
استثمارات قياسية لمؤسسة التمويل الدولية رغم الاضطرابات العالمية
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
وخطر نشوب حرب تجارية شاملة، تسير مؤسسة التمويل الدولية، ذراع البنك الدولي لتمويل القطاع الخاص، عكس التيار عبر سلسلة من الاستثمارات.
في السياق، يوضح المدير العام للمؤسّسة مختار ديوب، خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، أن الاقتصاد العالمي مرّ بفترة معقدة، ولكن رغم هذه الاضطرابات، هناك اهتمام كبير بالاستثمار في الدول الناشئة. تؤكّد النتائج هذا الاتجاه؛ ففي السنة المالية المنتهية في 30 حزيران/يونيو، تُظهر الأرقام الأولية أن مؤسّسة التمويل الدولية صرفت أكثر من 71 مليار دولار، أي ما يقارب ضعف المبلغ الذي صرفته قبل ثلاث سنوات فقط، وأكثر بكثير من 56 مليار دولار في العام الماضي.
تدفّقت
استثمارات
المؤسّسة إلى بلدان حول العالم، مع أكثر من 20 مليار دولار في أميركا اللاتينية، و17 مليار دولار في آسيا، و15.4 مليار دولار في أفريقيا. ويَعود هذا النجاح إلى التغيير في استراتيجية المؤسسة، وفقاً لمديرها العام الذي شغل سابقاً حقيبة الاقتصاد في السنغال. ويؤكّد ديوب أن الفضل يعود إلى بنية أبسط وأكثر مرونة، تُفوض عملية اتخاذ القرار إلى الفرق الميدانية، ما يجعلها أقل مركزية. ويُفسر الوضع الاقتصادي الحالي أيضاً الزيادة في الاستثمارات، إذ تُقدِّم الاقتصادات الغربية مساعدات أقل إلى البلدان النامية، نتيجة القيود الناجمة عن ارتفاع الديون، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وسياسات التقشف الاقتصادي.
من دبي إلى أفريقيا
يتزايد دور مؤسّسة التمويل الدولية داخل مجموعة
البنك الدولي
باستمرار، حتى إنّ تمويلها يكاد يُعادل تمويل البنك الدولي للحكومات حول العالم. وتعمل المؤسّسة على جذب أنواع جديدة من المستثمرين، يأتي العديد منهم من مناطق في العالم لا تستثمر عادة خارج نطاقها الجغرافي، كما جاء أحد أكبر استثمارات المؤسسة في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا من شركة مقرها دبي. بحسب ديوب، يثق هؤلاء المستثمرون في مؤسسة التمويل الدولية بفضل معرفتها بالسوق والأدوات التي تُقدّمها للحد من المخاطر، وفقاً لما نقلته "فرانس برس".
وتعمل المؤسسة في أفريقيا على تحديد ودعم "أبطال وطنيين"، أي شركات محلية تحتاج إلى المساعدة لتصبح أكثر قدرة على المنافسة. يؤكّد ديوب أن جزءاً كبيراً من هذه المساعدات يُخصّص لمشاريع التنمية المستدامة، إذ يرى أن التنمية الاقتصادية واحترام البيئة يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب، خاصة في مشاريع الكهرباء.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
8 بلدان عربية ضمن قائمة البنك الدولي للدول الهشة
يقول إنّ الحلول المستدامة غالباً ما تكون الأرخص، وهذا هو الجميل في الأمر. وتكمُن وراء هذه الاستثمارات حقيقة ديموغرافية، إذ سيصل 1.2 مليار شاب إلى سنّ العمل في البلدان النامية خلال العقد المقبل. ويشير ديوب إلى أن السؤال الأول الذي يواجه أي زعيم في دولة نامية هو: كيف سيساعد في توفير
فرص العمل
للشباب؟ بالنسبة إلى مؤسّسة التمويل الدولية، تهدف المساعدات الاقتصادية تحديداً إلى استيعاب الموجة التالية من العمال الشباب الذين سيتدفقون إلى سوق العمل، وذلك من خلال دعم نمو الشركات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
