
جيل خارق من الأذكياء: هل يخطط وادي السيليكون لاحتكار الذكاء؟
ويشير مؤسس مشروع بيركلي للجينوم، تسفي بنسون-تيلسن، إلى أن هذه التكنولوجيا قد تكون واحدة من أفضل الطرق لضمان قدرة البشر على مواجهة التحديات المستقبلية، مثل السيطرة على الذكاء الاصطناعي المتقدم.
كما يقوم مستشارو المواعدة الفاخرة بترتيب لقاءات بين كبار التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا لشركاء محتملين، بهدف تعزيز فرص إنجاب أطفال متفوقين ذهنيًا، مقابل رسوم تصل بعض الأحيان إلى 500 ألف دولار.
ما هي أدوات الاختيار الجيني ومدى دقتها؟
تقدم شركات ناشئة مثل Nucleus Genomics وHerasight خدمات توقع الذكاء من خلال تحليل الجينات، مما يتيح للآباء اختيار الأجنة بناءً على احتمالات عالية للذكاء الاستثنائي.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن دقة هذه التوقعات محدودة، إذ تفسر النماذج الجينية الحالية نحو 5% إلى 10% من الفروق في القدرة العقلية بين الأفراد، وهو ما يعني زيادة متوقعة بسيطة في معدل الذكاء عند اختيار الجنين الأكثر ذكاءً، مقارنة بالاختيار العشوائي.
وينبه الخبراء إلى أن التركيز على الذكاء وحده قد يقترن بمخاطر غير مرغوبة، مثل احتمالية زيادة اضطرابات طيف التوحد، كما أن الصفات الأخرى مثل الطموح والاجتهاد ليست قابلة للقياس الجيني حاليًا.
يثير التوجه نحو تحسين الجينات للذكاء جدلًا واسعًا بين علماء الأخلاق الحيوية، إذ يعتبره البعض خطوة نحو خلق "طبقة خارقة" من الأثرياء والمتميزين عقليًا، وهو ما يذكر بتاريخ برامج الإيوجينكس الحكومية في الماضي.
ورغم التحذيرات، يظل مجتمع وادي السيليكون غير معرّض للأزمات الأخلاقية المرتبطة بهذه الممارسات، حيث يركز الآباء على الأداء التعليمي والمستقبلي لأطفالهم.
ويؤكد بعض العلماء أن هذا التوجه يهدف أحيانًا إلى إنتاج جيل من البشر قادر على التعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي المستقبلية، بما يعكس رؤية طويلة المدى لتحسين القدرات البشرية، إلا أن النتائج النهائية لهذه المبادرات لا تزال محل نقاش كبير على الصعيد العلمي والأخلاقي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 6 ساعات
- عكاظ
ثورة علمية.. شريحة دماغية تقرأ الأفكار وتحولها إلى كلمات
في إنجاز علمي غير مسبوق، توصل باحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية إلى تطوير شريحة تجريبية تُزرع في الدماغ، قادرة على قراءة الأفكار البشرية وتحويلها إلى نصوص مكتوبة بنسبة دقة وصلت إلى 74% في الاختبارات الأولية. وتمثل هذه التقنية، التي تعتمد على واجهة دماغية-حاسوبية، خطوة ثورية قد تغير حياة الأشخاص غير القادرين على الكلام أو الذين يعانون من إعاقات حركية شديدة، مثل مرضى التصلب الجانبي الضموري أو الجلطات الدماغية. وتعمل الشريحة، التي طُورت تحت إشراف الباحث فرانك ويليت، مساعد أستاذ جراحة المخ والأعصاب، من خلال زرع مصفوفات دقيقة من الأقطاب الكهربائية في قشرة الدماغ الحركية، وهي المنطقة المسؤولة عن التحكم بالحركات، بما في ذلك تلك المرتبطة بالكلام، وتستطيع هذه الأقطاب تسجيل أنماط النشاط العصبي الناتجة عن «الكلام الداخلي» أي الأفكار اللغوية الصامتة التي لا يتم نطقها. ومن خلال استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تتم ترجمة هذه الإشارات إلى كلمات وجمل مكتوبة في الزمن الفعلي، وشارك في التجربة، أربعة أشخاص يعانون من شلل شديد، إذ أظهرت النتائج أن الشريحة قادرة على فك شفرة الجُمل التي يفكرون بها دون الحاجة إلى محاولة النطق، مما يقلل من الإجهاد البدني والصوتي المرتبط بمحاولات الكلام لدى المرضى. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن دقة فك الشفرة للكلام الداخلي لا تزال أقل من دقة فك الكلام المحاول، لكنهم يرون في هذه النتائج دليلاً مبدئياً على إمكانية استعادة التواصل السريع والمريح للأشخاص المصابين بالشلل، ولمعالجة التحديات الأخلاقية المتعلقة بخصوصية الأفكار، طوّر الفريق نظام حماية مبتكر يعتمد على كلمة مرور عقلية، مثل عبارة « chitty chitty bang bang » التي يجب أن يفكر بها المستخدم لتفعيل الشريحة، مما يمنع تسرب الأفكار غير المقصودة. وأكد الباحثون أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها التجريبية، لكنهم يتوقعون أن تحسينات في الأجهزة، مثل زيادة عدد الخلايا العصبية المسجلة وتطوير أنظمة لاسلكية، ستعزز دقة الشريحة وتجعلها أكثر عملية في المستقبل القريب، كما يخطط الفريق لاستكشاف مناطق دماغية أخرى، مثل تلك المرتبطة باللغة والسمع، لتحسين جودة فك شفرة الكلام الداخلي. ويفتح هذا الإنجاز، الذي نُشر في مجلة « Cell » الشهر الجاري آفاقاً جديدة لتطوير تقنيات تساعد على استعادة التواصل الطبيعي للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، مع الحفاظ على خصوصيتهم العقلية، ويُعد هذا العمل جزءاً من جهود تعاونية مع جامعات أخرى، مثل إيموري وجورجيا تك، ضمن إطار اتحاد BrainGate لأبحاث واجهات الدماغ الحاسوبية. أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 10 ساعات
- الرجل
جيل خارق من الأذكياء: هل يخطط وادي السيليكون لاحتكار الذكاء؟
أعلن خبراء التكنولوجيا وعلماء الجينات عن توجه جديد في وادي السيليكون، حيث يسعى بعض الآباء إلى تعزيز فرص إنجاب أطفال أذكى باستخدام الفحوصات الجينية المتقدمة، ودفع مبالغ تصل إلى 50 ألف دولار لاختيار الأجنة بناءً على توقعات الذكاء. ويشير مؤسس مشروع بيركلي للجينوم، تسفي بنسون-تيلسن، إلى أن هذه التكنولوجيا قد تكون واحدة من أفضل الطرق لضمان قدرة البشر على مواجهة التحديات المستقبلية، مثل السيطرة على الذكاء الاصطناعي المتقدم. كما يقوم مستشارو المواعدة الفاخرة بترتيب لقاءات بين كبار التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا لشركاء محتملين، بهدف تعزيز فرص إنجاب أطفال متفوقين ذهنيًا، مقابل رسوم تصل بعض الأحيان إلى 500 ألف دولار. ما هي أدوات الاختيار الجيني ومدى دقتها؟ تقدم شركات ناشئة مثل Nucleus Genomics وHerasight خدمات توقع الذكاء من خلال تحليل الجينات، مما يتيح للآباء اختيار الأجنة بناءً على احتمالات عالية للذكاء الاستثنائي. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن دقة هذه التوقعات محدودة، إذ تفسر النماذج الجينية الحالية نحو 5% إلى 10% من الفروق في القدرة العقلية بين الأفراد، وهو ما يعني زيادة متوقعة بسيطة في معدل الذكاء عند اختيار الجنين الأكثر ذكاءً، مقارنة بالاختيار العشوائي. وينبه الخبراء إلى أن التركيز على الذكاء وحده قد يقترن بمخاطر غير مرغوبة، مثل احتمالية زيادة اضطرابات طيف التوحد، كما أن الصفات الأخرى مثل الطموح والاجتهاد ليست قابلة للقياس الجيني حاليًا. يثير التوجه نحو تحسين الجينات للذكاء جدلًا واسعًا بين علماء الأخلاق الحيوية، إذ يعتبره البعض خطوة نحو خلق "طبقة خارقة" من الأثرياء والمتميزين عقليًا، وهو ما يذكر بتاريخ برامج الإيوجينكس الحكومية في الماضي. ورغم التحذيرات، يظل مجتمع وادي السيليكون غير معرّض للأزمات الأخلاقية المرتبطة بهذه الممارسات، حيث يركز الآباء على الأداء التعليمي والمستقبلي لأطفالهم. ويؤكد بعض العلماء أن هذا التوجه يهدف أحيانًا إلى إنتاج جيل من البشر قادر على التعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي المستقبلية، بما يعكس رؤية طويلة المدى لتحسين القدرات البشرية، إلا أن النتائج النهائية لهذه المبادرات لا تزال محل نقاش كبير على الصعيد العلمي والأخلاقي.


