logo
5 سنوات على كوفيد-19.. تحذيرات أوروبية من التهاون في الاستعداد للأزمات الصحية القادمة

5 سنوات على كوفيد-19.. تحذيرات أوروبية من التهاون في الاستعداد للأزمات الصحية القادمة

يورو نيوز١١-٠٣-٢٠٢٥

في الذكرى الخامسة لإعلان كوفيد-19 جائحة عالمية، أكدت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات حاجة لحبيب، في حديث لـ"يورونيوز"، أن التهاون في مواجهة الأزمات الصحية لم يعد خيارًا، مشددة على أهمية تعزيز الجاهزية لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
اعلان
مع بداية الجائحة، وجدت دول العالم، بما فيها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، نفسها في سباق محموم لتأمين الإمدادات الأساسية لمواجهة الأزمة الصحية الطارئة، وسط مخاوف من انهيار الأنظمة الصحية.
وبعد مرور خمس سنوات، ورغم التقدم المحرز في الاستعدادات، لا تزال هناك تحديات عديدة تستدعي مزيدًا من الجهود، لا سيما في ما يتعلق بآليات التخزين، وفق ما صرّحت به لحبيب، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني مع "يورونيوز". يورونيوز: بعد مرور خمس سنوات على الجائحة، كيف أصبح الاتحاد الأوروبي أكثر استعدادًا لمواجهة أزمة صحية مماثلة؟
لحبيب: باغتت جائحة كوفيد-19 الاتحاد الأوروبي والعالم بأسره، مخلفةً تداعيات غير مسبوقة. لكن بفضل التزام العاملين في المجال الصحي، والدور الفاعل للباحثين وصُناع الأدوية، والتعاون الوثيق بين دول الاتحاد وشركائه الدوليين، تمكنّا من تجاوزها.
واستجابةً لهذه الأزمة، تم إنشاء "الاتحاد الصحي الأوروبي" لتعزيز التأهب الصحي. كما عزز الاتحاد الأوروبي استثماراته في حلول طويلة الأجل، مما مكّن المفوضية الأوروبية، والوكالة الأوروبية للأدوية، والمركز الأوروبي لمكافحة الأوبئة، من تطوير قدراتها في اكتشاف التهديدات الصحية والاستجابة السريعة لها.
وأنشأنا هيئة التأهب والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية (HERA) لضمان الوصول إلى الأدوية والمعدات الضرورية خلال الأزمات، مع تعزيز التعاون الدولي في تطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات. كما تساهم الهيئة في دعم الابتكار، وتسهيل عمليات شراء التدابير الطبية على مستوى الاتحاد الأوروبي.
إضافةً إلى ذلك، تحرص الوكالة الأوروبية على تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي في التصدي لحالات الطوارئ الصحية. وفي إطار استراتيجيتنا الصحية العالمية، نواصل إعطاء الأولوية للأمن الصحي العالمي، عبر دعم أنظمة المراقبة والتأهب، وتمكين إنتاج اللقاحات على المستوى الإقليمي. كما نواصل قيادة الاستجابات الطارئة لمكافحة تفشي الأوبئة مثل إمبوكس، إيبولا، وماربورغ.
ومع ذلك، لا يمكننا التهاون، إذ يتطلب المشهد الصحي المتغير يقظة دائمة. لذلك، سنقدم بحلول الصيف استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتأهب الصحي، إلى جانب استراتيجية التدابير الطبية المضادة، لضمان استجابة أكثر فاعلية للأزمات المستقبلية. يورونيوز: ما هي أبرز الثغرات التي لا تزال بحاجة إلى معالجة، وما الخطوات المطلوبة لضمان استعداد الدول الـ 27 بشكل أكثر كفاءة لمواجهة أزمات صحية مماثلة؟
لحبيب: رغم التقدم الكبير الذي أحرزناه في السنوات الأخيرة مقارنة بالماضي، إلا أن هناك جوانب عديدة لا تزال تتطلب مزيدًا من الجهود لضمان الجاهزية التامة لأي أزمة صحية مستقبلية.
