logo
"واشنطن بوست": ترامب ليس رجلاً من فولاذ

"واشنطن بوست": ترامب ليس رجلاً من فولاذ

الميادينمنذ 19 ساعات

هيئة تحرير صحيفة "واشنطن بوست" تنشر مقالاً يناقش السياسات الاقتصادية الحمائية في قطاع الصلب الأميركي، خاصة الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، وتأثيرها الاقتصادي والسياسي محلياً ودولياً.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
ليس دونالد ترامب أول رئيس أميركي يحاول إنقاذ صناعة الصلب والمعادن في البلاد. وخلال رئاسة جورج دبليو بوش، فرضت الحكومة الأميركية على التوالي جولات من الرسوم الجمركية لحماية قطاع رائد ساهم في بناء الصناعة الثقيلة الأميركية بدءاً من القرن الـ19. ومع أنّ هذه الرسوم أضرّت اقتصاد الولايات المتحدة في القرن الماضي، لكنّ ترامب يريد فرض رسوم أكبر الآن، حيث فرض مؤخّراً رسوماً جمركية ضخمة بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم.
من الصعب التقليل من حجم الأذى الذي ستلحقه هذه الرسوم. لكن، من المؤكّد أنّها ستعقّد المفاوضات التجارية التي تجريها إدارة ترامب مع عشرات الدول. وكان الاتحاد الأوروبي قد هدّد بالفعل بالردّ واتّخاذ إجراءات.
ربّما يمكن التكهّن بأنّ الرسوم الجمركية الجديدة ستستخدم كورقة ضغط مفيدة في مفاوضات التجارة الدولية. لكنّ التاريخ الحديث لزيادة الرسوم الجمركية على الصلب والمعادن يشير إلى أنّها ستبقى قائمة، وستكون ضارّة حتّى من دون ردّ انتقامي من أيّ من الدول. وقد وجدت دراسة حول رسوم بوش الجمركية عام 2002 أنّ ارتفاع أسعار الصلب كلّف خسارة 200 ألف وظيفة في مختلف القطاعات الاقتصادية، أي أكثر من إجمالي عدد العمال المنتجين للصلب آنذاك. وقدّرت دراسة أخرى، أجراها اقتصاديون في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، أنّ الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، التي فرضت في آذار/مارس 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، زادت ما يقرب من ألف وظيفة في إنتاج الصلب بحلول منتصف عام 2019، لكنّها كلّفت نحو 75 ألف وظيفة في قطاع التصنيع بشكل عام. 5 حزيران 12:45
5 حزيران 12:11
فالمعادن والفولاذ تشكّل ركيزة أساسية في مختلف قطاعات الاقتصاد، مثل صنّاع قطع غيار الآليات والدرّاجات النارية، والأجهزة المنزلية، والآلات الزراعية، ومعدّات التعدين، وأدوات استخراج النفط، والبطّاريات، والمركبات العسكرية، جميعها بحاجة إلى كمّيات كبيرة من الصلب. وكذلك الحال بالنسبة لقطاع البناء وشركات صناعة السيّارات. كما أنّ ضمان إمدادات كافية من الفولاذ بأسعار معقولة ضرورة أمنية وطنية، وهو سبب إضافي لتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة المصنّعة للصلب، مثل كندا، بدلاً من إضعافها.
لوهلة بدا أنّ ترامب يخفّف حدّة نهجه القومي تجاه الصلب، حين ألغى حقّ النقض الذي استخدمه الرئيس جو بايدن ضدّ عرض شركة "نيبون ستيل" اليابانية بقيمة 14 مليار دولار أميركي لشراء شركة الصلب الأميركية. ومن شأن مليارات الدولارات من الاستثمارات الجديدة التي وعدت بها الشركة اليابانية في الشركة الأميركية المحاصرة السابقة أن تعزّز إنتاج الصلب، وتحمي الوظائف والعمالة. فالبديل الأكثر ترجيحاً لهذه الصفقة، وهو مزيج من شركة "يو أس ستيل" ومنافستها المحلّية "كليفلاند-كليفز"، وهذا من شأنه أن يخلق شبه احتكار في أنواع مختلفة من الصلب، من ضمنها تلك المستخدمة في صناعة السيارات.
ومع ذلك، حتّى هذه الأخبار التي تبدو جيدة جاءت مع محاذير كبيرة. لا يزال الكثير من الأمور غير واضح، ولكن يبدو أنّ اليابانيين سيوقّعون على اتفاقية أمن قومي تسمح بإشراف فيدرالي على عملياتهم في أميركا الشمالية، والمكوّنة من مجلس إدارة أميركي بالكامل يمكن للحكومة الأميركية أن تعيّن 3 أعضاء منهم، ممّا يمنحهم حقّ النقض على قرارات الشركة. وهذا سيترك الشركة تحت رحمة الحكومة الأميركية المتقلّبة باستمرار.
لم يبدأ هذا الموقف مع ترامب. فقد استخدم بايدن حقّ النقض (الفيتو) ضدّ استحواذ "نيبون" في العام الماضي في محاولة للحفاظ على بنسلفانيا، الولاية المتأرجحة انتخابياً وذات الأهمّية الحاسمة في صفّ "الديمقراطيين"، مغازلاً نقابة عمال الصلب المتحدة، التي عارضت قيادتها الصفقة. كما أعاد تنشيط السياسة الصناعية الأميركية، مروّجاً لخطط الاستثمار المكلفة التي توجّهها الدولة في مجال الرقائق الإلكترونية والطاقة الخضراء والنقل. لكنّ ترامب يعزّز الجهود الفيدرالية للتلاعب بالاقتصاد الخاص، في قطاع الصلب وكلّ القطاعات الأخرى تقريباً.
قد يكون المبرّر هو السعي إلى الاستقلال الأميركي، والنتيجة ستكون حرّية وازدهاراً أقلّ.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض ينفي ترشيح سكوت بيسنت لخلافة جيروم باول
البيت الأبيض ينفي ترشيح سكوت بيسنت لخلافة جيروم باول