العربية
منذ 17 ساعات
- العربية
ماسك وألتمان.. سباق المليارديرات لزرع شرائح بأدمغة البشر
لطالما جمع الشغف بريادة الذكاء الاصطناعي بي ن إيلون ماسك وسام ألتمان، لكن هذه الشراكة التي وُلدت وسط أحلام طموحة تحولت مع الوقت إلى صراع علني على أكثر من جبهة. فبعد أن أسسا معا شركة OpenAI قبل نحو عقد، انسحب ماسك بشكل مفاجئ إثر خلافات حول السيطرة على الشركة، لينقلب التحالف الوثيق إلى منافسة شرسة. واليوم، يمتد هذا التنافس إلى ساحة جديدة أكثر جرأة وإثارة للجدل: السباق لربط أدمغة البشر بالذكاء الاصطناعي. ماسك، رئيس تسلا وxAI، وألتمان، قائد OpenAI، يسعيان كلٌ عبر مساره الخاص لتطوير شرائح واجهة الدماغ-الكمبيوتر (BCI) وزرعها في البشر، وهي تقنية يعدّها البعض بوابة لمستقبل ثوري، فيما يراها آخرون ساحة جديدة لمعركة مليارديرات القرن. وتقوم الفكرة على تمكين الأشخاص من التحكم المباشر في الحواسيب عبر قراءة الإشارات الكهربائية الصادرة من الدماغ،وفق تقرير لديلي ميل. شركاتهم تراهن على أن هذه التقنية ستمكّن يوما ما من دمج العقل البشري مع الذكاء الاصطناعي، وهو ما يصرّ عليه كل من ماسك وألتمان. شركة Neuralink التابعة لماسك تتصدر المشهد، إذ بدأت بالفعل تجارب على متطوعين في الولايات المتحدة، وحصلت على موافقة لإجراء أول دراسة من نوعها في بريطانيا. Merge Labs في المقابل، يدعم ألتمان شركة ناشئة منافسة تُدعى Merge Labs، تسعى لجعل واجهات الدماغ-الكمبيوتر أسرع وأكثر كفاءة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفق صحيفة فايننشال تايمز. أما على صعيد التقنية نفسها، فإن واجهات الدماغ-الكمبيوتر تعمل عبر ترجمة أنماط النشاط الكهربائي في الدماغ إلى أوامر رقمية يفهمها الحاسوب، ما قد يتيح لذوي الإعاقة استعادة استقلاليتهم باستخدام الحواسيب أو الأطراف الصناعية. فيما جذبت هذه الإمكانيات اهتمام الحكومات، ومنها وكالة الأبحاث والاختراع البريطانية ARIA التي تستكشف سبل الاستفادة منها. وتعتمد Neuralink على شريحة بحجم قطعة نقدية تضم 1000 قطب كهربائي موزعة على 128 خيطًا دقيقًا أرفع من شعرة الإنسان، تُزرع في الدماغ بواسطة جراح آلي طورته الشركة. هذه الشريحة، المسماة N1، تسجل كمًا هائلًا من بيانات نشاط الدماغ، ويجري تحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأول تجربة بشرية للشركة كانت مع نولاند آرباو، المشلول من الرقبة إلى أسفل، والذي استعاد القدرة على التحكم في الكمبيوتر، وكتابة النصوص، ولعب الشطرنج، وحتى ألعاب الفيديو المعقدة. لاحقًا، زُرعت الشرائح في ستة متطوعين آخرين، وتستعد الشركة لتوسيع التجارب في أوروبا. ويعتقد ماسك أن الاندماج مع الحواسيب ضرورة لتجنب مخاطر الذكاء الاصطناعي الفائق، بينما ألتمان كتب قبل سنوات في مدونته بعنوان "The Merge" أن البشر والآلات سيتحدون على الأرجح بين عامي 2025 و2075، معتبرًا ذلك أفضل سيناريو لمستقبل مشترك بين الإنسان والآلة. تنافس عملاقا التكنولوجيا يشار إلى أن قصة التنافس بين الرجلين بدأت عام 2015 حين أطلقا معا OpenAI، وكان ماسك أكبر مموليها، لكن الخلافات حول توجه الشركة سرعان ما أطاحت بالشراكة. وبعد انسحابه من مجلس الإدارة عام 2018، اشتعلت المنافسة، وبلغت ذروتها برفع ماسك دعوى قضائية يتهم فيها OpenAI بـ"خيانة مبادئها" وتحويلها إلى شركة هادفة للربح.