logo
نبض متسارع وبطء زمن

نبض متسارع وبطء زمن

الرياضمنذ 2 أيام

أخاف من هذه الأماكن أحيانًا، ليس لأنها موحشة، بل لأنها تضع مرآة مختلفة أمامي، مرآة لا تعكس وجهي بل تعكس قلبي… تفضح حزني الصامت، وتنبش في داخلي أشياء كنت أظنّ أنني تجاوزتها، لكنها -في الوقت نفسه- تمنحني هدوءًا لا يشبه أي شيء آخر، كأنني التقطت شتاتي من ركن منسي..
بين الدرب المنحوت ونبضي المتسارع باتجاه ذاك البسط الشعبي أجدني أنفق الوقت -وربما العمر- في محاولة شراء 'قطعة من الماضي'. أمر غريب. تقودني قدماي، دون استئذان، نحو الأماكن العتيقة… كأنها تعرف أن في داخلي نداءً خافتًا لا يهدأ، حنينًا يتّخذ من خطواتي مركبًا يعود بي إلى ما قبل البدايات. أسير في الطرقات القديمة كما يسير طفل صغير إلى جوار أبيه، يلتصق بثوبه، يتعثر بخطواته، يثق أن في نهاية هذا الدرب ستكون هناك قطعة حلوى، أو كلمة تشبه الطمأنينة.
لوهلة، تمنيت لو أنها تنطق. كدت أسألها عن صانعها… عن طعمها الذي أذاب أغرى أنفاسنا قبل ألسنتنا. كم من الحب احتاج ليجعلها بهذا الإتقان؟ كم من الشوق، كم من الانتظار، كم من الذكريات اختبأت بين ثنايا هذا الحبك اللذيذ؟
ولماذا نحن، كلما اقتربنا من الحاضر، نُشدُّ من الخلف؟ كأن أرواحنا ترفض أن تمشي على الإسفلت الجديد، وتحنّ دوماً إلى تراب الأزقة، إلى أبواب تُفتح بصوتٍ حزين، إلى حديث الجدات تحت النخيل، إلى عبق القهوة على موقد حجري… لماذا تبدو الأشياء الأقدم دومًا أكثر صدقًا، أكثر حياة، وأكثر جدارة بأن نشاركها مع من نحب؟
ربما لأن الماضي لا يخدعنا. لا يُجَمِّل نفسه، لا يزيف صورته. إنه كما هو: موجوع، أصيل، دافئ، ومليء بما فقدناه. ربما لهذا السبب نبحث عنه في بازار قديم، أو في رائحة بخور، أو في قطعة حليّ من زمنٍ آخر، ثم نمنحها لصديق، لا لأنها غالية الثمن، بل لأنها تحكي قصة… ونعلم أن من يستحق صداقتنا، يستحق قصة لا تنتهي.
في تلك الأحياء التي طواها الزمن، لا تمشي الساعات كما نعرفها، بل تنام بين ضلوع الجدران، وتغفو في شقوق الأبواب الخشبية، وتحكي لنا -دون صوت- عن بشرٍ مرّوا، وعاشوا، وأحبوا، ثم رحلوا… وبقي الأثر.
الهواء مشبع برائحة المسك والبخور، والمكان مغلّف بخشب داكن نقشت عليه كلمات بلغة لا تُنسى، وزخارف تنتمي إلى زمن كان فيه الفنّ صلاة، والحرف نشيدًا. وعلى عتبة بازار صغير يختبئ وسط قلب المدينة العتيقة، أتوقف كما يتوقف القلب حين يتذكر حبًا قديمًا. لا أدري لمَ شدّني هذا المكان، ولا ما الذي جعلني أقضي فيه وقتًا أطول مما توقعت، كأنني في محاولة بطيئة لشراء 'قطعة من الماضي'، لعلّي أقدّمها هدية لصديق.
