
السكتة الدماغية: اكتشف أسبابها وكيف تقي نفسك منها بالتغذية؟
نحو 47% من حالات السكتة الدماغية هم من الرجال؛ إذ تُصِيب واحدًا من كل أربعة أشخاص ممن هم أكبر من 25 عامًا من العُمر، في مرحلة ما من حياتهم.
والحقيقة أن خطورة السكتة الدماغية لا تنحصر في أنها قد تُسبِّب الوفاة؛ إذ إن من ينجو منها قد يعاني تلفَ بعض خلايا الدماغ، وربّما تُسبِّب إعاقة طويلة الأمد، أو ضعفًا في بعض أجزاء الجسم، ومن ثم فإن الوقاية منها أمر حيوي يجب أن يتقدم أولوياتنا الصحية، خاصة أنها تنجم عن أمراضٍ أخرى منتشرة، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
وإذا كان من الممكن السيطرة على بعض هذه الأمراض من خلال التغذية في بعض الأحيان، فهل يمكن الوقاية من السكتة الدماغية بالتغذية أيضًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فإن السؤال التالي يكون: كيف؟
السكتة الدماغية
رسم تخيّلي لشريان الدماغ تعبيرية عن ماهية السكتة الدماغية - المصدر: Shutterstock
السكتة الدماغية، عبارة عن انسداد أو نزيف مفاجئ في شرايين الدماغ، يُؤدِّي إلى حرمان الدماغ أو بعض أجزائه من الأكسجين والعناصر الغذائية الحيوية، ومِنْ ثمّ تموت خلايا الدماغ في دقائق معدودة، وفي حالة النزيف، يضغط الدم المتسرّب على خلايا الدماغ؛ مسببًا لها التلف، والانسداد أكثر شيوعًا في السكتات الدماغية (90%)، مقارنةً بالنزيف.
وانعكاس ذلك على الجسم قد يتراوح بين الوفاة، أو إعاقة طويلة الأمد، أو ضعف أو شلل أو تنميل في جانب واحد من الوجه أو الجسم، أو صعوبة النطق أو غير ذلك.
أسباب السكتة الدماغية وعوامل الخطر
قد تُسهِم بعض العوامل في زيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل:
1. ارتفاع ضغط الدم:
ارتفاع ضغط الدم أحد أبرز أسباب السكتة الدماغية، وعادةً لا يصاحب ارتفاع ضغط الدم أعراض، لذا يُنصَح بقياس ضغط الدم من وقتٍ لآخر أو تلقِّي العلاج اللازم حال ارتفاع ضغط الدم.
2. أمراض القلب:
بعض أمراض القلب تُسهِم في زيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل:
مرض الشريان التاجي؛ إذ قد تتراكم الترسّبات (اللويحات) في الشرايين، وتمنع تدفّق الدم إلى الدماغ.
مشكلات صمامات القلب.
عدم انتظام ضربات القلب .
الرجفان الأذيني
.
3. ارتفاع الكوليسترول في الدم:
إذا زاد الكوليسترول الموجود في الدم عن مستوياته الطبيعية، فقد يتراكم في جُدران تلك الشرايين، بما في ذلك شرايين الدماغ، ما قد يؤدي إلى تضيّقها وربّما انسدادها، ومِنْ ثَمّ السكتة الدماغية.
4. مرض السكري:
كذلك يزيد مرض السكري فرص الإصابة بالسكتة الدماغية؛ إذ يتراكم السكر في الدم، وقد يحول دون وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى بعض أجزاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، كما أن ارتفاع ضغط الدم شائع بين مرضى السُّكري، مما يفاقِم خطر إصابتهم بالسكتة الدماغية.
5. السمنة:
السمنة مرتبطة بزيادة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، كما أنّها قد تتسبَّب في مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
6. الحالة النفسية:
قد يؤدي التوتّر المستمر أو الاكتئاب أو القلق، بالإضافة إلى العمل لساعاتٍ طويلة، وعدم التواصل مع العائلة أو الأصدقاء إلى زيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.
