
'مفاجأة يمنية' تربك الحسابات الأمريكية: تقنية 'وقود الهيدروجين' ترفع التحدي في وجه الجيش الأمريكي
كشفت الولايات المتحدة، الخميس، عن معلومات جديدة قد تغير قواعد الاشتباك مع اليمن، حيث أشارت منظمة أبحاث تسليح إلى أن تقنية خلايا وقود الهيدروجين قد تمنح القوات اليمنية 'عنصر مفاجأة' في مواجهتها المحتملة مع الجيش الأمريكي.
يأتي هذا الكشف في ظل تصاعد التوترات واستئناف العمليات اليمنية المساندة لغزة، وسط ترقب عودة المواجهات البحرية.
ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' عن المنظمة الأمريكية قولها إن هذه التقنية البسيطة، التي تعتمد على إنتاج الوقود من الماء، قد تمثل خطوة متقدمة في تطوير القدرات العسكرية اليمنية، خاصة فيما يتعلق بتشغيل الصواريخ والطائرات المسيرة.
ويأتي هذا الإعلان في توقيت حساس يتزامن مع تلميح إدارة ترامب إلى خطوات تصعيدية ضد اليمن، بما في ذلك احتمال قطع إمدادات الوقود.
وفي السياق ذاته، أصدر مكتب التحقيق من الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية تصريحاً مؤقتاً يسمح بإفراغ الوقود في اليمن حتى الثاني من أبريل. ومع ذلك، يبدو أن الحديث عن تقنية وقود الهيدروجين يعكس مخاوف أمريكية من أن اليمن قد تكون قد طورت بدائل محلية لتلبية احتياجاتها العسكرية، ما يعزز قدرتها على مواجهة أي تصعيد أمريكي محتمل.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المعلومات تستند إلى تقارير استخباراتية تؤكد تطوير القوات اليمنية لهذه التقنية، أو أنها مجرد تحليل استباقي يعكس قلق واشنطن من قدرات اليمن المتزايدة. لكن توقيت الحديث عن تقنية وقود الهيدروجين يشير إلى أن اليمن عززت قدراتها العسكرية مؤخراً، تحسباً لأي مواجهة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة.
تطور القدرات اليمنية في مجال الطاقة البديلة يمثل تحدياً جديداً للجيش الأمريكي، الذي اعتاد على الاعتماد على تفوقه التقني والتكنولوجي في ساحات القتال. وإذا ما ثبتت صحة هذه الادعاءات، فإن تقنية وقود الهيدروجين قد تمنح اليمن ميزة استراتيجية في أي مواجهة مستقبلية، مما يزيد من تعقيد المشهد العسكري في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الذكاء الاصطناعي يدخل على خط كأس العالم 2026
بدأت الولايات المتحدة مع اقتراب مونديال 2026 تسريع منح التأشيرات لجماهير كأس العالم 2026 باستخدام تقنيات ذكية وغير مسبوقة. وتستضيف الولايات المتحدة الأمريكية نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام بمشاركة 48 منتخبا ولأول مرة بالتعاون مع كندا والمكسيك، خلال الفترة بين 14 يونيو و13 يوليو المقبلين. ويأتي هذا التوجه في ظل مخاوف من تأخير منح التأشيرات للجماهير الراغبة في حضور البطولة، خصوصا من بعض الدول التي تعاني من فترات انتظار طويلة، مثل كولومبيا، حيث يصل وقت الانتظار للحصول على تأشيرة سياحية إلى 398 يوما. وخلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس تعزيز فرق العمل القنصلية وزيادة ساعات العمل، وربما اعتماد نظام العمل على مدار الساعة في بعض السفارات، لتلبية الطلب المرتفع المتوقع خلال فترة المونديال. وأشار روبيو إلى أن هناك توجها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتسريع المعالجة، خاصة للمتقدمين الذين سبق لهم الحصول على تأشيرات. وأثارت تصريحات روبيو الجدل، خاصة