logo
تأثير الحرب ( الاسرائيلية – الايرانية ) على الملف اليمني وقضية الجنوب

تأثير الحرب ( الاسرائيلية – الايرانية ) على الملف اليمني وقضية الجنوب

اليوم الثامن٠٦-٠٧-٢٠٢٥
في الاسبوع الثاني من الحرب الاسرائيلية – الايرانية تولد لدى الجميع تقريبا انطباعا عاما بأن النظام في ايران كان على وشك السقوط , وان مسألة حدوث ذلك هي مسألة وقت فقط , وتعزز هذا الانطباع عندما نشر الرئيس الامريكي على منصة اكس جملة قصيرة قال فيها : " الاستسلام الكامل " .. ! لكن شيئا من ذلك لم يحدث !! فلم يسقط نظام الجمهورية الاسلامية .. ولم يستسلم .. ولم يوقع على اي اتفاقية خلاف اتفاق وقف اطلاق النار الذي رعاه الرئيس ترامب شخصيا قبل ان يجف حبر منشوره الذي دعى فيه ايران الى الاستسلام الكامل !!
ربما ان سيناريو الحرب بما انتهى اليه , لم يكن ضمن حسابات اي جهة كانت, سواء كانت هذه الجهة دولة اقليمية أو دولية او مركز دراسات بحثي أو حتى دولتي الحرب في ايران أواسرائيل, فقد انتهت الحرب على عكس جميع التوقعات.. نعم , لقد احدثت الحرب دمارا هائلا في الجانب الايراني اكثر من الاسرائيلي , لكنها في النهاية لم تنتج تلك الفروقات الإستراتيجية الضخمة التي يمكن ان تبنى عليها سياسات جديدة تجاه مختلف الملفات العالقة في المنطقة , ومن ضمنها بطبيعة الحال الملف اليمني ، والغريب في الأمر ان احداثا أخرى كانت اقل حجما في كثافة النيران المشتعلة, لكنها أفرزت تنتائجا وتأثيرات أكبر بكثير من حرب تل ابيت و طهران ، ومنها على سبيل المثال انهيار نظام الأسد في سوريا ، وكذلك اضمحلال قوة حزب الله إلى تلك الدرجة غير المتوقعة حتى من قبل أكبر المناوئين للحزب بشكل عام نتيجة للضربات الإسرائيلية المتتالية.
على أية حال .. ليس من شأن هذا المقال تحليل حسابات الربح والخسارة لطرفي الحرب , فقد قيل فيهما الكثير .. لكن ما يهمني هو ماذا انتجت هذه الحرب من نتائج مؤثرة على مسار الملف اليمني وبالتالي على مستقبل قضية الجنوب ؟!
في هذا السياق يمكن القول ان المحصلة النهائية للحرب الاسرائيلية – الايرانية على الملف اليمني لم يكن لها أي تأثير أو أهمية تذكر , فهي محصلة تقترب الى حد كبير من الصفر مع الأسف الشديد , وكأن الحرب لم تكن ..! ومن أجل ايضاح وجهة نظري هذه , دعونا نعود الى تلك الأيام في الحرب التي كانت فيها التحليلات تشير الى أن نظام طهران كان على وشك الانهيار أو في أحسن الأحوال كان قريبا من القبول بتوقيع اتفاقية مذلة تتعلق بثلاثة ملفات هامة وهي الملف النووي , بما في ذلك الموافقة على درجة صفر تخصيب لليورانيوم او القبول بنسبة نخصيب تتراوح مابين 5 % الى 3.76 % كما نص عليه الاتفاق مع ادارة اوباما 2015 , شريطة أن يتم ذلك خارج البلاد بتوافق دولي - اقليمي على منطقة محددة لذلك, والملف الثاني يتعلق بالصواريخ الباليستية والمسيرات من حيث تحديد مداها وقدراتها التدميرية ! واما الملف الثالث فهوان تمتنع ايران نهائيا عن تمويل ايا من " أذرعها في المنطقة " وعلى رأسها بطبيعة الحال الحوثيين الى جانب الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان .
لو حدث شيئا مماذكر اعلاه , وأدى الى اجبار ايران الى توقيع اتفاقية تتضمن التخلي التام عن أذرعها في المنطقة والامتناع الكلي عن التدخل في شئون بعض الدول العربية لقلنا أن نتيجة الحرب كانت ذات بعدا استراتيجيا كبيرا يمكن البناء عليه لخدمة استقرار المنطقة بشكل عام والانتقال الى مرحلة من التوافق والسلام بما في ذلك الملف اليمني وقضية الجنوب بطبيعة الحال.. لكن شيئا من هذا لم يحدث ! وانتهت الحرب دون التوصل حتى الى اتفاق يتعلق بموعد محدد لمفاوضات أخرى ذات أجندة جديدة , مايعني أن عناصر المعادلة السياسية اليمنية لم يتغير فيه شيء على الاطلاق ! ويعني ايضا أن ايران سوف تستمر في توطيد علاقاتها التخادمية مع " أذرعها " في العراق واليمن ولبنان , ويعني أن هذه الأذرع يمكنها ان تتعافى مع الوقت بنفس الدرجة التي سوف يتعافى فيها النظام في طهران , الذي سيقوم بترميم ما تهدم في بنيته جراء الحرب , والعودة الى بناء قدراته النووية وصواريخه البالستيه والعمل على تطويرها , مستفيدا من جملة الأخطاء التي ارتكبها النظام نفسه او تلك التي ارتكبت من قبل حلفائها او أذرعه في المنطقة.