7. التاريخ العائلي:
ربّما يكون المرءُ أكثر عُرضةً للسكتة الدماغية إذا سبق لأحد أفراد أُسرته الإصابة بها، خاصةً مع وجود بعض الجينات المُشترَكة، لكن ذلك لا يعني حتمية الإصابة بها، بل يمكن الوقاية منها مع ذلك.
8. العُمر:
تزداد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية مع التقدُّم في العُمر؛ إذ تتضاعف فرص الإصابة كل عشر سنوات بعد بلوغ 55 عامًا من العُمر، ورغم شيوع السكتة الدماغية بين كبار السن، لكن قد يكون صغار السن أيضًا مُعرّضين لها.
وحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها "CDC"، فإنّ 1 من كل 7 أشخاص أُصِيبوا بسكتة دماغية، هم من المراهقين والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 49 سنة.
9. عوامل أخرى:
التدخين.
قلّة النشاط البدني.
العمل أو العيش في بيئة هواؤها مُلوّث.
كثرة النوم (أكثر من 9 ساعات).
العلاقة بين الدهون المشبعة وخطر السكتة الدماغية
مجموعة من الطعام غير الصحي تعبيرية عن العلاقة بين الدهون المشبعة وخطر السكتات الدماغية - المصدر: Shutterstock
بدايةً ما مصدر الدهون المشبعة في طعامنا؟
تأتي الدهون المشبعة من مصادر حيوانية، مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم، لكن قد يؤدي الإفراط في تناول الدهون المشبعة إلى زيادة مستويات الكوليسترول السيئ "LDL" في الدم.
والكوليسترول هو مادة شمعية، تُشبِه الدهون، ذات دورٍ أساسي في بناء خلايا صحيّة وإنتاج الهرمونات، لكنّ زيادة مستوياته عن الحدّ الطبيعي هو المشكلة الأساسية.
لأنّ هذه الكمية الزائدة تتراكم في الجدران الداخلية للشرايين في صورة لويحات "مزيج من الدهون والكوليسترول ومواد أخرى"، تؤدي إلى ضيق الشرايين بمرور الوقت، وإذا ضاقت بشدّة، لن يتدفّق الدم بالكمية المطلوبة، بل ربّما انقطع تدفّقه، بما قد يؤدي إلى سكتة دماغية، إذا كان ذلك في الشرايين المغذّية للدماغ.
تأثير الصوديوم والملح على صحة المخ
قد يؤدِّي الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالأملاح (الصوديوم) إلى زيادة فُرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يرفع احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية وكذلك أمراض القلب.
ونحو 80% من الملح الذي نتناوله، يأتي من الأطعمة المُصنَّعة، مثل:
الوجبات السريعة والجاهزة.
اللحوم المُصنَّعة، مثل الهوت دوج.
الحساء المُعلَّب.
الصلصات المُعبّأة.
المقبلات، مثل الكاتشب والمخللات.
الوجبات الخفيفة المالحة، مثل رقائق البطاطس والمقرمشات.
الوقاية من السكتة الدماغية بالتغذية
رغم الخطر الهائل للسكتة الدماغية وما يمكِن أن تُسبِّبه للجسم، فإنّه من الممكن تقليل فرص الإصابة بها بالتغذية السليمة، ومن التوصيات الغذائية للوقاية منها:
1. رجيم البحر الأبيض المتوسط:
حسب بحثٍ نُشِر عام 2015 في "مجلة جمعية القلب الأمريكية AHA Journal"، فقد ارتبط رجيم البحر الأبيض المتوسط بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وهو نظام غذائي، يتضمّن بصفةٍ أساسية:
الفواكه.
الخضراوات.
البقوليات.
الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والشعير.
الدهون الصحية، مثل السلمون والأفوكادو وزيت الزيتون البكر.
