
'أوميغا 3'.. سر الحفاظ على الشباب!
كشفت دراسة سريرية حديثة عن علاقة تناول أوميغا 3 يوميا بعملية إبطاء معدل الشيخوخة البيولوجية لدى البشر.
وجاءت هذه النتائج بعد تحليل بيانات تجربة سريرية امتدت لثلاث سنوات، شملت 777 مشاركا سويسريا تبلغ أعمارهم 70 عاما فأكثر.
وأظهرت أبحاث سابقة أن تقليل السعرات الحرارية قد يساعد في إبطاء الشيخوخة، كما أشارت دراسات أخرى، أجريت على الحيوانات أو في تجارب صغيرة، إلى أن مكملات مثل فيتامين (د) وأوميغا 3 قد تحقق تأثيرات إيجابية مماثلة. ومع ذلك، لا يزال مدى فاعلية هذه العوامل على البشر غير محسوم.
وبهذا الصدد، اعتمد الباحثان هيكي بيشوف فيراري وستيف هورفاث، مع فريقهما، على أدوات علم الأحياء الجزيئي المعروفة بـ 'الساعات فوق الجينية' (أدوات علمية تُستخدم لقياس العمر البيولوجي للفرد بناء على التعديلات الكيميائية التي تطرأ على الحمض النووي) لتحليل تأثير هذه العوامل على معدلات الشيخوخة. وخضع المشاركون لثماني مجموعات علاجية، تضمنت تناول 2000 وحدة دولية من فيتامين (د) يوميا، و/أو غراما واحدا من أوميغا 3 يوميا، و/أو ممارسة تمارين منزلية لمدة 30 دقيقة، 3 مرات أسبوعيا، على مدار 3 سنوات.
وأظهر تحليل عينات الدم أن استهلاك أوميغا 3 أدى إلى تباطؤ معتدل في الشيخوخة البيولوجية، وفقا لعدة مؤشرات فوق جينية، واستمر هذا التأثير حتى 4 أشهر، بغض النظر عن عمر المشاركين أو جنسهم أو مؤشر كتلة الجسم لديهم. كما أظهرت النتائج أن الجمع بين أوميغا 3 وفيتامين (د) والتمارين الرياضية حقق التأثير الأفضل، وفقا لأحد الاختبارات.
ووجد الباحثون أن الجمع بين هذه التدخلات الثلاثة كان الأكثر فاعلية في تقليل خطر الإصابة بالسرطان والحد من الضعف الجسدي خلال فترة الدراسة. وأوضحوا أن كل تدخل يعمل عبر آليات مختلفة لكنها مترابطة، ما يعزز تأثيرها عند دمجها.
ورغم هذه النتائج المشجعة، أقرّ الباحثون بأن غياب مقياس موحد للشيخوخة البيولوجية يعد أحد قيود الدراسة، ما دفعهم إلى استخدام أكثر الاختبارات موثوقية المتاحة. كما أشاروا إلى أن العينة المشاركة لا تمثل جميع الفئات السكانية العالمية من كبار السن، ما قد يؤثر على تعميم النتائج.