وزاء ذلك , فان وضع الملف اليمني سيبقى كما هو , فلا هو الذي يملك مقومات وعناصر الحل السلمي الذي يمكن ان ترضي مختلف اطراف الصراع , ولا هو الذي طرأ عليه تغيرا جوهريا جراء الحرب , واذا أخذنا بعين الاعتبار ان أطراف الصراع في اليمن تملك تقريبا قدرات عسكرية متعادلة الى حد ما , وان اختلفت من حيث نوعيتها, فان كل ذلك ينبئ ان الحالة البائسة غير المسبوقة التي يعيشها المواطن في الجنوب والشمال على حد سواء مرشحة لأن تبقى على حالها فترة طويلة أخرى ! ما يعرض البلاد الى التشظي والانقسامات والكوارث الانسانية.
رغم كل هذا السؤ الذي من المرجح ان تفرضه حسابات الأمر الواقع الجديدة على المشهد في اليمن والجنوب بشكل خاص , الا ان هناك " نوافذ أمل " قد تفتح فتحدث تغيرات كبيرة مؤثرة , ومن ذلك على سبيل المثال أن يقوم النظام في طهران بعملية " مراجعة شاملة " لجميع حساباته السياسية في المنطقة وخاصة تدخلاته في شئون جيرانه العرب وما انتجته من دمار وخاسائر فادحة للنظام بدرجة رئيسية , وما ترتبت عليها من تدهور في العلاقات العربية – الايرانية بشكل عام ومع دول الخليج العربي بشكل خاص .
قد تحدث عملية التقييم والمراجعة, اذا تعامل النظام في طهران مع جردة الحسابات الكبيرة الخاسرة التي تكبدها على مختلف الاصعدة بواقعية كبيرة منطلقا من مصلحة الدولة الايرانية وشعبها في المقام الأول , ومواجها السؤال الكبير الذي يمكن ان يطرحه أي ايراني على نفسه والذي يقول : ماذا استفادت ايران من كل تدخلاتها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وغيرها من الدول العربية ؟ وماهي المكاسب التي جنتها جراء ذلك , وماهو حجم الخسائر الهائلة التي تكبدتها نتيجة لعلاقاتها المتأزمة مع دول الخليج العربي ؟ ان فعلت ايران ذلك, ورفعت يدها عن أذرعها في المنطقة مدركة أن ذلك شأنا عربيا خالصا لا يجوز لها ان تتدخل فيه, حينها يمكن ان نشهد انفراجه كبيرة في مختلف الملفات العالقة.
اما اذا كابرت ايران – وهو السيناريو الأرجح – فلا يمكن للملف اليمني ان يحدث فيه اي تغيير كبير , خاصة اذا ما عاد الغرب الى انتهاج نفس سياساته السابقة في اللعب على تناقضات المنطقة مسخرا اياها لخدمة مصالحه كما يعتقد ويظن , فهنا ستدخل المنطقة برمتها فصلا جديدا لمشاهد مكررة ترتخي فيها العلاقات مع طهران حينا وتتوتر حينا آخر.. وكأنك يابو زيد ما غزيت !!
يبدو لي من كل ما سبق , أن الجنوب وقضيته وشعبه الذي ظل لأكثر من عقد من الزمان حبيس حسابات سياسية اقليمية – دولية فشلت مع نهاية الحرب الايرانية – الاسرائيلية , انه اذا لم يتحول الى " فاعل سياسي " مؤثر , فانه سيبقى حبيس أو رهن حسابات سياسية أخرى من الممكن جدا ان يكون هو ضحيتها الاولى , و أرى شخصيا ان الجنوب يملك الكثير من نقاط القوة التي يمكنه أن يستخدمها لرفض سياسة الأمر الواقع التي تفرض عليه والتي تهلك شعبه , وتنستنزف قضيته وتبهتها , الى حد أنه قد يأتي عليها زمن لا يستطيع حتى ابناؤها أن يتعرفوا عليها كقضية وطنية !
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض: «رسوم ترامب» ستُطبق إذا لم تُعقد اتفاقات جيدة
البيت الأبيض: «رسوم ترامب» ستُطبق إذا لم تُعقد اتفاقات جيدة