2. رجيم داش:
مجموعة من الطعام الصحي تعبيرية عن رجيم داش أحد طرق الوقاية من السكتة الدماغية بالتغذية - المصدر: Shutterstock
رجيم داش، نظام غذائي مُصمّم خصيصًا لخفض ضغط الدم المرتفع، ويُركِّز على تناول:
الفواكه والخضراوات.
الحبوب الكاملة.
منتجات الألبان قليلة الدسم.
الدواجن والأسماك.
المكسرات.
وقد ثبتت فاعلية هذا النظام في خفض ضغط الدم المرتفع، وفي دراسةٍ نُشِرت عام 2016 في دورية "Stroke"، بعد متابعةٍ استمرّت في المتوسّط نحو 12 عامًا لأكثر من 74,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 45 - 84 سنة، وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين اتّبعوا رجيم داش عن كثب، كانوا أقل عُرضةً للإصابة بالسكتة الدماغية.
ليس فقط بحماية الشرايين من ضغط الدم المرتفع، بل قد يساعد رجيم داش على منع تراكُم اللويحات داخل الشرايين؛ إذ تنخفض مستويات الدهون المشبعة والكوليسترول في أطعمة هذا الرجيم، إلى جانب المستويات العالية من مضادات الأكسدة النباتية.
3. تناول المزيد من الألياف:
تساعد الألياف الغذائية على إطالة فترة الشُعور بالشبع، بالإضافة إلى تقليل مستويات الكوليسترول في الدم، ومِنْ ثَمّ يُفضّل أن تكون جزءًا من نظامك الغذائي (دون إسرافٍ في تناولها فقد تسبب الإمساك والغازات)، ومن مصادرها:
الحمص.
البقوليات.
الفاصوليا.
الأرز البني.
الكينوا .
الشوفان.
4. الحصول على البوتاسيوم:
يساعد البوتاسيوم على تنظيم ضغط الدم ومنع ارتفاعه، ومِنْ ثَمّ يُنصَح مرضى ضغط الدم خصيصًا -بعد استشارة الطبيب- بتناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل:
الموز.
الأفوكادو .
الكيوي.
المانجو.
البطاطا الحلوة.
اقرأ أيضًا:أفضل 5 فيتامينات تساعد على خفض ضغط الدم
5. تجنّب الأطعمة الضارّة:
على رأسها الأطعمة المليئة بالدهون المُشبّعة، كاللحوم الحمراء والمُصنّعة ومنتجات الألبان كاملة الدسم، وكذلك الأملاح؛ إذ يُوصَى بعدم الحصول على أكثر من 2,300 مجم من الصوديوم يوميًا، والأشخاص الأكثر عُرضةً للأمراض كالسكتة الدماغية وأمراض القلب أو من يُعانُون ارتفاع ضغط الدم، لا ينبغي لهم الحصول على أكثر من 1,500 مجم يوميًا.
وأغلب الأملاح لا تأتي من ملح الطعام الذي يُرشّ عليه، بل غالبًا ما تأتي من الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة.
كذلك ينبغي تقليل تناول السكر المُضاف إلى ما لا يزيد على 9 ملاعق صغيرة يوميًا (32 جرامًا) للرجال، حسب جمعية القلب الأمريكية.
أطعمة تحمي الدماغ وتحافظ على الأوعية الدموية
من أمثلة الأطعمة التي أظهرت عديد من الدراسات فاعليتها في الحفاظ على صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية:
1. الخضراوات الورقية:
جزء أساسي من رجيم البحر الأبيض المتوسط وكذلك رجيم داش، لكن ينبغي إفرادها بالذكر هُنا، لغناها بالنترات، التي تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفّق الدم، وتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
وقد أظهرت دراسة نشرت عام 2021 في دورية "European Journal of Epidemiology"، أنّ تناول ما لا يقل عن 60 مجم يوميًا من نترات الخضراوات (كوب واحد من الخضراوات الورقية)، أدّى إلى انخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 17%.