نشرت الدراسة في مجلة Nature Aging.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العالم24
منذ يوم واحد
- العالم24
هل غذاء الحامل غير الصحي يؤثر على سلوك الطفل..؟
يلعب التغذية دوراً محورياً في رحلة الحمل، إذ لا تقتصر أهميتها على الحفاظ على صحة الأم، بل تمتد لتشكيل الأساس الحيوي لنمو الجنين وتطوره. ورغم هذا، تواجه بعض النساء تحديات تعيق حصولهن على تغذية متوازنة، سواء بسبب ظروف معيشية صعبة أو اتباع حميات قاسية، ما قد ينعكس سلباً على صحتهن الجسدية والنفسية، وعلى سلوك المولود لاحقاً. في هذا الإطار، أُجريت دراسة طبية ترصد آثار التغذية غير المتوازنة خلال الحمل على الطفل مستقبلاً، كما تقترح خطة غذائية مرنة تتناسب مع كل مرحلة من مراحل الحمل: في الأسابيع الأولى من الحمل، تكتسب الأغذية الغنية بحمض الفوليك أهمية قصوى. الأطعمة مثل السبانخ، الحمص، والعدس تساهم في تكوين الأنبوب العصبي للجنين وتقي من التشوهات الخلقية. مع الدخول في الشهر الثاني، يصبح التركيز على فيتامين 'هـ' ضرورة؛ فهو عنصر يُعتقد أن نقصه يرتبط بزيادة خطر الإجهاض. مصادره المثلى تشمل الأفوكادو، البندق، وصفار البيض. أما في الشهر الثالث، فيُفضل دعم الجسم بالسوائل بكثرة من خلال تناول الماء والخضراوات والفواكه المليئة بالرطوبة كالبطيخ والخيار، لتفادي الجفاف الذي قد يؤثر سلباً على صحة الأم والجنين. بدءًا من الشهر الرابع، يصبح الحديد أحد العناصر الأساسية لتجنب فقر الدم، بينما تعزز البروتينات الجيدة وفيتامين 'ج' امتصاص هذا العنصر الحيوي. في منتصف الحمل، وتحديداً الشهر الخامس، يكون الجنين في حاجة متزايدة للكالسيوم لتقوية عظامه وأسنانه، مما يجعل مصادر مثل الألبان والأسماك الصغيرة واللوز ضرورية. كذلك يجب الحرص على استهلاك فيتامين 'ج' بانتظام في الشهر السادس، يجب التنويع بين منتجات الألبان، الحبوب الكاملة، والبقوليات لتلبية احتياجات الأم وتخفيف الإمساك، وهو من الأعراض الشائعة في هذه المرحلة. مع التقدّم إلى الشهر السابع، يتطلب جسم الحامل مزيجاً دقيقاً من البروتينات، الحديد، الكالسيوم، والمغنيسيوم، ما يعني ضرورة إدراج اللحوم الحمراء، الشوفان، السلمون، والخضراوات الورقية في النظام الغذائي. في الشهر الثامن، تبرز أحماض أوميغا 3 الدهنية كعنصر جوهري يدعم تطوّر دماغ الجنين، وتتوفر في الأسماك الدهنية والمكسرات، بينما يساهم الكرز في تحسين النوم وتقليل التوتر. أخيراً، في الشهر التاسع، يُنصح بالتركيز على أطعمة تسهّل الولادة، مثل التمر في الأسابيع الأخيرة، والثوم والزبيب لتقليل احتمال الولادة المبكرة. من خلال الالتزام بتغذية مدروسة وموزونة، تملك المرأة الحامل فرصة لتعزيز فرص حمل آمن وولادة سليمة، والمساهمة في بناء قاعدة صحية قوية لطفلها القادم.


الأيام
منذ 2 أيام
- الأيام
هل زيوت البذور مضرة فعلا بصحتك؟
Getty Images أصبحت زيوت البذور مثل زيت الكانولا (اللفت) وزيت دوّار الشمس مؤخراً محط جدل واسع بسبب ادعاءات تتعلق بتأثيراتها السلبية على الصحة. لكن، هل هناك بالفعل ما يثبت صحة هذه المزاعم؟ ربما تحتفظ بزجاجة من زيت دوار الشمس أو الكانولا في خزانة مطبخك، سواء لاستخدامها في الطهي أو لإضافتها على السلطات. فزيوت البذور تُعد من المكونات الأساسية في المطابخ حول العالم. ورغم مظهرها البسيط، أصبحت هذه الزيوت في قلب نقاش محتدم على الإنترنت. ففي السنوات الأخيرة، أصبحت زيوت البذور هدفاً لموجة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، يتهمها البعض بأنها "سامة" و"ضارة"، بل ويقولون إنها تدمّر صحتنا على المدى الطويل. وذهب المنتقدون إلى إطلاق لقب "الثمانية المكروهة" على ثمانية أنواع من الزيوت النباتية الشائعة: الكانولا، والذرة، والقطن، وبذور العنب، والصويا، ونخالة الأرز، ودوار الشمس، والقرطم، متهمين إيّاها بالتسبب في أمراض القلب والسكري من النوع الثاني. فهل هذه الزيوت حقاً عدو يجب الحذر منه، أم أن الهجوم عليها يفتقر إلى الأساس العلمي؟ هل هناك علاقة بين زيوت البذور وصحة القلب؟ يتركز جزء كبير من الانتقادات الموجهة مؤخراً إلى زيوت البذور على محتواها العالي من أحماض أوميغا-6 الدهنية. وتُعد أحماض أوميغا-6 من الدهون الأساسية التي يحتاجها الجسم، لكنه لا يستطيع إنتاجها بنفسه. ورغم أهميتها، حذّر بعض العلماء في السنوات الأخيرة من أن الاستهلاك المفرط لأوميغا-6 قد يؤدي إلى التهابات مزمنة في الجسم، ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. لكن البروفيسور داريوش مظفّريان، مدير "معهد الغذاء كدواء" بجامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، يؤكد أن التجارب السريرية الخاضعة للرقابة لم تجد دليلاً على أن أحماض أوميغا-6 تزيد من الالتهابات. ويقول مظفّريان: "تشير الأبحاث الحديثة إلى أن أحماض أوميغا-6 تنتج جزيئات طبيعية فريدة مثل الليبوكسينات، التي تمتلك تأثيرات قوية مضادة للالتهابات داخل الجسم". وفي دراسة حديثة تابعت النظام الغذائي والصحة لأكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة على مدى نحو 30 عاماً، تبيّن أن من استهلكوا كميات أكبر من الزيوت النباتية (بما في ذلك زيوت البذور) كانوا أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب أو السرطان. في المقابل، ارتبط تناول كميات أكبر من الزبدة بارتفاع خطر الوفاة خلال الفترة نفسها. Getty Images يستخدم زيت بذور اللفت في صنع زيت الكانولا، أحد أكثر زيوت الطهي شيوعاً هناك عدد كبير من الدراسات الرصدية التي تناولت تأثير أحماض أوميغا-6 الدهنية على صحة القلب، حيث يقوم الباحثون بتحليل بيانات حول الأنظمة الغذائية والصحة العامة لإيجاد روابط محتملة بينهما. لكن هذه الدراسات لا تخلو من التحديات، وفقاً لما يقوله الدكتور ماتي ماركلوند، أستاذ مساعد في تغذية الإنسان في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة في الولايات المتحدة. ويشير ماركلوند إلى أن العديد من هذه الدراسات تعتمد على ما يذكره الناس بأنفسهم عن عاداتهم الغذائية، وهو ما قد يكون غير دقيق، إذ قد ينسى الأشخاص ما تناولوه فعلياً، أو قد لا يكونوا صادقين تماماً. ويوضح ماركلوند أن طريقة أخرى لقياس استهلاك أوميغا-6 هي عبر تحليل المكونات الغذائية المتناولة، وتقدير متوسط محتواها من هذه الأحماض. لكنه يضيف أن تحويل المعلومات التي يقدمها الأشخاص عن وجباتهم إلى كميات دقيقة يظل أمراً معقداً. تركز العديد من الدراسات على حمض اللينوليك، وهو أحد أحماض أوميغا-6 الدهنية المتوفرة بتركيز عالٍ في زيوت البذور. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا الحمض يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، وهو ما يعزز من صحته القلبية المحتملة. في دراسة نُشرت عام 2019، ركز ماركلوند على مستويات الأحماض الدهنية في دم المشاركين، بدلاً من الاعتماد على ما يصرح به الأفراد بشأن عاداتهم الغذائية. واعتمدت الدراسة على بيانات مأخوذة من نحو 30 دراسة رصدية، بعضها تتبّع المشاركين لمدة وصلت إلى 30 عاماً، حيث تم تحليل معدلات الإصابة بأمراض القلب والوفيات الناتجة عنها. وخلص ماركلوند إلى أن الأشخاص الذين كانت لديهم أعلى مستويات من حمض اللينوليك، كانوا الأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يقول كريستوفر غاردنر، مدير دراسات التغذية في مركز ستانفورد لأبحاث الوقاية في الولايات المتحدة، إن هناك بعض الالتباس فيما يتعلق بأوميغا 6 وصحة القلب. ويرجع ذلك جزئياً إلى دور أوميغا 6 في عملية تخثر الدم، الذي يربطه غاردنر خطأً بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية فقط. ويضيف أن أوميغا 3 يميل إلى أن يكون أكثر تسييلًا للدم، ويقول: "إذا كان لديك جرح في يدك، فستريد أن يتجلط. أنت بحاجة إلى التوازن". وفي الوقت نفسه، خلص العلماء في تحليل أجري عام 2019 لـ 30 دراسة إلى أن الأشخاص الذين لديهم كميات أعلى من حمض اللينوليك في دمائهم كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 7 في المئة. يقول ماركلوند: "قد يعمل حمض اللينوليك على تحسين الكوليسترول لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يعمل على تحسين عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني". زيوت البذور ونسبة 3:6 من الاتهامات الشائعة الموجهة إلى زيوت البذور أنها تُخلّ بتوازن الأحماض الدهنية في الجسم، إذ يُقال إن استهلاك كميات كبيرة من أوميغا-6 مقارنة بأوميغا-3 قد يكون ضاراً بالصحة. وفي العالم الغربي، تشكل أحماض أوميغا-6 الدهنية نحو 15 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة. وتصل نسبة أوميغا-6 إلى أوميغا-3 لدى الشخص العادي إلى 50:1، في حين تشير إحدى الدراسات إلى أن النسبة المثلى للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يجب أن تكون أقرب إلى 4:1. Getty Images تُستخرج زيوت البذور من بذور النباتات، إلا أن هذه العملية غالباً ما تكون صناعية على نطاق واسع وتستخدم مواد كيميائية أشارت دراسة وتحليل أجرتهما منظمة الصحة العالمية عام 2022، إلى أن ارتفاع نسبة أوميغا 6:3 كان مرتبطاً بخطر أكبر للإصابة بالتدهور المعرفي والتهاب القولون التقرحي، وهو مرض التهابي مزمن في الأمعاء. من ناحية أخرى، ارتبط ارتفاع نسبة أوميغا 3:6 بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 26 في المئة. إجمالاً، خلُص العلماء المشاركون في دراسة منظمة الصحة العالمية إلى أن تناول كميات كبيرة من أحماض أوميغا 6 الدهنية من زيوت البذور من غير المرجح أن يزيد من خطر الوفاة والمرض، لكنهم أشاروا إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث عالية الجودة. ولكن بينما يُجادل بعض العلماء بأنه لا ينبغي الإفراط في تناول أوميغا 6 مقارنةً بأوميغا 3، يُشير ماركلوند إلى أنه من الأفضل زيادة تناول أوميغا 3 بدلاً من استهلاك كمية أقل من أوميغا 6، إذ يرتبط كل منهما بفوائد صحية. كيفية معالجة زيوت البذور على عكس الزيوت الأخرى، تُستخرج زيوت البذور من بذور النباتات. هناك بعض المخاوف من استخلاص زيوت البذور باستخدام الهكسان، وهي مادة كيميائية تُستخرج من النفط الخام، ولكن لا توجد حتى الآن أدلة كافية تشير إلى أن هذه العملية قد تُسبب مشاكل. في حين تشير بعض الأدلة إلى أن الهكسان قد