logo
مجموعة الدول النامية الثماني.. هل من عالم جديد؟

مجموعة الدول النامية الثماني.. هل من عالم جديد؟

بوابة الأهراممنذ 9 ساعات

مجموعة الدول النامية الثماني، كان يطلق عليها حين الإعلان عن نشأتها رسميا عام 1997بدعوة من نجم الدين أربكان – رئيس الوزراء التركى الأسبق - مجموعة الدول الثمانى الإسلامية، ومقر أمانتها إسطنبول. وقد عقدت اجتماعها العام الماضى فى القاهرة بتاريخ 25-12-2024، فكان ذلك بمثابة شارة وبشارة، من بين شارات وبشارات عدة، بعالم ربما جديد. وتتكون من مصر، تركيا، إيران، باكستان، بنجلاديش، وإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا. ولكن هل هو عالم جديد حقًأ ؟ هذا ما نحاول البحث فيه. ولنبدأ من حيث تكون البداية، حول منظومة الاقتصاد العالمى المعاصرة.
ففى منتصف الثمانينيات تقريبًا (1986) من القرن العشرين المنصرم، نضجت مفاوضات تيسير وتحرير تدفقات التجارة العالمية، فيما سمّى (بجولة مفاوضات أوروجواي)، وقد انتهت هذه الجولة بحدث جلل على مستوى تطور النظام العالمي، وهو توقيع اتفاق إنشاء منظمة التجارة العالمية واتفاقاتها المكملة فى مدينة مراكش فى مايو 1994.
حينذاك بزغ عصر جديد، أو هكذا بدا الأمر، هو ما سمى بعصر (العولمة) Globalization كان من أبرز ثمرات العولمة فى إطار اتفاقية مراكش، اتفاق تحرير التجارة، تحديثًا لما انتهى إليه الاتفاق القديم لتحرير التجارة، المعروف ب (الجات) لعام 1948. وكذلك اتفاق (الجوانب التجارية للاستثمار) TRIMS و(اتفاق الجوانب التجارية للملكية الفكرية - تريبس) TRIPS وهى ربما أشهر الاتفاقات جميعًا. نضجت وتفرعت وتعاظمت نتائج اتفاق التجارة العالمية الجديد، ممثلاً فى اتفاق إنشاء منظمة التجارة العالمية WTO وجرى استكمال المفاوضات على مستوى جولات وزارية متتابعة، كان أهمها «اتفاق الدوحة» عام 2001 .
ومن عجب أن تكون اتفاقية مراكش نقطة الانطلاق لنظام العولمة، بمثل ما أن «جولة الدوحة» مثلت «نقطة الانكسار»، إن صح التعبير. فلم يستكمل العمل بمقتضى أجندة الدوحة للتنمية، وظلت الأضواء تذوي، حتى صارت العولمة وكأنها «شبح ضئيل». ولربما كان تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة والنفوذ على المستوى العالمى Lonely super power بعد توقيع اتفاق مراكش واتفاقاتها المكملة بقليل، هو المنطلق العالمى (غير عولمي) إن صح التعبير أيضا.
حينئذ، أخذت أشباح العولمة فى التواري، لتحل محلها أشباح (اللاعولمة). وقد حل محل العولمة ظل ظليل كبير قائم على (الأقلمة) Regionalization–وتفرعت عن الأقلمة شعبتان : أولاهما ما يمكن تسميتها (الأقلمة الشاملة) وتمثلت فى التوسع الاقتصادى على نطاق جغرافى محدد وربما محدود، وثانيهما شعبة الإقليمية الفرعية. كان من أبرز التكتلات الإقليمية نشوء «اتفاق التجارة الحرة الإفريقية الثلاثية لعام 2014 ؟ وذلك انطلاقًا من عدة تكتلات إقليمية فرعية فى شرق إفريقيا ووسطها والجنوب واتحاد غرب إفريقيا.
ومن التنظيمات الفرعية: ميركسور فى أمريكا اللاتينية، و«آسيان» ASEAN فى جنوب شرق آسيا، فضلاً عن تجربة (منطقة التجارة الحرة العربية الكبري) بكل مالها وعليها، مما لا يكون موضوعا للبحث هنا. ولا ننسى (نافتا) أى منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. غير أنه من أحدث وأقوى التجمعات الاقتصادية العابرة للأقاليم وأبرزها، اتفاق تجمع «البريكس» المكون أصلاً من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وأنضمت له مصر يناير 2024 ومعها الأمارات وأثيوبيا وإيران وإن كنا لا نرى فى ذلك ما يشير إلى عالم عولمى متكافئ حقًا.
أما على مستوى مجموعة الدول الثمانى النامية، كتجمع عابر للأقاليم ومحدود العضوية، ولكى تكون لبنة حقيقية من لبنات عالم مأمول، فإننا نشير الى بضع شذرات على النحو التالي. من حيث المدخل، نشير إلى أهمية تفعيل التجارة المتبادلة والاستثمارات والمشروعات المشتركة، وإيجاد مصادر مأمونة للتمويل الإقراضى والمساعدات التكنولوجية أما من حيث المسار المستقبلى فإنه ينبغى أيضا العمل فى مسارين متوازيين، أولهما بناء قطاعات إنتاجية على أساس نوع من «تقسيم العمل» المتناسب مع مزايا ومعطيات الموارد الإنتاجية لمختلف الدول الأعضاء، خاصة فى المجال التصنيعى والتكنولوجى.
وثانيهما، العمل على تسوية المبادلات التجارية بالعملات المحلية، ويعقبها عمل على المشاركة فى الجهود الرامية لخلق أداة تسوية نقدية عالمية لمواجهة احتكار الدولار لهذا الدور، على نحو ما تحاول مجموعة «البريكس».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«المستثمرات العرب»: دعم مصرى لتحالف سيدات أعمال «البريكس» بتوجيهات رئاسية
«المستثمرات العرب»: دعم مصرى لتحالف سيدات أعمال «البريكس» بتوجيهات رئاسية

