
تحوّل جذري في أولويات واشنطن
كتب نايف عازار في 'نداء الوطن':
ينظر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعين الريبة إلى زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخليجية، والتي استثنت بلاده من جدولها الصاخب، في وقت تشهد فيه 'الكيمياء' بين الرجلين تراجعاً ملحوظاً، وإن ظرفياً، لأسباب عدة، بعدما كان 'بيبي' وصف قبل أشهر ترامب فور دخوله المكتب البيضوي بـ 'صديق بلاده الأعزّ'.
فاختيار الرئيس الأميركي الخليج ليكون باكورة زياراته الخارجية، له دلالات وأبعاد اقتصادية كبيرة، تتماهى مع شخصية رجل الأعمال والمطوّر العقاري، وقد نجح قائد سفينة 'العمّ سام'، الذي استُقبل استقبال الأبطال والملوك في كلّ من السعودية وقطر والإمارات، في إبرام صفقات اقتصادية عملاقة وتاريخية.
وترامب الذي فاجأ المراقبين بلقائه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في كنف الرياض، غداة رفعه العقوبات الاقتصادية عن 'سوريا الشرع'، بعدما كانت مفروضة على 'سوريا الأسد'، أثبت للعالم ولإسرائيل أن جوهر زيارته اقتصادي ومالي، وقد غلّب الملفات الاقتصادية على تلك السياسية والأمنية والتطبيعية، بعدما ثَبُت له أن مضي إسرائيل في حربها المدمّرة على قطاع غزة، وضع 'العصي في دواليب' التطبيع مع السعودية في الوقت الراهن.
وقد استشفّت الأقلام العبرية من جولة ترامب بأنها تبرز تحوّلاً جذرياً في أولويات واشنطن، التي أرجأت ملف التطبيع بين الرياض وتل أبيب لمصلحة ملفات اقتصادية واستثمارية كبرى.
هذا التحوّل أطلق العنان لمواقف متباينة ضجّت بها وسائل الإعلام العبرية، ففيما عبّر بعضها عن مخاوف من 'تهميش دبلوماسي' متعمّد لإسرائيل، اعتبر بعض آخر أن اللحظة مؤاتية لفتح نافذة تتيح مراجعة الاستراتيجية الإسرائيلية حيال واشنطن والمنطقة.
طوق نجاة ترامب
الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان جزم لـ 'قناة N12' أن هدف زيارة ترامب الخليجية مرتبط بالاقتصاد الأميركي، وأن المال هو الموضوع المركزي والوحيد تقريباً، وأن المواضيع الأخرى كلّها خاضعة له. وأضاف هايمان أن الاعتقاد بأن الرئيس الأميركي سيُخرج إسرائيل من الأزمة اعتقاد ساذج بعض الشيء، لأنها ليست مركز العالم، وليست الأهمّ بالنسبة إلى رئيس الولايات المتحدة، وعليها أن تحلّ مشكلاتها بنفسها. وختم هايمان بأنه عندما تتضارب مصالح تل أبيب مع الإدارة الأميركية، سيُترك الإسرائيليون وحيدين مرّة أخرى، والسيناريو السلبي هو أن يحصل ترامب على المال و'يهرب'، ويترك إسرائيل في الخلف مع مشكلاتها لتحلّها بنفسها.
الكاتب تسفي برئيل وصف في مقال نشرته 'هآرتس'، التحرّكات الأخيرة لترامب بأنها 'تضحية بإسرائيل' في مقابل صفقة قرن اقتصادية مع دول الخليج.
في المقابل، رأت الصحيفة عينها في إحدى افتتاحياتها أن على إسرائيل التمسّك بما أسمته طوق النجاة الذي ألقاه ترامب، وإنهاء الحرب على غزة. وأضافت: 'لا ينبغي اعتبار تحرّكات الرئيس الأميركي الأخيرة في الشرق الأوسط صفعة لإسرائيل، بل دعوة أخيرة لها لوقف عملية 'عربات جدعون' في قطاع غزة، قبل أن تنطلق تلك العربات على طريق سيقودها إلى كارثة، برعاية زعيم فاشل لم يعد ينظر يميناً ولا يساراً، وهو بنيامين نتنياهو'.