2. الجوز:
الجوز أحد الأطعمة التي تحمي الدماغ وتحافظ على صحة الأوعية الدموية - المصدر: Shutterstock
مصدر رائع لأحماض أوميجا 3 الدهنية (تحديدًا حمض ألفا لينولينيك)، التي ثبتت قدرتها على تقليل الالتهاب وتحسين تدفّق الدم وخفض ضغط الدم، وكلّ ذلك من شأنه أن يُقلِّل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
يؤيِّد ذلك بحث نُشِر عام 2021 في دورية "Nutrients"؛ راقب فيه الباحثون أكثر من 93,000 شخص لمدة تصل إلى 20 سنة، وقد كان من تناولوا المزيد من الجوز أقل عُرضةً للوفاة لأي سبب، خاصةً بسبب أمراض القلب (قد تسبّب سكتة دماغية)، ويميلون إلى العيش لفترةٍ أطول، مقارنةً بمن لم يأكلوا الجوز.
3. الفواكه الحمضية:
تتميّز تلك الفاكهة (كالبرتقال والليمون) بغناها بمضادات الأكسدة، مثل فيتامين سي والفلافونويدات، التي تتمتّع بخصائص مضادة للالتهابات، تساعد على تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وقد بيَّنت دراسة نشرت عام 2012 في دورية "Stroke"، أنَّ تناول الفواكه الحمضية، كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وقد ضمّت الدراسة نحو 69,622 امرأة.
4. الأسماك:
سواء الأسماك الدهنية الغنية بأوميجا 3، مثل السلمون والتونة، التي تساعد على تخفيف الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو حتى الأسماك الخالية من الدهون، مثل سمك القد، التي تحتوي عناصر غذائية أخرى مفيدة، مثل السيلينيوم، وإن كانت أقل من ناحية كمية أوميجا 3.
فقد بيّنت مراجعة في عام 2018 لـ5 دراسات نشرت في دورية "Lipids in Health and Disease"، أنّ السمك الخالي من الدهون، مثل الاسكالوب والروبيان، مفيدة لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وربّما أكثر من الأسماك الدهنية، لكن قد تكون هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.
نمط الحياة المثالي للوقاية من السكتات الدماغية
تقل أو تزيد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية، بناءً على عوامل مُتعدِّدة، وليست التغذية وحدها هي المؤثِّر الأساسي -وإن كانت شديدة الأهمية بالطبع- وفيما يلي بعض النصائح للوقاية من السكتات الدماغية:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع نظامٍ غذائي متوازن للحفاظ على الوزن، فهذا يسهِم في الحفاظ على ضغط الدم وكذلك مستويات الكوليسترول في الدم.
الإقلاع عن التدخين.
الحصول على قسطٍ كافٍ ومعتدل من النوم (7 - 8 ساعات)، لأنّ انخفاض جودة النوم قد يزيد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية.
تلقِّي العلاج المناسب
للأمراض المزمنة
، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو غيرها، للوقاية من السكتات الدماغية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 26 دقائق
- الشرق الأوسط
ثلج الإسكندرية وكويكب الجزائر ولهَب حائل!