ما نزال نواجه نقصًا في اللقاحات والعلاجات والتشخيصات لمجموعة من مسببات الأمراض شديدة الخطورة. ويعمل الاتحاد الأوروبي بشكل مكثف مع الشركاء الدوليين لتطوير حلول أو نماذج أولية يمكن تكييفها بسرعة عند الحاجة.
وعلى سبيل المثال، إنفلونزا الطيور لا تزال تشكل تهديدًا متزايدًا، خاصة مع تصاعد حالات انتقال العدوى إلى البشر في الولايات المتحدة. كما يؤدي تغير المناخ إلى انتشار الأمراض المنقولة عبر الحشرات، مثل حمى الضنك وفيروس غرب النيل في أوروبا، ما يستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتطوير العلاجات المناسبة.
وإلى جانب ذلك، تشكل مقاومة مضادات الميكروبات تهديدًا متفاقمًا، حيث تتسبب في وفاة 35,000 شخص سنويًا داخل الاتحاد الأوروبي. لهذا، تستثمر الوكالة الأوروبية للطوارئ الصحية في تطوير مضادات ميكروبية جديدة، مع ضمان توفير العلاجات اللازمة.
وتظل تحديات سلاسل التوريد والتنسيق المحدود بين الدول عائقًا أمام تأمين الإمدادات الطبية بشكل مستدام. كما أن المخاطر الناجمة عن النزاعات المسلحة أو الحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية تفرض الحاجة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين المدني والعسكري، إلى جانب تعزيز مرونة وكفاءة الأنظمة الصحية.
وعلى الصعيد الدولي، تواجه منظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات المعنية نقصًا متزايدًا في الموارد والقدرات اللازمة لرصد الأزمات الصحية والاستجابة لها، وهو ما يزيد من المخاطر ويعمّق حالة عدم اليقين عالميًا. يورونيوز: هل يمكنك تقديم لمحة عن اتفاقية المشتريات المشتركة؟ وهل تم تنفيذ أي عمليات شراء مشتركة بالفعل، وما هي النتائج الأولية؟
لحبيب: أثبتت عمليات الشراء المشتركة في الاتحاد الأوروبي دورها الحيوي خلال جائحة كوفيد-19، حيث ضمنت توزيع اللقاحات بشكل عادل في جميع الدول الأعضاء. ومنذ ذلك الحين، أصبحت اتفاقية المشتريات المشتركة (JPA) نموذجًا يُحتذى به في مجالات أخرى، مثل الدفاع والطاقة.
وتتيح هذه الاتفاقية لـ 37 دولة مشاركة تنسيق تأمين التدابير الطبية المضادة بشكل جماعي، مما يضمن الوصول العادل إلى الإمدادات، خاصةً في الأسواق الصغيرة، ويعزز التأهب الصحي على مستوى الاتحاد الأوروبي. اعلان
وإلى جانب لقاحات وعلاجات كوفيد-19، تم استخدام آلية المشتريات المشتركة لتوفير لقاحات امبوكس، مضادات مرض الدفتيريا، ولقاحات الإنفلونزا الجائحة. كما تدرس المفوضية الأوروبية توسيع نطاق الاتفاقية لتشمل منتجات حيوية أخرى.
وتعزز هذه الآلية أيضًا التضامن العالمي، حيث مكّنت العقود المبرمة على مستوى الاتحاد الأوروبي من تأمين جرعات لقاح إمبوكس للشركاء الأفارقة بسرعة، بعد إعلان الفيروس حالة طوارئ صحية عالمية في عام 2024. يورونيوز: قبل الصيف، من المقرر أن تقدم المفوضية الأوروبية استراتيجية التخزين واستراتيجية التدابير الطبية المضادة. كيف ستتكامل هذه الاستراتيجيات مع قانون الأدوية الحرجة؟
لحبيب: التأهب والمرونة عنصران أساسيان في تعزيز قدرة أوروبا على التنبؤ بالأزمات الصحية والوقاية منها والاستجابة لها بفعالية. وفي هذا الإطار، تستعد المفوضية الأوروبية خلال النصف الأول من العام الجاري لإطلاق مبادرات رئيسية تهدف إلى بناء اتحاد أكثر صلابة وقدرة على مواجهة الأزمات.