'توأمة أزلية'
يشير مراقبون للشأن الإسرائيلي إلى تنامي شعور الإحباط داخل الشارع الإسرائيلي، نتيجة استبعاد زيارة إسرائيل من جدول جولة ترامب. وفي هذا السياق، أبرزت مقالات رأي نشرتها 'يديعوت أحرونوت' هذا القلق، محذرة من أن الإدارة الأميركية باتت تبتعد عن القضايا الأمنية الإسرائيلية، وتركز بدلاً من ذلك على تحقيق مكاسب اقتصادية، ما يُلزم صناع القرار في تل أبيب بإعادة تقويم علاقتهم بالضمانات الأميركية التقليدية.
ورغم كلّ المخاوف والانتقادات التي ساقها الإعلام العبري لزيارة ترامب الخليجية، تبقى هواجس الإسرائيليين ظرفية، فبين واشنطن وتل أبيب 'توأمة أزلية' لا تقف عند زيارة بعينها ولا عند فتور آني بين حكام البلدين. علاوة على ذلك، فإن الخطوط العريضة التي رسمها ترامب للسياسة الخارجية الأميركية بأقلام خليجية خلال زيارته، ستعود بالنفع على الدولة العبرية عاجلاً أم آجلاً، فتعزيز علاقة ترامب مع الخليج المعتدل، ولقاؤه الشرع الذي خلع عنه رداء التطرّف، وإبداء إعجابه به، عوامل تزيد من فرص السلام في المنطقة، وتوسّع بالتالي مروحة التطبيع مع إسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 20 دقائق
- صدى البلد
ترامب: لن نفرض عقوبات جديدة على روسيا حفاظاً على فرص التوصل لاتفاق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يحجم عن فرض عقوبات جديدة على روسيا حفاظاً على فرص التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ترامب أوضح، في تصريحات من البيت الأبيض أمس، الأربعاء: "إذا شعرت بأنني قريب من إبرام اتفاق، فلا أريد أن أفسد الأمر بفرض العقوبات". وأضاف: "صدقوني، أنا أكثر صرامة من الأشخاص الذين تتحدثون عنهم". وعندما سُئل عمّا إذا كان بوتين مهتماً فعلاً باتفاق سلام، قال ترامب: "لا يمكنني تأكيد ذلك الآن، لكن سأخبركم خلال أسبوعين تقريباً". تأتي تصريحات ترامب بعد أيام من تزايد استيائه من نظيره الروسي، وتهديده بفرض عقوبات جديدة إثر شنّ موسكو أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة منذ اندلاع الحرب. تزايد الضغوط لفرض عقوبات على روسيا وفي ظل الضغوط المتزايدة من الحلفاء الأوروبيين والجمهوريين في الكونجرس، دعا عدد من الساسة ترامب للمضي قدماً في فرض عقوبات مالية على موسكو. وكتب السيناتور الجمهوري المخضرم تشاك غراسلي على منصة "إكس" يوم الاثنين: "سئمت من ممارسات بوتين لقتل الأبرياء. على الرئيس ترامب اتخاذ إجراء، على الأقل فرض العقوبات". وفي منشور آخر، قال غراسلي: "يجب على الرئيس ترامب أن يتخذ إجراءً حاسماً ضد بوتين، كما فعل ضد هارفارد. عليه فرض عقوبات على بوتين، كما منع التمويل الفيدرالي لهارفارد". ترامب: أشعر بخيبة أمل كبيرة وجدد ترامب استنكاره للهجمات الروسية المتواصلة ضد المدنيين في أوكرانيا، قائلاً: "أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء ما حدث خلال الليلتين الماضيتين، حين قُتل أشخاص في خضمّ ما يمكن اعتباره مفاوضات. أنا مستاء للغاية، للغاية". وفي الأثناء، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشركاء الدوليين إلى تقديم 30 مليار دولار بحلول نهاية العام لتعزيز إنتاج الأسلحة محلياً. كما اقترح عقد اجتماع ثلاثي يجمعه مع ترامب وبوتين لكسر الجمود في مفاوضات السلام. وقال ترامب إنه سيشارك في قمة كهذه "إذا لزم الأمر".