من ليل الجمعة وحتى السبت الماضي، اجتاحت الإسكندرية المصرية، عروس البحر الأبيض، عاصفة عاتية غير مألوفة تخللتها أمطار رعدية غزيرة وتساقط للثلوج مع رياح شديدة تجاوزت سرعتها 50 كيلومتراً/الساعة. سارع المُنجّمون والصيادون في مياه الشعبوية أو العداوة السياسية، أو الدروشة، للقول إن ما جرى عقوبة إلهية بسبب ذنوب أهل الإسكندرية، لكن الأمر بسهولة هو أن ما جرى له تفسير علمي مناخي، كما أوضح أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي في تعليقه لـ«العربية»، وهو أنَّ تلك الأجواء غير المسبوقة تعود لحدوث انفجارات شمسية وتوهج شمسي. قبل ذلك بفترة، حيّرت ظاهرةٌ أغربُ في الجزائر، العقولَ، وكانت مادّة شهية للدجّالين، فقد ظهرت يوم 7 مايو 2023 كرة نارية كبيرة عبرت سماء الجزائر في ولاية المسيلة، كانت شديدة اللمَعان غريبة التوهّج، أكثر من لمعان القمر البدر، ثم أحدثت دويّاً مرعباً عقب انفجارها، قُدّر بقوة 176 طنّاً من مادّة «تي إن تي»! لاحقاً - في نجاحٍ علمي - كشف مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية بالجزائر، أن ما حصل هو عبور جسم فضائي بقطر بضعة أمتار، وانفجاره فوق منطقة البويرة بالجزائر، وانتشار صوته ووهجه خارج الجزائر. لاحظوا أننا في عصر العلم والانكشاف، ومع ذلك ما زال للأباطيل والخرافات باعتها ومشتروها. هذه الحوادثُ أذكرتني حادثةً طريفةً وقعت في جزيرة العرب قبل نحو قرن ونصف القرن. كان ذلك حين روى الرحّالة والعالمُ والسياسي الألماني يوليوس أويتنغ ضمن يومياته، في مدينة حائل، وزيارة أميرها الشهير محمد العبد الله الرشيد. كتب المؤلف التالي ضمن يومية 22 أكتوبر 1883: «كانت الساعة تقارب التاسعة مساءً عندما غادرنا القصر، لمع ضوءٌ أحمر خلال الليل من جهة الغرب، مع أني لم أستطع تحديد الاتجاه إلا خلال النهار، واعتقدتُ في البداية أنه نوع من الضوء الشمالي (قلتُ: أظن المقصود هو الشفَق القطبي) استمرت هذه الظاهرة، التي يصعب تعليلها، للأيام الأربعة عشر التالية، وكانت واضحة للعيان، فتبدأ أولاً ساطعة، ثم يخفُّ ضوؤها تدريجياً». يواصل مُفسّراً: «في هذا الوقت لم أكن أعلمُ عن حدوث انفجار بركان كراكاتاو KRAKATAU في مضيق سوندا، الذي حدث في يوم السابع والعشرين من شهر أغسطس (آب) سنة 1883 والظاهرة التي تبعته بتألّق غروب الشمس». مضيق سوندا الذي انفجر فيه هذا الجبل البركاني الهائل، يقع بين جزيرتي جاوة وسومطرة في الأرخبيل الإندونيسي الكبير، (الرحّالة الأوربيّون في شمال وسط الجزيرة العربية، منطقة حائل) د. عوض البادي. تُرى كيف فسّر الأهالي هذه الظاهرة المخيفة وقتها، وحتى وقتنا، في حائل وكل من رأى هذا الضوء الأحمر؟ لن يُلاموا إنَّ فسّروا الأمر بطريقة خرافية، فهذا منتهى مبلغهم من العلم، كما أن الفرق العلمي بين العرب والمسلمين كلهم، وقتها، مع أوروبا، هائلٌ. لكن هل من عُذرٍ اليوم لمن يمتطي ظهر الظواهر، وهل من عُذرٍ لأتباع الدجاجلة اليوم!؟


صحيفة سبق
منذ 42 دقائق
- صحيفة سبق
الدفاع المدني يدعو الحجاج للتعرف على مخارج الطوارئ واتباع إرشادات السلامة