تتضمن هذه الجهود استراتيجية الاتحاد للتأهب، التي من المقرر اعتمادها في آذار/مارس، حيث ستضع نهجًا شاملاً لتعزيز الاستعداد لمواجهة الطوارئ الصحية. وفي حزيران/يونيو، سيتم اعتماد استراتيجية التدابير الطبية المضادة، التي تهدف إلى تسريع تطوير اللقاحات والعلاجات، مع تعزيز الأمن الصحي للاتحاد الأوروبي وتعزيز مكانته في القطاعات الاستراتيجية مثل التكنولوجيا الحيوية. اعلان
وإلى جانب ذلك، ستضمن استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتخزين توفير الإمدادات الحيوية بسهولة أكبر، من خلال تحسين التنسيق بين الاحتياطيات الوطنية واحتياطيات الاتحاد الأوروبي، مما يسهم في سد أي فجوات محتملة في سلاسل الإمداد.
أما قانون الأدوية الحرجة، المزمع اعتماده مستقبلاً، فسيعالج مواطن الضعف التي كشفتها جائحة كوفيد-19، مع التركيز على تنويع الإنتاج داخل الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاستقلالية والمرونة في مواجهة أي أزمات صحية قادمة. يورونيوز: في بداية الجائحة، كان نقص معدات الوقاية الشخصية أحد أبرز التحديات، و لم تكن الكميات المتاحة كافية، كما لم يكن بالإمكان إنتاج ما يكفي منها. هل يدخل ذلك ضمن استراتيجية التخزين أم استراتيجية التدابير الطبية المضادة؟
لحبيب: تُعد معدات الوقاية الشخصية، مثل الكمامات والقفازات الطبية وأجهزة التنفس، عنصرًا أساسيًا في الاستجابة للأزمات الصحية. خلال المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19، أدى النقص الحاد في هذه المعدات إلى منافسة بين الدول الأعضاء، مما ترك العاملين في القطاع الصحي دون الحماية اللازمة.
وفي إطار المساعي المبذولة لتفادي تكرار هذا السيناريو، أصبحت معدات الوقاية الشخصية جزءًا من التخزين الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي ضمن آلية RescEU، التي تهدف إلى تأمين احتياطيات طوارئ جاهزة للاستخدام. وقد استثمرت الوكالة الأوروبية للطوارئ الإنسانية 1.2 مليار يورو في تخزين التدابير الطبية المضادة، بما في ذلك وسائل الحماية من المخاطر الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. اعلان
وعام 2022، أطلقت الوكالة الأوروبية للاستجابة للطوارئ الإنسانية نظام الشراء الديناميكي لمعدات الوقاية الشخصية، الذي يسمح للموردين المعتمدين مسبقًا بتسريع عمليات الشراء خلال الأزمات، ما يضمن استجابة أسرع وفعالية أكبر في توزيع المعدات.
وإلى جانب التخزين، يعمل الاتحاد الأوروبي على الاستثمار في تطوير معدات وقاية شخصية أكثر ابتكارًا واستدامة، مع تقييم القدرة الإنتاجية لتعزيز سلاسل التوريد. وتأتي استراتيجية التدابير الطبية المضادة لتعزيز هذه الجهود، وضمان توافر معدات الوقاية الشخصية بكميات كافية لمواجهة أي أزمات مستقبلية. يورونيوز: اشتكت المديرية العامة من تحفظ الدول الأعضاء فيما يتعلق بمشاركة بيانات التخزين، ما يحول دون امتلاك المديرية نظرة شاملة على المخزون المتوفر في الاتحاد الأوروبي. هل يمكن للاستراتيجية الجديدة معالجة هذه المشكلة؟ وكيف يمكن تجاوز مسألة السرية التي تفرضها الدول الأعضاء في هذا المجال؟ إذا كانت هناك مشاورات سابقة معهم، فما هي ردود أفعالهم حيال ذلك؟