وهل حقًا يمكننا أن نمنح أحدًا شيئًا من الزمن الذي ولّى؟
هل يُهدى الحنين؟ هل يُلفّ بالأوراق ويُزيّن بشرائط ثم يُسلَّم بكل هذا الصدق؟
وبين أكوام المقتنيات التي أكل الدهر على بعضها وشرب، وقفت أمام قطعة حُليّ نحاسية، دافئة رغم البرودة، كأنها ما زالت تحتفظ بحرارة من صنعها، أو مَن ارتداها ذات يوم بحب. ضممتها في كفّي، كمن يعانق لحظة فرّت منه في غفلة، أحنيت رأسي نحوها، شممتها كما يُشمّ كتابٌ قديم، وتمنّيت لو تنطق… لو تخبرني عن الصانع، عن اليد التي صهرتها، عن القلب الذي أنفق من نبضه شيئًا ليجعل هذا المعدن يتكلّم بالجمال.
ثم تساءلت: لماذا نحن -حين نحب أحدًا بصدق- لا نهديه الجديد اللامع، بل القديم المشبع بالذكريات؟
ربما لأننا نعرف في أعماقنا أن الروح لا تتعلق بالبريق، بل بما يشبهها… بالأشياء التي خضعت للزمن ولم تنهزم، التي فقدت بعض بريقها لكنها ازدادت قيمة، كما يفعل القلب حين ينجو من الفقد ويظل قادرًا على الحب.
كثيرًا ما أفكر… هل نحن مَن نبحث عن الأماكن القديمة، أم أنها تحتفظ بنداءٍ لا يسمعه إلا من تشقّقت روحه من وطأة الأيام؟
كأن الجدران، كلما زاد عمرها، أصبحت أكثر رقة في البوح. لا تقول شيئًا، لكنها تجعلنا نبكي بلا سبب واضح، كأننا سمعنا اعترافًا صامتًا عن كل ما كنا نحتاج إلى سماعه.
حين أدخل هذه البقاع، لا أحمل حقيبة بل أحمل ذاكرة. لا أسير بجسدي، بل بقلبي الذي يعرف أن في هذا المكان شيئًا منه… شيئًا ضاع بين أحاديث الجدّات، وتكّات الساعات العتيقة، وبين رائحة الخبز في أفران الطين. إنني لا أشتري، بل أبحث عن نفسي… عن الطفل الذي كنتُه، حين كان يبكي لأسباب صغيرة، ويضحك لأسباب أصغر.
أخاف من هذه الأماكن أحيانًا، ليس لأنها موحشة، بل لأنها تضع مرآة مختلفة أمامي، مرآة لا تعكس وجهي بل تعكس قلبي… تفضح حزني الصامت، وتنبش في داخلي أشياء كنت أظنّ أنني تجاوزتها، لكنها - في الوقت نفسه - تمنحني هدوءًا لا يشبه أي شيء آخر، كأنني التقطت شتاتي من ركن منسي.
حين خرجت من السوق، شعرت أنني لم أخرج وحدي. ثمة طفل في داخلي خرج معي، ابتسم لي، وأمسك بكفّي. ربما لن أُهدي صديقي مجرد قطعة عتيقة بل ذاكرة، وهمسة، واعتذارًا مؤجلًا عن زمنٍ لم نحفظه جيدًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النتائج لا تنضج على نارٍ باردة
النتائج لا تنضج على نارٍ باردة