الرأي

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرأي

البيت الأبيض: «رسوم ترامب» ستُطبق إذا لم تُعقد اتفاقات جيدة

قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت اليوم الأحد إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اطلع على بعض المقترحات لاتفاقات تجارية ويعتقد أنه يتعين أن تكون أفضل من ذلك. وأضاف أن ترامب سيمضي قدما في تطبيق الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على المكسيك والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في حال عدم تقديم مقترحات أفضل. وذكر هاسيت، في تصريحات لشبكة «إيه.بي.سي»، أن «هذه الرسوم الجمركية ستطبق حقا إذا لم يتلق الرئيس اتفاقات يعتقد أنها جيدة بما فيه الكفاية.. لكن كما تعلمون، المحادثات مستمرة وسنرى كيف ستنتهي الأمور». وأشار إلى أن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية تبلغ 50 في المئة على البضائع القادمة من البرازيل يعكس إحباط ترامب من تصرفات الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية وكذلك من مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة. الاتحاد الأوروبي وفي وقت سابق من اليوم، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيمدد تعليقه للإجراءات المضادة التي سيرد بها على الرسوم الجمركية الأميركية حتى أوائل أغسطس في وقت يفضل فيه التكتل حلا تفاوضيا في شأن التجارة مع الولايات المتحدة. وأضافت أن التكتل «سيواصل إعداد المزيد من الإجراءات المضادة حتى نكون على أهبة الاستعداد». وعلق الاتحاد الأوروبي أول حزمة من الإجراءات المضادة للرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألومنيوم في أبريل، والتي كانت ستؤثر على واردات سلع أمريكية تصل قيمتها إلى 21 مليار يورو (24.6 مليار دولار)، لمدة 90 يوما لإتاحة الوقت للمفاوضات. ومن المقرر أن تنتهي فترة هذا التعليق غدا الاثنين. ويعمل التكتل على حزمة ثانية منذ مايو، تستهدف سلعا أمريكية بقيمة 72 مليار يورو، لكن هذه الإجراءات لم تعلن بعد وتتطلب القائمة النهائية موافقة الدول الأعضاء. وقالت فون دير لاين إن الوقت لم يحن بعد لطرح خيار اللجوء إلى أداة الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإكراه. وتابعت: «أداة (مكافحة الإكراه) وجدت لحالات استثنائية، نحن لم نصل إلى هذا الحد بعد»، في إشارة إلى أداة تسمح للاتحاد الأوروبي بتجاوز الرسوم التقليدية على السلع وفرض قيود على التجارة في الخدمات أيضا. كما تسمح هذه الأداة للتكتل باتخاذ إجراءات مضادة بحق دول ثالثة إذا مارست ضغوطا اقتصادية على دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي لتغيير سياساتها. ومن بين إجراءات الرد المحتملة فرض قيود على دخول سلع وخدمات إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وتدابير اقتصادية أخرى منها ما يرتبط بالاستثمار الأجنبي المباشر والأسواق المالية وضوابط التصدير.