لحبيب: غالبًا ما تُبقي الدول الأعضاء مستويات مخزونها سرية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وهو أمر مفهوم، إذ تتردد العديد من الحكومات في الكشف عن هذه المعلومات.
وللتعامل مع هذا التحدي وتحسين التنسيق، وضعت الوكالة الأوروبية للاستجابة للطوارئ الإنسانية أطرًا آمنة لتبادل المعلومات، ترتكز على الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء. وفي عام 2024، نظمت الوكالة اجتماعات سرية لمناقشة المخزون المتعلق بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، ضمن بيئة تضمن سرية البيانات وتسهّل التعاون. اعلان
وبدلًا من مطالبة كل دولة بالكشف عن مخزونها، تعمل الوكالة على تقدير الاحتياجات التي قد تبرز خلال الأزمات. يتيح ذلك مناقشة أفضل السبل لدعم الاحتياطيات الوطنية من خلال آليات الاتحاد الأوروبي، دون المساس بسيادة الدول الأعضاء على مخزوناتها.
وعلى مدى السنوات الماضية، أسهم التعاون المتزايد في بناء ثقافة مشتركة للتأهب بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، ما سمح بمعالجة تحديات التخزين بشكل جماعي. واستنادًا إلى هذا النهج، أُطلق مشروع مشترك لتطوير الاحتياطيات الاستراتيجية بميزانية قدرها 10 ملايين يورو، تقوده فنلندا بمشاركة 21 دولة عضو. هذا التعاون يعكس استعداد الدول الأعضاء للعمل مع المفوضية بشأن قضايا التخزين الاستراتيجي. يورونيوز: سؤال أخير يتعلق بنطاق عملكم الواسع في مجال التأهب للأزمات، بالنظر إلى تنوع الأزمات التي تواجهها أوروبا. ما هي خططكم للنصف الثاني من العام؟
لحبيب: أصبحت الأزمات أكثر تكرارًا وتعقيدًا، بدءًا من تغير المناخ إلى حالات الطوارئ الإنسانية والصراعات وتفشي الأمراض المعدية. خلال الصيف، لا تقتصر استعدادات أوروبا على مواجهة حرائق الغابات والفيضانات والجفاف، بل تمتد أيضًا إلى التصدي لتفشي الأمراض المنقولة.
وتعزيز الجاهزية يجب أن يكون عملية مستمرة، وليس مجرد استجابة لمرة واحدة فقط. والاستراتيجيات التي سيتم اعتمادها في النصف الأول من العام ستشكل أساسًا لنموذج جديد وشامل لإدارة الأزمات، يقوم على إشراك المجتمع بأسره ومختلف أجهزة الدولة. اعلان
وفي النصف الثاني من عام 2025، سيتم التركيز على تنفيذ هذه الاستراتيجيات. ومن أبرز المحطات المنتظرة اقتراح "الإطار المالي المتعدد"، الذي سيحدد تمويل الاتحاد الأوروبي في مجال التأهب والاستجابة لما بعد عام 2027. وإن تأمين الموارد الكافية ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو ضرورة استراتيجية لحماية المواطنين وضمان استمرار دور أوروبا الريادي في إدارة الأزمات.
إلى جانب ذلك، يلعب رفع الوعي العام، وخاصة بين الشباب، دورًا حاسمًا في تعزيز التأهب، فالتصدي للأزمات يعتمد على مشاركة الجميع وتبادل المعرفة. ولهذا السبب، نظمنا مؤخرًا حوارًا حول السياسات الشبابية، حيث ناقش الشباب أسس الاستعداد للأزمات، بما في ذلك العناصر الأساسية التي ينبغي أن تحتويها حقيبة الطوارئ.
واستنادًا إلى هذه المبادرات، سيتم العمل على تعزيز تبادل المعرفة على المستوى الأوروبي، لضمان انتشار أفضل الممارسات والخبرات بين الدول. مثل هذه التبادلات تكتسب أهمية كبيرة وستواصل تشكيل أساليب تعزيز التأهب العملي على جميع المستويات.
وفي النهاية، تبقى قوة الاتحاد الأوروبي مرهونة بقدرته على التأهب والاستعداد، وهو التزام يجب أن يتحمله الجميع بلا استثناء. اعلان