التفوق الهندوسي... تجييش طائفي ضد المسلمين والمسيحيين الهنود
تتصدع الوحدة الوطنية في الهند، جراء قرارات يشرعنها الحزب الحاكم، تنطلق من فكرة تفوق الهندوس في مقابل اعتبار المسلمين والمسيحيين مكونات غير مرغوب فيها، في عملية تجييش طائفي باستخدام أجهزة الدولة ومنظمات متطرفة. - أثناء استراحة العامل الهندي محمد أشرف من عمله في جمع مخلفات البلاستيك، وخلال متابعته مباراة كريكيت جرت وقائعها في 21 إبريل/نيسان الماضي، هتف لفريقه بحماس كغيره من عشاق اللعبة الأكثر شعبية في بلاده، لكن فجأة طوقه نحو 30 متطرفا هندوسيا، اتهموه بـ"تشجيع باكستان"، فتبدلت متعة اللحظة الرياضية إلى مأساة بعدما ضرب أشرف حتى الموت، بحسب رواية ابن عمه الذي يحتفظ "العربي الجديد" باسمه تحسبا لإيذائه، مشيرا إلى أن أشرف كان يعاني من اضطرابات عقلية، وربما تفوه بكلمات غير مفهومة ولا يستحق القتل "باسم الوطنية" ركلا بالأقدام وضربا بالعصي. تعزز روايات شهود العيان في ضاحية كودوبو Kudupu بولاية كارناتاكا، في جنوب غرب الهند حيث وقعت الجريمة، إفادة ابن عم الضحية، ومن بينهم ساجد شيتي، الذي قال: "أعرف جميع الضالعين في قتل محمد، ومعظمهم من أعضاء منظمة باجرانغ دال، المسلحة القومية (هندوسية متطرفة) التي تعتبر نفسها كيانا ميدانيا تابعا للحركة القومية الهندوسية (هندوتفا)". وتُعد المنظمة جزءا من شبكة تعرف باسم عائلة سانغ تضم أيضا حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) الحاكم، وتورطت في ممارسات ممنهجة ضد الأقليات ، بحسب ما وثقته اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية في تقريرها السنوي عن الهند لعام 2024. ويدخل ذلك ضمن عملية استهداف للأقليات لا تبدو معزولة عن السياق السياسي العام، استنادا إلى إفادة نديم خان، المتحدث باسم جمعية حماية الحقوق المدنية (غير حكومية)، مؤكدا أن "الوضع يزداد سوءا في ظل تجاهل الحكومة، بل وتواطؤها غير المباشر عبر الصمت أو من خلال تبني خطاب يغذي الكراهية ويشرعنها"، ما أسهم في تفاقم العنف المدفوع بالكراهية وسط غياب المساءلة، إذ شهدت الفترة الممتدة بين 7 يونيو/حزيران 2024 و7 يونيو 2025، تسجيل 947 حادثة كراهية استهدفت الأقليات، بحسب ما يوثقه تقرير الجمعية: "جرائم الكراهية - رصد العام الأول من حكومة مودي الثالثة". تحقيق الإسلاموفوبيا في الهند...استغلال كورونا لتصفية الحسابات مع المعارضين تصاعد العنف الديني الممنهج تحوّلت كنيسة Samsera الكاثوليكية في مقاطعة سيمديغا في ولاية جهارخاند في شرق الهند إلى مسرح للرعب في العاشر من يونيو 2025، إذ اقتحمها قرابة 50 متطرفا هندوسيا يحملون الهراوات والحجارة، وشرعوا في الاعتداء على المصلين وتسببوا في إصابة 3 قساوسة بجروح متفاوتة نتيجة ضربهم بالعصي وأجبروهم على ترديد شعارات دينية تحت تهديد السلاح، كما نهبوا نحو 800 ألف روبية (9600 دولار) بذريعة أن الكنيسة "تشجع على التحوّل الديني القسري"، وفق ما جاء في شكوى مشتركة رفعها كل من منتدى المسيحيين الموحد (منظمة غير حكومية) وزمالة الإنجيل في الهند (هيئة تضم الكنائس الإنجيلية). واستهدف المسيحيون في 85 حادثة أخرى خلال الفترة من يونيو 2024 إلى يونيو 2025، وقع ضحيتها 1504 أشخاص، بينما استهدف 419 اعتداء المسلمين، بإجمالي 1460 ضحية، بحسب بيانات تقرير جرائم الكراهية الذي يكشف جانبا من المشهد القاتم في البلاد، إذ من بين 