المصري اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • المصري اليوم

«المستثمرات العرب»: دعم مصرى لتحالف سيدات أعمال «البريكس» بتوجيهات رئاسية

قالت الدكتورة هدى يسى، رئيس اتحاد المستثمرات العرب وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن مشاركتها كمتحدث رئيسى فى منتدى البريكس لسيدات الأعمال إليانز، المنعقد بالعاصمة الروسية موسكو تحت شعار «البريكس ينطلق عالميًا»، تأتى فى سياق اهتمام مصر العميق بدعم التحالفات الاقتصادية النسائية، خاصة فى إطار تكتل البريكس الذى يضم عددًا من الاقتصادات الصاعدة والمؤثرة على المستوى الدولى. وأضافت أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان حريصًا خلال مشاركته فى قمة قازان لدول البريكس، على التأكيد على دعم مصر الكامل لتحالف سيدات الأعمال فى البريكس، انطلاقًا من رؤية مصرية واضحة تعتبر القطاع الخاص شريكًا رئيسيًا فى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز التكامل الاقتصادى بين دول الجنوب. وأوضحت أن الرئيس السيسى دعا خلال القمة إلى استثمار الميزات النسبية للدول الأعضاء، والعمل على تدشين مشروعات مشتركة، خاصة فى القطاعات التى تتمتع فيها دول البريكس بقدرات تنافسية، مثل الزراعة، الصناعة، التحول الرقمى، والطاقة الجديدة والمتجددة. وأكدت أن الدولة تبذل جهودًا ضخمة لتحسين بيئة الاستثمار وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، مشيرة إلى أن قانون الاستثمار الجديد، والحوافز الصناعية، والمناطق الاقتصادية الخاصة، تمثل أدوات فاعلة لجذب رؤوس الأموال من مختلف دول العالم. وأشارت إلى أن مصر تمتلك فرصًا واسعة فى قطاعات متنوعة، على رأسها الصناعة، الطاقة، البنية التحتية، والسياحة، بالإضافة إلى مشاريع قومية عملاقة تمثل فرصًا استثمارية كبرى يمكن أن تستفيد منها سيدات الأعمال فى دول البريكس. وقالت إن اتحاد المستثمرات العرب يعمل على تمكين المرأة اقتصاديًا من خلال محورين أساسيين: الأول: دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تمتلكها النساء، والثانى رفع قدرات سيدات الأعمال على التسويق وفتح أسواق جديدة.