في ظل استمرار سياسات الهجرة الصارمة التي اتسمت بها إدارة ترامب. وقد عبر عدد من مشجعي المنتخبات المتأهلة عن قلقهم، لا سيما من دول لا تربطها علاقات دبلوماسية وثيقة مع الولايات المتحدة مثل إيران. ورغم ذلك، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جياني إنفانتينو، أن الجماهير ستكون محل ترحيب خلال البطولة، بينما أبدى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس موقفا أكثر تحفظا، مؤكدا أن على الزوار "العودة إلى بلادهم" بعد انتهاء البطولة. وتأتي هذه الاستعدادات ضمن سلسلة من الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الولايات المتحدة، بما في ذلك كأس العالم للأندية الشهر المقبل، ودورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 2028. يذكر أن أندرو جولياني، نجل رودي جولياني المحامي الشخصي السابق لترامب، تم تعيينه مديرا تنفيذيا لفريق العمل الرئاسي المكلف بالإشراف على تنظيم مونديال 2026. المصدر: RT


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
تقرير أمريكي: الاتفاق مع الحوثيين يظهر حاجة واشنطن إلى نهج متحفظ في التدخلات العسكرية
يمن إيكو|ترجمة: قال موقع 'ريل كلير ديفينس' الأمريكي المختص بالشؤون العسكرية، إن ضرورة لجوء إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع قوات صنعاء، تظهر حاجة الأخيرة إلى نهج متحفظ فيما يتعلق بالتدخلات العسكرية، لتجنب التورط في صراعات خارجية مكلفة. ونشر الموقع، اليوم الخميس، تقريراً رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، جاء فيه أن 'إدارة ترامب أشادت بوقف إطلاق النار مع الحوثيين باعتباره انتصاراً، حيث اتفقت الولايات المتحدة واليمن على إنهاء الأعمال العدائية بعد قرابة عامين من الغارات الجوية، وبينما يُعدّ اتفاق السلام إضافةً إيجابيةً في سجل إدارة ترامب في السياسة الخارجية، إلا أن ضرورته تُشير إلى ثغرة أعمق في السياسة الخارجية الأمريكية لم تُعالج بعد'. وأضاف التقرير أن 'اتفاق وقف إطلاق النار المُتفاوض عليه يظهر نقاط القوة والضعف التي يُمكن توقعها من السياسة الخارجية لإدارة ترامب في المستقبل، كما يُسلط الضوء على الحاجة المُلحة إلى نهج مُتحفظ من قِبَل صانعي السياسات الأمريكيين عند النظر في التدخل العسكري، وخاصةً ضد الجهات الفاعلة غير الحكومية'. ووفقاً للتقرير فإن 'استعداد الولايات المتحدة للجلوس على طاولة المفاوضات يظهر ميلها للمساومة التبادلية التي روّج لها الرئيس ترامب منذ بداية إدارته الثانية، فالانفتاح على النقاش الدبلوماسي وتفضيل الاتفاقيات التفاوضية أحادية الجانب من شأنهما أن يُتيحا لصانعي السياسات في واشنطن فرصاً لضبط النفس في السياسة الخارجية وتجنب المزيد من التعقيدات المكلفة مع حماية المصالح الأمنية الأمريكية، كما أن فكرة تفاوض الولايات المتحدة مع جهة فاعلة غير حكومية مثل الحوثيين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لم تكن لتخطر على بال قبل عشر سنوات، ومع ذلك، فإن هذا النوع من المساومة المدروسة تحديداً هو ما قد يكون محورياً لتجنب التورط مستقبلاً في صراعات خارجية'. واعتبر التقرير أن 'اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين يستدعي تأملاً من جانب صانعي السياسات في واشنطن العاصمة في أوجه القصور العميقة في السياسة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بأفضل