عكاظ

timeمنذ 32 دقائق

  • عكاظ

النتائج لا تنضج على نارٍ باردة

ليست كلمات تُلقى على عواهنها، بل قانون صارخ يحكم سير الكون والإنسان معاً: «النتائج لا تنضج على نارٍ باردة». إنها حكمة تختزل سر كل عظمة، وشرط كل إنجاز، وصيغة كل تحول حقيقي في دنيا الفرد والجماعة. فهي دعوة صريحة لمن أراد الوصول: أن يتحمل الوجع، ويصادق النار، لأن الثمرة اليانعة لا تُجنى إلا من شجرة سُقيت بعرق التحدي، ونمت تحت شمس الجهد المتوقد. تأمل في النجم المتألق في كبد السماء، أتظنه ولد بارداً هادئاً؟ كلا. لقد تشكل في رحم انفجار هائل، اندماج نووي محرق حوَّل المادة الخامدة إلى مصدر نور وحياة. ناره الذاتية هي سر بقائه، وغيابها موته. كذلك الإنسان الطامح إلى القمة - في العلم، الفن، القيادة، أو بناء الذات - لا يصعد سلالم المجد بقدمين مرتاحتين. طريق المعرفة محفوف بوجع السهر والتجريب والفشل المتكرر. مسار الإبداع يمر عبر أتون الشك والبحث المضني عن الجمال والحقيقة. نار الجهد المحرق، والرغبة المتوقدة، والصبر الناري على المكاره، هي الوقود الوحيد الذي يدفع المرء من سكون الأماني إلى حركة الإنجاز. انظر إلى «العلاقات الإنسانية العميقة»: هل تُبنى الثقة كقلعة على رمال اللامبالاة؟ هل يُنسج الحب المتين بخيوط البرود العاطفي؟ مستحيل. الصداقة الحقيقية تزهر في تربة المواساة الحارة وقت الشدائد، وتُسقى بدفء الوجود المستمر لا بالغياب المتكرر. الحب الزوجي الناضج يتطلب نار التضحية الصغيرة كل يوم، ووجع التفاهم عند الخلاف، وحرارة الصبر على نقائص النفس والآخر. العلاقة التي تُترك على «نار باردة» من الإهمال والاتكالية والأنانية، سرعان ما تتحول إلى رماد الفتور والانطفاء. النار هنا هي دفء البذل المستمر، ووهج المشاعر الصادقة، وجمر التغاضي عن الهفوات. وفي عالم المال والطموح وبناء الأمم، القانون أوضح من شمس الظهيرة. لا تقوم شركة عظيمة من فراغ الرغبات الباردة. «ريادة الأعمال» هي رقص على الجمر: وجع المخاطرة المحسوبة، حرارة العمل المتواصل حتى إرهاق الجسد، نار الإصرار الذي لا ينطفئ عند أول عاصفة فشل. الاقتصادات القوية لم تُشيَّد بخطط نظرية مجمدة، بل بتفاعل حار بين العقول المبتكرة ورؤوس الأموال الجريئة والأيادي العاملة التي تحترق حماسةً لتحقيق المستحيل. والمجتمعات التي تريد النهوض من غفوتها لا تنتظر معجزة باردة، بل تشعل نار المبادرة الفردية والجماعية، وتتحمل وجع التغيير، وتواجه الفساد والتخلف بحرارة المسؤولية المستمرة بالحق والعدل. النتائج الحضارية لا تنضج في صقيع السلبية والشكوى المجردة. حتى الطبيعة الصامتة تُرينا الدرس نفسه: «اللؤلؤة» الثمينة وُلدت من رحم الألم، حبة رمل دخلت محارة فتحملت الوجع، وأفرزت حولها مادةً تكلّلت بمر الزمن جوهرةً. الجبال الشامخة صعدت من أعماق الأرض عبر زلازل وحرائق باطنية هائلة، تحملت وجع التحول لتصير سيدة الأفق. «البذرة» التي تريد أن تصير شجرةً، لا تكفيها برودة التراب، بل تحتاج إلى نار الشمس لتحفيز نموها، وجهد الانكسار لقشرة الظلام، ووجع اختراق الصخور لتمتد جذورها نحو الحياة. إذن، «مصادقة النار» ليست دعوة للتدمير الذاتي أو التهور، بل هي اعتراف بالثمن الحتمي، فلا شيء ثمين يُمنح مجاناً. الألم الجهدي، والتعب، والتضحية، والتحدي، هي العملة الوحيدة لشراء العظمة. «فهمٌ لطبيعة التحول»: النضج والوصول عملية كيميائية تحتاج إلى حرارة (جهد، حماسة، إصرار) لتحدث التفاعل المطلوب وتحويل المادة الخام (الفكرة، الرغبة، القدرة) إلى نتيجة ملموسة. «استعدادٌ للخروج من السكون»: منطقة الراحة هي «النار الباردة» القاتلة. مصادقة النار تعني الرضا بالتوتر الإيجابي، والخروج المستمر من المألوف لمواجهة المجهول. «إيمانٌ بأن الوجع مؤقت، والإنجاز خالد»: ألم التدريب يزول ويبقى الجسد القوي، وجع الدراسة ينتهي ويبقى العلم، تعب البناء يختفي ويقف الصرح شامخاً. فليكن هذا العنوان شعاراً لكل راغب في الوصول: «النتائج لا تنضج على نارٍ باردة». فأشعل في قلبك جذوة الإرادة، واحتضن وجع السعي بصدق، وصادق النار التي تصهر العجز وتُخرج الذهب الخالص من تراب الذات. ففي الفرن الكوني العظيم، حيث تُطبخ العظائم وتُخبز الإنجازات، لا مكان للنار الفاترة. كن أنت الوقود، وكن أنت اللهيب، وستجد ثمار عملك – يانعةً وحلوة المذاق – تنضج في وقتها، شاهدةً على أنك تحملت الوجع، وصادقت النار، فحصدت المجد.. أخبار ذات صلة