ترامب: حذرت ماسك مسبقا من اختلاف مواقفنا بشأن السيارات الكهربائية
ترامب: حذرت ماسك مسبقا من اختلاف مواقفنا بشأن السيارات الكهربائية

كويت نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • كويت نيوز

ترامب: حذرت ماسك مسبقا من اختلاف مواقفنا بشأن السيارات الكهربائية

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه حذر رجل الأعمال إيلون ماسك منذ البداية من أن مواقفهما تجاه السيارات الكهربائية متباينة، وأن هذا الاختلاف قد يعيق تعاونهما. وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه قناة 'فوكس نيوز': 'يحتوي ('قانون الإنفاق والضرائب') على العديد من البنود الجيدة، وهو مفيد من ناحية الطاقة، كما أنه ألغى تفويض السيارات الكهربائية، الأمر الذي أزعج إيلون (ماسك). هذا سيئ للغاية، لكنني أخبرته بذلك قبل وقت طويل من إعلانه دعمه لي. قلت له: 'لن تكون أبدا إلى جانبي لأني سألغي هذا التفويض. كان (التفويض) يشير إلى أنه خلال بضع سنوات، ستكون لدى الجميع سيارات كهربائية. وأكدت له أن هذا لن يحدث، لأن ليس الجميع يرغبون في السيارات الكهربائية'. وأضاف ترامب أن الأمر انتهى بأن أصبح ماسك 'غاضبا جدا' بسبب إقرار القانون. يذكر أن ماسك الذي يعد أغنى شخص في العالم، كان حتى وقت قريب منسقا لهيئة رفع كفاءة الحكومة الأمريكية (DOGE). وكان فعليا ينتمي إلى دائرة المقربين من ترامب. ومع ذلك، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية، بدأت العلاقة بين الرئيس ورجل الأعمال تتدهور وراء الكواليس لأسباب عدة، منها ما يتعلق بمصالح ماسك التجارية. وفي 30 يونيو، أعلن ماسك أنه في حال تمرير مشروع قانون الإنفاق الذي يتضمن رفع سقف الدين العام بمقدار 5 تريليونات دولار، سيقوم في اليوم التالي بتأسيس حزب سياسي جديد يسعى في المستقبل للتأثير على التصويت في الكونغرس. وفي 3 يوليو، أقر مجلس النواب مشروع القانون بعد أن صادق عليه مجلس الشيوخ. ثم وقعه ترامب في 4 يوليو. وفي 5 يوليو، وأعلن ماسك تأسيس حزب 'أمريكا'.