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جو بايدن مصاب بسرطان البروستاتا.. إليك أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن المرض
جو بايدن مصاب بسرطان البروستاتا.. إليك أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن المرض

يورو نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • يورو نيوز

جو بايدن مصاب بسرطان البروستاتا.. إليك أبرز المعلومات التي يجب معرفتها عن المرض

أفاد مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يوم الأحد بأنه تم تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا العدواني، وهو حاليًا يراجع خيارات العلاج مع أطبائه. ويُعد سرطان البروستاتا قابلًا للعلاج بشكل كبير إذا اُكتشف مبكرًا، لكنه في الوقت نفسه السبب الثاني الأكثر شيوعًا للوفاة الناجمة عن السرطان لدى الرجال في الولايات المتحدة. وبحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن واحد من بين كل ثمانية رجال يُشخص لديه سرطان البروستاتا في مرحلة ما من حياته. وفي الاتحاد الأوروبي، يُسجل سرطان البروستاتا كأكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الرجال، حيث يصيب نحو 330,000 حالة سنويًا. فيما يلي أبرز المعلومات التي ينبغي معرفتها حول سرطان البروستاتا المنتشر. البروستاتا هي عضو صغير ينتمي إلى الجهاز التناسلي الذكري، وتقوم بإفراز سائل يُشكل جزءًا أساسيًّا من السائل المنوي. وتقع هذه الغدة أسفل المثانة وتحيط بجزء من مجرى البول، وهو الأنبوب المسؤول عن نقل البول والسائل المنوي خارج الجسم عبر القضيب. عادةً ما لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا، إلا عندما يكبر الورم ويبدأ بالضغط على مجرى البول، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS). وعند ظهور الأعراض، قد تشمل: الحاجة الملحة أو المتكررة إلى التبول، صعوبة في بدء عملية التبول، ضعف في تدفق البول، أو وجود دم في البول أو السائل المنوي. وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أبلغ عن زيادة في أعراض التبول، وتم فحصه الأسبوع الماضي من قبل أطبائه، الذين اكتشفوا وجود عقدة غير طبيعية في البروستاتا. وأفاد مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بأن التشخيص الذي أُجري يوم الجمعة كشف عن إصابته بنوع عدواني من سرطان البروستاتا انتشر إلى العظام، وهو ما يجعل حالته أكثر خطورة مقارنة بسرطان البروستاتا الموضعي أو في مراحله المبكرة. وقال الدكتور ماثيو سميث، من مركز ماساتشوستس العام للسرطان التابع لمستشفى بريغهام ومستشفى النساء في الولايات المتحدة: "لقد شهدنا تحسنًا في النتائج على مدار العقود الماضية، ويمكن للمرضى أن يتوقعوا أن يتعايشوا مع سرطان البروستاتا النقيلي لمدة تتراوح بين أربع إلى خمس سنوات". وأضاف سميث: "إن هذا النوع من السرطان قابل للعلاج، لكنه في الوقت الحالي غير قابل للشفاء". وعندما تعتمد سرطانات البروستاتا على الهرمونات لنموها، كما هو الحال في حالة الرئيس بايدن، يمكن علاجها باستخدام أدوية تُقلل مستويات هذه الهرمونات في الجسم أو تمنع وصولها إلى خلايا السرطان. وتساعد هذه الأدوية في إبطاء نمو الخلايا السرطانية. وقال الدكتور سميث: "يتم علاج معظم المرضى في هذه المرحلة بالأدوية، ولا يُنصح عادةً بالخضوع للجراحة أو العلاج الإشعاعي". وتُصنَّف سرطانات البروستاتا من حيث شدة العدوانية باستخدام مقياس يُعرف بـ درجة غليسون ، والتي تتراوح عادةً بين 6 و10. عندما تكون الدرجة أعلى — مثل 8 أو 9 أو 10 — يُعتبر السرطان أكثر عدوانية وسرعة في النمو. وقد أفاد مكتب الرئيس بايدن بأن درجة غليسون الخاصة بحالته كانت 9، وهو مؤشر على أن سرطانه ينتمي إلى الفئة ذات العدوانية العالية.