نبض متسارع وبطء زمن
نبض متسارع وبطء زمن

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • الرياض

نبض متسارع وبطء زمن

أخاف من هذه الأماكن أحيانًا، ليس لأنها موحشة، بل لأنها تضع مرآة مختلفة أمامي، مرآة لا تعكس وجهي بل تعكس قلبي… تفضح حزني الصامت، وتنبش في داخلي أشياء كنت أظنّ أنني تجاوزتها، لكنها -في الوقت نفسه- تمنحني هدوءًا لا يشبه أي شيء آخر، كأنني التقطت شتاتي من ركن منسي.. بين الدرب المنحوت ونبضي المتسارع باتجاه ذاك البسط الشعبي أجدني أنفق الوقت -وربما العمر- في محاولة شراء 'قطعة من الماضي'. أمر غريب. تقودني قدماي، دون استئذان، نحو الأماكن العتيقة… كأنها تعرف أن في داخلي نداءً خافتًا لا يهدأ، حنينًا يتّخذ من خطواتي مركبًا يعود بي إلى ما قبل البدايات. أسير في الطرقات القديمة كما يسير طفل صغير إلى جوار أبيه، يلتصق بثوبه، يتعثر بخطواته، يثق أن في نهاية هذا الدرب ستكون هناك قطعة حلوى، أو كلمة تشبه الطمأنينة. لوهلة، تمنيت لو أنها تنطق. كدت أسألها عن صانعها… عن طعمها الذي أذاب أغرى أنفاسنا قبل ألسنتنا. كم من الحب احتاج ليجعلها بهذا الإتقان؟ كم من الشوق، كم من الانتظار، كم من الذكريات اختبأت بين ثنايا هذا الحبك اللذيذ؟ ولماذا نحن، كلما اقتربنا من الحاضر، نُشدُّ من الخلف؟ كأن أرواحنا ترفض أن تمشي على الإسفلت الجديد، وتحنّ دوماً إلى تراب الأزقة، إلى أبواب تُفتح بصوتٍ حزين، إلى حديث الجدات تحت النخيل، إلى عبق القهوة على موقد حجري… لماذا تبدو الأشياء الأقدم دومًا أكثر صدقًا، أكثر حياة، وأكثر جدارة بأن نشاركها مع من نحب؟ ربما لأن الماضي لا يخدعنا. لا يُجَمِّل نفسه، لا يزيف صورته. إنه كما هو: موجوع، أصيل، دافئ، ومليء بما فقدناه. ربما لهذا السبب نبحث عنه في بازار قديم، أو في رائحة بخور، أو في قطعة حليّ من زمنٍ آخر، ثم نمنحها لصديق، لا لأنها غالية الثمن، بل لأنها تحكي قصة… ونعلم أن من يستحق صداقتنا، يستحق قصة لا تنتهي. في تلك الأحياء التي طواها الزمن، لا تمشي الساعات كما نعرفها، بل تنام بين ضلوع الجدران، وتغفو في شقوق الأبواب الخشبية، وتحكي لنا -دون صوت- عن بشرٍ مرّوا، وعاشوا، وأحبوا، ثم رحلوا… وبقي الأثر. الهواء مشبع برائحة المسك والبخور، والمكان مغلّف بخشب داكن نقشت عليه كلمات بلغة لا تُنسى، وزخارف تنتمي إلى زمن كان فيه الفنّ صلاة، والحرف نشيدًا. وعلى عتبة بازار صغير يختبئ وسط قلب المدينة العتيقة، أتوقف كما يتوقف القلب حين يتذكر حبًا قديمًا. لا أدري لمَ شدّني هذا المكان، ولا ما الذي جعلني أقضي فيه وقتًا أطول مما توقعت، كأنني في محاولة بطيئة لشراء 'قطعة من الماضي'، لعلّي أقدّمها هدية لصديق. وهل حقًا يمكننا أن نمنح أحدًا شيئًا من الزمن الذي ولّى؟ هل يُهدى الحنين؟ هل يُلفّ بالأوراق ويُزيّن بشرائط ثم يُسلَّم بكل هذا الصدق؟ وبين أكوام المقتنيات التي أكل الدهر على بعضها وشرب، وقفت أمام قطعة حُليّ نحاسية، دافئة رغم البرودة، كأنها ما زالت تحتفظ بحرارة من صنعها، أو مَن ارتداها ذات يوم بحب. ضممتها في كفّي، كمن يعانق لحظة فرّت منه في غفلة، أحنيت رأسي نحوها، شممتها كما يُشمّ كتابٌ قديم، وتمنّيت لو تنطق… لو تخبرني عن الصانع، عن اليد التي صهرتها، عن القلب الذي أنفق من نبضه شيئًا ليجعل هذا المعدن يتكلّم بالجمال. ثم تساءلت: لماذا نحن -حين نحب أحدًا بصدق- لا نهديه الجديد اللامع، بل القديم المشبع بالذكريات؟ ربما لأننا نعرف في أعماقنا أن الروح لا تتعلق بالبريق، بل بما يشبهها… بالأشياء التي خضعت للزمن ولم تنهزم، التي فقدت بعض بريقها لكنها ازدادت قيمة، كما يفعل القلب حين ينجو من الفقد ويظل قادرًا على الحب. كثيرًا ما أفكر… هل نحن مَن نبحث عن الأماكن القديمة، أم أنها تحتفظ بنداءٍ لا يسمعه إلا من تشقّقت روحه من وطأة الأيام؟ كأن الجدران، كلما زاد عمرها، أصبحت أكثر رقة في البوح. لا تقول شيئًا، لكنها تجعلنا نبكي بلا سبب واضح، كأننا سمعنا اعترافًا صامتًا عن كل ما كنا نحتاج إلى سماعه. حين أدخل هذه البقاع، لا أحمل حقيبة بل أحمل ذاكرة. لا أسير بجسدي، بل بقلبي الذي يعرف أن في هذا المكان شيئًا منه… شيئًا ضاع بين أحاديث الجدّات، وتكّات الساعات العتيقة، وبين رائحة الخبز في أفران الطين. إنني لا أشتري، بل أبحث عن نفسي… عن الطفل الذي كنتُه، حين كان يبكي لأسباب صغيرة، ويضحك لأسباب أصغر. أخاف من هذه الأماكن أحيانًا، ليس لأنها موحشة، بل لأنها تضع مرآة مختلفة أمامي، مرآة لا تعكس وجهي بل تعكس قلبي… تفضح حزني الصامت، وتنبش في داخلي أشياء كنت أظنّ أنني تجاوزتها، لكنها - في الوقت نفسه - تمنحني هدوءًا لا يشبه أي شيء آخر، كأنني التقطت شتاتي من ركن منسي. حين خرجت من السوق، شعرت أنني لم أخرج وحدي. ثمة طفل في داخلي خرج معي، ابتسم لي، وأمسك بكفّي. ربما لن أُهدي صديقي مجرد قطعة عتيقة بل ذاكرة، وهمسة، واعتذارًا مؤجلًا عن زمنٍ لم نحفظه جيدًا.