السبل للتعامل مع التهديدات غير المتكافئة وغير التقليدية، فبينما يسهل اعتبار [الحملة في اليمن] انخراطاً عسكرياً منخفض التكلفة، نظراً لغياب القوات الأمريكية على الأرض، فإن الواقع هو أن إشراك القوات الأمريكية، حتى لو كان مجرد قوة جوية، لا يزال يعرض أرواحاً وموارد أمريكية للخطر'. وأضاف: 'أنفقت الولايات المتحدة ما يُقدر بسبعة مليارات دولار على قتال الحوثيين منذ أكتوبر 2023، حيث بلغت تكلفة عملية (الفارس الخشن) المكثفة مليار دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى وحدها، ويمكن أن تتراوح تكلفة كل ذخيرة تُطلق بين مليون و4.5 مليون دولار، في حين استمرت تكاليف الحفاظ على انتشار الأسطول وتجديد مخزونات الصواريخ في الارتفاع، لا سيما في ظل كثافة القصف الأمريكي في الربيع'. ورأى التقرير أن 'الأعباء المالية والمخاطر التي تتحملها الولايات المتحدة في البحر الأحمر تظهر سهولة توريط القيادة الأمريكية لقواتها المسلحة في صراعات خارجية، بالإضافة إلى فشل التخطيط الدفاعي الأمريكي في التصدي بفعالية للتهديدات الأمنية التي تُشكلها الكيانات غير الحكومية، فبينما ضمّ التحالف متعدد الأطراف الأولي (حارس الازدهار) ائتلافاً متنوعاً من الدول، استمرت الولايات المتحدة في تحمل التكاليف المالية والمادية لمكافحة التهديد الأمني الذي يُشكله الحوثيون'. وأوضح التقرير أن 'الاستمرار في الانخراط في صراعات عالمية، حتى بدون نشر قوات برية، هو منحدر زلق، ولا يخلو أبداً من عواقب، حيث يشير توقيت اتفاق وقف إطلاق النار إلى قلق محتمل في إدارة ترامب بشأن التكاليف المالية والمادية لمواصلة دعم الحملة كثيفة الموارد'. وأشار إلى أنه 'في المستقبل يجب على صانعي السياسات الأمريكيين أن يأخذوا عملية الراكب الخشن كدرس في الحاجة إلى ضبط النفس وتقاسم الأعباء جنباً إلى جنب'. وخلص التقرير إلى أنه 'بالنظر إلى المستقبل، ينبغي على صانعي السياسات التفكير في سبب ضرورة وقف إطلاق نار رسمي بين أقوى قوة عسكرية في العالم وميليشيا غير حكومية، وكيف يُمكن تجنب التمركز العسكري ضد التهديدات غير الحكومية من خلال استخدام أكثر تحفظاً للقوة في المستقبل'.


اليمن الآن
منذ 20 ساعات
- اليمن الآن
بعد أسبوعين من إنهائها.. ما هو تقييم الخبراء الأمريكيين لحملة ترامب ضد اليمن؟
يمن إيكو|ترجمة: أجمع خبراء أمريكيون بارزون على أن الحملة التي شنتها إدارة ترامب ضد اليمن فشلت، وأن قرار إنهائها كان نابعاً من انسداد أفقها وتزايد نتائجها العكسية، بما في ذلك التكاليف والاستنزاف المتسارع لموارد الجيش الأمريكي، مؤكدين أن وقف إطلاق النار في غزة هو الطريق الأمثل لوقف العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء. وفي مناقشة خلال فعالية لمركز 'ستيمسون' للأبحاث، نشرها موقع 'إينكستيك'، أمس الثلاثاء، ورصدها وترجمها 'يمن إيكو'، قال ويل أ. سميث، الباحث في المركز: 'كان إعلان الرئيس ترامب في السادس من مايو عن وقف إطلاق النار مع الحوثيين مفاجأة سارة، فقد أوقف الاتفاق الحملة الجوية الأمريكية في اليمن، مقابل وقف هجمات الحوثيين على السفن البحرية والتجارية الأمريكية، وسارع ترامب إلى إعلان النصر، على الرغم من أن وقف إطلاق النار لم يُسفر إلا عن عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحملة بين الولايات المتحدة والحوثيين، ومع ذلك، كان مُحقاً في