مصادر عبرية: الشرع يجتمع مع مسؤولين إسرائيليين لبحث اتفاق أمني في أذربيجان
مصادر عبرية: الشرع يجتمع مع مسؤولين إسرائيليين لبحث اتفاق أمني في أذربيجان

الوطن الخليجية

timeمنذ 3 ساعات

  • الوطن الخليجية

مصادر عبرية: الشرع يجتمع مع مسؤولين إسرائيليين لبحث اتفاق أمني في أذربيجان

في تطور لافت، شارك الرئيس السوري أحمد الشرع في اجتماع على الأقل مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى في العاصمة الأذربيجانية باكو، وفقًا لما كشفه مصدر سوري مطلع لقناة i24NEWS، رغم نفي رسمي من دمشق لحصول اللقاء. وبحسب المصدر، فإن الاجتماع يأتي ضمن سلسلة تمتد إلى اجتماعين أو ثلاثة، ويشارك فيها إلى جانب الرئيس الشرع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وأحمد الدالاتي، منسق الحكومة السورية للاجتماعات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي. من الطرف الإسرائيلي، يضم الوفد مبعوثًا خاصًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى جانب مسؤولين أمنيين وعسكريين بارزين. وتركز اللقاءات، بحسب المعلومات، على بحث تفاصيل إضافية متعلقة باتفاق أمني جديد بين البلدين، إضافة إلى ملف التهديد الإيراني في سوريا ولبنان، وانتشار أسلحة حزب الله، والنشاط المسلح للفصائل الفلسطينية، فضلًا عن واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين القادمين من غزة. كما تطرق النقاش، بحسب المصدر ذاته، إلى احتمال فتح مكتب تنسيق إسرائيلي في دمشق دون صفة دبلوماسية، في خطوة رمزية تهدف إلى بناء قناة اتصال مباشر في الملفات الأمنية الحساسة. وأوضح المصدر أن اختيار أذربيجان كموقع لاستضافة هذه الاجتماعات جاء بناءً على قرار إسرائيلي-أمريكي مشترك، بهدف توجيه رسالة واضحة إلى إيران عبر بوابة جغرافية ذات دلالة سياسية. وتزامنًا مع هذه اللقاءات، عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعًا رسميًا مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ضمن زيارة عمل يجريها إلى باكو. وفي بيان صادر عن الرئاسة الأذربيجانية، أشار علييف إلى أن العلاقات بين البلدين كانت شبه مجمدة لسنوات طويلة بسبب سياسات 'النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد'، والتي وصفها بأنها 'غير ودية تجاه أذربيجان'. ولفت إلى أن هذا التوتر تسبب في تراجع حاد في التعاون الثنائي، قبل أن تعود العلاقات إلى مسارها مع استلام القيادة الجديدة في دمشق زمام الحكم. وأكد الرئيس الأذربيجاني أن بلاده ترى في الحكومة السورية الجديدة شريكًا محتملًا لتوسيع مجالات التعاون، خصوصًا في قطاعات الطاقة وإعادة الإعمار. من جانبه، شكر الشرع نظيره الأذربيجاني على ما وصفه بـ'الدعم الأخوي' الذي تقدمه باكو لسوريا، مشددًا على أن بلاده تطوي صفحة الماضي، وتفتح أبوابها لتعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والثقافية. ومن أبرز نتائج اللقاء، الإعلان عن قرب تنفيذ مشروع ضخم لتصدير الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر الأراضي التركية، في خطوة قال البيان إنها ستعزز أمن الطاقة في سوريا وتساهم في إنعاش قطاعها المتضرر بشدة جراء سنوات الحرب. وأكد الشرع خلال الاجتماع أن هذا المشروع يمثل أولوية استراتيجية، مشيدًا بدور أذربيجان في تقديم حلول ملموسة للأزمة الطاقوية التي تعيشها سوريا. كما تناول اللقاء آفاق التعاون في مجالات التعليم والثقافة، حيث تم التباحث في مسألة تقديم منح دراسية للطلاب السوريين، وترميم المعالم التاريخية المتضررة بفعل الحرب. وأشار البيان إلى أن تجربة أذربيجان في إعادة الإعمار بمناطقها المحررة من الاحتلال الأرميني تُعد نموذجًا يمكن أن يُستفاد منه في عملية إعادة بناء سوريا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store