الميادين
منذ 27 دقائق
- الميادين
الذهب يتراجع وأسهم أوروبا تنتعش بعد قرار قضائي بوقف رسوم ترامب
تراجع الذهب إلى أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع، اليوم الخميس، بعدما أوقفت محكمة تجارية أميركية أمس الأربعاء تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقضت بأنه تجاوز سلطته بفرض رسوم شاملة على الواردات من الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة. وبحلول الساعة 06:18 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 3271.17 دولاراً للأوقية (الأونصة) بعدما لامس أدنى مستوياته منذ 20 مايو/أيار. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8% إلى 3268.20 دولاراً. وفي هذا السياق، قال نيكولاس فرابيل المدير العالمي للأسواق المؤسسية لدى "إيه. بي. سي ريفايناري": "من الواضح أن هذا كان أهم محرك للأخبار. وبالنظر إلى المؤشرات، ارتفع الدولار بعض الشيء على هذا الأساس، وساعد بوضوح على دفع الذهب إلى الانخفاض". وارتفع الدولار بعد صدور حكم المحكمة التجارية، ما جعل الذهب المقوم به أكثر تكلفة، وارتفعت العقود الآجلة في وول ستريت والأسهم الآسيوية أيضاً. اليوم 11:03 اليوم 09:35 وفي الوقت نفسه، قدمت إدارة ترامب إخطاراً بالطعن في تحدٍ لقرار المحكمة، وأشارت إلى تصعيد محتمل إلى المحكمة العليا إذا لزم الأمر. وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي يومي السادس والسابع من مايو/أيار أن المسؤولين يشعرون بالقلق إزاء احتمال حدوث ارتفاعات متزامنة في التضخم والبطالة، وهو التصور الذي من شأنه أن يستلزم الاختيار بين تشديد السياسة النقدية لمكافحة التضخم وخفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي والتوظيف. وتترقب الأسواق بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي التي من المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم، إضافة إلى بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة، للحصول على المزيد من الإشارات بشأن توقعات أسعار الفائدة. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.7% إلى 33.21 دولاراً للأوقية، وتراجع البلاتين 0.2% إلى 1073.15 دولاراً، وزاد البلاديوم 0.9% إلى 971.57 دولاراً. وعلى خلفية قرار المحكمة الأميركية، ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس. وبحلول الساعة 07:15 بتوقيت غرينتش، ارتفع المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.4%، وصعدت كذلك مؤشرات بورصات دول المنطقة. وزاد المؤشر "داكس 40" الألماني 0.5% ليقترب من أعلى مستوى قياسي. وفي وول ستريت، ارتفعت العقود الآجلة بأكثر من 1.5% بعدما قدم قرار المحكمة بعض الارتياح من حالة الضبابية التجارية المستمرة. وتحسنت المعنويات بشكل عام بعدما أعلنت شركة "إنفيديا" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في معاملات ما بعد ساعات التداول أمس الأربعاء أن مبيعاتها الفصلية تجاوزت التوقعات. وارتفعت الأسهم الأوروبية المنكشفة على الذكاء الاصطناعي، مثل "إيه.إس.إم.إل" و"شنايدر إلكتريك"، وارتفع كل منهما بنحو 3%، في حين ارتفع مؤشر قطاع التكنولوجيا الفرعي 1.7%. وارتفعت أسهم شركات صناعة السيارات الأوروبية، سريعة التأثر بضغوط الرسوم الجمركية، في المعاملات المبكرة. وزاد سهم ستيلانتيس 2.5%، وارتفع سهم بورشه 1%، في حين صعد سهم فولكسفاغن 1.2%. وأقبل المستثمرون أيضاً على أسهم السلع الفاخرة، وارتفعت أسهم كيرينغ وكريستيان ديور وبيربري بنسب تراوحت بين 3 و3.6%.