947 حادثة مرتبطة بالكراهية الدينية رصدها التقرير خلال عام واحد، وقعت 602 جريمة كراهية، منها 174 حالة عنف جسدي و29 جريمة قتل راح ضحيتها جميعاً مواطنون مسلمون، كما سجّل 398 حالة تهديد، و124 حالة عنف جماعي، و111 واقعة اعتداء على الممتلكات. غالبية الهجمات تتركز في الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، أبرزها أوتار براديش شمالا التي شهدت 217 حادثة، وماهاراشترا غربا 101، بينما سجلت 100 حادثة في ماديا براديش وسط الهند، و84 أخرى في أوتراخند شمالا. الأرشيف "لمن لا تقرع الأجراس"...تمييز بدلهي يحرم المسلمين السكن اللائق المسلمون والمسيحيون كبش فداء تعترف الهند رسميا بست أقليات دينية: المسلمون، والمسيحيون، والسيخ، والبوذيون، والجينيون، والبارسيون، كما يقول الدكتور ظفر محمود، المستشار الخاص السابق لرئيس الوزراء الأسبق مانموهان سينغ (2004-2009)، موضحا أن نسب تأييد الحزب الحاكم بين السيخ والبوذيين والجينيين عالية، بينما يعد البارسيون أقلية عددية هامشية فيما يشكل المسلمون 14.2% (نحو 172 مليون شخص) من سكان الهند البالغ عددهم 1.435 مليار نسمة، والمسيحيون 2.3% (28.7 مليون نسمة)، بحسب بيانات Worldometer (منصة إحصائية)، وصار التمييز ضد المكونين قاعدة خلال العقد الأخير، بفعل سياسات ممنهجة وانسداد قنوات العدالة، وكأنهما أُقصيا من المواطنة الكاملة على حدّ وصفه. 947 حادثة كراهية سُجلت خلال عام انتهت 29 منها بالقتل وتعود الجذور، بحسب الباحث في القومية الهندوسية عبد الحميد النعماني، الأمين العام للمجلس الاستشاري للمسلمين في عموم الهند (تحالف حقوقي)، إلى منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ RSS، المنبع الأيديولوجي لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، والتي تسعى إلى ترسيخ هوية دينية للبلاد، ومنذ وصول الحزب للسلطة عام 2014، ظهرت هذه الأجندة في تغيير المناهج لإبراز الأساطير الهندوسية، وتهميش التاريخ الإسلامي، وتغيير أسماء مدن كـ"الله آباد" الواقعة في ولاية أوتار براديش شمالا إلى "براياجراج Prayagraj"، و"فيض آباد" التابعة للولاية ذاتها إلى "أيودهيا Ayodhya"، كما حدث في 11 موقعا بأوتاراخند عام 2025، بالإضافة إلى القيام بطقوس هندوسية في مؤسسات الدولة وبناء معابد داخل بعض المقرات الحكومية. وما يؤكد أن المسلمين والمسيحيين أصبحوا كبش فداء لخطاب السلطة وممارساتها، استهدافهم بأنماط عقاب جماعي، من أبرزها هدم المنازل ومصادرة الممتلكات، ففي الفترة بين إبريل ويونيو 2022، سُجلت 128 عملية هدم في ولايات آسام، غوجارات، ماديا براديش، أوتار براديش، ودلهي، عقب توترات طائفية شاركت فيها جماعات هندوسية، ما أدى لتشريد 617 شخصا، وخسارة العديد لمصادر رزقهم، بحسب ما يوثقه تقرير "ظلم الجرافات في الهند" الصادر عن منظمة العفو الدولية في 7 فبراير/شباط 2024. ويذكر التقرير أن منطقة "نوح" ذات الغالبية المسلمة في ولاية هاريانا شهدت في أغسطس/آب 2023 واحدة من أكبر حملات الهدم، حيث دُمّر أكثر من 300 منزل ومتجر، وتكرر المشهد في مدينة خارغوني (ماديا براديش) حيث هُدمت 49 منشأة يملكها مسلمون، بينها سلسلة "بيست بيكري" التي كانت تؤمن وظائف لحوالى 400 شخص. في خدمة القومية الهندوسية خلال العام الأول من حكومة مودي الثالثة، سُجّل 345 خطاب كراهية، بينها 257 خطابا صادرا عن شخصيات سياسية أو جماعات