مجموعة الدول النامية الثماني.. هل من عالم جديد؟
مجموعة الدول النامية الثماني.. هل من عالم جديد؟

بوابة الأهرام

timeمنذ 9 ساعات

  • بوابة الأهرام

مجموعة الدول النامية الثماني.. هل من عالم جديد؟

مجموعة الدول النامية الثماني، كان يطلق عليها حين الإعلان عن نشأتها رسميا عام 1997بدعوة من نجم الدين أربكان – رئيس الوزراء التركى الأسبق - مجموعة الدول الثمانى الإسلامية، ومقر أمانتها إسطنبول. وقد عقدت اجتماعها العام الماضى فى القاهرة بتاريخ 25-12-2024، فكان ذلك بمثابة شارة وبشارة، من بين شارات وبشارات عدة، بعالم ربما جديد. وتتكون من مصر، تركيا، إيران، باكستان، بنجلاديش، وإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا. ولكن هل هو عالم جديد حقًأ ؟ هذا ما نحاول البحث فيه. ولنبدأ من حيث تكون البداية، حول منظومة الاقتصاد العالمى المعاصرة. ففى منتصف الثمانينيات تقريبًا (1986) من القرن العشرين المنصرم، نضجت مفاوضات تيسير وتحرير تدفقات التجارة العالمية، فيما سمّى (بجولة مفاوضات أوروجواي)، وقد انتهت هذه الجولة بحدث جلل على مستوى تطور النظام العالمي، وهو توقيع اتفاق إنشاء منظمة التجارة العالمية واتفاقاتها المكملة فى مدينة مراكش فى مايو 1994. حينذاك بزغ عصر جديد، أو هكذا بدا الأمر، هو ما سمى بعصر (العولمة) Globalization كان من أبرز ثمرات العولمة فى إطار اتفاقية مراكش، اتفاق تحرير التجارة، تحديثًا لما انتهى إليه الاتفاق القديم لتحرير التجارة، المعروف ب (الجات) لعام 1948. وكذلك اتفاق (الجوانب التجارية للاستثمار) TRIMS و(اتفاق الجوانب التجارية للملكية الفكرية - تريبس) TRIPS وهى ربما أشهر الاتفاقات جميعًا. نضجت وتفرعت وتعاظمت نتائج اتفاق التجارة العالمية الجديد، ممثلاً فى اتفاق إنشاء منظمة التجارة العالمية WTO وجرى استكمال المفاوضات على مستوى جولات وزارية متتابعة، كان أهمها «اتفاق الدوحة» عام 2001 . ومن عجب أن تكون اتفاقية مراكش نقطة الانطلاق لنظام العولمة، بمثل ما أن «جولة الدوحة» مثلت «نقطة الانكسار»، إن صح التعبير. فلم يستكمل العمل بمقتضى أجندة الدوحة للتنمية، وظلت الأضواء تذوي، حتى صارت العولمة وكأنها «شبح ضئيل». ولربما كان تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة والنفوذ على المستوى العالمى Lonely super power بعد توقيع اتفاق مراكش واتفاقاتها المكملة بقليل، هو المنطلق العالمى (غير عولمي) إن صح التعبير أيضا. حينئذ، أخذت أشباح العولمة فى التواري، لتحل محلها أشباح (اللاعولمة). وقد حل محل العولمة ظل ظليل كبير قائم على (الأقلمة) Regionalization–وتفرعت عن الأقلمة شعبتان : أولاهما ما يمكن تسميتها (الأقلمة الشاملة) وتمثلت فى التوسع الاقتصادى على نطاق جغرافى محدد وربما محدود، وثانيهما شعبة الإقليمية الفرعية. كان من أبرز التكتلات الإقليمية نشوء «اتفاق التجارة الحرة الإفريقية الثلاثية لعام 2014 ؟ وذلك انطلاقًا من عدة تكتلات إقليمية فرعية فى شرق إفريقيا ووسطها والجنوب واتحاد غرب إفريقيا. ومن التنظيمات الفرعية: ميركسور فى أمريكا اللاتينية، و«آسيان» ASEAN فى جنوب شرق آسيا، فضلاً عن تجربة (منطقة التجارة الحرة العربية الكبري) بكل مالها وعليها، مما لا يكون موضوعا للبحث هنا. ولا ننسى (نافتا) أى منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. غير أنه من أحدث وأقوى التجمعات الاقتصادية العابرة للأقاليم وأبرزها، اتفاق تجمع «البريكس» المكون أصلاً من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وأنضمت له مصر يناير 2024 ومعها الأمارات وأثيوبيا وإيران وإن كنا لا نرى فى ذلك ما يشير إلى عالم عولمى متكافئ حقًا. أما على مستوى مجموعة الدول الثمانى النامية، كتجمع عابر للأقاليم ومحدود العضوية، ولكى تكون لبنة حقيقية من لبنات عالم مأمول، فإننا نشير الى بضع شذرات على النحو التالي. من حيث المدخل، نشير إلى أهمية تفعيل التجارة المتبادلة والاستثمارات والمشروعات المشتركة، وإيجاد مصادر مأمونة للتمويل الإقراضى والمساعدات التكنولوجية أما من حيث المسار المستقبلى فإنه ينبغى أيضا العمل فى مسارين متوازيين، أولهما بناء قطاعات إنتاجية على أساس نوع من «تقسيم العمل» المتناسب مع مزايا ومعطيات الموارد الإنتاجية لمختلف الدول الأعضاء، خاصة فى المجال التصنيعى والتكنولوجى. وثانيهما، العمل على تسوية المبادلات التجارية بالعملات المحلية، ويعقبها عمل على المشاركة فى الجهود الرامية لخلق أداة تسوية نقدية عالمية لمواجهة احتكار الدولار لهذا الدور، على نحو ما تحاول مجموعة «البريكس».