يكون مرتبطاً بالعديد من الحالات الصحية، إلا أنه بعد استخراجه، يتم إزالة الروائح الكريهة من الزيت وتبييضه لإزالة المواد المضافة. يوضح غاردنر: "سيقول العلماء إن مستخلص الهكسان طبيعي في معالجة الأغذية، وأن إزالة الروائح والتبييض يزيلان المركبات الضارة المحتملة". تتجنب زيوت البذور المعصورة على البارد هذه العملية تماماً، لأنها تتضمن عصر البذور لاستخراج الزيت، ولكن هذا يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المنتج. هل يمكن لزيوت البذور أن تُعزز نمو الأورام؟ على الرغم من كثرة الأبحاث التي تُظهر الفوائد المُحتملة لأوميغا 6 على صحتنا، فقد وجد الباحثون مؤخراً أن هذا الحمض الدهني يُمكن أن يُعزز نمو نوع مُحدد من سرطان الثدي. قد يكون لهذه النتائج آثار على تأثير استهلاك أوميغا 6 على أمراض أخرى أيضاً. تستخدم الخلايا السرطانية العناصر الغذائية كوقود للنمو والتكاثر، ولكن حتى الآن، كانت هناك أبحاث محدودة تبحث في دور أحماض أوميغا 6 الدهنية. Alamy يقول العلماء إن التوقف التام عن تناول أوميغا 6، الموجود في بعض زيوت الطهي، قد يكون له تأثير ضار على الصحة نشرت دراسة في مارس 2025، كشفت عن آلية يسهم من خلالها حمض اللينوليك، وهو أحد أحماض أوميغا-6 الدهنية، في نمو وتكاثر الخلايا السرطانية لدى مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC)، وهو أكثر أنواع المرض عدوانية، ولا يستجيب بشكل جيد للعلاجات الموجهة. ويقول نيكولاوس كونذوروس، الباحث المشارك في مركز وايل كورنيل للطب في نيويورك، إن دراسات سابقة تشير إلى عدم وجود علاقة بين أحماض أوميغا-6 وسرطان الثدي، أو وجود زيادة طفيفة في الخطر. لكنه يوضح أن هذه الدراسات لم تأخذ في الحسبان أن هناك أنواعاً فرعية متعددة من سرطان الثدي، تختلف فيما بينها من حيث معدلات النجاة والتشخيص واستجابتها للعلاج الموجه. ويضيف كونذوروس أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي يبدو الأكثر تأثراً بحمض اللينوليك من نوع أوميغا-6. اكتشف نيكولاوس كونذوروس، إلى جانب فريق من الباحثين، في تجارب مخبرية أن خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC) تُفعّل مركباً بروتينياً مرتبطاً بنمو الورم وتقدّمه عند تزويدها بأحماض أوميغا-6 الدهنية. كما رصد الباحثون بروتيناً آخر يوجد بكميات أكبر في أورام TNBC مقارنة بأنواع سرطان الثدي الأخرى، ويُعرف هذا البروتين بقدرته على نقل الأحماض الدهنية والدهون داخل الجسم وداخل الخلايا إلى مواقعها الدقيقة. ويشير كونذوروس إلى أن هذه البروتينات، بالتعاون مع أوميغا-6، قد تكون ذات صلة أيضاً بأمراض مزمنة أخرى مثل السمنة والسكري من النوع الثاني. يقول كوندوروس إن هذا البحث قد يُسهم في تحسين خيارات العلاج المتاحة لمرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي، ولكنه لا يُغطي بالضرورة جميع الحالات. ويضيف: "من المهم أن نتذكر أن دهون أوميغا 6 ضرورية لسبب وجيه؛ فإذا امتنعنا عنها تماماً، فقد نتعرض لآثار جانبية ضارة". أي زيت بذور هو الأفضل؟ تمت دراسة بعض زيوت البذور، مثل زيت الكانولا وزيت الصويا، بشكل أوسع مقارنة بغيرها، ما يجعلها تستند إلى قاعدة علمية أكثر صلابة. يقول البروفيسور داريوش مظفّريان: "كل من هذه الزيوت توفر مزيجاً متوازناً من الدهون الصحية، بما في ذلك الدهون الأحادية غير المشبعة، وأحماض أوميغا-6 الدهنية المتعددة غير المشبعة، وأحماض أوميغا-3". ويضيف مظفّريان أن زيت الكانولا يتمتع بتأثيرات مضادة للالتهاب، ويُظهر تحسناً أكبر في مستويات كوليسترول الدم مقارنة بزيت الزيتون، الذي طالما اعتُبر الزيت الأكثر فائدة للصحة. Getty Images ثبت أن البذور مثل بذور عباد الشمس تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لعيش حياة صحية أظهرت دراسة شاملة حللت نتائج 27 تجربة أن زيت الكانولا يقلل بشكل ملحوظ من مستويات الكوليسترول الضار مقارنة بزيت دوار الشمس والدهون المشبعة. كما أظهرت دراسة أخرى أن زيت الكانولا يخفض بشكل كبير الوزن، لا سيما لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني. يقول البروفيسور داريوش مظفّريان: "زيت الكانولا يقدم فوائد ممتازة لمستويات الكوليسترول في الدم، كما يساعد بشكل معتدل في تقليل الوزن. الدهون الصحية في زيت الكانولا، وخاصة أحماض أوميغا-6 الدهنية المتعددة غير المشبعة، تحسن أيضاً من مستوى الغلوكوز في الدم، ومقاومة الأنسولين، وإنتاج الأنسولين". كما وجد أن زيت الصويا يحسن مستويات الكوليسترول مقارنة بالدهون المشبعة. وأظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من زيت الصويا لديهم خطر أقل للوفاة من جميع الأسباب، بانخفاض يصل إلى 6 في المئة عن كل 5 جرامات يستهلكونها يومياً. أي زيوت البذور صحيّ أكثر؟ يقول البروفيسور داريوش مظفّريان: "البذور هي واحدة من أعظم هدايا الطبيعة المغذية؛ فهي تحتوي على دهون صحية مفيدة". ويضيف أن الرفض الكبير الذي تعرضت له هذه الزيوت، رغم الأبحاث الكثيرة التي أجريت عليها في علوم التغذية، شكل مصدر ارتباك لدى بعض العلماء. ويرى مظفّريان أن هذا الالتباس قد نابع من "مزيج خاطئ من حقائق جزئية". على سبيل المثال، قد يربط بعض الناس زيوت البذور بالأطعمة فائقة المعالجة، التي غالباً ما تحتوي على زيوت بذور مثل الكانولا، والذرة، والصويا، وزيت دوار الشمس. في السنوات الأخيرة، كان هناك تركيز كبير على المخاطر الصحية المرتبطة بالإفراط في استهلاك هذه الأطعمة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. يقول مظفّريان: "لكن هذه المخاطر تنشأ من الإفراط في تناول النشويات، والسكريات، والملح، وفقدان البنية الطبيعية للطعام، بالإضافة إلى عشرات أو حتى مئات من الإضافات الصناعية". وقد ربط بعض الأشخاص بين زيادة استهلاك زيوت البذور في السنوات الأخيرة وارتفاع معدلات السمنة والسكري. ويعلق غاردنر قائلاً: "إذا أردت ربط زيادة استهلاك زيوت البذور بنتائج صحية سلبية، فذلك لأننا نأكل أطعمة تحتوي عادةً على كميات كبيرة من السكر والصوديوم". ويضيف أن هناك العديد من الطرق لتناول زيوت البذور في المنزل دون الاعتماد على الأطعمة فائقة المعالجة، مثل إضافتها إلى السلطة أو استخدامها في القلي السريع. يقول غاردنر: "لا أريد أن أرى الناس يتخلون عن زيوت البذور بسبب هذه الحرب على زيوت البذور". وفي النهاية، بينما يدعو بعض العلماء إلى إجراء تجارب أكثر صرامة لدراسة تأثير استهلاك زيوت البذور على صحتنا، يرى آخرون، من بينهم ماركلوند، أن هناك بالفعل ثروة من الدراسات عالية الجودة التي تُظهر فوائد هذه الزيوت على مستويات الكوليسترول في الدم، والجلوكوز، والأنسولين لدى عامة السكان. ويؤكد ماركلوند قائلاً: "أحماض أوميغا-6 الدهنية ممتازة للصحة، وقد ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، وحتى الموت من جميع الأسباب".