النشرة

timeمنذ 4 ساعات

  • النشرة

البيت الأبيض ينفي ترشيح سكوت بيسنت لخلافة جيروم باول

نفى مسؤول في البيت الأبيض تقرير وكالة "بلومبرغ نيوز" بأن اسم ​ وزير الخزانة الأميركي ​ ​ سكوت بيسنت ​ برز بصفته مرشحاً محتملاً لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، ووصفه بأنه كاذب. وكانت "بلومبرغ" أن بيسنت ينضم إلى قائمة مختصرة من المرشحين لمنصب رئيس البنك المركزي الأميركي تضم أيضاً المسؤول السابق في مجلس الاحتياطي الاتحادي كيفن وارش، الذي سبق أن أجرى الرئيس دونالد ترامب مقابلة معه لتولي منصب وزير الخزانة. وذكر ترامب، الجمعة، إنه سيُعين خليفة لباول قريباً. واوضحت "بلومبرغ" نقلاً عن مصدرين مطلعين لم تكشف هويتيهما، أن المقابلات الرسمية لتولي منصب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي لم تبدأ بعد. ويقود بيسنت عملية شاملة أطلقها ترامب، لإعادة هيكلة التجارة العالمية، وأدى دوراً في الدفع بإدخال تغييرات على الضرائب واللوائح التنظيمية.

وزير التجارة الأميركي متفائل بتقدم مباحثات لندن مع الصين
وزير التجارة الأميركي متفائل بتقدم مباحثات لندن مع الصين