د.الشاهد:الاقتصاد المصري في مرمى العاصفة الجيوسياسية
د.الشاهد:الاقتصاد المصري في مرمى العاصفة الجيوسياسية

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 13 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

د.الشاهد:الاقتصاد المصري في مرمى العاصفة الجيوسياسية

قال د. محمد الشاهد أستاذ الاقتصاد بجامعة السويس إن العالم يشهد انهيارات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية ويعتبر أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثل فرض جمارك بنسبة135 % على الواردات الصينية دمرت مباديء منظمة التجارة العالمية وأدت إلى انخفاض الصادرات الصينية لأمريكا وتضخم قياسي في الاقتصاد الأمريكي واضطرابات في البورصة العالمية بما في ذلك وول ستريت ولكن رغم الضغوط الأمريكية أظهرت الصين مرونة كبيرة عبر زيادة صادراتها للعالم وتنوع المنتجات وفتح أسواق جديدة. ونوه د. الشاهد إلى أن الصين تواجه تحديات داخلية بسبب هذه الحرب كما وصف السياسات الأمريكية بمحاولة فرض الهيمنة بالقوة مشيراً إلى أنها زادت الدين الخارجي الأمريكي ورفعت معدلات البطالة المتوقعة كما دفعت العالم إلى حالة من اللاستقرار قد تستمر عاماً على الأقل. وحذر خلال لقاء له ببرنامج (حوار اليوم) من تداعيات الحروب التجارية والعسكرية المتزامنة مشيراً إلى أنها تسببت في انخفاض النمو العالمي بنسبة 3% وخلقت حالة من اللايقين غير المسبوق والتي تهدد بانهيار اقتصادي شامل ، وأوضح أن هناك حلقة متصلة بين الحروب العسكرية ( مثل أوكرانيا وغزة) والتجارية حيث تبدأ بالأزمات الاقتصادية ثم تتحول إلى نزاعات سياسية وتنتهي بحروب مسلحة ، وكشف عن أن الولايات المتحدة تعمل على إضعاف روسيا عبر الحرب الأوكرانية كهدف تكتيكي فقط بينما تبقي الصين هي العدو الاستراتيجي الحقيقي لواشنطن بسبب صعودها التكنولوجي والاقتصادي السريع الذي يهدد الهيمنة الأمريكية. وفي ختام حديثه أوضح أنه في ظل العاصفة الجيوسياسية غير المسبوقة حالياً يجد الاقتصاد المصري نفسه في قلب العاصفة حيث تتضافر الجهود الداخلية والخارجية لتهدد مسيرة التعافي التي بدأت تظهر مؤشراتها إيجابية خلال الفترة الماضية ، وأكد أنه رغم هذه التحديات الكبيرة إلا أن الاقتصاد المصري قادر على الصمود إذا ما تمت إدارة الأزمة بحكمة وتعاون جميع الأطراف . برنامج (حوار اليوم ) يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store