هندوسية متطرفة: 178 من حزب بهاراتيا جاناتا، 21 من منظمة فيشوا هندو باريشاد الهندوسية، 20 من باجرانغ دال، و5 خطابات مباشرة لمودي، و63 لرؤساء وزراء ولايات تابعة للحزب، و71 لمسؤولين منتخبين، بحسب تقرير جرائم الكراهية آنف الذكر. هذه الخطابات لا تبقى حبيسة المنابر السياسية، بل تتحول سريعا إلى محتوى يومي في وسائل الإعلام، خاصة القنوات التلفزيونية، التي تبنت خطاب الحزب الحاكم وهمشت الأصوات المعارضة، ما يكرس رسائل تشرعن إقصاء المسلمين والمسيحيين، وتتحول إلى اعتداءات ميدانية. وهو ما يحذر منه غوتام لاهري، رئيس نادي الصحافة في نيودلهي، بأن الروايات الإعلامية السائدة في البلاد باتت تبث الخوف وتُظهر مودي كمنقذ للهندوس، قائلا إن "سردية الهندوس المهددين من المسلمين الساعين للهيمنة تُستخدم لتعبئة القاعدة الانتخابية، وتغذّي الكراهية". وتكمل السينما الهندية الدور الذي بدأته وسائل الإعلام في الترويج للخطاب القومي، إذ يستخدم حزب BJP بوليوود كمنصة لبث رسائله، كما تؤكد دراسة صادرة عن معهد جنوب آسيا في جامعة لندن، في 3 مايو/أيار 2024، بعنوان: "بوليوود بالزعفران: كيف يفرض اليمين الهندوسي سيطرته على صناعة الأفلام الهندية"، وتضرب الدراسة مثالا بأفلام مثل ملفات كشمير (2022) وقصة كيرالا (2023)، والتي رُوّج لها كأعمال وطنية بينما حملت رسائل معادية للمسلمين، وتدعم الحكومة هذه الأفلام عبر إعفاءات ضريبية، في حين تُواجه الأفلام الناقدة بحملات مقاطعة أو رقابة، كما يعزز الحزب نفوذه داخل الصناعة من خلال تحالفات مع فنانين ومخرجين يؤمنون بأفكاره، وتُعرف هذه الظاهرة بـ"زعفرنة السينما" وهو تعبير يُشير إلى تطويع الفن لخدمة أجندة القومية الهندوسية، في انعكاس واضح لتسييس الثقافة وتضييق مساحة التنوع الديني والفني في البلاد. تحت المجهر صفقات الرافال الفرنسية...تباينات في المقاتلات المصرية والقطرية والهندية تفوق الأغلبية الهندوسية يتبنى الحزب الحاكم في الهند مسارا أيديولوجيا يستهدف ترسيخ الهوية الهندوسية، ضمن مشروع سياسي متكامل يتتبع جذوره الكاتب والباحث آكار باتيل في كتابه "أمتنا الهندوسية: ما هي، وكيف وصلنا إلى هنا"، ويصف ما يجري بأنه خطة ممنهجة لتحويل البلاد إلى "هندو راشترا" أي دولة قومية تقوم على تفوق الأغلبية الهندوسية. لكن هذا التحوّل لا يُنفذ عبر الشعارات وحدها، بل عبر أدوات تشريعية صُمّمت بعناية لتهميش المكونات غير المرغوب فيها، من أبرزها قانون تعديل الجنسية (CAA) الصادر عام 2019، والذي يستثني المسلمين صراحة من حق الحصول على الجنسية، خلافا لمبادئ المساواة الدستورية؛ والقانون رقم 3 لسنة 2021 بشأن حظر التحول الديني غير القانوني في ولاية أوتار براديش الذي يجرّم التحوّل بين الأديان في حال ارتبط بالإغراء أو الزواج، ويفتح الباب أمام تدخل الدولة لمنع هذا التحوّل، ويسمح بسجن من يثبت تورطه في "تحويل بالإكراه" من سنة إلى 10 سنوات، دون الحاجة لإثبات واضح، وهذا التشريع يمثل نموذجا للتحيز، كونه ييسر اعتناق الهندوسية، بينما تُفرض قيود صارمة على من يرغب في اعتناق الإسلام. يُجيش الحزب الحاكم النزعات العنصرية عبر الإعلام والسينما هذا المشهد تصفه إقراء حسين، النائبة في البرلمان من حزب سماجوادي (اشتراكي) عن دائرة أوتار براديش، في حديث لـ"العربي الجديد": قائلة إن "الحزب الحاكم لا يخفي عداءه للمسلمين، ولا يمكن اعتبار التشريعات التي يدعمها