شاهد بالفيديو.. في أول ظهور له بعد زواجه من الحسناء "حنين".. المطرب مأمون سوار الدهب يتغنى بأغنيات "نسيبه" الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز وساخرون: (النسابة عين شمس وأصبحت الوريث الشرعي لأغاني الجان)
شاهد بالفيديو.. في أول ظهور له بعد زواجه من الحسناء "حنين".. المطرب مأمون سوار الدهب يتغنى بأغنيات "نسيبه" الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز وساخرون: (النسابة عين شمس وأصبحت الوريث الشرعي لأغاني الجان)

سودارس

timeمنذ 2 أيام

  • سودارس

شاهد بالفيديو.. في أول ظهور له بعد زواجه من الحسناء "حنين".. المطرب مأمون سوار الدهب يتغنى بأغنيات "نسيبه" الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز وساخرون: (النسابة عين شمس وأصبحت الوريث الشرعي لأغاني الجان)

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن البروفة التي يستعد من خلالها سوار الدهب, لإحياء حفل جماهيري بالقاهرة, جاءت بعد إحتفاله بعقد قرانه من الحسناء حنين محمود عبد العزيز. ولفت الفنان مأمون سوار الدهب الأنظار بترديده في البروفة إحدى أغنيات الراحل محمود عبد العزيز, تمهيداً لتقديمها في حفله الجماهيري. ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, لتعليقات الجمهور فقد جاءت معظم التعليقات ساخرة, على شاكلة: (النسابة عين شمس), وتعليق آخر: (أصبحت الوريث الشرعي لأغاني الجان). محمد عثمان _ الخرطوم النيلين script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store