الشرق الجزائرية

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الجزائرية

وزير التجارة الأميركي متفائل بتقدم مباحثات لندن مع الصين

صرّح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك يوم امس الثلاثاء بأن محادثات التجارة مع الصين تسير على ما يرام، حيث اجتمع الجانبان لليوم الثاني في لندن، سعياً لتحقيق انفراجة في ضوابط التصدير التي هددت بقطيعة جديدة بين القوتين العظميين. ويحاول المسؤولون الأميركيون والصينيون استعادة مسارهم بعد أن اتهمت واشنطن بكين بعرقلة صادرات المعادن الأرضية النادرة الضرورية لاقتصادها، مما أدى إلى توتر العلاقات بعد أن توصلا إلى اتفاق أولي في جنيف الشهر الماضي لرفع الحظر التجاري الشامل. وقال لوتنيك للصحافيين: «استمرت المحادثات طوال يوم الاثنين، وأتوقع أن تستمر طوال اليوم (الثلاثاء)». وأضاف: «إنها تسير على ما يرام، ونقضي وقتاً طويلاً معاً». وصرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، يوم الاثنين، بأن الولايات المتحدة مستعدة للموافقة على رفع ضوابط التصدير على بعض أشباه الموصلات مقابل تسريع الصين تسليم المعادن الأرضية النادرة. وأضاف هاسيت يوم الثلاثاء أنه يتوقع تخفيف أي ضوابط تصدير من الولايات المتحدة، وإطلاق كميات كبيرة من المعادن النادرة بمجرد أن يتصافح الجانبان في لندن. لكنه قال إن أي تخفيف لن يشمل «منتجات إنفيديا المتطورة للغاية»، في إشارة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا من إنفيديا والتي مُنعت من الوصول إلى الصين بسبب مخاوف من تطبيقات عسكرية محتملة. وأضاف: «أتحدث هنا عن ضوابط تصدير محتملة لأشباه الموصلات الأخرى، وهي أيضًا مهمة جدًا لهم». وأثارت سياسات ترمب المتغيرة بشأن الرسوم الجمركية اضطراباً في الأسواق العالمية، وأثارت ازدحاماً وارتباكاً في الموانئ الرئيسية، وكلفت الشركات عشرات المليارات من الدولارات من خسائر المبيعات وارتفاع التكاليف. لكن الأسواق عوضت معظم الخسائر التي تكبدتها بعد أن كشف ترامب عن رسومه الجمركية الشاملة «يوم التحرير» في أبريل (نيسان)، مدعومة بإعادة ضبط العلاقات في جنيف بين أكبر اقتصادين في العالم. وتأتي الجولة الثانية من المحادثات الأميركية الصينية في لندن، التي أعقبت مكالمة هاتفية نادرة بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي، في وقت حاسم لكلا الاقتصادين. حيث أظهرت بيانات الجمارك الصادرة يوم الاثنين أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 34.5 في المائة في مايو (أيار)، وهو أكبر انخفاض منذ تفشي جائحة كوفيد – 19… وفي حين أن التأثير على التضخم الأميركي وسوق العمل كان ضعيفاً حتى الآن، فإن الرسوم الجمركية أثرت سلباً على ثقة الشركات والأسر الأميركية، ولا يزال الدولار تحت الضغط. وقاد المحادثات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ولوتنيك، والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، بينما قاد نائب رئيس الوزراء هي ليفنغ الوفد الصيني. واستمرت المحادثات لما يقرب من سبع ساعات يوم الاثنين، واستؤنفت قبل الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يصدر الجانبان تحديثات في وقت لاحق من اليوم. ويُعد انضمام لوتنيك، الذي تشرف وكالته على ضوابط التصدير للولايات المتحدة، مؤشراً على مدى أهمية المعادن النادرة، حيث لم يحضر محادثات جنيف، عندما توصلت الدولتان إلى اتفاق مدته 90 يوماً لإلغاء بعض الرسوم الجمركية ذات الأرقام الثلاثية التي فرضتاها على بعضهما البعض. وتحتكر الصين تقريباً المعادن الأرضية النادرة، وهي مكون أساسي في محركات السيارات الكهربائية، وقد أدى قرارها في أبريل بتعليق صادرات مجموعة واسعة من المعادن والمغناطيسات الأساسية إلى قلب سلاسل التوريد العالمية رأساً على عقب، وأثار قلقاً في مجالس الإدارة والمصانع حول العالم. وصرحت كيلي آن شو، المستشارة التجارية السابقة للبيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، وهي الآن شريكة تجارية في شركة أكين غامب للمحاماة في واشنطن، بأنها تتوقع أن تؤكد الصين التزامها برفع الإجراءات الانتقامية، بما في ذلك قيود التصدير، «بالإضافة إلى بعض التنازلات من الجانب الأميركي، فيما يتعلق بتدابير مراقبة الصادرات خلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين». لكن شو قالت إنها تتوقع أن توافق الولايات المتحدة فقط على رفع بعض قيود التصدير الجديدة، وليس القيود القديمة، مثل قيود رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وفي مايو (أيار)، أمرت الولايات المتحدة بوقف شحنات برمجيات تصميم أشباه الموصلات والمواد الكيميائية ومعدات الطيران، وألغت تراخيص التصدير التي صدرت سابقاً.

مصادر وكالة بلومبرغ نيوز: اسم وزير الخزانة الأميركيّ سكوت بيسنت برز بهذه الصفة
مصادر وكالة بلومبرغ نيوز: اسم وزير الخزانة الأميركيّ سكوت بيسنت برز بهذه الصفة

LBCI

timeمنذ 8 ساعات

  • LBCI

مصادر وكالة بلومبرغ نيوز: اسم وزير الخزانة الأميركيّ سكوت بيسنت برز بهذه الصفة

برز اسم وزير الخزانة الأميركيّ سكوت بيسنت، بصفته مرشحًا محتملًا لخلافة رئيس مجلس الاحتياطيّ الاتحاديّ (البنك المركزي الأميركيّ) جيروم باول، وفق ما أكّدت مصادر وكالة بلومبرغ نيوز. وقالت بلومبرج إنّ بيسنت ينضم إلى قائمة صغيرة من المرشحين لمنصب رئيس البنك المركزيّ الأميركيّ تضم أيضًا المسؤول السابق في مجلس الاحتياطيّ الاتحاديّ كيفن وارش.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store