نابعة من نوايا حسنة على الإطلاق"، ويتفق معها السياسي يوسف طاريغامي أحد قياديي الحزب الشيوعي الهندي في ولاية جامو وكشمير، مشيرا إلى أن القوانين السابقة جزء من حزمة تشريعية "خطيرة" منها القانون الذي قسّم كشمير، في إشارة إلى قرار نيودلهي عام 2019 لإلغاء المادة 370 التي كانت تمنح جامو وكشمير حكما ذاتيا، وأعقب الإلغاء حملة أمنية واسعة شملت إقامة جبرية لقيادات محلية، وحظر التجمعات، وتعطيلا للإنترنت تكرر 300 مرة بين عامي 2012 و2021. ويرى طاريغامي أن تلك الخطوات تمهد لتغيير ديمغرافي يقلص النفوذ السياسي للمكونات غير المرغوب فيها، قائلا: "قرار تقسيم الدوائر الانتخابية لعام 2022 خصص لمنطقة جامو ذات الغالبية الهندوسية 44 مقعدا، مقابل 47 لكشمير، رغم الفارق السكاني لصالح الأخيرة". الصورة يُمارس العنف الطائفي تحت مظلة حماية الهوية الهندوسية (Getty) تزامن ذلك مع تعديل لقانون مكافحة الأنشطة غير المشروعة (UAPA) في أغسطس/آب 2019، يمنح الحكومة سلطة تصنيف الأفراد إرهابيين بلا أدلة دامغة، ويخوّل الوكالة الوطنية للتحقيقات مصادرة ممتلكاتهم، بحسب تقرير المجلس الهندي للشؤون العالمية الذي يوثق استخدام القانون لقمع المسلمين والصحافيين والناشطين لمجرد احتجاجهم السلمي أو انتقادهم الحكومة. وسُنت قوانين محلية حرمت المسلمين أبسط حقوقهم، كما هو الحال في قانون غوجارات لحظر نقل الملكيات وتنظيم الإخلاء في المناطق المضطربة لعام 2019، ويتيح منع المسلمين من شراء أو استئجار مساكن في بعض الأحياء بمجرد اعتراض الجيران الهندوس، ما يعزز من عملية العزل السكني والتمييز الطائفي في المدن. عنف بذريعة "حماية الأبقار" في صباح 16 يونيو 2018، خرج محمد قاسم، تاجر الماشية الأربعيني إلى السوق في منطقة هابور بولاية أوتار براديش، يرافقه قطيع من الماعز يأمل أن يعود بثمنه لأسرته، لكن رحلته لم تكتمل، إذ اعترض طريقه عدد من المتطرفين الهندوس، في قرية باجهيرا خورد، واتهموه زورًا بذبح بقرة وانهالوا عليه ضربًا بوحشية، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. في الجوار، كان المزارع المسلم سميع الدين يجمع العلف حين سمع الجلبة واندفع لمحاولة إنقاذ قاسم، لكنه تعرّض لهجوم مماثل، وأصيب بجروح خطيرة في الرأس والأطراف، بالكاد نجا منها. وفي رواية عائلة محمد قاسم لـ"العربي الجديد"، فإن الشرطة لم تأتِ لإنقاذ الضحيتين، بل لتغيير في رواية الأحداث، وبدلاً من تسجيل الحادثة بأنها جريمة قتل جماعي، سجّلتها "حادث دراجة نارية"، في محاولة لدفن القضية، كما يؤكد يؤكد ياسين، شقيق قاسم، فقد هدّدتهم بالسجن وفق قوانين حماية البقر إن أصروا على المتابعة القانونية. ورغم الخوف والضغوط، قررت الأسرة ألّا تصمت، بل باعت جزءًا من أرضها لتمويل المعركة القضائية، وبعد 6 أعوام من الانتظار، أمرت المحكمة العليا بإعادة فتح التحقيق، وفي12 مارس/آذار 2024، أصدرت محكمة محلية حكمها بإدانة عشرة رجال بتهمة القتل العمد بدافع طائفي، والحكم عليهم بالسجن المؤبد، وأكدت المحكمة أن ادعاء ذبح البقرة كان محض افتراء، استخدم لتبرير جريمة كراهية ارتُكبت في وضح النهار. وتصاعد هذا النوع من الجرائم بشكل حاد تحت ذريعة "حماية الأبقار" خلال عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وفق تقرير العنف المباشر، كيف يغذي إنستغرام جماعات حراسة الأبقار في الهند، والصادر عن مركز دراسة الكراهية