ذلك، فقد كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى مخرج من حملة بلا نهاية واضحة ومخاطر متزايدة. وقد وفّر الاتفاق مخرجاً. والآن، يكمن التحدي في مقاومة الضغوط لاستئناف الضربات ضد الحوثيين'. وأضاف سميث أنه 'بينما تصدرت فضيحة (سيجنال جيت) عناوين الصحف، تم تجاهل مخاوف أكثر جدية بشأن العملية، وفي المقام الأول، عدم تحقق الجدوى الاقتصادية لمثل هذا العمل العسكري الضخم، فقد كان الأثر الاقتصادي لتغيير مسارات السفن لتجنب هجمات الحوثيين ضئيلاً بالنسبة للولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن تعود شركات الشحن إلى البحر الأحمر طالما استمرت حرب غزة، بغض النظر عن هجمات الحوثيين'. وقال إن 'أسلحة الحوثيين موزعة ومحمية ويسهل استبدالها، وهذا يجعل القضاء عليهم تماماً كما تعهد ترامب، شبه مستحيل، وفي الواقع، أشار مسؤول أمريكي بعد إعلان وقف إطلاق النار إلى أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون قدرات كبيرة، وهو ما أكده هجومهم الصاروخي الباليستي الأخير على المطار الرئيسي في إسرائيل'. وأشار سميث إلى أن الحملة الأمريكية ضد اليمن 'تحولت بسرعة إلى مهمة غير مستدامة ومفتوحة، مما أدى إلى صرف الموارد الشحيحة والاهتمام عن أولويات أكثر إلحاحاً، حيث أنفقت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار في شهرين فقط، مع إعادة تخصيص مجموعتين من حاملات الطائرات وأنظمة دفاع جوي مطلوبة لدعم العمليات، واستُنفدت مخزونات الذخائر الدقيقة بسرعة، مما زاد من إجهاد القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية وأثار قلق قيادة المحيطين الهندي والهادئ'. واعتبر أن 'مخاطر التصعيد، سواءً مع الحوثيين أو إيران، كانت أكثر أهمية من التكاليف المادية، ومع استمرار تعثر الحملة، سرعان ما اضطرت إدارة ترامب للاختيار بين وقفها أو مواصلة التصعيد.. وكان الضغط للتصعيد سيزداد حدةً في حال مقتل أفراد من الجيش الأمريكي في هجوم حوثي، وهو ما كان احتماله يتزايد يوماً بعد يوم مع استمرار الحملة'. وأضاف: 'لحسن الحظ، اختارت واشنطن الانسحاب، منهيةً بذلك مهمةً مضللةً ومحفوفةً بالمخاطر'، معتبراً أن 'إدارة ترامب تستحق الثناء لتراجعها عن عمليةٍ لم تكن لتؤدي إلى أي نتيجة، بدلاً من الوقوع ضحيةً لتفكير التكاليف الغارقة الذي أبقى الولايات المتحدة متورطةً في صراعاتٍ كثيرة'. ومع ذلك، أشار سميث إلى أن 'الإدارة الأمريكية لم تخرج من المأزق بعد، فلم تختفِ ضغوط التصعيد، حيث لا يزال الحوثيون يمتلكون ترسانة كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ، ويواصلون مهاجمة إسرائيل، ومن المحتمل جداً أن يستأنفوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر على ضوء التصعيد الإسرائيلي في غزة'. ورأى أنه 'مع ذلك، يجب على إدارة ترامب أن تواصل مسارها في مواجهة الدعوات الحتمية لإكمال المهمة في المرة القادمة التي يتصدر فيها هجوم الحوثيين عناوين الأخبار، وهناك دلائل واعدة على أن واشنطن لن تستسلم للضغوط لإعادة الانخراط مع استمرار الهجمات على إسرائيل، حتى أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أشار إلى أن للولايات المتحدة وإسرائيل مصالح مختلفة'. واعتبر سميث أن 'وقف الضربات في اليمن أتاح مجالاً للدفع نحو إنهاء حرب غزة، التي تُشكّل أساس هجمات الحوثيين. وقد دأب الحوثيون على ربط حملتهم بحرب