عقار جديد قد يُحدث تحولًا نوعيا في علاج أخطر أنواع سرطان الثدي
عقار جديد قد يُحدث تحولًا نوعيا في علاج أخطر أنواع سرطان الثدي

يورو نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • يورو نيوز

عقار جديد قد يُحدث تحولًا نوعيا في علاج أخطر أنواع سرطان الثدي

أظهرت دراسة نُشرت يوم الثلاثاء 13 أيار/ مايو في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" العلمية، فعالية دواء "أولاباريب" في تقليص خطر الانتكاسات لدى المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي الوراثي، وهو من أنواع السرطان الخطيرة والمقاومة للعلاجات التقليدية. يُرصد سنويًا ما يقارب 3000 إصابة بهذا النوع من السرطان، والذي يُعد من الأنواع التي يصعب التعامل معها. وقد تبيّن أن "أولاباريب"، الذي يتمّ تناوله على شكل أقراص، يعمل على تعطيل آلية إصلاح الحمض النووي داخل الخلايا السرطانية، ما يتسبب بتلفها ويؤدي في النهاية إلى موتها. سبق أن أثبت العقار فعاليته عند استخدامه بعد الجراحة في حالات السرطانات الموضعية، أي التي لم تنتشر بعد. لكن المرحلة الثانية والثالثة من الدراسة، والتي تُعد من المراحل المتقدمة في الأبحاث السريرية، أثبتت فعالية الدواء عند استخدامه قبل إجراء جراحة الثدي. وقد بدت النتائج لافتة: بعد ثلاث سنوات من المتابعة، لم يظهر المرض مجددًا سوى لدى امرأة واحدة من بين النساء اللواتي تلقين الدواء قبل الجراحة. في المقابل، سُجّلت تسع إصابات جديدة وست وفيات ضمن مجموعة النساء اللواتي لم يتلقين العلاج. ورغم هذا التقدم، فإن اعتماد البروتوكول على نطاق واسع لا زال يتطلب مزيدًا من الدراسات على عينة أكبر من النساء. توقّعت دراسة نُشرت في مجلة "أنالس أوف أونوكلوجي" أن تشهد معظم دول أوروبا انخفاضًا في معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي بحلول عام 2025، إلا أن هذا التراجع لا يشمل كل الفئات العمرية، إذ تستثني التوقعات النساء اللواتي تجاوزن سن الثمانين. وتُشير الدراسة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيشهد انخفاضًا في معدل الوفيات بسرطان الثدي بنسبة 4% مقارنة بعام 2020، بينما ستكون وتيرة الانخفاض في المملكة المتحدة أكبر مقارنة ببقية الدول لتبلغ 6%. واستند البحث إلى بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، شملت الدول الخمس الكبرى من حيث عدد السكان في الاتحاد الأوروبي (ألمانيا، فرنسا، بولندا، إسبانيا، وإيطاليا)، إضافة إلى المملكة المتحدة. ويُعزى هذا التراجع إلى التطور المستمر في تقنيات الكشف المبكر والتشخيص الدقيق، إلى جانب تحسّن سبل العلاج، بحسب البروفيسور كارلو لا فيشيا، أستاذ الإحصاء الطبي وعلم الأوبئة في جامعة ميلانو، والمؤلف الرئيسي للدراسة. وقد حذّر الباحثون من أن بعض العوامل، مثل التدخين، والسكري، وزيادة الوزن، والسمنة، لا تزال تسهم في رفع معدلات الوفيات لأنواع معينة من السرطان.