ليبانون 24
منذ 36 دقائق
- ليبانون 24
تقرير بريطاني يتحدث عن مواجهة أميركية - روسية.. هذا ما كشفه
ذكر موقع "UnHerd" البريطاني أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب زعم الإثنين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"يلعب بالنار". وجاء ذلك بعد وقت قصير من إعلان ترامب أن نظيره الروسي "جن جنونه" وأنه "يقتل الكثير من الناس دون داعٍ"." وبحسب الموقع، "رغم أن تصريحات ترامب كان من الممكن أن تأتي في أي لحظة على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلا أنها جاءت هذه المرة بسبب الضربات الجوية التي شنتها موسكو بطائرات من دون طيار وصواريخ خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي أكبر هجوم جوي منذ بدء الغزو. مع ذلك، كانت هناك مؤشرات سابقة على إحباط ترامب من بوتين. هذا الشهر، صرّح الرئيس الأميركي للمانحين بأن نظيره الروسي لا يزال يرغب في استعادة أوكرانيا بأكملها، وأبلغ مساعديه سرًا بصدمته من قصف موسكو لمناطق فيها أطفال". وتابع الموقع، "يُظهر هجوم نهاية هذا الأسبوع قصور استراتيجية الكرملين في إظهار رغبته في السلام مع شنّ الحرب. ويُخاطر هذا الهجوم باختراق غرور ترامب، مُظهرًا أن بوتين أصبح خارج سيطرته ولا يمكن إغراؤه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. كما ويكشف هذا عن زيف تأكيدات ترامب بأن روسيا تسعى للسلام، مما يسمح للقادة الأوروبيين بالتباهي بأن الولايات المتحدة قد أدركت أخيرًا الحقيقة. كما ويحول هذا دون حصول الرئيس الأميركي على جائزة نوبل للسلام التي طال انتظارها". وأضاف الموقع، "ثم هناك الاعتبارات الداخلية. فقد أفادت التقارير أن الرئيس الأميركي يدرس اتخاذ إجراءات أشد هذا الأسبوع، لكنه لا يزال مترددًا، وقد ينسحب من محادثات السلام. في الواقع، قد يكون تقييمه النفسي المتشائم للزعيم الروسي مجرد خطاب فارغ. ومن المعروف أن ترامب متقلب المزاج، وله سجل حافل بالتهديد بفرض عقوبات على روسيا، لكنه لا يفعل شيئا في النهاية". ورأى الموقع أنه "مع ذلك، بعد الأيام القليلة الماضية، من المحتمل أن يكون هناك تغيير حقيقي في تفكير ترامب. فقد كشف مسؤولون أميركيون أنه امتنع سابقًا عن استهداف بوتين بسبب ازدرائه الشخصي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، وإيمانه بأن العقوبات ستضر بالتجارة الثنائية دون ردع الجيش الروسي، وقناعته بأنه يفهم بوتين جيدًا بما يكفي لإقناعه بإنهاء الحرب. وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن هجمات نهاية هذا الأسبوع قد تكون المرحلة الافتتاحية لهجوم بري جديد، وهو احتمالٌ أثار دهشة ترامب. وفي الواقع، سيحتاج إلى تجاوز هذه الصدمة في الوقت المناسب لاعتماد استراتيجية أكثر اتساقًا بمجرد بدء العمليات الأوسع". وبحسب الموقع، "إن زيادة الأسلحة الموجهة إلى أوكرانيا لن تدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات فحسب، بل ستسمح أيضًا لزيلينسكي بالجلوس على الطاولة وهو يتمتع بثقة أكبر. إن العقوبات الثانوية على مبيعات روسيا من الطاقة من شأنها أن تكون لديها أفضل فرصة لإيقاف آلة الحرب الروسية، وتحظى، بحسب التقارير، بدعم أوروبي ، ولكنها قد ترسل موجات صدمة عبر الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن الكلمة المفضلة لدى ترامب هي "التعريفات الجمركية"، وقد رأى العالم بالفعل استعداده لتبني تدابير اقتصادية غير تقليدية". وختم الموقع، "يبدو أن استراتيجية بوتين في تصوير نفسه صانع سلام قد حمته من أسوأ تداعيات غضب ترامب حتى الآن. ومع ذلك، فإن هجوم نهاية هذا الأسبوع كان بمثابة "لعب بالنار"، وبوتين هو الذي قد يحترق".