المنظمة CSOH (بحثي) في نوفمبر/تشرين الأول 2024، مشيراً إلى أن ذلك يحصل بدعم سياسي، ما يعكس تصاعد العنف الطائفي تحت غطاء قانوني. إلا أن المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا، غوبال كريشنا أغروال، يقول "البقرة كائن مقدس لدينا، وحمايتها جزء من هويتنا الثقافية والدستورية"، مشيرًا إلى المادة الـ48 من الدستور التي تحظر ذبح الأبقار. القضاء في خدمة الأجندة القومية يقرّ المحامي في المحكمة العليا، براشانت بوشان، أن العديد من القضاة باتوا يصدرون في الآونة الأخيرة أحكامًا تُرضي التيار الهندوسي، مستشهدا بقضية مسجد بابري في ولاية أيودهيا الذي هدمته حشود هندوسية عام 1992، بزعم أن المسجد بُني على أنقاض معبد للإله رام، وأدى الهدم إلى موجة عنف طائفي خلفت أكثر من 2000 قتيل، وفي توفمبر/تشرين الأول من عام 2019، أقرّت المحكمة العليا منح الأرض التي كان عليها المسجد للهندوس، ومنح المسلمين أرضا بديلة، دون وجود أدلة قاطعة على وجود معبد سابق في الموقع، ورغم ذلك سمحت المحكمة ببناء معبد هندوسي على الأرض. وقد اعتُبر الحكم انتصارًا للرواية القومية الهندوسية، وتحول المعبد لاحقًا إلى رمز سياسي لحزب مودي. في أعقاب هذا الحكم، برز اتجاه قضائي متصاعد يدعم تحويل مواقع إسلامية إلى معابد، بدفع من جماعات هندوسية قومية. وتشهد المحاكم المحلية والعليا حاليًا آلاف القضايا المشابهة، تستهدف مساجد تاريخية بارزة، من بينها مسجد غيان وابي في فاراناسي، بزعم أنه بُني على أنقاض معبد هندوسي، ومسجد شاهي عيد غاه في ماثورا، الذي يُقال إنه أُقيم على موقع مولد الإله كريشنا، بالإضافة إلى مسجد الجامع الكبير في دلهي، الذي زعمت جماعة "هندو ماهاسابها" أن تماثيل آلهة هندوسية مدفونة أسفله. الصورة استهدف 419 اعتداء المسلمين، وتضرر فيها 1460 شخصا خلال الفترة الممتدة من يونيو 2024 إلى يونيو 2025 (Getty) رغم ذلك ينفي بوشان أن تكون المحاكم قد استسلمت بالكامل، إلا أن جميع المعطيات تؤكد أن الأحكام تأتي مخيبة للآمال في في قضايا انتهاك حقوق المسلمين، بينما ينُقل أو يهمش القضاة الذين أصدروا قرارات منصفة. في المقابل، ظهر بعض كبار القضاة إلى جانب مودي في مناسبات دينية، أو التحقوا لاحقًا بحزب بهاراتيا جاناتا (BJP) بعد تقاعدهم ومن بين هؤلاء القاضي أبهجيت جانغوبادياي من كالكوتا، الذي تقاعد في مارس/آذار 2024، وانضم إلى الحزب بعد يومين فقط، والقاضي روهيت آريا من ماديا براديش، الذي تقاعد في إبريل 2024، وانضم إلى الحزب في يوليو من العام نفسه. و"المأساة الحقيقية أن كل ذلك يُرتكب باسم القومية الهندوسية، في ظل غياب شبه تام لأي رد فعل شعبي، بل أن قطاعات واسعة من المواطنين الهندوس تتعامل مع الكراهية الموجّهة ضد المسلمين باعتبارها نوعا من الانتقام من الحكم الإسلامي في الماضي، أو وسيلة لاستعادة ما يصفونه بالهوية الهندوسية الأصيلة"، يقول هارش ماندر، رئيس مؤسسة قافلة المحبة (تُعنى بالدفاع عن القيم الدستورية في الهند). بينما يحذر محمد أفضل، المتحدث باسم حزب المؤتمر الهندي المعارض من تبعات استمرار هذا المسار الذي من شأنه أن يُلحق ضررا بالغا بالنسيج الاجتماعي داخل الهند، ويقوّض مكانتها الإقليمية والدولية كدولة ديمقراطية تعددية"، قائلا: "ما نشهده من تصعيد في الخطاب القومي لا يهدد فقط الداخل، بل ينعكس على علاقات الهند بجيرانها، وسط مشهد دبلوماسي يزداد توترا".

العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
لافروف يلتقي مع عراقجي ويجدد عرض موسكو المساعدة في حل النزاع النووي
قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف التقى، اليوم الأحد، نظيره الإيراني عباس عراقجي على هامش قمة بريكس، حيث جدد عرض موسكو المساعدة في حل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي. وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن لافروف ندد مجددًا، خلال محادثاته في ريو دي جانيرو مع عراقجي، بالضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران الشهر الماضي، "بما في ذلك قصف البنية التحتية للطاقة النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأوضح البيان أن لافروف شدد على ضرورة حل جميع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني عبر الدبلوماسية، مؤكدًا استعداد موسكو "لتقديم المساعدة في إيجاد حلول مقبولة للطرفين، بما في ذلك المبادرات التي طرحها الرئيس الروسي في وقت سابق". وكان عراقجي قد أجرى محادثات في موسكو الشهر الماضي، خلال النزاع الذي استمر 12 يومًا. رصد التحديثات الحية "تليغراف": صواريخ إيران أصابت 5 منشآت عسكرية إسرائيلية مباشرة وتنفي إيران سعيها لتطوير أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية. فيما تقول روسيا، التي تربطها بطهران شراكة استراتيجية غير مشروطة ببند دفاع متبادل، إن من حق إيران امتلاك برنامج سلمي للطاقة النووية. كما أكدت موسكو استعدادها للوساطة في الأزمة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، وعرضت استضافة اليورانيوم الإيراني وتخزينه لديها كجزء من حل تفاوضي. وكان الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب قد أعرب عن "انفتاحه" على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل. وأكد ترامب في الوقت نفسه أنه ليس هناك "موعد نهائي" لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، وفق ما أفادت صحافية في شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية. (رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
الأسواق تترقب مهلة ترامب للرسوم: الدولار عند أدنى مستوى في سنوات وانخفاض الذهب
اقترب الدولار من أدنى مستوى له منذ 2021 مقابل اليورو وأقل مستوياته منذ 2015 مقابل الفرنك السويسري اليوم الاثنين، في الوقت الذي تراجع فيه الذهب أيضا مع ترقب المتعاملين لأي تطورات بشأن التجارة مع اقتراب موعد نهائي للرسوم الجمركية حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب . ومن المرتقب أن يتعرض معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين يوم الأربعاء لرسوم جمركية أكثر حدة، في نهاية مهلة 90 يوما حددها ترامب، الذي قال أمس الأحد إن الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من أول أغسطس/ آب. وأكد ترامب أن إدارته تقترب من وضع اللمسات الأخيرة على عدد من الاتفاقات التجارية في الأيام المقبلة، وأنه سيعلن أسماء نحو 12 دولة في وقت لاحق من اليوم ستتلقى رسائل برسومها الجديدة الأعلى. وحتى الآن، لم تبرم سوى بريطانيا والصين وفيتنام صورا من الاتفاقات التجارية مع البيت الأبيض. الدولار عند أدنى مستوى في سنوات وفي أسواق العملات، أثرت حالة الضبابية بشأن الرسوم الجمركية بشكل خاص على الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي الحساسين للمخاطر، وذلك قبيل قراري السياسة النقدية في كلا البلدين في اليومين المقبلين. وكتب جيمس كنيفتون، وهو أحد كبار المتعاملين في العملات لدى كونفيرا، في مذكرة للعملاء: "يبدو أن تقلبات السوق أمر لا مفر منه عندما تنتهي المهلة رسميا ويتم الإعلان عن مستويات الرسوم الجديدة". وأضاف أنه في الوقت نفسه "ربما يكون التأثير أقل حدة هذه المرة... فعلى عكس الإعلانات السابقة عندما تجاوزت مستويات الرسوم الجمركية التوقعات، فإن المقترحات الحالية متوقعة إلى حد كبير. وعلاوة على ذلك، يبدو أن الأسواق تتوقع استمرار تمديد المواعيد النهائية". ونزل الدولار مقابل الفرنك السويسري بشكل طفيف إلى 0.7949 فرنك اليوم، متراجعا إلى المستوى المنخفض الذي سجله في أول يوليو/ تموز عند 0.7869 فرنك، وهو مستوى لم يصل إليه منذ يناير/ كانون الثاني 2015. وتراجع اليورو 0.2% إلى 1.1767 دولار، ولم يبتعد كثيرا عن أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2021 الذي سجله في أول يوليو/ تموز عند 1.1829 دولار. اقتصاد دولي التحديثات الحية محادثات مكثفة في واشنطن قبيل انتهاء مهلة ترامب بشأن الرسوم الجمركية وانخفض الجنيه الإسترليني 0.3% إلى 1.3615 دولار، لكنه لا يزال قريبا بعض الشيء من مستوى أول يوليو/ تموز البالغ 1.3787 دولار والذي كان أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021. وارتفع الدولار 0.3% مقابل العملة اليابانية إلى 145.04 يناً، ليعكس مساره بعد انخفاض سابق. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل عملات رئيسية أخرى، 0.2% إلى 97.145، محوما فوق مستوى يوم الثلاثاء الماضي، الذي بلغ 96.373، والذي كان الأدنى منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف العام. وانخفض الدولار الأسترالي 0.8% إلى 0.6502 دولار، ليزداد تراجعا عن أعلى مستوى له في ثمانية أشهر تقريبا عند 0.6590 دولار. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.7% إلى 0.6010 دولار. وارتفع الدولار بنحو 0.3% مقابل كل من الدولار الكندي والبيزو المكسيكي، ليسجل في أحدث تعاملات 1.3640 دولار كندي و18.6548 بيزو. انخفاض أسعار الذهب وفي أسواق المعادن النفيسة، انخفضت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعدما أشار الرئيس الأميركي إلى إحراز تقدم في عدد من الاتفاقيات التجارية وإعلانه عن تمديد مهلة الرسوم الجمركية للعديد من الدول، ما قلص الطلب على المعدن النفيس الذي يعتبر ملاذا آمنا. وبحلول الساعة 02.32 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 3314.21 دولارا للأوقية (الأونصة). وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6% إلى 3322 دولارا. اقتصاد دولي التحديثات الحية قبلة الحياة لعملة البريكس: دول تقود المعركة ضد "دولرة" العالم وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في أواندا: "هذا الإرجاء قصير الأجل (من قبل الولايات المتحدة) يتسبب في هذا الضعف اليومي في سعر الذهب في الوقت الحالي". وأدت المخاوف من التضخم المدفوع بالرسوم الجمركية إلى توقعات بتخفيضات أبطأ في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي). وتظهر العقود الآجلة لأسعار الفائدة أن المتداولين لم يعودوا يتوقعون خفض أسعار الفائدة من جانب المركزي الأميركي هذا الشهر، ويتوقعون ما مجموعه تخفيضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول نهاية العام. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.8% إلى 36.81 دولارا للأوقية، وتراجع البلاتين 0.8% إلى 1380.55 دولارا للأوقية، ونزل البلاديوم واحدا بالمائة إلى 1123.31 دولارا للأوقية. (رويترز، العربي الجديد)