الوكالة الأوروبية للأدوية تحذر من ارتباط نادر بين عقار تساقط الشعر "فيناسترايد" وأفكار انتحارية
الوكالة الأوروبية للأدوية تحذر من ارتباط نادر بين عقار تساقط الشعر "فيناسترايد" وأفكار انتحارية

يورو نيوز

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

الوكالة الأوروبية للأدوية تحذر من ارتباط نادر بين عقار تساقط الشعر "فيناسترايد" وأفكار انتحارية

أعلنت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي أن عقار "فيناسترايد"، المستخدم في علاج تساقط الشعر لدى الرجال، قد يرتبط بشكل نادر بظهور أفكار انتحارية لدى بعض مستخدميه، وذلك وفقًا لمراجعة أجرتها لجنة السلامة التابعة للوكالة الأوروبية للأدوية (EMA). وقد استندت اللجنة إلى مراجعة شملت 313 تقريرًا عن حالات ظهرت فيها أفكار انتحارية بين رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و41 عامًا كانوا يتناولون أقراص فيناسترايد بتركيز 1 ملغ، وهو التركيز الشائع استخدامه لعلاج الصلع الذكوري. ويُباع العقار تحت أسماء تجارية مثل "بروبيكيا"، في حين تُستخدم أقراص بتركيز 5 ملغ في علاج تضخم البروستاتا، وهي حالة تؤثر على التبول لدى الرجال. وبحسب بيان الوكالة، فإن غالبية التقارير التي تشير إلى ظهور تلك الأفكار الانتحارية جاءت من مستخدمي الأقراص ذات تركيز 1 ملغ، إلا أن "معدل حدوث هذا التأثير الجانبي لا يزال غير معروف بدقة". ورغم هذه الملاحظات، خلصت لجنة السلامة إلى أن الفوائد العلاجية لفيناسترايد ما زالت تفوق مخاطره المحتملة، ما يعني أن العقار سيبقى متاحًا في الأسواق. ومع ذلك، ستتضمن عبوات أقراص 1 ملغ مستقبلاً بطاقة تحذيرية جديدة تنبه المرضى إلى المخاطر النفسية المحتملة، وتوجههم نحو كيفية التعامل مع أي آثار جانبية، بما في ذلك انخفاض الرغبة الجنسية أو ضعف الانتصاب. وشددت الوكالة على ضرورة أن يتوقف أي شخص يعاني من اضطرابات مزاجية أو أعراض اكتئاب أثناء استخدام فيناسترايد عن تناوله فورًا، وأن يطلب المشورة الطبية دون تأخير. وفي إجراء احترازي مماثل، قررت الوكالة أيضًا إضافة تحذيرات مماثلة إلى عقار "دوتاسترايد"، المستخدم هو الآخر في علاج تضخم البروستاتا، رغم عدم توفر أدلة مباشرة تربط بينه وبين أفكار انتحارية، وذلك بسبب تشابهه في آلية العمل مع فيناسترايد. وبينما تؤكد البيانات المتوفرة أن عدد الحالات المبلغ عنها يبقى محدودًا للغاية، إذ لم يتجاوز بضع مئات بين ما يقرب من 270 مليون مستخدم لفيناسترايد و82 مليون مستخدم لدوتاسترايد، ترى الوكالة أن تعزيز الوعي بهذه المخاطر -ولو النادرة- ضرورة لحماية صحة المستخدمين وتفادي أي مضاعفات نفسية محتملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store