المغرب اليوم
منذ 2 أيام
- المغرب اليوم
زيوت البذور بين الادعاءات والحقائق ومدى تأثيرها على الصحة
أثارت زيوت البذور مثل زيت الكانولا (اللفت) وزيت دوار الشمس جدلاً واسعاً في السنوات الأخيرة، وسط حملة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي تتهمها بأنها "سامة" وتسبب أمراضاً مزمنة، من السمنة إلى السرطان. لكن هل تدعم الأدلة العلمية هذه المزاعم؟ زيوت البذور تُعد مكوناً أساسياً في المطابخ حول العالم، ومع ذلك فقد أطلق منتقدوها عليها لقب "الثمانية المكروهة"، في إشارة إلى زيوت الكانولا، الذرة، القطن، العنب، الصويا، نخالة الأرز، دوار الشمس، والقرطم، متهمين إياها بالتسبب في التهابات مزمنة و أمراض القلب والسكري. لكن وفقاً لعدد من الخبراء، فإن هذه الادعاءات تفتقر إلى أدلة علمية قوية. البروفيسور داريوش مظفّريان، مدير "معهد الغذاء كدواء" بجامعة تافتس الأمريكية، يقول إن أحماض أوميغا-6، الموجودة بتركيز عالٍ في هذه الزيوت، ليست ضارة بحد ذاتها، بل تُنتج مركبات مفيدة مضادة للالتهاب مثل الليبوكسينات. وأظهرت دراسات طويلة الأمد شملت أكثر من 200 ألف شخص، أن من يستهلكون زيوت البذور بانتظام كانوا أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب أو السرطان. الدكتور ماتي ماركلوند، أستاذ تغذية الإنسان في جامعة جونز هوبكنز، أشار بدوره إلى أن تناول حمض اللينوليك – وهو أحد أبرز أحماض أوميغا-6 – يرتبط بانخفاض خطر أمراض القلب وتحسن مستويات الكوليسترول والجلوكوز. ومع ذلك، يثير بعض الباحثين مخاوف بشأن التوازن بين أوميغا-6 وأوميغا-3 في النظام الغذائي الغربي، حيث تصل النسبة إلى 50:1، في حين يُوصى بنسبة أقرب إلى 4:1. وتشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى ارتباط ارتفاع هذه النسبة بخطر أكبر لبعض الأمراض المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي. الجدل لا يقف عند هذا الحد؛ فقد أشارت دراسة نُشرت في مارس 2025 إلى أن حمض اللينوليك قد يُعزز من نمو الخلايا السرطانية في حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC)، وهو نوع نادر وعنيف يصعب علاجه. لكن العلماء حذروا من تعميم النتائج، مؤكدين أن أوميغا-6 لا تزال دهوناً أساسية لا يمكن للجسم إنتاجها ذاتياً، وأن الامتناع التام عنها قد يكون ضاراً بالصحة. من جهة أخرى، فإن مخاوف البعض تتعلق بطريقة تصنيع زيوت البذور، والتي غالباً ما تعتمد على مذيبات كيميائية مثل الهكسان. لكن الخبراء يقولون إن خطوات التكرير وإزالة الروائح تزيل أي بقايا ضارة محتملة. يرى مظفّريان أن زيت الكانولا هو أحد أفضل زيوت البذور من حيث التأثير الصحي، إذ يساعد في خفض الكوليسترول الضار وتحسين مؤشرات الأيض، بل ويُظهر نتائج إيجابية تفوق أحياناً زيت الزيتون. ويضيف أن معظم الأضرار المنسوبة لزيوت البذور ترتبط في الواقع بالأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي عليها، وليس بالزيوت نفسها، وينصح باستخدامها باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن، بعيداً عن السكريات المضافة والمكونات الصناعية. زيوت البذور ليست سامة كما يُشاع، بل تقدم فوائد صحية موثقة علمياً عند استهلاكها باعتدال، خصوصاً زيت الكانولا وزيت الصويا. لكن المفتاح يكمن في التوازن مع أوميغا-3 وتجنب الأطعمة المصنعة. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :