنيه بوزن جرامين فقط. أوزان الجنيه الذهب 1 جنيه ذهب = 8 جرامات. ½ جنيه ذهب = 4 جرامات. ¼ جنيه ذهب = 2 جرام. الجنيه الذهب - فيتو أنواع الجنيه الذهب (مصلحة الموازين والدمغة) الجنيه المغلف ويتم صك الجنيه الذهب في مصلحة الموازين والدمغة، وعليه دمغة عند الشراء، ويمكن بيعه في أي مكان. الجنيه غير المغلف الجنيه غير المغلف غير مدموغ في مصلحة الدمغة والموازين، ويوفر على العميل مصروفات أو نفقات الدمغة ولكن هناك صعوبة عند عرضه للبيع، وبالتالي فعند شراء عملات ذهبية غير مدموغة يستلزم التأكد أولًا من البائع والشراء من شركات أو محال صاغة موثوق بها مع الاتفاق على إعادة البيع عند الرغبة في ذلك. الاستثمار فى الجنيه الذهب ويفضل البعض الاستثمار في الذهب؛ كونه مصدرًا آمنًا يلائم جميع الأفراد، ويتجه البعض للاستثمار في العملات الذهبية كأفضل طرق الاستثمار في الذهب بعد شراء السبائك، ولسهولة الاحتفاظ به. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


24 القاهرة
منذ 30 دقائق
- 24 القاهرة
هل ترضخ أبل لتهديدات ترامب وتصنع الآيفون في أمريكا؟
شهدت سلسلة تصنيع هواتف آيفون تحولات كبرى منذ إطلاق الهاتف عام 2007، لكن التوترات السياسية الأخيرة دفعت هذه التحولات نحو منعطف أكثر تعقيدًا، بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية قاسية على شركة أبل ما لم تنقل تصنيع أجهزتها إلى الأراضي الأمريكية. سياسة التصنيع تحت ضغط السياسة لطالما اعتمدت شركة أبل في إنتاج هواتف آيفون على مصانع في الصين، غير أن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين خلال ولاية ترامب الأولى، وما رافقها من رسوم جمركية، دفعت الشركة إلى تحويل جزء كبير من الإنتاج نحو الهند، في محاولة لتقليل الاعتماد على الصين وتنويع سلاسل التوريد. لكن التوتر عاد مجددًا، فقد هدد ترامب قبل أيام بفرض رسم جمركي قدره 25% على آيفون إذا لم تبدأ أبل تصنيع الهاتف داخل الولايات المتحدة، وكتب على منصته تروث سوشيال: لقد أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة، وليس في الهند أو أي مكان آخر، وإذا لم يحصل ذلك، سيتوجب على أبل دفع رسوم جمركية بنسبة 25% على الأقل. خارطة التصنيع الجديدة وبحسب شبكة CNBC، لم يعد إنتاج آيفون محصورًا بالصين، إذ بات يشمل حاليًا دولًا عدة مثل الهند التي أصبحت ثاني أكبر مركز لتجميع هواتف آيفون، وفيتنام التي تتخصص في قطع الغيار والإلكترونيات الدقيقة، إضافة إلى كوريا الجنوبية واليابان وتايوان وماليزيا وتايلند لإنتاج الأجزاء الفرعية، وفي الولايات المتحدة لتجميع بعض المكونات والرقاقات. التحول في استراتيجية التصنيع جاء ضمن خطة أبل لتقليل المخاطر الجيوسياسية وضمان مرونة أكبر في سلاسل التوريد، لكنه بات اليوم تحت تهديد سياسي جديد قد ينعكس على الأسعار والمبيعات. مبيعات قياسية رغم التحديات رغم هذه التحديات، واصلت أبل حصد مكاسب ضخمة من مبيعات آيفون، ففي عام 2024، بلغ عدد الوحدات المبيعة أكثر من 228 مليون هاتف، فيما وصلت الإيرادات إلى 201.2 مليار دولار، أي ما يعادل 51% من إجمالي إيرادات أبل التي بلغت 390.8 مليار دولار، حسب ستاتيستا وفيجيوال كابيتاليست. أبل تمكنت أيضًا من تجاوز سامسونغ للمرة الثانية في تاريخها من حيث حجم شحنات الهواتف الذكية، وحصدت حصة سوقية بلغت 19% على مستوى العالم. أحدث تسريبات تصميم آيفون 17 إير وأغطية الحماية الخاصة به بينها حسابات حكومية من 29 دولة.. تسريب إلكتروني ضخم لـ 184 مليون مستخدم على أبل وفيسبوك وجوجل أبرز أسواق آيفون عالميًا تتصدر الأمريكتان أسواق أبل بإيرادات بلغت 167 مليار دولار 43% من إجمالي إيرادات الشركة، تليهما أوروبا بـ101 مليار دولار، ثم الصين بـ67 مليار دولار. لكن الملاحظ أن الصين كانت السوق الرئيسية الوحيدة التي شهدت انخفاضًا سنويًا في المبيعات بنسبة 8%، في حين ارتفعت مبيعات أبل في أوروبا بنسبة 7%، ما يجعلها ساحة تنافس حامية، خاصة مع صعود شركات صينية مثل أوبو. أكثر من مليار مستخدم حول العالم حسب منصة Backlinko، يُقدر عدد مستخدمي آيفون النشطين عالميًا بنحو 1.382 مليار مستخدم في عام 2024، بزيادة سنوية قدرها 3.6%. كما أشارت شركة كاونتر بوينت ريسيرتش إلى أن 4 من بين أكثر 10 هواتف مبيعًا في العالم هذا العام هي من طراز آيفون، ما يثبت استمرار هيمنة أيقونة أبل على سوق الهواتف الذكية. مستقبل آيفون..ما بين الابتكار والقيود السياسية رغم نجاح أبل التجاري، يبقى تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% إن لم يتم نقل التصنيع إلى الولايات المتحدة، عاملًا قد يضغط على الشركة لتغيير استراتيجيتها مجددًا، ما قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة إنتاج آيفون، واحتمالية زيادة سعر البيع للمستهلك، واضطراب في سلاسل التوريد، وتغيّرات محتملة في خريطة التوظيف داخل أبل.


أموال الغد
منذ ساعة واحدة
- أموال الغد
مؤسس «ديسربتيك»: ندرس إمكانية إطلاق الصندوق الثاني خلال 2026
كشف محمد عكاشة، المؤسس والشريك الإداري لصندوق ديسربتيك، عن الدراسات الراهنة لإمكانية إطلاق صندوق ثانٍ خلال العام المقبل 2026، وذلك كتطور طبيعي بعد الإغلاق الناجح للصندوق الأول، وهو ما يتماشى مع الممارسات العالمية. تابع موضحًا :' حاليا، نركز على الإغلاق الناجح لصندوقنا الأول خلال العام المقبل، مع تطلع إيجابي إلى إطلاق الصندوق الثاني في الوقت المناسب'. وفي ذات السياق كشف إلى الخطة الاستراتيجية خلال عامي 2025 و2026 ، والتي ترتكز على مواصلة دعم نمو الشركات الناشئة ضمن المحفظة الاستثمارية، بجانب الاستثمار في شركات جديدة، من خلال صندوقها الأول. أوضح أن هذه الفترة تعتبر امتدادا لمرحلة البناء وتعزيز القيمة بينما تخطط لبدء التخارجات اعتبارا من عام 2027 وذلك بالتزامن مع نضوج بعض الشركات وتحقيقها لنقاط تحول استراتيجية تفتح المجال لفرص خروج ناجحة. ولفت إلى تلقى الصندوق مؤخرًا استثمارا بقيمة 5 ملايين دولار من Proparco، واستثماراً مماثلا من مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، مٌشيرًا إلى أحدث شركة انضمّت إلى محفظة الصندوق الأول الاستثمارية، وهي هاميلتون – Hamilton التي تهدف إلى ربط التمويل التقليدي بتقنية البلوك تشين من خلال توثيق الأصول الواقعية Real World Assets . وأكد على الدور الذي يلعبه الصندوق في دعم تطوير الإطار التشريعي والتنظيمي لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر، من خلال المشاركة المستمرة في الفعاليات والحوارات المؤسسية مع الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين. وتطرق 'عكاشة' إلى توصيف بيئة ريادة الأعمال بالسوق المصرية، مؤكدًا أن بيئة ريادة الأعمال في مصر شهدت تطور لافتا خلال السنوات الأخيرة، مع ظهور فرص ضخمة للنمو، خصوصا في القطاعات التكنولوجية والخدمات الرقمية، ورغم العثرات التي واجهها السوق، فإنها كانت بمثابة جرس إنذار بضرورة تعزيز الحوكمة، والتركيز على نماذج أعمال أكثر استدامة. شهدت بيئة ريادة الأعمال كفاءة رأسمالية أعلى (Capital Efficiency)، أي الابتعاد عن الإنفاق غير الضروري والمظاهر الشكلية، والتركيز بدلا من ذلك على تحسين المنتجات التقنية وتجربة المستخدم- وفقًا لعكاشة. تابع في ذات السياق :' والأهم، أن الحفاظ على هيكل تكلفة بالجنيه المصري مقابل تحقيق إيرادات بالعملات الأجنبية يمنح الشركات قدرة أعلى على الصمود أمام تقلبات السوق، ويعزز من فرصها في التوسع الإقليمي والدولي، وهو ما نعتبره من العوامل الاستراتيجية لأي شركة تكنولوجية تسعى للنمو من مصر إلى العالم'.