دعت المديرية العامة للدفاع المدني، ضيوف الرحمن، إلى ضرورة التعرف على مخارج الطوارئ في مقار إقامتهم خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، والالتزام بتعليمات وإرشادات السلامة، حرصًا على سلامة الأرواح والممتلكات. وأكدت المديرية أهمية الوعي الوقائي، داعية جميع الحجاج إلى اتباع الإرشادات المعلنة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتقيد بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة. كما شددت على ضرورة الاتصال برقم الطوارئ (911) في منطقة مكة المكرمة عند الحاجة، للتعامل السريع مع أي حالات طارئة أو بلاغات تتطلب تدخل الدفاع المدني.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
كريم عبد العزيز لـ"الشرق": "المشروع X" من أصعب أفلامي
قال الفنان كريم عبد العزيز، إنّ فيلم "المشروع X" الذي ينافس به في موسم أفلام عيد الأضحى 2025، يعد من أصعب أفلامه، لتصويره في أكثر من دولة، على مدار 9 شهور كاملة، متابعاً "بذلنا فيها جهوداً ضخمة طوال رحلة تنفيذه، باعتباره تجربة سينمائية ليست سهلة إطلاقاً، وكانت لدينا رغبة لتقديم عمل مهم وقوي". وأضاف كريم، خلال حواره مع "الشرق"، أنه تحمس لتقديم الفيلم، كون الأحداث قائمة على حقيقة علمية متعلقة بالحضارة المصرية القديمة، ممزوجة بخيال المؤلف، متابعاً "تمسكت بالمشروع فوراً، بعدما أخبرني به المخرج بيتر ميمي". وأشار إلى أن مرحلة التحضير للفيلم، قد انطلقت قبل عامٍ تقريباً، مع المنتجين الراحلين حسام شوقي وفتحي إسماعيل، واللذان بذلا مجهوداً كبيراً فيه قبل وفاتهما في حادث سير. ولفت إلى عرض الفيلم بتقنية Imax لأول مرة في السينما المصرية، موضحاً أن ذلك تطلب منهم جهوداً ضخمة في الكواليس، وتوفير إمكانيات خاصة، "الجمهور سيشاهد تجربة مختلفة في كل التفاصيل". وأكد أنه لا يشغل باله بمسألة الإيرادات إطلاقاً، وإن كان "المشروع X" سيُحقق أعلى دخلاً في تاريخ السينما المصرية من عدمه، قائلاً: "هذه المسألة قدرية، وكل ما أتمناه أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور، ويسعد به". "المشروع X" طرح في دور العرض المصرية اعتباراً من يوم 21 مايو، و5 يونيو الجاري في الوطن العربي، ويشارك في البطولة، ياسمين صبري، وإياد نصار، وأحمد غزي، وعدداً من ضيوف الشرف، مثل ماجد الكدواني، وهنا الزاهد وكريم محمود عبد العزيز، والعمل قصة وإخراج بيتر ميمي، والذي شارك أيضاً في السيناريو والحوار مع أحمد حسني. وتدور أحداثه في إطار تشويقي أكشن، حول عالم مصريات يسعى للوصول إلى أسرار بناء الهرم الأكبر، ويواجه صراعات عديدة من أجل ذلك، وتم تصوير الفيلم في أكثر من دولة بجانب مصر، منها إيطاليا وتركيا. مقاييس عالمية وتطرق الفنان كريم عبد العزيز، إلى فيلم The seven dogs، والذي انتهى تصويره قبل أسابيع، داخل المملكة العربية السعودية، قائلاً: "فيلم تم تنفيذه بمقاييس عالمية، ويتضمن مفاجآت عديدة، وتقنيات وإمكانيات فنية غير مسبوقة، وبذلنا فيه مجهوداً كبيراً جداً". وأشار إلى احتمالية طرح الفيلم في صالات السينما، خلال شهر سبتمبر المقبل كموعد مبدئي، قائلاً: "لست قلقاً من عرض فيلمين لي في فترة متقاربة، وكلّ منهما يُعد إضافة قوية ومهمة لمشواري الفني". فيلم The seven dogs، قصة المستشار تركي آل الشيخ، وسيناريو وحوار محمد الدباح، وإخراج عادل العربي وبلال فلاح، ويشارك في بطولته مع كريم عبد العزيز، كلًّ من: أحمد عز، وهنا الزاهد، وناصر القصبي، وسيد رجب، وتارا عماد، وهالة صدقي، إلى جانب مشاركة بعض النجوم العالميين كضيوف شرف. وتدور أحداث الفيلم في إطار تشويقي أكشن، وتصل ميزانيته لأكثر من 40 مليون دولار، وصُور داخل استديوهات الحصن بالسعودية.