إسرائيل على غزة، وعلّقوا هجماتهم خلال وقف إطلاق النار في يناير. وبالتالي، قد يكون وقف إطلاق النار في غزة- الذي يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة أصلاً- هو السبيل الأكثر ترجيحاً لإنهاء دائم لهجمات الحوثيين'. وقالت فريال آرا سعيد، الدبلوماسية الأمريكية السابقة والباحثة في مركز 'ستيمسون' إنه 'منذ البداية، شكك خبراء، بمن فيهم أحد العاملين في الإدارة الأمريكية، في أن قصف اليمن سيعيد الأمن البحري، فالحوثيون صامدون ولا تردعهم الغارات الجوية، وهو ما أدركته السعودية بعد قرابة عقد من الحرب في اليمن. كما انتقد ترامب بشدة الرئيس بايدن لإلقاء القنابل في جميع أنحاء اليمن بدلاً من السعي إلى الدبلوماسية. ومع ذلك، في مارس، شنّ ترامب تصعيده الخاص، بدون أي نهاية واضحة'. وأضافت أن 'الأساس الاقتصادي كان ضعيفاً، فلم يُسبب تغيير مسار الشحن التضخم الذي كان يخشاه الكثيرون.. ومن اللافت للنظر، أن نائب الرئيس، جيه دي فانس، أشار في تصريحاته خلال فضيحة (سيجنال جيت) إلى أن قناة السويس ليست حتى حيوية للتجارة الأمريكية، كما كانت الضربات باهظة التكلفة: فقد استُخدمت صواريخ أمريكية بقيمة مليوني دولار لإسقاط طائرات حوثية مُسيّرة بقيمة ألفي دولار. والأهم من ذلك، بالنسبة للولايات المتحدة التي تسعى للتركيز على آسيا وتنافس القوى العظمى مع الصين، فإن الاضطلاع بدور أعمق في اليمن لا يُمثل أي جدوى استراتيجية'. من جهتها قالت روزماري أ. كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز 'أولويات الدفاع' للأبحاث، إن 'الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن غير ضرورية، والتقارير بشأن قرار الرئيس ترامب بوقف الحملة فجأةً تشير إلى أنه توصل إلى نفس النتيجة، فبعد ثلاثين يوماً من الغارات الجوية، لم تُرسخ الولايات المتحدة تفوقها الجوي على الحوثيين، وعندما طُلب منها الإبلاغ عن النتائج، كان من اللافت للنظر أن أفضل مقياس نجاح قدّمته القيادة المركزية الأمريكية هو بيانات عن عدد الذخائر التي أُلقيت، وبدلاً من اتباع استراتيجية عسكرية مشكوك في جدواها، ينبغي على إدارة ترامب الضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، الأمر الذي من شأنه أن يُنهي مظالم الحوثيين الأساسية، ويعزز المصالح الأمريكية، ويُشكّل سياسةً جيدةً بحد ذاتها'. وأضافت أن 'استخدام القوة العسكرية فكرة سيئة، لأنها لن تُجدي نفعاً، فصواريخ الحوثيين وطائراتهم المُسيّرة صغيرة الحجم، ومحمولة، ومخبأة في أنحاء الريف اليمني، مما يُصعّب تحديد موقعها وتدميرها، وحتى لو أمكن العثور عليها جميعاً، فإن استبدال هذه الأسلحة رخيص، مما يعني أن الحوثيين يُمكنهم إعادة تسليح أنفسهم بسهولة. وإضافةً إلى ذلك، فإن النهج العسكري غير مُجدٍ من حيث التكلفة، حيث تستخدم الولايات المتحدة صواريخ بقيمة مليوني دولار لإسقاط طائرات مُسيّرة بقيمة ألفي دولار، وحسب بعض التقديرات، أنفقت الولايات المتحدة 6 مليارات دولار على قتال الحوثيين- بما في ذلك مليار دولار خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من غارات ترامب الجوية وحدها- دون إعاقة قدراتهم بشكل كبير'. وتابعت: 'الحوثيون شجعان، صامدون، وعازمون على القتال. لقد تحملوا سنوات من العقاب جراء الغارات الجوية السعودية خلال الحرب الأهلية اليمنية، ولم ينجوا فحسب، بل ازدهروا، مستغلين وحشية الغارات الجوية لتوسيع قاعدة دعمهم السياسي، وبالنسبة للحوثيين، يُعدّ التعرض لهجوم أمريكي شرفاً حقيقياً'. واعتبرت أن 'الضربات التي تستهدف قادة الحوثيين لن تجدي نفعاً أيضاً، فكما هو الحال مع أسلحتهم، يصعب تحديد مواقع قادة الحوثيين ويسهل استبدالهم. وقد تعافى التنظيم من مثل هذه الهجمات سابقاً، فقد قُتل زعيمه، حسين الحوثي، على يد قوات الحكومة اليمنية عام ٢٠٠٤. ومع ذلك، وبعد أكثر من ٢٠ عاماً، لا يزال التنظيم قائماً'. ووفقاً لها 'لم يكن قصف الحوثيين مجرد إهدارٍ لا طائل منه فقط، بل كان خطيراً، ففي أي وقتٍ يتدخل فيه الجيش الأمريكي، يكون خطر وقوع إصاباتٍ غير صفري. وإنه لأمرٌ مأساوي أن يُقتل عسكريون أمريكيون أثناء تأدية واجبهم، مهما كانت الظروف، وخاصةً إذا لم تكن العملية تحمل أي فائدة استراتيجية، وإذا نجح الحوثيون في قتل جنود أمريكيين، فسيضع ذلك ضغطاً كبيراً على ترامب للتصعيد انتقاماً، حتى لو كانت القيمة الأساسية للصراع منخفضة أو حتى سلبية، ستُجرّ الولايات المتحدة إلى معركةٍ خاسرةٍ أكثر فأكثر'. وقالت كيلانيك: 'إن حقيقة أن قصف الحوثيين لن يُجبرهم على التوقف على الأرجح تُولّد أيضاً معضلات، حيث كانت إدارة ترامب ستواجه خياراً مُريعاً، إما الاعتراف بالفشل أو مضاعفة جهودها لضرب الحوثيين بقوة أكبر، وقد دفع الفشل في هزيمة الحوثيين الولايات المتحدة بالفعل إلى التصعيد مرتين، إذ انتقل الرئيس بايدن إلى الضربات الجوية في يناير 2024 عندما فشلت الجهود البحرية في ديسمبر 2023 في ردع الحوثيين، وكثّف الرئيس ترامب القصف في مارس 2025 بعد إعلان فشل سياسة بايدن، ولو استمرت الحملة بدون تحقيق النتائج المرجوة، لكان الإغراء قوياً للتصعيد أكثر وتجنب التراجع'. وأكدت أنه 'حتى الآن، لم يوقف هجمات الحوثيين سوى أمر واحد هو وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحماس، الذي تم التفاوض عليه خلال فترة انتقال ترامب في يناير 2025. ولو لم تُستأنف الأعمال العدائية- ولو لم تُطلق إدارة ترامب جولة جديدة من الغارات الجوية- لربما ظل البحر الأحمر آمناً، وبالتالي يُعدّ تشجيع اتفاق جديد بشأن غزة أفضل فرصة لواشنطن لإقناع الحوثيين بالتراجع. ولكن إذا لم تُغتنم هذه الفرصة، أو استمر هجوم الحوثيين، فلا ينبغي للولايات المتحدة أن تُهدر مواردها مرة أخرى وتُخاطر بالتصعيد بدون أي مكسب استراتيجي'. واعتبر جريجوري برو، المحلل الأول لشؤون إيران والطاقة، في مجموعة 'أوراسيا' الاستشارية، أن الحملة الأمريكية ضد اليمن 'كانت مخيبة للآمال وربما كانت ذات نتائج عكسية'، مشيراً إلى أنه 'في البداية لم يكن من الدقيق القول إن البحر الأحمر مغلق أمام حركة المرور التجارية'. وأضاف: 'لقد تجنب الحوثيون ضرب السفن التي تحمل طاقة الشرق الأوسط- النفط والغاز والمنتجات المكررة- وأوقفوا الهجمات خلال وقف إطلاق النار في غزة في أوائل عام 2025 وأشاروا مراراً وتكراراً إلى أنهم سينهون الهجمات إذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار'. وتابع: 'لا شك أن شركات الشحن حريصة على خفض التكاليف والاستفادة من طريق البحر الأحمر، لكن شدة العمليات القتالية هناك ستثنيها على الأرجح عن ذلك، ومن هذا المنطلق، يُرجَّح أن تكون محاربة الحوثيين ذات نتائج عكسية، فأسرع سبيل لاستعادة حجم الشحن الأصلي عبر البحر الأحمر هو تحقيق سلام دائم في غزة، إذ سيظل الناقلون بعيدين ما دامت الصواريخ تحلق'.